سارة
01-12-2011, 11:38 PM
أبناء الجاليات المسلمة في أوروبا:الاندماج مرفوض والانغلاق ممنوع !!
برغم حرص أولياء الأمور المسلمين على تعليم أبنائهم والحفاظ على هويتهم الإسلامية في المجتمعات الغربية، إلا أن هناك تحديات كبرى تواجههم في سبيل تحقيق تلك الغاية.
من أبرز تلك التحديات النفور لدى الأطفال بخصوص الإقبال على اللغة العربية وذلك لأسباب عدة منها:أولاً: هذه اللغة بالنسبة إليهم ثانوية، لا يحتاجون إليها في حياتهم اليومية وهم يعيشون في المجتمعات الأوروبية، ويتحدثون لغتهم في الشارع وفي المدرسة وفي مختلف المؤسسات، ولا يستعملون اللغة العربية إلا في إطار عائلي ضيق، وهنا يكمن التحدي، ذلك أن تعلم اللغة العربية أساسي في نظر الوالدين باعتبارها وسيلة للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية ولغة القرآن الكريم والوحي، ومدخلاً أساسيًا لفهم الحضارات والأمم، ولكنها ليست أساسية في نظر الأبناء لأنهم لا يعرفون قيمة هذا الأمر، خصوصًا إذا كانوا صغارًا. حتى إن حاولت إقناع طفلك بقيمة اللغة العربية وأهميتها، فلن تجد لديه الاهتمام والتفاعل، فكيف بالاقتناع التام بهذا الأمر؟ ربما يقتنع بذلك في سن الشباب، ويشعر بأهمية اللغة العربية، وقد يصل به الأمر إلى الندم على عدم تعلمها في صغره، وربما يتوجه باللوم لوالديه، وتحميلهما مسؤولية تقصيره.وربما أيضًا تجد لدى الطفل القابلية للتحدث بلهجة البلد الذي ينتمي إليه والداه، أكثر من استعداده للحديث باللغة العربية الفصحى. وقد جرب بعض أولياء الأمور الاقتصار على استعمال العربية الفصحى في مخاطبة أبنائهم، ولكنها تبقى تجارب محدودة تتطلب جهودًا كبرى لأنها تواجه تحديات جمة من المحيط بما في ذلك دائرة الأصدقاء، حيث يغلب الحديث باللغة الأوروبية أو اللهجة القطرية أو المحلية.ثانيًا: تعلم اللغة العربية يأتي غالبًا في وقت راحة الطفل ووقت فراغه، حيث يتوجه الطفل المسلم إلى دراسة اللغة العربية بعد الانتهاء من دراسته في نهاية الأسبوع، وبعد أن يكون أصيب بالإرهاق نتيجة إعداد دروسه في المدرسة الرسمية، في الوقت الذي يستغل أقرانه فترات الراحة في القيام بعدة أنشطة ترفيهية وتثقيفية مثل ممارسة رياضة معينة أو المطالعة في المكتبات المنتشرة في كل حي أو التجول للاطلاع على معالم تاريخية ومعارض علمية أو تعلم الإنترنت وغيرها من الأنشطة التي تجدد وتنمي طاقاته الفكرية والبدنية، ولا ننسى أن الأقران يتبادلون الحديث عن أوقات فراغهم وعن هذه الأنشطة، فيشعر الطفل المسلم بالروتين والملل مقارنة بأصدقائه غير المسلمين.ثالثًا: المدارس العربية التي يتوجه إليها أبناء المسلمين في أوروبا. تتفاوت من حيث مستوى المنهج المعتمد في تعليم اللغة العربية. والطابع العام السائد هو الضعف بسبب اعتماد مدرسين غير متخصصين في الغالب، إلى جانب الضعف من حيث النظام والنظافة والذوق والسلوك غير المستقيم لدى بعض الأطفال الذين ينقصهم التوجيه التربوي.ومن المفيد في هذا الإطار قيام المدرسة العربية بحملات توعية في أوساط أولياء الأمور الذين يغلب عليهم طابع الأمية، والذين لا يخول لهم مستواهم الثقافي فهم الإشكالات والتحديات المطروحة في الواقع. ويكون ذلك عبر تنظيم دورات تأهيلية لأولياء الأمور الذين تنقصهم القدرة على التوجيه، يقوم بها المشرفون على المدارس. وهنا يأتي دور النخبة المثقفة ـ خصوصًا ذوي الاختصاصات في علوم التربية وعلم النفس ـ في مساعدة أولياء الأمور عن طريق دورات تثقيفية وتوجيهية وتأهيلية، بالإضافة إلى ضرورة توفير مرشد اجتماعي أو مرشدة اجتماعية في المدرسة العربية لمساعدة أولياء الأمور الذين يجدون صعوبات في تربية أبنائهم وبناتهم. فبحكم الفارق في المستوى الثقافي، قد يحدث صراع بين الطرفين لعدم إمكانية التفاهم. وقد يتطور الصراع إلى طرد الابن أو هروب البنت من المنزل. فالمطلوب إيجاد حلول عملية ومساعدتهم على الخروج من هذا الواقع المرضي.ومن خلال ما تقدم، يعتبر الطفل المسلم المقيم في الغرب معذورًا إذا أبدى نفورًا من تعلم اللغة العربية، لأن هذه اللغة لا يحتاج إليها، وتكون على حساب راحته، ويتعلمها في إطار يختلف عن المدرسة الرسمية، خصوصًا في وجود مغريات تجذب الطفل أو الشاب إلى المدرسة الحكومية. ويجدر في هذا الصدد التوقف عند التحديات المتعلقة بارتياد أبناء المسلمين المدارس الرسمية في البلاد الأوروبية. تحديات التعليم في المدارس الحكوميةهناك إشكالات وتحديات عديدة منها: مع تعلم اللغة، هناك تأثر بالقيم الغربية ذات الطابع المسيحي. فالإنسان معقد التركيبة، والطفل في المدارس الأوروبية لن يتعلم اللغة وحدها مجردة من كل ما تحمله من معان، ذلك أن اللغة تحمل في طياتها الثقافة والقيم والتاريخ والأخلاق. فله أصدقاء من كل الجنسيات بما في ذلك الأوروبيون الذين لهم عقلياتهم المتمثلة في أسلوب الحديث، والسلوك، والتصورات، ونمط التفكير، والعيش، والقيم، والأخلاق. الاختلاط الذي ليس له حد ولا فصل، خصوصًا في الأنشطة الرياضية. على سبيل المثال فإن السباحة التي تدخل ضمن البرنامج الدراسي في المدارس الرسمية تكون مختلطة وهذا يحرجني كأم، حتى وإن ما زالت ابنتي صغيرة، حيث وصل الأمر في بعض الحالات أن حجرة الملابس التابعة للمسبح كانت مشتركة بين الذكور والإناث، وهذا تحد كبير وضرب لقيمنا ومبادئنا وهويتنا وديننا الذي يأمر بالتفريق بين الأخ وأخته في المضاجع منذ صغر سنهما. فنحن نعلم أبناءنا العفة والحياء والآداب الإسلامية، وفي المقابل نجد التفسخ والميوعة خارج البيت وفي المدرسة. والوالدان مهمتهما القيام بعملية إعادة تثقيف مستمرة وانتباه شديد لآثار هذه التربية.وترتبط بذلك مسألة الرقص المختلط التي تعتبر ظاهرة منتشرة، بل إنها تدخل ضمن البرنامج الدراسي الخاص بتعليم الأطفال فن الرقص، ويتم تطبيق ذلك في مناسبات يتم إحياؤها في المدرسة مثل أعياد الميلاد (الكريسماس) ونهاية
برغم حرص أولياء الأمور المسلمين على تعليم أبنائهم والحفاظ على هويتهم الإسلامية في المجتمعات الغربية، إلا أن هناك تحديات كبرى تواجههم في سبيل تحقيق تلك الغاية.
من أبرز تلك التحديات النفور لدى الأطفال بخصوص الإقبال على اللغة العربية وذلك لأسباب عدة منها:أولاً: هذه اللغة بالنسبة إليهم ثانوية، لا يحتاجون إليها في حياتهم اليومية وهم يعيشون في المجتمعات الأوروبية، ويتحدثون لغتهم في الشارع وفي المدرسة وفي مختلف المؤسسات، ولا يستعملون اللغة العربية إلا في إطار عائلي ضيق، وهنا يكمن التحدي، ذلك أن تعلم اللغة العربية أساسي في نظر الوالدين باعتبارها وسيلة للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية ولغة القرآن الكريم والوحي، ومدخلاً أساسيًا لفهم الحضارات والأمم، ولكنها ليست أساسية في نظر الأبناء لأنهم لا يعرفون قيمة هذا الأمر، خصوصًا إذا كانوا صغارًا. حتى إن حاولت إقناع طفلك بقيمة اللغة العربية وأهميتها، فلن تجد لديه الاهتمام والتفاعل، فكيف بالاقتناع التام بهذا الأمر؟ ربما يقتنع بذلك في سن الشباب، ويشعر بأهمية اللغة العربية، وقد يصل به الأمر إلى الندم على عدم تعلمها في صغره، وربما يتوجه باللوم لوالديه، وتحميلهما مسؤولية تقصيره.وربما أيضًا تجد لدى الطفل القابلية للتحدث بلهجة البلد الذي ينتمي إليه والداه، أكثر من استعداده للحديث باللغة العربية الفصحى. وقد جرب بعض أولياء الأمور الاقتصار على استعمال العربية الفصحى في مخاطبة أبنائهم، ولكنها تبقى تجارب محدودة تتطلب جهودًا كبرى لأنها تواجه تحديات جمة من المحيط بما في ذلك دائرة الأصدقاء، حيث يغلب الحديث باللغة الأوروبية أو اللهجة القطرية أو المحلية.ثانيًا: تعلم اللغة العربية يأتي غالبًا في وقت راحة الطفل ووقت فراغه، حيث يتوجه الطفل المسلم إلى دراسة اللغة العربية بعد الانتهاء من دراسته في نهاية الأسبوع، وبعد أن يكون أصيب بالإرهاق نتيجة إعداد دروسه في المدرسة الرسمية، في الوقت الذي يستغل أقرانه فترات الراحة في القيام بعدة أنشطة ترفيهية وتثقيفية مثل ممارسة رياضة معينة أو المطالعة في المكتبات المنتشرة في كل حي أو التجول للاطلاع على معالم تاريخية ومعارض علمية أو تعلم الإنترنت وغيرها من الأنشطة التي تجدد وتنمي طاقاته الفكرية والبدنية، ولا ننسى أن الأقران يتبادلون الحديث عن أوقات فراغهم وعن هذه الأنشطة، فيشعر الطفل المسلم بالروتين والملل مقارنة بأصدقائه غير المسلمين.ثالثًا: المدارس العربية التي يتوجه إليها أبناء المسلمين في أوروبا. تتفاوت من حيث مستوى المنهج المعتمد في تعليم اللغة العربية. والطابع العام السائد هو الضعف بسبب اعتماد مدرسين غير متخصصين في الغالب، إلى جانب الضعف من حيث النظام والنظافة والذوق والسلوك غير المستقيم لدى بعض الأطفال الذين ينقصهم التوجيه التربوي.ومن المفيد في هذا الإطار قيام المدرسة العربية بحملات توعية في أوساط أولياء الأمور الذين يغلب عليهم طابع الأمية، والذين لا يخول لهم مستواهم الثقافي فهم الإشكالات والتحديات المطروحة في الواقع. ويكون ذلك عبر تنظيم دورات تأهيلية لأولياء الأمور الذين تنقصهم القدرة على التوجيه، يقوم بها المشرفون على المدارس. وهنا يأتي دور النخبة المثقفة ـ خصوصًا ذوي الاختصاصات في علوم التربية وعلم النفس ـ في مساعدة أولياء الأمور عن طريق دورات تثقيفية وتوجيهية وتأهيلية، بالإضافة إلى ضرورة توفير مرشد اجتماعي أو مرشدة اجتماعية في المدرسة العربية لمساعدة أولياء الأمور الذين يجدون صعوبات في تربية أبنائهم وبناتهم. فبحكم الفارق في المستوى الثقافي، قد يحدث صراع بين الطرفين لعدم إمكانية التفاهم. وقد يتطور الصراع إلى طرد الابن أو هروب البنت من المنزل. فالمطلوب إيجاد حلول عملية ومساعدتهم على الخروج من هذا الواقع المرضي.ومن خلال ما تقدم، يعتبر الطفل المسلم المقيم في الغرب معذورًا إذا أبدى نفورًا من تعلم اللغة العربية، لأن هذه اللغة لا يحتاج إليها، وتكون على حساب راحته، ويتعلمها في إطار يختلف عن المدرسة الرسمية، خصوصًا في وجود مغريات تجذب الطفل أو الشاب إلى المدرسة الحكومية. ويجدر في هذا الصدد التوقف عند التحديات المتعلقة بارتياد أبناء المسلمين المدارس الرسمية في البلاد الأوروبية. تحديات التعليم في المدارس الحكوميةهناك إشكالات وتحديات عديدة منها: مع تعلم اللغة، هناك تأثر بالقيم الغربية ذات الطابع المسيحي. فالإنسان معقد التركيبة، والطفل في المدارس الأوروبية لن يتعلم اللغة وحدها مجردة من كل ما تحمله من معان، ذلك أن اللغة تحمل في طياتها الثقافة والقيم والتاريخ والأخلاق. فله أصدقاء من كل الجنسيات بما في ذلك الأوروبيون الذين لهم عقلياتهم المتمثلة في أسلوب الحديث، والسلوك، والتصورات، ونمط التفكير، والعيش، والقيم، والأخلاق. الاختلاط الذي ليس له حد ولا فصل، خصوصًا في الأنشطة الرياضية. على سبيل المثال فإن السباحة التي تدخل ضمن البرنامج الدراسي في المدارس الرسمية تكون مختلطة وهذا يحرجني كأم، حتى وإن ما زالت ابنتي صغيرة، حيث وصل الأمر في بعض الحالات أن حجرة الملابس التابعة للمسبح كانت مشتركة بين الذكور والإناث، وهذا تحد كبير وضرب لقيمنا ومبادئنا وهويتنا وديننا الذي يأمر بالتفريق بين الأخ وأخته في المضاجع منذ صغر سنهما. فنحن نعلم أبناءنا العفة والحياء والآداب الإسلامية، وفي المقابل نجد التفسخ والميوعة خارج البيت وفي المدرسة. والوالدان مهمتهما القيام بعملية إعادة تثقيف مستمرة وانتباه شديد لآثار هذه التربية.وترتبط بذلك مسألة الرقص المختلط التي تعتبر ظاهرة منتشرة، بل إنها تدخل ضمن البرنامج الدراسي الخاص بتعليم الأطفال فن الرقص، ويتم تطبيق ذلك في مناسبات يتم إحياؤها في المدرسة مثل أعياد الميلاد (الكريسماس) ونهاية