M-AraBi
05-10-2010, 11:57 PM
السيدة حفصة بنت عمرالفاروق أمير المؤمنين ر ضي الله عنهما
هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت
قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل
(خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين،
هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ،
ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم،
و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من
ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ،
فترملت ولها عشرون سنة
زواج حفصة من الرسول صلى الله عليه وسلم
تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها
وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما
رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي
التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية،
فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في
أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
ومرت الأيام متتابعة ..
وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه
و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما
تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، فعرضها عمر على أبي بكر
فسكت ، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال : ما أريد أن أتزوج اليوم ، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ،
ويتزوج عثمان من هو خير من
حفصة ، فلقي أبو بكر عمر فقال : لا تجد علي فإن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ذكر حفصة ، فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو
تركها لتزوجتها ، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفصة بعد عائشة
الراوي: - - خلاصة الدرجة: أصله في الصحيح - المحدث: ابن حجر
العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/273
وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم . لما به من هموم لابنته ، ثم
خطبها النبي صلى الله عليه و سلم ، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة ، وينال
شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي
بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ،
وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير
النبي صلى الله عليه و سلم بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!
وزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية،
ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة ..لقي عمر بن الخطاب أبا
بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن ر سول الله صلى الله عليه و
سلم، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها ؟!
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول صلى الله عليه
و سلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة
منه عليه الصلاة والسلام ،
وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.
وكان زواجه صلى الله عليه و سلم بحفصة
سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم،
وسنها يومئذ عشرون عاما3.
حفصة في بيت النبوة
وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب –رضي الله عنها - بالشرف الرفيع الذي
حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين
(أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه و سلم ... ثالثة الزوجات في بيوتاته
عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..
أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة
الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) ..
الذي أعز الله به الإسلام قديما ..
وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها
(سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …
فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة)
من أيامها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلثها؟!.
وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي
صلى الله عليه وسلم…" زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية…
وصفية .." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…
و تُـسر حفصة لود ضرتها عائشة …
وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..
صفات حفصة –رضي الله عنها
(حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من أمين الوحي
(جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك – يا رسول الله- في
الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم
حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار
انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و
تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق
بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي
عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه و
سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..
حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما
أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك
أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي – كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت
عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة
عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى
حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ،
فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ،
و أمر الناس فكتبوا المصاحف …!
و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم
إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب ،
و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة الكذاب ) حيث قتل في
معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن بأسره ..
وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي :
أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا من القرآن
أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .
ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن
الكريم أتى به إلى زيد .
ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي
النبي صلى الله عليه و سلم.
رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و المرسوم في السطور ،
و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.
خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه و
تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا واسطة ؛ فيكون بذلك هذا
الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل الجمع.
سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف – الأول من نوعه – و ضبطه كان على
حسب العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.
وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير
أن أبا بكر قال لعمر و زيد :
" اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه
" !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء) :
" المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و
سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على
مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم ..
" أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي
إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف " ..
تلك هي الوديعة الغالية !!..
التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين..
فحفظتها بكل أمانة ..
ورعتها بكل صون ...
فحفظ لها الصحابة …
والتابعون ….
وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا …
وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون
جمع المصحف الشريف في مرحلتيه …
في عهد الصديق أبي بكر …
وعهد ذي النورين عثمان…
وبعد مقتل عثمان…
إلى آخر أيام علي….
بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة …
إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان …
وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن.
المصدر:
موقع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت
قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل
(خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين،
هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ،
ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم،
و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من
ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ،
فترملت ولها عشرون سنة
زواج حفصة من الرسول صلى الله عليه وسلم
تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها
وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما
رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي
التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية،
فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في
أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
ومرت الأيام متتابعة ..
وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه
و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما
تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، فعرضها عمر على أبي بكر
فسكت ، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال : ما أريد أن أتزوج اليوم ، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ،
ويتزوج عثمان من هو خير من
حفصة ، فلقي أبو بكر عمر فقال : لا تجد علي فإن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ذكر حفصة ، فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو
تركها لتزوجتها ، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفصة بعد عائشة
الراوي: - - خلاصة الدرجة: أصله في الصحيح - المحدث: ابن حجر
العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/273
وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم . لما به من هموم لابنته ، ثم
خطبها النبي صلى الله عليه و سلم ، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة ، وينال
شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي
بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ،
وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير
النبي صلى الله عليه و سلم بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!
وزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية،
ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة ..لقي عمر بن الخطاب أبا
بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن ر سول الله صلى الله عليه و
سلم، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها ؟!
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول صلى الله عليه
و سلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة
منه عليه الصلاة والسلام ،
وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.
وكان زواجه صلى الله عليه و سلم بحفصة
سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم،
وسنها يومئذ عشرون عاما3.
حفصة في بيت النبوة
وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب –رضي الله عنها - بالشرف الرفيع الذي
حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين
(أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه و سلم ... ثالثة الزوجات في بيوتاته
عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..
أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة
الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) ..
الذي أعز الله به الإسلام قديما ..
وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها
(سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …
فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة)
من أيامها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثلثها؟!.
وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي
صلى الله عليه وسلم…" زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية…
وصفية .." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…
و تُـسر حفصة لود ضرتها عائشة …
وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..
صفات حفصة –رضي الله عنها
(حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من أمين الوحي
(جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك – يا رسول الله- في
الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم
حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار
انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و
تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق
بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي
عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه و
سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..
حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما
أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك
أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي – كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت
عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة
عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى
حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ،
فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ،
و أمر الناس فكتبوا المصاحف …!
و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم
إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب ،
و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة الكذاب ) حيث قتل في
معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن بأسره ..
وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي :
أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا من القرآن
أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .
ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن
الكريم أتى به إلى زيد .
ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي
النبي صلى الله عليه و سلم.
رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و المرسوم في السطور ،
و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.
خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه و
تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا واسطة ؛ فيكون بذلك هذا
الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل الجمع.
سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف – الأول من نوعه – و ضبطه كان على
حسب العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم
قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.
وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير
أن أبا بكر قال لعمر و زيد :
" اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه
" !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء) :
" المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و
سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على
مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم ..
" أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي
إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف " ..
تلك هي الوديعة الغالية !!..
التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين..
فحفظتها بكل أمانة ..
ورعتها بكل صون ...
فحفظ لها الصحابة …
والتابعون ….
وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا …
وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون
جمع المصحف الشريف في مرحلتيه …
في عهد الصديق أبي بكر …
وعهد ذي النورين عثمان…
وبعد مقتل عثمان…
إلى آخر أيام علي….
بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة …
إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان …
وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن.
المصدر:
موقع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم