محمد عبد الوهاب جسري
11-01-2010, 09:31 PM
مذكرات مغترب (4)....علـّمتني امرأة .. بقلم : محمد عبد الوهاب جسري
كما هي العادة عندما يأتي مغترب جديد، يحاول أن يؤلف حوله أبناء جلدته، عله يتمكن من تخطي عقبة ما.
سمير مغترب جديد يستمع بانتباه إلى قصة (أبو الخير) مغترب قديم، قصة سمعناها عشرات المرات، أكتبها لكم كما يرويها "أبو الخير" في كل مرة دون أن ينسى أدق التفاصيل فيقول:
طارت بي الأقدار إلى هذه البلاد، منذ أيام استلمت عملي الجديد ، وبدأت بعد ساعات الدوام أتجول في الحي، لأبدأ شيئاً فشيئاً اكتشاف هذه المدينة التي سأصفها فيما بعد أنها مدينة ساحرة، أعرف طبيعتي التي تحب إمضاء الكثير من الوقت في الاستكشاف وهذا ما كان يشدني لأن أكون خارج المنزل أكبر وقت ممكن ربما كنت أتمنى أن ألتقي صدفة بأحد أعرفه في مدينة لا يعرفني فيها أحد.
في عطلة نهاية الأسبوع كان عندي متسع أكبر من الوقت فخرجت منذ الصباح إلى أحد الأسواق لأرى ازدحام الناس في الأسواق الشعبية للفواكه والخضروات والتي لا تشبه أسواقنا بشيء ، كل شي هنا منظم مرتب ، نظيف ، لا جدال ولا نقاش في الأسعار كما وأنك تشتري من الصيدلية.
شد انتباهي أن أكثر الباعة من النساء، كانت أنظاري تدور في كل الاتجاهات فظهر للباعة أنني لست هنا بقصد التسوق، وبعد تجوال عينيّ شرقاً وغرباً، استقرت نظراتي على بائعة أنيقة، أراها تعمل بنشاط ولا تفارقها البسمة وهي تتعامل مع زبائنها، فقررت أن أشتري منها ما يلزمني من الفاكهة والخضروات، لمحتـني كيف أقترب منها فبادرتْ بتحية الصباح وسألتني
_ كيف صحتك اليوم سيدي
_ جيدة ، وأنتِ ؟ هل تعملين هنا منذ الصباح الباكر ؟؟
كان يكفيها تلك الكلمات التي تلفظتُ بها لتعرفَ أني غريب، فأنا أعرف لغة هذه البلاد لكنني لا أتقنها.
_ نعم أنا هنا منذ السادسة صباحاً، هل أنت ضيف هنا ؟ هل أستطيع مساعدتك في اختيار احتياجاتك ؟
_ وصلت هنا منذ عدة أيام ، لكنني لست ضيفاً، على ما يبدو سيطول بقائي هنا.
_ إذاً علي أن أعتني بك لتكون زبوني الدائم.
اشتريت منها ما أحتاجه بكميات قليلة جداً فظنّتْ أنني طالب في الجامعة أعيش وحدي
_ هل أنت في الجامعة أو ربما تدرس دراسات عليا؟
_ لا أنا أعمل هنا مندوباً تجارياً لإحدى الشركات
_ أتمنى لك إقامة طيبة ستعجبك هذه المدينة
_ إلى اللقاء
حملت مشترياتي وعدت وأنا أفكر كيف سأتناول فطوري وأتجه إلى مركز المدينة لأبدأ جولتي الأولى فيها.
عندما وصلت البيت فوجئت بأنها قد وضعت لي دون أن أنتبه ليمونتان لأنها رأتني كيف اشتريت خضروات للسلطة ، و تفاحة أيضاً.
في الأسبوع التالي، في صباح يوم خريفي مشمس، نسمات باردة تكافئنا على صبرنا على حر الصيف الشديد، توجهت إلى تلك السوق قاصداً بائعتي الرقيقة ، حاملاً معي قطعة حلوى لأرد لها الهدية، استقبلتني بفرحة واضحة
_ عدتَ إذاً ... ظننت أنني لن أراك ثانية
_ سآتي كل أسبوع ، في العطلة الأسبوعية فقط أستطيع أن أخرج نهاراً
_ كيف حالكَ ؟ هل أعجبتك مدينتي ؟؟
_ نعم ، بدأت أخرج مساءً وأتجول فيها
_ لوحدك ؟؟
_ نعم ، فأنا ليس لي أصدقاء هنا
_ لا تقل هذا ، أنا صديقتك ، ألا ترى كيف سعدتُ بقدومك ؟
_ نعم وجئت لأشكرك على هديتك ، ليمونتان وتفاحة
_ أنا أشكرك أنك عدت لتتسوق من عندي، ماذا تريد اليوم ؟
_ أحضرت لك هذه الحلوى ، أرجو أن تقبليها
_ شكراً هذا يعني أنك فكرت بي
_ أعجبني لطفك وسررت بهديتك
اشتريت احتياجاتي وأنا أفكر بصديقتي الجديدة وباهتمامها بي، أرها اليوم للمرة الثانية، لا زالت الابتسامة لا تفارق وجهها وهي تتعامل مع الزبائن، لكن ما سر هذه الابتسامة التي لا تفارقها ؟؟
بعد عدة أسابيع تكررت فيها زيارتي لهذه السوق ولقائي بها، أحسست برغبة في أن أراها خارج إطار عملها ونويت أن أنقل إليها رغبتي بلباقة، فذهبت إليها وأنا أرتب عباراتي لأشرح سبب اهتمامي بها ورغبتي في الخروج معها..... كانت مفاجأة كبيرة عندما وصلتُ إلى السوق ولم أجدها ووجدت مكانها فارغاً، أصبتُ بخيبة أمل حقيقية جعلتني أوقن أن اهتمامي بها كان قوياً.
في الأسبوع التالي كنت أسير إلى السوق وتفكيري يتشتت بين الأمل والرجاء من جهة والخيبة والحيرة من جهة أخرى، لكن الأمر حسم عندما رأيتها من بعيد فخففتُ خطواتي وحاولتُ تنظيم أنفاسي قبل أن تراني، اقتربت منها مبتسماً ومددت يدي وصافحتها بحرارة قائلاً:
_ افتقدك في الأسبوع الماضي
_ نعم ، كنت في رحلة قصيرة مع العائلة قبل أن يحل الشتاء ، هل فكّرت بي ؟؟ وهل ....
_ في الحقيقة كنت أريد أن أطلب منك أن نلتقي بعد عملك في مكان آخر، هل لديك مانع ؟؟
_ لا أبداً ، تقصد مساءً ؟ أنا لا أحب الخروج
_ لكن كيف ؟
أخذتْ ورقة صغيرة وبدأت تكتبْ
_ هذا اسمي ، هذا رقم هاتفي ، وهذا عنوان بيتنا.... بإمكانك أن تتصل بي وتزورني في البيت في أي وقت تشاء، عندها سيكون لدينا الوقت الكافي لنتعارف جيداً.
لأن الدهشة استنفذت كل تفكيري، ما استطعت إلا أن آخذ الورقة وأشكرها، دون أن أقول لها شيئاً أو أعدها بشيء.
لازال النهار في أوله، لا أدري لماذا وصلت البيت متعباً، كانت خطواتي متثاقلة وكأنني أحمل عبئاَ ثقيلاً، استلقيت على الأريكة أحاور هذا البليد، أسأله أين لباقتك ؟ وكيف لم تعطها رقم هاتفك ؟ حتى أنك لم تقل لها اسمك !!!
أمضيت كثيراً من الوقت في التفكير بما يجب علي أن أعمله في الأسبوع المقبل، نعم يجب أن أعطيها رقم هاتفي ، واسمي أيضاً ، ويجب أن أعتذر لها أنني لم أتصل بها خلال الأسبوع، وكيف لي أن أتصل بها لأزورها إذا كنت لا أعلم شيئاً عنها....
خلال هذا الأسبوع رفعت السماعة أكثر من مرة لأتصل بها، لكنني لم أجرؤ، كنت أعيد السماعة إلى مكانها وأتخيل أنني اتصلت بها وأنها ردت علي وقالت لي تفضل أنا جاهزة لاستقبالك، لا بل وأتخيل أنني اشتريت لها الورود ورحت لزيارتها، وكيف استقبلتني بترحاب شديد، وعانقتني عندما فتحت لي الباب لأنني أنا ذلك الفارس الذي وصل أخيراً.
حاولتُ أن أكون أكثر نشاطاً هذا الصباح وأنا أتوجه إليها، استجمعت قواي لأبدو متوازنا واثـقاً من نفسه، وبابتسامة المتفائل ألقيت عليها تحية الصباح فردَّتـْها بابتسامتها المعهودة، مع الاعتذار لقطع حديثنا فجوالها يرن وتريد الرد عليه، تتكلم وتـنظر في عينيّ....
_ أنتم قريبون من هنا ؟؟ حسناً لا تتأخروا ، هنا صديقي الأجنبي أريدكم أن تتعرفوا إليه
_ من سيأتي ؟
_ سيكونون هنا خلال دقائق ، ماذا تريد أن تشتري اليوم ؟ عندي بضاعة جيدة
بدأت أنتقي ما أرغب بشرائه وأنا أفكر برفيقاتها القادمات وكيف سأتعرف إليهن و كيف يجب أن أنتبه إلى العبارة التي ستقدمني بها.
لكن خاب ظني عندما ركض طفل باتجاهها يعانقها، إنه على ما يبدو ابن أخيها لأن هذا الرجل أيضاً اقترب منها وقبلها.
_ حدثتـُهما عنكَ ، كانا ينتظران زيارتك لنا في البيت ، هذا زوجي وهذا طفلي....
سلمت عليهما محاولا أن أقلدها ابتسامتها التي لم أتعلمها جيداً فبدت ابتسامتي صفراء باهتة.
علمتني امرأة أن أدرك أنني رجل شرقي وأنني سأظل رجلاً شرقياً ولن أتمكن من فهم ابتسامة حواء في وجهي ولطف تعاملها معي.
كما هي العادة عندما يأتي مغترب جديد، يحاول أن يؤلف حوله أبناء جلدته، عله يتمكن من تخطي عقبة ما.
سمير مغترب جديد يستمع بانتباه إلى قصة (أبو الخير) مغترب قديم، قصة سمعناها عشرات المرات، أكتبها لكم كما يرويها "أبو الخير" في كل مرة دون أن ينسى أدق التفاصيل فيقول:
طارت بي الأقدار إلى هذه البلاد، منذ أيام استلمت عملي الجديد ، وبدأت بعد ساعات الدوام أتجول في الحي، لأبدأ شيئاً فشيئاً اكتشاف هذه المدينة التي سأصفها فيما بعد أنها مدينة ساحرة، أعرف طبيعتي التي تحب إمضاء الكثير من الوقت في الاستكشاف وهذا ما كان يشدني لأن أكون خارج المنزل أكبر وقت ممكن ربما كنت أتمنى أن ألتقي صدفة بأحد أعرفه في مدينة لا يعرفني فيها أحد.
في عطلة نهاية الأسبوع كان عندي متسع أكبر من الوقت فخرجت منذ الصباح إلى أحد الأسواق لأرى ازدحام الناس في الأسواق الشعبية للفواكه والخضروات والتي لا تشبه أسواقنا بشيء ، كل شي هنا منظم مرتب ، نظيف ، لا جدال ولا نقاش في الأسعار كما وأنك تشتري من الصيدلية.
شد انتباهي أن أكثر الباعة من النساء، كانت أنظاري تدور في كل الاتجاهات فظهر للباعة أنني لست هنا بقصد التسوق، وبعد تجوال عينيّ شرقاً وغرباً، استقرت نظراتي على بائعة أنيقة، أراها تعمل بنشاط ولا تفارقها البسمة وهي تتعامل مع زبائنها، فقررت أن أشتري منها ما يلزمني من الفاكهة والخضروات، لمحتـني كيف أقترب منها فبادرتْ بتحية الصباح وسألتني
_ كيف صحتك اليوم سيدي
_ جيدة ، وأنتِ ؟ هل تعملين هنا منذ الصباح الباكر ؟؟
كان يكفيها تلك الكلمات التي تلفظتُ بها لتعرفَ أني غريب، فأنا أعرف لغة هذه البلاد لكنني لا أتقنها.
_ نعم أنا هنا منذ السادسة صباحاً، هل أنت ضيف هنا ؟ هل أستطيع مساعدتك في اختيار احتياجاتك ؟
_ وصلت هنا منذ عدة أيام ، لكنني لست ضيفاً، على ما يبدو سيطول بقائي هنا.
_ إذاً علي أن أعتني بك لتكون زبوني الدائم.
اشتريت منها ما أحتاجه بكميات قليلة جداً فظنّتْ أنني طالب في الجامعة أعيش وحدي
_ هل أنت في الجامعة أو ربما تدرس دراسات عليا؟
_ لا أنا أعمل هنا مندوباً تجارياً لإحدى الشركات
_ أتمنى لك إقامة طيبة ستعجبك هذه المدينة
_ إلى اللقاء
حملت مشترياتي وعدت وأنا أفكر كيف سأتناول فطوري وأتجه إلى مركز المدينة لأبدأ جولتي الأولى فيها.
عندما وصلت البيت فوجئت بأنها قد وضعت لي دون أن أنتبه ليمونتان لأنها رأتني كيف اشتريت خضروات للسلطة ، و تفاحة أيضاً.
في الأسبوع التالي، في صباح يوم خريفي مشمس، نسمات باردة تكافئنا على صبرنا على حر الصيف الشديد، توجهت إلى تلك السوق قاصداً بائعتي الرقيقة ، حاملاً معي قطعة حلوى لأرد لها الهدية، استقبلتني بفرحة واضحة
_ عدتَ إذاً ... ظننت أنني لن أراك ثانية
_ سآتي كل أسبوع ، في العطلة الأسبوعية فقط أستطيع أن أخرج نهاراً
_ كيف حالكَ ؟ هل أعجبتك مدينتي ؟؟
_ نعم ، بدأت أخرج مساءً وأتجول فيها
_ لوحدك ؟؟
_ نعم ، فأنا ليس لي أصدقاء هنا
_ لا تقل هذا ، أنا صديقتك ، ألا ترى كيف سعدتُ بقدومك ؟
_ نعم وجئت لأشكرك على هديتك ، ليمونتان وتفاحة
_ أنا أشكرك أنك عدت لتتسوق من عندي، ماذا تريد اليوم ؟
_ أحضرت لك هذه الحلوى ، أرجو أن تقبليها
_ شكراً هذا يعني أنك فكرت بي
_ أعجبني لطفك وسررت بهديتك
اشتريت احتياجاتي وأنا أفكر بصديقتي الجديدة وباهتمامها بي، أرها اليوم للمرة الثانية، لا زالت الابتسامة لا تفارق وجهها وهي تتعامل مع الزبائن، لكن ما سر هذه الابتسامة التي لا تفارقها ؟؟
بعد عدة أسابيع تكررت فيها زيارتي لهذه السوق ولقائي بها، أحسست برغبة في أن أراها خارج إطار عملها ونويت أن أنقل إليها رغبتي بلباقة، فذهبت إليها وأنا أرتب عباراتي لأشرح سبب اهتمامي بها ورغبتي في الخروج معها..... كانت مفاجأة كبيرة عندما وصلتُ إلى السوق ولم أجدها ووجدت مكانها فارغاً، أصبتُ بخيبة أمل حقيقية جعلتني أوقن أن اهتمامي بها كان قوياً.
في الأسبوع التالي كنت أسير إلى السوق وتفكيري يتشتت بين الأمل والرجاء من جهة والخيبة والحيرة من جهة أخرى، لكن الأمر حسم عندما رأيتها من بعيد فخففتُ خطواتي وحاولتُ تنظيم أنفاسي قبل أن تراني، اقتربت منها مبتسماً ومددت يدي وصافحتها بحرارة قائلاً:
_ افتقدك في الأسبوع الماضي
_ نعم ، كنت في رحلة قصيرة مع العائلة قبل أن يحل الشتاء ، هل فكّرت بي ؟؟ وهل ....
_ في الحقيقة كنت أريد أن أطلب منك أن نلتقي بعد عملك في مكان آخر، هل لديك مانع ؟؟
_ لا أبداً ، تقصد مساءً ؟ أنا لا أحب الخروج
_ لكن كيف ؟
أخذتْ ورقة صغيرة وبدأت تكتبْ
_ هذا اسمي ، هذا رقم هاتفي ، وهذا عنوان بيتنا.... بإمكانك أن تتصل بي وتزورني في البيت في أي وقت تشاء، عندها سيكون لدينا الوقت الكافي لنتعارف جيداً.
لأن الدهشة استنفذت كل تفكيري، ما استطعت إلا أن آخذ الورقة وأشكرها، دون أن أقول لها شيئاً أو أعدها بشيء.
لازال النهار في أوله، لا أدري لماذا وصلت البيت متعباً، كانت خطواتي متثاقلة وكأنني أحمل عبئاَ ثقيلاً، استلقيت على الأريكة أحاور هذا البليد، أسأله أين لباقتك ؟ وكيف لم تعطها رقم هاتفك ؟ حتى أنك لم تقل لها اسمك !!!
أمضيت كثيراً من الوقت في التفكير بما يجب علي أن أعمله في الأسبوع المقبل، نعم يجب أن أعطيها رقم هاتفي ، واسمي أيضاً ، ويجب أن أعتذر لها أنني لم أتصل بها خلال الأسبوع، وكيف لي أن أتصل بها لأزورها إذا كنت لا أعلم شيئاً عنها....
خلال هذا الأسبوع رفعت السماعة أكثر من مرة لأتصل بها، لكنني لم أجرؤ، كنت أعيد السماعة إلى مكانها وأتخيل أنني اتصلت بها وأنها ردت علي وقالت لي تفضل أنا جاهزة لاستقبالك، لا بل وأتخيل أنني اشتريت لها الورود ورحت لزيارتها، وكيف استقبلتني بترحاب شديد، وعانقتني عندما فتحت لي الباب لأنني أنا ذلك الفارس الذي وصل أخيراً.
حاولتُ أن أكون أكثر نشاطاً هذا الصباح وأنا أتوجه إليها، استجمعت قواي لأبدو متوازنا واثـقاً من نفسه، وبابتسامة المتفائل ألقيت عليها تحية الصباح فردَّتـْها بابتسامتها المعهودة، مع الاعتذار لقطع حديثنا فجوالها يرن وتريد الرد عليه، تتكلم وتـنظر في عينيّ....
_ أنتم قريبون من هنا ؟؟ حسناً لا تتأخروا ، هنا صديقي الأجنبي أريدكم أن تتعرفوا إليه
_ من سيأتي ؟
_ سيكونون هنا خلال دقائق ، ماذا تريد أن تشتري اليوم ؟ عندي بضاعة جيدة
بدأت أنتقي ما أرغب بشرائه وأنا أفكر برفيقاتها القادمات وكيف سأتعرف إليهن و كيف يجب أن أنتبه إلى العبارة التي ستقدمني بها.
لكن خاب ظني عندما ركض طفل باتجاهها يعانقها، إنه على ما يبدو ابن أخيها لأن هذا الرجل أيضاً اقترب منها وقبلها.
_ حدثتـُهما عنكَ ، كانا ينتظران زيارتك لنا في البيت ، هذا زوجي وهذا طفلي....
سلمت عليهما محاولا أن أقلدها ابتسامتها التي لم أتعلمها جيداً فبدت ابتسامتي صفراء باهتة.
علمتني امرأة أن أدرك أنني رجل شرقي وأنني سأظل رجلاً شرقياً ولن أتمكن من فهم ابتسامة حواء في وجهي ولطف تعاملها معي.