Dr.Hasan
04-07-2011, 12:32 PM
http://www.bind2.com/browse.php?u=Oi8vd3d3LmFscXVkcy5jby51ay90b2RheS8wN nFwdDQ3MC5qcGc%3D&b=13
من منّا لم يقرأ ولو جزءا يسيرا من حكايات 'كليلة ودمنة' لعبد الله المقفّع. كلّنا كبارا وصغارا سمعنا بتلك الحيوانات التي نطقت بالحكمة تلقّنها لبني البشر عبر قصص مشوّقة أصبحت مضربا للأمثال ومرجعا للحكماء.
من ذلك الكتاب العظيم، تذكّرت حكاية الأسد الذي خاف من صوت الثور وعجبت للتشابه الغريب بين أسد ابن المقفّع وأسد سوريّة، فالأوّل يخاف من صوت الثور والثاني يخاف من صوت الثورة.
وكان هذا الأسد منفرداً برأيه دون أخذٍ برأي أحد من أصحابه. فلمّا سمع خوار الثور، ولم يكن رأى ثوْرا قطّ، ولا سمع خواره، لأنّه كان مقيماً مكانه لا يبرح ولا ينشط، بل يؤتى برزقه كل يومٍ على يد جنده.
ذاك أسد ابن المقفّع وأسد سوريّة منذ كان شبلا لوالده لم يبرح أيضا مكانه فلا نشاط في سبيل الإصلاح ولا سعي لتطوير الحياة السياسيّة نحو الحريّة والتعدّديّة، بل هو الانفراد بالرأي والانصراف عن النصح. وقد جاءه النصح منذ بداية الثورات العربيّة التي دوّت بأصواتها حتّى بلغت مشارق الأرض ومغاربها، جاءه من رجال الصحافة الأحرار في المقالة تلو المقالة فذكّروه بوعوده للإصلاح ولمقاومة الفساد ومعاقبة الفاسدين، تلك الوعود التي ظلّت مجرّد كلمات فضاعفت من حالة الاحتقان في كلّ أنحاء سوريّة. وقد تساءل السيّد عبد الباري عطوان في نهاية إحدى مقالته: 'سورية تنتظر الشرارة، أو محمد بوعزيزي آخر، ومازالت هناك فرصة للحيلولة دون الانفجار الكبير.. فهل يسمع ويقرأ الرئيس الأسد؟'.
والجواب أنّ الأسد على ما يبدو لم يقــــرأ مقــــالاتك يا أستاذ عبد الباري ولم يقرأ شيئا من حكايات كليلة ودمنة، فهـــــا نحن نرى كيف وصلت أمواج الثورة إلى عقر داره فواجهها بنفــــس الحلول القمعيّة التي مورست في تونس ومصر.
إنّه لا يرى الصورة كاملة إذ يتجاهل الانتصار الذي حقّقه الشباب رغم القنابل والرصاص.
الغريب في الأمر أنّ أسد حكايتنا الحكيمة قتل الثور شتربة ولكنّه ندم بشدّة فقال عنه:' لقد فجعني شتربة بنفسه، وقد كان ذا عقلٍ ورأيٍ وخلقٍ كريمٍ، ولا أدري لعلّه كان بريئاً أو مكذوباً عليه، فحزن وندم على ما كان منه.'
نهاية تعبّر عن الحزن الشديد والندم الذي أصاب أسد الحكاية الخياليّة وقد يصيب أسد الرواية السوريّة إذا تمادى في قتل الجوعى والتضييق عليهم أملا في إخماد أصواتهم المنادية بالحرّيّة.
الأفضل للرئيس هو أن يقرأ ما يقوله لك الناصحون أو أن تقرأ على الأقلّ ما قاله دمنة للأس عن صوت ذلك الثور الذي أخافه: 'لا يصغرنّ عندك أمره: فإنّ الريح الشديدة لا تعبأ بضعيف الحشيش، لكنها تحطّم طوال النخل وعظيم الشجر' فانتبه ولا تحتقر عزيمة الثوّار!
عبد الرزاق قيراط ـ تونس
من منّا لم يقرأ ولو جزءا يسيرا من حكايات 'كليلة ودمنة' لعبد الله المقفّع. كلّنا كبارا وصغارا سمعنا بتلك الحيوانات التي نطقت بالحكمة تلقّنها لبني البشر عبر قصص مشوّقة أصبحت مضربا للأمثال ومرجعا للحكماء.
من ذلك الكتاب العظيم، تذكّرت حكاية الأسد الذي خاف من صوت الثور وعجبت للتشابه الغريب بين أسد ابن المقفّع وأسد سوريّة، فالأوّل يخاف من صوت الثور والثاني يخاف من صوت الثورة.
وكان هذا الأسد منفرداً برأيه دون أخذٍ برأي أحد من أصحابه. فلمّا سمع خوار الثور، ولم يكن رأى ثوْرا قطّ، ولا سمع خواره، لأنّه كان مقيماً مكانه لا يبرح ولا ينشط، بل يؤتى برزقه كل يومٍ على يد جنده.
ذاك أسد ابن المقفّع وأسد سوريّة منذ كان شبلا لوالده لم يبرح أيضا مكانه فلا نشاط في سبيل الإصلاح ولا سعي لتطوير الحياة السياسيّة نحو الحريّة والتعدّديّة، بل هو الانفراد بالرأي والانصراف عن النصح. وقد جاءه النصح منذ بداية الثورات العربيّة التي دوّت بأصواتها حتّى بلغت مشارق الأرض ومغاربها، جاءه من رجال الصحافة الأحرار في المقالة تلو المقالة فذكّروه بوعوده للإصلاح ولمقاومة الفساد ومعاقبة الفاسدين، تلك الوعود التي ظلّت مجرّد كلمات فضاعفت من حالة الاحتقان في كلّ أنحاء سوريّة. وقد تساءل السيّد عبد الباري عطوان في نهاية إحدى مقالته: 'سورية تنتظر الشرارة، أو محمد بوعزيزي آخر، ومازالت هناك فرصة للحيلولة دون الانفجار الكبير.. فهل يسمع ويقرأ الرئيس الأسد؟'.
والجواب أنّ الأسد على ما يبدو لم يقــــرأ مقــــالاتك يا أستاذ عبد الباري ولم يقرأ شيئا من حكايات كليلة ودمنة، فهـــــا نحن نرى كيف وصلت أمواج الثورة إلى عقر داره فواجهها بنفــــس الحلول القمعيّة التي مورست في تونس ومصر.
إنّه لا يرى الصورة كاملة إذ يتجاهل الانتصار الذي حقّقه الشباب رغم القنابل والرصاص.
الغريب في الأمر أنّ أسد حكايتنا الحكيمة قتل الثور شتربة ولكنّه ندم بشدّة فقال عنه:' لقد فجعني شتربة بنفسه، وقد كان ذا عقلٍ ورأيٍ وخلقٍ كريمٍ، ولا أدري لعلّه كان بريئاً أو مكذوباً عليه، فحزن وندم على ما كان منه.'
نهاية تعبّر عن الحزن الشديد والندم الذي أصاب أسد الحكاية الخياليّة وقد يصيب أسد الرواية السوريّة إذا تمادى في قتل الجوعى والتضييق عليهم أملا في إخماد أصواتهم المنادية بالحرّيّة.
الأفضل للرئيس هو أن يقرأ ما يقوله لك الناصحون أو أن تقرأ على الأقلّ ما قاله دمنة للأس عن صوت ذلك الثور الذي أخافه: 'لا يصغرنّ عندك أمره: فإنّ الريح الشديدة لا تعبأ بضعيف الحشيش، لكنها تحطّم طوال النخل وعظيم الشجر' فانتبه ولا تحتقر عزيمة الثوّار!
عبد الرزاق قيراط ـ تونس