الصقرالحنون
11-30-2010, 05:52 PM
ما اكثر القرارات التي يتخذها الانسان والتي تقوده اما إلى المصائب وتجعل طعم الحياة مراً او إلى السعادة وتكون حياته زاخرة بالاحلام الملونة وتتنوع هذه القرارات في حياتنا اليومية الا ان اخطر القرارات في حياة الكثير من الرجال تتجلى واضحة جلية في الزواج. حيث يخشى الرجال من اتخاذ هذا القرار فنجد منهم من يفكر ملياً ومطولاً قبل اتخاذ هذا القرار.
ومنهم من يعزف كلياً عن التفكير في هذا الموضوع واتخاذ هذا القرار الخطير باعتباره الجدار الفاصل بين الحرية والاستقلالية وبين العبودية والمسئوليات المتراكمة. ان عش الزوجية هو مأوى النفوس وملاذ الرجل والمرأة حينما يشعر اي منهما بالوحشة والعزلة او الملل والسآمة او شظف الحياة ونصبها وهو في الاسلام طهارة وحصانة فقد قال رسولنا الكريم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر واحصن للفرج». «دنيا الناس» التقت الجمهور وتعرفت معه على الاسباب التي من اجلها يخاف الكثير من الرجال من اخذ قرار الزواج.
ان قرار الزواج هو اصعب شيء على الشباب في هذا الزمن حيث انهم يستمتعون بحياة مستقلة خالية من المشاكل الزوجية والاوامر والارتباطات العديدة التي يتطلبها قيام أسرة ويرفضون الدخول في القفص الذهبي رغم ضغوطات الاهل والاسرة عليهم.. ويسعون جاهدين للخروج من هذا المأزق بشتى الطرق كأن يتخذون من استكمال دراستهم العليا والسفر خارج البلاد ذريعة او يدعون انهم مشغولون كلياً بحياتهم وليس لديهم المزيد من الوقت للتفرغ للزوجة والابناء خاصة.
وانهم في مرحلة بناء للنفس من الصفر وهكذا يتحجج الكثير من الشباب هروباً من فكرة الزواج التي تعتبر حقاً مخيفة لهم في كل الاوقات.. فالرجل في الوقت الحالي بحاجة ماسة للترويض مثله مثل الحصان حتى يقبل على موضوع الزواج بشكل جدي.
والسبب يرجع الى رغبتهم في الحفاظ على حياة مستقلة خالية من المسئولية بجانب ان المادة تلعب دورا كبيرا في ثني الشباب عن فكرة الزواج ومعهم حق في ذلك فالشخص غير القادر مادياً على فتح بيت لا يمكن ان يتخذ قرار الزواج بمنتهى السهولة، فالزواج بنظري مسئولية كبيرة ويترتب عليها الكثير من الامور التي لابد ان يعيها اي فرد يرغب بالارتباط الجدي والا لكانت المشاكل والديون هي نهاية هذا الزواج الذي لم يقم على دراسة جدية ولم يراع الجوانب المادية التي تمكن المرء من بناء عش الزوجية السعيد.
احداهن تقول أتصور ان الشخص اللعوب هو الذي يخاف من اتخاذ قرار الزواج فهو يصادق اكثر من فتاة في اليوم ويستمر في لهوه ببناء علاقات حميمة مع الجنس اللطيف ولا يستطيع مطلقا ان يحب فتاة واحدة مهما امتلكت من ميزات فريدة واخلاق رفيعة او رغم جمالها الخارق فهو اي اللعوب يخشى ان يأسر نفسه وقلبه ويتنازل عنهما لامرأة واحدة في هذه الحياة لذلك يستمر في تشكيل هذه العلاقات العاطفية دون اي تفكير بالارتباط بأي منها.
وهذا الشخص مريض نفسيا وبحاجة ماسة لطبيب نفسي يعالجه ويحاول تعديل مفاهيمه من آن لآخر حتى يسلك الدرب الصحيح الذي احله الاسلام ويبتعد تماما عن العالم المزيف الذي احاط نفسه به، الزواج شركة بين شخصين وعلى الرجل والمرأة ان يفكرا بهدوء وبصورة واعية في مدى استحقاق كلا الطرفين للآخر وان يضعا في اعتبارهما امكانية الاستمرار بسلام بعد الزواج اولا مراعين الا تقل فترة الخطوبة عن ثلاثة اشهر حتى يتمكنا من اتخاذ القرار اما بالزواج او الامتناع عنه.
كثيراً من الرجال يرفضون حتى التفكير في هذا الموضوع رغم انهم بلغوا الاربعين والخمسين من العمر... وهؤلاء ربما يكونون معقدين نفسيا وربما تكون البيئة المحيطة بهم هي التي دفعتهم للابتعاد عن هذا الموضوع فقد يكون هذا الشخص تعرض لحادثة أليمة جعلته يكره الزواج او انه ربما فشل في الحب وهجرته صديقته او ربما لم يجد الشخص الذي بإمكانه التعايش معه بأمن وسلام وغالبا ما يكون المعقدون هم الذين يصدون عن اتخاذ قرار الزواج واعتقد انهم ان لم يخضعوا لعلاج نفسي فإنهم سيستمرون في رفض فكرة بناء أسرة سعيدة.
التفكير المنطقي
احدهم يخشى الرجل بطبيعة الحال من المجهول والزواج شيء مجهول بالنسبة له لا يعرف خباياه الا بعد الزواج والوقوع في الشباك، وهناك الكثير من الرجال تزوجوا وندموا على هذه الحياة واعتقد انها الغلطة الوحيدة التي لا يمكن اصلاحها في الحياة، لذلك استفاد الكثير من الشباب من خبرات الاشقاء الكبار والاهل في الزواج وعرفوا الكثير عن خبايا هذا العالم الذي يمتليء بالمشاكل التي لا أول لهاولا آخر ويكون الرجل هو المغلوب على امره في هذه المعارك التي تشنها الزوجة عليه كلما وجدت منه تقصيرا او حتى لو احساسا منها بوجود امرأة اخرى غيرها في حياته ولهذه الاسباب يعزف الكثير من الشباب عن فكرة الزواج ويميلون لاختيار الحياة الحرة الخالية من أي نوع انواع الارتباط سواء في المواعيد او المناسبات الاجتماعية والتحليق مع «أسراب» الاصدقاء الذين يصبحون شيئا فشيئا جزءا لا يتجزأ من حياة هذا الانسان الرافض لمبدأ الزواج.
والزواج بالنسبة للشباب العاطفيين امر صعب للغاية ويكون هذا القرار بمثابة خطأ فادح اذا لم يدرسوه من جميع جوانبه وهم كثيرا ما يتساءلون: ماذا لو وقعنا في حب امرأة اخرى بعد فترة من الزواج لاي سبب كان؟؟ هل ستقبل الزوجة الاولى الضرة ام انها سترفض ذلك وتجبرهم على ترك الفتاة التي خفق لها القلب من جديد؟ كل هذه الامور قد تقع لذلك فاعتماد التفكير المنطقي هو السلاح الذي يمكن ان يحمي الشاب عند رغبته في الارتباط واتخاذ قرار خطير كهذا.. والحمد لله الكثيرون تنازلوا عن رغباتهم الذاتية وحرياتهم واصدقائهم واتخذوا قرار الزواج بشكل ايجابي ويحيون الان في سعادة.
معاناة في الصغر
احداهن تقول الخوف من الفشل عامة والانفصال تحديداً هو اكثر ما يخيف الرجل ويجعله يحجم عن قرار الزواج لمدة طويلة حتى يصل لعمر الخمسين والستين وهؤلاء الرجال الذين يفكرون بهذه الطريقة هم حقيقة عاصروا مرحلة صعبة خلال طفولتهم. فلقد يكون هؤلاء ابناء المطلقين او اليتامى ولم ينالوا الرعاية الكاملة والحب منذ نعومة اظفارهم لذلك يخشون من اتخاذ قرار الزواج وعندما يقتنعون بالفكرة نجدهم يتعبون كثيراً في اختيار شريكة حياتهم ويؤثرون التدني في اختيار الزوجة وغالبا ما نجدهم يدرسون تاريخ عائلة الزوجة وان كان بالفعل وقعت في عائلتهم حالات طلاق وما شابه هذه الامور ولو وجدوا بالفعل حالة طلاق واحدة يصرفون النظر فوراً عن موضوع الزواج وكلهم ثقة ان هذه المرأة نكدية بالضرورة.
امرأة متسلطة
الكثير من الشباب في الوقت الحالي درسوا في جامعات عريقة بالخارج واحتلوا مناصب قيادية في العمل وبنوا مراكز لانفسهم في المجتمع الذي يعيشون فيه وكذلك الحال مع الشابات ومع هذه المكانة المرموقة التي يحتلها الشباب يخاف العديد منهم ان يقعوا تحت سيطرة امرأة متسلطة خاصة لو كانت صاحبة شخصية قوية وحققت نجاحاً يضاهي النجاح الذي حققه الرجل وحينها يصبح الخضوع للرجل امراً مرفوضاً بالنسبة لهذه المرأة .
وتدريجيا نجد ان هذه المرأة تبدأ تمارس اسلوب القمع مع الزوج الذي يرغب في ابراز شخصيته كرجل شرقي محافظ على وزن الرجولة في مجتمعه ولهذا السبب يخشى الكثير من الرجال الخضوع لاي امرأة والبقاء في سرب الاصدقاء وزملاء العمل.
الدلالة والغيرة
يرغب الرجل دائما في الحفاظ على شبابه ويرفض ان يكبر في عين والده او والدته خاصة المدلل الذي يحظى بعناية فائقة في منزل ذويه ولهذا نجد ان الزواج بعيد كل البعد عن تفكير هذا الشاب مهما بلغ من العمر فهو ينال الحب والاحترام والتقدير وكل ما يرغب به من الاهل وأي شخص يرغب في مشاركته هذه الحياة حتما سكيون الرفض بالمرصاد له نظراً للغيرة الكبيرة التي ستسيطر عليه خاصة عندما يتحول حب اسرته لامرأة اخرى تشاركه هذه الحياة المنعمة من منطلق.. رغبته في الاحتفاظ بهذه المكانة لنفسه فقط باعتبار ان حب والديه هو ملكية فردية لا يحق لاي شخص مهما كانت صلته بعيدة او قريبة منه مشاركته فيه وإلا لكان الحقد والضغينة من نصيب المعتدي على حقه.
كما ان الرجل يخاف من ان يكون اباً لابناء لان هذا سيذكره بوضع والديه عندما كان هو صغيراً وكيف انهما تعبا وضحيا بالكثير لادخال السعادة في نفوسهم لذلك يخشي الرجل ان يكبر بسرعة ويضحي كما فعل والداه معه ومع اشقائه ويخاف ان من يسخر وقته كله في خدمة الزوجة والابناء الذين يكونون دائماً بحاجة له باعتبار انه الرجل والمعيل الاول والاخير للأسرة كما ان الكثير من الرجال ينالون رواتب كبيرة من الوظيفة التي يشغلونها واعتادوا على صرف هذه المبالغ الطائلة على انفسهم واحاطة انفسهم برغد العيش دون التفكير بأي شخص آخر يشاطرهم هذا الراتب وبالزواج حتما سيضحي الرجل بالجزء الاكبر من راتبه لصالح الزوجة والابناء ويتنازل عن الحياة المترفة التي كان يحياها في فترة العزوبية لذلك كله يتردد الرجل كثيراً في اتخاذ قرار الزواج.
الملل والخيانة
في حياة العزوبية يجدد الرجل نشاطه ويصادق آلاف البنات وعندما يشعر بالملل من احداهن يلغيها فوراً ويبدأ رحلة البحث عن فتاة أخرى جديدة تسليه وتجدد روتين حياته وتدخل الفرح والسرور إلى قلبه حتى يشعر معها هي الأخرى بالملل وهكذا تستمر حياته بالتنقل من واحدة إلى أخرى ومثل هؤلاء الرجال يصعب عليهم التفكير بالزواج خوفاً من ان يتسرب الملل إلى حياتهم الزوجية بعد انقضاء فترة على الزواج..
وبالطبع لن يمكنه في ظل الزواج من تغيير زوجته وأبنائه وبهذا نجده قد وقع في مأزق كبير ولن يعرف كيفية التصرف حينها وقد يتخبط فيتجه للخيانة أو البحث عن امرأة اخرى يرتبط بها لتزيل عنه رتابة الزواج لتصبح ضرة لزوجته أو قد ينحصر في دائرة الأصدقاء ويهمل بيته وزوجته ويتركها أسيرة للهم والغم.
اختيار
الحرية أهم كلمة في حياة الرجل وهو يرفض بشدة ان تسلب منه فهو قبل الزواج يكون كطائر حر يحلق أينما يريد دون اية مساءلة أو تدخل في شئونه الخاصة.. وبطبيعة الحال الزوجة كالساعة تربطه بالكثير من المواعيد والمسئوليات لذلك كله يرفض الرجل اتخاذ قرار يسلبه حريته ويستمر في تأجيل النظر في قضية الزواج لأجل غير مسمى.
والعازب حياته خاصة جداً ولديه مساحة كبيرة للخروج من البيت لساعات بل لأيام دون التفكير بأي فرد مرتبط به.. فيسافر ويستمتع بحياته دون أي كدر أو أية مكالمة هاتفية من امرأة تكدر صفو حريته التي ضحى بالكثير لينعم بها.. والزواج في النهاية اختيار وليس اجباراً.
الأعباء المادية
الأعباء المادية هي التي تدفع الكثير من الشباب للعزوف عن فكرة الزواج ففي الوقت الحالي نجد ان متطلبات الزواج كثيرة وتصل طلبات المرأة لأمور أبعد من الخيال وهذا ما دفع بعضهم للهروب من التفكير في هذا القرار الصعب باعتباره امراً خارقاً وتعجيزياً ويكلفه الكثير من الأموال ولو حاول الاستفادة من عروض البنك وتسهيلات الحصول على قروض مادية لوقع فريسة للديون طوال عمره..
كما ان الدلال الزائد هو الذي يدفع بعض الشباب لتأجيل النظر في هذا القرار ليس لسنة وثلاث بل لعشرين وثلاثين سنة وهنا نجد ان التربية أو بالأحرى دور الوالدين كبير في تشجيع شبابهم على الاقبال على هذه الخطوة وتكوين أسرة سعيدة
ومنهم من يعزف كلياً عن التفكير في هذا الموضوع واتخاذ هذا القرار الخطير باعتباره الجدار الفاصل بين الحرية والاستقلالية وبين العبودية والمسئوليات المتراكمة. ان عش الزوجية هو مأوى النفوس وملاذ الرجل والمرأة حينما يشعر اي منهما بالوحشة والعزلة او الملل والسآمة او شظف الحياة ونصبها وهو في الاسلام طهارة وحصانة فقد قال رسولنا الكريم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر واحصن للفرج». «دنيا الناس» التقت الجمهور وتعرفت معه على الاسباب التي من اجلها يخاف الكثير من الرجال من اخذ قرار الزواج.
ان قرار الزواج هو اصعب شيء على الشباب في هذا الزمن حيث انهم يستمتعون بحياة مستقلة خالية من المشاكل الزوجية والاوامر والارتباطات العديدة التي يتطلبها قيام أسرة ويرفضون الدخول في القفص الذهبي رغم ضغوطات الاهل والاسرة عليهم.. ويسعون جاهدين للخروج من هذا المأزق بشتى الطرق كأن يتخذون من استكمال دراستهم العليا والسفر خارج البلاد ذريعة او يدعون انهم مشغولون كلياً بحياتهم وليس لديهم المزيد من الوقت للتفرغ للزوجة والابناء خاصة.
وانهم في مرحلة بناء للنفس من الصفر وهكذا يتحجج الكثير من الشباب هروباً من فكرة الزواج التي تعتبر حقاً مخيفة لهم في كل الاوقات.. فالرجل في الوقت الحالي بحاجة ماسة للترويض مثله مثل الحصان حتى يقبل على موضوع الزواج بشكل جدي.
والسبب يرجع الى رغبتهم في الحفاظ على حياة مستقلة خالية من المسئولية بجانب ان المادة تلعب دورا كبيرا في ثني الشباب عن فكرة الزواج ومعهم حق في ذلك فالشخص غير القادر مادياً على فتح بيت لا يمكن ان يتخذ قرار الزواج بمنتهى السهولة، فالزواج بنظري مسئولية كبيرة ويترتب عليها الكثير من الامور التي لابد ان يعيها اي فرد يرغب بالارتباط الجدي والا لكانت المشاكل والديون هي نهاية هذا الزواج الذي لم يقم على دراسة جدية ولم يراع الجوانب المادية التي تمكن المرء من بناء عش الزوجية السعيد.
احداهن تقول أتصور ان الشخص اللعوب هو الذي يخاف من اتخاذ قرار الزواج فهو يصادق اكثر من فتاة في اليوم ويستمر في لهوه ببناء علاقات حميمة مع الجنس اللطيف ولا يستطيع مطلقا ان يحب فتاة واحدة مهما امتلكت من ميزات فريدة واخلاق رفيعة او رغم جمالها الخارق فهو اي اللعوب يخشى ان يأسر نفسه وقلبه ويتنازل عنهما لامرأة واحدة في هذه الحياة لذلك يستمر في تشكيل هذه العلاقات العاطفية دون اي تفكير بالارتباط بأي منها.
وهذا الشخص مريض نفسيا وبحاجة ماسة لطبيب نفسي يعالجه ويحاول تعديل مفاهيمه من آن لآخر حتى يسلك الدرب الصحيح الذي احله الاسلام ويبتعد تماما عن العالم المزيف الذي احاط نفسه به، الزواج شركة بين شخصين وعلى الرجل والمرأة ان يفكرا بهدوء وبصورة واعية في مدى استحقاق كلا الطرفين للآخر وان يضعا في اعتبارهما امكانية الاستمرار بسلام بعد الزواج اولا مراعين الا تقل فترة الخطوبة عن ثلاثة اشهر حتى يتمكنا من اتخاذ القرار اما بالزواج او الامتناع عنه.
كثيراً من الرجال يرفضون حتى التفكير في هذا الموضوع رغم انهم بلغوا الاربعين والخمسين من العمر... وهؤلاء ربما يكونون معقدين نفسيا وربما تكون البيئة المحيطة بهم هي التي دفعتهم للابتعاد عن هذا الموضوع فقد يكون هذا الشخص تعرض لحادثة أليمة جعلته يكره الزواج او انه ربما فشل في الحب وهجرته صديقته او ربما لم يجد الشخص الذي بإمكانه التعايش معه بأمن وسلام وغالبا ما يكون المعقدون هم الذين يصدون عن اتخاذ قرار الزواج واعتقد انهم ان لم يخضعوا لعلاج نفسي فإنهم سيستمرون في رفض فكرة بناء أسرة سعيدة.
التفكير المنطقي
احدهم يخشى الرجل بطبيعة الحال من المجهول والزواج شيء مجهول بالنسبة له لا يعرف خباياه الا بعد الزواج والوقوع في الشباك، وهناك الكثير من الرجال تزوجوا وندموا على هذه الحياة واعتقد انها الغلطة الوحيدة التي لا يمكن اصلاحها في الحياة، لذلك استفاد الكثير من الشباب من خبرات الاشقاء الكبار والاهل في الزواج وعرفوا الكثير عن خبايا هذا العالم الذي يمتليء بالمشاكل التي لا أول لهاولا آخر ويكون الرجل هو المغلوب على امره في هذه المعارك التي تشنها الزوجة عليه كلما وجدت منه تقصيرا او حتى لو احساسا منها بوجود امرأة اخرى غيرها في حياته ولهذه الاسباب يعزف الكثير من الشباب عن فكرة الزواج ويميلون لاختيار الحياة الحرة الخالية من أي نوع انواع الارتباط سواء في المواعيد او المناسبات الاجتماعية والتحليق مع «أسراب» الاصدقاء الذين يصبحون شيئا فشيئا جزءا لا يتجزأ من حياة هذا الانسان الرافض لمبدأ الزواج.
والزواج بالنسبة للشباب العاطفيين امر صعب للغاية ويكون هذا القرار بمثابة خطأ فادح اذا لم يدرسوه من جميع جوانبه وهم كثيرا ما يتساءلون: ماذا لو وقعنا في حب امرأة اخرى بعد فترة من الزواج لاي سبب كان؟؟ هل ستقبل الزوجة الاولى الضرة ام انها سترفض ذلك وتجبرهم على ترك الفتاة التي خفق لها القلب من جديد؟ كل هذه الامور قد تقع لذلك فاعتماد التفكير المنطقي هو السلاح الذي يمكن ان يحمي الشاب عند رغبته في الارتباط واتخاذ قرار خطير كهذا.. والحمد لله الكثيرون تنازلوا عن رغباتهم الذاتية وحرياتهم واصدقائهم واتخذوا قرار الزواج بشكل ايجابي ويحيون الان في سعادة.
معاناة في الصغر
احداهن تقول الخوف من الفشل عامة والانفصال تحديداً هو اكثر ما يخيف الرجل ويجعله يحجم عن قرار الزواج لمدة طويلة حتى يصل لعمر الخمسين والستين وهؤلاء الرجال الذين يفكرون بهذه الطريقة هم حقيقة عاصروا مرحلة صعبة خلال طفولتهم. فلقد يكون هؤلاء ابناء المطلقين او اليتامى ولم ينالوا الرعاية الكاملة والحب منذ نعومة اظفارهم لذلك يخشون من اتخاذ قرار الزواج وعندما يقتنعون بالفكرة نجدهم يتعبون كثيراً في اختيار شريكة حياتهم ويؤثرون التدني في اختيار الزوجة وغالبا ما نجدهم يدرسون تاريخ عائلة الزوجة وان كان بالفعل وقعت في عائلتهم حالات طلاق وما شابه هذه الامور ولو وجدوا بالفعل حالة طلاق واحدة يصرفون النظر فوراً عن موضوع الزواج وكلهم ثقة ان هذه المرأة نكدية بالضرورة.
امرأة متسلطة
الكثير من الشباب في الوقت الحالي درسوا في جامعات عريقة بالخارج واحتلوا مناصب قيادية في العمل وبنوا مراكز لانفسهم في المجتمع الذي يعيشون فيه وكذلك الحال مع الشابات ومع هذه المكانة المرموقة التي يحتلها الشباب يخاف العديد منهم ان يقعوا تحت سيطرة امرأة متسلطة خاصة لو كانت صاحبة شخصية قوية وحققت نجاحاً يضاهي النجاح الذي حققه الرجل وحينها يصبح الخضوع للرجل امراً مرفوضاً بالنسبة لهذه المرأة .
وتدريجيا نجد ان هذه المرأة تبدأ تمارس اسلوب القمع مع الزوج الذي يرغب في ابراز شخصيته كرجل شرقي محافظ على وزن الرجولة في مجتمعه ولهذا السبب يخشى الكثير من الرجال الخضوع لاي امرأة والبقاء في سرب الاصدقاء وزملاء العمل.
الدلالة والغيرة
يرغب الرجل دائما في الحفاظ على شبابه ويرفض ان يكبر في عين والده او والدته خاصة المدلل الذي يحظى بعناية فائقة في منزل ذويه ولهذا نجد ان الزواج بعيد كل البعد عن تفكير هذا الشاب مهما بلغ من العمر فهو ينال الحب والاحترام والتقدير وكل ما يرغب به من الاهل وأي شخص يرغب في مشاركته هذه الحياة حتما سكيون الرفض بالمرصاد له نظراً للغيرة الكبيرة التي ستسيطر عليه خاصة عندما يتحول حب اسرته لامرأة اخرى تشاركه هذه الحياة المنعمة من منطلق.. رغبته في الاحتفاظ بهذه المكانة لنفسه فقط باعتبار ان حب والديه هو ملكية فردية لا يحق لاي شخص مهما كانت صلته بعيدة او قريبة منه مشاركته فيه وإلا لكان الحقد والضغينة من نصيب المعتدي على حقه.
كما ان الرجل يخاف من ان يكون اباً لابناء لان هذا سيذكره بوضع والديه عندما كان هو صغيراً وكيف انهما تعبا وضحيا بالكثير لادخال السعادة في نفوسهم لذلك يخشي الرجل ان يكبر بسرعة ويضحي كما فعل والداه معه ومع اشقائه ويخاف ان من يسخر وقته كله في خدمة الزوجة والابناء الذين يكونون دائماً بحاجة له باعتبار انه الرجل والمعيل الاول والاخير للأسرة كما ان الكثير من الرجال ينالون رواتب كبيرة من الوظيفة التي يشغلونها واعتادوا على صرف هذه المبالغ الطائلة على انفسهم واحاطة انفسهم برغد العيش دون التفكير بأي شخص آخر يشاطرهم هذا الراتب وبالزواج حتما سيضحي الرجل بالجزء الاكبر من راتبه لصالح الزوجة والابناء ويتنازل عن الحياة المترفة التي كان يحياها في فترة العزوبية لذلك كله يتردد الرجل كثيراً في اتخاذ قرار الزواج.
الملل والخيانة
في حياة العزوبية يجدد الرجل نشاطه ويصادق آلاف البنات وعندما يشعر بالملل من احداهن يلغيها فوراً ويبدأ رحلة البحث عن فتاة أخرى جديدة تسليه وتجدد روتين حياته وتدخل الفرح والسرور إلى قلبه حتى يشعر معها هي الأخرى بالملل وهكذا تستمر حياته بالتنقل من واحدة إلى أخرى ومثل هؤلاء الرجال يصعب عليهم التفكير بالزواج خوفاً من ان يتسرب الملل إلى حياتهم الزوجية بعد انقضاء فترة على الزواج..
وبالطبع لن يمكنه في ظل الزواج من تغيير زوجته وأبنائه وبهذا نجده قد وقع في مأزق كبير ولن يعرف كيفية التصرف حينها وقد يتخبط فيتجه للخيانة أو البحث عن امرأة اخرى يرتبط بها لتزيل عنه رتابة الزواج لتصبح ضرة لزوجته أو قد ينحصر في دائرة الأصدقاء ويهمل بيته وزوجته ويتركها أسيرة للهم والغم.
اختيار
الحرية أهم كلمة في حياة الرجل وهو يرفض بشدة ان تسلب منه فهو قبل الزواج يكون كطائر حر يحلق أينما يريد دون اية مساءلة أو تدخل في شئونه الخاصة.. وبطبيعة الحال الزوجة كالساعة تربطه بالكثير من المواعيد والمسئوليات لذلك كله يرفض الرجل اتخاذ قرار يسلبه حريته ويستمر في تأجيل النظر في قضية الزواج لأجل غير مسمى.
والعازب حياته خاصة جداً ولديه مساحة كبيرة للخروج من البيت لساعات بل لأيام دون التفكير بأي فرد مرتبط به.. فيسافر ويستمتع بحياته دون أي كدر أو أية مكالمة هاتفية من امرأة تكدر صفو حريته التي ضحى بالكثير لينعم بها.. والزواج في النهاية اختيار وليس اجباراً.
الأعباء المادية
الأعباء المادية هي التي تدفع الكثير من الشباب للعزوف عن فكرة الزواج ففي الوقت الحالي نجد ان متطلبات الزواج كثيرة وتصل طلبات المرأة لأمور أبعد من الخيال وهذا ما دفع بعضهم للهروب من التفكير في هذا القرار الصعب باعتباره امراً خارقاً وتعجيزياً ويكلفه الكثير من الأموال ولو حاول الاستفادة من عروض البنك وتسهيلات الحصول على قروض مادية لوقع فريسة للديون طوال عمره..
كما ان الدلال الزائد هو الذي يدفع بعض الشباب لتأجيل النظر في هذا القرار ليس لسنة وثلاث بل لعشرين وثلاثين سنة وهنا نجد ان التربية أو بالأحرى دور الوالدين كبير في تشجيع شبابهم على الاقبال على هذه الخطوة وتكوين أسرة سعيدة