Don.Ayman
07-26-2010, 11:12 AM
الشهيد فريز فياض دعبوس
http://www.mgtrben.com/openions/images/farizdabos.jpg
8258
(1945-1973)
الموقع الجولان
للزمن في الجولان المحتل توقيت أخر، فالسنون هي دهر ثقيل الخطوات، والذاكرة مضيئة ومشرقة مسكونة بالحنين والشغف إلى الماضي تحمل شذى الحرية والكرامة اللتين نكاد نفقدهما في زمن طال فيه انتظار الأمل بالحرية واستعادة دفء الإحساس في لقاء حبيب أو وداع حبيب هجره الزمان، لكن ما زالت تسكنه رائحة جذور المكان المعبقة بصور من الذكريات والأحلام،والأوجاع الدفينة التي تسكن ثنايا الصدور التي ما زالت مفتوحة تنتظر مداوتها.
فريز فياض دعبوس ابن قرية عين قنية في الجولان السوري، غادر في أواسط سنوات الستينيات قبل العدوان الإسرائيلي على الجولان في حزيران العام 1967،لكسب قوته وقوت إخوته وأهله في مدينة القنيطرة، فعمل نجارا في إحدى الورش لفترة قصيرة، ثم التحق في صفوف القوات المسلحة السورية، كمتطوع في سلاح البحرية السورية،بعد أن عاد إلى قريته ليستأذن والده ووالدته وينقش صورته الاخيره في ذاكرة وعيون أشقائه الصغار.ودخل الكلية الحربية البحرية في مدينة اللاذقية،ثم وقع عليه الاختيار للسفر إلى الاتحاد السوفياتي في بعثة عسكرية للتدرب على سلاح الطوربيدات ، حيث أنهى دورته بتفوق وامتياز بعد عام ونصف العام برتبة عريف، ليعود إلى قاعدته العسكرية في الساحل السوري شمالي مدينة اللاذقية في منطقة تعرف باسم " المينا البيضا" قرابة الحدود التركية السورية. وعلى بعد 300-400 متر كان ابن بلدته المجند أيوب أبو سعدة من قرية مسعدة، يؤدي خدمته العسكرية في سلاح الحماية" قسم مضادات الطائرات الأرضية" في سلاح المشاة حيث اعتادا بعد انتهاء تدريباتهما الشاقة على الالتقاء في الغرفة التي سكنها الشهيد فريز في منطقة " الطابيات" في ساحة المدينة التي عرفت باسم " ساحة الشيخ ظاهر"، حيث امضيا الليالي سويه يتبادلون أوجاع الحنين والشوق إلى بلديهما في الجولان التي احتلته إسرائيل بعد حزيران 1967. يتقاسما القلق والهم والشوق ولقمة العيش الصعبة التي رافقت فترة ما بعد مرحلة " النكسة الحزيرانية" ولم يكن عزاء في همهما سوى كلمات ضابط سوري شارك في الحرب، كان رفيقا لهم في غربتهم وخدمتهم، أنهكته الهزيمة وأتعبته صور النازحين والجنود أثناء الانسحاب " لسنا أول دولة تصاب بالهزيمة،سنداوي تلك الجراح المريرة التي تسكن صدوركما، وتعودان إلى بلديكما ونعيد ما فقدناه من كرامة وارض وأهل ما زالوا هناك خلف خطوط العدو."
بين واقع الهزيمة ومرارة الانكسار استطاع الشهيد الخالد فريز دعبوس أن يثبت كفاءته العالية في سلاح البحرية، فعين قائدا لقسم " المواتير" في السفينة الحربية السورية التي كان لها شرف التصدي في أول أيام حرب تشرين عام 1973، للطائرات الحربية الإسرائيلية التي قصفت النقاط الإستراتيجية في سوريا والمطارات العسكرية والمدنية وكافة المنشأت السورية الممتدة على الساحل السوري، ومركز قيادة سلاح الطيران السوري ومبنى وزارة الدفاع ومعامل تكرير النفط والجسور وصهاريج الوقود، ومعظم محطات توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى مبنى التلفزيون، وذلك بعد أن استطاعت قوات المغاوير السورية" الصاعقة " تحرير جبل الشيخ بأكمله واسر أفراد الحامية الإسرائيلية التي كانت متمركزة داخله، وتقدمت خمسة فرق مشاة عسكرية سورية إلى الجبهة واستطاعت تحرير القطاع الأوسط والجنوبي من الجولان والتي ضمت 1500 دبابة T55 وT62 و1000 مدفع في غضون أربع وعشرين ساعة، في هذه الأثناء كان اللواء المدرع السوري90 يتقدم منتصرا في عمق الجولان حتى جسر بنات النبي يعقوب والشاطئ الشرقي من بحيرة طبريا.
http://www.mgtrben.com/openions/images/farizdabos.jpg
8258
(1945-1973)
الموقع الجولان
للزمن في الجولان المحتل توقيت أخر، فالسنون هي دهر ثقيل الخطوات، والذاكرة مضيئة ومشرقة مسكونة بالحنين والشغف إلى الماضي تحمل شذى الحرية والكرامة اللتين نكاد نفقدهما في زمن طال فيه انتظار الأمل بالحرية واستعادة دفء الإحساس في لقاء حبيب أو وداع حبيب هجره الزمان، لكن ما زالت تسكنه رائحة جذور المكان المعبقة بصور من الذكريات والأحلام،والأوجاع الدفينة التي تسكن ثنايا الصدور التي ما زالت مفتوحة تنتظر مداوتها.
فريز فياض دعبوس ابن قرية عين قنية في الجولان السوري، غادر في أواسط سنوات الستينيات قبل العدوان الإسرائيلي على الجولان في حزيران العام 1967،لكسب قوته وقوت إخوته وأهله في مدينة القنيطرة، فعمل نجارا في إحدى الورش لفترة قصيرة، ثم التحق في صفوف القوات المسلحة السورية، كمتطوع في سلاح البحرية السورية،بعد أن عاد إلى قريته ليستأذن والده ووالدته وينقش صورته الاخيره في ذاكرة وعيون أشقائه الصغار.ودخل الكلية الحربية البحرية في مدينة اللاذقية،ثم وقع عليه الاختيار للسفر إلى الاتحاد السوفياتي في بعثة عسكرية للتدرب على سلاح الطوربيدات ، حيث أنهى دورته بتفوق وامتياز بعد عام ونصف العام برتبة عريف، ليعود إلى قاعدته العسكرية في الساحل السوري شمالي مدينة اللاذقية في منطقة تعرف باسم " المينا البيضا" قرابة الحدود التركية السورية. وعلى بعد 300-400 متر كان ابن بلدته المجند أيوب أبو سعدة من قرية مسعدة، يؤدي خدمته العسكرية في سلاح الحماية" قسم مضادات الطائرات الأرضية" في سلاح المشاة حيث اعتادا بعد انتهاء تدريباتهما الشاقة على الالتقاء في الغرفة التي سكنها الشهيد فريز في منطقة " الطابيات" في ساحة المدينة التي عرفت باسم " ساحة الشيخ ظاهر"، حيث امضيا الليالي سويه يتبادلون أوجاع الحنين والشوق إلى بلديهما في الجولان التي احتلته إسرائيل بعد حزيران 1967. يتقاسما القلق والهم والشوق ولقمة العيش الصعبة التي رافقت فترة ما بعد مرحلة " النكسة الحزيرانية" ولم يكن عزاء في همهما سوى كلمات ضابط سوري شارك في الحرب، كان رفيقا لهم في غربتهم وخدمتهم، أنهكته الهزيمة وأتعبته صور النازحين والجنود أثناء الانسحاب " لسنا أول دولة تصاب بالهزيمة،سنداوي تلك الجراح المريرة التي تسكن صدوركما، وتعودان إلى بلديكما ونعيد ما فقدناه من كرامة وارض وأهل ما زالوا هناك خلف خطوط العدو."
بين واقع الهزيمة ومرارة الانكسار استطاع الشهيد الخالد فريز دعبوس أن يثبت كفاءته العالية في سلاح البحرية، فعين قائدا لقسم " المواتير" في السفينة الحربية السورية التي كان لها شرف التصدي في أول أيام حرب تشرين عام 1973، للطائرات الحربية الإسرائيلية التي قصفت النقاط الإستراتيجية في سوريا والمطارات العسكرية والمدنية وكافة المنشأت السورية الممتدة على الساحل السوري، ومركز قيادة سلاح الطيران السوري ومبنى وزارة الدفاع ومعامل تكرير النفط والجسور وصهاريج الوقود، ومعظم محطات توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى مبنى التلفزيون، وذلك بعد أن استطاعت قوات المغاوير السورية" الصاعقة " تحرير جبل الشيخ بأكمله واسر أفراد الحامية الإسرائيلية التي كانت متمركزة داخله، وتقدمت خمسة فرق مشاة عسكرية سورية إلى الجبهة واستطاعت تحرير القطاع الأوسط والجنوبي من الجولان والتي ضمت 1500 دبابة T55 وT62 و1000 مدفع في غضون أربع وعشرين ساعة، في هذه الأثناء كان اللواء المدرع السوري90 يتقدم منتصرا في عمق الجولان حتى جسر بنات النبي يعقوب والشاطئ الشرقي من بحيرة طبريا.