Dr.Ibrahim
03-05-2010, 09:35 PM
يبدو الأمر أشبه بفيلم من الخيال العلمي. آلاف طلبات الشراء تنهال على إحدى الشركات التي طرحت أخيراً عطراً تقول إنه يقاوم الهرم. ولأن الكمية محدودة صارت هناك قائمة انتظار طويلة للحصول على عبوة تعيد أيام الشباب الضائعة. وتقول الشركة المنتجة إن عطرها يجعل من يضعه يبدو في سن تقل ثمانية أعوام عن سنه الحقيقية.
قد تكون هذه أحدث موجة في ما اصطلحت الشركات على تسويقه تحت عنوان لافت "العطور الذكية". فقبل أكثر من شهر أعلن أحد أبرز العاملين في صناعة منتجات العناية بالبشرة عن طرح عطر زعم أنه يجعل المرء يبدو ويشعر بأنه أكثر شباباً من خلال التخفيف من مشاعر الضغط، إضافة إلى شحن طاقة الذكاء.
وهناك عطور تسمى العطور "المعجزة" صممت لإضفاء شعور بالبهجة على من يستخدمها، وعطور أخرى تجعل المرء جذاباً في نظر الجنس الآخر.
في هذه الأجواء المثيرة يتدخل أحد أبرز خبراء العطور في العالم "روجا دوف"، الذي ألف كتاباً بعنوان "روح العطر"، ليقول إن الشركات تطارد ما يعرفه خبراء العطور منذ سنوات، والذي يشير إلى أن العطور تعمل بطريقة تتجاوز العقل.
ويضيف: " الاستجابة الأساسية تجاه العطر إما أن تمثل بالانجذاب أو بالنفور والاشمئزاز. فالياسمين على سبيل المثال يحوي جزيئاً عضوياً يطلق عليه اسم "إندول" موجود في رائحة الحيوانات أيضاً". ويستجيب الجزء العقلاني من الدماغ لهذا المركب بوصفه زهرة، بينما يراه الجزء العاطفي بوصفه دعوة إلى الجنس.
ويشير دوف إلى وجود تأثيرات مشابهة إزاء فهم العمر أو الوزن. فرائحة الفانيليا مثلاً تجعل الناس يبدون أكثر وزناً وتوحي بالكسل، بينما توحي رائحة الليمون بالخفة والديناميكية.
يواصل العلماء دراساتهم بشأن تأثيرات الرائحة، التي يعتقد أنها أقدم الأحاسيس لدى الكائنات الحية. ووفقاً لما يقوله العلماء في جامعة روتجرز فإن هناك ارتباطاً عميقاً بين التقدم في العمر والرائحة. وعندما يتقدم المرء في العمر يعمل الجسد على تكسير الأحماض الدهنية في البشرة، ما يؤدي إلى إنتاج مركب كيماوي يطلق عليه اسم "نونيل". ويسهم هذا المركب في إنتاج رائحة يربط الناس بينها وبين التقدم في العمر.
يقول رئيس إحدى الشركات العاملة في مجال تطوير العطور والروائح الجديدة إنهم يقومون بعمل بسيط يتمثل في تصحيح عملية فيزيولوجية طبيعية من خلال العطور التي يروّجون لها. ويشير إلى وجود روائح متباينة على الدوام، حيث تعمل رائحة اللافندر كمهدئ، بينما تعتبر رائحة الليمون من المنبهات.
وأكد أن أبحاثهم خلصت إلى أن الناس يربطون بين رائحة الورد والتقدم في العمر، ولذلك بحثوا عن التأثير المغاير. وكانت النتيجة التوصل إلى تركيبة عطر تخفي رائحة العمر. وتشمل مكوناتها فواكه استوائية وثمار الغريب فروت باللون الوردي، التي أشارت الأبحاث إلى أن الرجال يربطونها بالشابات ممن هن في ربيع العمر.
هناك اليوم منتجات عطرية ربما يصل سعرها إلى آلاف الدولارات، لكنها تعمل على مستوى أكثر حرفية وتشكل الفيرمونات. والفيرمونات هذه مركبات كيماوية يتم إنتاجها على الجلد مباشرة، وتطلق روائح لا يمكن كشفها، تؤثر في سلوك وتصرفات الأشخاص المحيطين. وفي هذا النوع من العطور يتم إيصال رسالة محددة إلى المستقبلات العصبية في الدماغ. ويقول مروجوها إنك ما تضع قليلاً من هذا النوع من الروائح على شفتك العليا فإن ذاكرتك تزداد قوة وحدة ويرتفع معدل الثقة بالنفس لديك، كما أن مزاجك نفسه يتحسن.
الدكتور نيكولاس بيريكون خبير منتجات العناية بالبشرة يقول إن هناك آلية عجيبة تعمل الروائح الجديدة من خلالها لتحسين المزاج أو التلاعب بالإشارات التي تصل إلى جهاز المناعة. ويضيف: " من خلال تخفيف الضغط يحصل جهاز المناعة في الجسم على دفعة قوية، ولذلك يبدو الشخص أصغر من عمره الحقيقي. ويتم تفعيل الشحنات الإيجابية في مناطق الدماغ المرتبطة بالمهارات الإدراكية والصحة العاطفية".
في هذه الأجواء الغريبة نوعاً ما نشأ خلاف بين مبتكري هذه العطور وبعض الأكاديميين. إذ يقول الدكتور ألان هيرش مؤسس " مؤسسة علاج وأبحاث حاستي الشم والذوق" في شيكاغو إن ما يتم الترويج له من منتجات عن إظهار الناس بأقل من أعمارهم الحقيقية يستند إلى دراسات قام هو بها. ويضيف: "قمنا بفحص التأثيرات الوظيفية للعطر وخلصنا إلى أن العنب الوردي يعطي انطباعاً بالشباب".
ويظهر أن أبحاث هيرش مضت بفكرة العطور الذكية خطوة إضافية لتصل إلى ما يشبه عالم الخيال. فهو يؤكد أنهم اكتشفوا رائحة تابلة خاصة بالأزهار تجعل الرجال يرون النساء أقل وزناً بمعدل 12 رطلاً. لا بل إن هيرش يتحدث عما هو أغرب عندما يقول: " حتى الأمكنة والفضاءات يمكن أن تتأثر. فرائحة التفاح الأخضر والخيار يمكن أن تجعل غرفة ما تبدو أكبر، بينما رائحة الشواء تجعلها تبدو أصغر.
ومن بين اختراعات هيرش الوشيكة عطر مصنوع من أشجار الأكالبتوس والكافور ومادة المنتول التي تستخدم لتخفيف الألم، يفترض أنه قادر على زيادة التعاطف. ويزعم هيرش أن بالإمكان وضع هذا العطر في بيئة العمل أو يمكنه المساعدة في بعض الحالات مثل "متلازمة أسبرغر"، وهي حالة من التوحد يتميز المصاب بها بصعوبات في التفاعل الاجتماعي وأنماط محدودة من السلوك والاهتمامات.
ويتفق الخبراء على حقيقة أن هذه مجرد بداية فقط. فالسيد كومار راماني الذي يرأس شركة أنتجت عطراً يجعل المرء يبدو أصغر من سنه الحقيقية، يؤكد أنهم بدأوا للتو في اكتشاف قوة الرائحة على اللاوعي البشري، مضيفاً أن هناك مزيدا من العطور في الطريق.
قد تكون هذه أحدث موجة في ما اصطلحت الشركات على تسويقه تحت عنوان لافت "العطور الذكية". فقبل أكثر من شهر أعلن أحد أبرز العاملين في صناعة منتجات العناية بالبشرة عن طرح عطر زعم أنه يجعل المرء يبدو ويشعر بأنه أكثر شباباً من خلال التخفيف من مشاعر الضغط، إضافة إلى شحن طاقة الذكاء.
وهناك عطور تسمى العطور "المعجزة" صممت لإضفاء شعور بالبهجة على من يستخدمها، وعطور أخرى تجعل المرء جذاباً في نظر الجنس الآخر.
في هذه الأجواء المثيرة يتدخل أحد أبرز خبراء العطور في العالم "روجا دوف"، الذي ألف كتاباً بعنوان "روح العطر"، ليقول إن الشركات تطارد ما يعرفه خبراء العطور منذ سنوات، والذي يشير إلى أن العطور تعمل بطريقة تتجاوز العقل.
ويضيف: " الاستجابة الأساسية تجاه العطر إما أن تمثل بالانجذاب أو بالنفور والاشمئزاز. فالياسمين على سبيل المثال يحوي جزيئاً عضوياً يطلق عليه اسم "إندول" موجود في رائحة الحيوانات أيضاً". ويستجيب الجزء العقلاني من الدماغ لهذا المركب بوصفه زهرة، بينما يراه الجزء العاطفي بوصفه دعوة إلى الجنس.
ويشير دوف إلى وجود تأثيرات مشابهة إزاء فهم العمر أو الوزن. فرائحة الفانيليا مثلاً تجعل الناس يبدون أكثر وزناً وتوحي بالكسل، بينما توحي رائحة الليمون بالخفة والديناميكية.
يواصل العلماء دراساتهم بشأن تأثيرات الرائحة، التي يعتقد أنها أقدم الأحاسيس لدى الكائنات الحية. ووفقاً لما يقوله العلماء في جامعة روتجرز فإن هناك ارتباطاً عميقاً بين التقدم في العمر والرائحة. وعندما يتقدم المرء في العمر يعمل الجسد على تكسير الأحماض الدهنية في البشرة، ما يؤدي إلى إنتاج مركب كيماوي يطلق عليه اسم "نونيل". ويسهم هذا المركب في إنتاج رائحة يربط الناس بينها وبين التقدم في العمر.
يقول رئيس إحدى الشركات العاملة في مجال تطوير العطور والروائح الجديدة إنهم يقومون بعمل بسيط يتمثل في تصحيح عملية فيزيولوجية طبيعية من خلال العطور التي يروّجون لها. ويشير إلى وجود روائح متباينة على الدوام، حيث تعمل رائحة اللافندر كمهدئ، بينما تعتبر رائحة الليمون من المنبهات.
وأكد أن أبحاثهم خلصت إلى أن الناس يربطون بين رائحة الورد والتقدم في العمر، ولذلك بحثوا عن التأثير المغاير. وكانت النتيجة التوصل إلى تركيبة عطر تخفي رائحة العمر. وتشمل مكوناتها فواكه استوائية وثمار الغريب فروت باللون الوردي، التي أشارت الأبحاث إلى أن الرجال يربطونها بالشابات ممن هن في ربيع العمر.
هناك اليوم منتجات عطرية ربما يصل سعرها إلى آلاف الدولارات، لكنها تعمل على مستوى أكثر حرفية وتشكل الفيرمونات. والفيرمونات هذه مركبات كيماوية يتم إنتاجها على الجلد مباشرة، وتطلق روائح لا يمكن كشفها، تؤثر في سلوك وتصرفات الأشخاص المحيطين. وفي هذا النوع من العطور يتم إيصال رسالة محددة إلى المستقبلات العصبية في الدماغ. ويقول مروجوها إنك ما تضع قليلاً من هذا النوع من الروائح على شفتك العليا فإن ذاكرتك تزداد قوة وحدة ويرتفع معدل الثقة بالنفس لديك، كما أن مزاجك نفسه يتحسن.
الدكتور نيكولاس بيريكون خبير منتجات العناية بالبشرة يقول إن هناك آلية عجيبة تعمل الروائح الجديدة من خلالها لتحسين المزاج أو التلاعب بالإشارات التي تصل إلى جهاز المناعة. ويضيف: " من خلال تخفيف الضغط يحصل جهاز المناعة في الجسم على دفعة قوية، ولذلك يبدو الشخص أصغر من عمره الحقيقي. ويتم تفعيل الشحنات الإيجابية في مناطق الدماغ المرتبطة بالمهارات الإدراكية والصحة العاطفية".
في هذه الأجواء الغريبة نوعاً ما نشأ خلاف بين مبتكري هذه العطور وبعض الأكاديميين. إذ يقول الدكتور ألان هيرش مؤسس " مؤسسة علاج وأبحاث حاستي الشم والذوق" في شيكاغو إن ما يتم الترويج له من منتجات عن إظهار الناس بأقل من أعمارهم الحقيقية يستند إلى دراسات قام هو بها. ويضيف: "قمنا بفحص التأثيرات الوظيفية للعطر وخلصنا إلى أن العنب الوردي يعطي انطباعاً بالشباب".
ويظهر أن أبحاث هيرش مضت بفكرة العطور الذكية خطوة إضافية لتصل إلى ما يشبه عالم الخيال. فهو يؤكد أنهم اكتشفوا رائحة تابلة خاصة بالأزهار تجعل الرجال يرون النساء أقل وزناً بمعدل 12 رطلاً. لا بل إن هيرش يتحدث عما هو أغرب عندما يقول: " حتى الأمكنة والفضاءات يمكن أن تتأثر. فرائحة التفاح الأخضر والخيار يمكن أن تجعل غرفة ما تبدو أكبر، بينما رائحة الشواء تجعلها تبدو أصغر.
ومن بين اختراعات هيرش الوشيكة عطر مصنوع من أشجار الأكالبتوس والكافور ومادة المنتول التي تستخدم لتخفيف الألم، يفترض أنه قادر على زيادة التعاطف. ويزعم هيرش أن بالإمكان وضع هذا العطر في بيئة العمل أو يمكنه المساعدة في بعض الحالات مثل "متلازمة أسبرغر"، وهي حالة من التوحد يتميز المصاب بها بصعوبات في التفاعل الاجتماعي وأنماط محدودة من السلوك والاهتمامات.
ويتفق الخبراء على حقيقة أن هذه مجرد بداية فقط. فالسيد كومار راماني الذي يرأس شركة أنتجت عطراً يجعل المرء يبدو أصغر من سنه الحقيقية، يؤكد أنهم بدأوا للتو في اكتشاف قوة الرائحة على اللاوعي البشري، مضيفاً أن هناك مزيدا من العطور في الطريق.