ميادة كامل
04-21-2010, 01:57 PM
من عائلة مزارعة إلى قصر الشعب في دمشق..
بثينة شعبان: لم أجد صعوبة في التأقلم والعمل مع الرئيس بشار الأسد
http://www.aawsat.com/01common/teamimages/327-bothaina.gif
كشفت الوزيرة السورية بثينة شعبان تفاصيل رحلتها من منبعها الريفي -بقرية المسعودية في محافظة حمص بسوريا(مواليد 1953 -)، وسط عائلة مزارعة- إلى قصر الرئاسة في دمشق؛ حيث عملت في البداية مترجمة لرئيس الجمهورية، ثم مستشارة إعلامية وسياسية لرئاسة الجمهورية بدرجة وزير، كما تتحدث أيضا عما يدور خلف الأبواب المغلقة بدهاليز السلطة.
واعترفت شعبان لـ"نقطة تحول" على محطة MBC، أنها كانت تذهب إلى الحقل كفلاحة تزرع وتحصد، ثم ترافق والدتها في أعمالها المنزلية، فتعد الطعام، وتقوم بترتيب المنزل.
وتتذكر مأساة وفاة شقيقها عامر غرقا في "الساقية" وهي لا تزال في أول عمرها، مشيرة إلى أنه كان قريبا جدا منها، وفوجئت بالخبر عندما كانت مع إخوتها بالحقل، فعادت معهم إلى البيت لتجد أخاها مسجى على الأرض بجسده البارد، محدثا صدمة عنيفة لها، وأن ذلك المشهد علمها أن الحياة هشة ومؤقتة؛ لأن الإنسان قد يفقد الحياة في لحظة.
أما عن فقدانها أمَّها منذ فترة؛ فتعلق الوزيرة السورية بأن أمها كانت كالطود؛ وأنها كانت بالنسبة لها كل شيء؛ مما جعل لوفاتها أسى وحزنا عميقين، خصوصا وأنها كرست حياتها لتربيتها وتربية إخوتها مدى حياتها.
وأشارت إلى أنها تعلمت منها ما لم تتعلمه من الكتب والجامعة، قبل أن توافيها المنية بعد سبعة أعوام من إصابتها بمرض الزهايمر، أما عن والدها الذي لا يزال على قيد الحياة؛ فتوضح أنه من شجعها منذ طفولتها، ووقف إلى جانبها، وكان يحبها بشكل استثنائي؛ لأنها كانت متفوقة، وكان يأخذها معه أينما ذهب ويعتز بها.
وتعلن الوزيرة السورية اعتزازها بجملة ودعها بها والدها حين سافرت إلى بريطانيا في منحة لدراسة الماجستير والدكتوراه.. "بثينة لا تحتاج لأن أوصيها".
تفوق دراسي
وتفخر بأنها كانت متفوقة في المدرسة، وأنها انتمت إلى اتحاد شبيبة الثورة، ثم إلى حزب البعث الاشتراكي، وفي صيف عام 1971 وبعد الحركة التصحيحية في سوريا نالت شهادة البكالوريا، وكانت الأولى على محافظة حمص في الفرع الأدبي، وترتيبها الرابعة في كل المحافظات؛ إلا أن الرئيس الراحل حافظ الأسد وقتها أصدر مرسوما تشريعيا بإعطاء الثلاثة الأوائل في الفرع الأدبي والعشرة الأوائل في الفرع العلمي مكافأة شهرية لإتمام دراستهم الجامعية، وكونها جاءت في المرتبة الرابعة الأدبي لم تحظَ بهذه المكافأة.
وتكشف الوزيرة عن أنها حظيت بمقابلة الرئيس حافظ الأسد في أثناء حفل تخريج الطلاب، وشرحت له أن مدرستها في القرية لا يوجد فيها فرع علمي، وبالتالي ليس ذنبها ألا تحظى بتلك المكافأة، فوجد الرئيس الأسد حجتها مقنعة، فأصدر مرسوما تشريعيا ينال بموجبه الطلبة الأوائل في كل الاختصاصات مكافأة للدراسة الجامعية، وهو ما سمح لها بإكمال دراستها العليا في الجامعة.
أما عن انتقالها إلى دمشق؛ فتقول الوزيرة إنه كان تحديا كبيرا لها، خصوصا وأنها كانت الفتاة الوحيدة من قريتها التي تدرس الأدب الإنجليزي وقتها في الجامعة، فانكبت على الدروس وكانت جدية، وعملت على تطوير نفسها، وهو ما جعلها تمر في مرحلة المراهقة بشكل متوازن.
وعن نكسة يونيو/حزيران؛ تعتبر بثينة شعبان أنها أحدثت صدمة لها إلا أن الصدمة الأهم كانت وفاة الكاتبة الفلسطينية سميرة عزام التي لم تتحمل الخبر، مؤكدة أن موتها كان خسارة كبيرة، مطالبة بأن يكون الإنسان أكبر من الصدمات؛ فيما تُعلق على حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، مشيدة بالتضامن العربي، مؤكدة أن العرب عندما يتحدون يصبحون قادرين على تحقيق المستحيل.
وتتحدث عن عودتها إلى سوريا بعد حصولها على الدكتوراه لتتزوج زوجها الذي حصل على الدكتوراه من بريطانيا، ثم انتقالهما إلى الجزائر للتدريس لبناء تلك البلد التي كانت قد خرجت من الاستعمار، وحققت استقلالها، لتعود بعد ذلك إلى سوريا للتدريس في الجامعة.
وتؤكد أن انتدابها للترجمة في وزارة الخارجية عام 1988 كان من قبيل الصدفة؛ حيث تم التعاقد معها لتستمر زهاء 15 عاما بين الجامعة ووزارة الخارجية، قبل أن ينتدبها وزير الخارجية السوري مستشارا لها، مؤكدة أن العمل كان ممتعا جدا في المكانين.
مترجمة الرئيس
وتشير إلى أنها كانت تعمل في الوزارة عندما طلب منها وزير الخارجية السابق فاروق الشرع أن تذهب معه إلى قصر الرئاسة، ولم تكن تعلم لماذا، فأخبرها على الطريق أنها ستتولى مهمة الترجمة بين الرئيس حافظ الأسد ووزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر الذي زار سوريا وقتها، مؤكدة أنه انتابها الخوف والقلق؛ لأن المحادثات كانت مهمة وحساسة، فخلال دخولها القصرَ كانت تسأل نفسها "كيف سيجري الأمر؟".
وتابعت قائلة إن الرئيس الراحل بدد كل تلك المخاوف فبمجرد أن التقته قال لها "إذا نسيت كلمة مش مهم بنرجع بنعيد الحكي"، فشعرت كما لو أنه قرأ أفكارها، فأعطتها كلمته الثقة، فكانت موفّقة يومها، وبعدها تم استدعاؤها مرة ثانية وثالثة، وأصبحت تقرأ عن الشخصية التي ستلتقي الرئيس الأسد قبل أن تذهب للترجمة.
وأوضحت أنه كان لديها فضول أن تعرف ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة، واكتشفت حقيقة أن ما كان يقوله الرئيس الراحل حافظ الأسد ويقوله اليوم الرئيس بشار الأسد خلف الأبواب المغلقة هو ذاته خارج هذه الأبواب.
وأكدت أن يوم وفاة الرئيس الأسد كان محزنا جدا في حياتها، وللحظة فكرت في أنها غير قادرة على الاستمرار؛ إلا أنها تخطت تلك الأزمة، ولم تجد صعوبة في التأقلم، والعمل مع الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر اختيارها للإعلام الخارجي في وزارة الخارجية والناطق الرسمي باسم سوريا نقطة تحول مهمة في حياتها، مشيرة إلى أن ذلك واكب دق طبول الحرب على العراق في فترة حساسة جدا، فكان عليها مواجهة الإعلام والكاميرات، وكان عليها -كما تقول- أن تقوم بعملية توازن بين المشاعر التي تعتمل في داخلها، وبين ما يجب أن يُقال.
أما عن الفيلم الذي حاكى قصتها، فتؤكد أن ذلك جاء بالصدفة؛ حيث خطرت الفكرة على بال المخرج زياد حمزة بعد قراءته كتابا قامت بتأليفه عن المرأة العربية، فقرر أن يأخذها نموذجا وكانت مهمتها في الفيلم أن توجه رسالة للمرأة العربية مفادها أن المرأة العربية لا تقل عن الغربية شأنا، وإنما لديها خصوصية اجتماعية ودينية.
أما عن قدرتها على المزج بين مهمتها الرسمية وواجباتها العائلية فتعتبر أن نجاحها في ذلك يعود إلى الدعم الذي وفره لها زوجها وأولادها.
وعن نقطة التحول المستقبلية التي تتمناها، فهي أن تأخذ المرأة العربية دورها بما يتناسب مع دورها، أما النقطة الأخرى فهي أن تتحرر كل الأراضي العربية المحتلة، وأن يكون للعرب فريق عمل موحد.
بثينة شعبان: لم أجد صعوبة في التأقلم والعمل مع الرئيس بشار الأسد
http://www.aawsat.com/01common/teamimages/327-bothaina.gif
كشفت الوزيرة السورية بثينة شعبان تفاصيل رحلتها من منبعها الريفي -بقرية المسعودية في محافظة حمص بسوريا(مواليد 1953 -)، وسط عائلة مزارعة- إلى قصر الرئاسة في دمشق؛ حيث عملت في البداية مترجمة لرئيس الجمهورية، ثم مستشارة إعلامية وسياسية لرئاسة الجمهورية بدرجة وزير، كما تتحدث أيضا عما يدور خلف الأبواب المغلقة بدهاليز السلطة.
واعترفت شعبان لـ"نقطة تحول" على محطة MBC، أنها كانت تذهب إلى الحقل كفلاحة تزرع وتحصد، ثم ترافق والدتها في أعمالها المنزلية، فتعد الطعام، وتقوم بترتيب المنزل.
وتتذكر مأساة وفاة شقيقها عامر غرقا في "الساقية" وهي لا تزال في أول عمرها، مشيرة إلى أنه كان قريبا جدا منها، وفوجئت بالخبر عندما كانت مع إخوتها بالحقل، فعادت معهم إلى البيت لتجد أخاها مسجى على الأرض بجسده البارد، محدثا صدمة عنيفة لها، وأن ذلك المشهد علمها أن الحياة هشة ومؤقتة؛ لأن الإنسان قد يفقد الحياة في لحظة.
أما عن فقدانها أمَّها منذ فترة؛ فتعلق الوزيرة السورية بأن أمها كانت كالطود؛ وأنها كانت بالنسبة لها كل شيء؛ مما جعل لوفاتها أسى وحزنا عميقين، خصوصا وأنها كرست حياتها لتربيتها وتربية إخوتها مدى حياتها.
وأشارت إلى أنها تعلمت منها ما لم تتعلمه من الكتب والجامعة، قبل أن توافيها المنية بعد سبعة أعوام من إصابتها بمرض الزهايمر، أما عن والدها الذي لا يزال على قيد الحياة؛ فتوضح أنه من شجعها منذ طفولتها، ووقف إلى جانبها، وكان يحبها بشكل استثنائي؛ لأنها كانت متفوقة، وكان يأخذها معه أينما ذهب ويعتز بها.
وتعلن الوزيرة السورية اعتزازها بجملة ودعها بها والدها حين سافرت إلى بريطانيا في منحة لدراسة الماجستير والدكتوراه.. "بثينة لا تحتاج لأن أوصيها".
تفوق دراسي
وتفخر بأنها كانت متفوقة في المدرسة، وأنها انتمت إلى اتحاد شبيبة الثورة، ثم إلى حزب البعث الاشتراكي، وفي صيف عام 1971 وبعد الحركة التصحيحية في سوريا نالت شهادة البكالوريا، وكانت الأولى على محافظة حمص في الفرع الأدبي، وترتيبها الرابعة في كل المحافظات؛ إلا أن الرئيس الراحل حافظ الأسد وقتها أصدر مرسوما تشريعيا بإعطاء الثلاثة الأوائل في الفرع الأدبي والعشرة الأوائل في الفرع العلمي مكافأة شهرية لإتمام دراستهم الجامعية، وكونها جاءت في المرتبة الرابعة الأدبي لم تحظَ بهذه المكافأة.
وتكشف الوزيرة عن أنها حظيت بمقابلة الرئيس حافظ الأسد في أثناء حفل تخريج الطلاب، وشرحت له أن مدرستها في القرية لا يوجد فيها فرع علمي، وبالتالي ليس ذنبها ألا تحظى بتلك المكافأة، فوجد الرئيس الأسد حجتها مقنعة، فأصدر مرسوما تشريعيا ينال بموجبه الطلبة الأوائل في كل الاختصاصات مكافأة للدراسة الجامعية، وهو ما سمح لها بإكمال دراستها العليا في الجامعة.
أما عن انتقالها إلى دمشق؛ فتقول الوزيرة إنه كان تحديا كبيرا لها، خصوصا وأنها كانت الفتاة الوحيدة من قريتها التي تدرس الأدب الإنجليزي وقتها في الجامعة، فانكبت على الدروس وكانت جدية، وعملت على تطوير نفسها، وهو ما جعلها تمر في مرحلة المراهقة بشكل متوازن.
وعن نكسة يونيو/حزيران؛ تعتبر بثينة شعبان أنها أحدثت صدمة لها إلا أن الصدمة الأهم كانت وفاة الكاتبة الفلسطينية سميرة عزام التي لم تتحمل الخبر، مؤكدة أن موتها كان خسارة كبيرة، مطالبة بأن يكون الإنسان أكبر من الصدمات؛ فيما تُعلق على حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، مشيدة بالتضامن العربي، مؤكدة أن العرب عندما يتحدون يصبحون قادرين على تحقيق المستحيل.
وتتحدث عن عودتها إلى سوريا بعد حصولها على الدكتوراه لتتزوج زوجها الذي حصل على الدكتوراه من بريطانيا، ثم انتقالهما إلى الجزائر للتدريس لبناء تلك البلد التي كانت قد خرجت من الاستعمار، وحققت استقلالها، لتعود بعد ذلك إلى سوريا للتدريس في الجامعة.
وتؤكد أن انتدابها للترجمة في وزارة الخارجية عام 1988 كان من قبيل الصدفة؛ حيث تم التعاقد معها لتستمر زهاء 15 عاما بين الجامعة ووزارة الخارجية، قبل أن ينتدبها وزير الخارجية السوري مستشارا لها، مؤكدة أن العمل كان ممتعا جدا في المكانين.
مترجمة الرئيس
وتشير إلى أنها كانت تعمل في الوزارة عندما طلب منها وزير الخارجية السابق فاروق الشرع أن تذهب معه إلى قصر الرئاسة، ولم تكن تعلم لماذا، فأخبرها على الطريق أنها ستتولى مهمة الترجمة بين الرئيس حافظ الأسد ووزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر الذي زار سوريا وقتها، مؤكدة أنه انتابها الخوف والقلق؛ لأن المحادثات كانت مهمة وحساسة، فخلال دخولها القصرَ كانت تسأل نفسها "كيف سيجري الأمر؟".
وتابعت قائلة إن الرئيس الراحل بدد كل تلك المخاوف فبمجرد أن التقته قال لها "إذا نسيت كلمة مش مهم بنرجع بنعيد الحكي"، فشعرت كما لو أنه قرأ أفكارها، فأعطتها كلمته الثقة، فكانت موفّقة يومها، وبعدها تم استدعاؤها مرة ثانية وثالثة، وأصبحت تقرأ عن الشخصية التي ستلتقي الرئيس الأسد قبل أن تذهب للترجمة.
وأوضحت أنه كان لديها فضول أن تعرف ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة، واكتشفت حقيقة أن ما كان يقوله الرئيس الراحل حافظ الأسد ويقوله اليوم الرئيس بشار الأسد خلف الأبواب المغلقة هو ذاته خارج هذه الأبواب.
وأكدت أن يوم وفاة الرئيس الأسد كان محزنا جدا في حياتها، وللحظة فكرت في أنها غير قادرة على الاستمرار؛ إلا أنها تخطت تلك الأزمة، ولم تجد صعوبة في التأقلم، والعمل مع الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر اختيارها للإعلام الخارجي في وزارة الخارجية والناطق الرسمي باسم سوريا نقطة تحول مهمة في حياتها، مشيرة إلى أن ذلك واكب دق طبول الحرب على العراق في فترة حساسة جدا، فكان عليها مواجهة الإعلام والكاميرات، وكان عليها -كما تقول- أن تقوم بعملية توازن بين المشاعر التي تعتمل في داخلها، وبين ما يجب أن يُقال.
أما عن الفيلم الذي حاكى قصتها، فتؤكد أن ذلك جاء بالصدفة؛ حيث خطرت الفكرة على بال المخرج زياد حمزة بعد قراءته كتابا قامت بتأليفه عن المرأة العربية، فقرر أن يأخذها نموذجا وكانت مهمتها في الفيلم أن توجه رسالة للمرأة العربية مفادها أن المرأة العربية لا تقل عن الغربية شأنا، وإنما لديها خصوصية اجتماعية ودينية.
أما عن قدرتها على المزج بين مهمتها الرسمية وواجباتها العائلية فتعتبر أن نجاحها في ذلك يعود إلى الدعم الذي وفره لها زوجها وأولادها.
وعن نقطة التحول المستقبلية التي تتمناها، فهي أن تأخذ المرأة العربية دورها بما يتناسب مع دورها، أما النقطة الأخرى فهي أن تتحرر كل الأراضي العربية المحتلة، وأن يكون للعرب فريق عمل موحد.