ماهرالفيزو
02-22-2011, 07:55 PM
آداب الحوار
1.أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير.
2. البعد عن الخوض في الباطل والمراد بالباطل كل معصية..
3. البعد عن المماراة والجدل.
4. أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً.
5. التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام .
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حوار ، التزام الحُسنى في القول والمجادلة ، ففي محكم التنزيل :
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125) . { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة :83) .
ومن لطائف التوجيهات الإلهية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، الانصراف عن التعنيف في الردّ على أهل الباطل ، حيث قال الله لنبيه : { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (الحج : 68-69 ) .
وقوله : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(سـبأ:24) . مع أن بطلانهم ظاهر ، وحجتهم داحضة .
ويلحق بهذا الأصل :
تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف
وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ، وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً . ومن أجل هذا فليحرص المحاور ؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير ، ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛
لا ينبغي من الانسان من استخدام ضمير المتكلم أفراداً أو جمعاً ؛ فلا يقول : فعلتُ وقلتُ ، وفي رأيي ، ودَرَسْنا ، وفي تجربتنا ؛ فهذا ثقيل في نفوس المتابعين ، وهو عنوان على الإعجاب بالنفس ، وقد يؤثر على الإخلاص وحسن القصد ، والناس تشمئز من المتعالم المتعالي
6. الالتزام بوقت محدد في الكلام :
ينبغي أن يستقر في ذهن الانسان ألا يستأثر بالكلام ، ويستطيل في الحديث ، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع .
يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل : ( وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة ، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل ، ثم المُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه ، ولا يقطع أحد منها على الآخر كلامه وإن فهم مقصوده من بعضه ) .
7. حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة :
كما يطلب الالتزام بوقت محدد في الكلام ، وتجنب الاطالة قدر الإمكان ، فيطلب حُسن الاستماع ، واللباقة في الإصغاء ، وعدم قطع حديث المُحاور . وإنّ من الخطأ أن تحصر همَّك في التفكير فيما ستقوله ، ولا تُلقي بالاً لمُحدثك ومُحاورك ، وقد قال الحسن بن علي لابنه ، رضي الله عنهم أجمعين :
( يا بنيّ إذا جالست العلماء ؛ فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلًم حُسْنَ الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ، ولا تقطع على أحد حديثاً – وإن طال – حتى يُمسك ) .
إن السماع الجيِّد يتيح القاعدة الأساسية لالتقاء الآراء ، وتحديد نقاط الخلاف وأسبابه . حسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب ، واحترام الرجال وراحة النفوس وايجاد الحتلرام المتبادل، تسلم فيه الأعصاب من التوتر والتشنج ، كما يُشْعِرُ بجدّية المُحاور ، وتقدير المُخالف ، وأهمية الحوار . ومن ثم يتوجه الجميع إلى تحصيل الفائدة والوصول إلى النتيجة
8. تقدير الطرف الأخر واحترامه :
ينبغي في مجلس الحوار التأكد على الاحترام المتبادل من الأطراف والأفضل الأطراف فقط، وإعطاء كل ذي حق حقه ، والاعتراف بمنزلته ومقامه ، فيخاطب بالعبارات اللائقة ، والألقاب المستحقة ، والأساليب المهذبة .
، لا ينافي النصح ، وتصحيح الأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة . فالتقدير والاحترام غير المَلَقِ الرخيص ، والنفاق المرذول ، والمدح الكاذب ، والإقرار على الباطل .
ومما يتعلق بهذه الخصلة الأدبية أن يتوجه النظر وينصرف الفكر إلى القضية المطروحة ليتم تناولها بالبحث والتحليل والنقد والإثبات والنَّقص بعيداً عن صاحبها أو قائلها
9. حصر المناظرات في مكان محدود :
يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن يكون في خلوات محدودة الحضور ؛ قالوا : وذلك أجمع للفكر والفهم ، وأقرب لصفاء الذهن ، وأسلم لحسن القصد ، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء ، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل .
ومما استدل به على ذلك قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا } (سبأ:46) .
10. الإخلاص :
هذه الخصلة من الأدب متمِّمة لما ذكر من أصل التجرد في طلب الحق ، فعلى المُحاور ان يوطِّن نفسه ، ويُروِّضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذر في ميدان الحوار وحلبته .
أخي الحبيب:
دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك، وأحط هذه الصراحة بسور من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام، وها هو سيد البشر صلى الله عليه وسلم يسمح لزوجاته أن يراجعنه في القول فتدلي كل واحدة منهن برأيها وتعبر عما في صدرها بل وتدافع عن نفسها، فليس هو وحده الذي يتكلم في البيت.
قالت زوجة عمر، وقد أنكر عليها عمر رضي الله عنه وعنها مراجعتها له بالحديث "إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه".
إن الحوار هو إحدى طرق الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات الإنسانية جمعاء ، ويعد من أهم الركائز التي يستند إليها الفرد في خطابة لتسير أموره وتحقيق أهدافه وبناء علاقاته الإجتماعية والإنسانية إذ أنه نشاط يمارسه الفرد في كل مجالات حياته سواء في العمل أو المنزل أو الشارع أو المدرسة ويجسد به أدواره الإجتماعية والإنسانية المختلفة التي يتقلدها كأب وابن وعم وخال وجد وموظف .
وبقدر ما يكون الشخص عارفاً ومتميزاً بفن الحوار يكون ذلك مثمراً وبنّاء في حياته الإجتماعية وفي شخصه إذ بذلك يفرض شخصيته ورأيه وذاته واحترامه بطريقة سلسة و محببة لمن يخاطبهم ويحاورهم إذ أن قدراته الفردية ومهاراته الأخلاقية المتجسدة في لغة حواره يدير بها علاقاته مع الآخرين ويستخدمها في العديد من مواقف المساومة والتفاوض .
ويمكن تعريف الحوار على أنه :
تفاعل لفظي أو كتابي بين الأشخاص أو الجماعات أو المجتمعات للتواصل الإنساني في تبادل الأفكار والخبرات والتجارب الإنسانية وبناء العلاقات الإجتماعية لقضاء الحوائج وتحقيق الأهداف .
وللحوار عدة غايات يمكن أن نذكر منها : ( بشكل عام )
* إن هناك غايتان للحوار هما :
أ- غاية قريبة تستهدف المدى القريب والحاضر إذ أنها تطلب لذاتها ووقتها بشكل مباشر .
ب- غاية بعيدة تستهدف المدى البعيد بإقناع الأخريين بوجهه نظر معينة .
وتتمثل الغايات الأخرى لفن الحوار في :
* إقامة الحجة ، ودفع الشبهة والفساد من القول والرأي .
* إيجاد حل وسط يرضي الأطراف جميعاً .
* التعرف على وجهات نظر الأخريين وآرائهم حول موضوع ما .
* البحث والاستقصاء والاستقراء لتنويع الرؤى والتصورات المتاحة في النقاش .
* حل المشاكل الطبية والاجتماعية والنفسية من خلال الحوار إذ أنه يكشف لنا مواطن الخلل فيتسنى لنا بعد ذلك علاجها .
وللحوار نماذج سلبية منتشرة جداً تتمثل في :
1- الحوار العدمي التعجيزي : وفيه لا يرى أحد طريفي الحوار أو كلاهما إلا السلبيات والأخطاء وهكذا ينتهي الحوار بلا فائدة .
2- حوار المناورة : وفي هذا الحوار يظهر الطرفان أو كلاهما بالتفوق اللفظي بغض النظر عن الثمرة من المناقشة .
3- الحوار المزدوج : وهنا يعطي ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنة لكثرة ما يحتويه من التورية .
4- الحوار السلطوي : وهو حوار متسلط آمر ونجدة على مستويات مختلفة فهناك الأب والمعلم والمسؤول المتسلط .
5- الحوار السطحي : يكون التحاور حول الأمور السطحية هروباً من الأعمق لما يحمله من دواعي القلق والخوف الاجتماعي .
6- حوار الطريق المسدود : وهذا يعلن فيه الطرفان أو إحداهما منذ البداية تمسكه برأيه .
7- الحوار الإلغائي أو التسفيهي : يصر فيه أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئاً غير رأيه ويسفه الرأي الآخر .
8- حوار البرج العاجي : ويقع فيه بعض المثقفين في حوارهم الفلسفي البعيد كل البعد عن الواقع .
9- الحوار المرافق : ويلغي فيه أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر استخفافا أو تبعية أو خوفاً منه .
10- الحوار المعاكس : وهو معاكسة رأي الآخر لإثبات الذات والاختلاف وإن كان ذلك على حساب الحقيقة .
11- حوار العدوان السلبي : وفيه يلجأ أحد طرفي الحديث إلى الصمت أو التجاهل .
وهذا النوع من الحوار يؤدي إلى النزاع والفرقة ويعوق مسيرة الحوار بل يعوق بناء الفرد لذاته ومجتمعة وأمته ويفقد هيبته واحترامه ويدل ذلك على ضعف قدراته وعدم مرونته وصبره في الحوار .
ويتمثل الحوار الإيجابي والبناء في معرفة عدة أساسيات وقواعد ينطلق منها المحاور الناجح .
وفي بداية الحوار لا بد لنا من بناء ألفة مع الشخص أو الأشخاص الذين نود أن نتحاور معهم ويعد سحر الألفة من أهم الأمور التي وجب على المتحاور المتميز الالتزام بها ويكون ذلك بمحاولة التغلغل داخل عالم الفرد ، وجعله يشعر بأنك تحسن فهمه وأن هناك رباط قوي مشترك بينكما بالغوص في كل مشاغلة واهتماماته وما يهمه ويشغله.
نحن عندما نرى أناس يتصرفون بنفس طريقتنا ويهتمون لاهتماماتنا ويرون الأمور بنظرتنا فإننا ننجذب إليهم وننسجم معهم . و بناء الألفة ليس بالأمر الصعب أبداً إذ أن الألفة والوئام يخلق من خلال إكتشاف الأشياء المشتركة بين الأشخاص والجماعات والتركيز عليها كبداية في الحوار وذلك بتكرار نفس أسلوب الكلام والكلمات التي يرددها من نخاطبهم ومحاولة التمثيل بنفس نغمة الصوت إذا أثبتت الدراسات أن تبادل المعلومات مع الأخريين من خلال الكلمات نفسها يكون على نسبة 7 % ويتم توصيل 38% من خلال نغمة الصوت . هذا إلى جانب محاولة تقليد نمط التنفس والحالة النفسية ونغمة الصوت والإيماءات التي تصدر عن الأشخاص الأخريين . وعن طريق القيام بهذه الأمور ننجح في تحقيق ألفه وثيقة وثقة أكيدة في دقائق .
فحينما تنجح ألفة الكلمات مع العقل الواعي للإنسان ، فإن الفسيولوجيا تنجح مع ألا واعي في الإنسان .
هذا إلى جانب انه علينا أن ندرك البرامج العليا التي يسّير عليها الفرد حياته وذلك بمعرفة :
1- هل هو من الأشخاص الذين يميلون إلى الحذر والقلق والابتعاد عن الأمور والتجارب الجديدة أم هل هو من الأشخاص الذين يميلون إلى الإثارة والتجربة ؟
2- كيف يحكم على أن هذا الأمر جيد أو أنه قام بعمل جيد هل بشعور داخلي لدية أم بمكافئته من قبل رئيسة في العمل أو المدرسة ...الخ ؟
3- هل ينظر لذاته ويقيمها من منظور ما حققه لنفسه أم ما حققه لنفسه وللآخرين ؟
4- هل يقتنع بالأمور إذا سمع بها أم إذا شاهدها أو إذا حس أنها جيدة ؟
5- هل تدفعه الضرورة لخوض التجارب والعمل أو الرغبة في المعرفة والتجربة ؟
6- هل يحب البقاء وإقامة علاقات إجتماعية فردية أم جماعية ؟
وهذا النوع من الأسئلة يفيدنا كثيراً في التعامل مع الأشخاص وإقامة حوار ناجح وتقييم الفرد خاصة في مجال العمل للتعين أو إقامة الصفقات ....؟
أما حينما نخوض الحوار بصلب الموضوع علينا أن نراعي الآتي :
* عدم التقييم للمحاور الآخر بأنه جيد أو غير جيد كالقول ( بأنك جديد في تجاربك تعلم ثم حاورني )
فهذه الطريقة تفقد الحوار مرونته وتفقد المحاور الآخر اتزانه وصبره وربما يتحول مجرى الحديث إلى صراع شخصي ويصل إلى تبادل الألفاظ البدائية والسيئة . ولكن علينا في مثل هذه المواقف التعبير عن وجهه نظرنا بأسلوب راقي كالقول ( أن مجال عملك أخي رائع وأنا واثق بأنك ستكسب من خلاله تجارب رائعة وعظيمة في المستقبل وستتضح لنا ولك الصورة آن ذاك أكثر وأنا يا عزيزي أشجعك على بذل كل جهودك فيه و أتمنى من كل قلبي أن تقابلني بعد ذلك لتفيدني و تتوضح لنا الأمور )
* لا ننسى البدء من مواطن الاتفاق دوماً لكسب الثقة وإفشاء روح السلام والتفاهم والشعور بأن المصير الذي يجمع المتحاورين هو مصير واحد مشترك .
وفي ذلك قال بعض المتمرسين :
( دع صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بكلمة ( نعم ) وحل ما استطعت بينه وبين ( لا ) إن كلمة ( لا ) عقبة كؤود يصعب إقتحامها وتجاوزها ، فمتى قال صاحبك ( لا ) أوجبت علية كبرياءه أن يظل مناصراً لنفيه .
إن التلفظ ب( لا ) ليس تفوهاً مجرداً بهاذيين الحرفين ، ولكنه تحفز لكيان الإنسان بأعصابه وعضلاته وغدده أ إنه اندفاع بقوة نحو الرفض ، أما ( نعم ) كلمة رقيقه رفيقة لا تكلف أي نشاط جسماني .
* دع صاحبك أو محاورك يعرض قضيته بدون مقاطعة حتى لا يشعر بأنك لا تفهمه لأنك إذا قاطعته فإنك تستفزه نفسياً على الغضب لأن الشخص الذي يتحدث يود ذكر كل مافي صدره وسيركز تفكيره على كيفية التحدث إليك ولن يستطيع الإنصات لك جيداً .
* توقف قليلاً دائماً قبل أن تجيب حتى يوضح لمحدثك أنك معه وتفكر بشكل جاد فيه .
* لا تصر على الفوز بنسبة 100 % وأتبع القاعدة التي تقول ( قولي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )
* اعرض ردك بطريقة رقيقة ومعتدلة .
* حاول عندما تتحدث تؤكد بدليل لصحة ما تقول من القران أو السنة أو الإحصاءات والدراسات العلمية ...الخ
* اسمح له بالاحتفاظ بماء وجهه فلا تخطئة بنسبة 100% وحاول الأخذ بوجهه نظرة لو قليلاً عند عرض وجهه نظرك .
*إحذر من أن تتناقض أفكارك عند طرحها حتى لا يشعر محاورك بعجزك عن فهمه .
* تحدث مع محاورك بموضوعية تامة وتأكد من إنكار ذاتك في الحوار قدر المستطاع .
* الالتزام بوقت وموضوع محدد .
أخيراً تعد لغة الحوار من أهم الأمور المؤثرة في حياتنا والتي حثنا عليها ديننا الحنيف ويقول تعالى
( ولكم في رسول لله أسوة حسنه ) ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) أن لغة الحوار تعد حلاً لكثير من المشاكل الإجتماعية التي نواجهها في الحياة والتي باتت ظواهر كبيرة ومشاكل عملاقة يعاني منها معظم أفراد المجتمع بشكل أو بآخر وكم نحتاج إلى هذه التقنية في علاقتنا بأزواجنا وإخواننا وأقاربنا وكم نحتاجها أكثر في التعامل مع أبنائنا لتقريبهم منا كأسلوب في التنشئة الإجتماعية حتى لا تكون الفرقة ويصبحون ضحايا للانحراف والجريمة أو الأمراض الإجتماعية والنفسية .
كما أن هذه التقنية تحل الكثير من المشاكل الناتجة عن التعليم والمؤثرة في سلوكيات وشخصيات طلابنا وطالباتنا بتوثيق العلاقات المهزوزة بين الطلاب والطالبات ومعلميهم حتى نحمي كفاءاتنا وننشئ جيل عالم قادر وواثق بأذن لله تعالى خالي من أمراض القلق والخوف أو الإرهاب الاجتماعي الذي يزرعه الكثير من المعلمين والمعلمات في نفوس أبنائنا ، ثم نتساءل بعد ذلك لماذا يخجل أو يخاف الطالب من المناقشة والإدلاء برأيه في المستويات التعليمية العليا؟!
إن سلوكياتنا وخطابنا من أهم الأمور المؤثرة في حياتنا كبشر والدليل قرائننا وسنتنا المتمثلة في سلوكه صلى الله علية وسلم مع أصحابه وزوجاته وأبنائه .
نقلته لكم لأهميته في حياتنا الأسرية والعملية
1.أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير.
2. البعد عن الخوض في الباطل والمراد بالباطل كل معصية..
3. البعد عن المماراة والجدل.
4. أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً.
5. التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام .
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حوار ، التزام الحُسنى في القول والمجادلة ، ففي محكم التنزيل :
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125) . { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة :83) .
ومن لطائف التوجيهات الإلهية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، الانصراف عن التعنيف في الردّ على أهل الباطل ، حيث قال الله لنبيه : { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (الحج : 68-69 ) .
وقوله : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(سـبأ:24) . مع أن بطلانهم ظاهر ، وحجتهم داحضة .
ويلحق بهذا الأصل :
تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف
وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ، وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً . ومن أجل هذا فليحرص المحاور ؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير ، ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛
لا ينبغي من الانسان من استخدام ضمير المتكلم أفراداً أو جمعاً ؛ فلا يقول : فعلتُ وقلتُ ، وفي رأيي ، ودَرَسْنا ، وفي تجربتنا ؛ فهذا ثقيل في نفوس المتابعين ، وهو عنوان على الإعجاب بالنفس ، وقد يؤثر على الإخلاص وحسن القصد ، والناس تشمئز من المتعالم المتعالي
6. الالتزام بوقت محدد في الكلام :
ينبغي أن يستقر في ذهن الانسان ألا يستأثر بالكلام ، ويستطيل في الحديث ، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع .
يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل : ( وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة ، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل ، ثم المُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه ، ولا يقطع أحد منها على الآخر كلامه وإن فهم مقصوده من بعضه ) .
7. حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة :
كما يطلب الالتزام بوقت محدد في الكلام ، وتجنب الاطالة قدر الإمكان ، فيطلب حُسن الاستماع ، واللباقة في الإصغاء ، وعدم قطع حديث المُحاور . وإنّ من الخطأ أن تحصر همَّك في التفكير فيما ستقوله ، ولا تُلقي بالاً لمُحدثك ومُحاورك ، وقد قال الحسن بن علي لابنه ، رضي الله عنهم أجمعين :
( يا بنيّ إذا جالست العلماء ؛ فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلًم حُسْنَ الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ، ولا تقطع على أحد حديثاً – وإن طال – حتى يُمسك ) .
إن السماع الجيِّد يتيح القاعدة الأساسية لالتقاء الآراء ، وتحديد نقاط الخلاف وأسبابه . حسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب ، واحترام الرجال وراحة النفوس وايجاد الحتلرام المتبادل، تسلم فيه الأعصاب من التوتر والتشنج ، كما يُشْعِرُ بجدّية المُحاور ، وتقدير المُخالف ، وأهمية الحوار . ومن ثم يتوجه الجميع إلى تحصيل الفائدة والوصول إلى النتيجة
8. تقدير الطرف الأخر واحترامه :
ينبغي في مجلس الحوار التأكد على الاحترام المتبادل من الأطراف والأفضل الأطراف فقط، وإعطاء كل ذي حق حقه ، والاعتراف بمنزلته ومقامه ، فيخاطب بالعبارات اللائقة ، والألقاب المستحقة ، والأساليب المهذبة .
، لا ينافي النصح ، وتصحيح الأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة . فالتقدير والاحترام غير المَلَقِ الرخيص ، والنفاق المرذول ، والمدح الكاذب ، والإقرار على الباطل .
ومما يتعلق بهذه الخصلة الأدبية أن يتوجه النظر وينصرف الفكر إلى القضية المطروحة ليتم تناولها بالبحث والتحليل والنقد والإثبات والنَّقص بعيداً عن صاحبها أو قائلها
9. حصر المناظرات في مكان محدود :
يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن يكون في خلوات محدودة الحضور ؛ قالوا : وذلك أجمع للفكر والفهم ، وأقرب لصفاء الذهن ، وأسلم لحسن القصد ، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء ، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل .
ومما استدل به على ذلك قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا } (سبأ:46) .
10. الإخلاص :
هذه الخصلة من الأدب متمِّمة لما ذكر من أصل التجرد في طلب الحق ، فعلى المُحاور ان يوطِّن نفسه ، ويُروِّضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذر في ميدان الحوار وحلبته .
أخي الحبيب:
دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك، وأحط هذه الصراحة بسور من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام، وها هو سيد البشر صلى الله عليه وسلم يسمح لزوجاته أن يراجعنه في القول فتدلي كل واحدة منهن برأيها وتعبر عما في صدرها بل وتدافع عن نفسها، فليس هو وحده الذي يتكلم في البيت.
قالت زوجة عمر، وقد أنكر عليها عمر رضي الله عنه وعنها مراجعتها له بالحديث "إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه".
إن الحوار هو إحدى طرق الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات الإنسانية جمعاء ، ويعد من أهم الركائز التي يستند إليها الفرد في خطابة لتسير أموره وتحقيق أهدافه وبناء علاقاته الإجتماعية والإنسانية إذ أنه نشاط يمارسه الفرد في كل مجالات حياته سواء في العمل أو المنزل أو الشارع أو المدرسة ويجسد به أدواره الإجتماعية والإنسانية المختلفة التي يتقلدها كأب وابن وعم وخال وجد وموظف .
وبقدر ما يكون الشخص عارفاً ومتميزاً بفن الحوار يكون ذلك مثمراً وبنّاء في حياته الإجتماعية وفي شخصه إذ بذلك يفرض شخصيته ورأيه وذاته واحترامه بطريقة سلسة و محببة لمن يخاطبهم ويحاورهم إذ أن قدراته الفردية ومهاراته الأخلاقية المتجسدة في لغة حواره يدير بها علاقاته مع الآخرين ويستخدمها في العديد من مواقف المساومة والتفاوض .
ويمكن تعريف الحوار على أنه :
تفاعل لفظي أو كتابي بين الأشخاص أو الجماعات أو المجتمعات للتواصل الإنساني في تبادل الأفكار والخبرات والتجارب الإنسانية وبناء العلاقات الإجتماعية لقضاء الحوائج وتحقيق الأهداف .
وللحوار عدة غايات يمكن أن نذكر منها : ( بشكل عام )
* إن هناك غايتان للحوار هما :
أ- غاية قريبة تستهدف المدى القريب والحاضر إذ أنها تطلب لذاتها ووقتها بشكل مباشر .
ب- غاية بعيدة تستهدف المدى البعيد بإقناع الأخريين بوجهه نظر معينة .
وتتمثل الغايات الأخرى لفن الحوار في :
* إقامة الحجة ، ودفع الشبهة والفساد من القول والرأي .
* إيجاد حل وسط يرضي الأطراف جميعاً .
* التعرف على وجهات نظر الأخريين وآرائهم حول موضوع ما .
* البحث والاستقصاء والاستقراء لتنويع الرؤى والتصورات المتاحة في النقاش .
* حل المشاكل الطبية والاجتماعية والنفسية من خلال الحوار إذ أنه يكشف لنا مواطن الخلل فيتسنى لنا بعد ذلك علاجها .
وللحوار نماذج سلبية منتشرة جداً تتمثل في :
1- الحوار العدمي التعجيزي : وفيه لا يرى أحد طريفي الحوار أو كلاهما إلا السلبيات والأخطاء وهكذا ينتهي الحوار بلا فائدة .
2- حوار المناورة : وفي هذا الحوار يظهر الطرفان أو كلاهما بالتفوق اللفظي بغض النظر عن الثمرة من المناقشة .
3- الحوار المزدوج : وهنا يعطي ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنة لكثرة ما يحتويه من التورية .
4- الحوار السلطوي : وهو حوار متسلط آمر ونجدة على مستويات مختلفة فهناك الأب والمعلم والمسؤول المتسلط .
5- الحوار السطحي : يكون التحاور حول الأمور السطحية هروباً من الأعمق لما يحمله من دواعي القلق والخوف الاجتماعي .
6- حوار الطريق المسدود : وهذا يعلن فيه الطرفان أو إحداهما منذ البداية تمسكه برأيه .
7- الحوار الإلغائي أو التسفيهي : يصر فيه أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئاً غير رأيه ويسفه الرأي الآخر .
8- حوار البرج العاجي : ويقع فيه بعض المثقفين في حوارهم الفلسفي البعيد كل البعد عن الواقع .
9- الحوار المرافق : ويلغي فيه أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر استخفافا أو تبعية أو خوفاً منه .
10- الحوار المعاكس : وهو معاكسة رأي الآخر لإثبات الذات والاختلاف وإن كان ذلك على حساب الحقيقة .
11- حوار العدوان السلبي : وفيه يلجأ أحد طرفي الحديث إلى الصمت أو التجاهل .
وهذا النوع من الحوار يؤدي إلى النزاع والفرقة ويعوق مسيرة الحوار بل يعوق بناء الفرد لذاته ومجتمعة وأمته ويفقد هيبته واحترامه ويدل ذلك على ضعف قدراته وعدم مرونته وصبره في الحوار .
ويتمثل الحوار الإيجابي والبناء في معرفة عدة أساسيات وقواعد ينطلق منها المحاور الناجح .
وفي بداية الحوار لا بد لنا من بناء ألفة مع الشخص أو الأشخاص الذين نود أن نتحاور معهم ويعد سحر الألفة من أهم الأمور التي وجب على المتحاور المتميز الالتزام بها ويكون ذلك بمحاولة التغلغل داخل عالم الفرد ، وجعله يشعر بأنك تحسن فهمه وأن هناك رباط قوي مشترك بينكما بالغوص في كل مشاغلة واهتماماته وما يهمه ويشغله.
نحن عندما نرى أناس يتصرفون بنفس طريقتنا ويهتمون لاهتماماتنا ويرون الأمور بنظرتنا فإننا ننجذب إليهم وننسجم معهم . و بناء الألفة ليس بالأمر الصعب أبداً إذ أن الألفة والوئام يخلق من خلال إكتشاف الأشياء المشتركة بين الأشخاص والجماعات والتركيز عليها كبداية في الحوار وذلك بتكرار نفس أسلوب الكلام والكلمات التي يرددها من نخاطبهم ومحاولة التمثيل بنفس نغمة الصوت إذا أثبتت الدراسات أن تبادل المعلومات مع الأخريين من خلال الكلمات نفسها يكون على نسبة 7 % ويتم توصيل 38% من خلال نغمة الصوت . هذا إلى جانب محاولة تقليد نمط التنفس والحالة النفسية ونغمة الصوت والإيماءات التي تصدر عن الأشخاص الأخريين . وعن طريق القيام بهذه الأمور ننجح في تحقيق ألفه وثيقة وثقة أكيدة في دقائق .
فحينما تنجح ألفة الكلمات مع العقل الواعي للإنسان ، فإن الفسيولوجيا تنجح مع ألا واعي في الإنسان .
هذا إلى جانب انه علينا أن ندرك البرامج العليا التي يسّير عليها الفرد حياته وذلك بمعرفة :
1- هل هو من الأشخاص الذين يميلون إلى الحذر والقلق والابتعاد عن الأمور والتجارب الجديدة أم هل هو من الأشخاص الذين يميلون إلى الإثارة والتجربة ؟
2- كيف يحكم على أن هذا الأمر جيد أو أنه قام بعمل جيد هل بشعور داخلي لدية أم بمكافئته من قبل رئيسة في العمل أو المدرسة ...الخ ؟
3- هل ينظر لذاته ويقيمها من منظور ما حققه لنفسه أم ما حققه لنفسه وللآخرين ؟
4- هل يقتنع بالأمور إذا سمع بها أم إذا شاهدها أو إذا حس أنها جيدة ؟
5- هل تدفعه الضرورة لخوض التجارب والعمل أو الرغبة في المعرفة والتجربة ؟
6- هل يحب البقاء وإقامة علاقات إجتماعية فردية أم جماعية ؟
وهذا النوع من الأسئلة يفيدنا كثيراً في التعامل مع الأشخاص وإقامة حوار ناجح وتقييم الفرد خاصة في مجال العمل للتعين أو إقامة الصفقات ....؟
أما حينما نخوض الحوار بصلب الموضوع علينا أن نراعي الآتي :
* عدم التقييم للمحاور الآخر بأنه جيد أو غير جيد كالقول ( بأنك جديد في تجاربك تعلم ثم حاورني )
فهذه الطريقة تفقد الحوار مرونته وتفقد المحاور الآخر اتزانه وصبره وربما يتحول مجرى الحديث إلى صراع شخصي ويصل إلى تبادل الألفاظ البدائية والسيئة . ولكن علينا في مثل هذه المواقف التعبير عن وجهه نظرنا بأسلوب راقي كالقول ( أن مجال عملك أخي رائع وأنا واثق بأنك ستكسب من خلاله تجارب رائعة وعظيمة في المستقبل وستتضح لنا ولك الصورة آن ذاك أكثر وأنا يا عزيزي أشجعك على بذل كل جهودك فيه و أتمنى من كل قلبي أن تقابلني بعد ذلك لتفيدني و تتوضح لنا الأمور )
* لا ننسى البدء من مواطن الاتفاق دوماً لكسب الثقة وإفشاء روح السلام والتفاهم والشعور بأن المصير الذي يجمع المتحاورين هو مصير واحد مشترك .
وفي ذلك قال بعض المتمرسين :
( دع صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بكلمة ( نعم ) وحل ما استطعت بينه وبين ( لا ) إن كلمة ( لا ) عقبة كؤود يصعب إقتحامها وتجاوزها ، فمتى قال صاحبك ( لا ) أوجبت علية كبرياءه أن يظل مناصراً لنفيه .
إن التلفظ ب( لا ) ليس تفوهاً مجرداً بهاذيين الحرفين ، ولكنه تحفز لكيان الإنسان بأعصابه وعضلاته وغدده أ إنه اندفاع بقوة نحو الرفض ، أما ( نعم ) كلمة رقيقه رفيقة لا تكلف أي نشاط جسماني .
* دع صاحبك أو محاورك يعرض قضيته بدون مقاطعة حتى لا يشعر بأنك لا تفهمه لأنك إذا قاطعته فإنك تستفزه نفسياً على الغضب لأن الشخص الذي يتحدث يود ذكر كل مافي صدره وسيركز تفكيره على كيفية التحدث إليك ولن يستطيع الإنصات لك جيداً .
* توقف قليلاً دائماً قبل أن تجيب حتى يوضح لمحدثك أنك معه وتفكر بشكل جاد فيه .
* لا تصر على الفوز بنسبة 100 % وأتبع القاعدة التي تقول ( قولي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )
* اعرض ردك بطريقة رقيقة ومعتدلة .
* حاول عندما تتحدث تؤكد بدليل لصحة ما تقول من القران أو السنة أو الإحصاءات والدراسات العلمية ...الخ
* اسمح له بالاحتفاظ بماء وجهه فلا تخطئة بنسبة 100% وحاول الأخذ بوجهه نظرة لو قليلاً عند عرض وجهه نظرك .
*إحذر من أن تتناقض أفكارك عند طرحها حتى لا يشعر محاورك بعجزك عن فهمه .
* تحدث مع محاورك بموضوعية تامة وتأكد من إنكار ذاتك في الحوار قدر المستطاع .
* الالتزام بوقت وموضوع محدد .
أخيراً تعد لغة الحوار من أهم الأمور المؤثرة في حياتنا والتي حثنا عليها ديننا الحنيف ويقول تعالى
( ولكم في رسول لله أسوة حسنه ) ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) أن لغة الحوار تعد حلاً لكثير من المشاكل الإجتماعية التي نواجهها في الحياة والتي باتت ظواهر كبيرة ومشاكل عملاقة يعاني منها معظم أفراد المجتمع بشكل أو بآخر وكم نحتاج إلى هذه التقنية في علاقتنا بأزواجنا وإخواننا وأقاربنا وكم نحتاجها أكثر في التعامل مع أبنائنا لتقريبهم منا كأسلوب في التنشئة الإجتماعية حتى لا تكون الفرقة ويصبحون ضحايا للانحراف والجريمة أو الأمراض الإجتماعية والنفسية .
كما أن هذه التقنية تحل الكثير من المشاكل الناتجة عن التعليم والمؤثرة في سلوكيات وشخصيات طلابنا وطالباتنا بتوثيق العلاقات المهزوزة بين الطلاب والطالبات ومعلميهم حتى نحمي كفاءاتنا وننشئ جيل عالم قادر وواثق بأذن لله تعالى خالي من أمراض القلق والخوف أو الإرهاب الاجتماعي الذي يزرعه الكثير من المعلمين والمعلمات في نفوس أبنائنا ، ثم نتساءل بعد ذلك لماذا يخجل أو يخاف الطالب من المناقشة والإدلاء برأيه في المستويات التعليمية العليا؟!
إن سلوكياتنا وخطابنا من أهم الأمور المؤثرة في حياتنا كبشر والدليل قرائننا وسنتنا المتمثلة في سلوكه صلى الله علية وسلم مع أصحابه وزوجاته وأبنائه .
نقلته لكم لأهميته في حياتنا الأسرية والعملية