عاشق الوطنية
07-06-2010, 07:24 PM
أبصرتها في الخمس و العشر فرأيت أخت الرئم و البدر عذراء ليس الفجر والدها و كأنّها مولودة الفجر بسّامة في ثغرها درر يهفو إليها الشاعر العصري و لها قوام لو أشبّهه بالغصن باء الغصن بالفخر مثل الحمامة في وداعتها و كزهرة انّسرين في الطهر مثل الحمامة غير أنّ لها صوت الهزار و لفتة الصقر ...
شاهدتها يوما وقد جلست في الرّوض بين الماء و الزهر ويد الفتى " هنري " تطوّقها فحسدت ذاك الطّوق في الخصر و حسدت مقلته و مسمعه لجمالها و كلامها الدرّي أغمضت أجفاني على مضض و طويت أحشائي على الجمر و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي ، و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه باليأس آونة و بالصّبر ثمّ انقضى عام و أعقبه ثان و ذاك السرّ في صدري فعجبت ، منّي كيف أذكرها و قد انقضى حولان من عمري خلت اللّيالي في تتابعها تزري بها عندي فلم تزر زادت ملاحتها فزدت بها كلفا ، و موجدة على " هنري " ...
و سئمت داري و هي واسعة فتركتها و خرجت في أمر فرأيت فتيان الحمى انتظموا كالعقد ، أو كالعسكر المجر يتفكّهون بكلّ نادرة و على الوجوه علائم البشر ساروا فأعجبني تدفّقهم فتبعتهم أدري و لا أدري ما بالهم ؟ و لأية وقفوا ؟ لمن البناء يلوح كالقصر أوّاه ! هذي دار فاتنتي من قال ما للشمس من خدر و عرفت من " فرجين " جارتها ما زادني ضرّا على ضرّ قد كان هذا يوم خطبتها يا أرض ميدي ! يا سما خرّي و رأيت ساعدها بساعده فوددت لو غيّبت في قبر و شعرت أن الأرض واجفة تحتى ، و أنّ النار في صدري و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه اليأس آونة و بالصّبر ...
قالوا : الكنيسة خير تعزية لمن ابتلي في الحبّ بالهجر فنذرت أن أقضي الحياة بها و قصدتها كيما أفي نذري لازمتها بدرين ما التفتت عيني إلى شمس و لا بدر أتلو أناشيد النبيّ ضحى و أطالع الإنجيل في العصر حينا مع الرهبان ، آونة وحدي ، و أحيانا مع الحبر في الغاب فوق العشب مضطجعا في السّفح مستندا إلى الصّخر في غرفتي ، و الريح راكدة بين المغارس ، و الصّبا تسري حتى إذا ما القلب زايلة تبريحه ، و صحوت من سكري و سلوتها و سلوت خاطبها و ألفت عيش الضنك و العسر عاد القضاء إلى محاربتي ورجعت للشكوى من الدهر ...
في ضحوة وقف النسيم بها متردّدا في صفحة النهر كالشاعر الباكي على طلل أو قاريء حيران في سفر و الشمس ساطعة و لامعة تكسو حواشي النهر بالتبر و الأرض حالية جوانبها بالزّهر من قان و مصفرّ فكأنّها بالعشب كاسية حسناء في أثوابها الخضر و علا هتاف الطير إذ أمنت بأس العقاب و صوله النسر تتلو على أهل الهوى سورا ليست بمنظوم و لا نثر يحنو الهزار على أليفته و يداعب القمريّة القمري و انساب كلّ مصفّق عذب و اهتزّ كلّ مهفهف نضر فتذكّرت نفسي صبابتها ما أولع المهجور بالذّكر أرسلت طرفي رائد فجرى و جرى على آثاره فكري حتى دوى صوت الرئيس بنا فهرعت و الرهبان في إثري و إذا بنا نلقى كنيستنا بالوافدين تموج كالبحر و إذا " بها " و إذا الفتى هنري في حلّة بيضاء كالفجر تمشي بين ذي أدب حلو ، و بين مليحة بكر رفع الرئيس عليها يده و أنا أرى و يدي على صدري يا قلب ذب ! يا مهجتي انفطري يا طرف فض بالأدمع الحمر أغمضت أجفاني على مضض و طويت أحشائي على الجمر و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي ، و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه باليأس آونة و بالصبر و خرجت لا ألوي على أحد و رضيت بعد الزّهد بالكفر ...
أشفقت من همّي على كبدي و خشيت من دمعي على نحري فكلفت بالصهباء أشربها في منزلي ، في الحان ، في القفر أبغي الشفاء من الهموم بها فتزيدني وقرا على وقر و تزيدني و لعا بها و هوى و تزيدني حقدا على هنري قال الطبيب و قد رأى سقمي : لله من فعل الهوى العذري ما لي بدائك يا فتى قبل السحر محتاج إلى سحر و مضى يقلّب كفّه أسفا و لبثت كالمقتول في الوكر ما أبصرت عيناي غانية إلاّ ذكرت إلى الدمى فقري ...
و سئمت داري و هي واسعة فتركتها و خرجت في أمر فرأيتها في السوق واقفة و دموعها تنهلّ كالقطر في بردة كاللّيل حالكة لهفي على أثوابها الحمر فدنوت أسألها وقد جزعت نفسي ، وزلزل حزنها ظهري قالت : قضى هنري ! فقلت : قضى من كاد لي كيدا و لم يدر لا تكرهوا شرّا يصيبكم فلربّ خير جاء من شرّ رهفا هواها بي فقلت لها : قد حلّ هذا الموت من أسري قالت : و من أسري ! فقلت : إذن لي أنت ؟ قالت : أنت ذو الأمر فأدرت زندي حول منكبها و لثمتها في النحر و الثّغر و شفيت نفسي من لواعجها و تأرت بالتصريح من سرّي ثمّ انثنيت بها على عجل باب الكنيسة جاعلا شطري و هناك باركني و هنّأني من هنّأوا قبلي الفتى هنري ...
من بعد شهر مرّ لي معها أبصرت وضح الشيب في شعري ما كنت أدري قبل صحبتها أنّ المشيب يكون في شهر فكرت في هنري و كيف قضى فوجدت هنري واضح العذر يا طالما قد كنت أحسده و اليوم أحسده على القبر
شاهدتها يوما وقد جلست في الرّوض بين الماء و الزهر ويد الفتى " هنري " تطوّقها فحسدت ذاك الطّوق في الخصر و حسدت مقلته و مسمعه لجمالها و كلامها الدرّي أغمضت أجفاني على مضض و طويت أحشائي على الجمر و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي ، و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه باليأس آونة و بالصّبر ثمّ انقضى عام و أعقبه ثان و ذاك السرّ في صدري فعجبت ، منّي كيف أذكرها و قد انقضى حولان من عمري خلت اللّيالي في تتابعها تزري بها عندي فلم تزر زادت ملاحتها فزدت بها كلفا ، و موجدة على " هنري " ...
و سئمت داري و هي واسعة فتركتها و خرجت في أمر فرأيت فتيان الحمى انتظموا كالعقد ، أو كالعسكر المجر يتفكّهون بكلّ نادرة و على الوجوه علائم البشر ساروا فأعجبني تدفّقهم فتبعتهم أدري و لا أدري ما بالهم ؟ و لأية وقفوا ؟ لمن البناء يلوح كالقصر أوّاه ! هذي دار فاتنتي من قال ما للشمس من خدر و عرفت من " فرجين " جارتها ما زادني ضرّا على ضرّ قد كان هذا يوم خطبتها يا أرض ميدي ! يا سما خرّي و رأيت ساعدها بساعده فوددت لو غيّبت في قبر و شعرت أن الأرض واجفة تحتى ، و أنّ النار في صدري و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه اليأس آونة و بالصّبر ...
قالوا : الكنيسة خير تعزية لمن ابتلي في الحبّ بالهجر فنذرت أن أقضي الحياة بها و قصدتها كيما أفي نذري لازمتها بدرين ما التفتت عيني إلى شمس و لا بدر أتلو أناشيد النبيّ ضحى و أطالع الإنجيل في العصر حينا مع الرهبان ، آونة وحدي ، و أحيانا مع الحبر في الغاب فوق العشب مضطجعا في السّفح مستندا إلى الصّخر في غرفتي ، و الريح راكدة بين المغارس ، و الصّبا تسري حتى إذا ما القلب زايلة تبريحه ، و صحوت من سكري و سلوتها و سلوت خاطبها و ألفت عيش الضنك و العسر عاد القضاء إلى محاربتي ورجعت للشكوى من الدهر ...
في ضحوة وقف النسيم بها متردّدا في صفحة النهر كالشاعر الباكي على طلل أو قاريء حيران في سفر و الشمس ساطعة و لامعة تكسو حواشي النهر بالتبر و الأرض حالية جوانبها بالزّهر من قان و مصفرّ فكأنّها بالعشب كاسية حسناء في أثوابها الخضر و علا هتاف الطير إذ أمنت بأس العقاب و صوله النسر تتلو على أهل الهوى سورا ليست بمنظوم و لا نثر يحنو الهزار على أليفته و يداعب القمريّة القمري و انساب كلّ مصفّق عذب و اهتزّ كلّ مهفهف نضر فتذكّرت نفسي صبابتها ما أولع المهجور بالذّكر أرسلت طرفي رائد فجرى و جرى على آثاره فكري حتى دوى صوت الرئيس بنا فهرعت و الرهبان في إثري و إذا بنا نلقى كنيستنا بالوافدين تموج كالبحر و إذا " بها " و إذا الفتى هنري في حلّة بيضاء كالفجر تمشي بين ذي أدب حلو ، و بين مليحة بكر رفع الرئيس عليها يده و أنا أرى و يدي على صدري يا قلب ذب ! يا مهجتي انفطري يا طرف فض بالأدمع الحمر أغمضت أجفاني على مضض و طويت أحشائي على الجمر و خشيت أنّ الوجد يسلبني حلمي ، و يغلبني على أمري فرجعت أدراجي أغالبه باليأس آونة و بالصبر و خرجت لا ألوي على أحد و رضيت بعد الزّهد بالكفر ...
أشفقت من همّي على كبدي و خشيت من دمعي على نحري فكلفت بالصهباء أشربها في منزلي ، في الحان ، في القفر أبغي الشفاء من الهموم بها فتزيدني وقرا على وقر و تزيدني و لعا بها و هوى و تزيدني حقدا على هنري قال الطبيب و قد رأى سقمي : لله من فعل الهوى العذري ما لي بدائك يا فتى قبل السحر محتاج إلى سحر و مضى يقلّب كفّه أسفا و لبثت كالمقتول في الوكر ما أبصرت عيناي غانية إلاّ ذكرت إلى الدمى فقري ...
و سئمت داري و هي واسعة فتركتها و خرجت في أمر فرأيتها في السوق واقفة و دموعها تنهلّ كالقطر في بردة كاللّيل حالكة لهفي على أثوابها الحمر فدنوت أسألها وقد جزعت نفسي ، وزلزل حزنها ظهري قالت : قضى هنري ! فقلت : قضى من كاد لي كيدا و لم يدر لا تكرهوا شرّا يصيبكم فلربّ خير جاء من شرّ رهفا هواها بي فقلت لها : قد حلّ هذا الموت من أسري قالت : و من أسري ! فقلت : إذن لي أنت ؟ قالت : أنت ذو الأمر فأدرت زندي حول منكبها و لثمتها في النحر و الثّغر و شفيت نفسي من لواعجها و تأرت بالتصريح من سرّي ثمّ انثنيت بها على عجل باب الكنيسة جاعلا شطري و هناك باركني و هنّأني من هنّأوا قبلي الفتى هنري ...
من بعد شهر مرّ لي معها أبصرت وضح الشيب في شعري ما كنت أدري قبل صحبتها أنّ المشيب يكون في شهر فكرت في هنري و كيف قضى فوجدت هنري واضح العذر يا طالما قد كنت أحسده و اليوم أحسده على القبر