M-AraBi
05-10-2010, 06:11 PM
بقلم الأستاذ محمد كعبون إمام وخطيب مسجد خيطافي بمدريد
إن المسلم الذي يعرف دينه حق المعرفة هو إنسان إيجابي، يتحرك في المجتمع الذي يحيا فيه بما ينفع نفسه وينفع الدنيا من حوله، المسلم الحق كالغيث، حيثما وقع نفع، أو كالوردة حيثما وضعت فاحت رائحتها الطيبة يشمها الجميع ويحس بها الجميع. أما المسلم الذي ينعزل عن الناس ولا يحس بدوره، ولا يحس الناس به، فهو بعيد عن فهم حقيقة الدين. أقول هذه الكلمات بين يدي الموضوع الذي أريد أن أتحدث به في هذه الأسطر، وهو حياة المسلم في بلاد الغرب، كيف يستثمرها أعظم استثمار، ينفع به نفسه وينفع البشرية كلها.
لابد أن نقول أولا، إن إقامتنا في هذه البلاد هي بمقتضى عقد مع هذا المجتمع، وإلم تكن في صورة العقود الرسمية ، لكن الإقامات التي منحت أو الجنسيات التي اكتسبت هي عبارة عن عقد مع هذا المجتمع، والمسلم أولى الناس بالوفاء بالعقود، فالله تبارك وتعالى يقول: ( يأيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود) فالوفاء بالعقود واجب محتم على كل مسلم.
المسلم أيضا حيثما كان مطالب بقول الله عز وجل: ( يأيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) فلا يكتفي المسلم بالإيمان والركوع والسجود من غير أن أن يكون فعالا للخيرات، قائما بما أوجب الله عليه من نفع الدنيا من حوله، هكذا المسلم، ****هم الإسلام على انه تسبيحات وأذكار وصلوات فقط، لكن التسبيح والذكر والصلاة يخلق منه شخصية عملية، شخصية تراقب ربها في كل تصرف، وتتحرك بالخير في المجتمع الذي تحيى فيه، أيا كان هذا المجتمع.
الآن في واقعنا، تجد الناس فريقين، فريق يرى أنه لايكون مسلما إلا إذا عاش كما يعيش في بلاد الإسلام بطريقة مخالفة تماما لهذه البلاد، والأخر يرى انه لاحق له في الحياة مالم ينسلخ من دينه ويعش كما يعيش الناس، وهذا وذاك على خطأ عظيم . إنما جاء الإسلام ليستفيد من الصالح الموجود، ويصلح الفاسد، لم يأت الإسلام ليقول اقلبوا الطاولة، إنما جاء فأنتقى كل خير كان موجودا في المجتمعات التي جاء فيها. المجتمعات العربية كان فيها الخير والشر، وكانت فيه قيم نافعة وقيم فاسدة، فجاء الإسلام فعزز القيم النافعة ودعا إليها وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أوجه النشاط في هذا المجتمع، شارك النبي في حلف الفضول ، وهو حلف اجتمع فيه جماعة من كبراء قريش ووجهائها وأهل الفضل فيها على أن ينصروا المظلوم حتى يؤذوا إليه حقه، فحضر النبي هذا الحلف وشارك فيه وكان يقول بعد أن بعته الله بالرسالة: ( لقد شهدت في دار عبد الله بن جذعان حلفا، ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت.) وهذا يشبه الآن التجمعات التي تسمى التجمعات المدنية، هيئات ومؤسسات تكون مهامها الوقوف مع المظلوم، الوقوف مع من يتم التمييز ضده، الوقوف مع كل صاحب حق حتى ترد الحقوق إلى أصحابها.
فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء وتفاعل مع أشياء طيبة كانت موجودة في ذاك المجتمع. الإسلام جاء ليقول في أي مجتمع هناك قيم نافعة، عززوها، وهناك قيم فاسدة، اعملوا على إصلاحها وعلى تغييرها لصالح البشرية، وهذا ما يجب أن يفهمه المسلم في هذه البلاد. لاينبغي أن نعيش معزولين، مثلما أنه لاينبغي أن نذوب ذوبانا،إنما نحن أمة هدانا الله إلى الحق والنور، ومن حق البشرية علينا أن تستضيء بهذا النور.
فمن واجبنا أن نندمج مع هذا المجتمع في كل نواحي الخير، وان نشارك في كل الأنشطة الفعالة التي تخدم الإنسان، وعلينا أن نعلم أن فعل الخير ليس هو الصلاة والزكاة فقط، بل المشاركة الإيجابية في التخفيف عن المظلوم، وفي تفريج الكرب عن المكروب أيا كان، لأن الإسلام لم يقل للمسلم لاتخدم إلا مسلما، كلا، بل الإسلام يقول للمسلم: كن خيرا للدنيا من حولك. المسلم كنهر ماء حيثما جرى انتفعت به البشرية من حوله، حيثما عاش، عاش بأخلاق الإسلام وآداب الإسلام مع المشاركة الإيجابية في فعل الخير في المجتمع الذي يحيا فيه، هذا هو واجب المسلم في هذه البلاد بصورة بسيطة بلا تعقيد ولا فلسفة.
الأمر الثاني، أننا في هذه البلاد أصحاب رسالة، البعض يتصور نفسه مجرد إنسان جاء ليأخذ شيئا من المال ويعيش في ظروف جيدة وكفى، وهذا خلل و خطأ، فالمسلم يستثمر وجوده في هذه البلاد ليقدم صورة الإسلام الصحيحة في شكل عملي كما قدمها الصحابي جعفر بن أبي طالب عندما هاجر إلى الحبشة، وكانت الحبشة مملكة نصرانية، استضافت جعفر وإخوانه الفارين من جحيم الشرك، ولم يكن جعفر فيها لا شخصا منعزلا ولا مستغلا، وإنما كان صاحب رسالة،استغل وجوده في الحبشة فأظهر حقيقة الإسلام، واستطاع بذكائه وحسن تعامله أن يقنع ملك الحبشة بالإسلام، النجاشي مات مسلما على يد جعفر بن أبي طالب، وصلى النبي على النجاشي صلاة الغائب، والسؤال هنا كيف أسلم النجاشي؟ وكيف استطاع جعفر أن يغير ملكا في زمانه، كيف غيره؟ شارك معه، كان جعفر وإخوانه من المسلمين في الحبشة، فتعرض النجاشي لمؤامرة لإقصائه عن الملك، فلم ينسى جعفر وإخوانه أن لهذا الرجل فضلا عليهم، فكانوا معه في إعادته مرة أخرى إلى سدة الحكم. ألا يدل هذا على أن المسلم يجب أن يشارك في العملية السياسية في البلاد التي يحيا فيها ليرفع من كان مدافعا عن الحق ونصيرا للمظلومين؟ أليست هذه صورة واضحة؟ هكذا كان جعفر الفقيه الذي فهم دينه، وفهم دوره وحقق صورة عملية للمسلم في بلاد غير إسلامية.
لسنا مطالبين بأن نطبق الإسلام في هذه البلاد، لكننا مطالبون بأن نقدم صورة الإسلام الحقيقية، في سماحته، في رحمته، في تعاونه وبنائه، الإسلام الذي يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، يمد يده لكل من يتعاون في الخير ولا يقبض يده، يساعد في فعل الخيرات (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) هذا هو واجبنا في هذه البلاد، وهو واجب لا يقل أهمية عن الصلاة والصوم والزكاة، لكن كيف نحقق هذه المعاني؟
لابد أولا من العزيمة والإرادة وصدق النية في أننا نريد أن نحقق رسالتنا في هذه الحياة، ونحقق السلام في المجتمع الذي نحيا فيه. هناك قيم لا خلاف عليها بين المسلم وغير المسلم العدالة والحرية والانتصار للمظلوم ومساعدة الضعيف والأخذ بيد الفقير...الخ ذلك ، كلها قيم مشتركة، وعلينا أن نشارك في هذه القيم حتى نقدم للآخرين الإسلام الحقيقي، وحتى ينجح هذا العمل، لابد من أمرين أساسيين:
الأمر الأول: تدعيم المؤسسات الإسلامية القائمة في هذه البلاد حتى تؤذي دورها، تدعيمها بالرجال، تدعيمها بالأموال، تدعيمها بالأفكار والدفع بها إلى المشاركة العملية في هذا المجتمع. فلابد من تدعيم المراكز والجمعيات والمساجد حتى تقوم بدورها في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام، ولا تكتفي بالخطب والمواعظ داخل جدران المسجد، بل تتقدم إلى المجتمع خارج هذه الأبواب لتقدم صورة الإسلام الحقيقية وتكشف عن جمال الإسلام الذي يقول: ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير).
الأمر الثاني: العمل على إنشاء مراكز جديدة، سواء كانت تعليمية أم ترفيهية، ولا أدري ما الذي يجعل كثيرا من أصحاب الأموال من المسلمين يستثمرون أموالهم فقط في محلات الأطعمة والأشربة، ولا يستثمرون أموالهم في إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة أو ترفيهية تلتزم بقيم الإسلام. ماالذي يمنع أن يقوم جماعة من ذوي المال ببناء مدرسة ، تستوعب المسلم وغير المسلم، لكن تحافظ على السمت الأخلاقي للمسلم، ماالذي يمنع أن يقوم جماعة من ذوي المال بإنشاء مركز للشباب، بكل أنشطته المختلفة. ما الذي يمنع من إقامة مسابح إسلامية، يلتزم فيها بالحياء والحشمة، ويجد المسلم فرصة لأن يمارس ترفيهه مع أولاده بصورة لائقة، بعيدا عن الرذيلة. ما الذي يمنع أن تكون مشاركتنا بهذه الصورة.
لابد أن نعرض للآخرين الإسلام بصورة صحيحة، وأن نتقدم خطوة عملية، نقدم فيها الإسلام على صورته الحقيقية. البشرية إذا عادت إلى قيم الإسلام و انتشرت فيها أخلاق هذا الدين، فستعيش أسعد حياة. فما أحوج هذه المجتمعات إلى قيم الإسلام الحقيقية، لكن على أن يقدمها أناس مخلصون ومؤمنون بهذه الرسالة.
إن المسلم الذي يعرف دينه حق المعرفة هو إنسان إيجابي، يتحرك في المجتمع الذي يحيا فيه بما ينفع نفسه وينفع الدنيا من حوله، المسلم الحق كالغيث، حيثما وقع نفع، أو كالوردة حيثما وضعت فاحت رائحتها الطيبة يشمها الجميع ويحس بها الجميع. أما المسلم الذي ينعزل عن الناس ولا يحس بدوره، ولا يحس الناس به، فهو بعيد عن فهم حقيقة الدين. أقول هذه الكلمات بين يدي الموضوع الذي أريد أن أتحدث به في هذه الأسطر، وهو حياة المسلم في بلاد الغرب، كيف يستثمرها أعظم استثمار، ينفع به نفسه وينفع البشرية كلها.
لابد أن نقول أولا، إن إقامتنا في هذه البلاد هي بمقتضى عقد مع هذا المجتمع، وإلم تكن في صورة العقود الرسمية ، لكن الإقامات التي منحت أو الجنسيات التي اكتسبت هي عبارة عن عقد مع هذا المجتمع، والمسلم أولى الناس بالوفاء بالعقود، فالله تبارك وتعالى يقول: ( يأيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود) فالوفاء بالعقود واجب محتم على كل مسلم.
المسلم أيضا حيثما كان مطالب بقول الله عز وجل: ( يأيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) فلا يكتفي المسلم بالإيمان والركوع والسجود من غير أن أن يكون فعالا للخيرات، قائما بما أوجب الله عليه من نفع الدنيا من حوله، هكذا المسلم، ****هم الإسلام على انه تسبيحات وأذكار وصلوات فقط، لكن التسبيح والذكر والصلاة يخلق منه شخصية عملية، شخصية تراقب ربها في كل تصرف، وتتحرك بالخير في المجتمع الذي تحيى فيه، أيا كان هذا المجتمع.
الآن في واقعنا، تجد الناس فريقين، فريق يرى أنه لايكون مسلما إلا إذا عاش كما يعيش في بلاد الإسلام بطريقة مخالفة تماما لهذه البلاد، والأخر يرى انه لاحق له في الحياة مالم ينسلخ من دينه ويعش كما يعيش الناس، وهذا وذاك على خطأ عظيم . إنما جاء الإسلام ليستفيد من الصالح الموجود، ويصلح الفاسد، لم يأت الإسلام ليقول اقلبوا الطاولة، إنما جاء فأنتقى كل خير كان موجودا في المجتمعات التي جاء فيها. المجتمعات العربية كان فيها الخير والشر، وكانت فيه قيم نافعة وقيم فاسدة، فجاء الإسلام فعزز القيم النافعة ودعا إليها وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أوجه النشاط في هذا المجتمع، شارك النبي في حلف الفضول ، وهو حلف اجتمع فيه جماعة من كبراء قريش ووجهائها وأهل الفضل فيها على أن ينصروا المظلوم حتى يؤذوا إليه حقه، فحضر النبي هذا الحلف وشارك فيه وكان يقول بعد أن بعته الله بالرسالة: ( لقد شهدت في دار عبد الله بن جذعان حلفا، ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت.) وهذا يشبه الآن التجمعات التي تسمى التجمعات المدنية، هيئات ومؤسسات تكون مهامها الوقوف مع المظلوم، الوقوف مع من يتم التمييز ضده، الوقوف مع كل صاحب حق حتى ترد الحقوق إلى أصحابها.
فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء وتفاعل مع أشياء طيبة كانت موجودة في ذاك المجتمع. الإسلام جاء ليقول في أي مجتمع هناك قيم نافعة، عززوها، وهناك قيم فاسدة، اعملوا على إصلاحها وعلى تغييرها لصالح البشرية، وهذا ما يجب أن يفهمه المسلم في هذه البلاد. لاينبغي أن نعيش معزولين، مثلما أنه لاينبغي أن نذوب ذوبانا،إنما نحن أمة هدانا الله إلى الحق والنور، ومن حق البشرية علينا أن تستضيء بهذا النور.
فمن واجبنا أن نندمج مع هذا المجتمع في كل نواحي الخير، وان نشارك في كل الأنشطة الفعالة التي تخدم الإنسان، وعلينا أن نعلم أن فعل الخير ليس هو الصلاة والزكاة فقط، بل المشاركة الإيجابية في التخفيف عن المظلوم، وفي تفريج الكرب عن المكروب أيا كان، لأن الإسلام لم يقل للمسلم لاتخدم إلا مسلما، كلا، بل الإسلام يقول للمسلم: كن خيرا للدنيا من حولك. المسلم كنهر ماء حيثما جرى انتفعت به البشرية من حوله، حيثما عاش، عاش بأخلاق الإسلام وآداب الإسلام مع المشاركة الإيجابية في فعل الخير في المجتمع الذي يحيا فيه، هذا هو واجب المسلم في هذه البلاد بصورة بسيطة بلا تعقيد ولا فلسفة.
الأمر الثاني، أننا في هذه البلاد أصحاب رسالة، البعض يتصور نفسه مجرد إنسان جاء ليأخذ شيئا من المال ويعيش في ظروف جيدة وكفى، وهذا خلل و خطأ، فالمسلم يستثمر وجوده في هذه البلاد ليقدم صورة الإسلام الصحيحة في شكل عملي كما قدمها الصحابي جعفر بن أبي طالب عندما هاجر إلى الحبشة، وكانت الحبشة مملكة نصرانية، استضافت جعفر وإخوانه الفارين من جحيم الشرك، ولم يكن جعفر فيها لا شخصا منعزلا ولا مستغلا، وإنما كان صاحب رسالة،استغل وجوده في الحبشة فأظهر حقيقة الإسلام، واستطاع بذكائه وحسن تعامله أن يقنع ملك الحبشة بالإسلام، النجاشي مات مسلما على يد جعفر بن أبي طالب، وصلى النبي على النجاشي صلاة الغائب، والسؤال هنا كيف أسلم النجاشي؟ وكيف استطاع جعفر أن يغير ملكا في زمانه، كيف غيره؟ شارك معه، كان جعفر وإخوانه من المسلمين في الحبشة، فتعرض النجاشي لمؤامرة لإقصائه عن الملك، فلم ينسى جعفر وإخوانه أن لهذا الرجل فضلا عليهم، فكانوا معه في إعادته مرة أخرى إلى سدة الحكم. ألا يدل هذا على أن المسلم يجب أن يشارك في العملية السياسية في البلاد التي يحيا فيها ليرفع من كان مدافعا عن الحق ونصيرا للمظلومين؟ أليست هذه صورة واضحة؟ هكذا كان جعفر الفقيه الذي فهم دينه، وفهم دوره وحقق صورة عملية للمسلم في بلاد غير إسلامية.
لسنا مطالبين بأن نطبق الإسلام في هذه البلاد، لكننا مطالبون بأن نقدم صورة الإسلام الحقيقية، في سماحته، في رحمته، في تعاونه وبنائه، الإسلام الذي يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، يمد يده لكل من يتعاون في الخير ولا يقبض يده، يساعد في فعل الخيرات (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) هذا هو واجبنا في هذه البلاد، وهو واجب لا يقل أهمية عن الصلاة والصوم والزكاة، لكن كيف نحقق هذه المعاني؟
لابد أولا من العزيمة والإرادة وصدق النية في أننا نريد أن نحقق رسالتنا في هذه الحياة، ونحقق السلام في المجتمع الذي نحيا فيه. هناك قيم لا خلاف عليها بين المسلم وغير المسلم العدالة والحرية والانتصار للمظلوم ومساعدة الضعيف والأخذ بيد الفقير...الخ ذلك ، كلها قيم مشتركة، وعلينا أن نشارك في هذه القيم حتى نقدم للآخرين الإسلام الحقيقي، وحتى ينجح هذا العمل، لابد من أمرين أساسيين:
الأمر الأول: تدعيم المؤسسات الإسلامية القائمة في هذه البلاد حتى تؤذي دورها، تدعيمها بالرجال، تدعيمها بالأموال، تدعيمها بالأفكار والدفع بها إلى المشاركة العملية في هذا المجتمع. فلابد من تدعيم المراكز والجمعيات والمساجد حتى تقوم بدورها في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام، ولا تكتفي بالخطب والمواعظ داخل جدران المسجد، بل تتقدم إلى المجتمع خارج هذه الأبواب لتقدم صورة الإسلام الحقيقية وتكشف عن جمال الإسلام الذي يقول: ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير).
الأمر الثاني: العمل على إنشاء مراكز جديدة، سواء كانت تعليمية أم ترفيهية، ولا أدري ما الذي يجعل كثيرا من أصحاب الأموال من المسلمين يستثمرون أموالهم فقط في محلات الأطعمة والأشربة، ولا يستثمرون أموالهم في إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة أو ترفيهية تلتزم بقيم الإسلام. ماالذي يمنع أن يقوم جماعة من ذوي المال ببناء مدرسة ، تستوعب المسلم وغير المسلم، لكن تحافظ على السمت الأخلاقي للمسلم، ماالذي يمنع أن يقوم جماعة من ذوي المال بإنشاء مركز للشباب، بكل أنشطته المختلفة. ما الذي يمنع من إقامة مسابح إسلامية، يلتزم فيها بالحياء والحشمة، ويجد المسلم فرصة لأن يمارس ترفيهه مع أولاده بصورة لائقة، بعيدا عن الرذيلة. ما الذي يمنع أن تكون مشاركتنا بهذه الصورة.
لابد أن نعرض للآخرين الإسلام بصورة صحيحة، وأن نتقدم خطوة عملية، نقدم فيها الإسلام على صورته الحقيقية. البشرية إذا عادت إلى قيم الإسلام و انتشرت فيها أخلاق هذا الدين، فستعيش أسعد حياة. فما أحوج هذه المجتمعات إلى قيم الإسلام الحقيقية، لكن على أن يقدمها أناس مخلصون ومؤمنون بهذه الرسالة.