M-AraBi
07-24-2010, 07:08 PM
القاهرة - أمهلت إدارة القمر الصناعي المصري (نايل – سات) قناتي "شهرزاد" و"كنوز" مدة عشرة أيام لوقف بث البرامج المتعلقة بالسحر والشعوذة ما لم تصححا وضعهما المخالف لشروط التعاقد التي تحظر تناول برامج الفضائيات لقضايا الإرهاب أو الشعوذة أو السحر، أو بث أي مواد مخلة بالآداب والأعراف والتقاليد.
وكشفتمصادر في نايل سات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن هذا القرار جاء في أعقاب صدور قرار إدارة القمر الصناعي العربي (عرب سات) منع بث نفس القناتين، وصدور فتوى من هيئة كبار العلماء في السعودية، ودعوة "الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين" لمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بالسعي لمنع بث برامج قنوات السحر والشعوذة بواسطة الأقمار الصناعية العربية.
كما تلقت مؤخرًا إدارة الشركة التي تدير القمر المصري العديد من الرسائل بينها رسائل من نشطاء إنترنت، تشكو من برامج السحر والشعوذة المخالفة للدين والعقيدة.
دور لنشطاء الإنترنت
وشن نشطاء عرب ومصريون في الأسابيع الأخيرة حملة رسمية وشعبية على قنوات السحر والشعوذة بالفضائيات العربية، وشهدت عدة منتديات عربية -خصوصا السعودية منها مثل "منتدي راصد"– دعوات للنشطاء الإلكترونيين من أجل توجيه رسائل كثيرة للمهندس صلاح حمزة رئيس الشئون الهندسية بالقمر المصري "نايل سات" تحثه فيها على وقف بث قنوات الشعوذة.
وجاء في بعض هذه الرسائل: "هلموا يا أهل الخير.. وعليكم بكثرة الرسائل وحبذا لو تم إعداد رسالة جاهزة للإرسال بضغطة زر (أو عدة رسائل بصيغ مختلفة أفضل لا شك) أو عمل رسالة يوقع عليها الدعاة والمفكرون وكذلك الناس عن طريق الإنترنت".
وصرح صلاح حمزة الأسبوع الماضي أن القانون لا يمنح شركة نايل سات الحق في إلغاء عقود فضائيات نايل سات، التي تبلغ 680 قناة، دون أسباب، إلا أنه لو اخترق مستأجر القناة شروط العقد، أو وجهت له شكوى صريحة حول أحد برامجه، نقوم بمخاطبة ملاك تلك القنوات الفضائية.
وفي وقت لاحق أكد لصحيفة "المصري اليوم" 25 يونيه 2007 أنه تم الاتفاق مع صاحب القناتين على التغيير، وأنه ينوي بث قنوات جديدة على النايل سات تكون ملتزمة بالضوابط.
ورك نملة وعين ديك!
وتعتبر قناتي: "كنوز" و"شهرزاد" نوعية جديدة من الفضائيات التي تعتمد على أسلوب التنجيم وقراءة الفنجان على الهواء مباشرة، حيث يقرؤون الفنجان عن بعد، ويكتبون "الحجاب" للمشاهدين عبر الأثير، لفك السحر أو جلب الرزق أو فتح الطريق للزواج أو إعادة الحب للزوجين، وتعتمد برامجهما على "الحبكة الدرامية" عن طريق إلباس الضيوف الذين يردون على المشاهدين ملابس تشبه لباس العرافين والعرافات في الأفلام المصرية القديمة لجذب "الزبون" وإيهامه بقدرتهم على قضاء حاجته المطلوبة، مثل استضافة امرأة عجوز تلبس لباسا غريبا، كي ترد على المتصلات بالفضائية تليفونيا، أو "شيخا" يرتدي عباءة العرافين القدامى ليفك العمل والسحر!.
والأكثر طرافة أن هؤلاء المشعوذين يكررون نفس المطالب القديمة في الفضائيات، والتي كان يتم السخرية منها في الزمن القديم مثل طلب "ورك نملة" و"عين ديك" و"جناح خفاش" حتى أن "العرافة" في أحد المرات قالت لمن تسأل عن "عمل" معمول لأخيها: "هاتي من عند العطار عين ديك وكسبرة ناشفة.. حبة البركة.. بذر البقلة.. حرمل، وحطيهم على البخور.. وعين الديك هذه توضع بعدد حروف اسمك وعدد حروف اسم أمك... وتبخريها وتقولي: "يا رب ابعد شياطين الإنس والجن من هذا المكان بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله وأنها تكفى يا رب.. وتمسح شقتك وعتبتك بخل وعرق حلاوة ورجلة"!؟.
وتستخدم أحيانا هذه الفضائيات غطاء دينيا وتخلط بين أمور الشعوذة وآيات القران لإيهام المشاهدين أنه لا تعارض بين ما يقومون به من دجل وسحر وشعوذة، وبين الدين، قائلين: أليس السحر مذكورًا في القرآن؟!.
كما أن هؤلاء المشعوذين يفرقون بين المرء وزوجه في كثير من الأحيان، حتى أن أحد هؤلاء العرافين قال لإحدى المتصلات فور أن بدأت حديثها: "تطلقي من زوجك أولا" وآخر قال لزوجة تشكو من إقامة زوجها عند أمه كثيرا لرعايتها: اعملي الحجاب التالي (...) كي يبعد عن أمه، ثم قال لها: "لو عاد زوجك لأمه تعالي لي مرة ثانية"!.
ويقول إعلاميون يعملون في بعض هذه الفضائيات إن مصدر رزقهم الأساسي يعتمد على نخبة من النساء والرجال المترفين الأغنياء الذين يعانون من فراغ قاتل وخواء في الثقافة والأفكار والمفاهيم الدينية وأتخمهم الثراء، ولا يجدون مشكلة في الاتصال بهذه الفضائيات بدافع التسلية وتضييع الوقت، وإن هذه الفضائيات تعتمد على اتصالات هؤلاء الزبائن وتتعاون مع مراكز دولية للاتصالات أو وكالات إعلان لجلب هؤلاء الضيوف ونزف أموالهم عبر الاتصالات التي ينفقون عليها أموالا كثيرة.
وتؤكد العديد من الدراسات أن الإقبال على هذه الفضائيات نتيجة لانتشار الاعتقاد بهذه الخرافات بين الجمهور، وفي مصر كشفت دراسة نشرت العام الجاري وأجرتها د.سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع والدكتور عبد الرحمن عيسوي أن 63% من المصريين (منهم 11% من الفنانين والسياسيين والمثقفين) يلجئون للسحر في بعض الحالات، و20% يعتقدون بجدوى "الزار" و55% من المترددات على المنجمات فعليا أو فضائيا هن من المتعلمات المثقفات.
وسبق لوزراء الصحة العرب أن دعوا بدورهم في فبراير 2007 في الجزائر، لـ "التصدي لبعض القنوات الفضائية التي انتشرت فيها ظاهرة الشعوذة ومدعي الطب، إضافة إلى ما تبثه هذه القنوات الفضائية من مواد مسمومة لا تحترم عقول الناس"، مشددين على أن "هذه الفضائيات المشعوذة تستخف بعقول الناس وتروّج للخرافات التي تسهم في زيادة معدلات المرضي والإعاقة والهدر الاقتصادي للموارد".
وكشفتمصادر في نايل سات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن هذا القرار جاء في أعقاب صدور قرار إدارة القمر الصناعي العربي (عرب سات) منع بث نفس القناتين، وصدور فتوى من هيئة كبار العلماء في السعودية، ودعوة "الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين" لمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بالسعي لمنع بث برامج قنوات السحر والشعوذة بواسطة الأقمار الصناعية العربية.
كما تلقت مؤخرًا إدارة الشركة التي تدير القمر المصري العديد من الرسائل بينها رسائل من نشطاء إنترنت، تشكو من برامج السحر والشعوذة المخالفة للدين والعقيدة.
دور لنشطاء الإنترنت
وشن نشطاء عرب ومصريون في الأسابيع الأخيرة حملة رسمية وشعبية على قنوات السحر والشعوذة بالفضائيات العربية، وشهدت عدة منتديات عربية -خصوصا السعودية منها مثل "منتدي راصد"– دعوات للنشطاء الإلكترونيين من أجل توجيه رسائل كثيرة للمهندس صلاح حمزة رئيس الشئون الهندسية بالقمر المصري "نايل سات" تحثه فيها على وقف بث قنوات الشعوذة.
وجاء في بعض هذه الرسائل: "هلموا يا أهل الخير.. وعليكم بكثرة الرسائل وحبذا لو تم إعداد رسالة جاهزة للإرسال بضغطة زر (أو عدة رسائل بصيغ مختلفة أفضل لا شك) أو عمل رسالة يوقع عليها الدعاة والمفكرون وكذلك الناس عن طريق الإنترنت".
وصرح صلاح حمزة الأسبوع الماضي أن القانون لا يمنح شركة نايل سات الحق في إلغاء عقود فضائيات نايل سات، التي تبلغ 680 قناة، دون أسباب، إلا أنه لو اخترق مستأجر القناة شروط العقد، أو وجهت له شكوى صريحة حول أحد برامجه، نقوم بمخاطبة ملاك تلك القنوات الفضائية.
وفي وقت لاحق أكد لصحيفة "المصري اليوم" 25 يونيه 2007 أنه تم الاتفاق مع صاحب القناتين على التغيير، وأنه ينوي بث قنوات جديدة على النايل سات تكون ملتزمة بالضوابط.
ورك نملة وعين ديك!
وتعتبر قناتي: "كنوز" و"شهرزاد" نوعية جديدة من الفضائيات التي تعتمد على أسلوب التنجيم وقراءة الفنجان على الهواء مباشرة، حيث يقرؤون الفنجان عن بعد، ويكتبون "الحجاب" للمشاهدين عبر الأثير، لفك السحر أو جلب الرزق أو فتح الطريق للزواج أو إعادة الحب للزوجين، وتعتمد برامجهما على "الحبكة الدرامية" عن طريق إلباس الضيوف الذين يردون على المشاهدين ملابس تشبه لباس العرافين والعرافات في الأفلام المصرية القديمة لجذب "الزبون" وإيهامه بقدرتهم على قضاء حاجته المطلوبة، مثل استضافة امرأة عجوز تلبس لباسا غريبا، كي ترد على المتصلات بالفضائية تليفونيا، أو "شيخا" يرتدي عباءة العرافين القدامى ليفك العمل والسحر!.
والأكثر طرافة أن هؤلاء المشعوذين يكررون نفس المطالب القديمة في الفضائيات، والتي كان يتم السخرية منها في الزمن القديم مثل طلب "ورك نملة" و"عين ديك" و"جناح خفاش" حتى أن "العرافة" في أحد المرات قالت لمن تسأل عن "عمل" معمول لأخيها: "هاتي من عند العطار عين ديك وكسبرة ناشفة.. حبة البركة.. بذر البقلة.. حرمل، وحطيهم على البخور.. وعين الديك هذه توضع بعدد حروف اسمك وعدد حروف اسم أمك... وتبخريها وتقولي: "يا رب ابعد شياطين الإنس والجن من هذا المكان بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله وأنها تكفى يا رب.. وتمسح شقتك وعتبتك بخل وعرق حلاوة ورجلة"!؟.
وتستخدم أحيانا هذه الفضائيات غطاء دينيا وتخلط بين أمور الشعوذة وآيات القران لإيهام المشاهدين أنه لا تعارض بين ما يقومون به من دجل وسحر وشعوذة، وبين الدين، قائلين: أليس السحر مذكورًا في القرآن؟!.
كما أن هؤلاء المشعوذين يفرقون بين المرء وزوجه في كثير من الأحيان، حتى أن أحد هؤلاء العرافين قال لإحدى المتصلات فور أن بدأت حديثها: "تطلقي من زوجك أولا" وآخر قال لزوجة تشكو من إقامة زوجها عند أمه كثيرا لرعايتها: اعملي الحجاب التالي (...) كي يبعد عن أمه، ثم قال لها: "لو عاد زوجك لأمه تعالي لي مرة ثانية"!.
ويقول إعلاميون يعملون في بعض هذه الفضائيات إن مصدر رزقهم الأساسي يعتمد على نخبة من النساء والرجال المترفين الأغنياء الذين يعانون من فراغ قاتل وخواء في الثقافة والأفكار والمفاهيم الدينية وأتخمهم الثراء، ولا يجدون مشكلة في الاتصال بهذه الفضائيات بدافع التسلية وتضييع الوقت، وإن هذه الفضائيات تعتمد على اتصالات هؤلاء الزبائن وتتعاون مع مراكز دولية للاتصالات أو وكالات إعلان لجلب هؤلاء الضيوف ونزف أموالهم عبر الاتصالات التي ينفقون عليها أموالا كثيرة.
وتؤكد العديد من الدراسات أن الإقبال على هذه الفضائيات نتيجة لانتشار الاعتقاد بهذه الخرافات بين الجمهور، وفي مصر كشفت دراسة نشرت العام الجاري وأجرتها د.سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع والدكتور عبد الرحمن عيسوي أن 63% من المصريين (منهم 11% من الفنانين والسياسيين والمثقفين) يلجئون للسحر في بعض الحالات، و20% يعتقدون بجدوى "الزار" و55% من المترددات على المنجمات فعليا أو فضائيا هن من المتعلمات المثقفات.
وسبق لوزراء الصحة العرب أن دعوا بدورهم في فبراير 2007 في الجزائر، لـ "التصدي لبعض القنوات الفضائية التي انتشرت فيها ظاهرة الشعوذة ومدعي الطب، إضافة إلى ما تبثه هذه القنوات الفضائية من مواد مسمومة لا تحترم عقول الناس"، مشددين على أن "هذه الفضائيات المشعوذة تستخف بعقول الناس وتروّج للخرافات التي تسهم في زيادة معدلات المرضي والإعاقة والهدر الاقتصادي للموارد".