المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العدل لاتمطره السماء



ابوشادي
08-02-2010, 01:29 PM
قصيدة لأحمد بن الصديق



العدل لا تمــطــــرُه السَّــمــاءُ














والجور قد يرفعُــــــه الدعـاءُ




و الظلم لا يغالــــبه نـــحيـــبٌ







والحق لا يـنـاصـره الـبـكــاءُ




فــلا تركـع لغـيـر الله يـومـــاً







فخـلـق الله أصــلـهـمُ ســواءُ




ولا تجزع في الشدائد أوتُداهنْ







وكُن جَلـْداً ولو غلب العـيـاءُ




لئنْ ترضخ مُهانا خوفَ بطشٍ







فنفس الحُرِّ يجـرحُها انـحناءُ




وبطشُ الله لـــيــس لــه مــردٌّ







وبطش العــبـدِ أقصاهُ انـتهاءُ




وحـكـمُ الظلم ليـس لـه دوامٌ







وحكـم الحق شــيمـتُه الـبـقـاءُ




وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ







وغضّ الطرف عن جورٍغباءُ




فجاهِر بقـول الحقِّ واصْـــبِرْ







وعــند الله فـي ذاك الـجــزاءُ




بِقولِ الصدقِ أوصى أتـقـيـاءٌ







بـقول الصدق أوصى أنـبيـاءُ




ولا تخــذلْ ضعيفا أو غـــريباً







وعــندك قــدرةٌ ولـــه رجــاءُ




لئنْ تـبخــلْ بـمال أو بـعــلـــمٍ







فـطبْـعُ الأكرَمين هو السّـخاءُ




وإنْ تـبذلْ بقرشٍ عــزَّ نـفــسٍ







فـعِـــزّ النفس سومـته غــلاءُ




ويــمدحُ مادحٌ قـومًا لــكـــسبٍ







ومِــــلءُ فـؤادِه لـــهُـمُ هـجاءُ

ابوشادي
08-02-2010, 01:30 PM
ولو نطقَ النـفاقُ بحرفِ رُشـدٍ


فــقد لا يُعـــوزُ الغـيَّ الـذّكاءُ

وإن لبسَ الظلامُ لَبُوسَ ضوءٍ




فـإن الفـسـقَ لـيس له حيـاءُ

وقد يبدو الخطيبُ وعاءَ عـلمٍ




وكــــلّ كلامه عســلٌ صفــاءُ

فتحسبه أبرَّ الــنــاس لـكــــنْ




إلى الإخلاص ليس له انـتماءُ

وإنَّ فــساده من شــرِّ جِـنْـسٍ




وقــد عَــلِقـتْ بذِمَّـته دِمــــاءُ

وإنَّ الأمــنَ كلَّ الأمـنِ عــدلٌ




يـُلاذ بظــلّه و به احـتـمـــاءُ

ورمز القسط قاضٍ قد تساوَى




ذَوُو ضـعـفٍ لديهِ وأقـويــاءُ

وعينُ القسط مـيـزانٌ تساوَى




أخو فــقـــرٍ لــديهِ وأغـنيـاءُ

فإن صلُحَ القضاء فـنمْ قريراً




وإنْ فسدَ القضاء فما العزاءُ

وإن وَهَنَ القضاةُ طغى طغاةٌ


سلاحهُمُ الخراب والاعـتداءُ

ابوشادي
08-02-2010, 01:31 PM
إذا ما الــرياءُ فـَـــشَا بــشعبٍ
وأوشـك أنْ تُعاقـبه السمــاءُ
وأضـحى للمظاهر ألـفُ شأنٍ
وغاب عن الجواهرِ الاعتناءُ
وأعدِمَتِ المروءةُ ليت شعري
يُــشــيِّـعـها لمَـرقــدهـا رثـاءُ
وصاح الـجهل يعلو كل صوتٍ
كدأبِ الــسَّـيلُ يعـلـوه الغـثاءُ
ونــُظـِّـم للسـفـاهةِ مهـرجـانٌ
لـتعـبثَ بالأنـامِ كـما تــشــاءُ
وأمسى لِلِّــئام بهـم ضجـيـجٌ
وأسْـنِـدَ للــقـراصنة اللِّـــواءُ
وطأطأت الرؤوس لهُمْ وهانتْ
كـحال الليث ترْهَـبُه الظـِّبـاءُ
هلـمّوا ارتَعوا وارْعَوْا هـنيـئاً
فعُـشـبُكم الـتَّـفاهة والهُـراءُ
وتيهوا في الهضاب وفي الروابي
تُرافـقـكـم بَهـائِـمُـكمْ و شَـاءُ
ولا تسألوا عن أشياءَ أنــتــمْ
لضُعفِ عُقولِكم مـنها بــراءُ
فمنْ يُزعِجْ يكنْ للسوطِ أهلاً
ومَن يرضخْ يُصانُ ولا يُساءُ
وإنَّ سـيـوفـنا لـتَحِـنّ شـوقـاً
لكسر عنادكـم و لهـا مَـضاءُ
فأفـــضَـلكُمْ لأبسطِـنا خديــمٌ
وأشـرفـكُمْ لأحــقــرنــا فِـداءُ
لنـا الدنـيـا و زيـنـتـها وأنتـمْ
سعـادتـكمْ شقـاوتــكـمْ سواءُ
لنـا الدنـيـا و زهرتـها وفزتمْ
بجـنّـتـكـم فــنِعْـمَ الاكْــتـفـاءُ
فــلو شـبَّت لفرط الغـشِّ نـارٌ
فلـن تُـجـدي لتخـمـدها دلاءُ
أوِ ِانهارت سقوفٌ فوقَ جَمعٍ
فـدونـكمُ التـضرّعُ والدعــاءُ

ابوشادي
08-02-2010, 01:32 PM
دعُـونا من محاسبةٍ دعـونـا

فتـلك خـُرافـة وَهْـــمٌ هــبـاءُ
دعُـونا من مساءلةٍ دعـونـا


أصَـوْتكُـمُ نهـيـقٌ أم ثـُـغـــاءُ؟
ضمائـرنا تُـقايَضُ في مَـزادٍ


فـبـيـعٌ أو رهــانٌ أو كـــراءُ
وفي ترفِ القصورِ لنا مجونٌ


وفي حُضن الغواية الارتماءُ
تـداعبـنا الكواعبُ إن سهرنَا


ويُـطـربـُنا إذا شِـئـنا غــنــاءُ
ونوغِــلُ في المآدب دون حَدٍّ


ويـسعــِدنا نـديمٌ و احـتـسـاءُ
وفـي بذخ الثـراء لـنا نعــيــمٌ


وفي دِفْءِ الحصانةِ الارتشاءُ
وأمـــوالٌ تُـــبـدِّدُها طـقــوسٌ


وأعـــرافٌ تجــاوزهـا البِلاءُ
وقـيـل محاسنُ الأخلاق وهْمٌ


وأذعنتِ الرقابُ لمنْ أساؤوا
لأقـزامٍ إذا دَهـمــتْ خـطــوبٌ


عـمالـقـةٍ إذاُ وُضِـعَ الشـِّـواءُ
فلا تحزَنْ ولا يـغلـِبْــكَ يـــأسٌ


وقمْ أصـلحْ ولو طـفـحَ الإناءُ
وقمْ أصلِح ولو مقدارَ شـِسْـعٍ


وهل يُـجدي بلا شِسْـعٍ حذاءُ؟
ولا تحقِرْ من المعروف شيئاً


وبالأجـزاء يكـتـمـــلُ الـبناءُ
ولو تخلـُد لزُهــدٍ طـــولَ دهــرٍ

فلن يصنعَ التـاريخَ انـزواءُ