Abu anas
01-12-2011, 09:40 PM
كلمة (القهوة) كانت تطلق على الخمرة , قيل سميت بذلك لأنها تقهي شاربها عن الطعام أي تشبعه أو تذهب بشهوته, وأطلقها المولدون على شراب البن حين عرف البن ,وربما سموا البن نفسه (قهوة) وقيل أن لفظ القهوة مأخوذ من (كافاcaffa) اسم قرية في الحبشة كانت أشجار القهوة تنبت حولها حصراً ومن (كافا) نحت اسم البن بالفرنسية
(café) وبالإنجليزية (coffee) وغيرها من اللغات … وقيل أن اسمها أخذ من اسم الملك الفارسي قابوس .
وكيفما كان الاسم فإن (القهوة) عرفت وانتشرت في العالم كله رغم مارافق تاريخها من مصاعب ومتاعب ومفارقات غريبة نجمل بعضها فيما يلي :
طرائف عن القهوة :
يكاد يكون المؤكد أن أصل البن من اليمن – وبالتحديد من بلدة مخا – ثم انتقل شرب (قهوة) البن إلى الحبشة وإلى فارس وعم أكثر بلدان الشرق وفي أوائل القرن السادس عشر عرف المصريون القهوة , وعرفها الترك خلال حروب السلطان سليمان الفاتح , وأول شعب أوروبي شرب القهوة الإنجليز وفتحت أماكن لشربها في لندن في سنة 1552, ومما يذكر هنا أن السلطان سليمان العثماني شجع على انتشار القهوة وكان ينسب إليها خاصية تسهيل النوم , وصدر قانون تركي يعتبر رفض الزوج تقديم القهوة لزوجته سبباً للطلاق ..
حليب المفكرين :
وفي سنه 1554 فتح رجلان ( دمشقي وحلبي ) محلين في استانبول لشرب القهوة في النهار وفي الليل ويجتمع فيها المغرمون بهذا المشروب ولكثرهم من الأدباء ورجال الفكر وكانوا يطلقون على القهوة ( حليب المفكرين ولاعبي الشطرنج ) .
وفي سنه 1580 وضع ( بروسبير البان ) مدير حديقة النباتات في مدينه بادو الإيطالية حين عاد من مصر بعد دراسة نباتاتها تقريراً عن البن .
وابتداء من سنة 1610 أخذ الباعة الإيطاليون يستوردون من فنيسيا فانتشرت القهوة بسرعة .
وفي سنة 1664 عاد سائح فرنسي من الشرق , وعرف بالقهوة أصحابه في مرسيليه , وبعد عشر سنوات عرف سائح آخر الفرنسيين في باريس بالقهوة , وكانت الطبقة العليا وحدها تتناول في منزل (سليمان آغا ) سفير السلطان التركي في فرنسا بفناجين من الذهب والصيني .
وفي عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا من (1643 – 1715) كان الملك يشرب القهوة ويقدمها لضيوفه راهبة عجوز هي ( لويز دي لافاليير ) محظيته السابقة التي ولدت منه عدة أولاد , وله معها تاريخ طويل .
أطباء يحاربون القهوة :
وفي سنة 1671 افتتح أول محل لشرب القهوة في مرسيليه ولكن أطباء المدينة قاوموه , وأعلنوا ( أن جسيمات القهوة تشل عمل الأرواح الحيوانية التي تسبب النوم , بحيث يحصل أرق مستعصٍ ينشف الدم كله في الجسم كله فيصاب بهزال يؤدي الى خطر ماحق لسكان مرسيليه ) !
وفي سنه 1676 أسس باعة حبوب البن في باريس هيئة لهم سمح لها ببيع البن حبوباً أو مطحوناً أو شراباً , وفي سنة 1679 افتتح ( بركوب الصيقلي ) أول مقهى في باريس لتقديم القهوة .
وفي عهد لويس الخامس عشر بلغ عدد المحلات التي تقدم القهوة في باريس ستمائة مكان , ولم يكن في فرنسا كلها شجرة بن واحدة , ثم جئ بشجرة من اليمن زرعت في حديقة النباتات , ونجحت التجربة بعض النجاح ثم نقلت فرنسا زراعة شجر البن إلى جزيرة مرتينيك من جزر الأنتيل في سنهة1716 , ومن جزر الأنتيل انتقلت شجرة البن إلى أمريكا الجنوبية كلها .
وانتشرت في كثير من المناطق , وبخاصة في البرازيل التي نافست الأنتيل في وفرة الإنتاج والتصدير .
القهوة بين التحريم والإباحة :
في بدء ظهور القهوة قامت صعوبات شتى , وتدابير غريبة في وجه شاربيها سواء في الشرق أو الغرب , ففي مصر وغيرها حرمها رجال الدين , وفي تركيا حاربها بعض السلاطين , حتى أن السلطان مراد الثالث أفزعه اجتماع سكان استانبول في المقاهي والحوانيت والدور لشرب القهوة , ولاسيما وقد نقل إليه جواسيسه أن الناس يتبادلون – أثناء اجتماعاتهم لشرب القهوة– الأحاديث السياسية , وينتقدون أعمال السلطان , فأمر بإغلاق جميع المقاهي , ثم اعتقل بعض أصحابها ووضعهم في أكياس القيت في مياه البوسفور ولما رأى أن هذا العقاب لايكفي , أباح بيع الخمر عوضاً عن القهوة !
وفي انجلترا قاومت الحكومة القهوة في لندن بادئ الأمر , ثم أباحتها , ثم عادت إلى مكافحتها بنشر شرب الشاي .
وفي البرازيل حرم الكهنة شرب القهوة , ولما دخلت القهوة أوروبا كان الجمهور يخاف منها , ويعتقد أنها سامة , ولم تنتشر بسرعة , ولم تصل إلى أوروبا الشمالية إلا بعد سنين طويلة من انتشارها في جنوب أوروبا .
ومما يذكر أن حكومة السويد طلبت من الأطباء رأيهم بالقهوة فأفتوا أنها سامة ! ولكن الملك (غوستاف أدولف ) لم يصدق رأي الاطباء فأمر بوضع شقيقين توأمين محكومين بالإعدام كل منهما على حدة في غرفة , وأن يعطي إحداهما القهوة بإفراط , ويعطي الثاني الشاي , ليعرف أيهما سيموت قبل الثاني , وكان يشرف عليهما طبيبان , وقد مات الطبيبان بعد مدة وعاش الشابان طويلاً , فمات شارب القهوة وقد تجاوز السنة الرابعه والثمانين , ومات شارب الشاي بعده بسنوات , و إثر هذه التجربة شرب السويديون القهوة والشاي مطمئنين و بإفراط , بل راحوا يعتقدون أن القهوة تطيل العمر أكثر من الشاي .
المقاهي (مدارس العلماء) :
وإلى جانب المصاعب التي رافقت شرب القهوة , فقد كان للقهوة أنصار من كبار الأدباء والعلماء ورجال الفكر في كل بلد, ولما سمح بتناولها وافتتحت أماكن عامة لشربها , كان رواد الأماكن مشاهير أدباء كل عصر وفلاسفته وعلماؤه حتى لقد أطلق عليها اسم (مدارس العلماء) .
وكان من أبرز المغرمين بالقهوة الروائي الفرنسي الشهير( بلزاك ) الذي قال فيها ( أنا لا أعلم شراب الآلهة الذي كان يذكره اليونانيون ,ولكني أحب أن أعتقد أنه القهوة المعروفة ) !
وكبير كتاب فرنسا ( فوليتير) كان يشرب كميات كبيرة من القهوة , وعظيم موسيقي الألمان (بيتهوفن ) كان يستهلك ستين حبة من البن في سبيل إعداد فنجان قهوته .
وكبير أطباء انجلترا (هارفي) مكتشف دورة الدم أحضر قبيل موته كاتب عدل وأراه حبة بن وهو يقول : (من هذه يأتي الحظ والنجاح والذهن) .وقد أوصى – في وصيته – لكليه الطب بست وخمسين ليبره من البن من مختبره , طالباً من الموصى لهم أن يجتمعوا في أشهر ذكرى موته السنوية ليشربوا منها .
والطبيب الفرنسي ( تروسو ) علامة القرن التاسع عشر كان يقول : لايوجد علاج لضعف الأعضاء التناسلية كالقهوة .
وإلى جانب المغرمين بالقهوة , وجد كارهون كثيرون لها , حاربوها وقاوموها ما استطاعوا …
( مقتبس من كتاب : قاموس الغذاء والتداوي بالنبات , للكاتب : أحمد قدامة )
المناطق الزراعية للقهوة :
أمريكا الوسطى واللاتينية :
وتتميز قهوتها بالنكهة الواضحة ولعل ذلك يعود إلى الطرق الرطبة في تحضيرها ومن أشهر أنواعها الكوستاريكية والكولومبية( وهي قهوتي المفضلة ) .
شرق أفريقيا :
وتتميز قهوتها بحدة نكهتها المتشبعة بعبق الفواكه ومن أنواعها الأثيوبية والكينية .
الجزيرة العربية :
ولها نكهتها الخاصة والتي تحمل طعم الشوكولاتة وعبير البهارات ويعود السبب إلى طرق تحضيرها الجافة .
أندونيسيا و شرق آسيا :
ولقهوتها لذعة مميزة وإحساس مميز على اللسان ومن أشهر أنواعها ( السومطرا ) .
(café) وبالإنجليزية (coffee) وغيرها من اللغات … وقيل أن اسمها أخذ من اسم الملك الفارسي قابوس .
وكيفما كان الاسم فإن (القهوة) عرفت وانتشرت في العالم كله رغم مارافق تاريخها من مصاعب ومتاعب ومفارقات غريبة نجمل بعضها فيما يلي :
طرائف عن القهوة :
يكاد يكون المؤكد أن أصل البن من اليمن – وبالتحديد من بلدة مخا – ثم انتقل شرب (قهوة) البن إلى الحبشة وإلى فارس وعم أكثر بلدان الشرق وفي أوائل القرن السادس عشر عرف المصريون القهوة , وعرفها الترك خلال حروب السلطان سليمان الفاتح , وأول شعب أوروبي شرب القهوة الإنجليز وفتحت أماكن لشربها في لندن في سنة 1552, ومما يذكر هنا أن السلطان سليمان العثماني شجع على انتشار القهوة وكان ينسب إليها خاصية تسهيل النوم , وصدر قانون تركي يعتبر رفض الزوج تقديم القهوة لزوجته سبباً للطلاق ..
حليب المفكرين :
وفي سنه 1554 فتح رجلان ( دمشقي وحلبي ) محلين في استانبول لشرب القهوة في النهار وفي الليل ويجتمع فيها المغرمون بهذا المشروب ولكثرهم من الأدباء ورجال الفكر وكانوا يطلقون على القهوة ( حليب المفكرين ولاعبي الشطرنج ) .
وفي سنه 1580 وضع ( بروسبير البان ) مدير حديقة النباتات في مدينه بادو الإيطالية حين عاد من مصر بعد دراسة نباتاتها تقريراً عن البن .
وابتداء من سنة 1610 أخذ الباعة الإيطاليون يستوردون من فنيسيا فانتشرت القهوة بسرعة .
وفي سنة 1664 عاد سائح فرنسي من الشرق , وعرف بالقهوة أصحابه في مرسيليه , وبعد عشر سنوات عرف سائح آخر الفرنسيين في باريس بالقهوة , وكانت الطبقة العليا وحدها تتناول في منزل (سليمان آغا ) سفير السلطان التركي في فرنسا بفناجين من الذهب والصيني .
وفي عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا من (1643 – 1715) كان الملك يشرب القهوة ويقدمها لضيوفه راهبة عجوز هي ( لويز دي لافاليير ) محظيته السابقة التي ولدت منه عدة أولاد , وله معها تاريخ طويل .
أطباء يحاربون القهوة :
وفي سنة 1671 افتتح أول محل لشرب القهوة في مرسيليه ولكن أطباء المدينة قاوموه , وأعلنوا ( أن جسيمات القهوة تشل عمل الأرواح الحيوانية التي تسبب النوم , بحيث يحصل أرق مستعصٍ ينشف الدم كله في الجسم كله فيصاب بهزال يؤدي الى خطر ماحق لسكان مرسيليه ) !
وفي سنه 1676 أسس باعة حبوب البن في باريس هيئة لهم سمح لها ببيع البن حبوباً أو مطحوناً أو شراباً , وفي سنة 1679 افتتح ( بركوب الصيقلي ) أول مقهى في باريس لتقديم القهوة .
وفي عهد لويس الخامس عشر بلغ عدد المحلات التي تقدم القهوة في باريس ستمائة مكان , ولم يكن في فرنسا كلها شجرة بن واحدة , ثم جئ بشجرة من اليمن زرعت في حديقة النباتات , ونجحت التجربة بعض النجاح ثم نقلت فرنسا زراعة شجر البن إلى جزيرة مرتينيك من جزر الأنتيل في سنهة1716 , ومن جزر الأنتيل انتقلت شجرة البن إلى أمريكا الجنوبية كلها .
وانتشرت في كثير من المناطق , وبخاصة في البرازيل التي نافست الأنتيل في وفرة الإنتاج والتصدير .
القهوة بين التحريم والإباحة :
في بدء ظهور القهوة قامت صعوبات شتى , وتدابير غريبة في وجه شاربيها سواء في الشرق أو الغرب , ففي مصر وغيرها حرمها رجال الدين , وفي تركيا حاربها بعض السلاطين , حتى أن السلطان مراد الثالث أفزعه اجتماع سكان استانبول في المقاهي والحوانيت والدور لشرب القهوة , ولاسيما وقد نقل إليه جواسيسه أن الناس يتبادلون – أثناء اجتماعاتهم لشرب القهوة– الأحاديث السياسية , وينتقدون أعمال السلطان , فأمر بإغلاق جميع المقاهي , ثم اعتقل بعض أصحابها ووضعهم في أكياس القيت في مياه البوسفور ولما رأى أن هذا العقاب لايكفي , أباح بيع الخمر عوضاً عن القهوة !
وفي انجلترا قاومت الحكومة القهوة في لندن بادئ الأمر , ثم أباحتها , ثم عادت إلى مكافحتها بنشر شرب الشاي .
وفي البرازيل حرم الكهنة شرب القهوة , ولما دخلت القهوة أوروبا كان الجمهور يخاف منها , ويعتقد أنها سامة , ولم تنتشر بسرعة , ولم تصل إلى أوروبا الشمالية إلا بعد سنين طويلة من انتشارها في جنوب أوروبا .
ومما يذكر أن حكومة السويد طلبت من الأطباء رأيهم بالقهوة فأفتوا أنها سامة ! ولكن الملك (غوستاف أدولف ) لم يصدق رأي الاطباء فأمر بوضع شقيقين توأمين محكومين بالإعدام كل منهما على حدة في غرفة , وأن يعطي إحداهما القهوة بإفراط , ويعطي الثاني الشاي , ليعرف أيهما سيموت قبل الثاني , وكان يشرف عليهما طبيبان , وقد مات الطبيبان بعد مدة وعاش الشابان طويلاً , فمات شارب القهوة وقد تجاوز السنة الرابعه والثمانين , ومات شارب الشاي بعده بسنوات , و إثر هذه التجربة شرب السويديون القهوة والشاي مطمئنين و بإفراط , بل راحوا يعتقدون أن القهوة تطيل العمر أكثر من الشاي .
المقاهي (مدارس العلماء) :
وإلى جانب المصاعب التي رافقت شرب القهوة , فقد كان للقهوة أنصار من كبار الأدباء والعلماء ورجال الفكر في كل بلد, ولما سمح بتناولها وافتتحت أماكن عامة لشربها , كان رواد الأماكن مشاهير أدباء كل عصر وفلاسفته وعلماؤه حتى لقد أطلق عليها اسم (مدارس العلماء) .
وكان من أبرز المغرمين بالقهوة الروائي الفرنسي الشهير( بلزاك ) الذي قال فيها ( أنا لا أعلم شراب الآلهة الذي كان يذكره اليونانيون ,ولكني أحب أن أعتقد أنه القهوة المعروفة ) !
وكبير كتاب فرنسا ( فوليتير) كان يشرب كميات كبيرة من القهوة , وعظيم موسيقي الألمان (بيتهوفن ) كان يستهلك ستين حبة من البن في سبيل إعداد فنجان قهوته .
وكبير أطباء انجلترا (هارفي) مكتشف دورة الدم أحضر قبيل موته كاتب عدل وأراه حبة بن وهو يقول : (من هذه يأتي الحظ والنجاح والذهن) .وقد أوصى – في وصيته – لكليه الطب بست وخمسين ليبره من البن من مختبره , طالباً من الموصى لهم أن يجتمعوا في أشهر ذكرى موته السنوية ليشربوا منها .
والطبيب الفرنسي ( تروسو ) علامة القرن التاسع عشر كان يقول : لايوجد علاج لضعف الأعضاء التناسلية كالقهوة .
وإلى جانب المغرمين بالقهوة , وجد كارهون كثيرون لها , حاربوها وقاوموها ما استطاعوا …
( مقتبس من كتاب : قاموس الغذاء والتداوي بالنبات , للكاتب : أحمد قدامة )
المناطق الزراعية للقهوة :
أمريكا الوسطى واللاتينية :
وتتميز قهوتها بالنكهة الواضحة ولعل ذلك يعود إلى الطرق الرطبة في تحضيرها ومن أشهر أنواعها الكوستاريكية والكولومبية( وهي قهوتي المفضلة ) .
شرق أفريقيا :
وتتميز قهوتها بحدة نكهتها المتشبعة بعبق الفواكه ومن أنواعها الأثيوبية والكينية .
الجزيرة العربية :
ولها نكهتها الخاصة والتي تحمل طعم الشوكولاتة وعبير البهارات ويعود السبب إلى طرق تحضيرها الجافة .
أندونيسيا و شرق آسيا :
ولقهوتها لذعة مميزة وإحساس مميز على اللسان ومن أشهر أنواعها ( السومطرا ) .