Sanaa
08-29-2010, 06:53 PM
تجليات البديع في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
والبديع : على وزن فعيل بمعنى مُفعِل ؛ أي مُبدع السموات والأرض . والإبداع : أن تصنع شيئاً على غير مثالٍ سابق ، ومن دون أن تتلقى من أحد معلومة ما . وإذا أردنا أن نبحث فيما يصنعه الإنسان ، فإنه يقلِّد من حيث يشعر أو لا يشعر .
لكنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الكون على غير مثال سابق ؛ فمَن قال إنَّ الأرض ينبغي أن تكون كُرة ؟ ومن قال إنَّ الأرض ينبغي أن تدور حول نفسها ، وأن تدور حول الشمس؟ ومن خلق الضوء ؟ من جعل الشمس منبعاً حرارياً وضوئياً ؟ من أعطى الماء صفاته وخصائصه ؟ ومن أعطى الهواء صفاته وخصائصه ؟ من أعطى كل عنصر خصائصه ؟ لو أنّ العناصر كلها تذوب في درجة واحدة ؛ أي تنصهر في درجة واحدة ، لرأيت الكون كله غازاً ، أو صلباً ، أو مائعاً .
من معاني البديع أنٌه بديع في ذاته ؛ أيْ لا يُشبهه شيء ، أو ليس كمثله شيء ، وبديع في خلقه ، فهو خلَق الخلق على غير شكل وعلى غير مثال سابق ، ومن دون أن يُعلِّمُهُ أحد . وبديع في أفعاله فالإنسان أحيانا يأخذ احتياطات جمّة لكن يُفاجأ بما لم يكُن في الحسبان ، فالبديع إذاً اسمٌ من أسماء الله ، اسم لِذاتِهِ و اسمٌ لِصفاته واسمٌ لأفعاله .
أيها القارئ الكريم : الله سبحانه و تعالى بديع السموات والأرض ، فهو الذي خلق السموات والأرض على غير صورة سابقة ، ومن دون أن يعلِّمه أحد ، ابتدع ذوات الأشياء، وابتدع صفات الأشياء وابتدع خصائص الأشياء ، وابتدع أحجامها ، وأشكالها ، وألوانها وحركتها ، وسكونها ، وابتدع الإنسان ، وما حوله من حيوان ، وما حوله من نبات ، وأشكال لا تُعدّ ولا تُحصى ؛ من خلال تأمُلِكَ لآيات الله في الكون ، تستنبط أن الله بديع السموات والأرض . ويجب أن تعلم أيضاً أن الله سبحانه و تعالى واحدٌ في ذاته ، لا مثيل له ولا مُشابه ، ليس له مثل لا في ذاته ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، ولا في خلقه.
أما المؤمن فحظه من اسم الله البديع أن يبدع في الدنيا ، في الزراعة والصناعة وأن يعمر الأرض بإبداعه بما فيه خير البشرية ، وأن يترك الابتداع في الدين ؛ لأنَّ البدعة في الدين ضلالة ، وكل ضلالة في النار، ولأن الدين توقيفي من عند الله تعالى ولا يجوز الإضافة عليه أو الحذف منه قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
والحمد لله رب العالمين
نقلا عن الدكتور : محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
والبديع : على وزن فعيل بمعنى مُفعِل ؛ أي مُبدع السموات والأرض . والإبداع : أن تصنع شيئاً على غير مثالٍ سابق ، ومن دون أن تتلقى من أحد معلومة ما . وإذا أردنا أن نبحث فيما يصنعه الإنسان ، فإنه يقلِّد من حيث يشعر أو لا يشعر .
لكنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الكون على غير مثال سابق ؛ فمَن قال إنَّ الأرض ينبغي أن تكون كُرة ؟ ومن قال إنَّ الأرض ينبغي أن تدور حول نفسها ، وأن تدور حول الشمس؟ ومن خلق الضوء ؟ من جعل الشمس منبعاً حرارياً وضوئياً ؟ من أعطى الماء صفاته وخصائصه ؟ ومن أعطى الهواء صفاته وخصائصه ؟ من أعطى كل عنصر خصائصه ؟ لو أنّ العناصر كلها تذوب في درجة واحدة ؛ أي تنصهر في درجة واحدة ، لرأيت الكون كله غازاً ، أو صلباً ، أو مائعاً .
من معاني البديع أنٌه بديع في ذاته ؛ أيْ لا يُشبهه شيء ، أو ليس كمثله شيء ، وبديع في خلقه ، فهو خلَق الخلق على غير شكل وعلى غير مثال سابق ، ومن دون أن يُعلِّمُهُ أحد . وبديع في أفعاله فالإنسان أحيانا يأخذ احتياطات جمّة لكن يُفاجأ بما لم يكُن في الحسبان ، فالبديع إذاً اسمٌ من أسماء الله ، اسم لِذاتِهِ و اسمٌ لِصفاته واسمٌ لأفعاله .
أيها القارئ الكريم : الله سبحانه و تعالى بديع السموات والأرض ، فهو الذي خلق السموات والأرض على غير صورة سابقة ، ومن دون أن يعلِّمه أحد ، ابتدع ذوات الأشياء، وابتدع صفات الأشياء وابتدع خصائص الأشياء ، وابتدع أحجامها ، وأشكالها ، وألوانها وحركتها ، وسكونها ، وابتدع الإنسان ، وما حوله من حيوان ، وما حوله من نبات ، وأشكال لا تُعدّ ولا تُحصى ؛ من خلال تأمُلِكَ لآيات الله في الكون ، تستنبط أن الله بديع السموات والأرض . ويجب أن تعلم أيضاً أن الله سبحانه و تعالى واحدٌ في ذاته ، لا مثيل له ولا مُشابه ، ليس له مثل لا في ذاته ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، ولا في خلقه.
أما المؤمن فحظه من اسم الله البديع أن يبدع في الدنيا ، في الزراعة والصناعة وأن يعمر الأرض بإبداعه بما فيه خير البشرية ، وأن يترك الابتداع في الدين ؛ لأنَّ البدعة في الدين ضلالة ، وكل ضلالة في النار، ولأن الدين توقيفي من عند الله تعالى ولا يجوز الإضافة عليه أو الحذف منه قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
والحمد لله رب العالمين
نقلا عن الدكتور : محمد راتب النابلسي