سارة
01-13-2011, 12:08 AM
مقاله عن المراه العربيه فى الغربه
السلام عليكم
قرات هده المقاله فى العربيه نت للكاتبه اقبال التميمى عن المراه العربيه المغتربه بعنوان:
ام محمد غير مدرجه فى دليل الهاتف:
يعتقد غالبيتنا بأن خروج بعض العرب أو المسلمين من طوق الديكتاتوريات العربية وإحباطات البيروقراطية بعد هجرتهم إلى الغرب، سيؤدي إلى تغيير الواقع باستلامهم دفة رياح الحريات لتطويع حركة السفينة تجاه الاستفادة من أجواءها، لكن للأسف هذه محض تمنيات.
كنت أعتقد واهمة أن جهود بعضنا تكفي لإحداث التغيير. لكن للأسف يصطدم الواحد منا بصخرة الحقيقة المؤلمة عندما يكتشف أننا متخاذلون ومتكاسلون، يروق لغالبيتنا الاستفادة من الحقوق الممنوحة لهم من بعض البلدان الغربية دون تقديم أدنى مساهمة لتعديل صورتنا في مرآة ساهمنا بتشويهها.
أعيش في مجتمع غربي يطلق علينا فيه لقب The Less Visible إي "الأقل ظهوراً"، جاء هذا التعبير بعد دراسات مسحية وجدت أن الأقليات الأخرى استطاعت تكوين أجساد جماعية تتحدث باسمها، وتستفيد من المنح والأعطيات التي تهبها الحكومة المحلية للنهوض بأحوال مجتمع الأقليات.. سوانا نحن. لأننا مثل الرمل نرفض التماسك أو مضغ مطر العطاء. متشرذمون لكل منا أجندته الخاصة، وجميعنا يهوى الرئاسة والمشيخة. إضافة إلى أن مجتمع النساء العربيات هنا جبان بامتياز، ولا تملك غالبيتهن شخصية مستقلة إلا ما رحم ربي، على عكس المرأة التي بقيت في الوطن العربي، وعلا صوتها وأحدثت تغييراً. قد يتساءل البعض باستهجان عن سبب هذا التراجع الذي لا يفسره منطق. للأسف غالبية العرب المسلمين هنا منفصلون عما حولهم، يعيشون تناقضاً غريباً، يتمسكون بأسلوب حياة يعود قرناً للوراء، مخضعين عائلاتهم لوهم العودة إلى الديار، على أمل أن تبقى الديار كما كانت على حالها حين غادرها الجد منذ ثلاثة أجيال. ورغم معرفتهم استحالة ذلك أحكموا قبضتهم على القالب الأسري الذي فقد صلاحيته، وأوقفوا عجلة الحياة، فاصلين أدوات الحياة عن جهاز النمو الاجتماعي.
في كل مشروع ينهض بالأسرة، نسعى إلى فتح بوابة النقاش من خلال الإعلام المحلي، خصوصاً غير المرئي منه، لتشجيعهن على البوح إذ لن يستطع أحد التعرف إلى هوياتهن، ولا يشترط أن يبحن بأسمائهن. وعلى امتداد 48 حلقة إذاعية فشلنا فشلاً ذريعاً بإقناع امرأة واحدة مسلمة بالتحدث عن قضية. اضطررت إلى الإعلان أكثر من مرة في مجتمع النساء عبر المساجد إلى إقناعهن بضرورة المشاركة لما للموضوع من تأثير على مستقبل عائلاتهن، وخصوصاً أنهن هن من طلبن مني نبش قبر هذه المشكلات، إلا أن الجبن اغتال أصواتهن في كل مرة. كلما سألت إحداهن عن اسمها رفضت الإفصاح عنه، وبعد محاولات إقناع متعددة، وتردد قاتل توافق إحداهن على التحدث معي، وتختار أن أطلق عليها لقب أم محمد، وبعد كثير من المشاورات توافق أم محمد على منحي رقم هاتفها لنتحدث عبر الهاتف لتبدي رأيها في قضية تهم نساء مجتمعها دون تعريف بشخصها. ويا للخيبة سجلت أرقام سبعة من أمهات محمد، جميعهن منحنني أرقاماً مزيفة غير متوفرة في أي نظام هاتفي في البلاد، ولا في البلاد المجاورة.
لماذا تحولت أم محمد التي بقيت في البلاد العربية إلى مناضلة تدافع عن حقوقها وترتفع بثقافتها وتعنى بمستقبل أفراد عائلتها، بينما أم محمد التي انتقلت إلى الغرب الذي منحها منصة للتعبير الحر عن الرأي فضلت إعدام صوتها، وأطلقت النار على حنجرتها بيدها. تحدثت إليهن كثيراً، ووجدت أن غالبيتهن يعشن تحت جلباب سي السيد الذي لم يتعلم من الحديث النبوي الشريف " من رأى منكم منكراً فليغيره.." فضل غالبيتهم شتم الغرب وتحميله تبعات دهاء الشيطان، وأعلن بعضهم سخطه وتمرده على قوانين البلاد، رغم أنه مطرود من رحمة بلده الأصل. حشر أولاده وزوجته في قالب ليس من الإسلام في شيء...معتقداً واهماً بأنه يحميهم من التيار السلبي لأخلاقيات الغرب. ومن قلب هذه الازدواجية أنجب رحم المعاناة الكثير من المقهورين والمتمردين والذين لا ينتمون إلى أي فئة كانت. شباب وفتيات بعضهن " صيّع" بتشديد الياء بامتياز، رغم أن ذويهم يعتقدون جازمين، بأنهم لا يعرفون كلمة " الماسنجر" كما اتضح في أحد النقاشات.
لو عملت المرأة المسلمة في الغرب كما ينبغي لها للاستفادة من التشريعات التي منحها لها القانون، لو شاركت كما ينبغي لها، وكان لها دورها وبما لا يتعارض مع الشريعة الغراء، ولو اعترف أرباب الأسر بالازدواجية الاجتماعية الصعبة المفروضة على أولادهم، لارتفعنا كما ارتفعت مجتمعات أخرى، ولأصبح لنا صوت في المهجر يستطيع الدفاع عن حقوقنا بما يليق بنا من كرامة الإنسان.
كانت وزيرة المجتمعات البريطانية روث كيلي قد تحدثت في أحد اللقاءات وقالت لا تمنحوني أسماء أشخاص، أريد أن أتعامل مع هيئة تمثل مجموعة، من أجل أن يستفيدوا من الخطط المخصصة للارتقاء بمجتمعات الأقليات. لكن هيهات. فنحن متشرذمين، نتقن حشر الناس في خانات، منشغلين بتصنيف البشر إلى نوعين.. مؤمنين أو كافرين. نطالب الغير بحل مشكلاتنا دون تكليف أنفسنا عناء النهوض عن مقاعدنا. فلماذا خذلت مجتمعك يا أم محمد.. لماذا لم تغيري المنكر، ولماذا اكتفيت بأضعف الإيمان!!.
السلام عليكم
قرات هده المقاله فى العربيه نت للكاتبه اقبال التميمى عن المراه العربيه المغتربه بعنوان:
ام محمد غير مدرجه فى دليل الهاتف:
يعتقد غالبيتنا بأن خروج بعض العرب أو المسلمين من طوق الديكتاتوريات العربية وإحباطات البيروقراطية بعد هجرتهم إلى الغرب، سيؤدي إلى تغيير الواقع باستلامهم دفة رياح الحريات لتطويع حركة السفينة تجاه الاستفادة من أجواءها، لكن للأسف هذه محض تمنيات.
كنت أعتقد واهمة أن جهود بعضنا تكفي لإحداث التغيير. لكن للأسف يصطدم الواحد منا بصخرة الحقيقة المؤلمة عندما يكتشف أننا متخاذلون ومتكاسلون، يروق لغالبيتنا الاستفادة من الحقوق الممنوحة لهم من بعض البلدان الغربية دون تقديم أدنى مساهمة لتعديل صورتنا في مرآة ساهمنا بتشويهها.
أعيش في مجتمع غربي يطلق علينا فيه لقب The Less Visible إي "الأقل ظهوراً"، جاء هذا التعبير بعد دراسات مسحية وجدت أن الأقليات الأخرى استطاعت تكوين أجساد جماعية تتحدث باسمها، وتستفيد من المنح والأعطيات التي تهبها الحكومة المحلية للنهوض بأحوال مجتمع الأقليات.. سوانا نحن. لأننا مثل الرمل نرفض التماسك أو مضغ مطر العطاء. متشرذمون لكل منا أجندته الخاصة، وجميعنا يهوى الرئاسة والمشيخة. إضافة إلى أن مجتمع النساء العربيات هنا جبان بامتياز، ولا تملك غالبيتهن شخصية مستقلة إلا ما رحم ربي، على عكس المرأة التي بقيت في الوطن العربي، وعلا صوتها وأحدثت تغييراً. قد يتساءل البعض باستهجان عن سبب هذا التراجع الذي لا يفسره منطق. للأسف غالبية العرب المسلمين هنا منفصلون عما حولهم، يعيشون تناقضاً غريباً، يتمسكون بأسلوب حياة يعود قرناً للوراء، مخضعين عائلاتهم لوهم العودة إلى الديار، على أمل أن تبقى الديار كما كانت على حالها حين غادرها الجد منذ ثلاثة أجيال. ورغم معرفتهم استحالة ذلك أحكموا قبضتهم على القالب الأسري الذي فقد صلاحيته، وأوقفوا عجلة الحياة، فاصلين أدوات الحياة عن جهاز النمو الاجتماعي.
في كل مشروع ينهض بالأسرة، نسعى إلى فتح بوابة النقاش من خلال الإعلام المحلي، خصوصاً غير المرئي منه، لتشجيعهن على البوح إذ لن يستطع أحد التعرف إلى هوياتهن، ولا يشترط أن يبحن بأسمائهن. وعلى امتداد 48 حلقة إذاعية فشلنا فشلاً ذريعاً بإقناع امرأة واحدة مسلمة بالتحدث عن قضية. اضطررت إلى الإعلان أكثر من مرة في مجتمع النساء عبر المساجد إلى إقناعهن بضرورة المشاركة لما للموضوع من تأثير على مستقبل عائلاتهن، وخصوصاً أنهن هن من طلبن مني نبش قبر هذه المشكلات، إلا أن الجبن اغتال أصواتهن في كل مرة. كلما سألت إحداهن عن اسمها رفضت الإفصاح عنه، وبعد محاولات إقناع متعددة، وتردد قاتل توافق إحداهن على التحدث معي، وتختار أن أطلق عليها لقب أم محمد، وبعد كثير من المشاورات توافق أم محمد على منحي رقم هاتفها لنتحدث عبر الهاتف لتبدي رأيها في قضية تهم نساء مجتمعها دون تعريف بشخصها. ويا للخيبة سجلت أرقام سبعة من أمهات محمد، جميعهن منحنني أرقاماً مزيفة غير متوفرة في أي نظام هاتفي في البلاد، ولا في البلاد المجاورة.
لماذا تحولت أم محمد التي بقيت في البلاد العربية إلى مناضلة تدافع عن حقوقها وترتفع بثقافتها وتعنى بمستقبل أفراد عائلتها، بينما أم محمد التي انتقلت إلى الغرب الذي منحها منصة للتعبير الحر عن الرأي فضلت إعدام صوتها، وأطلقت النار على حنجرتها بيدها. تحدثت إليهن كثيراً، ووجدت أن غالبيتهن يعشن تحت جلباب سي السيد الذي لم يتعلم من الحديث النبوي الشريف " من رأى منكم منكراً فليغيره.." فضل غالبيتهم شتم الغرب وتحميله تبعات دهاء الشيطان، وأعلن بعضهم سخطه وتمرده على قوانين البلاد، رغم أنه مطرود من رحمة بلده الأصل. حشر أولاده وزوجته في قالب ليس من الإسلام في شيء...معتقداً واهماً بأنه يحميهم من التيار السلبي لأخلاقيات الغرب. ومن قلب هذه الازدواجية أنجب رحم المعاناة الكثير من المقهورين والمتمردين والذين لا ينتمون إلى أي فئة كانت. شباب وفتيات بعضهن " صيّع" بتشديد الياء بامتياز، رغم أن ذويهم يعتقدون جازمين، بأنهم لا يعرفون كلمة " الماسنجر" كما اتضح في أحد النقاشات.
لو عملت المرأة المسلمة في الغرب كما ينبغي لها للاستفادة من التشريعات التي منحها لها القانون، لو شاركت كما ينبغي لها، وكان لها دورها وبما لا يتعارض مع الشريعة الغراء، ولو اعترف أرباب الأسر بالازدواجية الاجتماعية الصعبة المفروضة على أولادهم، لارتفعنا كما ارتفعت مجتمعات أخرى، ولأصبح لنا صوت في المهجر يستطيع الدفاع عن حقوقنا بما يليق بنا من كرامة الإنسان.
كانت وزيرة المجتمعات البريطانية روث كيلي قد تحدثت في أحد اللقاءات وقالت لا تمنحوني أسماء أشخاص، أريد أن أتعامل مع هيئة تمثل مجموعة، من أجل أن يستفيدوا من الخطط المخصصة للارتقاء بمجتمعات الأقليات. لكن هيهات. فنحن متشرذمين، نتقن حشر الناس في خانات، منشغلين بتصنيف البشر إلى نوعين.. مؤمنين أو كافرين. نطالب الغير بحل مشكلاتنا دون تكليف أنفسنا عناء النهوض عن مقاعدنا. فلماذا خذلت مجتمعك يا أم محمد.. لماذا لم تغيري المنكر، ولماذا اكتفيت بأضعف الإيمان!!.