مشاهدة النسخة كاملة : كيف نفكر ولماذا نختلف
يرجى القراءة ببطئ وتمهل للفائدة واعادة القراءة خير وبركة
في خبايا النفس والروح تتصارع أحاسيس وأفكار وثوابت ومبادىء تربية وقيم ومعتقدات وقوانين سيطرت على العقل فأصبح أسيرا لهذه الكتلة من المؤثرات جعلت أفعاله ترتبط ارتباطا وثيقا بما يدور في تلافيف وزواريب هذه العقل الذي خلقه الله تعالى مختلفا فلانجد انسانا منذ آدم عليه السلام الى يومنا هذا يملك نفس العقل من طريقة تفكير واساليب معالجة المعلومات الداخلة اليه وطريقة اخراجها الى العلن لتصبح افعالا تؤثر بالانسان نفسه وبمن حوله ..........
مؤثرات منها ماهو خلقي لا يد للانسان فيه ومنها ماهو مكتسب من البيئة والمحيط الخارجي
عندما ينظر الانسان الى صورته الفردية تزداد
قناعته انه مركز الكون وماحوله هم الكواكب
التي تدور في فلكه....
وعندما ينظر الى صورته في صورة جماعية
يتقلص هذا الشعور ويجد نفسه كوكبا من جملة
الكواكب الموجودة في الكون
وهنا وقفة .......هل نجد في نظرة الانسان الى
نفسه نظرة سلبية ام ايجابية ...هنا يوجد حالات
كثيرة يجب التفريق بينها
في البداية هذا الشعور...... اي شعور الانسان
أنه المركز ...شعور لا ارادي عفوي ....
مثال : عندما تسير في أي طريق فان العقل
يستقبل اشارت يتلقفها المخ ....
.تخيل نفسك تسير في طريق مستقيم وكل ماحولك عبارة عن جماد ...
هنا أنت الشيء المركزي في هذه اللقطة
فلا معنى لكل الطريق لولا وجودك فيه .....
الان تخيل التالي نفس الطريق ولكنه مليء
بالبشر في كل الاتجاهات وانت واحد منهم ...
وأحد ما... يصور هذا المنظر المزدحم ثم
شاهدت هذا المقطع فستجد نفسك شيء من جملة
الاشياء الموجودة في الطريق...... لاتقدم ولا تؤخر !!
هذا يقودنا الى منحى مشابه بالاضافة لشعور
الانسان بمركزيته يوجد شعور توأم له وهو
احساس الانسان بأنه الاذكى وأن مايقوم به من
تصرفات وأفعال هو الصواب بعينه وعلى هذا
الاساس يتصرف في حياته أنه المنطلق
والمركز والاذكى ....
ويا لخطأ هذا الشعور ومنعكساته على أرض
الواقع عندما يتحول الى شعور
متطرف مرضي ...!!!
ولنفصل اكثر هنا ...
هذا الاحساس قلنا انه لا ارادي وطبيعي.....
ومن هنا نفهم ردة فعل أي انسان عندما يواجه
خطرا يهدد حياته تزداد ضربات القلب ويأمر
الدماغ الجسم بافراز هرمون الادرنالين
وتتضاعف قوة الانسان للتخلص من الخطر
المحدق ...
وتصدر منه أفعال تفوق حدوده الطبيعة
بأضعاف مضاعفة لينجو من الموت ....
الان مثال عن حالة مرضية متطرفة
هي مرض جنون العظمة عندما يتحول
الاحساس الطبيعي بالمركزية الى شعور
بالفوقية والذكاء المطلق وتجد الانسان يحدث
نفسه بجملة شائعة وهي ""أنا أذكى انسان في
الكون "" .
هنا المرحلة او الدرجة الاولى في سلم جنون
العظمة ........بحيث يتصاغر في عينيه وعقله
رويدا رويدا وعلى مدى سنوات ماحوله من
بشر .....
ليجدهم في النهاية قد أصبحوا فئرانا نسبة
لمركزيته المتضخمة وهنا تكون النهاية الوخيمة
كما معظم جبابرة الارض وهنا شاهدنا جميعا
مثالا صارخا لهذه الفئة على شاشات التلفاز ......
..اذا كيف يتعامل الانسان مع هذا الشعور ؟؟؟؟
هذا ماسيكون محورا في حديث لاحق .........
جروووح
02-27-2012, 02:44 PM
http://www.alqaly.com/vb/mwaextraedit4/extra/80.gif
http://www.alqaly.com/vb/mwaextraedit4/extra/109.gif
Sanaa
02-27-2012, 06:43 PM
صحيح أن شعور الإنسان بأنه مركز الكون و شعوره بأنه الأفضل يعتبر شعورا طبيعيا داخليا... ناتج عن موقع هذا الشخص في الحياة بشكل عام ... و الذي تمّ الإشارة إليه آنفاً برمزية ( سيره لوحده في شارع مستقيم )...
و لكن هنا ( و كما تمّ التنويه عنه في بداية موضوعك أيضاً ) تتدخل عوامل كثيرة أخرى ...
اعتقد انه من أهمها تلك المرتبطة بمن يحيط بهذا الشخص ( أهل , أصدقاء , أقارب .... ) ... و كيفية تعاملهم معه و ماهية تعليقاتهم على تصرفاته ....
فطريقة تعاطيهم معه ... من شأنها أن تلعب دوراً مركزياً في رسم ملامح شخصيته و تقييمه لذاته و مقارنتها بالآخرين .... و هذا مرتبط برأيي إلى حد كبير بطريقة تربية و تنشئة هذا الشخص منذ طفولته ...
فمن المسلّم به طبعا أن شخصية أيّ منا تحمل في طيّاتها رواسب من طفولتنا و من طريقة تربيتنا ....
و حتى في المراحل اللاحقة لمرحلة الطفولة ... الطريقة الغير المدروسة لتعامل المحيطين بنا ... تساهم في الإبقاء على تصرفاتنا السلبية ( إن وجدت ) ... بل و من الممكن جدا أن تزيد الطين بلّة ... و أن تقودنا بشكل غير مباشر نحو الهاوية ...
و بالمقابل .. الطريقة الحكيمة و الحازمة لتعامل المحيطين بنا من شأنها أن تساعد في تقويم تصرفاتنا والمحافظة على حالة التوازن النفسي للحيلولة دون الاتجاه نحو كارثة مرضية جنونية ...
لا يقتصر انعكاسها علينا أو على المقرّبين لنا وحسب .... بل تطال كل من حولنا بشكل عام ..... و بالطبع تكون النهاية من أسوأ ما يكون في هذه الحالة ....
صراحة هناك الكثير و الكثير من الكلام في هذا الموضوع .... اعذرني للإطالة و لكن بعض الطروحات ( كالطرح الحالي ) تجذبني و اعتقد أنها تصلح ان تطرح للنقاش العام ....
شكرا جزيلا
بانتظار " الحديث اللاحق" ... الذي وعدت به في نهاية الموضوع
تحيتي
طيب منيح معناها في مين عم يقرأ شو عم اكتب شكرا لتفاعلك سناء مع الموضوع
فعلا النقاش بهاد الموضوه مهم وفي مفتاح مهم او عدة اهداف للموضوع ومنها ان نفهم اننا مختلفون عن بعضنا وهذا ليس بيدنا
وما دمنا مختلفين اذا ردود افعالنا لما يجري من حولنا ستكون مختلفة فنحن لسنا علب سفن آب لنا شكل موحد ووزن موحد
اذا هضمنا هذه الحقيقة سنحل كثير من مشاكلنا مثال فوري : خطيبين عندما يتزوجا يجدا فارق كبير عند العيش المشترك...
و البعض لا يفهم هذا الاختلاف مما يؤدي الى الطلاق......... وكما ذكرت هذا الاختلاف جزء منه ولد معنا دون ارادتنا وجزء من تربيتنا وثقافتنا
وجزء من اختيارنا وهذا الجزء هو الذي سيحاسبنا الله عنه ....
اعود للموضوع لاكمل ما بدأت واي فكرة تحتاج للنقاش انا جاهز ...
..اذا كيف يتعامل الانسان مع هذا الشعور ؟؟؟؟
في البداية عليه ان يكون راضيا بالقدرات التي وهبه الله اياها
هنا لنتخيل ان كل انسان قد اكتسب منذ ولادته اربع وعشرين
قيراطا...
هذه القراريط تتوزع بين الصحة والرزق والذرية والملكات الفكرية
والقدرة الجسدية ....اذا الله تعالى اعطى كل انسان مايناسبه من
القراريط ليبلغوا في نهاية عمره اربع وعشرين فلايموت الا وقد
استوفاهم جميعا .....
كل ماعليه فقط ان يسعى في هذا الرزق المكنون والمخصص له
وكلما اجتهد كلما حاز من رزق الله المكتوب له بعلم الله الازلي ....
أما من ينظر الى أناس نالت الفتات ويستغرب لما هم في هذه الحالة المزرية فلها دور ...
دور العبرة ولنعرف نعم الله فلا نجحدها وربما من أشفقت عليه من
شدة فقره كان له من الاجر عند الله مالا يخطر على قلبك ولتمنيت ان
تكون مبتلى مثله على ان تأخذ الاجر الكبيرالذي حصل عليه جزاء
صبره على بلواه .....
فما معنى سنوات الحياة الدنيا القصيرة أمام نعيم خالد لا يبلى....
اذا الخطوة الاولى هو الرضا القلبي والراحة النفسية لما وهبنا الله
من الرزق الثابت في الولادة ومن الرزق المتغير في الحياة
ايضا المصائب فعندما نتيقن ان الله قد أذن بحدوثها فهناك حكمة وهناك خير
وللحديث بقية............
جروووح
02-27-2012, 10:54 PM
نعم الرضا القلبي
وهنا اتذكر قول الشاعر
علمتني الحياة ان اتلقي --------------------------كل الوانها رضا وقبولا
ورايت الرضا يخفف اثقالي ---------------------------ويلقي علي الماسي سدولا
وانا ساقول علمني ربي
ورسولي
انه لا يوجد في الرضاء بديلا
هبني اللهم الصبر والقدرة
للرضاء بما ليس منه بد
وهبني اللهم الشجاعةوالقوة
لااغيرمالاتقوي علي تغيره يد
وهبني اللهم السداد و الحكمة
لااميز بين هذا وذاك
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام (ارض بماقسم الله لك تكن اغني الناس ))
ويعجبني ان يواجه الانسان هذه الحياة وعلي شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر وسجاحة الخلق وسعة الاحتمال
بسمة تري في الله عوضا عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوي عن كل مفقود
الرضاء مفتاح النجاة
ومن الحكمة ان ننظر الي غيرنا
حتي نعود ونشكر ونحمد ونرضي
الرضا
نعمة من الله تعالى على عباده فلولاها لما احتمل البشر المشاكل والمصاعب التي يواجهونها
يعطيك العافية
ننتظر البقية
تحياتي
شكرا جرووح على مشاركتك ورائع كلامك عن الابتسام بمواجهة ظروفنا
والرضا مفتاح النجاح كلامك معبر ومركز
قبل ان نصل للخطوة التالية
لنستفيد من خطوة الرضا ؟؟؟
الانسان بين تجاذبين او طريقين ( رضا ......أو عدم رضا)
ولنرى نتائج اختيارنا لاحد الطريقين
الاول اي الرضا : ترتاح نفس الانسان من أمراضها
المتعبة
فيجد هناءة في العيش ولذة في التمتع
بما أكرمه الله من نعم لاتعد ولاتحصى
وعندما ترضى عن الله حقا وصدقا ........
..تحمده على ماأعطاك فيزيدك من فضله
"" ولئن شكرتم لازيدنكم""
فلماذا لانرضى ..............
عدم الرضا : يورث في النفس حقدا وغلا
فتصبح الحياة متعبة شاقة لان النفس لاتشبع ....
تطلب وتطلب الى مراحل متتابعة دون حد او نهاية
وما هو حديث النفس هنا
فلان اغنى مني .....
فلان اذكى مني ....
فلان اجمل مني
وهنا في هذه الحالة يعيش الانسان في حالة توتر وغليان.......
يمنعه من العمل والتفكير السليم فلا يرضى عن شيء
هنا حالة ثالثة : وهي تقلب النفس بين حالتين من
الرضا الى عدم الرضا وهي الحالة الاكثر شيوعا بين
الحالات الثلاث
فعند الرخاء والبحبوبة تراه راضيا سعيدا بما قسم الله له
وعند الضيق والابتلاء تراه ساخطا جاحدا لنعم كثيرة
جائته وفارقت غيره
وكلما حاولنا ان نقترب من حالة الرضا ونبتعد عن
اللا رضا وصلنا الى درجات الحياة الرضية الهنية
البعيدة عن الحسد والبغضاء والتنافر والكراهية
انظروا الى اكلمة واحرف الرضا ...كلمة لها وقعها
الحسن على النفس .............
وانظروا الى كلمة البغضاء .....كلمة تعطي انطباعا
سيئا ومنفرا ..........
الان فائدة صغيرة على المجتمع
عندما يقوم الجميع بواجباتهم تجاه بعضهم البعض
اقل ما يقال هنا تختفي بعض جرائم المجتمع مثل السرقة فالكل راضيا على
وضعه ولايحسد وينظر الى غيره ...........
الخطوة الثانية
القدرة على تقبل خطأ .......................ماكنا نعتقده
صحيحا نتيجة تفكيرنا
اي الاعتراف بأننا كنا مخطئين.... وهنا نجد في قصة
العبد الصالح مع رسول الله موسى عليه السلام عندما
خرق السفينة فما كان من موسى عليه السلام الا ان
فكر بأن هذا العمل خطأ بشكل كبير ........
لقد ثقب السفينة ........
ليغرق اهلها ....واضحة جدا ...........ولكن فكرته
الناتجة عن نظرته لما يجري لم تكن هي الحقيقة
............للحديث بقية
Sanaa
02-28-2012, 06:24 PM
الرضا ... و ما أعظمها من نعمة إلهية ... تدخل الراحة و الطمأنينة و السعادة لقلوبنا
و هي الكفيلة حقاً ... بتقويم تصرفاتنا ...من خلال نزع الحقد و الحسد و البغضاء من نفوسنا ...
اللهم اجعلنا من عبادك الراضين المرضيين ....
أما بالنسبة للنقطة الثانية .... وهي غاية في الأهمية ... فهي تتطلب الكثير من الحكمة و الاتزان ...
فليس من السهولة بمكان ... أن نتقبل ما يتعارض مع ما نراه نحن صحيحاً ...إن لم نكن نتمتع بمرونة تفكير عالية ....
و بقدرة على المحاكمة العقلانية المنطقية ...
بعيداً عن التشبث " الشديد و الغير قابل للنقاش " بوجهات نظرنا .... على مبدأ :
( إن كنت تتفق معي ... أنت أخي و صديقي ....... و إلا .... فأنت عدوّي !! )
كما و ينبغي علينا أن نتنازل قليلاً عن غرورنا ... الذي يمنعنا أحياناً من تقبل الصواب المتعارض مع ما كنا نفكر فيه ....
لمجرد أننا لا نقبل بأن نعترف بأننا كنا مخطئين فعلا ....
طرحك ممتع و هادف ... في الوقت ذاته
بانتظار البقية
تقبل مروري
رائعة سناء ..... وكأنك تقرأين ماأريد كتابته ....
تتمة الخطوة الثانية
القدرة على تقبل خطأ .......................ماكنا نعتقده صحيحا نتيجة تفكيرنا
وهنا حالات لنفرق بينها
في المثال السابق اوصل التفكير بالنظر المادي الى نتيجة خاطئة
اذا يوجد حالات معينة لا نستطيع بالعقل البشري المحدود ادراك الحكمة الموجودة خلف الاحداث الظاهرة لنا
وهنا حكمة عظيمة " ربما أعطاك فمنعك ..وربما منعك .......فأعطاك "
فليس كل ماتراه عيناك ويقرره عقلك ..............صحيح "
قد تجتهد بالبحث عن سبب ولاتراه ......وفي قصة موسى عليه السلام مع
العبد الصالح مثال لهذه الحالات
ولكن هذه الحالات ليست القاعدة .....
فالقاعدة هي .....النتائج مرتبطة بالمقدمات .......ولكل نتيجة .....سبب
المهم هنا ان القدرة الالهية متجلية في تفاصيل حياتنا وهذا لايؤثر على حريتنا
في اتخاذ الطريق الذي ارتضاه تفكيرنا وعقلنا اليه
وللتوضيح ولله المثل الاعلى
لنتخيل معلم في مدرسة ......
في بداية العام الدراسي يتعرف الاستاذ على طلابه ويستطيع خلال عدة
دروس تقييم وضع ومستوى طلاب الصف بالكامل
الطالب الكسول والذي لا يريد ان يقدم اي جهد ويريد ان يمضي العام في
اللعب واللهو ...يستطيع المعلم ان يقول له اذا بقيت على هذا الحال سترسب
في نهاية العام
ورغم التنبيهات المتكررة خلال العام في النهاية يرسب الطالب في صفه
فهل نستطيع لوم الاستاذ على هذا الرسوب ....!!
اذا علم الله الازلي ...لايؤثر على طريقة تفكيرنا ومانختاره من سلوك طريق
الشقاء او السعادة .
* تختلف نظرة كل انسان الى فكرة معينة او مقولة او عمل
يأتي هذا الاختلاف نتيجة اختلاف البيئة وطريقة التربية من ناحية
ومن تركيبة العقل المختلفة من انسان لاخر
اضاءات :
*يجتمع عدة اشخاص حول لوحة فنية الاول يراها قمة في الجمال والثاني
يراها عادية والثالث يراها قمة في القباحة
*يجتمع عدة اشخاص : الاول يجد متعة حياته في العلم والتعلم والثاني يجدها
في السفر والترحال والثالث يجدها في اسرته واولاده .............
* انسان وليكن سارقا السارق يرى ويفكر ان لاحل لمشلته سوى في السرقة
يسير في ذلك ويصبح غنيا أو سجينا
* انسان وليكن عصاميا يرى ويفكر ان العمل والاجتهاد هو ماسيوصله للثروة
يعمل بكد واجتهاد ويصل لمبتغاه وقد لايصل لحكمة لا يعلمها الا الله .
...................................
هل استمر؟؟؟؟؟ حاليا لا اعلم
Sanaa
02-29-2012, 08:14 PM
مهم جدا أن نؤمن أولا بأن هناك أمور يقتصر تفكيرنا المادي البحت عن إدراك حقيقتها .... لأنها و ببساطة مرتبطة بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله ....
و دائما هناك حكمة جليلة وراء حدوثها .... وغالبا سيأتي ذاك اليوم الذي نكتشف فيه تلك الحكمة ....
و النقطة الثانية المهمة ....قناعتنا بأن لكل منا وجهة نظر مرتبطة بالكثير من العوامل الشخصية و الظروف و العوامل المحيطة الخاصة به .... و بالتالي من الطبيعي جدا ألا نفكر جميعا بذات الطريقة ....
هذا و من الممكن فعلا أن نجعل من ذاك الاختلاف قاعدة للانطلاق نحو أفق أوسع من التفكير .... و كمثال واقعي بسيط على ذلك :
عندما نقوم بتحضير مشروع بحث مشترك في الجامعة ( 2 أو 3 طلاب ) ... يكون لكل منا طريقة تفكير معينة .... بل و ينظر لفحوى الموضوع من زاوية مختلفة ....
فنحاول بشتى الطرق أن نتناقش و أن يفهم كلا منا وجهة نظر الآخر ... و أن نصل لطريقة مثالية تجمع وجهات نظرنا كلها ( دون إهمال أي منها ) و فعلا النتائج تكون رائعة ... على المستوى البحثي أولا ....
و على المستوى الشخصي ثانيا ... فكم من أمور من الممكن أن نتعلمها و نستفيد منها ( لم تكن في خاطرنا أساسا ) ....
و مع الأيام سنكتشف أننا قد اكتسبنا مهارات جديدة في طريقة التفكير .... من خلال إعارة الانتباه لعدة جوانب مختلفة من الموضوع .... دون الاقتصار على جانب واحد فقط !!
فكم من الرائع حقا أن نجعل من الاختلاف ( الطبيعي جدا ) وسيلة لتحقيق الفائدة .... بدلا من تحويله إلى خلاف "في كثير من الأحيان " لا تحمد عقباه !
مميز و ممتع هو طرحك ...
لا أعلم ما سبب تفكيرك بعدم الاستمرار !! أنا أتمنى فعلا أن تستمر ... و لكن القرار طبعا يعود لك
مع كل الشكر و التقدير
شكرا لك واضافاتك مهمة ورائعة لاغناء الموضوع .....
ربما استطعنا الاجابة على جزء مهم من السؤال المطروح في عنوان الموضوع : كيف نفكر ولماذا نختلف ؟
اذا الاختلاف نعمة من الله سبحانه قدرها من قدرها وجهلها من جهلها
الاختلاف من الكون الى الذرة ......
تناقضات الكون تدخل في مفهوم الاختلاف ايضا
كواكب عملاقة تبدو كرأس الدبوس
عندما نقارنها بنجوم مرمية في أطراف الكون
كحبات الرمل في الصحراء الصامتة
جبال وديان ...... صيف وشتاء .....
علم وجهل ...... جمال وقبح .......
جنة ونار .......
نعود للدنيا ....
رجل واحد يملك مليارات الدولارات
ومليارت من البشر لاتصل ثروتهم لهذا الرجل .....
ماهذا التناقض والاختلاف ؟؟؟؟
لولا الاختلاف لما وجدنا
الطبيب والممرض ...المهندس والعامل ..... المدير والآذن ....
اذا الاختلاف هو العمود الفقري الذي من خلاله يمكن للحياة ان تقوم لها قائمة
اعود لنقطة اشكالية في الموضوع
وهي عندما تواجهنا عدة اقوال في مسألة معينة
ونحاول ان نصل للجواب الصحيح هنا يتدخل الهوى ..
يتدخل هوى النفس في الموضوع ويحاول ان يرشدنا الى الجواب
الذي يخدم مصالحه دون وعي منا وبتوجيه من العقل الباطن
ولذلك نرى بعض الناس تراهم في صلاح وورع
ولكن تصدر منهم افعال واقوال ناتجة عن هوى النفس .....
ولذلك عد البعض مواجهة هوى النفس نوع من انواع الجهاد في سبيل الله تحت اسم جهاد النفس ...
ومن استطاع ان يفكر ويحل مشاكله بعيدا عن هوى النفس سيفوز
هنا خرجنا من علم النفس الى علاقة الانسان بالدين ......
انتظر رأي الاخت سناء ...ونكمل
Sanaa
03-03-2012, 04:02 AM
فعلا ... الاختلاف نعمة من نعم المولى عزوجل علينا ...
و لو أننا نفكر بعمق و نتأمل قليلا ... سنكتشف فعلا أن الاختلاف هو اساس الكون ...
فلولا الاختلاف لما وجدنا الكون على ما هو عليه الآن ..
و لما وجدنا الناس أيضاً على ما هم عليه الآن ....
و السؤل هنا : هل نتمنى فعلا ألا يكون هناك اختلاف في هذا الكون ؟؟
بالطبع لا .... كيف لنا أن نعيش في محيط متشابه بكل ما فيه !! مادياً و معنوياً !!
ما معنى الكون في هذه الحالة !! و ما معنى الحياة !! و ما معنى الوجود !!
هذه سنة الله في الكون و في خلقه ... و في ذلك حكمة أكيدة ...
اما بالنسبة للنقطة الإشكالية التي ذكرتها ... فهي فعلا غاااية في الأهمية ....
من الطبيعي عند مواجهة أمر معين ان تتدخل اهواؤنا في بعض الأحيان دون قصد ...
و لكن المهم أن نتراجع عندما نكتشف خطأنا في التفكير ... الناتج عند تدخل الأهواء الشخصية...
و هذا ما يؤسفني فعلا عند بعض الأشخاص ... عندما يكتشفون عدم صحة تفكيرهم و لكنهم يصرّون على هذا الخطأ !!
فهم يقتنعون داخلياً بشيء معين ... و لكنهم سرعان ما يتجهون لتطبيق شيء آخر ( يتوافق مع مصالحهم الخاصة ... ) ...
و الأكثر من ذلك ادعاؤهم أنهم مقتنعون بما يقومون به ( إنهم يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على أي أحد آخر !! ) ..
و يصرّون على النقاش ( بما " ادّعوا " اساسا بأنهم مقتنعون فيه ) !!
ما السبب !! باختصار لأن مصالحهم للأسف ... غلبت مبادئهم و قناعاتهم و أفكارهم !!
و هنا تأتي فعلا ضرورة ( جهاد النفس ) .... كأساس لازم للوصول إلى الصواب المتفق مع الضمير و الورع و المبادئ ...
و الذي هو الأساس الحقيقي للراحة و السعادة ...
ما يؤسف في الموضوع ... أنه في بعض الأحيان .... ينتج " الخلاف " ... و ليس الاختلاف .... بين شخصين مثلا ...
نتيجة للتفكير المنطلق من المصلحة الخاصة لأحدهما ...
و لو ان التفكير كان مجرد من المصالح ... لاتفقا ... و لما وجد الخلاف اساسا !!!
اقرأ ما تكتب باستمتاع ... الأفكار رائعة ... و طريقة السرد مميزة ....
يسعدني استمرارك ... و بانتظار البقية
مع كل الاحترام
ساحاول تبسيط الموضوع بوضع بعض الامثلة المعبرة عن الفكرة
كل انسان عندما يطلق حكما على امر معين هو فعلا ومن اعماقه يظن ان حكمه صحيح لان هذا الحكم مر عن طريق تجارب وافكار مخزنة في دماغه ومن الصعب ان تقنعه بخطأ وجهة نظره ......
الحل : توسيع المدارك ومحاولة قبول الاخر من جهة والقدرة على تقبل فكرة اننا يمكن ان نكون مخطئين في نظرتنا للامور من جهة ثانية
وجدت هذه الصورة معبرة جزئيا عن هذ الفكرة
https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/s320x320/427043_335748493136397_141035915940990_1045237_865 927355_n.jpg
Sanaa
03-04-2012, 10:09 PM
صورة معبرة فعلا ... من شأنها اختصار الكثير من الكلام
شكرا لك
Powered by vBulletin™ Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions,