En.muhammed manla
05-09-2010, 03:26 PM
2993
تمطر السماء الماس في كوكبي نبتون وأورانوس.. هكذا يتصور علماء الجيولوجيا والفلك؛ فالأغلفة الجوية المشبعة بغاز الميثان الغني بالكربون في سابع وثامن كواكب مجموعتنا الشمسية، والعوامل الطبيعية والظروف المناخية هناك ترشح ذلك، ويقولون: لولا ذلك لما استقرت حال الكوكبين.. لكن الأمر يختلف عندنا في الأرض؛ إذ يجب الحفر والتنقيب على أعماق بعيدة من سطح كوكبنا العزيز، ويتطلب ذلك بذل الكثير من الجهد، واستخدام المعقد من التقنيات للفوز ببلورات الحجر الكريم.
طبعا كل ذلك العنت ليس فقط لتزيين جِيدِ الحسان، ولف معاصم الفاتنات، أو ترصيع تيجان الملوك؛ فالماس يلعب دورا أساسيا في الصناعة يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على كافة مناحي الحياة؛ نظرا لأنه "أصلد" مادة طبيعية معروفة حتى الآن؛ أي أنه يقطع ويخدش كل ما سواه من مواد، ولا يقطعه شيء آخر، اللهم إلا كما يقول الإنجليز "الماس يقطع الماس
2994
بأقل القليل من التفصيل: يُستخدم الماس في الصناعة، ولا يدع شيئا نعرفه أو نراه إلا ويشكله؛ إما بالقطع أو الصقل أو الطحن، سواء كان هذا الشيء سيراميكا أم معدنا أم خرسانة أم صخرا، وحتى عدسات النظارات والجواهر ورقائق الكمبيوتر، ومباضع الجراحين، وإبرة الفونوغراف الموسيقية يدخل في صناعتها، ولو جاز القول لقلنا إن أنفه محشورة في أسطوانات آلات التصوير، وطابعات الليزر، ومكابس الدفع في محركات السيارات... والقائمة طويلة. وأهم من ذلك كله أنه ما من مصنع إلا وبه حجر جلخ يستخدم في الصقل، أو أداة للقطع أو مطحنة، والماس مكون أساسي في كل ذلك.
ماس.. اصطناعي
لكن الماس الطبيعي لا يسد حاجة الصناعة، رغم أن 80% مما يستخرج من المناجم يتجه إليها، وهي كمية ليست قليلة، وتصل لـ 100 مليون قيراط (القيراط خُمس جرام)، لذا خرجت للوجود محاولات لإنتاج وتخليق الماس اصطناعيا، ونجحت في إنتاج ماسات صغيرة تصلح للأغراض الصناعية.
بيد أن محاكاة الظروف الطبيعية التي يتكون عندها الماس يتطلب ضغطا ودرجة حرارة هائلة؛ فالماس يتكون بتكاثف الكربون الخالص في باطن الأرض وتحت عمود صخري على عمق يصل لـ161كم، في ظروف تستدعي للذهن لازمة يوسف وهبي الذي يطلق عليه المصريون عميد المسرح العربي التي يقول فيها "ياللهول!".
أما تخليق الماس في بيئة صناعية.. ففضلا على أن الأمر يتطلب معدات ذات مواصفات شديدة الخصوصية؛ فإن بعض الطرق تنتج ماسات ذات أقطار صغيرة تحت ضغط يناهز 50 ألف كجم/سم2، وحرارة لا تقل عن 1400 درجة مئوية، ولو قل أي منهما عن ذلك لتمخض الجبل ليلد فأرا؛ فبدلا من الماس الفائق القيمة يتكون الجرافيت بخيس الثمن.
ورغم التكلفة العالية والتقنية المعقدة فإن الماس المخلق اصطناعيا يغذي الصناعة بـ400 مليون قيراط من الماس، ولا يزال الأمر مجديا من ناحية الربح والعائد
2995
تقنية.. تقترب من الدجل
إلى هنا والحديث لا يتجاوز الموضوعية؛ فنحن نتكلم عن مناجم وتنجيم، أو تخليق اصطناعي بتقنيات عالية، لكن تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب لجوِّ الأرض الكثير من المشاكل إلى الماس أقرب لدجل قدماء الكيميائيين.
بل ستقلب مثل تلك التقنية صناعة تخليق الماس اصطناعيا رأسا على عقب، وتغير خريطة إنتاجه التي ترتكز في الدول المتقدمة؛ لأن مَنْ توصل إليها وابتكرها فريق من الكيميائيين "المحدثين" في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالصين يقوده كيميائي مرموق هناك اسمه "كيان وانج تشن".
تقوم فكرة التقنية الجديدة على تكثيف الكربون من كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في وجود الصوديوم بصورته العنصرية، ونلفت النظر إلى أن الصوديوم الذي تتم العملية في وجوده معدن خطر بعض الشيء؛ فهو يتفاعل مع بخار الماء بعنف، ومع ذلك يقول تشن: "أجرينا العملية أكثر من 80 مرة بدون مشاكل تتعلق بمسألة الأمن"، إلا أنه هو العامل الذي خفض الظروف التي سبقت الإشارة إليها بشكل حاد، من ضغط 50 ألف كجم/سم2 إلى 8 كجم/سم2، وكذلك الحرارة من 1400 درجة مئوية إلى 440 درجة مئوية فقط.
طبعا من حق تشن أن يزهو قائلا: "هذه أقل درجة حرارة مستخدمة في تخليق ماس".
وخلال 12 ساعة يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع الصوديوم في فرن درجة حرارته والضغط فيه كما أسلفنا، ثم تبدأ أنوية حبيبات الماسات في التبلور والظهور منفصلة عن نواتج التفاعل الأخرى (جرافيت وكربونات صوديوم)، ولا يتعدى قطر الواحدة منها آنذاك ربع الملليمتر، ولكن مع تمام العملية يصل إلى 1.2 ملليمتر.
وغني عن البيان أن أصغر الماسات الطبيعية وأخفها وزنا أثقل وأكبر من كبريات الماسات المخلقة اصطناعيا، وحتى فتات المهدر من تشكيل الماسات الطبيعية أكبر وأثقل منها.
خرائط الصراع تتبدل
لذا فشركة دي بيرز De Beers أكبر شركة مناجم ماس في العالم ترحب بالتقدم الأخير وهي ممتلئة ثقة؛ فبالتأكيد هذه الماسات ليست في حالة منافسة -لا هي ولا غيرها من الماسات المخلقة اصطناعيا بأي طريقة أخرى- مع الماسات الطبيعية التي يخطف سناها الأبصار بعد تشكيلها، والتي تكونت من ملايين أو بلايين السنين كما يقول الجيولوجيون في باطن الأرض، والمسافة بينها مجتمعة وبين الماس الطبيعي شاسعة واسعة، ونردد نحن المسلمين: "صنع الله الذي أتقن كل شيء"، و"الذي أحسن كل شيء خلقه".
ومع ذلك فالقلق والثورة وقعت، خاصة إذا علمنا أن "تشن" وفريقه يحاول خفض الظروف التي خلقوا فيها ماساتهم، كما ينتظر زيادة حجم الماسات المخلقة اصطناعيا ووزنها أيضا، لكن مصدر القلق أن النصف مليار قيراط من الماس الذي يغذي الصناعات القائمة على الماس -ولا نعني هنا صناعة القلائد مثلا- بدأت في اليابان التي تحتمي عسكريا واقتصاديا بظل المظلة الأمريكية، ثم امتدت لكثير من دول الغرب ومنها أمريكا بالطبع.
أما الصين فهي منافس خطر سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وإذا كانت التكاليف ستقل بالطبع بسبب قلة الضغط ودرجة الحرارة المستخدمين في تقنيتها، فهما لا يتطلبان معدات ذات مواصفات شديدة الخصوصية لاحتمال ومناسبة درجات الضغط والحرارة فائقي الشدة؛ فإن التوقعات بانخفاض في أسعار الماس المخلق اصطناعيا لا تصبح ورادة فحسب، وإنما باتت محسومة، وهذه المرة لصالح الصين.
أيضا هنا ينبغي الإشارة إلى أنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم حربا معلنة ضد الإرهاب؛ فإن ثمة حروبا خفية، تتخذ أشكالا متباينة، تدور رحاها في مناطق عديدة من العالم، تشنها الدول الصناعية الكبرى، وتستهدف من ورائها الهيمنة على ما يطلق عليه المعادن الإستراتيجية التي تعرف بأنها المعادن اللازمة لحماية الدولة وقيام الصناعات المهمة بها، والتي يؤتى بها -كلها أو بعضها- من مصادر خارج هذه الدولة، وذلك حين لا تكفي المصادر المحلية كمًّا وكيفًّا لمتطلبات حاجة الدولة، طبيعية كانت أم مخلقة.
وثمة تقارير ودراسات حديثة تؤكد أن بعض الدول الصناعية الكبرى تضع ضمن خططها الإستراتيجية في سياستها الخارجية بنداً خاصاً بدعم القوى المتصارعة في القارة الإفريقية بالسلاح والمال؛ بغية الهيمنة على منابع المعادن الإستراتيجية التي تحتويها القارة السمراء·
وفي تصريح له أعلن الخبير الأمريكي في الشئون الإستراتيجية وولترفانو أن "المعادن النادرة التي يمتلكها الآخرون ستكون سبباً في صراع اقتصادي دولي، ربما ينتهي إلى حروب عسكرية دامية".
ولعل ما حدث في سيراليون في مايو 2000 من الأمثلة الصارخة في هذا الشأن؛ فقد نشبت حروب وصراعات قبلية في هذه الدولة بسبب الماس، كان المستفيد الوحيد منها قوى خارجية كُبرى -بحسب ما ورد في تقرير دولي صدر أخيرا- وفي تقرير آخر للبنك الدولي جاء: إن رغبة المقاتلين في الحصول على الماس لبيعه خارج سيراليون هي السبب المباشر لنشوب الحروب والصراعات القبلية هناك
تمطر السماء الماس في كوكبي نبتون وأورانوس.. هكذا يتصور علماء الجيولوجيا والفلك؛ فالأغلفة الجوية المشبعة بغاز الميثان الغني بالكربون في سابع وثامن كواكب مجموعتنا الشمسية، والعوامل الطبيعية والظروف المناخية هناك ترشح ذلك، ويقولون: لولا ذلك لما استقرت حال الكوكبين.. لكن الأمر يختلف عندنا في الأرض؛ إذ يجب الحفر والتنقيب على أعماق بعيدة من سطح كوكبنا العزيز، ويتطلب ذلك بذل الكثير من الجهد، واستخدام المعقد من التقنيات للفوز ببلورات الحجر الكريم.
طبعا كل ذلك العنت ليس فقط لتزيين جِيدِ الحسان، ولف معاصم الفاتنات، أو ترصيع تيجان الملوك؛ فالماس يلعب دورا أساسيا في الصناعة يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على كافة مناحي الحياة؛ نظرا لأنه "أصلد" مادة طبيعية معروفة حتى الآن؛ أي أنه يقطع ويخدش كل ما سواه من مواد، ولا يقطعه شيء آخر، اللهم إلا كما يقول الإنجليز "الماس يقطع الماس
2994
بأقل القليل من التفصيل: يُستخدم الماس في الصناعة، ولا يدع شيئا نعرفه أو نراه إلا ويشكله؛ إما بالقطع أو الصقل أو الطحن، سواء كان هذا الشيء سيراميكا أم معدنا أم خرسانة أم صخرا، وحتى عدسات النظارات والجواهر ورقائق الكمبيوتر، ومباضع الجراحين، وإبرة الفونوغراف الموسيقية يدخل في صناعتها، ولو جاز القول لقلنا إن أنفه محشورة في أسطوانات آلات التصوير، وطابعات الليزر، ومكابس الدفع في محركات السيارات... والقائمة طويلة. وأهم من ذلك كله أنه ما من مصنع إلا وبه حجر جلخ يستخدم في الصقل، أو أداة للقطع أو مطحنة، والماس مكون أساسي في كل ذلك.
ماس.. اصطناعي
لكن الماس الطبيعي لا يسد حاجة الصناعة، رغم أن 80% مما يستخرج من المناجم يتجه إليها، وهي كمية ليست قليلة، وتصل لـ 100 مليون قيراط (القيراط خُمس جرام)، لذا خرجت للوجود محاولات لإنتاج وتخليق الماس اصطناعيا، ونجحت في إنتاج ماسات صغيرة تصلح للأغراض الصناعية.
بيد أن محاكاة الظروف الطبيعية التي يتكون عندها الماس يتطلب ضغطا ودرجة حرارة هائلة؛ فالماس يتكون بتكاثف الكربون الخالص في باطن الأرض وتحت عمود صخري على عمق يصل لـ161كم، في ظروف تستدعي للذهن لازمة يوسف وهبي الذي يطلق عليه المصريون عميد المسرح العربي التي يقول فيها "ياللهول!".
أما تخليق الماس في بيئة صناعية.. ففضلا على أن الأمر يتطلب معدات ذات مواصفات شديدة الخصوصية؛ فإن بعض الطرق تنتج ماسات ذات أقطار صغيرة تحت ضغط يناهز 50 ألف كجم/سم2، وحرارة لا تقل عن 1400 درجة مئوية، ولو قل أي منهما عن ذلك لتمخض الجبل ليلد فأرا؛ فبدلا من الماس الفائق القيمة يتكون الجرافيت بخيس الثمن.
ورغم التكلفة العالية والتقنية المعقدة فإن الماس المخلق اصطناعيا يغذي الصناعة بـ400 مليون قيراط من الماس، ولا يزال الأمر مجديا من ناحية الربح والعائد
2995
تقنية.. تقترب من الدجل
إلى هنا والحديث لا يتجاوز الموضوعية؛ فنحن نتكلم عن مناجم وتنجيم، أو تخليق اصطناعي بتقنيات عالية، لكن تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب لجوِّ الأرض الكثير من المشاكل إلى الماس أقرب لدجل قدماء الكيميائيين.
بل ستقلب مثل تلك التقنية صناعة تخليق الماس اصطناعيا رأسا على عقب، وتغير خريطة إنتاجه التي ترتكز في الدول المتقدمة؛ لأن مَنْ توصل إليها وابتكرها فريق من الكيميائيين "المحدثين" في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالصين يقوده كيميائي مرموق هناك اسمه "كيان وانج تشن".
تقوم فكرة التقنية الجديدة على تكثيف الكربون من كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في وجود الصوديوم بصورته العنصرية، ونلفت النظر إلى أن الصوديوم الذي تتم العملية في وجوده معدن خطر بعض الشيء؛ فهو يتفاعل مع بخار الماء بعنف، ومع ذلك يقول تشن: "أجرينا العملية أكثر من 80 مرة بدون مشاكل تتعلق بمسألة الأمن"، إلا أنه هو العامل الذي خفض الظروف التي سبقت الإشارة إليها بشكل حاد، من ضغط 50 ألف كجم/سم2 إلى 8 كجم/سم2، وكذلك الحرارة من 1400 درجة مئوية إلى 440 درجة مئوية فقط.
طبعا من حق تشن أن يزهو قائلا: "هذه أقل درجة حرارة مستخدمة في تخليق ماس".
وخلال 12 ساعة يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع الصوديوم في فرن درجة حرارته والضغط فيه كما أسلفنا، ثم تبدأ أنوية حبيبات الماسات في التبلور والظهور منفصلة عن نواتج التفاعل الأخرى (جرافيت وكربونات صوديوم)، ولا يتعدى قطر الواحدة منها آنذاك ربع الملليمتر، ولكن مع تمام العملية يصل إلى 1.2 ملليمتر.
وغني عن البيان أن أصغر الماسات الطبيعية وأخفها وزنا أثقل وأكبر من كبريات الماسات المخلقة اصطناعيا، وحتى فتات المهدر من تشكيل الماسات الطبيعية أكبر وأثقل منها.
خرائط الصراع تتبدل
لذا فشركة دي بيرز De Beers أكبر شركة مناجم ماس في العالم ترحب بالتقدم الأخير وهي ممتلئة ثقة؛ فبالتأكيد هذه الماسات ليست في حالة منافسة -لا هي ولا غيرها من الماسات المخلقة اصطناعيا بأي طريقة أخرى- مع الماسات الطبيعية التي يخطف سناها الأبصار بعد تشكيلها، والتي تكونت من ملايين أو بلايين السنين كما يقول الجيولوجيون في باطن الأرض، والمسافة بينها مجتمعة وبين الماس الطبيعي شاسعة واسعة، ونردد نحن المسلمين: "صنع الله الذي أتقن كل شيء"، و"الذي أحسن كل شيء خلقه".
ومع ذلك فالقلق والثورة وقعت، خاصة إذا علمنا أن "تشن" وفريقه يحاول خفض الظروف التي خلقوا فيها ماساتهم، كما ينتظر زيادة حجم الماسات المخلقة اصطناعيا ووزنها أيضا، لكن مصدر القلق أن النصف مليار قيراط من الماس الذي يغذي الصناعات القائمة على الماس -ولا نعني هنا صناعة القلائد مثلا- بدأت في اليابان التي تحتمي عسكريا واقتصاديا بظل المظلة الأمريكية، ثم امتدت لكثير من دول الغرب ومنها أمريكا بالطبع.
أما الصين فهي منافس خطر سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وإذا كانت التكاليف ستقل بالطبع بسبب قلة الضغط ودرجة الحرارة المستخدمين في تقنيتها، فهما لا يتطلبان معدات ذات مواصفات شديدة الخصوصية لاحتمال ومناسبة درجات الضغط والحرارة فائقي الشدة؛ فإن التوقعات بانخفاض في أسعار الماس المخلق اصطناعيا لا تصبح ورادة فحسب، وإنما باتت محسومة، وهذه المرة لصالح الصين.
أيضا هنا ينبغي الإشارة إلى أنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم حربا معلنة ضد الإرهاب؛ فإن ثمة حروبا خفية، تتخذ أشكالا متباينة، تدور رحاها في مناطق عديدة من العالم، تشنها الدول الصناعية الكبرى، وتستهدف من ورائها الهيمنة على ما يطلق عليه المعادن الإستراتيجية التي تعرف بأنها المعادن اللازمة لحماية الدولة وقيام الصناعات المهمة بها، والتي يؤتى بها -كلها أو بعضها- من مصادر خارج هذه الدولة، وذلك حين لا تكفي المصادر المحلية كمًّا وكيفًّا لمتطلبات حاجة الدولة، طبيعية كانت أم مخلقة.
وثمة تقارير ودراسات حديثة تؤكد أن بعض الدول الصناعية الكبرى تضع ضمن خططها الإستراتيجية في سياستها الخارجية بنداً خاصاً بدعم القوى المتصارعة في القارة الإفريقية بالسلاح والمال؛ بغية الهيمنة على منابع المعادن الإستراتيجية التي تحتويها القارة السمراء·
وفي تصريح له أعلن الخبير الأمريكي في الشئون الإستراتيجية وولترفانو أن "المعادن النادرة التي يمتلكها الآخرون ستكون سبباً في صراع اقتصادي دولي، ربما ينتهي إلى حروب عسكرية دامية".
ولعل ما حدث في سيراليون في مايو 2000 من الأمثلة الصارخة في هذا الشأن؛ فقد نشبت حروب وصراعات قبلية في هذه الدولة بسبب الماس، كان المستفيد الوحيد منها قوى خارجية كُبرى -بحسب ما ورد في تقرير دولي صدر أخيرا- وفي تقرير آخر للبنك الدولي جاء: إن رغبة المقاتلين في الحصول على الماس لبيعه خارج سيراليون هي السبب المباشر لنشوب الحروب والصراعات القبلية هناك