انس.
03-08-2012, 01:26 PM
7 آذار اليوم الذي خسر فيه السوريون نصف ثروتهم
الكاتب: نادر الشيخ الغنيمي | تاريخ المقال: 2012-03-08
سيذكر السوريون هذا اليوم جيداً، فهو منعطف هام في حياتهم الاقتصادية، وإن كان الكثيرون لم يعوا حتى الآن مالفارق بين الأمس وماقبله واليوم.
بدأت الأزمة وكانت الليرة السورية تساوي 47.5 أمام الدولار والأمس عصراً أصبح الدولار يساوي 95 ليرة سورية، وتجاوز ذلك ليطرق عتبة الـ 100 ليرة . وعلى ما يبدو لم يدرك لا الفريق الاقتصادي ولا الكثير من الفعاليات الاقتصادية خطورة هذا الأمر.
ببساطة، في هذا اليوم فقد كل مدخر بالليرة السورية نصف قيمة مدخراته، أي أن الضرر الأعظم حصل، وما بعد اليوم سيشهد نصف الثروة الباقي تآكلاً في قيمته.
أي أن الحلول ستحاول أن تحفظ ما بقي من النصف الآخر فقط.
لم يعد منذ اليوم مهماً كم ارتفع الدولار، لأنه لم يعد يؤثر مثل ما كان عليه التأثير من قبل.
ولمن لم تتضح له الفكرة سنشرحها أكثر: وللتبسيط سنفترض أن نقطة البداية كانت50 ليرة سورية للدولار. إن أهم مرحلة في الفترة السابقة والتي تم تنصل الفريق الاقتصادي من مهمته في الدفاع عن الوعاء الحافظ للقيمة أي العملة المحلية وأوكل هذه المهمة لأشخاص كلما تلفظوا بكلمة أساؤوا أكثر لليرة.
حين وصل الدولار إلى 100 ليرة بعد نقطة البداية 50 ل.س هذا يعني أن الليرة فقدت 50% من قيمتها، وكذلك جميع المدخرات التي يملكها أي شخص مواطن أو مقيم بالليرة السورية.
ولكن، ماذا يحصل لو وصل الدولار إلى 150 ليرة؟
الجواب: لن تفقد الليرة إلا 16.6% من قيمتها مضافة إلى ما فقدته سابقاً، واذا ارتفع الدولار من 150 ليرة إلى 200 فستفقد الليرة فقط 8.4% إضافية، وكذلك لو وصل الدولار إلى 250 ليرة فستفقد الليرة فقط 5% إضافية.
أي أن الوقت الحرج مرّ وأمضاه الفريق الاقتصادي في المماحكات وتبادل التهم.
وأكثر دليل على نهج التجاهل الذي أوصلنا إلى هذا هو النظر إلى المخطط المرفق عن الفارق بين سعر الدولار في التسعيرة الرسمية وسعره في السوق السوداء.
ومن الأمور المخزية، أنه اتصل بي صحفي واراد أن يسألني بالأمس عن توقعات عن نتائج الاجتماع المرتقب يوم الأحد والمقرر بعد أن تنتهي العطلة الحالية بين مسؤولي البنك المركزي والفعاليات المصرفية، فقلت له إن فريقا لم يشأ أن يقطع إجازة العطلة، ويجتمع بشكل عاجل في مثل هذه الأزمة، ليس مؤهلا بأن يحل المشكلة بل هو المشكلة برأيي.
ألم تسمع أن قمة أوروبية تحصل بشكل عاجل من أجل شأن اقتصادي في أقل من يومين؟
الكاتب: نادر الشيخ الغنيمي | تاريخ المقال: 2012-03-08
سيذكر السوريون هذا اليوم جيداً، فهو منعطف هام في حياتهم الاقتصادية، وإن كان الكثيرون لم يعوا حتى الآن مالفارق بين الأمس وماقبله واليوم.
بدأت الأزمة وكانت الليرة السورية تساوي 47.5 أمام الدولار والأمس عصراً أصبح الدولار يساوي 95 ليرة سورية، وتجاوز ذلك ليطرق عتبة الـ 100 ليرة . وعلى ما يبدو لم يدرك لا الفريق الاقتصادي ولا الكثير من الفعاليات الاقتصادية خطورة هذا الأمر.
ببساطة، في هذا اليوم فقد كل مدخر بالليرة السورية نصف قيمة مدخراته، أي أن الضرر الأعظم حصل، وما بعد اليوم سيشهد نصف الثروة الباقي تآكلاً في قيمته.
أي أن الحلول ستحاول أن تحفظ ما بقي من النصف الآخر فقط.
لم يعد منذ اليوم مهماً كم ارتفع الدولار، لأنه لم يعد يؤثر مثل ما كان عليه التأثير من قبل.
ولمن لم تتضح له الفكرة سنشرحها أكثر: وللتبسيط سنفترض أن نقطة البداية كانت50 ليرة سورية للدولار. إن أهم مرحلة في الفترة السابقة والتي تم تنصل الفريق الاقتصادي من مهمته في الدفاع عن الوعاء الحافظ للقيمة أي العملة المحلية وأوكل هذه المهمة لأشخاص كلما تلفظوا بكلمة أساؤوا أكثر لليرة.
حين وصل الدولار إلى 100 ليرة بعد نقطة البداية 50 ل.س هذا يعني أن الليرة فقدت 50% من قيمتها، وكذلك جميع المدخرات التي يملكها أي شخص مواطن أو مقيم بالليرة السورية.
ولكن، ماذا يحصل لو وصل الدولار إلى 150 ليرة؟
الجواب: لن تفقد الليرة إلا 16.6% من قيمتها مضافة إلى ما فقدته سابقاً، واذا ارتفع الدولار من 150 ليرة إلى 200 فستفقد الليرة فقط 8.4% إضافية، وكذلك لو وصل الدولار إلى 250 ليرة فستفقد الليرة فقط 5% إضافية.
أي أن الوقت الحرج مرّ وأمضاه الفريق الاقتصادي في المماحكات وتبادل التهم.
وأكثر دليل على نهج التجاهل الذي أوصلنا إلى هذا هو النظر إلى المخطط المرفق عن الفارق بين سعر الدولار في التسعيرة الرسمية وسعره في السوق السوداء.
ومن الأمور المخزية، أنه اتصل بي صحفي واراد أن يسألني بالأمس عن توقعات عن نتائج الاجتماع المرتقب يوم الأحد والمقرر بعد أن تنتهي العطلة الحالية بين مسؤولي البنك المركزي والفعاليات المصرفية، فقلت له إن فريقا لم يشأ أن يقطع إجازة العطلة، ويجتمع بشكل عاجل في مثل هذه الأزمة، ليس مؤهلا بأن يحل المشكلة بل هو المشكلة برأيي.
ألم تسمع أن قمة أوروبية تحصل بشكل عاجل من أجل شأن اقتصادي في أقل من يومين؟