Dr.Hasan
04-07-2011, 12:19 PM
لما هجم ذلك الشخص على إيمان العبيدي وقد وضع وجهه بوجهها، أغمضت إيمان العبيدي عينيها وخبأت رأسها بيديها وأدارته للجهة الأخرى، طالبة منه أن يبعد عنها يده، كأنها فهمت مغزى اقتحامه لصفوف الصحافيين والكاميرات كي يسدد نظرته الترهيبية والتهديدية إليها.
وما ردة فعلها هذه سوى دليل على أن الاغتصاب كان مهولا وأن هذا الشخص هو أحد أولئك الذين انتهكوا الحرمات، وظهوره في هذه اللحظة تحد لجرأتها على فضح دنسهم، ومحاولة للنيل من شجاعتها. أحد الصحافيين الأجانب كان يدفعه عنها، وذاك يمسكه بكل قوته ويزيحه حتى آخر لحظة قبل دفعها إلى سيارة قيل انها ستنقلها لمستشفى الأمراض العقلية، فأي جنون هذا الذي لا يستحي على دمه، إذ يتخذه أصحابه درعا يحتمون به من عقل الضحية؟ ما الثمن الذي تدفعه الحرية عندما تنشدها الأنثى في ظل أنظمة وغدة، تلعب على وتر الشرف لتلويث السمعة وتحقير الأنوثة بانتهاك قداسة الجسد وذاكرته؟ يصعب على جسد أنثى أن يعيش وظلال مغتصبيه معلقة على كاهل لحمه ومتغلغلة في دمه كأنياب دراكولية، وما التغاضي عن هذا الألم سوى جريمة تساوي جريمة صناعته وتحويله إلى سلعة إعلامية رخيصة، علينا الوقوف مليا عند مسألة: معاقبة المرأة بسمعتها وشرفها، مجرد أن يخطر ببالها أن تقول لشبح الحرية ـ من بعيد -: 'كيفك إنتَ'؟
المفارقة بين التصريحات الإعلامية التي شنت هجومها على الأسيرة السورية طل الملوحي والرهينة الليبية إيمان العبيدي هي أن امرأة ـ في الحالتين ـ هي من تولت مهمة التدنيس، فبشرى كنفاني طلعت على التلفزة العربية والدولية تتحدث عن طل باعتبارها عميلة قامت بممارسة علاقات جنسية مشبوهة من أجل التجسس على بلادها، طبعا طريقة فبركة هذه القصة الفانتازية لم تنطل على أحد، ليس لأن المبالغة هي التي تحكمها فقط، إنما لأن أسلوب النظام بات مكشوفا، بل متوقعا تجاه هذا النوع من تحقير وإهانة الذين ينشدون الحرية بأسمى وأقدس ما يملكون، وهو ثأر رخيص تمارسه السلطات مع جنس حواء، إنه مرض مستشر تستحيل معه طرق وأفانين العلاج منذ ما قبل ابن سينا وحتى ما بعد 'الفرويدية'!
بشرى كنفاني امرأة وأم! كيف استطاعت أن تستعرض هذه الفانتازيا الاستخباراتية التي لا تروض حتى النمور في يومها العاشر؟ كيف تمكنت امرأة من امتلاك كل هذا الجلد على طعن فتاة في مقتبل العمر بأنوثتها وهي أنثى مثلها؟ أتأمل الآن المناصب التي شغلتها الدكتورة كنفاني: منصب أمينة سر منظمة نساء العراق، ورئاسة الاتحاد العام النسائي السوري، وعضوية المجلس التنفيذي عن سورية لمنظمة المرأة العربية، رفقا بالقوارير يا دكتورة بشرى!
امرأة عاملة في فندق الريكسوس كانت أول المتهجمين على العبيدي التي حطمت تابو العيب وثقافة المشاركة بالجريمة من خلال التستر عليها، تذرعا بالتقاليد التي تعتبر المرأة عورة، وناقصة كرامة وإرادة! تلك المرأة هجمت على العبيدي تسدد إليها الضربات وتوبخها ـ ولست أدري بأي حق؟ فإن كانت العبيدي مجنونة كما ادعت السلطات فهل يؤاخذ المجانين على جنونهم ويضربون عليه؟ وهل يساوم المجانين على تغيير شهاداتهم وأقوالهم للإعلام، كما حدث في ما بعد حسبما أوردت أم المحامية إيمان العبيدي في لقاء مع الجزيرة وهي تستجمع قواها وتعتز بشرف ابنتها؟ ثم إن كانت حقا مجنونة لماذا تخرج هالة المصراتي على شاشة الإعلام الليبي وتطالب بالتحقيق معها ومحاكمتها؟ وتهددها بأنها سجلت لها شريطا - على طريقة الكاميرا الخفية - وهي ترفض فيه أن تخضع للفحص الطبي؟ طبعا سترفض يا هالة الفصيحة، طبيب من شلة النظام ما التقرير الذي سيكتبه؟ إنه التقرير ذاته الذي قامت بفبركته 'هالة المصراتي' حيث أكدت أن إيمان فقدت عذريتها من قبل وما الاستعراض الذي قامت به سوى خطة لتنقذ شرف قبيلتها من خطيئتها، وقامت المصراتي بتحريض مباشر للقبيلة على الأخذ بالثأر من هذا العار.
كم مرة اغتصبت طل والعبيدي؟ وفي كل مرة مورست جريمة اغتصاب أفظع من الجريمة الجسدية، إنها الحرب التي شنتها كل من المصراتي وكنفاني على الأسيرتين من أجل ألا يراق الشرف الرفيع لأنظمة المافيات الجنسية ..
الاغتصاب تدبير 'سياسي اجتماعي' لمعاقبة المرأة وتهديدها، كما تشير الدراسات النفسية، وما مقاومة فعل الاغتصاب كـ 'عنف' حتى بعد وقوعه ـ سوى محاولة شجاعة من إيمان العبيدي للخلاص والتطهر من أدران التستر على الجريمة والرضوخ لها.
الصدارة لبي بي سي
منذ اللحظة الأولى لم تتوان بي بي سي العربية عن الأخذ بيد الانتفاضة السورية التي ما زالت في طور الحبو، حتى تنضج وتصبح ثورة، فتقاريرها لعبت على المفارقات وهي تستعرض حال الإعلام السوري مع هذه الهبة، في ذات الوقت الذي تعرض فيه صورا على الأرض تناقض وتدحض ما يروج له الإعلام من ادعاءات لا صلة لها بالحقيقة، ربما لتمثل الدرع الإعلامية الواقية في وجه الممارسات التضليلية لفضاء السورية والدنيا وتوابعهما، وقد جندت البرامج الحوارية فيها ضيوفها للاستبسال في تشليح الصدور الإعلامية لتلقي طعنات المغرضين والمندسين والعملاء، وافتداء آل الأسد، ولتذهب سورية بكل من عليها إلى جهة مجهولة، فليس يُعلى على النظام!
تذكرك مستشارة الرئيس السوري بنفس حيثيات الحوار مع زميلتها البحرينية في ظروف مشابهة وعلى نفس الفضاء، فقد استعارت ذات الاكاذيب التي استعانت بها تلك من حيث: الجماعات المندسة المجهولة التي تطلق النار على المتظاهرين والأمن منها براء، فطالما أن الجماعات المندسة خلقها الله هكذا فجأة بلا أي سابق إنذار لتظهر بعد ثورة تونس في كل الشوارع العربية عند انطلاق بوادر أي شرارة، فهل يعني هذا أن البلاد كانت تعج بالخلايا الفاسدة النائمة والأنظمة البوليسية لم تنتبه إليها، إلا بعد أن تحولت إلى خلايا متحركة سلطها 'فاعل شر' على المسالمين في الشوارع؟ فإن كان النظام هو الشعب فلماذا تتسلط تلك الخلايا على الشارع من دون أن تعرج ولو قليلا على السلطة؟ يعني فقط لكي نصدق هذه الألعاب النارية التي يلقي بها هؤلاء من فوق سطوح المنازل ... وكل هذا يجري والنظام 'يا حرام' مذهول وما بيده القمعية حيلة! هذا في جانب، أما الجانب الآخر فتعال تفرج على الاتهامات التي تكال للفلسطينيين كلما قامت قائمة، في دولة عربية، لن أفتح ملفات قديمة، ولكن أن يكون للفلسطينيين دور في كل ثورة فهذه ليست تهمة إنها شهادة شرف أن يحرض الفلسطينيون الشعوب العربية على الحرية والكرامة، هذا أولا، أما ثانيا فإن هذه الأنظمة كشفت زيف عدائها لاسرائيل، وهي تسارع لتبرئتها باتهام ضحيتها بزعزعة نظامها، فكيف نفهم إذن إيواءها للمقاومة الفلسطينية؟ هل رأيتم كم أن الثورة خطر على الحقيقة..
كنا نتابع بي بي سي العربية ليس تعاطفا، كما الحال مع المشرق ـ التي كانت تعلن ثورتها على طريقتها بما تتيح لها إمكانياتها ـ إنما كمصدر وحيد للتحليل والتغطية وهي تحتل الصدارة بين فضاء 'لا من فمه ولا من كمه'، ولن أعتب هنا على قنوات لطالما انحازت إلى شعوب عربية أخرى وحرمت سورية من هذا الانحياز، وفاء لدورها مع الثورات، أقول قولي هذا وأنا كلي ثقة أن الثورة العربية هي قميص يعقوب الذي سيلقيه كل شارع عربي على عين الكاميرا العمياء فترتد لها الصورة، وتنتصر الثورة لنفسها.. تغير وجه المصالح السياسية والمعادلة الإعلامية، وتسقط الستارة عما وراء كواليس المقاومة والإيواء... ولن أزيد!
سكرتير لحكام يضربون بالأحذية
لم يكن هنالك داع لأن يظهر عمرو موسى على دريم مع منى الشاذلي، فهو لم يحرك ساكنا لماضيه الطويل العالق بقدمين صمغيتين على قاعدة الثبات، بل إن جديده الذي جاء به هو استبساله في الدفاع عن هذا الماضي، والإصرار على الجريمة أسوأ من ارتكابها، فإن كان البعض يرى أن رتبته لم تتعد كونه سكرتيرا لحكام يضربون اليوم بالأحذية ـ كما سألته الشاذلي - فكيف سنعتبر وفاءه لمنصبه نضالا؟ أي نضال هذا؟ حقيقة العصفورة لم تقل للمشاهد عنه، وإلا لكان المشاهد صفق بيديه وقدميه، عموما سعيه للمنصب أوقعه في فخ التناقض والشاذلي تسأله عما سيفعله لو لم ينجح في امتحان الرئاسة! موسى لم يجنح إلى التقاعد ولا إلى الراحة ولو حتى على طريقة عادل إمام عندما سألته البابلي: إنت عايز تعمل إيه يا بهجت...؟ أجاب: أتجوز وأقعد في البيت!
جوليانو الفلسطيني
علينا أن نقاطع كل المنابر الصحافية والإعلامية التي تداولت خبر اغتيال مخرج اسرائيلي، لأن هذا اعتراف سافر بالاحتلال، وتغييب للإبداع الفلسطيني من خلال تحوير انتمائه وتذويب هويته في المحتل، وتصفيق لسرقة مبدعينا منا تماما كما سرق منا تراثنا وهواؤنا وماؤنا وهو ما لا يليق بجوليانو خميس المخرج الفلسطيني المعروف ابن الـ 48، الذي اختار أن يعيش في مخيم جنين ليس كمكان إبداعي فقط إنما كتحد وتكريس للوجود في ظل انعدامه، وما قتله سوى حمق وبلاهة ووبال على السماء قبل الأرض وقبل الفن والإبداع!
شاعرة عربية
وما ردة فعلها هذه سوى دليل على أن الاغتصاب كان مهولا وأن هذا الشخص هو أحد أولئك الذين انتهكوا الحرمات، وظهوره في هذه اللحظة تحد لجرأتها على فضح دنسهم، ومحاولة للنيل من شجاعتها. أحد الصحافيين الأجانب كان يدفعه عنها، وذاك يمسكه بكل قوته ويزيحه حتى آخر لحظة قبل دفعها إلى سيارة قيل انها ستنقلها لمستشفى الأمراض العقلية، فأي جنون هذا الذي لا يستحي على دمه، إذ يتخذه أصحابه درعا يحتمون به من عقل الضحية؟ ما الثمن الذي تدفعه الحرية عندما تنشدها الأنثى في ظل أنظمة وغدة، تلعب على وتر الشرف لتلويث السمعة وتحقير الأنوثة بانتهاك قداسة الجسد وذاكرته؟ يصعب على جسد أنثى أن يعيش وظلال مغتصبيه معلقة على كاهل لحمه ومتغلغلة في دمه كأنياب دراكولية، وما التغاضي عن هذا الألم سوى جريمة تساوي جريمة صناعته وتحويله إلى سلعة إعلامية رخيصة، علينا الوقوف مليا عند مسألة: معاقبة المرأة بسمعتها وشرفها، مجرد أن يخطر ببالها أن تقول لشبح الحرية ـ من بعيد -: 'كيفك إنتَ'؟
المفارقة بين التصريحات الإعلامية التي شنت هجومها على الأسيرة السورية طل الملوحي والرهينة الليبية إيمان العبيدي هي أن امرأة ـ في الحالتين ـ هي من تولت مهمة التدنيس، فبشرى كنفاني طلعت على التلفزة العربية والدولية تتحدث عن طل باعتبارها عميلة قامت بممارسة علاقات جنسية مشبوهة من أجل التجسس على بلادها، طبعا طريقة فبركة هذه القصة الفانتازية لم تنطل على أحد، ليس لأن المبالغة هي التي تحكمها فقط، إنما لأن أسلوب النظام بات مكشوفا، بل متوقعا تجاه هذا النوع من تحقير وإهانة الذين ينشدون الحرية بأسمى وأقدس ما يملكون، وهو ثأر رخيص تمارسه السلطات مع جنس حواء، إنه مرض مستشر تستحيل معه طرق وأفانين العلاج منذ ما قبل ابن سينا وحتى ما بعد 'الفرويدية'!
بشرى كنفاني امرأة وأم! كيف استطاعت أن تستعرض هذه الفانتازيا الاستخباراتية التي لا تروض حتى النمور في يومها العاشر؟ كيف تمكنت امرأة من امتلاك كل هذا الجلد على طعن فتاة في مقتبل العمر بأنوثتها وهي أنثى مثلها؟ أتأمل الآن المناصب التي شغلتها الدكتورة كنفاني: منصب أمينة سر منظمة نساء العراق، ورئاسة الاتحاد العام النسائي السوري، وعضوية المجلس التنفيذي عن سورية لمنظمة المرأة العربية، رفقا بالقوارير يا دكتورة بشرى!
امرأة عاملة في فندق الريكسوس كانت أول المتهجمين على العبيدي التي حطمت تابو العيب وثقافة المشاركة بالجريمة من خلال التستر عليها، تذرعا بالتقاليد التي تعتبر المرأة عورة، وناقصة كرامة وإرادة! تلك المرأة هجمت على العبيدي تسدد إليها الضربات وتوبخها ـ ولست أدري بأي حق؟ فإن كانت العبيدي مجنونة كما ادعت السلطات فهل يؤاخذ المجانين على جنونهم ويضربون عليه؟ وهل يساوم المجانين على تغيير شهاداتهم وأقوالهم للإعلام، كما حدث في ما بعد حسبما أوردت أم المحامية إيمان العبيدي في لقاء مع الجزيرة وهي تستجمع قواها وتعتز بشرف ابنتها؟ ثم إن كانت حقا مجنونة لماذا تخرج هالة المصراتي على شاشة الإعلام الليبي وتطالب بالتحقيق معها ومحاكمتها؟ وتهددها بأنها سجلت لها شريطا - على طريقة الكاميرا الخفية - وهي ترفض فيه أن تخضع للفحص الطبي؟ طبعا سترفض يا هالة الفصيحة، طبيب من شلة النظام ما التقرير الذي سيكتبه؟ إنه التقرير ذاته الذي قامت بفبركته 'هالة المصراتي' حيث أكدت أن إيمان فقدت عذريتها من قبل وما الاستعراض الذي قامت به سوى خطة لتنقذ شرف قبيلتها من خطيئتها، وقامت المصراتي بتحريض مباشر للقبيلة على الأخذ بالثأر من هذا العار.
كم مرة اغتصبت طل والعبيدي؟ وفي كل مرة مورست جريمة اغتصاب أفظع من الجريمة الجسدية، إنها الحرب التي شنتها كل من المصراتي وكنفاني على الأسيرتين من أجل ألا يراق الشرف الرفيع لأنظمة المافيات الجنسية ..
الاغتصاب تدبير 'سياسي اجتماعي' لمعاقبة المرأة وتهديدها، كما تشير الدراسات النفسية، وما مقاومة فعل الاغتصاب كـ 'عنف' حتى بعد وقوعه ـ سوى محاولة شجاعة من إيمان العبيدي للخلاص والتطهر من أدران التستر على الجريمة والرضوخ لها.
الصدارة لبي بي سي
منذ اللحظة الأولى لم تتوان بي بي سي العربية عن الأخذ بيد الانتفاضة السورية التي ما زالت في طور الحبو، حتى تنضج وتصبح ثورة، فتقاريرها لعبت على المفارقات وهي تستعرض حال الإعلام السوري مع هذه الهبة، في ذات الوقت الذي تعرض فيه صورا على الأرض تناقض وتدحض ما يروج له الإعلام من ادعاءات لا صلة لها بالحقيقة، ربما لتمثل الدرع الإعلامية الواقية في وجه الممارسات التضليلية لفضاء السورية والدنيا وتوابعهما، وقد جندت البرامج الحوارية فيها ضيوفها للاستبسال في تشليح الصدور الإعلامية لتلقي طعنات المغرضين والمندسين والعملاء، وافتداء آل الأسد، ولتذهب سورية بكل من عليها إلى جهة مجهولة، فليس يُعلى على النظام!
تذكرك مستشارة الرئيس السوري بنفس حيثيات الحوار مع زميلتها البحرينية في ظروف مشابهة وعلى نفس الفضاء، فقد استعارت ذات الاكاذيب التي استعانت بها تلك من حيث: الجماعات المندسة المجهولة التي تطلق النار على المتظاهرين والأمن منها براء، فطالما أن الجماعات المندسة خلقها الله هكذا فجأة بلا أي سابق إنذار لتظهر بعد ثورة تونس في كل الشوارع العربية عند انطلاق بوادر أي شرارة، فهل يعني هذا أن البلاد كانت تعج بالخلايا الفاسدة النائمة والأنظمة البوليسية لم تنتبه إليها، إلا بعد أن تحولت إلى خلايا متحركة سلطها 'فاعل شر' على المسالمين في الشوارع؟ فإن كان النظام هو الشعب فلماذا تتسلط تلك الخلايا على الشارع من دون أن تعرج ولو قليلا على السلطة؟ يعني فقط لكي نصدق هذه الألعاب النارية التي يلقي بها هؤلاء من فوق سطوح المنازل ... وكل هذا يجري والنظام 'يا حرام' مذهول وما بيده القمعية حيلة! هذا في جانب، أما الجانب الآخر فتعال تفرج على الاتهامات التي تكال للفلسطينيين كلما قامت قائمة، في دولة عربية، لن أفتح ملفات قديمة، ولكن أن يكون للفلسطينيين دور في كل ثورة فهذه ليست تهمة إنها شهادة شرف أن يحرض الفلسطينيون الشعوب العربية على الحرية والكرامة، هذا أولا، أما ثانيا فإن هذه الأنظمة كشفت زيف عدائها لاسرائيل، وهي تسارع لتبرئتها باتهام ضحيتها بزعزعة نظامها، فكيف نفهم إذن إيواءها للمقاومة الفلسطينية؟ هل رأيتم كم أن الثورة خطر على الحقيقة..
كنا نتابع بي بي سي العربية ليس تعاطفا، كما الحال مع المشرق ـ التي كانت تعلن ثورتها على طريقتها بما تتيح لها إمكانياتها ـ إنما كمصدر وحيد للتحليل والتغطية وهي تحتل الصدارة بين فضاء 'لا من فمه ولا من كمه'، ولن أعتب هنا على قنوات لطالما انحازت إلى شعوب عربية أخرى وحرمت سورية من هذا الانحياز، وفاء لدورها مع الثورات، أقول قولي هذا وأنا كلي ثقة أن الثورة العربية هي قميص يعقوب الذي سيلقيه كل شارع عربي على عين الكاميرا العمياء فترتد لها الصورة، وتنتصر الثورة لنفسها.. تغير وجه المصالح السياسية والمعادلة الإعلامية، وتسقط الستارة عما وراء كواليس المقاومة والإيواء... ولن أزيد!
سكرتير لحكام يضربون بالأحذية
لم يكن هنالك داع لأن يظهر عمرو موسى على دريم مع منى الشاذلي، فهو لم يحرك ساكنا لماضيه الطويل العالق بقدمين صمغيتين على قاعدة الثبات، بل إن جديده الذي جاء به هو استبساله في الدفاع عن هذا الماضي، والإصرار على الجريمة أسوأ من ارتكابها، فإن كان البعض يرى أن رتبته لم تتعد كونه سكرتيرا لحكام يضربون اليوم بالأحذية ـ كما سألته الشاذلي - فكيف سنعتبر وفاءه لمنصبه نضالا؟ أي نضال هذا؟ حقيقة العصفورة لم تقل للمشاهد عنه، وإلا لكان المشاهد صفق بيديه وقدميه، عموما سعيه للمنصب أوقعه في فخ التناقض والشاذلي تسأله عما سيفعله لو لم ينجح في امتحان الرئاسة! موسى لم يجنح إلى التقاعد ولا إلى الراحة ولو حتى على طريقة عادل إمام عندما سألته البابلي: إنت عايز تعمل إيه يا بهجت...؟ أجاب: أتجوز وأقعد في البيت!
جوليانو الفلسطيني
علينا أن نقاطع كل المنابر الصحافية والإعلامية التي تداولت خبر اغتيال مخرج اسرائيلي، لأن هذا اعتراف سافر بالاحتلال، وتغييب للإبداع الفلسطيني من خلال تحوير انتمائه وتذويب هويته في المحتل، وتصفيق لسرقة مبدعينا منا تماما كما سرق منا تراثنا وهواؤنا وماؤنا وهو ما لا يليق بجوليانو خميس المخرج الفلسطيني المعروف ابن الـ 48، الذي اختار أن يعيش في مخيم جنين ليس كمكان إبداعي فقط إنما كتحد وتكريس للوجود في ظل انعدامه، وما قتله سوى حمق وبلاهة ووبال على السماء قبل الأرض وقبل الفن والإبداع!
شاعرة عربية