En.muhammed manla
06-10-2010, 03:25 PM
لتحلي بالشغف يعزز المبادرات الفردية في مجال التصنيع.. هذه رؤية بيوت صناعة المركبات العالمية، التي تعكف على بناء أجيال متلاحقة من عدة طرز وتقنيات تلبي احتياجات البشر، وتنزع إلى عقد شراكة مع البيئة، وتبني قدرات أفراد ومجتمعات، وتعمل على تحقيق انتشار أكبر لتقنية صناعة هياكل مركبات باتت في هذا العصر من الضرورات الملحة.
صناعة السيارات في الألفية الثالثة باتت على مفترق طرق بين الحفاظ على ثقة المستخدمين والربحية في عالم صناعي يموج بالتحديات بين أقطاب آسيوية وأوروبية.
5297
لعل الزائر لمدينة "شنغهاي" كبرى المدن الصناعية في الصين ينبهر بمعرض "أكسبو" الدولي الذي يضم تشكيلة من العروض العلمية من صناعة المركبات، ويلحظ مدى التفكير الإستراتيجي في صناعة مركبات تسابق الخيال خلال العشرين سنة ً القادمة.
فقد كنت منبهراً بما رأيته في رحلتي مؤخراً إلى مدينة "شيجياتشوانغ" بمقاطعة "خبي" بالصين من عروض علمية جسدت مبتكرات صناعة السيارات الاهتمام الدولي بوضع سياسات تصنيع مستدامة.
ففي الوقت الذي يفكر فيه العالم في التخطيط ورسم المشاريع فإنّ الشراكات الآسيوأوروبية إن صحّ التعبير تحث الخطى نحو مبتكرات لمركبات حضرية وريفية وزراعية وتقنية كانت في مخيلتنا حلماً من الخيال العلمي، ولإيجاد ثقافة نقل تكون خياراً وحيداً للمستهلك في ظل زحام خانق في المدن.
أول دخولك "شنغهاي" تلك المدينة الصناعية الكبرى الحافلة بالأفكار الخرافية في تقنية الاقتصاد.. تستقبلك لوحة تشرح مسببات التفكير الاستباقي وهي الرؤى المستقبلية لتصنيع المركبات في الصين.. التسلسل التاريخي للنمو البشري نصب عينيها، ففي عام 1800 كان 2% من سكان العالم يعيشون في المدن، وفي عام 1950 ارتفع النمو إلى 29%، وفي عام 2000 انتقل ما يقرب من نصف سكان العالم إلى المدن، وبحلول 2010 ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإنّ سكان المدن سيشكلون 55% من إجمالي السكان.
ومن هنا تسعى العقول الاقتصادية إلى وضع خطط للمدن المستقبلية، وإيجاد أساليب حضرية تتناغم مع متطلبات اليوم واضعة في أولوياتها البيئة والطاقة الخضراء التي باتت مطلباً دولياً ملحاً للتخفيف من الانبعاثات الحرارية والصناعية والغازات، والزحام الخانق في الطرق، واكتظاظ شوارع المدن بأنواع مختلفة من آليات النقل، وبالتالي إيجاد بيئة ابتكارية تقدم جيلا من السيارات يواكب المستجدات.
في الصين بدأت العقلية الصناعية تفكر منذ التسعينيات في ابتكار "3" مركبات، وقد ظهرت للنور، وهي:
Electric Networked-Vehicle واختصاراً "EN-V"، التي أطلق عليها "شياو" و"جياو" و"مياو"، وكشف النقاب عنها مؤخراً والتي تعد صديقة للبيئة للحفاظ على مكونات الحياة الطبيعية من الانبعاثات الصناعية.
الابتكار الجديد باكورة شراكة بين الصين وشركة "جنرال موتورز" للسيارات، تتماشى مع متطلبات المستخدمين في 2030 حيث تشير التقديرات الأممية إلى أنّ سكان العالم سيصلون إلى ما يزيد على "8" مليارات وسيسكنون المدن، وكان لابد من تقنية صناعية تتحرك داخل المدن الحديثة والأرياف دون أن تقلق حياة مستخدمي الطرق.
جيل السيارات وليد شراكات آسيوأوروبية غريب الأطوار يخيل لك أنها مركبات فضائية وأقفاص تكنولوجية يتم تسييرها بالطاقة الشمسية أو بطاقة الشحن الكهربي لمسافات محددة، منها عربة كهربية تستخدم للتنقل الشخصي تسير على عجلتين فيما يفتح زجاج السيارة العلوي بطريقة أشبه بعلبة حلوى. سيارة أخرى صديقة للبيئة أشبه بقفص طير، ونوافذها الزجاجية مثل الأسقف المفتوحة في سيارات الدفع الرباعي اليوم، ويتم تسييرها بطاقة الشحن الكهربي للحفاظ على بيئة المدن من ملوثات الصناعات.
وقد تكون مركبات خضراء وعربات أشبه بدراجات تعمل بطاقة الرياح أو الماء أو مستخرجات زيوت الأشجار، وليس ببعيد عن العقل البشري أن نرى مركبات تسير بريموت كنترول أو بدون سائق في عصر يشهد ثورة رقمية عارمة، فالحاجة قد تصنع سيارة تحلق كطائرة أو تغوص في عمق المحيط.
وتركز جهود التصنيع مع تنامي الاحتياج الفعلي لوسائل نقل قليلة التكلفة وعظيمة الفائدة، لديها القدرة التنافسية في التجارة الدولية، خاصة في ظل الحراك العالمي لإيجاد حلول ناجحة لتقليل مخاطر التلوث البيئي، والاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الغاز في تصنيع سيارات قد تبدو لنا اليوم في غاية الغرابة بينما هي تقنية ستجد طريقها في شوارعنا.
كما تعزز آسيا والصين مجالها الإنتاجي في تصنيع السيارات الهجين التي تعمل ببطاريتين بترولية وكهربية، حيث تعكف الجهود التسويقية للوكالات والمصانع على تحديث برامجها لتحفيز المستخدمين على تجربة هذا الجيل من مركبات الخيال العلمي.
وتقول كبيرة مطوري الموارد البشرية في "جنرال موتورز" السيدة "أوبنز" خلال مشاركتها في منتدى الدوحة الاقتصادي إنّ الشغف هو الدافع وراء الابتكار، ورسمت "4" طرق للنجاح هي: الشراكات التي تعقدها شركة التصنيع مع وكالات وتجار وموردي مركبات، والتحدي الحقيقي هو كيفية الحصول على الشريك المناسب الذي يدفعك لتحقيق الهدف، وهناك القيادة والالتزام إذ من الضروري أن يتواجد مفكرو الصناعة على الساحة، وتكثيف الجهود وفق حاجة المستخدمين.
وعلى صعيد الصناعة العربية تكاد تفتقر المنطقة العربية لجهود النهوض بها على الرغم من عوامل جوهرية لإنجاح صناعة المركبات إن وجدت أبرزها التقارب الجغرافي بين الدول، ووحدة الهدف والمصير والتاريخ المشترك، والحاجة الفعلية لمجتمعات المدن والأرياف والقرى إلى وسائل نقل تقلل الانبعاثات الحرارية والتلوث، أضف إلى ذلك ثروات الطبيعة من طاقات الرياح والشمس وحركة الأمواج والغاز والنفط والمعادن، والأهم من ذلك توافر رؤوس الأموال والموارد البشرية والأيدي العاملة.
يسجل واقع الشراكات الآسيوأوروبية غياب التكتل الصناعي العربي عن الاندماج في قطاع تصنيع هياكل المركبات أو حتى المشاركة الفاعلة في عمليات البحث والتجريب ورسم الأفكار، وما زال دور المجموعة العربية قاصراً عن إيجاد مساحة مكانية له بين المنافسة الدولية على صناعة سيارات الغد بتقنية غير مسبوقة.
فإذا كانت عوامل إنجاح صناعة السيارات في المنطقة العربية من رؤوس أموال وأيدٍ عاملة متوافرة، فلا يبق سوى أن تجتهد مؤسسات دراسات الجدوى الاقتصادية في رسم صورة لحياة المدن التي ستشهد زيادة سكانية، وبالتالي الاعتماد على المنتج التصنيعي العربي لتحقيق الاكتفاء.
صناعة السيارات في الألفية الثالثة باتت على مفترق طرق بين الحفاظ على ثقة المستخدمين والربحية في عالم صناعي يموج بالتحديات بين أقطاب آسيوية وأوروبية.
5297
لعل الزائر لمدينة "شنغهاي" كبرى المدن الصناعية في الصين ينبهر بمعرض "أكسبو" الدولي الذي يضم تشكيلة من العروض العلمية من صناعة المركبات، ويلحظ مدى التفكير الإستراتيجي في صناعة مركبات تسابق الخيال خلال العشرين سنة ً القادمة.
فقد كنت منبهراً بما رأيته في رحلتي مؤخراً إلى مدينة "شيجياتشوانغ" بمقاطعة "خبي" بالصين من عروض علمية جسدت مبتكرات صناعة السيارات الاهتمام الدولي بوضع سياسات تصنيع مستدامة.
ففي الوقت الذي يفكر فيه العالم في التخطيط ورسم المشاريع فإنّ الشراكات الآسيوأوروبية إن صحّ التعبير تحث الخطى نحو مبتكرات لمركبات حضرية وريفية وزراعية وتقنية كانت في مخيلتنا حلماً من الخيال العلمي، ولإيجاد ثقافة نقل تكون خياراً وحيداً للمستهلك في ظل زحام خانق في المدن.
أول دخولك "شنغهاي" تلك المدينة الصناعية الكبرى الحافلة بالأفكار الخرافية في تقنية الاقتصاد.. تستقبلك لوحة تشرح مسببات التفكير الاستباقي وهي الرؤى المستقبلية لتصنيع المركبات في الصين.. التسلسل التاريخي للنمو البشري نصب عينيها، ففي عام 1800 كان 2% من سكان العالم يعيشون في المدن، وفي عام 1950 ارتفع النمو إلى 29%، وفي عام 2000 انتقل ما يقرب من نصف سكان العالم إلى المدن، وبحلول 2010 ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإنّ سكان المدن سيشكلون 55% من إجمالي السكان.
ومن هنا تسعى العقول الاقتصادية إلى وضع خطط للمدن المستقبلية، وإيجاد أساليب حضرية تتناغم مع متطلبات اليوم واضعة في أولوياتها البيئة والطاقة الخضراء التي باتت مطلباً دولياً ملحاً للتخفيف من الانبعاثات الحرارية والصناعية والغازات، والزحام الخانق في الطرق، واكتظاظ شوارع المدن بأنواع مختلفة من آليات النقل، وبالتالي إيجاد بيئة ابتكارية تقدم جيلا من السيارات يواكب المستجدات.
في الصين بدأت العقلية الصناعية تفكر منذ التسعينيات في ابتكار "3" مركبات، وقد ظهرت للنور، وهي:
Electric Networked-Vehicle واختصاراً "EN-V"، التي أطلق عليها "شياو" و"جياو" و"مياو"، وكشف النقاب عنها مؤخراً والتي تعد صديقة للبيئة للحفاظ على مكونات الحياة الطبيعية من الانبعاثات الصناعية.
الابتكار الجديد باكورة شراكة بين الصين وشركة "جنرال موتورز" للسيارات، تتماشى مع متطلبات المستخدمين في 2030 حيث تشير التقديرات الأممية إلى أنّ سكان العالم سيصلون إلى ما يزيد على "8" مليارات وسيسكنون المدن، وكان لابد من تقنية صناعية تتحرك داخل المدن الحديثة والأرياف دون أن تقلق حياة مستخدمي الطرق.
جيل السيارات وليد شراكات آسيوأوروبية غريب الأطوار يخيل لك أنها مركبات فضائية وأقفاص تكنولوجية يتم تسييرها بالطاقة الشمسية أو بطاقة الشحن الكهربي لمسافات محددة، منها عربة كهربية تستخدم للتنقل الشخصي تسير على عجلتين فيما يفتح زجاج السيارة العلوي بطريقة أشبه بعلبة حلوى. سيارة أخرى صديقة للبيئة أشبه بقفص طير، ونوافذها الزجاجية مثل الأسقف المفتوحة في سيارات الدفع الرباعي اليوم، ويتم تسييرها بطاقة الشحن الكهربي للحفاظ على بيئة المدن من ملوثات الصناعات.
وقد تكون مركبات خضراء وعربات أشبه بدراجات تعمل بطاقة الرياح أو الماء أو مستخرجات زيوت الأشجار، وليس ببعيد عن العقل البشري أن نرى مركبات تسير بريموت كنترول أو بدون سائق في عصر يشهد ثورة رقمية عارمة، فالحاجة قد تصنع سيارة تحلق كطائرة أو تغوص في عمق المحيط.
وتركز جهود التصنيع مع تنامي الاحتياج الفعلي لوسائل نقل قليلة التكلفة وعظيمة الفائدة، لديها القدرة التنافسية في التجارة الدولية، خاصة في ظل الحراك العالمي لإيجاد حلول ناجحة لتقليل مخاطر التلوث البيئي، والاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الغاز في تصنيع سيارات قد تبدو لنا اليوم في غاية الغرابة بينما هي تقنية ستجد طريقها في شوارعنا.
كما تعزز آسيا والصين مجالها الإنتاجي في تصنيع السيارات الهجين التي تعمل ببطاريتين بترولية وكهربية، حيث تعكف الجهود التسويقية للوكالات والمصانع على تحديث برامجها لتحفيز المستخدمين على تجربة هذا الجيل من مركبات الخيال العلمي.
وتقول كبيرة مطوري الموارد البشرية في "جنرال موتورز" السيدة "أوبنز" خلال مشاركتها في منتدى الدوحة الاقتصادي إنّ الشغف هو الدافع وراء الابتكار، ورسمت "4" طرق للنجاح هي: الشراكات التي تعقدها شركة التصنيع مع وكالات وتجار وموردي مركبات، والتحدي الحقيقي هو كيفية الحصول على الشريك المناسب الذي يدفعك لتحقيق الهدف، وهناك القيادة والالتزام إذ من الضروري أن يتواجد مفكرو الصناعة على الساحة، وتكثيف الجهود وفق حاجة المستخدمين.
وعلى صعيد الصناعة العربية تكاد تفتقر المنطقة العربية لجهود النهوض بها على الرغم من عوامل جوهرية لإنجاح صناعة المركبات إن وجدت أبرزها التقارب الجغرافي بين الدول، ووحدة الهدف والمصير والتاريخ المشترك، والحاجة الفعلية لمجتمعات المدن والأرياف والقرى إلى وسائل نقل تقلل الانبعاثات الحرارية والتلوث، أضف إلى ذلك ثروات الطبيعة من طاقات الرياح والشمس وحركة الأمواج والغاز والنفط والمعادن، والأهم من ذلك توافر رؤوس الأموال والموارد البشرية والأيدي العاملة.
يسجل واقع الشراكات الآسيوأوروبية غياب التكتل الصناعي العربي عن الاندماج في قطاع تصنيع هياكل المركبات أو حتى المشاركة الفاعلة في عمليات البحث والتجريب ورسم الأفكار، وما زال دور المجموعة العربية قاصراً عن إيجاد مساحة مكانية له بين المنافسة الدولية على صناعة سيارات الغد بتقنية غير مسبوقة.
فإذا كانت عوامل إنجاح صناعة السيارات في المنطقة العربية من رؤوس أموال وأيدٍ عاملة متوافرة، فلا يبق سوى أن تجتهد مؤسسات دراسات الجدوى الاقتصادية في رسم صورة لحياة المدن التي ستشهد زيادة سكانية، وبالتالي الاعتماد على المنتج التصنيعي العربي لتحقيق الاكتفاء.