Abu anas
06-12-2010, 12:07 PM
نها دمشق***
( كما يصفها الشاعر العراقي مظفر النواب )
*شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة،*
*غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.*
*إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي*
*ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على*
*أبوابها.*
****
*إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله،*
*شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.*
* *
*من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي "*
*بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت*
*بلاطة في جبال البرينيه.*
**
*إنها دمشق التي تحملت الجميع، متقاعسين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين*
*ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين*
*وشهوانيين....*
**
*رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة،*
*أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها،*
*ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها*
*ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.*
**
*إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح*
*لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي*
*الدين بن عربي ،هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته*
*حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"*
**
**
*إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي*
*على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ*
*ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في*
*المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها*
*دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة
عرشه.*
**
*دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب*
*موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي*
*رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على*
*طريقة دمشق.*
**
**
*إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركت عشاقها*
*خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين*
*ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.*
**
*لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.*
*لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم. من الأزرق ما يكفي لتغرق*
*القارات الخمس .*
**
*لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن*
*ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.*
**
*ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو*
*نحل الكون لرحيقها.*
**
*لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط "*
*المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.*
**
*لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما*
*يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.*
**
*لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا*
*نكازاكي وهيروشيما*
*لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل*
*الحروب القادمة.*
****
*لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل*
*ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر. *
*لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز،*
*الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.*
**
*دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في*
*أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي*
*الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".*
**
*دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة*
*أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب*
*نهر التايمز ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين ولن تكون كعمّان*
*فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....*
**
*دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا*
*أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،*
*ستدلك عليه " كنيسة السيدة "*
**
*لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها*
*ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو*
*تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو*
*متذكراً كل شيء دفعة واحدة.*
**
*فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة" الفرس"، وتقول*
*جملة واحدة للجميع (إنها دمشق
( كما يصفها الشاعر العراقي مظفر النواب )
*شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة،*
*غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.*
*إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي*
*ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على*
*أبوابها.*
****
*إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله،*
*شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.*
* *
*من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي "*
*بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت*
*بلاطة في جبال البرينيه.*
**
*إنها دمشق التي تحملت الجميع، متقاعسين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين*
*ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين*
*وشهوانيين....*
**
*رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة،*
*أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها،*
*ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها*
*ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.*
**
*إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح*
*لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي*
*الدين بن عربي ،هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته*
*حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"*
**
**
*إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي*
*على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ*
*ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في*
*المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها*
*دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة
عرشه.*
**
*دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب*
*موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي*
*رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على*
*طريقة دمشق.*
**
**
*إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركت عشاقها*
*خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين*
*ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.*
**
*لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.*
*لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم. من الأزرق ما يكفي لتغرق*
*القارات الخمس .*
**
*لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن*
*ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.*
**
*ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو*
*نحل الكون لرحيقها.*
**
*لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط "*
*المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.*
**
*لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما*
*يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.*
**
*لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا*
*نكازاكي وهيروشيما*
*لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل*
*الحروب القادمة.*
****
*لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل*
*ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر. *
*لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز،*
*الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.*
**
*دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في*
*أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي*
*الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".*
**
*دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة*
*أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب*
*نهر التايمز ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين ولن تكون كعمّان*
*فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....*
**
*دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا*
*أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،*
*ستدلك عليه " كنيسة السيدة "*
**
*لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها*
*ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو*
*تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو*
*متذكراً كل شيء دفعة واحدة.*
**
*فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة" الفرس"، وتقول*
*جملة واحدة للجميع (إنها دمشق