ريماس
03-20-2011, 01:33 PM
جموعات منظمة في دبي وبيروت وبروكسل والسويد ومدن أخرى .. تحريض وكذب وفضائيات مستنفرة لنشر الفوضى في سورية
حملة منظمة بدأت ملامحها تتكشف، هدفها الضغط السياسي على سورية من خلال نشر ما يمكن من فوضى في مختلف المناطق السورية
وتحريض الناس على التظاهر وتقديم مطالب للسلطات المحلية، لا يمكن وصف ما رفع منها حتى الآن إلا بالمطالب العادية جداً، ولا علاقة لها بتغيير أو «إسقاط النظام»، وأقصاها كان مزيداً من الحرية دون أن يحدد من يهتف بذلك ما «الحرية» التي يطالب بها.
ووسط هذه الهجمة بدا المنظر الإعلامي كئيباً طوال الأيام الثلاثة الأخيرة ولاسيما تجاه ما يبث عن أكاذيب وشائعات وتحريض واضح على السوريين لنشر الفوضى والتخريب في كل أرجاء البلاد دون أن يقابله أي رد إعلامي سوري عدا العمل الذي تقوم به قناة «الإخبارية السورية» في محاولة لصد الهجمات وبث الأخبار الحقيقية، لكن القناة لا تزال في بثها التجريبي وعدد مشاهديها قليل للغاية ما يعني أننا أمام فضاء مفتوح للفضائيات الأجنبية لتبث ما تشاء من شائعات وتكذيب.
أما وسائل الإعلام الرسمية وفي مقدمتها الفضائية التي يشاهدها ملايين من السوريين، فبقيت صامتة ولم تغير من برامجها لنفي ما يتم تداوله من أنباء كاذبة ومن تحريض واضح على فضائيات «عربية» وأخرى أجنبية، الأمر الذي أثار بعض القلق عند السوريين الواثقين أن كل ما ينشر لا يمت للحقيقة بصلة مصممين على ألا يخرب حياتهم وأمنهم أي مجموعة مهما كانت مطالبها لأنهم على ثقة بأن أي مطلب يمكن الحصول عليه من خلال الحوار وإيصال الصوت إلى أعلى المستويات دون أن يكون هناك حاجة لأي حركة احتجاجية يضاف إلى ذلك إيمان أغلبية السوريين بأن عملية الإصلاح ماضية في سورية وتسير بخطا منتظمة يرافقها حملة كبيرة لمكافحة كل أشكال الفساد وأن كل ما يقلق السوريين أو ما يمكن أن يقلقهم يتم بحثه علناً وفي بعض الحالات مباشرة مع الرئيس بشار الأسد الذي يتابع شؤون المواطنين وهمومهم بشكل دائم.
والمؤسف في سياق تغطية أحداث درعا تأخر الفضائية السورية ببث خبر تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات ما حصل يوم الجمعة وتأكيد حرص الرئيس الأسد على كل قطرة دماء سورية حتى نشراتها المسائية في حين قامت فضائية «المنار» ببث الخبر عند الساعة الثانية ظهراً!!
ودون الدخول في تفاصيل الوضع الإعلامي المؤلم في سورية من الضروري الحديث عما حصل في الأيام الأخيرة،
بانياس
بعد صلاة ظهر أول أمس الجمعة خرج من جامع عيروط في مدينة بانياس عدد من المصلين قدروا بنحو الخمسين شخصاً وبدؤوا يهتفون مطالبين بتحقيق عدد من الأمور الشخصية والعامة دون أن يرفعوا أي شعارات ضد النظام أو الرئيس بشار الأسد، ومع دخولهم في بعض الشوارع ازداد عددهم ليصل لبضع مئات، وقد اندس بينهم عدد من العابثين الذين قاموا بتكسير بلور بعض السيارات الواقفة. ومع وصول العناصر الأمنية تمت محاورتهم من خلال إمام الجامع لمعرفة مطالبهم حيث بين الإمام أن هذه المطالب تتلخص بإطلاق المعتقلين من أبناء مدينة بانياس الذين سبق أن أوقفوا بجرائم مختلفة، وفتح مدرسة شرعية، وإعادة المعلمات المنقبات إلى سلك التعليم، ومنع المدارس المختلطة، والحذر من ارتفاع الأسعار بما فيها أسعار الطاقة الكهربائية، وإبعاد بعض عناصر الشرطة والموانئ من بانياس بحجة التشدد في ملاحقة الصيادين والمتهمين. وقد كتبوا هذه المطالب على ورقة ثم قام إمام الجامع بتسليمها لقوات الأمن الحاضرة التي لم يحصل أي اصطدام بينها وبين المحتجين، ووعدت هذه القوات برفعها للجهات المختصة لدراستها واتخاذ القرارات المناسبة بشأن كل منها، وفور ذلك تفرق المحتجون، وعادت الحياة في المدينة إلى طبيعتها، وحسبما أوردت صحيفة الوطن ان الأمور في المدينة فتبين أن الحياة تسير بشكل طبيعي في كل شوارع وأحياء المدينة.
وبحسب مصادر مطلعة أن الذين قاموا بتكسير بلور بعض السيارات اتصلوا بالجهات الأمنية واعتذروا مما حصل وأعلنوا استعدادهم لإصلاحها على نفقتهم.
حمص
فكان اللافت أن التظاهرة التي خرجت من جامع خالد بن الوليد لم يشارك فيها الكثير من الحماصنة وأن أغلبية المشاركين حسب ما أكد لنا مراسلنا في حمص وشهود عيان جاؤوا من مناطق مختلفة من المحافظات السورية بهدف التظاهر في حمص وتأكيد خبر أن التظاهرات «تعم» عدداً كبيراً من المحافظات السورية!!
محافظات
وفي حين كانت الأوضاع هادئة جداً في حلب وفي السويداء وحماة وطرطوس واللاذقية كانت المعلومات على الانترنت تشير إلى «تظاهرات في كل المحافظات السورية دون استثناء» مرفقة بأرقام مخيفة عن أعداد كبيرة خرجت لتطالب بالحرية وقتلى وجرحى.
درعا
وحدها كانت درعا مسرح مواجهة بين المتظاهرين وقوات الأمن إذ خرج بعد صلاة الجمعة عدد كبير من الشبان يرددون شعار: «اللـه سورية حرية وبس» وعلى الفور وصل المحافظ إلى محيط المسجد وطالب المتظاهرين بتقديم طلباتهم فكانت: الإفراج عن عدد من الشبان الذين أوقفوا منذ أيام ولم يفرج عنهم، وموضوع المنقبات ومسألة إعادتهم إلى التدريس وإقالة عدد من المسؤولين في المحافظة، وما إن استلم المحافظ المطالب واعداً بدراستها حتى بدأ عدد من الشبان بالاعتداء على سيارة المحافظ التي تم تكسيرها وعلى بعض الممتلكات العامة ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر الأمن سقط خلالها شابان في مقتبل العمر الأول حسام عياش والثاني أكرم جوابرة رحمهما اللـه وألهم ذويهما الصبر والسلوان
كما جرح أكثر من 22 من عناصر الأمن منهم إصاباتهم خطيرة نتمنى لهم أيضاً الشفاء العاجل لأنه من غير المقبول أن تقع مثل هذه المواجهات ضمن العائلة السورية الواحدة.
وبالطبع بدأت وكالات أنباء وفضائيات ببث الخبر وتحدث البعض عن ثمانية قتلى ومئات الجرحى والبعض الآخر عن 6 قتلى في حين اكتفت الأغلبية برقم 4 قتلى وخرج بعض المعارضين على الشاشات ليعلقوا على ما حدث وتشجيع الشباب على مواصلة تظاهراتهم وعدم التراجع!!
أما مواقع الانترنت فبدأت تبث أخباراً بشكل مكثف عن محاصرة درعا من قبل الجيش وعن عمليات إنزال وترهيب للمواطنين سرعان ما أثبت عقلاء درعا أن لا أساس لها من الصحة لكن وعلى الرغم من النفي استمرت الأخبار الكاذبة واستمرت الشائعات المحرضة، وأمس وبعد تشييع الشابين اجتمع وجهاء درعا مع شبابها وبعد الظهر تم إنهاء الإشكال في حين تم فتح تحقيق رسمي لمعاقبة كل من تسبب في إطلاق النار وقتل الشابين.
أحذية المصلين تصدت للمتظاهرين
وما لم تذكره الفضائيات ومواقع الانترنت وصفحات الفيسبوك هو أن أول من يتصدى لتلك المجموعات هم المواطنون العاديون، ففي دمشق استُقبل المتظاهرون بأحذية المصلين في الأموي قبل أن يخرجوا وتفرقهم قوات الأمن وكذلك الأمر في حمص أما في بانياس فأخذت التظاهرة الطابع السلمي ولم يقترب منها أحد.
واللافت في حملة الأكاذيب والتحريض هي الأفلام التي يتم تصويرها من الهواتف وبثها على موقع «يو تيوب» ومنها أفلام قصيرة حقيقية أما ما تبقى فأغلبيتها مزيف وتستخدم صور قديمة لتجمعات في «سوق الحميدية» وأمام سفارتي مصر وليبيا لدمجها مع صور أخرى وإخراج فيلم على أنه من تظاهرات الاحتجاج.
وعبر أكثر من متصل لـصحيفة الوطن عن سخطه حين رأى نفسه في أحد الأفلام علماً أنه لم يشارك في أي من التظاهرات في رحاب الجامع الأموي بل كان في الاحتجاجات أمام سفارتي مصر وليبيا إلا أن صوره تم استخدامها للتحريض وبث الأكاذيب والأفلام المزيفة، كما يتم استخدام صور للانتفاضة الفلسطينية ولأحداث ليبيا ومصر واليمن لدمجها بالأفلام أيضاً.
كما تم تجنيد فضائيات لبث الأخبار الكاذبة وأخرى لبث الفتنة والطائفية في مجتمع كان ولا يزال وسيبقى رافضاً لأي خطاب طائفي ولأي فتنة يمكن أن يراهن عليها من يبث كل هذه السموم على قنواته.
أخبار كاذبة على تويتر
وميدانياً فالأمر المعطى لهذه المجموعات هو التجمع في الجوامع والأماكن المكتظة مثل الأسواق ليظهروا كأنهم مئات أو آلاف، وضرورة التحرك بين الناس وعدم التوقف كي لا ينكشفوا ومن ثم التفرق في الأزقة والشوارع الضيقة ومحاولة تصوير تحركاتهم، وتم تزويدهم بعناوين الكترونية محددة لإرسال أفلامهم على أن يتم تعديلها وبثها على «يوتيوب»، فانتهكوا حرمة المساجد وحرمة الناس الآمنة في الأسواق وأخذوا الجميع رهينة تحركاتهم المنظمة بعناية.
ومن التعليمات الواجب اتباعها أيضاً وخاصة للمجموعات التي تعمل من خارج سورية هو بث الأخبار الكاذبة على موقع «تويتر» وصفحات الفيسبوك لتحريض الناس على التظاهر و«مناصرة إخوانهم المهددين» وهذا ما تم فعلاً خلال الأيام القليلة الماضية إذ نجح هؤلاء في بث كميات هائلة من الأكاذيب على الرغم من تحرك عدد كبير من الشباب السوريين لنفي هذه الأخبار ونشر حقيقة ما يجري.
مجموعات منظمة خارجية تقود الحملة
وبحسب شباب سوريين يتابعون هذا الملف فإنه من الواضح من كل ذلك أن هناك مجموعات مهنية ومنظمة تعمل من خارج سورية وتحديدا من السويد وبروكسل ودبي وبيروت وبدعم من مجموعات بالداخل منهم من هو معارض فعلاً ومنهم من هو مغرر بالمال وبالوعود الكاذبة ومنهم من يعتقد أن الأمر تسلية ويريد المشاركة وأغلبيتهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و22 عاماً دون أن يعلموا مخاطر الوقوع في هذا الفخ. وهذا النوع من الشباب هم الأكثر استهدافاً من قبل منظمي الحملة. ويضاف إلى تلك رسائل تحريض توجه مباشرة إلى بعض المناطق وتتحدى «رجولة» شبابها وتدعوهم للخروج والتظاهر على اعتبار أن «الرجولة» تكمن في زعزعة أمن واستقرار سورية ومسايرة التحريض الآتي من خارج سورية ومسايرة بعض المجموعات المتطرفة!!
جميعنا مسؤول عن صد الحملة المغرضة
ويستخدم منظمو الحملة على سورية فضائيات عربية وأجنبية ومعارضين سوريين في الخارج أغلبيتهم من المقربين لعبد الحليم خدام لتأجيج الحملة وإلزام الدول الغربية بإصدار مواقف تدين سورية وإثارة الشك في نفوس السوريين أنفسهم بأن ما يحصل له أبعاد خطيرة جداً.
ولنكون أكثر صراحة، فالأمر الخطير الوحيد هو حالة الطمأنينة عند المسؤولين الذين يعتمدون على رصيد وشعبية الرئيس بشار الأسد، ليؤكدوا أن سورية ليست بخطر، وعلى الرغم من دقة هذا الكلام إلا أنه لا يعني إطلاقاً أن نبقى مكتوفي الأيدي لنرى هذه المشاهد أمامنا ونسكت، فالمطلوب اليوم من كل أطياف المجتمع صناعيين وتجاراً وصحفيين وكتاباً ومفكرين وجمعيات أهلية وكل مكونات سورية الحريصين على أمنها واستقرارها التحرك ليس للتظاهر بل لتوعية الشباب والمغرر بهم ومن يمكن تغريره بخطورة ما يحاك تجاه سورية، فهذه ليست مسؤولية الدولة بل مسؤوليتنا جميعاً لأننا كلنا مستهدفون، كما يترتب على المسؤولين في الحكومة أن يخرجوا عن صمتهم ويشرحوا للمواطنين أسباب ارتفاع أسعار الكهرباء والسلع الأساسية لا أن يختبئوا خلف مكاتبهم فجميعهم مطالب اليوم بملء الفضائيات وتبرير السياسة الاقتصادية وإصلاحها والاستجابة لمطالب الناس وكرامتهم وإيصال الرسائل التوضيحية إلى المواطنين في كل سورية وشرح السياسات والحلول والخطط التي وضعت لمعالجة مشاكل سورية الاقتصادية.
وليتذكر الجميع أننا نتعامل هنا مع مجموعات مهنية للغاية تدرك جيداً ما تقوم به من خطوات وهي بحاجة إلى مواجهة شاملة من كل المجتمع السوري.
حملة منظمة بدأت ملامحها تتكشف، هدفها الضغط السياسي على سورية من خلال نشر ما يمكن من فوضى في مختلف المناطق السورية
وتحريض الناس على التظاهر وتقديم مطالب للسلطات المحلية، لا يمكن وصف ما رفع منها حتى الآن إلا بالمطالب العادية جداً، ولا علاقة لها بتغيير أو «إسقاط النظام»، وأقصاها كان مزيداً من الحرية دون أن يحدد من يهتف بذلك ما «الحرية» التي يطالب بها.
ووسط هذه الهجمة بدا المنظر الإعلامي كئيباً طوال الأيام الثلاثة الأخيرة ولاسيما تجاه ما يبث عن أكاذيب وشائعات وتحريض واضح على السوريين لنشر الفوضى والتخريب في كل أرجاء البلاد دون أن يقابله أي رد إعلامي سوري عدا العمل الذي تقوم به قناة «الإخبارية السورية» في محاولة لصد الهجمات وبث الأخبار الحقيقية، لكن القناة لا تزال في بثها التجريبي وعدد مشاهديها قليل للغاية ما يعني أننا أمام فضاء مفتوح للفضائيات الأجنبية لتبث ما تشاء من شائعات وتكذيب.
أما وسائل الإعلام الرسمية وفي مقدمتها الفضائية التي يشاهدها ملايين من السوريين، فبقيت صامتة ولم تغير من برامجها لنفي ما يتم تداوله من أنباء كاذبة ومن تحريض واضح على فضائيات «عربية» وأخرى أجنبية، الأمر الذي أثار بعض القلق عند السوريين الواثقين أن كل ما ينشر لا يمت للحقيقة بصلة مصممين على ألا يخرب حياتهم وأمنهم أي مجموعة مهما كانت مطالبها لأنهم على ثقة بأن أي مطلب يمكن الحصول عليه من خلال الحوار وإيصال الصوت إلى أعلى المستويات دون أن يكون هناك حاجة لأي حركة احتجاجية يضاف إلى ذلك إيمان أغلبية السوريين بأن عملية الإصلاح ماضية في سورية وتسير بخطا منتظمة يرافقها حملة كبيرة لمكافحة كل أشكال الفساد وأن كل ما يقلق السوريين أو ما يمكن أن يقلقهم يتم بحثه علناً وفي بعض الحالات مباشرة مع الرئيس بشار الأسد الذي يتابع شؤون المواطنين وهمومهم بشكل دائم.
والمؤسف في سياق تغطية أحداث درعا تأخر الفضائية السورية ببث خبر تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات ما حصل يوم الجمعة وتأكيد حرص الرئيس الأسد على كل قطرة دماء سورية حتى نشراتها المسائية في حين قامت فضائية «المنار» ببث الخبر عند الساعة الثانية ظهراً!!
ودون الدخول في تفاصيل الوضع الإعلامي المؤلم في سورية من الضروري الحديث عما حصل في الأيام الأخيرة،
بانياس
بعد صلاة ظهر أول أمس الجمعة خرج من جامع عيروط في مدينة بانياس عدد من المصلين قدروا بنحو الخمسين شخصاً وبدؤوا يهتفون مطالبين بتحقيق عدد من الأمور الشخصية والعامة دون أن يرفعوا أي شعارات ضد النظام أو الرئيس بشار الأسد، ومع دخولهم في بعض الشوارع ازداد عددهم ليصل لبضع مئات، وقد اندس بينهم عدد من العابثين الذين قاموا بتكسير بلور بعض السيارات الواقفة. ومع وصول العناصر الأمنية تمت محاورتهم من خلال إمام الجامع لمعرفة مطالبهم حيث بين الإمام أن هذه المطالب تتلخص بإطلاق المعتقلين من أبناء مدينة بانياس الذين سبق أن أوقفوا بجرائم مختلفة، وفتح مدرسة شرعية، وإعادة المعلمات المنقبات إلى سلك التعليم، ومنع المدارس المختلطة، والحذر من ارتفاع الأسعار بما فيها أسعار الطاقة الكهربائية، وإبعاد بعض عناصر الشرطة والموانئ من بانياس بحجة التشدد في ملاحقة الصيادين والمتهمين. وقد كتبوا هذه المطالب على ورقة ثم قام إمام الجامع بتسليمها لقوات الأمن الحاضرة التي لم يحصل أي اصطدام بينها وبين المحتجين، ووعدت هذه القوات برفعها للجهات المختصة لدراستها واتخاذ القرارات المناسبة بشأن كل منها، وفور ذلك تفرق المحتجون، وعادت الحياة في المدينة إلى طبيعتها، وحسبما أوردت صحيفة الوطن ان الأمور في المدينة فتبين أن الحياة تسير بشكل طبيعي في كل شوارع وأحياء المدينة.
وبحسب مصادر مطلعة أن الذين قاموا بتكسير بلور بعض السيارات اتصلوا بالجهات الأمنية واعتذروا مما حصل وأعلنوا استعدادهم لإصلاحها على نفقتهم.
حمص
فكان اللافت أن التظاهرة التي خرجت من جامع خالد بن الوليد لم يشارك فيها الكثير من الحماصنة وأن أغلبية المشاركين حسب ما أكد لنا مراسلنا في حمص وشهود عيان جاؤوا من مناطق مختلفة من المحافظات السورية بهدف التظاهر في حمص وتأكيد خبر أن التظاهرات «تعم» عدداً كبيراً من المحافظات السورية!!
محافظات
وفي حين كانت الأوضاع هادئة جداً في حلب وفي السويداء وحماة وطرطوس واللاذقية كانت المعلومات على الانترنت تشير إلى «تظاهرات في كل المحافظات السورية دون استثناء» مرفقة بأرقام مخيفة عن أعداد كبيرة خرجت لتطالب بالحرية وقتلى وجرحى.
درعا
وحدها كانت درعا مسرح مواجهة بين المتظاهرين وقوات الأمن إذ خرج بعد صلاة الجمعة عدد كبير من الشبان يرددون شعار: «اللـه سورية حرية وبس» وعلى الفور وصل المحافظ إلى محيط المسجد وطالب المتظاهرين بتقديم طلباتهم فكانت: الإفراج عن عدد من الشبان الذين أوقفوا منذ أيام ولم يفرج عنهم، وموضوع المنقبات ومسألة إعادتهم إلى التدريس وإقالة عدد من المسؤولين في المحافظة، وما إن استلم المحافظ المطالب واعداً بدراستها حتى بدأ عدد من الشبان بالاعتداء على سيارة المحافظ التي تم تكسيرها وعلى بعض الممتلكات العامة ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر الأمن سقط خلالها شابان في مقتبل العمر الأول حسام عياش والثاني أكرم جوابرة رحمهما اللـه وألهم ذويهما الصبر والسلوان
كما جرح أكثر من 22 من عناصر الأمن منهم إصاباتهم خطيرة نتمنى لهم أيضاً الشفاء العاجل لأنه من غير المقبول أن تقع مثل هذه المواجهات ضمن العائلة السورية الواحدة.
وبالطبع بدأت وكالات أنباء وفضائيات ببث الخبر وتحدث البعض عن ثمانية قتلى ومئات الجرحى والبعض الآخر عن 6 قتلى في حين اكتفت الأغلبية برقم 4 قتلى وخرج بعض المعارضين على الشاشات ليعلقوا على ما حدث وتشجيع الشباب على مواصلة تظاهراتهم وعدم التراجع!!
أما مواقع الانترنت فبدأت تبث أخباراً بشكل مكثف عن محاصرة درعا من قبل الجيش وعن عمليات إنزال وترهيب للمواطنين سرعان ما أثبت عقلاء درعا أن لا أساس لها من الصحة لكن وعلى الرغم من النفي استمرت الأخبار الكاذبة واستمرت الشائعات المحرضة، وأمس وبعد تشييع الشابين اجتمع وجهاء درعا مع شبابها وبعد الظهر تم إنهاء الإشكال في حين تم فتح تحقيق رسمي لمعاقبة كل من تسبب في إطلاق النار وقتل الشابين.
أحذية المصلين تصدت للمتظاهرين
وما لم تذكره الفضائيات ومواقع الانترنت وصفحات الفيسبوك هو أن أول من يتصدى لتلك المجموعات هم المواطنون العاديون، ففي دمشق استُقبل المتظاهرون بأحذية المصلين في الأموي قبل أن يخرجوا وتفرقهم قوات الأمن وكذلك الأمر في حمص أما في بانياس فأخذت التظاهرة الطابع السلمي ولم يقترب منها أحد.
واللافت في حملة الأكاذيب والتحريض هي الأفلام التي يتم تصويرها من الهواتف وبثها على موقع «يو تيوب» ومنها أفلام قصيرة حقيقية أما ما تبقى فأغلبيتها مزيف وتستخدم صور قديمة لتجمعات في «سوق الحميدية» وأمام سفارتي مصر وليبيا لدمجها مع صور أخرى وإخراج فيلم على أنه من تظاهرات الاحتجاج.
وعبر أكثر من متصل لـصحيفة الوطن عن سخطه حين رأى نفسه في أحد الأفلام علماً أنه لم يشارك في أي من التظاهرات في رحاب الجامع الأموي بل كان في الاحتجاجات أمام سفارتي مصر وليبيا إلا أن صوره تم استخدامها للتحريض وبث الأكاذيب والأفلام المزيفة، كما يتم استخدام صور للانتفاضة الفلسطينية ولأحداث ليبيا ومصر واليمن لدمجها بالأفلام أيضاً.
كما تم تجنيد فضائيات لبث الأخبار الكاذبة وأخرى لبث الفتنة والطائفية في مجتمع كان ولا يزال وسيبقى رافضاً لأي خطاب طائفي ولأي فتنة يمكن أن يراهن عليها من يبث كل هذه السموم على قنواته.
أخبار كاذبة على تويتر
وميدانياً فالأمر المعطى لهذه المجموعات هو التجمع في الجوامع والأماكن المكتظة مثل الأسواق ليظهروا كأنهم مئات أو آلاف، وضرورة التحرك بين الناس وعدم التوقف كي لا ينكشفوا ومن ثم التفرق في الأزقة والشوارع الضيقة ومحاولة تصوير تحركاتهم، وتم تزويدهم بعناوين الكترونية محددة لإرسال أفلامهم على أن يتم تعديلها وبثها على «يوتيوب»، فانتهكوا حرمة المساجد وحرمة الناس الآمنة في الأسواق وأخذوا الجميع رهينة تحركاتهم المنظمة بعناية.
ومن التعليمات الواجب اتباعها أيضاً وخاصة للمجموعات التي تعمل من خارج سورية هو بث الأخبار الكاذبة على موقع «تويتر» وصفحات الفيسبوك لتحريض الناس على التظاهر و«مناصرة إخوانهم المهددين» وهذا ما تم فعلاً خلال الأيام القليلة الماضية إذ نجح هؤلاء في بث كميات هائلة من الأكاذيب على الرغم من تحرك عدد كبير من الشباب السوريين لنفي هذه الأخبار ونشر حقيقة ما يجري.
مجموعات منظمة خارجية تقود الحملة
وبحسب شباب سوريين يتابعون هذا الملف فإنه من الواضح من كل ذلك أن هناك مجموعات مهنية ومنظمة تعمل من خارج سورية وتحديدا من السويد وبروكسل ودبي وبيروت وبدعم من مجموعات بالداخل منهم من هو معارض فعلاً ومنهم من هو مغرر بالمال وبالوعود الكاذبة ومنهم من يعتقد أن الأمر تسلية ويريد المشاركة وأغلبيتهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و22 عاماً دون أن يعلموا مخاطر الوقوع في هذا الفخ. وهذا النوع من الشباب هم الأكثر استهدافاً من قبل منظمي الحملة. ويضاف إلى تلك رسائل تحريض توجه مباشرة إلى بعض المناطق وتتحدى «رجولة» شبابها وتدعوهم للخروج والتظاهر على اعتبار أن «الرجولة» تكمن في زعزعة أمن واستقرار سورية ومسايرة التحريض الآتي من خارج سورية ومسايرة بعض المجموعات المتطرفة!!
جميعنا مسؤول عن صد الحملة المغرضة
ويستخدم منظمو الحملة على سورية فضائيات عربية وأجنبية ومعارضين سوريين في الخارج أغلبيتهم من المقربين لعبد الحليم خدام لتأجيج الحملة وإلزام الدول الغربية بإصدار مواقف تدين سورية وإثارة الشك في نفوس السوريين أنفسهم بأن ما يحصل له أبعاد خطيرة جداً.
ولنكون أكثر صراحة، فالأمر الخطير الوحيد هو حالة الطمأنينة عند المسؤولين الذين يعتمدون على رصيد وشعبية الرئيس بشار الأسد، ليؤكدوا أن سورية ليست بخطر، وعلى الرغم من دقة هذا الكلام إلا أنه لا يعني إطلاقاً أن نبقى مكتوفي الأيدي لنرى هذه المشاهد أمامنا ونسكت، فالمطلوب اليوم من كل أطياف المجتمع صناعيين وتجاراً وصحفيين وكتاباً ومفكرين وجمعيات أهلية وكل مكونات سورية الحريصين على أمنها واستقرارها التحرك ليس للتظاهر بل لتوعية الشباب والمغرر بهم ومن يمكن تغريره بخطورة ما يحاك تجاه سورية، فهذه ليست مسؤولية الدولة بل مسؤوليتنا جميعاً لأننا كلنا مستهدفون، كما يترتب على المسؤولين في الحكومة أن يخرجوا عن صمتهم ويشرحوا للمواطنين أسباب ارتفاع أسعار الكهرباء والسلع الأساسية لا أن يختبئوا خلف مكاتبهم فجميعهم مطالب اليوم بملء الفضائيات وتبرير السياسة الاقتصادية وإصلاحها والاستجابة لمطالب الناس وكرامتهم وإيصال الرسائل التوضيحية إلى المواطنين في كل سورية وشرح السياسات والحلول والخطط التي وضعت لمعالجة مشاكل سورية الاقتصادية.
وليتذكر الجميع أننا نتعامل هنا مع مجموعات مهنية للغاية تدرك جيداً ما تقوم به من خطوات وهي بحاجة إلى مواجهة شاملة من كل المجتمع السوري.