SHARIEF FATTOUH
07-19-2010, 06:26 PM
أسماء الله الحسنى – مقدمة 1: مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة ـ لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
7452
أيها الإخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس أسماء الله الحسنى ، وفي هذا الدرس نتحدث بشكل عام عن مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة إلى الله .
1 – القوة الإدراكية في الإنسان :
بادئ ذي بدء ، لقد أودع الله في الإنسان قوة إدراكية ، وميّزه بهذه القوة عن بقية المخلوقات ، هذه القوة الإدراكية تستلزم طلب الحقيقة ، فقد خلق فيه حاجة عليا للمعرفة ، وما لم تلبَّ هذه الحاجة العليا ، وما لم يبحث الإنسان عن الحقيقة ، وما لم يبحث عن سر وجوده ، وعن غاية وجوده ، وعن أفضل شيء يمكن أن يفعله في وجوده فقد هبط عن مستوى إنسانيته ، هناك حاجات سفلى ، وحاجات دنيا ، وهناك حاجات عليا مقدسة .
فالله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان هذه القوة كي تلبَّى ، لذلك الإنسان الذي يبحث عن الحقيقة ، والذي يتعرف إلى سر وجوده ، وإلى غاية وجوده هو إنسان لعله اقترب من أن يؤكد ذاته ، ويحقق وجوده في الأرض .
2 – أصلُ الدين معرفةُ الله :
النقطة الدقيقة أن أصل الدين معرفة الله ، وفضلً معرفة الله على معرفة خَلقه كفضل الله على خلقه ، وكم هي المسافة كبيرة جداً بين أن تعرف شيئاً من مخلوقات الله وأن تعرف خالق السماوات والأرض ، المسافة كبيرة جداً ، فعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ )) .
[ رواه الدارمي في سننه] .
والآن فضل معرفة الله على معرفة خلقه كفضل الله على خلقه ، فلذلك ما من معرفة تعلو على أن نعرف الله عز وجل :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء)) .
[ ورد في الأثر ] .
أيها الإخوة الكرام ، لو أن طفلاً صغيراً قال : معي مبلغ عظيم ، كم نقدر هذا المبلغ ؟ نقدره مئتي ليرة مثلاً ، أما إذا قال مسؤول كبير في دولة عظمى : أعددنا مبلغاً عظيماً للحرب ، فإنك تقدره مئتي مليار ، الكلمة نفسها قالها طفل فقدرناها برقم ، وقالها إنسان آخر فقدرناها برقم ، فإذا قال خالق السماوات والأرض :
7453
( سورة النساء ) .
3 – لا شيء يعلو على مرتبة العلم :
لذلك لا شيء يعلو على مرتبة العلم ، وإذا أدرت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل .
بالمناسبة ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاًَ .
4 – معرفةُ الآمرِ قبل معرفة الأمر :
أيها الإخوة الكرام ، هناك نقطة دقيقة جداً ؛ يمكن أن تتعرف إلى الله ، ويمكن أن تضعف معرفتك بالله ، وتتعرف إلى أمره ونهيه ، لكن الحقيقة الصارخة أنك إذا عرفت الآمر ، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، بينما إذا عرفت الأمر ، ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر .
كأنني وضعت يدي على مشكلة العالم الإسلامي الأولى ، الصحابة الكرام قلة ، وقد وصلت راياتهم إلى أطراف الدنيا ، لأنهم عرفوا الله ، وحينما اكتفينا بمعرفة أمره ، ولم نصل إلى معرفته المعرفة التي تحملنا على طاعته كما ترون حال العالم الإسلامي فإنانا لسنا ممكَّنين ، والله عز وجل يقول :
7455
( سورة النور)
نحن كما في الآية الكريمة ، وهذا هو الواقع المرّ ، نحن لسنا مستخلَفين ، ولسنا ممكَّنين ، ولسنا آمنين ، والكرة في ملعبنا ، لأنه :
7458
( سورة مريم)
إذاً : الفرق واضح بين الرعيل الأول من الصحابة الكرام الذين عرفوا الله ، وطبقوا منهجه ، فاستحقوا وعود الله عز وجل ، وكما تعلمون جميعاً زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .
على كلٍّ ؛ قضية العلم واسعة جداً ، قال بعض العلماء : هناك علم بخلقه ، يعني عندنا واقع ، والعلم وصف ما هو كائن ، هناك ظواهر فلكية ، علم الفلك ، ظواهر فيزيائية ، علم الفيزياء ظواهر كيميائية ، علم الكيمياء ، ظواهر نفسية علم نفس ، ظواهر اجتماعية علم الاجتماع ، فالعلم مختص بما هو كائن ، وهو علاقة مقطوع بها بين متغيرين ، تطابق الواقع ، عليها دليل ، هذا هو العلم .
5 – العلم بخَلقه أصلُ صلاح الدنيا ، والعلمُ بأمْره أصل صلاح الآخرة :
لكن هناك شيء آخر ، هناك علم بأمره ، العلم بخَلقه من اختصاص الجامعات في العالم ، أية جامعة تذهب إليها فيها كليات العلوم ، والطب ، والهندسة ، والصيدلة ، وما إلى ذلك ، هذا علم بخلقه ، والعلم بخلقه أصل صلاح الدنيا ، والمسلمون مفروض عليهم فرضاً كفائياً أن يتعلموا هذه العلوم كي يكونوا أقوياء ، لذلك العلم بخلق الله أصل في صلاح الدنيا ، أما العلم بأمره فأصل في العبادة ، قال تعالى :
7459
( سورة الذاريات ) .
7460
1 – تعريف العبادة :
والعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
2 – الكليات الثلاث في العبادة :
هذا التعريف فيه كليات ثلاث ، فيه كلية معرفية ، وكلية سلوكية ، وكلية جمالية :
الكلية السلوكية هي الأصل ، وما لم يستقم المسلم على أمر الله فلن يستطيع أن يقطف من الدين شيئاً ، هذه الكلية السلوكية .
المؤمن ملتزم ، المؤمن مقيَّد بمنهج الله عز وجل ، المؤمن في حياته منظومة قيم ، عنده فرض ، عنده واجب ، عنده سنة مؤكدة ، سنة غير مؤكدة ، مباح ، مكروه تنزيهاً ، مكروه تحريماً ، حرام ، العلم بأمره أصل في قبول العبادة .
3 – العبادات شعائرية وتعاملية :
بالمناسبة العبادة واسعة جداً ، هناك عبادة شعائرية ، وهناك عبادة تعاملية ، العبادات الشعائرية منها الصلاة والصوم لا تصح ، ولا تقبل إلا إذا صحت العبادات التعاملية ، لذلك قال بعض العلماء : " ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام ، وقد ورد في بعض الأحاديث الشريفة :
(( والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خير لي من صيام شهر واعتكافي في مسجدي هذا )) .
[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس بسند ضعيف]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
7452
أيها الإخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس أسماء الله الحسنى ، وفي هذا الدرس نتحدث بشكل عام عن مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة إلى الله .
1 – القوة الإدراكية في الإنسان :
بادئ ذي بدء ، لقد أودع الله في الإنسان قوة إدراكية ، وميّزه بهذه القوة عن بقية المخلوقات ، هذه القوة الإدراكية تستلزم طلب الحقيقة ، فقد خلق فيه حاجة عليا للمعرفة ، وما لم تلبَّ هذه الحاجة العليا ، وما لم يبحث الإنسان عن الحقيقة ، وما لم يبحث عن سر وجوده ، وعن غاية وجوده ، وعن أفضل شيء يمكن أن يفعله في وجوده فقد هبط عن مستوى إنسانيته ، هناك حاجات سفلى ، وحاجات دنيا ، وهناك حاجات عليا مقدسة .
فالله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان هذه القوة كي تلبَّى ، لذلك الإنسان الذي يبحث عن الحقيقة ، والذي يتعرف إلى سر وجوده ، وإلى غاية وجوده هو إنسان لعله اقترب من أن يؤكد ذاته ، ويحقق وجوده في الأرض .
2 – أصلُ الدين معرفةُ الله :
النقطة الدقيقة أن أصل الدين معرفة الله ، وفضلً معرفة الله على معرفة خَلقه كفضل الله على خلقه ، وكم هي المسافة كبيرة جداً بين أن تعرف شيئاً من مخلوقات الله وأن تعرف خالق السماوات والأرض ، المسافة كبيرة جداً ، فعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ )) .
[ رواه الدارمي في سننه] .
والآن فضل معرفة الله على معرفة خلقه كفضل الله على خلقه ، فلذلك ما من معرفة تعلو على أن نعرف الله عز وجل :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء)) .
[ ورد في الأثر ] .
أيها الإخوة الكرام ، لو أن طفلاً صغيراً قال : معي مبلغ عظيم ، كم نقدر هذا المبلغ ؟ نقدره مئتي ليرة مثلاً ، أما إذا قال مسؤول كبير في دولة عظمى : أعددنا مبلغاً عظيماً للحرب ، فإنك تقدره مئتي مليار ، الكلمة نفسها قالها طفل فقدرناها برقم ، وقالها إنسان آخر فقدرناها برقم ، فإذا قال خالق السماوات والأرض :
7453
( سورة النساء ) .
3 – لا شيء يعلو على مرتبة العلم :
لذلك لا شيء يعلو على مرتبة العلم ، وإذا أدرت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل .
بالمناسبة ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاًَ .
4 – معرفةُ الآمرِ قبل معرفة الأمر :
أيها الإخوة الكرام ، هناك نقطة دقيقة جداً ؛ يمكن أن تتعرف إلى الله ، ويمكن أن تضعف معرفتك بالله ، وتتعرف إلى أمره ونهيه ، لكن الحقيقة الصارخة أنك إذا عرفت الآمر ، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، بينما إذا عرفت الأمر ، ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر .
كأنني وضعت يدي على مشكلة العالم الإسلامي الأولى ، الصحابة الكرام قلة ، وقد وصلت راياتهم إلى أطراف الدنيا ، لأنهم عرفوا الله ، وحينما اكتفينا بمعرفة أمره ، ولم نصل إلى معرفته المعرفة التي تحملنا على طاعته كما ترون حال العالم الإسلامي فإنانا لسنا ممكَّنين ، والله عز وجل يقول :
7455
( سورة النور)
نحن كما في الآية الكريمة ، وهذا هو الواقع المرّ ، نحن لسنا مستخلَفين ، ولسنا ممكَّنين ، ولسنا آمنين ، والكرة في ملعبنا ، لأنه :
7458
( سورة مريم)
إذاً : الفرق واضح بين الرعيل الأول من الصحابة الكرام الذين عرفوا الله ، وطبقوا منهجه ، فاستحقوا وعود الله عز وجل ، وكما تعلمون جميعاً زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .
على كلٍّ ؛ قضية العلم واسعة جداً ، قال بعض العلماء : هناك علم بخلقه ، يعني عندنا واقع ، والعلم وصف ما هو كائن ، هناك ظواهر فلكية ، علم الفلك ، ظواهر فيزيائية ، علم الفيزياء ظواهر كيميائية ، علم الكيمياء ، ظواهر نفسية علم نفس ، ظواهر اجتماعية علم الاجتماع ، فالعلم مختص بما هو كائن ، وهو علاقة مقطوع بها بين متغيرين ، تطابق الواقع ، عليها دليل ، هذا هو العلم .
5 – العلم بخَلقه أصلُ صلاح الدنيا ، والعلمُ بأمْره أصل صلاح الآخرة :
لكن هناك شيء آخر ، هناك علم بأمره ، العلم بخَلقه من اختصاص الجامعات في العالم ، أية جامعة تذهب إليها فيها كليات العلوم ، والطب ، والهندسة ، والصيدلة ، وما إلى ذلك ، هذا علم بخلقه ، والعلم بخلقه أصل صلاح الدنيا ، والمسلمون مفروض عليهم فرضاً كفائياً أن يتعلموا هذه العلوم كي يكونوا أقوياء ، لذلك العلم بخلق الله أصل في صلاح الدنيا ، أما العلم بأمره فأصل في العبادة ، قال تعالى :
7459
( سورة الذاريات ) .
7460
1 – تعريف العبادة :
والعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
2 – الكليات الثلاث في العبادة :
هذا التعريف فيه كليات ثلاث ، فيه كلية معرفية ، وكلية سلوكية ، وكلية جمالية :
الكلية السلوكية هي الأصل ، وما لم يستقم المسلم على أمر الله فلن يستطيع أن يقطف من الدين شيئاً ، هذه الكلية السلوكية .
المؤمن ملتزم ، المؤمن مقيَّد بمنهج الله عز وجل ، المؤمن في حياته منظومة قيم ، عنده فرض ، عنده واجب ، عنده سنة مؤكدة ، سنة غير مؤكدة ، مباح ، مكروه تنزيهاً ، مكروه تحريماً ، حرام ، العلم بأمره أصل في قبول العبادة .
3 – العبادات شعائرية وتعاملية :
بالمناسبة العبادة واسعة جداً ، هناك عبادة شعائرية ، وهناك عبادة تعاملية ، العبادات الشعائرية منها الصلاة والصوم لا تصح ، ولا تقبل إلا إذا صحت العبادات التعاملية ، لذلك قال بعض العلماء : " ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام ، وقد ورد في بعض الأحاديث الشريفة :
(( والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خير لي من صيام شهر واعتكافي في مسجدي هذا )) .
[ الترغيب والترهيب عن ابن عباس بسند ضعيف]