Abu anas
09-07-2010, 12:45 PM
لا ضجيع ألاعبه:
ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهخرج ذات ليلة يطوف بالمدينة، وكان يفعلذلك كثيرًا، إذ مر بامرأةٍ من نساء العرب
مغلقة عليها بابها وهي تقول :
تطاول هذا الليل تسري كواكبه ...وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
ألاعبه طورًا وطورًا كأنما ... بدا قمر فيظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربه ... لطيفالحشا لا تجتويه صواحبه
فو الله لولا الله لا شيء غيره .... لنقضمن هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيباً موكلًا ...بأنفسنا ****تر الدهر كاتبه
ثم تنفست الصعداء، وقالت: لهان علىعمر بن الخطاب وحشتي، وغيبة زوجيعني
وعمر واقف يستمع قولها، فقال لها: يرحمك الله، يرحمك الله، ثم وجه إليهابكسوة ونفقة، وكتب في أن يقدم زوجهاعليها!
أرادت أن تفتن مَن؟
امرأة أخرى من أجمل النساء كانيغشاها الفساق، فقالوا لها يومًا: لك ألفدرهم إن فتنتِ الربيع بن خثيم، وكانالربيع من أهل العلم المعروفين بالعبادةوالتقوى
رآه ابن مسعود يومًا فقال: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك!
فوجدت المرأة فرصتها في إثبات ذاتها،وطغيان أنوثتها، فلبست أحسن الملابس،وتزينت، وتعطرت للربيع رحمه الله،ووقفت في طريقه، فوقف الربيع لها:وقال: أيتها المرأة!
كيف بك لو نزلتالحمى بك فغيرت من لونك وبهجتك؟
أم كيف بك لو جاءك ملك الموت فقطعمنك حبل الوتين؟
أم كيف بك لو وضعتفي قبرك فسألك منكر ونكير؟
أم كيفبك لو عرضت على الجبار!؟
فبأي لسانستجيبين؟
فصاحت المرأة وبكت، وغشي عليها،فسقطت ،فلما أفاقت قالت: رب إني تبتإليك! رب إني تبت إليك، وكانت بعد ذلك من العابدات الصالحات المؤمنات.
دع ذلك ليوم التغابن:
قال رجل: عشقت امرأة من الحي،فكنت أتبعها إذا خرجت، فكثر تتبعيلها، فشعرت بذلك. وفي ذات مرة بينماكنت أمشي وراءها وقفت والتفتت إلي،فقالت: ألك حاجة؟
قلت :نعم
قالت: وماهي؟
قلت: مودتك!
فقالت: دع ذلك ليومالتغابن!
قال: فأبكتني والله؛ فما عدت إلىذلك!
بقي باب لم تغلقه:
ذكر القاضي التنوخي أن رجلًا من الجندخطف امرأة من الطريق، وأراد اغتصابها،فعرض له بعض الجيران، وأرادوا منعه،
فقاتلهم هو وغلمانه، حتى تفرقوا، وأخذالمرأة بقوة، وأدخلها داره، وغلق الأبواب،ثم راودها عن نفسها، فامتنعت منه،
فأكرهها فقاومته، وقالت له: الموتأهون عندي مما تريد، فأصر على مايريد، ولحقها منه عناء وشدة، فانهارتفي نهاية الأمر، وخارت قواها، فلما أرادأن يجلس منها مجلس الرجل من امرأته
قالت له: يا هذا اصبر حتى تغلق الباب الذي نسيت أن تغلق
قال: أي باب هو؟ قالت: الباب التي بينك وبين الله إنه الآن يراك فتأثر الرجل بهذه الكلمات، وقام عنها
وقال: اذهبي قد فرج الله عنك، فخرجت،ولم يتعرض لها!
كما تدين تدان
كانت امرأة على عهد داود عليه السلاميأتيها رجل يستكرهها على نفسها
فألقىالله عزّ وجّل في قلبها، فقالت له: إنّك لاتأتيني مرّة إلاّ وعند أهلك من يأتيهم
فذهب إلى أهله، فوجد عند أهله رجلا
فأتى به داود عليه السلام، فقال: يا نبيّالله، أتى إليَّ ما يؤتَ إلى أحد! قال: وماذاك؟
قال: وجدت هذا الرجل عند أهلي
فأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: قلله: كما تدين تدان!
ما أشغله بالعمى
نزل خارجي على بعض إخوانه منهممستترًا من الحجاج، فشخص المنزولعليه لبعض حاجاته، وقال لزوجته: ياظمياء أوصيك بضيفي هذا خيرًا، وكانتمن أحسن الناس!
فلما عاد بعد شهر: قاللها: كيف كان ضيفك؟
قالت: ما أشغلهبالعمى عن كل شي ء؟!
كان الضيف أطبقجفنيه، فلم ينظر إلى المرأة، ولا إلىمنزلها، إلى أن عاد زوجها!
لقد هبتَ مهابًا:
ورد أن رجلا من تيم خرج حاجا، فلماجن عليه الليل ورد بعض الماء، فوجدامرأة قد وضعت جلبابها، ونشرت شعرها،فأعرض عنها، فقالت: هلم إلي، لم تعرضعني؟
فقال: إني أخاف الله رب العالمين.
فقالت: هبت والله مهابًا، ووضعت جلبابهاعلى جسدها وهي تقول: إن أولى منشركك في الهيبة لمن أراد أن يشرككفي المعصية، ثم ولت فتبعها حتى دخلتخيمة من خيام الأعراب، فلما أصبح ذهبإلى مكان الخيمة، فوجد رجلا جالسًا،فسأله عن المرأة فأخبره الرجل أنها ابنته،فطلب منه أن يزوجه إياها، فوافق الأببعد أن سأل الرجل عن نسبه وقبيلته!
يقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى:
جنات النعيم بين الفردوس وجنات عدن،فيها جوار خلقن من ورد الجنة يسكنهاالذين هموا بالمعاصي، فلما ذكروا الله عزوجل راقبوه فانثنت رقابهم من خشيته.
فأين الله؟
ومن أعجب القصص التي تدل على هذا المعنى، ما ورد أن عبد الله بن عمر رضيالله عنهما سار ومعه بعض إخوانه فلقيراعي غنم، فقال له ابن عمر: بعنا شاةمن هذه الغنم، فقال: إنها ليست لي إنهالسيدي
فقال ابن عمر: قل لسيدك أكلهاالذئب
فقال الراعي: فأين الله؟
فبكى ابنعمر رضي الله عنه وظل يردد : فأين الله؟
ثم ذهب إلى سيده فاشتراه وأعتقه،واشترى الغنم ووهبها له، فانظر كيفعف عن شاة واحدة فأعتق ووهبت لهالشياه كلها!
بقلم : عبدالسلام البسيوني.
ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهخرج ذات ليلة يطوف بالمدينة، وكان يفعلذلك كثيرًا، إذ مر بامرأةٍ من نساء العرب
مغلقة عليها بابها وهي تقول :
تطاول هذا الليل تسري كواكبه ...وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
ألاعبه طورًا وطورًا كأنما ... بدا قمر فيظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربه ... لطيفالحشا لا تجتويه صواحبه
فو الله لولا الله لا شيء غيره .... لنقضمن هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيباً موكلًا ...بأنفسنا ****تر الدهر كاتبه
ثم تنفست الصعداء، وقالت: لهان علىعمر بن الخطاب وحشتي، وغيبة زوجيعني
وعمر واقف يستمع قولها، فقال لها: يرحمك الله، يرحمك الله، ثم وجه إليهابكسوة ونفقة، وكتب في أن يقدم زوجهاعليها!
أرادت أن تفتن مَن؟
امرأة أخرى من أجمل النساء كانيغشاها الفساق، فقالوا لها يومًا: لك ألفدرهم إن فتنتِ الربيع بن خثيم، وكانالربيع من أهل العلم المعروفين بالعبادةوالتقوى
رآه ابن مسعود يومًا فقال: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك!
فوجدت المرأة فرصتها في إثبات ذاتها،وطغيان أنوثتها، فلبست أحسن الملابس،وتزينت، وتعطرت للربيع رحمه الله،ووقفت في طريقه، فوقف الربيع لها:وقال: أيتها المرأة!
كيف بك لو نزلتالحمى بك فغيرت من لونك وبهجتك؟
أم كيف بك لو جاءك ملك الموت فقطعمنك حبل الوتين؟
أم كيف بك لو وضعتفي قبرك فسألك منكر ونكير؟
أم كيفبك لو عرضت على الجبار!؟
فبأي لسانستجيبين؟
فصاحت المرأة وبكت، وغشي عليها،فسقطت ،فلما أفاقت قالت: رب إني تبتإليك! رب إني تبت إليك، وكانت بعد ذلك من العابدات الصالحات المؤمنات.
دع ذلك ليوم التغابن:
قال رجل: عشقت امرأة من الحي،فكنت أتبعها إذا خرجت، فكثر تتبعيلها، فشعرت بذلك. وفي ذات مرة بينماكنت أمشي وراءها وقفت والتفتت إلي،فقالت: ألك حاجة؟
قلت :نعم
قالت: وماهي؟
قلت: مودتك!
فقالت: دع ذلك ليومالتغابن!
قال: فأبكتني والله؛ فما عدت إلىذلك!
بقي باب لم تغلقه:
ذكر القاضي التنوخي أن رجلًا من الجندخطف امرأة من الطريق، وأراد اغتصابها،فعرض له بعض الجيران، وأرادوا منعه،
فقاتلهم هو وغلمانه، حتى تفرقوا، وأخذالمرأة بقوة، وأدخلها داره، وغلق الأبواب،ثم راودها عن نفسها، فامتنعت منه،
فأكرهها فقاومته، وقالت له: الموتأهون عندي مما تريد، فأصر على مايريد، ولحقها منه عناء وشدة، فانهارتفي نهاية الأمر، وخارت قواها، فلما أرادأن يجلس منها مجلس الرجل من امرأته
قالت له: يا هذا اصبر حتى تغلق الباب الذي نسيت أن تغلق
قال: أي باب هو؟ قالت: الباب التي بينك وبين الله إنه الآن يراك فتأثر الرجل بهذه الكلمات، وقام عنها
وقال: اذهبي قد فرج الله عنك، فخرجت،ولم يتعرض لها!
كما تدين تدان
كانت امرأة على عهد داود عليه السلاميأتيها رجل يستكرهها على نفسها
فألقىالله عزّ وجّل في قلبها، فقالت له: إنّك لاتأتيني مرّة إلاّ وعند أهلك من يأتيهم
فذهب إلى أهله، فوجد عند أهله رجلا
فأتى به داود عليه السلام، فقال: يا نبيّالله، أتى إليَّ ما يؤتَ إلى أحد! قال: وماذاك؟
قال: وجدت هذا الرجل عند أهلي
فأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: قلله: كما تدين تدان!
ما أشغله بالعمى
نزل خارجي على بعض إخوانه منهممستترًا من الحجاج، فشخص المنزولعليه لبعض حاجاته، وقال لزوجته: ياظمياء أوصيك بضيفي هذا خيرًا، وكانتمن أحسن الناس!
فلما عاد بعد شهر: قاللها: كيف كان ضيفك؟
قالت: ما أشغلهبالعمى عن كل شي ء؟!
كان الضيف أطبقجفنيه، فلم ينظر إلى المرأة، ولا إلىمنزلها، إلى أن عاد زوجها!
لقد هبتَ مهابًا:
ورد أن رجلا من تيم خرج حاجا، فلماجن عليه الليل ورد بعض الماء، فوجدامرأة قد وضعت جلبابها، ونشرت شعرها،فأعرض عنها، فقالت: هلم إلي، لم تعرضعني؟
فقال: إني أخاف الله رب العالمين.
فقالت: هبت والله مهابًا، ووضعت جلبابهاعلى جسدها وهي تقول: إن أولى منشركك في الهيبة لمن أراد أن يشرككفي المعصية، ثم ولت فتبعها حتى دخلتخيمة من خيام الأعراب، فلما أصبح ذهبإلى مكان الخيمة، فوجد رجلا جالسًا،فسأله عن المرأة فأخبره الرجل أنها ابنته،فطلب منه أن يزوجه إياها، فوافق الأببعد أن سأل الرجل عن نسبه وقبيلته!
يقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى:
جنات النعيم بين الفردوس وجنات عدن،فيها جوار خلقن من ورد الجنة يسكنهاالذين هموا بالمعاصي، فلما ذكروا الله عزوجل راقبوه فانثنت رقابهم من خشيته.
فأين الله؟
ومن أعجب القصص التي تدل على هذا المعنى، ما ورد أن عبد الله بن عمر رضيالله عنهما سار ومعه بعض إخوانه فلقيراعي غنم، فقال له ابن عمر: بعنا شاةمن هذه الغنم، فقال: إنها ليست لي إنهالسيدي
فقال ابن عمر: قل لسيدك أكلهاالذئب
فقال الراعي: فأين الله؟
فبكى ابنعمر رضي الله عنه وظل يردد : فأين الله؟
ثم ذهب إلى سيده فاشتراه وأعتقه،واشترى الغنم ووهبها له، فانظر كيفعف عن شاة واحدة فأعتق ووهبت لهالشياه كلها!
بقلم : عبدالسلام البسيوني.