ريماس
01-12-2011, 03:03 PM
http://mgtrben.net/viewimages/56497eb7fb.gif (http://mgtrben.net/download/56497eb7fb.html)
http://mgtrben.net/viewimages/5c0a9ce78e.jpg (http://mgtrben.net/download/5c0a9ce78e.html)
إذاً لن تكون المدينة مجرّد عاصمة للضحك!!.. فلتكنْ مدينة حمص عاصمة عالمية للضحك!!؛ طالما هناك، في كثير من بلدان العالم، عواصم للضحك.. هذا ما دعا إليه الإعلامي جورج كدر، عبر دراسة قدّمها إلى اليونسكو للحفاظ على التراث اللامادي. ولاقت الفكرة قبولاً حضارياً. إذاً، إنها مدينة تدعو إلى الضحك، باعتباره مضموناً ثقافياًَ بعيداً عن الضحك المجاني..
مدينة تدعو إلى التخلص من خوفنا في إعلان ضحكنا، طالما أنَّ في الضحك فسحةً للخروج من عالم الضغوط التي نعيشها في هذا القرن (الحادي والعشرين)، بكلّ معطياته المتناقضة والقاسية أحياناً. في كتابه «أدب النكتة- بحث في جذور النكتة الحمصية»، الصادر عن دار رسلان، يبحث في جذور النكتة الحمصية، دون الدخول في تحليل النكت التي تُروى عن أهل حمص، إلا تلك التي تقتضي الإشارة إليها.. وأريد أن أؤكد في الكتاب أنَّ النكتة ليس لها مجرد قواعد وأدبيات في الأدب الضاحك، بل لها جذورٌ عميقة في حياة الشعوب أيضاً، تحدِّد الإطار العام لها..
¶ إذاً ما هي معطياتك التي ستبني عليها عاصمة الضحك تلك.. أو ما هي الصورة المتخيّلة عنها؟
- أنا قمت بدراسة تدور في منحى أن تتحوّل مدينة حمص إلى مركز للفنون الساخرة، ولاسيما فن الكاريكاتير وفن المونولوج وإعادة إحياء شخصيات مثل كراكوز وعيواظ، وغيرها من الفنون التي تندرج تحت الفن الساخر، على اعتبار أنَّ الفنّ الساخر بإمكانه أن يكون من أرقى أنواع الفنون في خدمة الإنسان، ككائن اجتماعي حياته مع الآخرين..
¶ أن تكون حمص عاصمة عالمية للضحك، دعوةٌ تؤسَّس على خطة منهجية، وستكون أقرب إلى الحالة الثقافية. في المقابل، كيف يمكن لي أن أدعو الناس العاديين إلى الضحك ليكونوا أكثر مرونة في الحياة، وهل المسألة مرتبطة بتمرين ما؟
- بعضهم كان متطرفاً في رأيه، واعتبر أنَّ دعوتي لأن تكون مدينة حمص عاصمة عالمية للضحك، ستصنع صورة سيئة عن المدينة، ولم ينظر إلى الموضوع من منحى ثقافي أو اجتماعي، بل اكتفى بأن ينظر إلى الضحك من باب التهريج، فلمَ لا يكون لدينا مثلاً معرضٌ في حمص يضمّ لوحات كاريكاتير من كلّ أنحاء العالم.. مدينة تنتشر فيها متاحف للفنّ الساخر ومسارح للأدب الساخر ومراكز للعلاج النفسي عبر الضحك، وتنتشر فيها أماكن استجمام لها علاقة بالسيرك، ومصانع لصناعة المنتجات الساخرة... فربما الناس العاديون هم أكثر قبولاً ومرونة للتعامل مع مثل هذه الفكرة، وقادرون على إعطاء أفكار خلاقة أيضاً..
* لكن وكأنها مدينة نموذجية، وكأنها مدينة «احتياط» فقط لأستجمّ فيها!!..
لمَ لا.. لكن ليس بتلك الصورة تماماً، فهناك مدن في العالم تقطع الناس آلاف الأميال للوصول إليها لممارسة طقوس معينة.. وها أنا أدعو إلى مكان من أجل الفرح.. من أجل أن يتمكّن كل من يزوره من معرفة لمَ هو يعاني، وأين يعاني..
¶ إلى أيّ درجة عليك أن تكون حذراً في دراسة تؤسس لعاصمة عالمية للضحك، بناء على نشر الفنّ الساخر، لئلا تُلغى حيوية النكتة كحالة شعبية بين الناس؟
- لن تلغى، فالنكتة الحمصيّة هي تماماً مثل الأدب الساخر، وهي بنت الحكايا أو القصص أو المرويات العربية الساخرة. وهو ذاته مفهوم النوادر، التي كنا نقرأ عنها في صفحة كاملة وتثير عندنا الضحك، الذي تطوّر أسلوبه لتصبح النكتة الآن من أقرب أساليب التعبير البشري عن الأدب الساخر. فالنكتة قد يكون لها مغزى مؤلم. ومع ذلك، نضحك على هذا المؤلم. فالنكتة لها دور كبير في تحقيق التوازن الشخصي عند الناس.
¶ ما هي المعطيات المشتركة التي يجب أن تتوافر عند كلّ أهالي المدينة ليقدّموا إحاطة لما يمكن تسميته مدينة للضحك أو عاصمة عالمية للضحك؟...
- أفكار وجهود الأفراد جداً مهمة.. وأهالي حمص يتميّزون بروح لطيفة أينما حلّوا. وحتماً هناك علاقة وطيدة بين طبيعة الناس وطبيعة المكان الذي نشؤوا فيه وأكسبهم صفات مشتركة.. أنا قدَّمت الموضوع بجهد فردي إلى اليونسكو للتراث اللامادي، وتمّ تلقّي الموضوع بطريقة حضارية جداً.. وأدعو وزارة الثقافة، في حملتها لجمع التراث اللامادي، لأن تكون النكتة الحمصية على رأس أولوياتها؛ لأنها جزء لا يتجزّأ من التراث السوري.. والنكتة ثقافة عميقة جداً. وأدبُ وفنّ النكتة بكلّ أنواعه يستحقّ المعالجة والدراسة، ويمكن إنشاء معاهد لتعليم الفن الساخر..
¶ وكأنَّنا نسينا الضحك!!.. ألم نتأخر في التفكير بالحاجة إلى الضحك.. وإلى مدينة للضحك؟!!..
- نحن نحيي الضحك لأننا نسيناه. فظروف الحياة العصرية، من أسف، جعلتنا نرتدي أقنعة كثيرة، ونبدّلها مئات المرات في اليوم. لذلك يأتي الضحك ويخفّف من ضغوطنا، ليجعلنا نتصالح مع ذواتنا، ونتوازن مع طريقة الحياة التي نعيش، والمرعبة في تسارعها. فالتوازن الفردي يؤدي إلى التوازن الاجتماعي حتماً.
¶ وفي هذا العصر، هل نتصالح مع ذواتنا أو نضحك عليها؟...
- بوجود عاصمة عالمية للضحك، مؤسسة على مضمون ثقافي حول الفن الساخر، سنتصالح مع ذواتنا بالتأكيد، من خلال الضحك في منحاه الثقافي..
¶ شخصياً، لم يعد أيّ شيء قادراً على أن يجعلني أضحك مثل الآخرين.. هل الضحك مستويات؟..
- المسألة مرتبطة بكلّ مرحلة في حياتنا وما نمتلكه من فكر، والتي بدورها ترتبط بتحررنا الداخلي تجاه الحالات والأشخاص..
¶ وماذا عن الضحك الجماعي؟.. ما الفرق بين أن أضحك بمفردي وأن أضحك مع جماعة؟...
الضحك ثقافة اجتماعية وليست حالة فردية.. فمثلاً، طقوس يوغا الضحك تعتمد على الجماعة وتعتمد على الارتباط.. أنا من الممكن أن أبكي بمفردي، ولا يمكن أن أضحك بمفردي..
¶ ...طبعاً يمكن أن تضحك بمفردك!!
- لكن الضحك مع الجماعة مختلف عن الضحك وحيداً.
¶ ما أهمية الضحك من أجل أن نكون حقيقيين في لقاءاتنا، سواء في العمل أم في اللقاءات الخاصة؟..
- في عالم الأعمال في العصر الحديث، تبدأ أقوى الاجتماعات بنكتة، من أجل كسر حاجز الجليد. وحتى في عالم الصحافة واللقاءات، فأهم معطى لنجاح اللقاء هو كسر حاجز الجليد بين المتحاورين، والذي يمكن أن يكون عبر نكتة أو ضحكة أو سؤال ما..
¶ هل من ضحك مطلق.. ومتى نصل إليه؟
- لن نصل، فالضحك نسبي جداً، مثل كلّ شيء في الحياة.. وما يصحّ الآن قد لا يصحّ غداً..
¶ لماذا يتمّ الخلط بين الضحك والتهريج؟..
- لأننا نفتقد إلى الضوابط والقواعد. نحن عندما ننشئ عاصمة للضحك، كأننا نؤسّس لنوع من العلوم، هو الذي لا يرضى بمسرح أياً كان ولا يرضى بنصّ كوميدي أياً كان.. عند كلّ الشعوب، تشكّل السخرية صمّام أمان، وكثيراً ما تُؤلَّف النكت لقياس مزاج الرأي العام مثلاً، ولتفريغ حالة كبت ما؛ لأنَّ النكتة تشكّل صمام أمان لحالة اجتماعية ما.. يمكن أن يكون مهرجان عالمياً للضحك في مدينة حمص يُدعى إليه أهم أرباب الفن الساخر في العالم..
¶ هل من استثمار للضحك، في مدينة الضحك؟..
- نعم، هناك استثمار جديد في علوم الاقتصاد هو استثمار الضحك. مدن الملاهي مثلاً، ألا تثير الفرح والضحك؟!!.. كذلك المسرح الساخر والمختلف كلياً عن مسرح التهريج؟.. وهذا ما يجعل من الضحك تفصيلاً مهماً من حالة حياتية نعيشها.. يكفي الذهاب مرة واحدة مثلاً كل أسبوع إلى مسرح من ذلك النوع، ليحقّق الشخص توازناً شخصياً وتوازناً اجتماعياً أيضاً.. ففي عالم الضغط الذي نعيشه في العصر الحديث، سيكون مهماً أن تكون مدينة كعاصمةً عالمية للضحك تضمّ الفن الساخر والأدب الساخر والمعارض الساخرة.. وما ينشأ عن ذلك من صناعة، فتنشأ معامل لصناعة أشياء لها علاقة بتراث المنطقة..
المصدر: روز سليمان - بلدنا
http://mgtrben.net/viewimages/5c0a9ce78e.jpg (http://mgtrben.net/download/5c0a9ce78e.html)
إذاً لن تكون المدينة مجرّد عاصمة للضحك!!.. فلتكنْ مدينة حمص عاصمة عالمية للضحك!!؛ طالما هناك، في كثير من بلدان العالم، عواصم للضحك.. هذا ما دعا إليه الإعلامي جورج كدر، عبر دراسة قدّمها إلى اليونسكو للحفاظ على التراث اللامادي. ولاقت الفكرة قبولاً حضارياً. إذاً، إنها مدينة تدعو إلى الضحك، باعتباره مضموناً ثقافياًَ بعيداً عن الضحك المجاني..
مدينة تدعو إلى التخلص من خوفنا في إعلان ضحكنا، طالما أنَّ في الضحك فسحةً للخروج من عالم الضغوط التي نعيشها في هذا القرن (الحادي والعشرين)، بكلّ معطياته المتناقضة والقاسية أحياناً. في كتابه «أدب النكتة- بحث في جذور النكتة الحمصية»، الصادر عن دار رسلان، يبحث في جذور النكتة الحمصية، دون الدخول في تحليل النكت التي تُروى عن أهل حمص، إلا تلك التي تقتضي الإشارة إليها.. وأريد أن أؤكد في الكتاب أنَّ النكتة ليس لها مجرد قواعد وأدبيات في الأدب الضاحك، بل لها جذورٌ عميقة في حياة الشعوب أيضاً، تحدِّد الإطار العام لها..
¶ إذاً ما هي معطياتك التي ستبني عليها عاصمة الضحك تلك.. أو ما هي الصورة المتخيّلة عنها؟
- أنا قمت بدراسة تدور في منحى أن تتحوّل مدينة حمص إلى مركز للفنون الساخرة، ولاسيما فن الكاريكاتير وفن المونولوج وإعادة إحياء شخصيات مثل كراكوز وعيواظ، وغيرها من الفنون التي تندرج تحت الفن الساخر، على اعتبار أنَّ الفنّ الساخر بإمكانه أن يكون من أرقى أنواع الفنون في خدمة الإنسان، ككائن اجتماعي حياته مع الآخرين..
¶ أن تكون حمص عاصمة عالمية للضحك، دعوةٌ تؤسَّس على خطة منهجية، وستكون أقرب إلى الحالة الثقافية. في المقابل، كيف يمكن لي أن أدعو الناس العاديين إلى الضحك ليكونوا أكثر مرونة في الحياة، وهل المسألة مرتبطة بتمرين ما؟
- بعضهم كان متطرفاً في رأيه، واعتبر أنَّ دعوتي لأن تكون مدينة حمص عاصمة عالمية للضحك، ستصنع صورة سيئة عن المدينة، ولم ينظر إلى الموضوع من منحى ثقافي أو اجتماعي، بل اكتفى بأن ينظر إلى الضحك من باب التهريج، فلمَ لا يكون لدينا مثلاً معرضٌ في حمص يضمّ لوحات كاريكاتير من كلّ أنحاء العالم.. مدينة تنتشر فيها متاحف للفنّ الساخر ومسارح للأدب الساخر ومراكز للعلاج النفسي عبر الضحك، وتنتشر فيها أماكن استجمام لها علاقة بالسيرك، ومصانع لصناعة المنتجات الساخرة... فربما الناس العاديون هم أكثر قبولاً ومرونة للتعامل مع مثل هذه الفكرة، وقادرون على إعطاء أفكار خلاقة أيضاً..
* لكن وكأنها مدينة نموذجية، وكأنها مدينة «احتياط» فقط لأستجمّ فيها!!..
لمَ لا.. لكن ليس بتلك الصورة تماماً، فهناك مدن في العالم تقطع الناس آلاف الأميال للوصول إليها لممارسة طقوس معينة.. وها أنا أدعو إلى مكان من أجل الفرح.. من أجل أن يتمكّن كل من يزوره من معرفة لمَ هو يعاني، وأين يعاني..
¶ إلى أيّ درجة عليك أن تكون حذراً في دراسة تؤسس لعاصمة عالمية للضحك، بناء على نشر الفنّ الساخر، لئلا تُلغى حيوية النكتة كحالة شعبية بين الناس؟
- لن تلغى، فالنكتة الحمصيّة هي تماماً مثل الأدب الساخر، وهي بنت الحكايا أو القصص أو المرويات العربية الساخرة. وهو ذاته مفهوم النوادر، التي كنا نقرأ عنها في صفحة كاملة وتثير عندنا الضحك، الذي تطوّر أسلوبه لتصبح النكتة الآن من أقرب أساليب التعبير البشري عن الأدب الساخر. فالنكتة قد يكون لها مغزى مؤلم. ومع ذلك، نضحك على هذا المؤلم. فالنكتة لها دور كبير في تحقيق التوازن الشخصي عند الناس.
¶ ما هي المعطيات المشتركة التي يجب أن تتوافر عند كلّ أهالي المدينة ليقدّموا إحاطة لما يمكن تسميته مدينة للضحك أو عاصمة عالمية للضحك؟...
- أفكار وجهود الأفراد جداً مهمة.. وأهالي حمص يتميّزون بروح لطيفة أينما حلّوا. وحتماً هناك علاقة وطيدة بين طبيعة الناس وطبيعة المكان الذي نشؤوا فيه وأكسبهم صفات مشتركة.. أنا قدَّمت الموضوع بجهد فردي إلى اليونسكو للتراث اللامادي، وتمّ تلقّي الموضوع بطريقة حضارية جداً.. وأدعو وزارة الثقافة، في حملتها لجمع التراث اللامادي، لأن تكون النكتة الحمصية على رأس أولوياتها؛ لأنها جزء لا يتجزّأ من التراث السوري.. والنكتة ثقافة عميقة جداً. وأدبُ وفنّ النكتة بكلّ أنواعه يستحقّ المعالجة والدراسة، ويمكن إنشاء معاهد لتعليم الفن الساخر..
¶ وكأنَّنا نسينا الضحك!!.. ألم نتأخر في التفكير بالحاجة إلى الضحك.. وإلى مدينة للضحك؟!!..
- نحن نحيي الضحك لأننا نسيناه. فظروف الحياة العصرية، من أسف، جعلتنا نرتدي أقنعة كثيرة، ونبدّلها مئات المرات في اليوم. لذلك يأتي الضحك ويخفّف من ضغوطنا، ليجعلنا نتصالح مع ذواتنا، ونتوازن مع طريقة الحياة التي نعيش، والمرعبة في تسارعها. فالتوازن الفردي يؤدي إلى التوازن الاجتماعي حتماً.
¶ وفي هذا العصر، هل نتصالح مع ذواتنا أو نضحك عليها؟...
- بوجود عاصمة عالمية للضحك، مؤسسة على مضمون ثقافي حول الفن الساخر، سنتصالح مع ذواتنا بالتأكيد، من خلال الضحك في منحاه الثقافي..
¶ شخصياً، لم يعد أيّ شيء قادراً على أن يجعلني أضحك مثل الآخرين.. هل الضحك مستويات؟..
- المسألة مرتبطة بكلّ مرحلة في حياتنا وما نمتلكه من فكر، والتي بدورها ترتبط بتحررنا الداخلي تجاه الحالات والأشخاص..
¶ وماذا عن الضحك الجماعي؟.. ما الفرق بين أن أضحك بمفردي وأن أضحك مع جماعة؟...
الضحك ثقافة اجتماعية وليست حالة فردية.. فمثلاً، طقوس يوغا الضحك تعتمد على الجماعة وتعتمد على الارتباط.. أنا من الممكن أن أبكي بمفردي، ولا يمكن أن أضحك بمفردي..
¶ ...طبعاً يمكن أن تضحك بمفردك!!
- لكن الضحك مع الجماعة مختلف عن الضحك وحيداً.
¶ ما أهمية الضحك من أجل أن نكون حقيقيين في لقاءاتنا، سواء في العمل أم في اللقاءات الخاصة؟..
- في عالم الأعمال في العصر الحديث، تبدأ أقوى الاجتماعات بنكتة، من أجل كسر حاجز الجليد. وحتى في عالم الصحافة واللقاءات، فأهم معطى لنجاح اللقاء هو كسر حاجز الجليد بين المتحاورين، والذي يمكن أن يكون عبر نكتة أو ضحكة أو سؤال ما..
¶ هل من ضحك مطلق.. ومتى نصل إليه؟
- لن نصل، فالضحك نسبي جداً، مثل كلّ شيء في الحياة.. وما يصحّ الآن قد لا يصحّ غداً..
¶ لماذا يتمّ الخلط بين الضحك والتهريج؟..
- لأننا نفتقد إلى الضوابط والقواعد. نحن عندما ننشئ عاصمة للضحك، كأننا نؤسّس لنوع من العلوم، هو الذي لا يرضى بمسرح أياً كان ولا يرضى بنصّ كوميدي أياً كان.. عند كلّ الشعوب، تشكّل السخرية صمّام أمان، وكثيراً ما تُؤلَّف النكت لقياس مزاج الرأي العام مثلاً، ولتفريغ حالة كبت ما؛ لأنَّ النكتة تشكّل صمام أمان لحالة اجتماعية ما.. يمكن أن يكون مهرجان عالمياً للضحك في مدينة حمص يُدعى إليه أهم أرباب الفن الساخر في العالم..
¶ هل من استثمار للضحك، في مدينة الضحك؟..
- نعم، هناك استثمار جديد في علوم الاقتصاد هو استثمار الضحك. مدن الملاهي مثلاً، ألا تثير الفرح والضحك؟!!.. كذلك المسرح الساخر والمختلف كلياً عن مسرح التهريج؟.. وهذا ما يجعل من الضحك تفصيلاً مهماً من حالة حياتية نعيشها.. يكفي الذهاب مرة واحدة مثلاً كل أسبوع إلى مسرح من ذلك النوع، ليحقّق الشخص توازناً شخصياً وتوازناً اجتماعياً أيضاً.. ففي عالم الضغط الذي نعيشه في العصر الحديث، سيكون مهماً أن تكون مدينة كعاصمةً عالمية للضحك تضمّ الفن الساخر والأدب الساخر والمعارض الساخرة.. وما ينشأ عن ذلك من صناعة، فتنشأ معامل لصناعة أشياء لها علاقة بتراث المنطقة..
المصدر: روز سليمان - بلدنا