أخطب لابنتك

[أحمد فرحات]

يقول المثل: أخطب لابنتك قبل أن تخطب لابنك !! فما الفرق بين أن تخطب لابنك أو أن تخطب لابنتك؟ وما أهمية أن تميل الحكمة نحو البنت أكثر من الإبن؟ وهل ثمة تمييز بينهما وهما نتاج ذات الأب؟

طبعا لا، ولكن الأمر البديهي أن يذهب الأب إلى خطبة فتاة يختارها هو أو أسرته أو حتى ابنه، وفي زماننا الذي اختلطت فيه المفاهيم وتغيرت القيم في معظمها نجد أن العادات والتقاليد وهي أكثر ما يلجأ إليه الناس في حياتهم الاجتماعية، اختلفت بين عائلة وأخرى. وما تراه أسرة ما حسنا ، قد لا تراه عائلة أخرى نفسه.
الدكتور محمد الدقس أستاذ علم الاجتماع أكد أن عبارة "أخطب لابنتك" مسألة رمزية ولا تعني أن يدور الرجل في الشوارع بحثا عن عريس لابنته، بل تعني الاهتمام من قبل الأب بزوج ابنته في المستقبل. أي أن يسأل عن ذلك الزوج كثيرا بشكل يفوق سؤاله عن زوجة ابنه المستقبلية، والسبب في ذلك أن البنت في نهاية الأمر تعود إلى الأهل على الخصوص، وهذا يتطلب من ذلك الأب أن يتفحص مسألة زواج ابنته بشكل أفضل من زواج ابنه.

لأن الابن يستطيع في الغالب ـ وليس دائما ـ ، أن يقوم بحل مشاكله الزوجية دون اللجوء إلى والديه، عكس البنت التي تعود الى أهلها في كل صغيرة وكبيرة وهذا تفسير مقولة "اخطب لبنتك". أحيانا تجد من يقول : "ياه.. كم هو رائع هذا الشاب...،، إنه على خلق ودين ، ويحمل بين جنبيه قلبا طيبا ونفسا كريمة ، كم أتمناه لأختي الشابة أو حتى ابنتي" كثيرا ما تحدث بعض الأفراد انفسهم بهذه العبارة وهم جالسون أمام صديق ما ! والفكرة تصبح واقعا.