M-AraBi
09-29-2010, 04:55 PM
منصور بن عمر الزغيبي
إن المرء لا يسير في حياته على نسق معين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، و إنما بحكم إنسانيته يعتريه ما يعتريه ، مما يحتم عليه مراجعة النهج الذي يسير عليه، والمراجعات في الحياة لابد أن تكون شاملة وكاملة، من أجل سير متواصل، ونضج أعمق في شتى مجالات الحياة، وخاصة ما يتصل بالثقافة والتواصل الذاتي و الإنساني، ولذا كان الجدير بالمثقف مراجعة علاقته مع ذاته وأقرانه ومجتمعه.
أولاً: مراجعة المثقف لذاته:
يجب على المثقف -خصوصاً من ذوي الأشبار الأولى- مراجعة ذاته وتطويرها، وذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى : السلوكية
وهي المتمثلة في الأقوال والأفعال والتصرفات الصادرة منه و المحسوبة عليه، و التي تعكس عقليته الأخلاقية التي تحتاج إلى تجديد أخلاقي، وأدبي ، وتعاملي ، الذي ينتج لنا إنتاجاً معيناً سواء كان ذلك الإنتاج إنتاجاً إيجابياً أو سلبياً.
والمثقف ذاته يدرك هذه الأشياء ويعلمها ويعيشها، فالفعل الإيجابي يولد له راحة الضمير، وطمأنينة النفس ، وهيام الآخرين به ، وحب الخير للخير فحسب ، لا لمصالح شخصية خفية!!
والتي بفعلها يظن أنها ستتحقق له أشياء ربما تكون معكوسة عليه لا على غيره، أو أن تكون مشتركة له ولغيره، ويجب إعطاء النفس مكانها المناسب من دون تضخيم لها أو تحقير.
ويهتم البعض من ذوي الأشبار الأولى بتضخيم الذات، وتضخيم الاستقلالية، والقراءة من أجل التحدث، وحب الثناء والتبجيل، و غيرها من أدواء النفوس.
وإن هذه الأمراض الأخلاقية ناتجة عن الإعجاب بالنفس، ولذا يوجه صاحب "التصانيف الممتعة في المعقول والمنقول" الإمام علي بن أحمد بن حزم [ت 456هـ] في رسالته "مداواة النفوس" كلاماً بليغاً في القضاء على الإعجاب حيث قال: "فإن أُعجبت بعقلك ففكر في كل فكرة سوء تمرّ بخاطرك وفي أضاليل الأماني الطائفة بك، فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ". (1) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
ويقول : "رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة : أحدها؛ من لا يبالي فيما أنفقه كلامه؛ فيتكلم بكل ما سبق إلى لسانه غير محقق نصر حق ولا إنكار باطل، وهذا هو الأغلب في الناس. والثاني؛ أن يتكلم ناصراً لما وقع بنفسه أنه حق، ودافعاً لما توهم أنه باطل، غير محقق لطلب الحقيقة، لكن لجاجاً فيما التزم، وهذا كثير وهو دون الأول .
والثالث؛ واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر". (2) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ ويتقن البعض صناعة التمثيل في الأدب ، وتجده لا يتقن الأدب النابع من القلب الصادق المخلص ..
_ يقول المفكر أحمد أمين : "ليس معنى التأدب مع الناس ومراعاة ما يليق معهم التملق لهم وخداعهم ، أو إخفاء الحقيقة عنهم. وليس الأدب الذي نطلبه هو أدب المظاهر ، وإنما الأدب النابع من القلب الصادر عن محبة الإنسان لأخيه الإنسان فهو يقوم على أساس احترام الناس ، ومراعاة إحساسهم وأذواقهم ، وتوفير الراحة لهم ، وإن كان ذلك يتطلب كثيراً من ضبط النفس ، ودماثة الطبع .. بمثل هذا الأدب تسير الحياة الإنسانية هادئة في يسر ولين ، يسودها حسن المعاملة واحترام الأشخاص بعضهم لبعض ، فتقل دواعي الاحتكاك و الاصطدام ، وتنقطع أسباب المضايقة. ويتصل الأدب بواجبات العدل من جهة وبواجبات الإحسان من جهات". (3) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ إن المثقف الذي يتحلى بالصدق يكرس ثقة الآخرين فيه، مما يرسم له مشواره الثقافي بين أقرانه وأحبابه، بينما إذا زالت هذه الثقة؛ تحدث الحوادث!. وللمفكر الأديب أحمد أمين مقولة أكثر من رائعة حيث يقول : "إذا زالت الثقة بينهم أصبحت اللغة لا معنى لها ، وصار العلم جملة ألفاظ وعبارات لا يصدقها أحد ، وعندئذ تنحط المدينة ، وتسقط الثقافة ، ويعود الناس إلى حياة القرون الأولى". (4) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ يقف البعض عند محطة (العادات) فترة طويلة مما يكرس الجفاف والغموض والبلادة الحسية والمعنوية!. وللمفكر أحمد أمين مقولة جميلة أيضاً يقول فيها: "والعادات تحرم الإنسان التفكير؛ فهي تجعله يتعصب لعاداته تعصباً كبيراً، وقلما يفكر فيها وفي تعديلها إلا إذا اضطرته أحوال ملجئة إلى ذلك".(5) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ والبعض تهمه نفسه ومصالحه، فيحرص كل الحرص أن يعيش سعادة شخصية، من أجل أن تعود اللذائذ لشخصه فقط، أما الآخرون فينظر إليهم على أنهم مجرد همزات وصل لأغراضه الشخصية التي تتحقق بوجودهم!.
بينما صاحب الإنسانية العالية يتجلى ويتمثل في إنسانيته مذهب السعادة العامة التي تخلق مجتمعاً راقياً ثقافياً مدنياً.
الناحية الثانية: تكون في تكوين أفكاره
* لابد من إعادة صياغة الأفكار وتركيبها وتكوينها وتصحيحها، لكي تحيى الفكرة وتنمو وتسير بشكل متوازن ..
* وكذلك توسيع الأفق العقلي ليحوي أكبر قدر من النظريات و الآراء المعارضة ، التي يكون التعامل معها بالاحترام والتفنيد العلمي.
* وأن تطرح الفكرة على حقيقتها، لا على حقيقة إرادة الملقي المجهولة، التي من خلالها يظن "التميز".
* وأن يكون التنافس الثقافي ، في دائرته المحمودة لا المذمومة التي تخلق لنا العداوة و البغضاء والحسد..
* ومراجعة الضمير وتطهيره ، وغسله بالقيم الإنسانية الراقية التي تخلق السعادة النفسية التي تنبث من راحة وطهارة الضمير.
* ولابد من تكوين علاقة نقدية مع الذات والأفكار المصنوعة! وتجاوز مرحلة حراسة الأفكار وتقديسها وتصنيمها .
ثانياً: مراجعة المثقف لتعامله مع أقرانه:
- إن المثقف هو الذي ينمي ويعمق جذور "عاطفة الإخاء الإنساني" التي تدفعه إلى فعل الجميل للآخرين عن طيب نفس.
- وإن عاطفة الإخاء الإنساني منطلق للشفقة والرحمة والحنان والمودة والصدق والإخلاص والوضوح مع الصديق، من دون تمثيل، أو مجاملات مذمومة، أو توجيه الشك إلى الآخر ودخول نيته، أو التظاهر بالأدب الذي من خلاله يظن مخادعة الآخرين. إن الأدب الحقيقي هو الذي ينبع من القلب، الذي يخلق لنا محبة الصديق لأخيه، حتى يكون صورة لنفس أخيه، تعكس علاقة ودية مخلصة، لا نفاق فيها.
يقول الأديب المفكر ، أحمد أمين: "فالأدب أشبه ما يكون بالزيت الذي يستعمل في تيسير حركات الآلات الكبيرة، إذ يجعل صلا ت الناس المتعددة في المجتمع الإنساني العام تسير في هدوء ويسر". (6) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
- يجب على المثقف حفظ وفاء قرينه وتقديره له ، وألا ينكر جميله وفضله ، وألا يحوِّل التنافس الثقافي بينهما إلى تنافس سلبي، يخلق علاقات سوداء مُطعمة بالحسد والنفاق والكذب والدجل ...
بل الواجب منافسة القرين لقرينه في الأدب والأخلاق الرائعة ، ورد الجميل وخدمته مما يكون علاقة رائدة وناضجة في تاريخ الأقران!.
ثالثاً : مراجعة المثقف لعلاقته ونظرته للمجتمع :
- إن احترام عقول الناس بطبقاتهم المتفاوتة ، والإخلاص والصدق معهم واجب إنساني كبير..
- إن المثقف لن يستطيع التغيير والتطوير والرقي إلا من خلال المداخل الإنسانية:
* المدخل الأول : الصدق مع الناس؛ حتى يغرس ثقتهم فيه.
* المدخل الثاني : الإخلاص لهم؛ مما يعمق العلاقة الإنسانية الرائدة الناجحة.
* المدخل الثالث : الوضوح الذي يصور الحقيقة كما هي ، لا الغموض ولا المقاصد الذاتية.
* المدخل الرابع : صنع الجميل للآخرين يساهم في كسب القلوب.
* المدخل الخامس : تبليغ الرسالة للناس بشجاعة أدبية ووضوح بعيد كل البعد عن المجاملات والتردد والخوف الوهمي.
* المدخل السادس : الصبر والتحمل لأذى الناس، ومواصلة المشروع الذي لن يتحقق إلا من خلال عقبات ودرجات طبيعية.(1، 2) مداواة النفوس لابن حزم ص387 ، 381 . المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
( 3 ، 4 ، 5، 6) الأخلاق. تأليف أحمد أمين وأمين مرسى قنديل ص85 – 93 – 103 ، طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر .
إن المرء لا يسير في حياته على نسق معين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، و إنما بحكم إنسانيته يعتريه ما يعتريه ، مما يحتم عليه مراجعة النهج الذي يسير عليه، والمراجعات في الحياة لابد أن تكون شاملة وكاملة، من أجل سير متواصل، ونضج أعمق في شتى مجالات الحياة، وخاصة ما يتصل بالثقافة والتواصل الذاتي و الإنساني، ولذا كان الجدير بالمثقف مراجعة علاقته مع ذاته وأقرانه ومجتمعه.
أولاً: مراجعة المثقف لذاته:
يجب على المثقف -خصوصاً من ذوي الأشبار الأولى- مراجعة ذاته وتطويرها، وذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى : السلوكية
وهي المتمثلة في الأقوال والأفعال والتصرفات الصادرة منه و المحسوبة عليه، و التي تعكس عقليته الأخلاقية التي تحتاج إلى تجديد أخلاقي، وأدبي ، وتعاملي ، الذي ينتج لنا إنتاجاً معيناً سواء كان ذلك الإنتاج إنتاجاً إيجابياً أو سلبياً.
والمثقف ذاته يدرك هذه الأشياء ويعلمها ويعيشها، فالفعل الإيجابي يولد له راحة الضمير، وطمأنينة النفس ، وهيام الآخرين به ، وحب الخير للخير فحسب ، لا لمصالح شخصية خفية!!
والتي بفعلها يظن أنها ستتحقق له أشياء ربما تكون معكوسة عليه لا على غيره، أو أن تكون مشتركة له ولغيره، ويجب إعطاء النفس مكانها المناسب من دون تضخيم لها أو تحقير.
ويهتم البعض من ذوي الأشبار الأولى بتضخيم الذات، وتضخيم الاستقلالية، والقراءة من أجل التحدث، وحب الثناء والتبجيل، و غيرها من أدواء النفوس.
وإن هذه الأمراض الأخلاقية ناتجة عن الإعجاب بالنفس، ولذا يوجه صاحب "التصانيف الممتعة في المعقول والمنقول" الإمام علي بن أحمد بن حزم [ت 456هـ] في رسالته "مداواة النفوس" كلاماً بليغاً في القضاء على الإعجاب حيث قال: "فإن أُعجبت بعقلك ففكر في كل فكرة سوء تمرّ بخاطرك وفي أضاليل الأماني الطائفة بك، فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ". (1) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
ويقول : "رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة : أحدها؛ من لا يبالي فيما أنفقه كلامه؛ فيتكلم بكل ما سبق إلى لسانه غير محقق نصر حق ولا إنكار باطل، وهذا هو الأغلب في الناس. والثاني؛ أن يتكلم ناصراً لما وقع بنفسه أنه حق، ودافعاً لما توهم أنه باطل، غير محقق لطلب الحقيقة، لكن لجاجاً فيما التزم، وهذا كثير وهو دون الأول .
والثالث؛ واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر". (2) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ ويتقن البعض صناعة التمثيل في الأدب ، وتجده لا يتقن الأدب النابع من القلب الصادق المخلص ..
_ يقول المفكر أحمد أمين : "ليس معنى التأدب مع الناس ومراعاة ما يليق معهم التملق لهم وخداعهم ، أو إخفاء الحقيقة عنهم. وليس الأدب الذي نطلبه هو أدب المظاهر ، وإنما الأدب النابع من القلب الصادر عن محبة الإنسان لأخيه الإنسان فهو يقوم على أساس احترام الناس ، ومراعاة إحساسهم وأذواقهم ، وتوفير الراحة لهم ، وإن كان ذلك يتطلب كثيراً من ضبط النفس ، ودماثة الطبع .. بمثل هذا الأدب تسير الحياة الإنسانية هادئة في يسر ولين ، يسودها حسن المعاملة واحترام الأشخاص بعضهم لبعض ، فتقل دواعي الاحتكاك و الاصطدام ، وتنقطع أسباب المضايقة. ويتصل الأدب بواجبات العدل من جهة وبواجبات الإحسان من جهات". (3) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ إن المثقف الذي يتحلى بالصدق يكرس ثقة الآخرين فيه، مما يرسم له مشواره الثقافي بين أقرانه وأحبابه، بينما إذا زالت هذه الثقة؛ تحدث الحوادث!. وللمفكر الأديب أحمد أمين مقولة أكثر من رائعة حيث يقول : "إذا زالت الثقة بينهم أصبحت اللغة لا معنى لها ، وصار العلم جملة ألفاظ وعبارات لا يصدقها أحد ، وعندئذ تنحط المدينة ، وتسقط الثقافة ، ويعود الناس إلى حياة القرون الأولى". (4) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ يقف البعض عند محطة (العادات) فترة طويلة مما يكرس الجفاف والغموض والبلادة الحسية والمعنوية!. وللمفكر أحمد أمين مقولة جميلة أيضاً يقول فيها: "والعادات تحرم الإنسان التفكير؛ فهي تجعله يتعصب لعاداته تعصباً كبيراً، وقلما يفكر فيها وفي تعديلها إلا إذا اضطرته أحوال ملجئة إلى ذلك".(5) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
_ والبعض تهمه نفسه ومصالحه، فيحرص كل الحرص أن يعيش سعادة شخصية، من أجل أن تعود اللذائذ لشخصه فقط، أما الآخرون فينظر إليهم على أنهم مجرد همزات وصل لأغراضه الشخصية التي تتحقق بوجودهم!.
بينما صاحب الإنسانية العالية يتجلى ويتمثل في إنسانيته مذهب السعادة العامة التي تخلق مجتمعاً راقياً ثقافياً مدنياً.
الناحية الثانية: تكون في تكوين أفكاره
* لابد من إعادة صياغة الأفكار وتركيبها وتكوينها وتصحيحها، لكي تحيى الفكرة وتنمو وتسير بشكل متوازن ..
* وكذلك توسيع الأفق العقلي ليحوي أكبر قدر من النظريات و الآراء المعارضة ، التي يكون التعامل معها بالاحترام والتفنيد العلمي.
* وأن تطرح الفكرة على حقيقتها، لا على حقيقة إرادة الملقي المجهولة، التي من خلالها يظن "التميز".
* وأن يكون التنافس الثقافي ، في دائرته المحمودة لا المذمومة التي تخلق لنا العداوة و البغضاء والحسد..
* ومراجعة الضمير وتطهيره ، وغسله بالقيم الإنسانية الراقية التي تخلق السعادة النفسية التي تنبث من راحة وطهارة الضمير.
* ولابد من تكوين علاقة نقدية مع الذات والأفكار المصنوعة! وتجاوز مرحلة حراسة الأفكار وتقديسها وتصنيمها .
ثانياً: مراجعة المثقف لتعامله مع أقرانه:
- إن المثقف هو الذي ينمي ويعمق جذور "عاطفة الإخاء الإنساني" التي تدفعه إلى فعل الجميل للآخرين عن طيب نفس.
- وإن عاطفة الإخاء الإنساني منطلق للشفقة والرحمة والحنان والمودة والصدق والإخلاص والوضوح مع الصديق، من دون تمثيل، أو مجاملات مذمومة، أو توجيه الشك إلى الآخر ودخول نيته، أو التظاهر بالأدب الذي من خلاله يظن مخادعة الآخرين. إن الأدب الحقيقي هو الذي ينبع من القلب، الذي يخلق لنا محبة الصديق لأخيه، حتى يكون صورة لنفس أخيه، تعكس علاقة ودية مخلصة، لا نفاق فيها.
يقول الأديب المفكر ، أحمد أمين: "فالأدب أشبه ما يكون بالزيت الذي يستعمل في تيسير حركات الآلات الكبيرة، إذ يجعل صلا ت الناس المتعددة في المجتمع الإنساني العام تسير في هدوء ويسر". (6) (http://www.islamtoday.net/nawafeth/#1)
- يجب على المثقف حفظ وفاء قرينه وتقديره له ، وألا ينكر جميله وفضله ، وألا يحوِّل التنافس الثقافي بينهما إلى تنافس سلبي، يخلق علاقات سوداء مُطعمة بالحسد والنفاق والكذب والدجل ...
بل الواجب منافسة القرين لقرينه في الأدب والأخلاق الرائعة ، ورد الجميل وخدمته مما يكون علاقة رائدة وناضجة في تاريخ الأقران!.
ثالثاً : مراجعة المثقف لعلاقته ونظرته للمجتمع :
- إن احترام عقول الناس بطبقاتهم المتفاوتة ، والإخلاص والصدق معهم واجب إنساني كبير..
- إن المثقف لن يستطيع التغيير والتطوير والرقي إلا من خلال المداخل الإنسانية:
* المدخل الأول : الصدق مع الناس؛ حتى يغرس ثقتهم فيه.
* المدخل الثاني : الإخلاص لهم؛ مما يعمق العلاقة الإنسانية الرائدة الناجحة.
* المدخل الثالث : الوضوح الذي يصور الحقيقة كما هي ، لا الغموض ولا المقاصد الذاتية.
* المدخل الرابع : صنع الجميل للآخرين يساهم في كسب القلوب.
* المدخل الخامس : تبليغ الرسالة للناس بشجاعة أدبية ووضوح بعيد كل البعد عن المجاملات والتردد والخوف الوهمي.
* المدخل السادس : الصبر والتحمل لأذى الناس، ومواصلة المشروع الذي لن يتحقق إلا من خلال عقبات ودرجات طبيعية.(1، 2) مداواة النفوس لابن حزم ص387 ، 381 . المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
( 3 ، 4 ، 5، 6) الأخلاق. تأليف أحمد أمين وأمين مرسى قنديل ص85 – 93 – 103 ، طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر .