M-AraBi
09-26-2010, 12:52 AM
بقلم: د. محمد بن إبراهيم الحمد
في يوم من الأيام قبل سنوات زارني أحد طلاب العلم الشباب، ولما حان وقت الصلاة ذهبنا معاً إلى المسجد، وبعد الصلاة قام صاحبنا؛ ليلقي كلمة، فجلس في مكان الإمام، ثم بدأ يلقي الكلمة، وصار بين الفينة والأخرى يقف وقفات يوجّه من خلالها أسئلة إلى الحاضرين، وكان من بينهم كبارُ سِنٍّ، وطلبة علم؛ فوقعتُ في حرج شديد لهذه الطريقة التي لم تَلْقَ قبولاً عند المصلين، فلما انقضت الكلمة، وخرجنا من المسجد قلت لصاحبي: ما هذا؟
فقال: هذه -كما تعلم- طريقة شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله- حيث كان يوجه الأسئلة للحاضرين.
فقلت لصاحبي -وكان ذا أريحية وخُلُُقٍ وقبول للحق-: أعرف ذلك، ولكن هذه الطريقة تليق بالشيخ محمد –رحمه الله- لأنه مدرسة، ولأنه عالم له وزنه، وقدرُه، وتقدُّمُ سِنِّه؛ فالناس يَقْبلون منه ذلك، ويسيغونه.
أما أنت فلا يليق بك ذلك؛ لكونك غيرَ معروفٍ عند هؤلاء، ولأن سِنَّك، وعدم معرفة الناس بك لا تسمحان بقبول تلك الطريقة منك.
واللائق بالإنسان إذا كانت هذه حالَه ألاّ يُوْقِعَ نَفْسَه وغيرَه في الحرج إذا سلك مثلَ تلك الأساليب.
اقتنع صاحبي بما قيل، وقال: أنا مجتهد، ولعل الصواب لم يحالفني.
فهذه الحالة وأمثالها كثير تذكّرنا بحال بعض الناس الذين ينظرون في سير العلماء، والأكابر؛ فيحاولون تقليدهم أو الاقتداء بهم.
وهذا أمر طيب؛ فالتشبه بالكرام فلاح، ولكن يحسن بالإنسان أن يأخذ منهم ما يليق بحاله، وشخصه، وألاّ يتعدّى طوره؛ فيقع في اللوم والذم كحال من يسمع عن عالم أنه وقف موقفاً معيناً، فيريد أن يسير على منواله في ذلك دون أن يَخْطُر بباله أن ذلك العالم يليق به ما لا يليق بشاب في مقتبل عمره، ويُقْبَلَ منه ما لا يُقبل من غيره.
وكحال من يسمع بكريم من الكرام يسخو بماله، ويكرم ضيوفه، فيريد أن يكون مثله، فيقع فيما لا تُحمد عقباه من الحرج، والدَّين.
والحاصل أن العاقل هو الذي يقتدي بالأكابر، والأفاضل، ويعرف كيف يأخذ، ومقدار ما يأخذ دون وكس ولا شطط، ودون إلغاء لشخصيته، وذوبان في شخص من يقتدي به، ودون اعتداد، وغرور، وتطاول إلى ما لا يليق بعمره، ومكانته؛ بحجة أنه مستقل في شخصيته، مُتَحَرِّرٌ في فكره.
في يوم من الأيام قبل سنوات زارني أحد طلاب العلم الشباب، ولما حان وقت الصلاة ذهبنا معاً إلى المسجد، وبعد الصلاة قام صاحبنا؛ ليلقي كلمة، فجلس في مكان الإمام، ثم بدأ يلقي الكلمة، وصار بين الفينة والأخرى يقف وقفات يوجّه من خلالها أسئلة إلى الحاضرين، وكان من بينهم كبارُ سِنٍّ، وطلبة علم؛ فوقعتُ في حرج شديد لهذه الطريقة التي لم تَلْقَ قبولاً عند المصلين، فلما انقضت الكلمة، وخرجنا من المسجد قلت لصاحبي: ما هذا؟
فقال: هذه -كما تعلم- طريقة شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله- حيث كان يوجه الأسئلة للحاضرين.
فقلت لصاحبي -وكان ذا أريحية وخُلُُقٍ وقبول للحق-: أعرف ذلك، ولكن هذه الطريقة تليق بالشيخ محمد –رحمه الله- لأنه مدرسة، ولأنه عالم له وزنه، وقدرُه، وتقدُّمُ سِنِّه؛ فالناس يَقْبلون منه ذلك، ويسيغونه.
أما أنت فلا يليق بك ذلك؛ لكونك غيرَ معروفٍ عند هؤلاء، ولأن سِنَّك، وعدم معرفة الناس بك لا تسمحان بقبول تلك الطريقة منك.
واللائق بالإنسان إذا كانت هذه حالَه ألاّ يُوْقِعَ نَفْسَه وغيرَه في الحرج إذا سلك مثلَ تلك الأساليب.
اقتنع صاحبي بما قيل، وقال: أنا مجتهد، ولعل الصواب لم يحالفني.
فهذه الحالة وأمثالها كثير تذكّرنا بحال بعض الناس الذين ينظرون في سير العلماء، والأكابر؛ فيحاولون تقليدهم أو الاقتداء بهم.
وهذا أمر طيب؛ فالتشبه بالكرام فلاح، ولكن يحسن بالإنسان أن يأخذ منهم ما يليق بحاله، وشخصه، وألاّ يتعدّى طوره؛ فيقع في اللوم والذم كحال من يسمع عن عالم أنه وقف موقفاً معيناً، فيريد أن يسير على منواله في ذلك دون أن يَخْطُر بباله أن ذلك العالم يليق به ما لا يليق بشاب في مقتبل عمره، ويُقْبَلَ منه ما لا يُقبل من غيره.
وكحال من يسمع بكريم من الكرام يسخو بماله، ويكرم ضيوفه، فيريد أن يكون مثله، فيقع فيما لا تُحمد عقباه من الحرج، والدَّين.
والحاصل أن العاقل هو الذي يقتدي بالأكابر، والأفاضل، ويعرف كيف يأخذ، ومقدار ما يأخذ دون وكس ولا شطط، ودون إلغاء لشخصيته، وذوبان في شخص من يقتدي به، ودون اعتداد، وغرور، وتطاول إلى ما لا يليق بعمره، ومكانته؛ بحجة أنه مستقل في شخصيته، مُتَحَرِّرٌ في فكره.