ريماس
01-09-2011, 03:38 PM
http://mgtrben.net/viewimages/56497eb7fb.gif (http://mgtrben.net/download/56497eb7fb.html)
بسبب عاهته التي ولد بها وجعلته يوصف بالأعرج أو من الانعزال عن الآخرين منذ طفولته وتمضية أغلب أوقاته وحيداً على ضفاف النهر الذي يمر قرب قريته الصغيرة , ومع الأيام وبسبب ملازمته للنهر تعلم بالممارسة كيف يستخرج أفاعي الماء من جحورها بعد أن علم بالممارسة أيضاً أنها غير سامة مهما كان طولها وحجمها , وصار يتباهى بعودته إلى قريته بين الفينة والأخرى حاملاً أفعى كبيرة اصطادها محاولاً بذلك التعويض عن شعوره بالنقص , ولكن أفاعيه التي كان يحضرها جعلت حتى أقرانه في القرية ينفرون منه , وهو ما زاد من عزلته وملازمته للنهر وأفاعيه , ومع الأيام استطاع تدريب عدة أفاع صار يحملها معه في كيس بحيث إذا أطلق أصواتاً معينة في مكان ما تعود إليه . وكانت نيته أن يعمل حاوياً في الساحات ليكسب رزقه من هذه المهنة الهامشية .
شهرة مغايرة
أثناء سيره حاملاً كيسه باتجاه المدينة جاءته فكرة خبيثة عندما مر بجوار قرية طينية صغيرة , فقد اقترب من البيوت وأطلق أفاعيه من كيسها , وبسرعة تغلغلت الأفاعي بين البيوت واختبأت بين أسقف القش , بعدها اتجه إلى مضافة القرية وأعلن أنه درويش وقد عرف أن هناك أفاع قاتلة متغلغلة في بيوت القرية ولا أحد غيره يستطيع إخراجها .
لم يصدقه الرجال في البداية , لكنهم من باب المزاح والفضول رافقوه بين بيوت القرية حيث تظاهر بقراءة طلاسم بعدها أطلق صيحاته التي درب الأفاعي عليها , ووسط دهشة الرجال وخوفهم بدأت الأفاعي تخرج من مخابئها وتتجه إليه ملتفة حول يده , وأعادها تباعاً إلى الكيس الذي يحمله , والحصيلة كانت مبلغاً لم يحلم به أعطوه إياه الرجال شاكرين له قدرته على إخراج الأفاعي من بيوتهم , وفي اليوم التالي كانت القرى المجاورة تتداول بكثير من المبالغات والزيادات قدرات الدرويش (ف) على اكتشاف الأفاعي وإخراجها وجعلها تتجه إليه صاغرة , وخلال أيام عمت شهرته في القرى وصار أهلها يقصدونه بكثير من الهيبة راجين إياه الكشف على بيوتهم وإخراج الأفاعي منها إذا كانت موجودة .
وكبر الدجل
صار (ف) يضرب المواعيد للقرى الصغيرة المتناثرة ويتقصد أن يأتي مساء حيث لا يمكن أن يراه أحد وهو يفرغ كيسه من الأفاعي لتتغلغل بين البيوت , ثم يتجول مع الأهالي متظاهراً بقراءة طقوس سحرية ثم يطلق الأصوات التي درب عليها أفاعيه لتخرج من أماكنها وتتجه إليه .
نفس الأفاعي المدربة كان يطلقها ثم يعيد جمعها في القرية , وكلها رغم ضخامتها من النوع غير السام , وفي كل قرية يعيد فيها الخدعة يتقاضى الأجر , وخلال شهور جمع مبالغ كبيرة وصار مثار أحاديث جميع القرى ومبالغاتهم , ونسي الجميع لقبه القديم ( الأعرج ) وصاروا ينادونه بالدرويش (ف) .
مدير الناحية الجديد
عندما استلم الضابط المتخرج حديثاً عمله في الناحية كمدير لها كان أول ما وصل إلى مسامعه تلك الحكايات المبالغ فيها عن قدرات الدرويش (ف) في اكتشاف البيوت المسكونة بالأفاعي واستخراجها فتساءل عن السر الذي جعل كل قرية من قرى الناحية ترتع فيها الأفاعي بحيث أن الدرويش (ف) يخرج من كل قرية عدة أفاع , وتساؤل مدير الناحية مرده أنه بالأصل من قرية جبلية كانت تكثر فيها الأفاعي سابقاً , ولكن أعدادها قلت بسبب عمليات الفلاحة والحراثة والزراعة , كما أن مدير الناحية خلال عيشه في قريته كان مع أقرانه يمسكون بالأفاعي السامة وما تزال له مهاراته في هذا الأمر , وبدون تردد أرسل دورية شرطة أحضرت (ف) من قرية كان يمارس فيها مهاراته وأحضره إلى مركز الناحية مع كيس الأفاعي الذي يحمله .
بنظرة سريعة على الأفاعي أدرك مدير الناحية أنها من النوع المائي غير السام , وأنها أفاع لا تعيش في البراري أو البيوت , بل مكانها الطبيعي هو الأنهار , في حين صمم (ف) أمام أهل القرية الذين احتشدوا متعاطفين معه على أنها أفاع سامة أخرجها من القرية الفلانية التي أحضره رجال شرطة منها .
لم يشأ مدير الناحية إحداث صدام من أي نوع مع الرجال والأهالي المجتمعين أمام الناحية والمتعاطفين مع (ف) وعندهم قناعة كاملة بقدراته , فقرر كشفه بطريقة ذكية أمامهم فأخرجه بعد أن تحرز على الكيس الذي به الأفاعي وأمام الرجال قال بلهجة هادئة :
-لم أحضر الدرويش (ف) إلا ضيفاً مكرماً .. وليخرج لي حنشاً كبيراً موجوداً في القبو تحت مبنى الناحية .. البارحة نزلت لأحضر بعض المستندات من القبو ففوجئت بوجود الحنش .. طوله حوالي خمسة أمتار , فخرجت مسرعاً من القبو ولم أجد إلا إحضار الدرويش (ف) ليخرجه .. إنه من النوع القاتل .. لدغته تقتل جملاً .. وإذا التف حول إنسان يعصره ويخنقه ..
وبعد أن بالغ مدير الناحية في وصف ضخامة الحنش المزعوم أوعز لشرطي بأن يفتح باب القبو وإدخال (ف) إليه وإغلاق الباب , وما أن فعل الشرطي ذلك حتى بدأ (ف) يصرخ متوسلاً إخراجه فأخرجه مدير الناحية بعد دقائق والرعب يتملكه وسط ذهول الرجال المتحلقين .
لماذا لم تخرج الحنش ؟! سأعيدك للقبو وأغلق عليك الباب معه مرة أخرى ولن أخرجك إلا عندما تعلمنا أنك سيطرت على الحنش .
وقبل أن يتظاهر الشرطي بإعادته للقبو مرة أخرى انهار (ف) مرعوباً أمام الجميع واعترف بالدجل الذي كان يمارسه بأفاعيه المائية غير السامة , وبناء على اعترافاته تمت كتابة ضبط بتهمة الدجل والخداع , وأعيدت الأفاعي التي كانت مع (ف) إلى مكانها الطبيعي في النهر القريب , وأحيل (ف) إلى القضاء .
بسبب عاهته التي ولد بها وجعلته يوصف بالأعرج أو من الانعزال عن الآخرين منذ طفولته وتمضية أغلب أوقاته وحيداً على ضفاف النهر الذي يمر قرب قريته الصغيرة , ومع الأيام وبسبب ملازمته للنهر تعلم بالممارسة كيف يستخرج أفاعي الماء من جحورها بعد أن علم بالممارسة أيضاً أنها غير سامة مهما كان طولها وحجمها , وصار يتباهى بعودته إلى قريته بين الفينة والأخرى حاملاً أفعى كبيرة اصطادها محاولاً بذلك التعويض عن شعوره بالنقص , ولكن أفاعيه التي كان يحضرها جعلت حتى أقرانه في القرية ينفرون منه , وهو ما زاد من عزلته وملازمته للنهر وأفاعيه , ومع الأيام استطاع تدريب عدة أفاع صار يحملها معه في كيس بحيث إذا أطلق أصواتاً معينة في مكان ما تعود إليه . وكانت نيته أن يعمل حاوياً في الساحات ليكسب رزقه من هذه المهنة الهامشية .
شهرة مغايرة
أثناء سيره حاملاً كيسه باتجاه المدينة جاءته فكرة خبيثة عندما مر بجوار قرية طينية صغيرة , فقد اقترب من البيوت وأطلق أفاعيه من كيسها , وبسرعة تغلغلت الأفاعي بين البيوت واختبأت بين أسقف القش , بعدها اتجه إلى مضافة القرية وأعلن أنه درويش وقد عرف أن هناك أفاع قاتلة متغلغلة في بيوت القرية ولا أحد غيره يستطيع إخراجها .
لم يصدقه الرجال في البداية , لكنهم من باب المزاح والفضول رافقوه بين بيوت القرية حيث تظاهر بقراءة طلاسم بعدها أطلق صيحاته التي درب الأفاعي عليها , ووسط دهشة الرجال وخوفهم بدأت الأفاعي تخرج من مخابئها وتتجه إليه ملتفة حول يده , وأعادها تباعاً إلى الكيس الذي يحمله , والحصيلة كانت مبلغاً لم يحلم به أعطوه إياه الرجال شاكرين له قدرته على إخراج الأفاعي من بيوتهم , وفي اليوم التالي كانت القرى المجاورة تتداول بكثير من المبالغات والزيادات قدرات الدرويش (ف) على اكتشاف الأفاعي وإخراجها وجعلها تتجه إليه صاغرة , وخلال أيام عمت شهرته في القرى وصار أهلها يقصدونه بكثير من الهيبة راجين إياه الكشف على بيوتهم وإخراج الأفاعي منها إذا كانت موجودة .
وكبر الدجل
صار (ف) يضرب المواعيد للقرى الصغيرة المتناثرة ويتقصد أن يأتي مساء حيث لا يمكن أن يراه أحد وهو يفرغ كيسه من الأفاعي لتتغلغل بين البيوت , ثم يتجول مع الأهالي متظاهراً بقراءة طقوس سحرية ثم يطلق الأصوات التي درب عليها أفاعيه لتخرج من أماكنها وتتجه إليه .
نفس الأفاعي المدربة كان يطلقها ثم يعيد جمعها في القرية , وكلها رغم ضخامتها من النوع غير السام , وفي كل قرية يعيد فيها الخدعة يتقاضى الأجر , وخلال شهور جمع مبالغ كبيرة وصار مثار أحاديث جميع القرى ومبالغاتهم , ونسي الجميع لقبه القديم ( الأعرج ) وصاروا ينادونه بالدرويش (ف) .
مدير الناحية الجديد
عندما استلم الضابط المتخرج حديثاً عمله في الناحية كمدير لها كان أول ما وصل إلى مسامعه تلك الحكايات المبالغ فيها عن قدرات الدرويش (ف) في اكتشاف البيوت المسكونة بالأفاعي واستخراجها فتساءل عن السر الذي جعل كل قرية من قرى الناحية ترتع فيها الأفاعي بحيث أن الدرويش (ف) يخرج من كل قرية عدة أفاع , وتساؤل مدير الناحية مرده أنه بالأصل من قرية جبلية كانت تكثر فيها الأفاعي سابقاً , ولكن أعدادها قلت بسبب عمليات الفلاحة والحراثة والزراعة , كما أن مدير الناحية خلال عيشه في قريته كان مع أقرانه يمسكون بالأفاعي السامة وما تزال له مهاراته في هذا الأمر , وبدون تردد أرسل دورية شرطة أحضرت (ف) من قرية كان يمارس فيها مهاراته وأحضره إلى مركز الناحية مع كيس الأفاعي الذي يحمله .
بنظرة سريعة على الأفاعي أدرك مدير الناحية أنها من النوع المائي غير السام , وأنها أفاع لا تعيش في البراري أو البيوت , بل مكانها الطبيعي هو الأنهار , في حين صمم (ف) أمام أهل القرية الذين احتشدوا متعاطفين معه على أنها أفاع سامة أخرجها من القرية الفلانية التي أحضره رجال شرطة منها .
لم يشأ مدير الناحية إحداث صدام من أي نوع مع الرجال والأهالي المجتمعين أمام الناحية والمتعاطفين مع (ف) وعندهم قناعة كاملة بقدراته , فقرر كشفه بطريقة ذكية أمامهم فأخرجه بعد أن تحرز على الكيس الذي به الأفاعي وأمام الرجال قال بلهجة هادئة :
-لم أحضر الدرويش (ف) إلا ضيفاً مكرماً .. وليخرج لي حنشاً كبيراً موجوداً في القبو تحت مبنى الناحية .. البارحة نزلت لأحضر بعض المستندات من القبو ففوجئت بوجود الحنش .. طوله حوالي خمسة أمتار , فخرجت مسرعاً من القبو ولم أجد إلا إحضار الدرويش (ف) ليخرجه .. إنه من النوع القاتل .. لدغته تقتل جملاً .. وإذا التف حول إنسان يعصره ويخنقه ..
وبعد أن بالغ مدير الناحية في وصف ضخامة الحنش المزعوم أوعز لشرطي بأن يفتح باب القبو وإدخال (ف) إليه وإغلاق الباب , وما أن فعل الشرطي ذلك حتى بدأ (ف) يصرخ متوسلاً إخراجه فأخرجه مدير الناحية بعد دقائق والرعب يتملكه وسط ذهول الرجال المتحلقين .
لماذا لم تخرج الحنش ؟! سأعيدك للقبو وأغلق عليك الباب معه مرة أخرى ولن أخرجك إلا عندما تعلمنا أنك سيطرت على الحنش .
وقبل أن يتظاهر الشرطي بإعادته للقبو مرة أخرى انهار (ف) مرعوباً أمام الجميع واعترف بالدجل الذي كان يمارسه بأفاعيه المائية غير السامة , وبناء على اعترافاته تمت كتابة ضبط بتهمة الدجل والخداع , وأعيدت الأفاعي التي كانت مع (ف) إلى مكانها الطبيعي في النهر القريب , وأحيل (ف) إلى القضاء .