سارة
10-05-2010, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
، من الثابت أن النبي عليه الصلاة والسلام وجّه أصحابه في أثناء ذبح الدابة إلى أن تذبح من أوداجها فقط ، دون أن يقطع رأسها ، وأنا أعتقد أنه ليس في الأرض كلها في عصر النبي e مركز علمي ، لا في شرق الأرض ، ولا في غربها يمكن أن يصل إلى تعليل علمي لهذا التوجيه النبوي ، ولا بعد مئة عام ، ولا بعد خمسمئة عام ، ولا بعد ألف ، أو أكثر ، إلا أنه من عدة عقود من الزمن اكتشف ما يلي : أن القلب ، لأنه أخطر أعضاء الجسم ، وأخطر أجهزته مزوَّد بمولدة كهربائية خاصة به ، لأنه لو ربطنا القلب بالشبكة كما يقولون ، وأصاب الشبكة عطب لمات الإنسان ، فالقلب لا يحتاج إلى تنبيه خارجي ، يأتي تنبيهه من ذاته ، ففيه مركز كهربائي يعطيه التنبيه النظامي من ستين إلى ثمانين ضربة في الدقيقة ، وفيه مركز ثان احتياطي للمركز الأول ، إن تعطل الأول عمل الثاني ، وفيه مركز كهربائي ثالث احتياطي للمركز الثاني ، فإن تعطل الثاني عمل الثالث ، هذه المراكز الكهربائية تعطي أمراً بالنبض النظامي من ستين إلى ثمانين نبضة في الدقيقة ، لكن قلب الإنسان يشبه محركاً بالغ التعقيد والأداء ، فهذا القلب بإمكانه أن يرفع استطاعته إلى درجة تزيد على ثلاثة أمثال استطاعته الطبيعية ، فبينما ينبض قلب الإنسان ثمانين نبضة في الدقيقة إذا هو ينتقل فجأة إلى مئة وثمانين نبضة ، حينما يواجه خطراً ، أو يعدو هرباً من عدو ، أو يصعد درجاً عالياً ، أو يواجه أزمة نفسية ، فالجسم يحتاج إلى طاقة جديدة تمدّه بما يحتاج .
الذي حدث أن النبي عليه الصلاة والسلام وجَّه أصحابه إلى أنهم إذا ذبحوا الدابة فعليهم ألا يقطعوا رأسها ، بينما معظم المسالخ في العالم اليوم تعلق الدابة من أرجلها ، وتقطع رأسها كلياً ، النبي e رفض ذلك ، أمرنا أن نبقي رأسها موصولاً بجسمها ، الآن اكتشف أن هذا القلب يتلقى الأمر بالنبض من مراكزه الكهربائية ، ولكن النبض النظامي الذي لا يتجاوز الثمانين نبضة في الدقيقة ، أما الأمر الاستثنائي فينبغي أن يتلقاه من الكظر ، تلك الغدة التي تأتمر بالغدة النخامية ملكة الغدد الموجودة في رأس الإنسان ، فالإنسان إذا واجه خطراً تنطبع صورة هذا الخطر على شبكية العين ، والشبكية فيها الإحساس فقط بالصورة ، لكن هذه الصورة تنتقل إلى الدماغ لتنقلب إلى إدراك ، فالدماغ فيه مفهومات تلقاها الإنسان في حياته حينما كان صغيراً ، من قصص سمعها ، أو مشاهدات شاهدها ، أو دراسات تعلمها ، فهناك مفهوم الأفعى في الدماغ ، فلو رأى أفعى في بستان يعود إلى ذهنه مفهومات الأفعى ، لعله يموت من لدغتها ، فالإدراك يكون من الدماغ بناء على تلقي صورة من شبكية العين ، الدماغ ملك الجهاز العصبي ، وعنده ملكة الجهاز الهرموني ، وهي الغدة النخامية ، وملك يخاطب ملكة ، لا بد من ضابط اتصال بينهما ، وتحت المهاد البصري ، في الدماغ يلتمس من الملكة أن تتصرف ، الملكة عندها وزيرة داخلية تقول لها : هناك خطر فتصرّفي ، فهذه الوزيرة وهي الغدة النخامية تعطي أمراً للقلب برفع النبض ، فقد يصل النبض إلى مئة وثمانين عند الخطر ، وتعطي أمراً للرئتين ليرتفع وجيب الرئتين ليتناسب الوجيب مع النبض .
الآن : ما الذي يرفع نبض القلب ؟ إدراك بخطر ، وأمر لغدة نخامية ، والنخامية تأمر الكظر ، والكظر يرسل أمراً هرمونياً عصبياً إلى القلب فيرتفع نبضه ، الآن قلب الدابة حينما تذبح له مهمة أخرى ، وهي إخراج الدم كله منها ، لكن النبض الطبيعي ثمانين نبضة لا تكفي لإخراج الدم ، لابد من أن يتلقى القلب أمراً استثنائياً يبدأ من الدماغ ، ويسير إلى الكظر ، ويعود إلى القلب من أجل رفع هذا النبض ، هذا لا يتم إلا إذا كان الرأس متصلاً بالجسد ! فلذلك حينما تذبح الدابة يعمل الأمر الاستثنائي فيرتفع نبض قلب الدابة إلى مئة وثمانين ، وهذه الضربات السريعة كافية لإخراج الدم كله من جسم الدابة .
وهذا الجزء الموصول هو الذي يصل هذا الأمر الخطر من الدماغ إلى الكظر إلى القلب .
إذا قطعنا رأس الدابة يتعطل الأمر الاستثنائي ، وعندئذ يبقى لون الدابة أزرق ، فيبقى معظم دمها في جسمها ، والدم بالمناسبة هو البيئة التي لا توصف أهليتها لنمو الجراثيم ، الوسط الذي تتكاثر فيه الجراثيم بشكل عجيب هو دم الدابة ، لذلك مخابر الطب حينما تريد أن تستنبط جرثومًا تضعه في الدم ، والدم فيه الفضلات ، فيه حمض البول ، والسموم ، وكل نواتج الاحتراق ، وعوامل المرض تجدها في الدم ، من هنا حرم الله أكل الدم ، وشربه ، لأن فيه مجموعة السموم والأمراض ، وعوامل المرض ، وثاني أكسيد الكربون .
فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما أمر أن تذبح الدابة من أوداجها ، وأن يبقى رأسها متصلاً ، فهذا الأمر يتوافق مع أحدث حقائق العلم حول عمل القلب بعد الذبح ، مهمة القلب بعد الذبح إخراج الدم كله من جسم الدابة ، وهذا لا يتم إلا بإبقاء الرأس موصولاً مع الجسم ، أما حينما تجد لحماً أزرق اللون قد لا ينضج سريعاً فبسبب هذا الدم الذي بقي في أنحاء جسم الدابة .
والدم في الجسم طاهر ، لوجود أجهزة بالجسم بالغة الدقة والفعالية في تصفية الدم ، مثلاً: الكليتان تصفيان الدم من حمض البول ، وكل المواد السمية التي يطرحها الكبد يتم طرحها عبر الكليتين ، الآن الرئتان تصفيان الدم من غاز الفحم ، وملايين ملايين الغدد العرقية تصفي الدم من حمض البول أيضاً ، فيوجد عندنا الغدد العرقية ، وجهاز التنفس ، والغدد ، والكليتان ، هذه كلها مَصافٍ .
فلذلك ربنا عز وجل حرم الدم المسفوح ، لأن الدم المسفوح هو بؤرة عالية المستوى لنمو الجراثيم ، أما الدم الذي يجري في العروق فتصفِّيه أجهزة بالغة الدقة .
لذلك نرى الحكمة في تحريم المنخنقة والموقوذة ، وهناك طريقة محددة لذبح الدابة .
ما من قاسم مشترك يجمع بين تحريم القرآن الكريم للدابة المنخنقة التي خنقت فماتت ، وبقي دمها في جسمها ، والموقوذة التي ضربت بآلة حادة فماتت ، والمتردية التي وقعت من عال فماتت بصدمة عضلية ، والنطيحة التي نُطحت ، هذه الأربعة أنواع من الدواب التي حرم الله أكلها يجمعها قاسم مشترك واحد ، هو أن الدم بقي في جسمها .
هناك من يحاول أن يذبح الدابة بعدما تموت بشيء من هذه الأسباب ، الخنق ، أو الوقذ ، أو ما شابه ذلك ، فهذا لن ينفع على ما أعتقد !
لكن هناك تساؤل عجيب : هو الإنسان له ولاء للدّين ، وله براء من المشركين والكافرين ، قد يسأل سائل : إذا كان لا بد من ذبح الدابة ، وإخراج كل دمها لنأكلها ، فكيف سمح الله لنا بأكل السمكة دون أن نذبحها ؟
بالمناسبة بعض الدول الأخرى تملقاً للمسلمين تضع على علب السمك : " هذا مذبوح على الطريقة الإسلامية !!! وهذا كذب فاضح ، الشيء الذي لا يصدق أن السمكة إذا اصطيدت انتقل دمها كله إلى غلاصمها ، وكأنها ذبحت ، لذلك سمح الله أن نأكل ميتة ، هي السمك الذي نصطاده ، لا تجد خثرة دم واحد في جسم السمكة .
ما هي غلاصم السمكة ؟
عند رأسها ، يفتحون شقاً واسعاً ، تبدو الغلاصم ، وهي مكان تجمع الدم في السمكة ، فكل دم السمكة ينتقل فوراً إلى غلاصمها عند اصطيادها ، أما الذي يريد أن يعترض ويقول : إن كان الذبح ضرورة علمية فكيف تأكلون السمك من دون ذبح ؟ فالسمك إذا اصطدناه انتقل دمه كله إلى غلاصم السمكة ، وكأنها ذبحت .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ )) .
(سنن ابن ماجة)
، استكمالاً لهذا البحث الذي بدأناه بالذبح ، والحكمة من الذبح ، إلى ما هناك ، حتى أتينا إلى المنخنقة والموقوذة والمتردية ، وما إلى هنالك ، الآن الدم المسفوح ماذا يعني ؟ ولماذا حرمه الله ؟
أن الدم في جسم الدابة دم يصفى باستمرار وينقى ، تذهب عنه آفاته باستمرار ، إما من خلال الكليتين ، أو الرئتين ، أو غدد التعرق ، لكن الدم إذا سفح تعطلت تصفيته ، وكما ذكرت قبل قليل : إن الدم يعد أعلى بؤرة تنمو فيها الجراثيم ، بل إن خلاصة الاحتراق في الجسم ، وخلاصة عوامل المرض تتوضع في الدم ، فالدم من دون تصفية مادة سامة مؤذية مهلكة للإنسان ، فلذلك حينما يأكل الإنسان دابة ذبحت على غير الطريقة الإسلامية قد ينتقل إلى جسمه أحماض كثيرة ضارة الإنسان وقد يقول بعض الأطباء : إن التهاب المفاصل الحاد سببه أن حمض البول المتوضع في الدم ينتقل إلى جسم الإنسان ، ومنه إلى العضلات ، فيحس الإنسان بآلام في عضلاته ومفاصله .
، الدم المسفوح كيف أصبح مسفوحاً ، هل ذبح بشكل كامل ؟
إذا ذبحنا دابة الدم الذي يخرج منها ، هذا اسمه دم مسفوح ، وممنوع أكله ، وأنا لا أقول هذا الكلام من هواء ، كان العرب يأخذون هذا الدم ، ويأكلونه في الجاهلية ، وكأنه طعام نفيس ، وبعضهم يضع الدم في معدة الدابة ، ويأكله مطبوخاً ، فلذلك حرم الله أكله .
كان هذا التحريم خاصًّا بالعرب ، يأكلون الدم ، ويشربونه .
دائماً إن هناك علاقة علمية بين الأمر ونتائجه ، وبين المعصية ونتائجها ، ومعنى العلاقة أيْ علاقة سبب بنتيجة ، وكنت وضّحت من قبل أن هناك علاقة وضعية ، وهناك علاقة علمية ، العلاقة الوضعية ليس هناك من علاقة سبب بنتيجة بين المخالفة والعقاب ، لكن الحقيقة العلمية تكون بذور نتائج المعصية فيها ، وأن بذور نتائج الطاعة فيها .
سبحان الله ! ما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بأمر إلا كان هناك منفعة من ابتعادنا عن هذا الأمر ، وما حثنا على أمر إلا وكان هناك منفعة منه .
لأن الله يقول :( ولا ينبئك مثل خبير)
(سورة فاطر)
فمن هو الخبير الحقيقي فيما يصلح لهذا الإنسان ؟ هو الله ، لأنه هو الصانع ، والحقيقة أن الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها من بين كل الجهات الأخرى ، لأنها تملك الخبرة التامة في هذه الحاجة التي صنعتها .
، من الثابت أن النبي عليه الصلاة والسلام وجّه أصحابه في أثناء ذبح الدابة إلى أن تذبح من أوداجها فقط ، دون أن يقطع رأسها ، وأنا أعتقد أنه ليس في الأرض كلها في عصر النبي e مركز علمي ، لا في شرق الأرض ، ولا في غربها يمكن أن يصل إلى تعليل علمي لهذا التوجيه النبوي ، ولا بعد مئة عام ، ولا بعد خمسمئة عام ، ولا بعد ألف ، أو أكثر ، إلا أنه من عدة عقود من الزمن اكتشف ما يلي : أن القلب ، لأنه أخطر أعضاء الجسم ، وأخطر أجهزته مزوَّد بمولدة كهربائية خاصة به ، لأنه لو ربطنا القلب بالشبكة كما يقولون ، وأصاب الشبكة عطب لمات الإنسان ، فالقلب لا يحتاج إلى تنبيه خارجي ، يأتي تنبيهه من ذاته ، ففيه مركز كهربائي يعطيه التنبيه النظامي من ستين إلى ثمانين ضربة في الدقيقة ، وفيه مركز ثان احتياطي للمركز الأول ، إن تعطل الأول عمل الثاني ، وفيه مركز كهربائي ثالث احتياطي للمركز الثاني ، فإن تعطل الثاني عمل الثالث ، هذه المراكز الكهربائية تعطي أمراً بالنبض النظامي من ستين إلى ثمانين نبضة في الدقيقة ، لكن قلب الإنسان يشبه محركاً بالغ التعقيد والأداء ، فهذا القلب بإمكانه أن يرفع استطاعته إلى درجة تزيد على ثلاثة أمثال استطاعته الطبيعية ، فبينما ينبض قلب الإنسان ثمانين نبضة في الدقيقة إذا هو ينتقل فجأة إلى مئة وثمانين نبضة ، حينما يواجه خطراً ، أو يعدو هرباً من عدو ، أو يصعد درجاً عالياً ، أو يواجه أزمة نفسية ، فالجسم يحتاج إلى طاقة جديدة تمدّه بما يحتاج .
الذي حدث أن النبي عليه الصلاة والسلام وجَّه أصحابه إلى أنهم إذا ذبحوا الدابة فعليهم ألا يقطعوا رأسها ، بينما معظم المسالخ في العالم اليوم تعلق الدابة من أرجلها ، وتقطع رأسها كلياً ، النبي e رفض ذلك ، أمرنا أن نبقي رأسها موصولاً بجسمها ، الآن اكتشف أن هذا القلب يتلقى الأمر بالنبض من مراكزه الكهربائية ، ولكن النبض النظامي الذي لا يتجاوز الثمانين نبضة في الدقيقة ، أما الأمر الاستثنائي فينبغي أن يتلقاه من الكظر ، تلك الغدة التي تأتمر بالغدة النخامية ملكة الغدد الموجودة في رأس الإنسان ، فالإنسان إذا واجه خطراً تنطبع صورة هذا الخطر على شبكية العين ، والشبكية فيها الإحساس فقط بالصورة ، لكن هذه الصورة تنتقل إلى الدماغ لتنقلب إلى إدراك ، فالدماغ فيه مفهومات تلقاها الإنسان في حياته حينما كان صغيراً ، من قصص سمعها ، أو مشاهدات شاهدها ، أو دراسات تعلمها ، فهناك مفهوم الأفعى في الدماغ ، فلو رأى أفعى في بستان يعود إلى ذهنه مفهومات الأفعى ، لعله يموت من لدغتها ، فالإدراك يكون من الدماغ بناء على تلقي صورة من شبكية العين ، الدماغ ملك الجهاز العصبي ، وعنده ملكة الجهاز الهرموني ، وهي الغدة النخامية ، وملك يخاطب ملكة ، لا بد من ضابط اتصال بينهما ، وتحت المهاد البصري ، في الدماغ يلتمس من الملكة أن تتصرف ، الملكة عندها وزيرة داخلية تقول لها : هناك خطر فتصرّفي ، فهذه الوزيرة وهي الغدة النخامية تعطي أمراً للقلب برفع النبض ، فقد يصل النبض إلى مئة وثمانين عند الخطر ، وتعطي أمراً للرئتين ليرتفع وجيب الرئتين ليتناسب الوجيب مع النبض .
الآن : ما الذي يرفع نبض القلب ؟ إدراك بخطر ، وأمر لغدة نخامية ، والنخامية تأمر الكظر ، والكظر يرسل أمراً هرمونياً عصبياً إلى القلب فيرتفع نبضه ، الآن قلب الدابة حينما تذبح له مهمة أخرى ، وهي إخراج الدم كله منها ، لكن النبض الطبيعي ثمانين نبضة لا تكفي لإخراج الدم ، لابد من أن يتلقى القلب أمراً استثنائياً يبدأ من الدماغ ، ويسير إلى الكظر ، ويعود إلى القلب من أجل رفع هذا النبض ، هذا لا يتم إلا إذا كان الرأس متصلاً بالجسد ! فلذلك حينما تذبح الدابة يعمل الأمر الاستثنائي فيرتفع نبض قلب الدابة إلى مئة وثمانين ، وهذه الضربات السريعة كافية لإخراج الدم كله من جسم الدابة .
وهذا الجزء الموصول هو الذي يصل هذا الأمر الخطر من الدماغ إلى الكظر إلى القلب .
إذا قطعنا رأس الدابة يتعطل الأمر الاستثنائي ، وعندئذ يبقى لون الدابة أزرق ، فيبقى معظم دمها في جسمها ، والدم بالمناسبة هو البيئة التي لا توصف أهليتها لنمو الجراثيم ، الوسط الذي تتكاثر فيه الجراثيم بشكل عجيب هو دم الدابة ، لذلك مخابر الطب حينما تريد أن تستنبط جرثومًا تضعه في الدم ، والدم فيه الفضلات ، فيه حمض البول ، والسموم ، وكل نواتج الاحتراق ، وعوامل المرض تجدها في الدم ، من هنا حرم الله أكل الدم ، وشربه ، لأن فيه مجموعة السموم والأمراض ، وعوامل المرض ، وثاني أكسيد الكربون .
فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما أمر أن تذبح الدابة من أوداجها ، وأن يبقى رأسها متصلاً ، فهذا الأمر يتوافق مع أحدث حقائق العلم حول عمل القلب بعد الذبح ، مهمة القلب بعد الذبح إخراج الدم كله من جسم الدابة ، وهذا لا يتم إلا بإبقاء الرأس موصولاً مع الجسم ، أما حينما تجد لحماً أزرق اللون قد لا ينضج سريعاً فبسبب هذا الدم الذي بقي في أنحاء جسم الدابة .
والدم في الجسم طاهر ، لوجود أجهزة بالجسم بالغة الدقة والفعالية في تصفية الدم ، مثلاً: الكليتان تصفيان الدم من حمض البول ، وكل المواد السمية التي يطرحها الكبد يتم طرحها عبر الكليتين ، الآن الرئتان تصفيان الدم من غاز الفحم ، وملايين ملايين الغدد العرقية تصفي الدم من حمض البول أيضاً ، فيوجد عندنا الغدد العرقية ، وجهاز التنفس ، والغدد ، والكليتان ، هذه كلها مَصافٍ .
فلذلك ربنا عز وجل حرم الدم المسفوح ، لأن الدم المسفوح هو بؤرة عالية المستوى لنمو الجراثيم ، أما الدم الذي يجري في العروق فتصفِّيه أجهزة بالغة الدقة .
لذلك نرى الحكمة في تحريم المنخنقة والموقوذة ، وهناك طريقة محددة لذبح الدابة .
ما من قاسم مشترك يجمع بين تحريم القرآن الكريم للدابة المنخنقة التي خنقت فماتت ، وبقي دمها في جسمها ، والموقوذة التي ضربت بآلة حادة فماتت ، والمتردية التي وقعت من عال فماتت بصدمة عضلية ، والنطيحة التي نُطحت ، هذه الأربعة أنواع من الدواب التي حرم الله أكلها يجمعها قاسم مشترك واحد ، هو أن الدم بقي في جسمها .
هناك من يحاول أن يذبح الدابة بعدما تموت بشيء من هذه الأسباب ، الخنق ، أو الوقذ ، أو ما شابه ذلك ، فهذا لن ينفع على ما أعتقد !
لكن هناك تساؤل عجيب : هو الإنسان له ولاء للدّين ، وله براء من المشركين والكافرين ، قد يسأل سائل : إذا كان لا بد من ذبح الدابة ، وإخراج كل دمها لنأكلها ، فكيف سمح الله لنا بأكل السمكة دون أن نذبحها ؟
بالمناسبة بعض الدول الأخرى تملقاً للمسلمين تضع على علب السمك : " هذا مذبوح على الطريقة الإسلامية !!! وهذا كذب فاضح ، الشيء الذي لا يصدق أن السمكة إذا اصطيدت انتقل دمها كله إلى غلاصمها ، وكأنها ذبحت ، لذلك سمح الله أن نأكل ميتة ، هي السمك الذي نصطاده ، لا تجد خثرة دم واحد في جسم السمكة .
ما هي غلاصم السمكة ؟
عند رأسها ، يفتحون شقاً واسعاً ، تبدو الغلاصم ، وهي مكان تجمع الدم في السمكة ، فكل دم السمكة ينتقل فوراً إلى غلاصمها عند اصطيادها ، أما الذي يريد أن يعترض ويقول : إن كان الذبح ضرورة علمية فكيف تأكلون السمك من دون ذبح ؟ فالسمك إذا اصطدناه انتقل دمه كله إلى غلاصم السمكة ، وكأنها ذبحت .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ )) .
(سنن ابن ماجة)
، استكمالاً لهذا البحث الذي بدأناه بالذبح ، والحكمة من الذبح ، إلى ما هناك ، حتى أتينا إلى المنخنقة والموقوذة والمتردية ، وما إلى هنالك ، الآن الدم المسفوح ماذا يعني ؟ ولماذا حرمه الله ؟
أن الدم في جسم الدابة دم يصفى باستمرار وينقى ، تذهب عنه آفاته باستمرار ، إما من خلال الكليتين ، أو الرئتين ، أو غدد التعرق ، لكن الدم إذا سفح تعطلت تصفيته ، وكما ذكرت قبل قليل : إن الدم يعد أعلى بؤرة تنمو فيها الجراثيم ، بل إن خلاصة الاحتراق في الجسم ، وخلاصة عوامل المرض تتوضع في الدم ، فالدم من دون تصفية مادة سامة مؤذية مهلكة للإنسان ، فلذلك حينما يأكل الإنسان دابة ذبحت على غير الطريقة الإسلامية قد ينتقل إلى جسمه أحماض كثيرة ضارة الإنسان وقد يقول بعض الأطباء : إن التهاب المفاصل الحاد سببه أن حمض البول المتوضع في الدم ينتقل إلى جسم الإنسان ، ومنه إلى العضلات ، فيحس الإنسان بآلام في عضلاته ومفاصله .
، الدم المسفوح كيف أصبح مسفوحاً ، هل ذبح بشكل كامل ؟
إذا ذبحنا دابة الدم الذي يخرج منها ، هذا اسمه دم مسفوح ، وممنوع أكله ، وأنا لا أقول هذا الكلام من هواء ، كان العرب يأخذون هذا الدم ، ويأكلونه في الجاهلية ، وكأنه طعام نفيس ، وبعضهم يضع الدم في معدة الدابة ، ويأكله مطبوخاً ، فلذلك حرم الله أكله .
كان هذا التحريم خاصًّا بالعرب ، يأكلون الدم ، ويشربونه .
دائماً إن هناك علاقة علمية بين الأمر ونتائجه ، وبين المعصية ونتائجها ، ومعنى العلاقة أيْ علاقة سبب بنتيجة ، وكنت وضّحت من قبل أن هناك علاقة وضعية ، وهناك علاقة علمية ، العلاقة الوضعية ليس هناك من علاقة سبب بنتيجة بين المخالفة والعقاب ، لكن الحقيقة العلمية تكون بذور نتائج المعصية فيها ، وأن بذور نتائج الطاعة فيها .
سبحان الله ! ما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بأمر إلا كان هناك منفعة من ابتعادنا عن هذا الأمر ، وما حثنا على أمر إلا وكان هناك منفعة منه .
لأن الله يقول :( ولا ينبئك مثل خبير)
(سورة فاطر)
فمن هو الخبير الحقيقي فيما يصلح لهذا الإنسان ؟ هو الله ، لأنه هو الصانع ، والحقيقة أن الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها من بين كل الجهات الأخرى ، لأنها تملك الخبرة التامة في هذه الحاجة التي صنعتها .