ريماس
04-05-2011, 10:07 AM
http://mgtrben.net/viewimages/35062f147a.jpg (http://mgtrben.net/download/35062f147a.html)
ستة وعشرون عاماً من الألم والحزن والمرض والفقر وأشياء أخرى ترسم ملامح لشاب ضئيل الجسم افترسه المرض، فأكل أصابع قدميه ويديه وجعل جسمه كخرقة بالية ما إن تلمسه حتى يتفتت أو ينسلخ قسم معه، لتسرع والدته بتضميد جراحه بالقطن والشاش ومضادات الالتهاب لتمنحه فرصة جديدة للتعلق بقشة الحياة.. إنه جميل الشاب ذو الوجه البريء والمبتسم بمرارة والمؤمن بما ابتلاه الخالق من امتحان.. فصوته الواثق ما زال يمنحه الإرادة لمقارعة مرض الفقاع الوراثي الذي محى الكثير من تضاريس جسده في معركة غير متكافئة.. كون الفقر تحالف بدوره مع المرض، فوالده السبعيني ووالدته التي تنقص عنه بقليل لا دخل ثابتاً يؤمن للعائلة قوت يومها.. فكيف سيتكفلون بتأمين دواء جميل المكلف واليومي..؟
بصوت مخنوق ونظرة احتبست الدمعة الحارة في مآقي العين تتبادل الأسرة النظرات فيما بينهم.. لتخبرنا والدته عن أولادها السبعة الذين انتصر عليهم المرض ذاته خلال السنين الماضية.. فأهلكهم واحداً تلو الآخر، وسط صمت مطبق، فالفقير عندما يموت لا أحد يشعر أو يحس به حتى أقرب المقربين..
بقي جميل بعد وفاة اشقائه السبعة يصارع ويقاوم رغم خضوعه لعدة عمليات واستئصال بعض أعضائه الداخلية وضمور جسده حتى وصل وزنه لأقل من 22 كيلوغراماً، ساهمت إصابته بمرض التلاسيميا كذلك لتكاليف علاج إضافية لم يعد بإمكان الأهل أو لم يكن أصلاً بإمكانهم تحملها فرفعوا راية الاستسلام وفوضوا أمرهم إلى الله..
الحوار مع جميل ممتع فهو ذكي وذو دم خفيف، أحلامه لا تتعدى رغبته بتناول وجبة سمك أو فروج بعد 22 سنة سابقة قضاها على السوائل لانسداد المري عنده، وقد قدر له أخيراً أن يتعرف على الفروج فتولدت عند رغبة بإشباع جوع السنين رغم أن لا رفاق له فالجميع يخاف من منظره ويخشى أن يكون مرضه معدياً.. ولذلك فهو بات تواقاً للخروج من المنزل للشارع تمنى أن يقود سيارة، حركته صعبة والتعامل معه أشبه بقطعة زجاج رقيقة، لكنه يحلم وبإصرار ويبتهل لله عز وجل، يتمنى أن يكلمه صديق أو يطرق بابه فاعل خير أو محسن علّ ذلك يعطيه مزيداً من القوة فهو يعرف أنه بات حملاً ثقيلاً على أهله الذين باعوا كل ما يملكون ولم يبق سوى لحمهم ولذلك فقد بات مكابراً ويبتسم بمرارة كلما نظرت والدته إليه بحزن، ربما لأنه يخجل أن يرى دمعة أمه وأبيه إن هو تألم..
ستة وعشرون عاماً من الألم والحزن والمرض والفقر وأشياء أخرى ترسم ملامح لشاب ضئيل الجسم افترسه المرض، فأكل أصابع قدميه ويديه وجعل جسمه كخرقة بالية ما إن تلمسه حتى يتفتت أو ينسلخ قسم معه، لتسرع والدته بتضميد جراحه بالقطن والشاش ومضادات الالتهاب لتمنحه فرصة جديدة للتعلق بقشة الحياة.. إنه جميل الشاب ذو الوجه البريء والمبتسم بمرارة والمؤمن بما ابتلاه الخالق من امتحان.. فصوته الواثق ما زال يمنحه الإرادة لمقارعة مرض الفقاع الوراثي الذي محى الكثير من تضاريس جسده في معركة غير متكافئة.. كون الفقر تحالف بدوره مع المرض، فوالده السبعيني ووالدته التي تنقص عنه بقليل لا دخل ثابتاً يؤمن للعائلة قوت يومها.. فكيف سيتكفلون بتأمين دواء جميل المكلف واليومي..؟
بصوت مخنوق ونظرة احتبست الدمعة الحارة في مآقي العين تتبادل الأسرة النظرات فيما بينهم.. لتخبرنا والدته عن أولادها السبعة الذين انتصر عليهم المرض ذاته خلال السنين الماضية.. فأهلكهم واحداً تلو الآخر، وسط صمت مطبق، فالفقير عندما يموت لا أحد يشعر أو يحس به حتى أقرب المقربين..
بقي جميل بعد وفاة اشقائه السبعة يصارع ويقاوم رغم خضوعه لعدة عمليات واستئصال بعض أعضائه الداخلية وضمور جسده حتى وصل وزنه لأقل من 22 كيلوغراماً، ساهمت إصابته بمرض التلاسيميا كذلك لتكاليف علاج إضافية لم يعد بإمكان الأهل أو لم يكن أصلاً بإمكانهم تحملها فرفعوا راية الاستسلام وفوضوا أمرهم إلى الله..
الحوار مع جميل ممتع فهو ذكي وذو دم خفيف، أحلامه لا تتعدى رغبته بتناول وجبة سمك أو فروج بعد 22 سنة سابقة قضاها على السوائل لانسداد المري عنده، وقد قدر له أخيراً أن يتعرف على الفروج فتولدت عند رغبة بإشباع جوع السنين رغم أن لا رفاق له فالجميع يخاف من منظره ويخشى أن يكون مرضه معدياً.. ولذلك فهو بات تواقاً للخروج من المنزل للشارع تمنى أن يقود سيارة، حركته صعبة والتعامل معه أشبه بقطعة زجاج رقيقة، لكنه يحلم وبإصرار ويبتهل لله عز وجل، يتمنى أن يكلمه صديق أو يطرق بابه فاعل خير أو محسن علّ ذلك يعطيه مزيداً من القوة فهو يعرف أنه بات حملاً ثقيلاً على أهله الذين باعوا كل ما يملكون ولم يبق سوى لحمهم ولذلك فقد بات مكابراً ويبتسم بمرارة كلما نظرت والدته إليه بحزن، ربما لأنه يخجل أن يرى دمعة أمه وأبيه إن هو تألم..