ماهرالفيزو
01-21-2011, 03:25 AM
لما أوقع كسرى ببني تميم يوم (http://www.mu6ir.com/vb/showthread.php?t=40848)الصفا بالمشقر، فقتل المقاتلة، وبقيت الأموال والذراري، بلغ ذلك مذحجاً، فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اغتنموا بني تميم، ثم بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قضاعة، قالت مذحج للمأمور الحارثي، وهو كاهن: ما ترى؟ فقال لهم: لا تغزوا بني تميم، فإنهم يسيرون أغباباً، ويردون مياهاً جباباً، فتكون غنيمتكم تراباً.
قال أبو عبيدة: فذكر أنه اجتمع من مذحج ولفها اثنا عشر ألفاً، وكان رئيس مذحج عبد يغوث بن صلاءة، ورئيس همدان يقال له مسرح، ورئيس كندة البراء بن قيس بن الحارث. فأقبلوا إلى تميم.
فانطلق ناس من أشراف تميم إلى أكثم بن صيفي، وهو قاضي العرب يومئذٍ، فاستشاروه، فقال لهم: أقلوا الخلاف على أمرائكم، واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل، والمرء يعجز لا محالة. يا قوم تثبتوا، فإن أحزم الفريقين الركين، ورب عجلة تهب ريثا. واتزروا للحرب، وادرعوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف.
فلما انصرفوا من عند أكثم تهيئوا، واستعدوا للحرب.
وأقبل أهل اليمن، من بني الحارث من أشرافهم يزيد بن عبد المدان ويزيد بن مخرم، ويزيد بن الطيثم بن المأمور، ويزيد بن هوبر، حتى إذا كانوا بتيمن نزلوا قريباً من الكلاب، ورجل من بني زيد بن رياح بن يربوع، يقال له مشمت بن زنباع في إبل له، عند خال له من بني سعد، يقال له زهير بن بو، فلما أبصرهم المشمت قال لزهير: دونك الإبل، وتنح عن طريقهم، حتى آتي الحي فأنذرهم. قال: فركب المشمت ناقة، ثم سار حتى أتى سعداً والرباب من تميم وهم على الكلاب، فأنذرهم، فأعدوا للقوم، وصبحوهم، فأغاروا على النعم فطردوه.ا
قال: فأقبلت سعد والرباب، ورئيس الرباب النعمان بن جساس، ورئيس بني سعد قيس بن عاصم المنقري.
قال أبو عبيدة: اجتمع العلماء على أن الرئيس كان يومئذٍ قيس بن عاصم.
فقال ضمرة بن لبيد الحماسي: أنظروا إذا سقتم النعم، فإن أتتكم الخيل عصبا عصبا، وثبتت الأولى للأخرى، حتى تلحق، فإن أمر القوم هين. وإن لحق بكم القوم، فلم ينظروا إليكم حتى يردوا وجوه النعم، ولا ينتظر بعضهم بعضاً، فإن أمر القوم شديد. وتقدمت سعدٌ والرباب، فالتقوا في أوائل الناس، فلم يلتفتوا إليهم، واستقبلوا النعم من قبل وجوهها، فجعلوا يصرفونها بأرماحهم، واختلط القوم، فاقتتلوا قتالاً شديداً يومهم، حتى إذا كان من آخر النهار قتل النعمان بن جساس، قتله رجل من أهل اليمن، كانت أمه من بني حنظلة، يقال له عبد الله بن كعب، وهو الذي رماه، فقال للنعمان حين رماه: خذها وأنا ابن الحنظلية. فقال النعمان: ثكلتك أمك، رب حنظلية قد غاظتني. فذهبت مثلاً،
وظن أهل اليمن أن بني تميم سيهدهم قتل النعمان، فلم يزدهم ذلك إلا جراءة عليهم، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، فباتوا يحرس بعضهم بعضاً،
اليوم الثاني
فلما أصبحوا غدوا على القتال، فنادى قيس بن عاصم: يال سعد، ونادى عبد يغوث: يال سعد. قيس بن عاصم يدعو سعد بن زيد مناة بن تميم، وعبد يغوث يدعو سعد العشيرة. فلما سمع ذلك قيس نادى: يال كعب، فنادى عبد يغوث: يال كعب. قيس يدعو كعب بن سعد، وعبد يغوث يدعو كعب بن عمرو. فلما رأى ذلك قيس من صنيع عبد يغوث، قال: ما لهم أخزاهم الله ما ندعو بشعار إلا دعوا بمثله.
فنادى قيس: يال مقاعس، يعني بني الحارث بن عمرو بن كعب، وكان يلقب مقاعساً، فلما سمع وعلة بن عبد الله الجرمي الصوت، وكان صاحب اللواء يومئذٍ، طرحه، وكان أول من انهزم من اليمن، وحملت عليهم بنو سعد والرباب، فهزموهم أفظع هزيمة، وجعل رجل منهم يقول:
يا قوم لا يفلتكم اليزيدان مخرماً أعني به والديان
وجعل قيس بن عاصم ينادي: يال تميم: لا تقتلوا إلا فارساً، فإن الرجالة لكم. وجعل يرتجز ويقول:
لما تولوا عصـبـا شـوازبـا
أقسمت لا أطعن إلا راكـبـا
إني وجدت الطعن فيهم صائبا
وجعل يأخذ الأسارى، فإذا أخذ أسيراً قال له: ممن أنت؟ فيقول: من بني زعبل، وهو زعبل بن كعب، أخو الحارث بن كعب، وهم أنذال، فكأن الأسارى يريدون بذلك رخص الفداء، فجعل قيس إذا أخذ أسيراً منهم، دفعه إلى من يليه من بني تميم، ويقول: أمسك حتى أصطاد لك زعبلة أخرى، فذهبت مثلاً.
فما زالوا في آثارهم يقتلون ويأسرون، حتى أسر عبد يغوث، أسره فتى من بني عمير بن عبد شمس. وقتل يومئذٍ علقمة بن سباع القريعي، وهو فارس هبود، وهبود فرس عمرون الجعيد المرادي وكان علقمة قتل عمراً وأخذ فرسه من تحته، وأسر الأهتم، واسمه سنان بن سمي بن خالد بن منقر، ويومئذٍ سمي الأهتم رئيس كندة البراء بن قيس، وقتلت التيم الأوبر الحارثي، وآخر من بني الحارث يقال له معاوية، قتلهما النعمان بن جساس، وقتل يومئذٍ من أشرافهم خمسة، وقتلت بنو ضبة ضمرة بن لبيد الحماسي الكاهن، قتله قبيصة بن ضرار بن عمرو الضبي
مصير عبد يغوث المحزن!!
وأما عبد يغوث فانطلق به العبشمي إلى أهله، وكان العبشمي أهوج، فقالت له أمه ورأت عبد يغوث عظيماً جميلاً جسيماً: من أنت؟ قال: أنا سيد القوم. فضحكت، وقالت: قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج. فقال عبد يغوث:
وتضحك مني شيخةٌ عبشمية
كأن لم ترا قبلي أسيراً يمانياً
ثم قال لها: أيتها الحُرّة، هل لك إلى خير؟ قالت: وما ذاك؟ قال: أعطي ابنك مئة من الإبل وينطلق بي إلى الأهتم، فإني أتخوف أن تنتزعني سعد والرباب منه، فضمن له مئة من الإبل، وأرسل إلى بني الحارث، فوجهوا بها إليه، فقبضها العبشمي، فانطلق به إلى الأهتم، وأنشأ عبد يغوث يقول:
أأهتـم يا خـير الـبـرية والـدا
ورهطاً إذا ما الناس عدوا المساعيا
تدارك أسيراً عانياً فـي بـلادكـم
ولا تثقفني التيم ألقـى الـدواهـيا
فمشت سعد والرباب فيه. فقالت الرباب: يا بني سعد، قتل فارسنا ولم يقتل لكم فارس مذكور، فدفعه الأهتم إليهم، فأخذه عصمة بن أبير التيمي، فانطلق به إلى منزله، فقال عبد يغوث: يا بني تيم، اقتلوني قتلة كريمة. فقال له عصمة: وما تلك القتلة؟ قال: اسقوني الخمر، ودعوني أنح على نفسي، فقال له عصمة: نعم. فسقاه الخمر، ثم قطع له عرقاً يقال له الأكحل، وتركه ينزف، ومضى عنه عصمة، وترك مع ابنين له، فقالا: جمعت أهل اليمن وجئت لتصطلمنا، فكيف رأيت الله صنع بك؟ فقال عبد يغوث في ذلك:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بـيا
. فما لكما في اللوم نفعٌ ولا لـيا
ألم تعلما أن الملامة نفـعـهـا
قليل وما لومي أخي من شماليا
فيا راكباً إما عرضت فبلـغـن
ندامي من نجران أن لا تلاقـيا
أبا كربٍ والأيهمين كلـيهـمـا
وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا
جزى الله قومي بالكلاب ملامةً
صريحهم والآخرين المـوالـيا
ولو شئت نجتني من الخيل نـهـدةٌ
ترى خلفهما الحو الجياد تـوالـيا
ولكنني أحـمـي ذمـار أبـيكـم
وكان الرماح يختطفن المحـامـيا
وتضحك مني شيخة عبـشـمـية
كأن لم ترا قلبي أسـيراً يمـانـيا
وقد علمت عرسي مليكة أنـنـي
أنا الليث معـدواً عـلـيه وعـاديا
أقول وقد شدوا لساني بـنـسـعةٍ
أمعشر تيم أطلقوا لي لـسـانـيا
أمعشر تيم قد ملكتم فأسـجـحـوا
فإن أخاكم لم يكـن مـن بـوائيا
فإن تقتلوني تقتـلـوا بـي سـيداً
وإن تطلقوني تحربوني بمـا لـيا
أحقا عباد الله أن لست سـامـعـاً
نشيد الرعاء المعزبين المـتـالـيا
وقد كنت نحار الجزور ومعمل ال
مطي وأمضي حيث لا حي ماضيا
وأنحر للشرب الكرام مـطـيتـي
وأصدع بين الـقـينـتـين ردائيا
وعادية سوم الجـراد وزعـتـهـا
بكفي وقد أنحوا إلي الـعـوالـيا
كأني لم أركب جـواداً ولـم أقـل
لخيلي كري نفسي عن رجـالـيا
ولم أسبأ الزق الـروي ولـم أقـل
لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا
قال أبو عبيدة: فذكر أنه اجتمع من مذحج ولفها اثنا عشر ألفاً، وكان رئيس مذحج عبد يغوث بن صلاءة، ورئيس همدان يقال له مسرح، ورئيس كندة البراء بن قيس بن الحارث. فأقبلوا إلى تميم.
فانطلق ناس من أشراف تميم إلى أكثم بن صيفي، وهو قاضي العرب يومئذٍ، فاستشاروه، فقال لهم: أقلوا الخلاف على أمرائكم، واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل، والمرء يعجز لا محالة. يا قوم تثبتوا، فإن أحزم الفريقين الركين، ورب عجلة تهب ريثا. واتزروا للحرب، وادرعوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف.
فلما انصرفوا من عند أكثم تهيئوا، واستعدوا للحرب.
وأقبل أهل اليمن، من بني الحارث من أشرافهم يزيد بن عبد المدان ويزيد بن مخرم، ويزيد بن الطيثم بن المأمور، ويزيد بن هوبر، حتى إذا كانوا بتيمن نزلوا قريباً من الكلاب، ورجل من بني زيد بن رياح بن يربوع، يقال له مشمت بن زنباع في إبل له، عند خال له من بني سعد، يقال له زهير بن بو، فلما أبصرهم المشمت قال لزهير: دونك الإبل، وتنح عن طريقهم، حتى آتي الحي فأنذرهم. قال: فركب المشمت ناقة، ثم سار حتى أتى سعداً والرباب من تميم وهم على الكلاب، فأنذرهم، فأعدوا للقوم، وصبحوهم، فأغاروا على النعم فطردوه.ا
قال: فأقبلت سعد والرباب، ورئيس الرباب النعمان بن جساس، ورئيس بني سعد قيس بن عاصم المنقري.
قال أبو عبيدة: اجتمع العلماء على أن الرئيس كان يومئذٍ قيس بن عاصم.
فقال ضمرة بن لبيد الحماسي: أنظروا إذا سقتم النعم، فإن أتتكم الخيل عصبا عصبا، وثبتت الأولى للأخرى، حتى تلحق، فإن أمر القوم هين. وإن لحق بكم القوم، فلم ينظروا إليكم حتى يردوا وجوه النعم، ولا ينتظر بعضهم بعضاً، فإن أمر القوم شديد. وتقدمت سعدٌ والرباب، فالتقوا في أوائل الناس، فلم يلتفتوا إليهم، واستقبلوا النعم من قبل وجوهها، فجعلوا يصرفونها بأرماحهم، واختلط القوم، فاقتتلوا قتالاً شديداً يومهم، حتى إذا كان من آخر النهار قتل النعمان بن جساس، قتله رجل من أهل اليمن، كانت أمه من بني حنظلة، يقال له عبد الله بن كعب، وهو الذي رماه، فقال للنعمان حين رماه: خذها وأنا ابن الحنظلية. فقال النعمان: ثكلتك أمك، رب حنظلية قد غاظتني. فذهبت مثلاً،
وظن أهل اليمن أن بني تميم سيهدهم قتل النعمان، فلم يزدهم ذلك إلا جراءة عليهم، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، فباتوا يحرس بعضهم بعضاً،
اليوم الثاني
فلما أصبحوا غدوا على القتال، فنادى قيس بن عاصم: يال سعد، ونادى عبد يغوث: يال سعد. قيس بن عاصم يدعو سعد بن زيد مناة بن تميم، وعبد يغوث يدعو سعد العشيرة. فلما سمع ذلك قيس نادى: يال كعب، فنادى عبد يغوث: يال كعب. قيس يدعو كعب بن سعد، وعبد يغوث يدعو كعب بن عمرو. فلما رأى ذلك قيس من صنيع عبد يغوث، قال: ما لهم أخزاهم الله ما ندعو بشعار إلا دعوا بمثله.
فنادى قيس: يال مقاعس، يعني بني الحارث بن عمرو بن كعب، وكان يلقب مقاعساً، فلما سمع وعلة بن عبد الله الجرمي الصوت، وكان صاحب اللواء يومئذٍ، طرحه، وكان أول من انهزم من اليمن، وحملت عليهم بنو سعد والرباب، فهزموهم أفظع هزيمة، وجعل رجل منهم يقول:
يا قوم لا يفلتكم اليزيدان مخرماً أعني به والديان
وجعل قيس بن عاصم ينادي: يال تميم: لا تقتلوا إلا فارساً، فإن الرجالة لكم. وجعل يرتجز ويقول:
لما تولوا عصـبـا شـوازبـا
أقسمت لا أطعن إلا راكـبـا
إني وجدت الطعن فيهم صائبا
وجعل يأخذ الأسارى، فإذا أخذ أسيراً قال له: ممن أنت؟ فيقول: من بني زعبل، وهو زعبل بن كعب، أخو الحارث بن كعب، وهم أنذال، فكأن الأسارى يريدون بذلك رخص الفداء، فجعل قيس إذا أخذ أسيراً منهم، دفعه إلى من يليه من بني تميم، ويقول: أمسك حتى أصطاد لك زعبلة أخرى، فذهبت مثلاً.
فما زالوا في آثارهم يقتلون ويأسرون، حتى أسر عبد يغوث، أسره فتى من بني عمير بن عبد شمس. وقتل يومئذٍ علقمة بن سباع القريعي، وهو فارس هبود، وهبود فرس عمرون الجعيد المرادي وكان علقمة قتل عمراً وأخذ فرسه من تحته، وأسر الأهتم، واسمه سنان بن سمي بن خالد بن منقر، ويومئذٍ سمي الأهتم رئيس كندة البراء بن قيس، وقتلت التيم الأوبر الحارثي، وآخر من بني الحارث يقال له معاوية، قتلهما النعمان بن جساس، وقتل يومئذٍ من أشرافهم خمسة، وقتلت بنو ضبة ضمرة بن لبيد الحماسي الكاهن، قتله قبيصة بن ضرار بن عمرو الضبي
مصير عبد يغوث المحزن!!
وأما عبد يغوث فانطلق به العبشمي إلى أهله، وكان العبشمي أهوج، فقالت له أمه ورأت عبد يغوث عظيماً جميلاً جسيماً: من أنت؟ قال: أنا سيد القوم. فضحكت، وقالت: قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج. فقال عبد يغوث:
وتضحك مني شيخةٌ عبشمية
كأن لم ترا قبلي أسيراً يمانياً
ثم قال لها: أيتها الحُرّة، هل لك إلى خير؟ قالت: وما ذاك؟ قال: أعطي ابنك مئة من الإبل وينطلق بي إلى الأهتم، فإني أتخوف أن تنتزعني سعد والرباب منه، فضمن له مئة من الإبل، وأرسل إلى بني الحارث، فوجهوا بها إليه، فقبضها العبشمي، فانطلق به إلى الأهتم، وأنشأ عبد يغوث يقول:
أأهتـم يا خـير الـبـرية والـدا
ورهطاً إذا ما الناس عدوا المساعيا
تدارك أسيراً عانياً فـي بـلادكـم
ولا تثقفني التيم ألقـى الـدواهـيا
فمشت سعد والرباب فيه. فقالت الرباب: يا بني سعد، قتل فارسنا ولم يقتل لكم فارس مذكور، فدفعه الأهتم إليهم، فأخذه عصمة بن أبير التيمي، فانطلق به إلى منزله، فقال عبد يغوث: يا بني تيم، اقتلوني قتلة كريمة. فقال له عصمة: وما تلك القتلة؟ قال: اسقوني الخمر، ودعوني أنح على نفسي، فقال له عصمة: نعم. فسقاه الخمر، ثم قطع له عرقاً يقال له الأكحل، وتركه ينزف، ومضى عنه عصمة، وترك مع ابنين له، فقالا: جمعت أهل اليمن وجئت لتصطلمنا، فكيف رأيت الله صنع بك؟ فقال عبد يغوث في ذلك:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بـيا
. فما لكما في اللوم نفعٌ ولا لـيا
ألم تعلما أن الملامة نفـعـهـا
قليل وما لومي أخي من شماليا
فيا راكباً إما عرضت فبلـغـن
ندامي من نجران أن لا تلاقـيا
أبا كربٍ والأيهمين كلـيهـمـا
وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا
جزى الله قومي بالكلاب ملامةً
صريحهم والآخرين المـوالـيا
ولو شئت نجتني من الخيل نـهـدةٌ
ترى خلفهما الحو الجياد تـوالـيا
ولكنني أحـمـي ذمـار أبـيكـم
وكان الرماح يختطفن المحـامـيا
وتضحك مني شيخة عبـشـمـية
كأن لم ترا قلبي أسـيراً يمـانـيا
وقد علمت عرسي مليكة أنـنـي
أنا الليث معـدواً عـلـيه وعـاديا
أقول وقد شدوا لساني بـنـسـعةٍ
أمعشر تيم أطلقوا لي لـسـانـيا
أمعشر تيم قد ملكتم فأسـجـحـوا
فإن أخاكم لم يكـن مـن بـوائيا
فإن تقتلوني تقتـلـوا بـي سـيداً
وإن تطلقوني تحربوني بمـا لـيا
أحقا عباد الله أن لست سـامـعـاً
نشيد الرعاء المعزبين المـتـالـيا
وقد كنت نحار الجزور ومعمل ال
مطي وأمضي حيث لا حي ماضيا
وأنحر للشرب الكرام مـطـيتـي
وأصدع بين الـقـينـتـين ردائيا
وعادية سوم الجـراد وزعـتـهـا
بكفي وقد أنحوا إلي الـعـوالـيا
كأني لم أركب جـواداً ولـم أقـل
لخيلي كري نفسي عن رجـالـيا
ولم أسبأ الزق الـروي ولـم أقـل
لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا