سارة
11-30-2010, 12:11 AM
بطالة الشباب بين واقع العجز العربي وإشكالية التمويل الغربي
تظهر الإحصاءات الدولية أن عدد العاطلين في العالم العربي بلغ 16 مليونا وأن هذا الرقم قد يقفز إلى 80 مليون عاطل بحلول عام 2020.
واكتسبت معالجة أزمة البطالة العربية أولوية خاصة بعد هجمات 11 من سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة. ثم جاءت تفجيرات السابع من يوليو/ تموز في لندن وتفجيرات شرم الشيخ بعدها بأسبوعين ليتجدد الجدل المثار حول الأسباب التي قد تدفع بالشباب العربي والمسلم إلى دائرة العنف والإرهاب.
وقد عقد قبل أيام مؤتمر في قاعة ويمبلي الشهيرة بلندن تحت شعار "معا نحو مستقبل أفضل" نظمته "مؤسسة رايت ستارت الدولية" التي يترأس مجلس أمنائها الداعية الإسلامي عمرو خالد، وبرعاية ومشاركة عدة جهات ومنظمات دولية، حكومية وغير حكومية، عربية ودولية، وكانت مشكلة بطالة الشباب العربي أحد أبرز محاوره الرئيسية.
الزمان والمكان
وفي إجابة عن سؤال لبي بي سي العربية عن مدلول عقد المؤتمر في هذا التوقيت بالتحديد قال خالد إن التخطيط للمؤتمر تم قبل أحداث السابع من يوليو في لندن بثلاثة أشهر تقريبا، لكن أهمية عقده زادت بعدها. وقال: "هدف المؤتمر أن نشارك في إيجاد حلول عملية لمشاكل الشباب والمرأة في الوطن العربي من خلال طرح مشروعات للشراكة مع الجهات الدولية، مع الغرب والجهات العربية والإسلامية."
لمحات مصورة من فعاليات المؤتمر
أما اختيار لندن مكانا لعقد المؤتمر فقد فسره عمرو خالد بأن لندن عاصمة عالمية تشبه معرضا كبيرا لعرض المنتجات، وأنه حرص على أن يصل صوت الشباب العربي إلى العالم بأسره. وقال: "إن هذا المؤتمر لو كان قد تم في أي عاصمة عربية ما كان له أن يأخذ هذا الحجم من الاهتمام ". وأضاف عمرو خالد أنه أراد أن يعلن في المؤتمر نتائج استقصاء عن الآراء في مشكلة البطالة شارك فيه مليون و400 ألف شاب عربي.
وقد أجمع المشاركون في المؤتمر على أن حل مشكلة البطالة يتجاوز طاقات الحكومات العربية وعلى أن حلها رهن بتضافر جهود الشعوب والحكومات والمنظمات العربية والدولية، وأن معالجة هذه المشكلة تقع في نطاق تتقاطع فيه وتتفق مصالح الدول العربية والغربية على حد سواء.
شراكة ومسؤولية
وفي هذا الصدد، يرى ديفيد بيل، رئيس تحرير صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، المعنية بشؤون الاقتصاد والأعمال، وأحد الضيوف الرئيسيين في المؤتمر، أن "مشكلة إيجاد الوظائف لكثير من الشباب تحت سن الخامسة والعشرين، الذين يشكلون نحو نصف سكان العالم، ربما كانت أكبر مشكلة تواجه العالم، لأن الكثير من هؤلاء الشباب يعيشون في أفقر بقاعه. لا أحد يمكنه إيجاد الوظائف لجميع هؤلاء ما لم نتكاتف جميعا من أجل تحقيق هذا الهدف".
ومن جهته قال بيتر جوردهام، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، في كلمته أمام المؤتمر إن الوزارة تبذل جهودا لمواجهة الحاجات الاجتماعية وهموم الشباب في جميع أرجاء العالم الإسلامي وبالأخص في الشرق الأوسط، وتركز من خلال هذه الجهود على توظيف وسائل التمويل المتاحة للمساعدة في بناء قدرات الشباب وذلك بالعمل مع الحكومات ومع المنظمات غير الحكومية في المنطقة.
وأشار جوردهام إلى أن الخارجية البريطانية أنشأت في عام 2003 "صندوق تمويل الفرص الدولية" الذي يتضمن قسما مهمته "التعامل مع العالم الإسلامي"، ويخصص لهذا الصندوق كل عام مبلغ 8.5 مليون جنيه إسترليني لاستخدامه في البرامج المختلفة.
الحكومات لا تكفي
لكن بيل أضاف أن تكوين الثروات وخلق الوظائف مسؤولية مشتركة بين القطاع الخاص والأفراد والحكومات، ويتعين أن تكون في صورة شراكة. وهو يتفق في ذلك مع ما قاله عمرو خالد: "نحن نعتقد أن هذا الأمر لن يحل إلا بشراكات دولية. بلداننا العربية غير قادرة على حل المشكلة."
أما فريدة العلاقي، مستشارة الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود الذي يرأس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، فترى من جهتها أن الشباب في العالم العربي أصبح يشكل أجندة العمل التي كانت مفقودة لدى الحكومات العربية. وقالت: "لابد أن نقر أن الحكومات العربية بدأت تعطي أولوية قصوى للشباب. ولا أعتقد أننا نريد أن نستجدي الغرب أو نقنعه لكي يمد لنا يد العون. علينا أن نبدأ بأنفسنا أولا. وأعتقد بشدة أنه لا يمكننا العمل بعيدا عن الحكومات."
وفي سؤال لبي بي سي العربية عن مدى مساهمة الحكومات العربية أجاب عمرو خالد بأن أكثر من جهة حكومية حضرت المؤتمر، وأن هناك نوعا من التجاوب من قبل الحكومات العربية. وقال: "هناك صفحة تقلب في العالم العربي. وقد جئنا لتحريك إيجابية الشباب في زمن تتحرك فيه الحرية في العالم العربي. وبالتالي لابد أن يحدث تعاون حكومي وإن كان حجمه محدودا فلابد أن يتسع مع الوقت."
التمويل الغربي
لكن بعض المشاركين أبدوا تحفظهم عند الحديث عن التمويل الغربي لمشروعات تنموية تهدف إلى مواجهة البطالة في العالم العربي.
وعن ذلك تقول فريدة العلاقي: "الجميع اليوم يطرح قضية تمويل المجتمع المدني ومنظمات الشباب من قبل جهات دولية بعضها بسبب إنساني، ولكن علينا أن ننتبه لأنه في حالات كثيرة الأمر ليس كذلك. إذ أن بعضها يريد أن يقتحم المنطقة العربية من مستويات ونوافذ وقنوات مختلفة مبطنة بأهداف سياسية. وكلما كانت هناك رقابة وشفافية وكلما كان هناك توضيح لمصادر التمويل والإعلان عنها كلما قل الخوف".
كما طرحت مسألة انتقاء سبل التعاون مع الغرب التي تحفظ للشباب العربي هويته وثقافته، وهو ما أشار إليه الداعية عمرو خالد قائلا: "ما يفيد شبابنا نتعاون فيه مع الآخر، ما نرفضه لن نتعاون فيه ولن يكون لنا إلا الأجندة المستقلة ولم نأت إلى هنا لنحمل أجندات أخرى. ولكن أجندتنا تقول إن الشباب العربي والشباب المسلم محتاج فمن يعيننا على هذا الأمر
تظهر الإحصاءات الدولية أن عدد العاطلين في العالم العربي بلغ 16 مليونا وأن هذا الرقم قد يقفز إلى 80 مليون عاطل بحلول عام 2020.
واكتسبت معالجة أزمة البطالة العربية أولوية خاصة بعد هجمات 11 من سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة. ثم جاءت تفجيرات السابع من يوليو/ تموز في لندن وتفجيرات شرم الشيخ بعدها بأسبوعين ليتجدد الجدل المثار حول الأسباب التي قد تدفع بالشباب العربي والمسلم إلى دائرة العنف والإرهاب.
وقد عقد قبل أيام مؤتمر في قاعة ويمبلي الشهيرة بلندن تحت شعار "معا نحو مستقبل أفضل" نظمته "مؤسسة رايت ستارت الدولية" التي يترأس مجلس أمنائها الداعية الإسلامي عمرو خالد، وبرعاية ومشاركة عدة جهات ومنظمات دولية، حكومية وغير حكومية، عربية ودولية، وكانت مشكلة بطالة الشباب العربي أحد أبرز محاوره الرئيسية.
الزمان والمكان
وفي إجابة عن سؤال لبي بي سي العربية عن مدلول عقد المؤتمر في هذا التوقيت بالتحديد قال خالد إن التخطيط للمؤتمر تم قبل أحداث السابع من يوليو في لندن بثلاثة أشهر تقريبا، لكن أهمية عقده زادت بعدها. وقال: "هدف المؤتمر أن نشارك في إيجاد حلول عملية لمشاكل الشباب والمرأة في الوطن العربي من خلال طرح مشروعات للشراكة مع الجهات الدولية، مع الغرب والجهات العربية والإسلامية."
لمحات مصورة من فعاليات المؤتمر
أما اختيار لندن مكانا لعقد المؤتمر فقد فسره عمرو خالد بأن لندن عاصمة عالمية تشبه معرضا كبيرا لعرض المنتجات، وأنه حرص على أن يصل صوت الشباب العربي إلى العالم بأسره. وقال: "إن هذا المؤتمر لو كان قد تم في أي عاصمة عربية ما كان له أن يأخذ هذا الحجم من الاهتمام ". وأضاف عمرو خالد أنه أراد أن يعلن في المؤتمر نتائج استقصاء عن الآراء في مشكلة البطالة شارك فيه مليون و400 ألف شاب عربي.
وقد أجمع المشاركون في المؤتمر على أن حل مشكلة البطالة يتجاوز طاقات الحكومات العربية وعلى أن حلها رهن بتضافر جهود الشعوب والحكومات والمنظمات العربية والدولية، وأن معالجة هذه المشكلة تقع في نطاق تتقاطع فيه وتتفق مصالح الدول العربية والغربية على حد سواء.
شراكة ومسؤولية
وفي هذا الصدد، يرى ديفيد بيل، رئيس تحرير صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، المعنية بشؤون الاقتصاد والأعمال، وأحد الضيوف الرئيسيين في المؤتمر، أن "مشكلة إيجاد الوظائف لكثير من الشباب تحت سن الخامسة والعشرين، الذين يشكلون نحو نصف سكان العالم، ربما كانت أكبر مشكلة تواجه العالم، لأن الكثير من هؤلاء الشباب يعيشون في أفقر بقاعه. لا أحد يمكنه إيجاد الوظائف لجميع هؤلاء ما لم نتكاتف جميعا من أجل تحقيق هذا الهدف".
ومن جهته قال بيتر جوردهام، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، في كلمته أمام المؤتمر إن الوزارة تبذل جهودا لمواجهة الحاجات الاجتماعية وهموم الشباب في جميع أرجاء العالم الإسلامي وبالأخص في الشرق الأوسط، وتركز من خلال هذه الجهود على توظيف وسائل التمويل المتاحة للمساعدة في بناء قدرات الشباب وذلك بالعمل مع الحكومات ومع المنظمات غير الحكومية في المنطقة.
وأشار جوردهام إلى أن الخارجية البريطانية أنشأت في عام 2003 "صندوق تمويل الفرص الدولية" الذي يتضمن قسما مهمته "التعامل مع العالم الإسلامي"، ويخصص لهذا الصندوق كل عام مبلغ 8.5 مليون جنيه إسترليني لاستخدامه في البرامج المختلفة.
الحكومات لا تكفي
لكن بيل أضاف أن تكوين الثروات وخلق الوظائف مسؤولية مشتركة بين القطاع الخاص والأفراد والحكومات، ويتعين أن تكون في صورة شراكة. وهو يتفق في ذلك مع ما قاله عمرو خالد: "نحن نعتقد أن هذا الأمر لن يحل إلا بشراكات دولية. بلداننا العربية غير قادرة على حل المشكلة."
أما فريدة العلاقي، مستشارة الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود الذي يرأس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، فترى من جهتها أن الشباب في العالم العربي أصبح يشكل أجندة العمل التي كانت مفقودة لدى الحكومات العربية. وقالت: "لابد أن نقر أن الحكومات العربية بدأت تعطي أولوية قصوى للشباب. ولا أعتقد أننا نريد أن نستجدي الغرب أو نقنعه لكي يمد لنا يد العون. علينا أن نبدأ بأنفسنا أولا. وأعتقد بشدة أنه لا يمكننا العمل بعيدا عن الحكومات."
وفي سؤال لبي بي سي العربية عن مدى مساهمة الحكومات العربية أجاب عمرو خالد بأن أكثر من جهة حكومية حضرت المؤتمر، وأن هناك نوعا من التجاوب من قبل الحكومات العربية. وقال: "هناك صفحة تقلب في العالم العربي. وقد جئنا لتحريك إيجابية الشباب في زمن تتحرك فيه الحرية في العالم العربي. وبالتالي لابد أن يحدث تعاون حكومي وإن كان حجمه محدودا فلابد أن يتسع مع الوقت."
التمويل الغربي
لكن بعض المشاركين أبدوا تحفظهم عند الحديث عن التمويل الغربي لمشروعات تنموية تهدف إلى مواجهة البطالة في العالم العربي.
وعن ذلك تقول فريدة العلاقي: "الجميع اليوم يطرح قضية تمويل المجتمع المدني ومنظمات الشباب من قبل جهات دولية بعضها بسبب إنساني، ولكن علينا أن ننتبه لأنه في حالات كثيرة الأمر ليس كذلك. إذ أن بعضها يريد أن يقتحم المنطقة العربية من مستويات ونوافذ وقنوات مختلفة مبطنة بأهداف سياسية. وكلما كانت هناك رقابة وشفافية وكلما كان هناك توضيح لمصادر التمويل والإعلان عنها كلما قل الخوف".
كما طرحت مسألة انتقاء سبل التعاون مع الغرب التي تحفظ للشباب العربي هويته وثقافته، وهو ما أشار إليه الداعية عمرو خالد قائلا: "ما يفيد شبابنا نتعاون فيه مع الآخر، ما نرفضه لن نتعاون فيه ولن يكون لنا إلا الأجندة المستقلة ولم نأت إلى هنا لنحمل أجندات أخرى. ولكن أجندتنا تقول إن الشباب العربي والشباب المسلم محتاج فمن يعيننا على هذا الأمر