SHARIEF FATTOUH
06-23-2010, 04:23 PM
اسمه : أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن شُهيد ويكنى بأبي عامر ( 382 – 426هـ )
مولده :
ولد بقرطبة سنة 382هـ = 992م في بيت والده في أيام المنصور بن أبي عامر ونشأ في أحضان النعمة .
تعليمه :
هو من بيت أدب ومجد ، كان جده وزير عبدالرحمن الناصر وأديباً من أكبر أدباء عصره ، وورث عنه حفيده أدبه كما ورث عنه صلته الحسنة بالأمويين وإن لم يستوزره لثقل سمعه .
كان للتدليل الكثير والترف البالغ
والنعمة الموفورة أثر كبير في نشأته فهو لم يأخذ بجد إلى التعليم ، ولم يحمل بصرامة على الدرس ، ومن هنا لم يقبل كثيراً على ما كان يقبل عليه معاصروه من حديث وتفسير وفقه ونحو ، وغير ذلك من العلوم الدينية واللغوية ، وإنما أقبل على ما يلائم ترفه وانطلاقه ، ويناسب طبعه ومواهبه ، أقبل على الأدب ، يتزود من قديمه وحديثه ، ومن شعره ونثره ، ويطيل النظر فيما خلف الجاهليون والإسلاميون والمشارقة والمغاربة من شعر ونثر ، وحفظ من ذلك كله الكثير ، واختزن من المعاني والأفكار والصور والأساليب ما حرك ملكته ، وأنطق لسانه ، وأجرى قلمه منذ حداثته .
فبدأ يقول الشعر في مرحلة باكرة ، ويراسل به المتقدمين عليه سناً وفناً ، وذلك لمنزلة والده ومكانة أسرته . وسرعان ما أشتهر أمره كأديب ، لا يقتصر على قول الشعر وإنما يزاول كتابة النثر ويتعرض لبعض قضايا النقد أيضاً .
كان مثقفاً ثقافة واسعة بمعارف عصره ، فقد ذكر في إحدى رسائله أنه درس ضروب العلم المختلفة من أدب وخبر وفقه وطب وصنعة وحكمة . على أن الجانب الذي تميز به هو جانب الأدب فقد كان شاعراً كبيراً كما كان كاتباً كبيراً أيضاً ، ويدل ما روي عنه من آثار أن نثره كان أكبرمن شعره .
قرأ الكثير للصابي والهمذاني .
محطات :
- أهم أثر تركه ابن شهيد هو رسالة التوابع والزوابع ، والتابع : الجن والزوبعة : الشيطان ، وسماها بهذا الاسم لأنه بناها على شيطان تراءى له في وقت أُرتج عليه وهو ينظم شعر فأجازه ، ولما تعارفا طلب إليه ابن شُهيد أن يلقي به شياطين الشعراء والكتاب الذين غبروا ، فأجاب طلبه (؟) . والرسالة تفيض بروح الفكاهة ولا شك أن هذا الجانب يكسبها خفة ورشاقة . وقد وجه رسالته لشخص كناه بأبي بكر .
ما قاله النقاد :
ابن شُهيد وزير من كبار الأندلسيين أدباً وعلماً . وقد شهد له النقاد بمقدرته كاتباً وتفوقه ،، فقد قال ( الثعالبي ) : إن نثره في غاية الملاحة . وقال ( أبو حيان ) : كان أبو عامر بن شُهيد يبلغ المعنى ولا يطيل سَفَر الكلام ، وإذا تأملته ولَسَنه ، وكيف يجر في البلاغة رسنه ، قلت : عبدالحميد في أوانه ، والجاحظ في زمانه .... وكان في تنميق الهزل والنادرة الحارة أقدر منه على سائر ذلك ... وله رسائل كثيرة في أنواع التعريض والأهزال ، قصار وطوال ، برز فيها شأوه ، وبقَّاها في الناس باقية بعده .
وقدم له صاجب الذخيرة بقوله : كان أبو عامر شيخ الحضرة العظمى وفتاها ، ومبدأ الغاية القصوى ومنتهاها ، وينبوع آياتها ، ومادة حياتها ، .....
ويقول صاحب المطمح فيه : عالم بأقسام اللغة ومعانيها ، حائز قصب السبق فيها ، لا يشبهه أحد من أهل زمانه ، ولا ينسق ما نسق من در البيان وجمانه توغل في شعاب البلاغة وطرقها ، وأخذ على متعاطيها ما بين مغربها ومشرقها ، لا يقاومه عمرو بن بحر ، ولا تراه يغترف إلا من بحر .
يقول ( ياقوت ) : كان له من علم الطب نصيب وافر .
يقول عنه ( شوقي ضيف ) أن النقاد كانوا يكبرون من شأن ابن شهيد ومنزلته الأدبية ، وقد قرنوه بالجاحظ لهزل كان فيه وميل للفكاهة ، وأكبر الظن أنه يتأثر في هذا الجانب ببديع الزمان فقد ذكره في رسائله . ولا شك أن ابن شُيد كان أكبر أديب في عصره ، ولكنه لم يستطع المخالفة على مذاهب الشرق ومناهجه ، بل ذهب يقلد هذه المذاهب والمناهج في غير نظام ولا نسق معين .
يقول ( د. أحمد هيكل ) : كان شعر ابن شهيد ذا ملامح مميزة وقسمات دالة ، أهمها : القدرة الفائقة على التصوير وربط الطبيعة بالنفس الإنسانية وتناول القديم بطريقة
جديدة ، تلائم العصر والبيئة وطبيعة الحضارة .، ثم الأخذ بأسلوب القص والحوار ، والإكثار من الدعابة والفكاهة ، وإجراء الشعر على ألسنة بعض الحيوانات ، كل ذلك مع إيثار لسهولة اللفظ وبساطة التركيب واتضاح الموسيقى .
ويضيف في مبحث :
" بين التوابع والزوابع ورسالة الغفران " من كتابه ( الأدب الأندلسي ) قائلاً :
واضح أن رسالة التوابع والزوابع تشبه إلى حد كبير رسالة الغفران ( لأبي العلاء المعري ) فكل من الرسالتين عرض لمشكلات أدبية بطريقة قصصية وكل من القصتين اتخذ عالماً آخر غير دنيانا ليكون مسرحاً لأحداثه وكل من المؤلفين عرض لمعاصريه ونقد سابقيه وأوضح ما بين الرسالتين من خلاف في الخطوط العامة أمران :
الأول أن أبا العلاء جعل مسرح قصته الدار الآخرة بفردوسها وجحيمها ، وابن شُهيد جعل مسرح قصته الجن بأرضها الغريبة وأجوائها العجيبة . والأمر الثاني هو أن أبا العلاء جعل اهتمامه الأكبر بالمشكلات الفلسفية والمعضلات الدينية ، على حين وجه ابن شُهيد جل اهتمامه للقضايا الأدبية والبيانية ، وهذا الخلاف راجع إلى طبيعة كل من الكاتبين واتجاهه .
وهذا التشابه بين الرسالتين دعا الباحثين إلى التفكير في مشكلة : من المؤثر ومن المتأثر في هذين العملين الرائعين ؟
وقد مال ( د. أحمد ضيف ) إلى القول بأن ابن شهيد هو المتأثر فقال : لعل ابن شُهيد كان يقلد أبا العلاء في ذلك لأنه أدرك عصره ، ولأن شهرة أبي العلاء ذائعة في المشرق والمغرب ..... والحق في المسألة عكس ما رجح الدكتور ضيف فقد ألف ابن شُهيد رسالته قبل أن يؤلف أبو العلاء رسالته ، والراجح أن أبا العلاء قد تأثر بابن شُهيد . أما شهرة أبي العلاء في المشرق والمغرب فتقابله شهرة ابن شُهيد في المغرب والمشرق أيضاً ..... وتحقيق الأمر أن ابن شُهيد قد ألف رسالته قبل تأليف أبي العلاء رسالته بما لا يقل عن تسع سنوات .
مؤلفاته :
- كشف الدك وإيضاح الشك
- حانوت العطار
- التوابع والزوابع
وفاته :
أصيب بالفالج وظل يعاني منه حيناً ثم توفي بقرطبة سنة 426هـ = 1035 م ففجع الناس بموته حتى قيل : ولم يشهد على قبر أحد ما شهد على قبره من البكاء والعويل . وأنشد على قبره من المراثي جملة موفورة لطوائف كثيرة .
مولده :
ولد بقرطبة سنة 382هـ = 992م في بيت والده في أيام المنصور بن أبي عامر ونشأ في أحضان النعمة .
تعليمه :
هو من بيت أدب ومجد ، كان جده وزير عبدالرحمن الناصر وأديباً من أكبر أدباء عصره ، وورث عنه حفيده أدبه كما ورث عنه صلته الحسنة بالأمويين وإن لم يستوزره لثقل سمعه .
كان للتدليل الكثير والترف البالغ
والنعمة الموفورة أثر كبير في نشأته فهو لم يأخذ بجد إلى التعليم ، ولم يحمل بصرامة على الدرس ، ومن هنا لم يقبل كثيراً على ما كان يقبل عليه معاصروه من حديث وتفسير وفقه ونحو ، وغير ذلك من العلوم الدينية واللغوية ، وإنما أقبل على ما يلائم ترفه وانطلاقه ، ويناسب طبعه ومواهبه ، أقبل على الأدب ، يتزود من قديمه وحديثه ، ومن شعره ونثره ، ويطيل النظر فيما خلف الجاهليون والإسلاميون والمشارقة والمغاربة من شعر ونثر ، وحفظ من ذلك كله الكثير ، واختزن من المعاني والأفكار والصور والأساليب ما حرك ملكته ، وأنطق لسانه ، وأجرى قلمه منذ حداثته .
فبدأ يقول الشعر في مرحلة باكرة ، ويراسل به المتقدمين عليه سناً وفناً ، وذلك لمنزلة والده ومكانة أسرته . وسرعان ما أشتهر أمره كأديب ، لا يقتصر على قول الشعر وإنما يزاول كتابة النثر ويتعرض لبعض قضايا النقد أيضاً .
كان مثقفاً ثقافة واسعة بمعارف عصره ، فقد ذكر في إحدى رسائله أنه درس ضروب العلم المختلفة من أدب وخبر وفقه وطب وصنعة وحكمة . على أن الجانب الذي تميز به هو جانب الأدب فقد كان شاعراً كبيراً كما كان كاتباً كبيراً أيضاً ، ويدل ما روي عنه من آثار أن نثره كان أكبرمن شعره .
قرأ الكثير للصابي والهمذاني .
محطات :
- أهم أثر تركه ابن شهيد هو رسالة التوابع والزوابع ، والتابع : الجن والزوبعة : الشيطان ، وسماها بهذا الاسم لأنه بناها على شيطان تراءى له في وقت أُرتج عليه وهو ينظم شعر فأجازه ، ولما تعارفا طلب إليه ابن شُهيد أن يلقي به شياطين الشعراء والكتاب الذين غبروا ، فأجاب طلبه (؟) . والرسالة تفيض بروح الفكاهة ولا شك أن هذا الجانب يكسبها خفة ورشاقة . وقد وجه رسالته لشخص كناه بأبي بكر .
ما قاله النقاد :
ابن شُهيد وزير من كبار الأندلسيين أدباً وعلماً . وقد شهد له النقاد بمقدرته كاتباً وتفوقه ،، فقد قال ( الثعالبي ) : إن نثره في غاية الملاحة . وقال ( أبو حيان ) : كان أبو عامر بن شُهيد يبلغ المعنى ولا يطيل سَفَر الكلام ، وإذا تأملته ولَسَنه ، وكيف يجر في البلاغة رسنه ، قلت : عبدالحميد في أوانه ، والجاحظ في زمانه .... وكان في تنميق الهزل والنادرة الحارة أقدر منه على سائر ذلك ... وله رسائل كثيرة في أنواع التعريض والأهزال ، قصار وطوال ، برز فيها شأوه ، وبقَّاها في الناس باقية بعده .
وقدم له صاجب الذخيرة بقوله : كان أبو عامر شيخ الحضرة العظمى وفتاها ، ومبدأ الغاية القصوى ومنتهاها ، وينبوع آياتها ، ومادة حياتها ، .....
ويقول صاحب المطمح فيه : عالم بأقسام اللغة ومعانيها ، حائز قصب السبق فيها ، لا يشبهه أحد من أهل زمانه ، ولا ينسق ما نسق من در البيان وجمانه توغل في شعاب البلاغة وطرقها ، وأخذ على متعاطيها ما بين مغربها ومشرقها ، لا يقاومه عمرو بن بحر ، ولا تراه يغترف إلا من بحر .
يقول ( ياقوت ) : كان له من علم الطب نصيب وافر .
يقول عنه ( شوقي ضيف ) أن النقاد كانوا يكبرون من شأن ابن شهيد ومنزلته الأدبية ، وقد قرنوه بالجاحظ لهزل كان فيه وميل للفكاهة ، وأكبر الظن أنه يتأثر في هذا الجانب ببديع الزمان فقد ذكره في رسائله . ولا شك أن ابن شُيد كان أكبر أديب في عصره ، ولكنه لم يستطع المخالفة على مذاهب الشرق ومناهجه ، بل ذهب يقلد هذه المذاهب والمناهج في غير نظام ولا نسق معين .
يقول ( د. أحمد هيكل ) : كان شعر ابن شهيد ذا ملامح مميزة وقسمات دالة ، أهمها : القدرة الفائقة على التصوير وربط الطبيعة بالنفس الإنسانية وتناول القديم بطريقة
جديدة ، تلائم العصر والبيئة وطبيعة الحضارة .، ثم الأخذ بأسلوب القص والحوار ، والإكثار من الدعابة والفكاهة ، وإجراء الشعر على ألسنة بعض الحيوانات ، كل ذلك مع إيثار لسهولة اللفظ وبساطة التركيب واتضاح الموسيقى .
ويضيف في مبحث :
" بين التوابع والزوابع ورسالة الغفران " من كتابه ( الأدب الأندلسي ) قائلاً :
واضح أن رسالة التوابع والزوابع تشبه إلى حد كبير رسالة الغفران ( لأبي العلاء المعري ) فكل من الرسالتين عرض لمشكلات أدبية بطريقة قصصية وكل من القصتين اتخذ عالماً آخر غير دنيانا ليكون مسرحاً لأحداثه وكل من المؤلفين عرض لمعاصريه ونقد سابقيه وأوضح ما بين الرسالتين من خلاف في الخطوط العامة أمران :
الأول أن أبا العلاء جعل مسرح قصته الدار الآخرة بفردوسها وجحيمها ، وابن شُهيد جعل مسرح قصته الجن بأرضها الغريبة وأجوائها العجيبة . والأمر الثاني هو أن أبا العلاء جعل اهتمامه الأكبر بالمشكلات الفلسفية والمعضلات الدينية ، على حين وجه ابن شُهيد جل اهتمامه للقضايا الأدبية والبيانية ، وهذا الخلاف راجع إلى طبيعة كل من الكاتبين واتجاهه .
وهذا التشابه بين الرسالتين دعا الباحثين إلى التفكير في مشكلة : من المؤثر ومن المتأثر في هذين العملين الرائعين ؟
وقد مال ( د. أحمد ضيف ) إلى القول بأن ابن شهيد هو المتأثر فقال : لعل ابن شُهيد كان يقلد أبا العلاء في ذلك لأنه أدرك عصره ، ولأن شهرة أبي العلاء ذائعة في المشرق والمغرب ..... والحق في المسألة عكس ما رجح الدكتور ضيف فقد ألف ابن شُهيد رسالته قبل أن يؤلف أبو العلاء رسالته ، والراجح أن أبا العلاء قد تأثر بابن شُهيد . أما شهرة أبي العلاء في المشرق والمغرب فتقابله شهرة ابن شُهيد في المغرب والمشرق أيضاً ..... وتحقيق الأمر أن ابن شُهيد قد ألف رسالته قبل تأليف أبي العلاء رسالته بما لا يقل عن تسع سنوات .
مؤلفاته :
- كشف الدك وإيضاح الشك
- حانوت العطار
- التوابع والزوابع
وفاته :
أصيب بالفالج وظل يعاني منه حيناً ثم توفي بقرطبة سنة 426هـ = 1035 م ففجع الناس بموته حتى قيل : ولم يشهد على قبر أحد ما شهد على قبره من البكاء والعويل . وأنشد على قبره من المراثي جملة موفورة لطوائف كثيرة .