Naji Darwish
12-11-2010, 12:24 PM
قَطـرةُ قَطْـرٍ قَطَـرية
ناجي درويش ـ كاتب سوري
وجوه عربية خارجة للتو من رحم الفجر .. لتُعلن للشمس ولاءها ..
بشاراتٌ بصبح جديد .. بعمرٍ جديد ..
في عروقهم يجري وجع مقدّس .. حبٌّ مقدس .. بوح مكتظ بأبجدية جسد ..
قرؤوا وجه الزمان ..
اتفقوا أن يكونوا المطر لا انتظاره .. أن يكونوا الماء لا عطشه ..
عزفوا قصة البلد .. رقصوا كل الحكايات ..
خلقوا للعرس فرحاً ومنّاً وسلوى .. وعزّاً للبلد .. وعزّاً للعريس ..
ماذا يمكن أن يحمل هؤلاء لأرض يعشقونها ؟..
نثروا طقوسهم فوق أرواحنا .. طرقوا عتبة الدهر وصنعوا بوابة المصير ..
جمعوا خدود تفاح الشام وعناقيد عنب اليمن وألوان تمور الجزيرة وسُمرة وادي النيل وعطور المغرب العربي وقطرات دم دجلة والفرات وأوجاع الجراح الفلسطينية ..
صهروها .. عتّقوها .. خمّروها .. وأخرجوها حبات لؤلؤ قطرية سيشدّ لمعانها عيون العالم المدهوشة لدزينة سنوات قادمة ..
وتحول الفرح إلى صلاة وهبت الحلم حرية نادرة داعبت حواسنا الخمس ولو تحدثنا عن السادسة ـ وأعتقدها حاسة العمل ـ فكيف سيكون الحال ؟..
وصرخ العنّاب القطري منادياً الأمل العربي :
هل غدا الفرح ترفاً .. وهل غدا الحلم رفاهية ؟..
وما هذا العقوق الذي نقدمه للا حدود تاريخنا ولا حدود إمكاناتنا ؟..
ومنذ متى ؟.. نعايش مرض الموت الشائع في إنسانية الأشياء .. وتاريخنا الطاعن في السن يُنشب كل يوم أظافره محاولاً أن يدلنا على أماكن جروحنا ..
منذ متى ؟.. نُعطي كل شيء حقه مرغمين .. ونبتعد مرغمين عن حقنا ولو بحلم وكلمة !..
منذ متى ؟.. نجلس كسالى .. ونترك عطرنا يُفتش وحده عن هوية .. ونترك قطارنا دائباً وراء محطة فرح ..
منذ متى ؟.. نترك نهاراتنا هاربة من ليالٍ تائهة في ظلامها .. ونترك أنهار إبداعنا مهاجرة إلى ضفاف صاخبة تعجّ بالحياة ..
وإلى متى ؟.. سيغلبنا النوم قبل ختام الحكاية .. قبل أن يقع السحر الأسود على الأميرة .. قبل أن تفك الجنية ضفائرها الطويلة .. قبل أن حين تدخل ليلى الغابة .. قبل أن يُرمى يوسف في البئر .. وحتى قبل أن يدرك شهريار الصباح ..
تعالوا معاً لنكمل الحكاية ..
ففي البدء كان العمل .. وفي البدء كان الأمل .. وفي البدء كان الحلم .. ومن الأغلى من الحلم سوى عرق منجزيه ؟..
الحلم هو محاكمة للحياة والأمر بخطها على ورق من عمل .. والمبدعون هم من يرسمون الحلم واقعاً وحقيقة ..
تعالوا معاً .. لننجز الحلم ..
سيسأل بعض ( السائلين ) :
هل يستحق هذا الحدث كل هذا الحديث ؟.. وكم من المليارات ستُنفق قطر على كرةٍ ستجري بين أقدام لاعبين مُترفين ؟..
ونحن أيضاً سنسأل أو سنجيب :
كم مليار مرة ستُردد ألسنة العالم ( مُحبة أو حاسدة أو كارهة ) اسم قطَر العرب على مدى أكثر من دزينة من السنوات القادمة ؟..
وسنضيف ( خبراً عاجلاً ) ورد في أول صباحات عمل الأسواق المالية العالمية بعد الفوز القطري :
البورصة القطرية افتتحت على ارتفاع صاروخي بأكثر من 7% في أول تداول بعد فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022
أتساءل ..
ماذا لو انتقلت ديكتاتورية إمبراطورية مجلس الأمن إلى ديمقراطية جمهورية الفيفا ؟..
ناجي درويش ـ كاتب سوري
وجوه عربية خارجة للتو من رحم الفجر .. لتُعلن للشمس ولاءها ..
بشاراتٌ بصبح جديد .. بعمرٍ جديد ..
في عروقهم يجري وجع مقدّس .. حبٌّ مقدس .. بوح مكتظ بأبجدية جسد ..
قرؤوا وجه الزمان ..
اتفقوا أن يكونوا المطر لا انتظاره .. أن يكونوا الماء لا عطشه ..
عزفوا قصة البلد .. رقصوا كل الحكايات ..
خلقوا للعرس فرحاً ومنّاً وسلوى .. وعزّاً للبلد .. وعزّاً للعريس ..
ماذا يمكن أن يحمل هؤلاء لأرض يعشقونها ؟..
نثروا طقوسهم فوق أرواحنا .. طرقوا عتبة الدهر وصنعوا بوابة المصير ..
جمعوا خدود تفاح الشام وعناقيد عنب اليمن وألوان تمور الجزيرة وسُمرة وادي النيل وعطور المغرب العربي وقطرات دم دجلة والفرات وأوجاع الجراح الفلسطينية ..
صهروها .. عتّقوها .. خمّروها .. وأخرجوها حبات لؤلؤ قطرية سيشدّ لمعانها عيون العالم المدهوشة لدزينة سنوات قادمة ..
وتحول الفرح إلى صلاة وهبت الحلم حرية نادرة داعبت حواسنا الخمس ولو تحدثنا عن السادسة ـ وأعتقدها حاسة العمل ـ فكيف سيكون الحال ؟..
وصرخ العنّاب القطري منادياً الأمل العربي :
هل غدا الفرح ترفاً .. وهل غدا الحلم رفاهية ؟..
وما هذا العقوق الذي نقدمه للا حدود تاريخنا ولا حدود إمكاناتنا ؟..
ومنذ متى ؟.. نعايش مرض الموت الشائع في إنسانية الأشياء .. وتاريخنا الطاعن في السن يُنشب كل يوم أظافره محاولاً أن يدلنا على أماكن جروحنا ..
منذ متى ؟.. نُعطي كل شيء حقه مرغمين .. ونبتعد مرغمين عن حقنا ولو بحلم وكلمة !..
منذ متى ؟.. نجلس كسالى .. ونترك عطرنا يُفتش وحده عن هوية .. ونترك قطارنا دائباً وراء محطة فرح ..
منذ متى ؟.. نترك نهاراتنا هاربة من ليالٍ تائهة في ظلامها .. ونترك أنهار إبداعنا مهاجرة إلى ضفاف صاخبة تعجّ بالحياة ..
وإلى متى ؟.. سيغلبنا النوم قبل ختام الحكاية .. قبل أن يقع السحر الأسود على الأميرة .. قبل أن تفك الجنية ضفائرها الطويلة .. قبل أن حين تدخل ليلى الغابة .. قبل أن يُرمى يوسف في البئر .. وحتى قبل أن يدرك شهريار الصباح ..
تعالوا معاً لنكمل الحكاية ..
ففي البدء كان العمل .. وفي البدء كان الأمل .. وفي البدء كان الحلم .. ومن الأغلى من الحلم سوى عرق منجزيه ؟..
الحلم هو محاكمة للحياة والأمر بخطها على ورق من عمل .. والمبدعون هم من يرسمون الحلم واقعاً وحقيقة ..
تعالوا معاً .. لننجز الحلم ..
سيسأل بعض ( السائلين ) :
هل يستحق هذا الحدث كل هذا الحديث ؟.. وكم من المليارات ستُنفق قطر على كرةٍ ستجري بين أقدام لاعبين مُترفين ؟..
ونحن أيضاً سنسأل أو سنجيب :
كم مليار مرة ستُردد ألسنة العالم ( مُحبة أو حاسدة أو كارهة ) اسم قطَر العرب على مدى أكثر من دزينة من السنوات القادمة ؟..
وسنضيف ( خبراً عاجلاً ) ورد في أول صباحات عمل الأسواق المالية العالمية بعد الفوز القطري :
البورصة القطرية افتتحت على ارتفاع صاروخي بأكثر من 7% في أول تداول بعد فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022
أتساءل ..
ماذا لو انتقلت ديكتاتورية إمبراطورية مجلس الأمن إلى ديمقراطية جمهورية الفيفا ؟..