مغترب ليبي
04-24-2011, 07:25 AM
حورانيات في قريتي!
نشأت وترعرعت وأنا أسمع ، ولا أزال، الناس في قريتي يشيرون أو ينادون شخصا ليس باسمه بل " ابن الحورانية" ، وكثيرا يردفون "الحورانية" باسمه، فيقولون "سامي الحورانية"!
علمت، عندما كبرت، أن أمه حورانية مسيحية تزوجت رجلا من قريتي كان يعمل مزارعا في حوران كمئات الآخرين من قريتي والقرى الفلسطينية الأخرى في القرن الماضي، وبعضهم كان يمكث لشهور وسنوات والآخر استقر وبات سوريا.
الحورانية الثانية، التي توفيت في نهاية السبعينات، فقد تزوجت رجلا فلسطينيا من قريتي أيضا بعد طلاقها من زوجها الأول. تركت ولدين في درعا أو إحدى قراها، ويزور ابنها وابنتها من زوجها الفلسطيني كلما سنحت الفرصة إخوتهم، من أمهم، في درعا بعد حصولهم على موافقة السفارة السورية في الأردن.
أما الحورانية الثالثة فهي التي تزوجها ابن الحورانية الثانية حيث هاجر إلى الكويت في السبعينات وتزوج حورانية – ليعيد التاريخ!- وهي تعيش الآن في القرية بعد عودتهما من الكويت في عام 1990.
كنت استمع إلى كبار السن في قريتي وإلى دواوينهم الصغيرة، فنادرا ما لا يتحدثون عن حوران وذكرياتهم فيها وكأنها جزء لا يتجزأ منهم ومن تاريخهم الشخصي ومن تاريخ القرية! عرفنا حوران صغارا قبل أن نزورها!
لا شك أنك ستجد كثيرا من الحورانيات والحورانيين في مختلف القرى والمدن الفلسطينية، فأنت تسمع كثيرا عن أشخاص وشخصيات في فلسطين وغيرها يحملون لقب "الحوراني" أو أسماء عائلات فلسطينية لها امتداد في حوران. وقد حدثتني زوجتي التي زارت درعا مرارا حيث تقيم خالتها عن عائلات سورية كثيرة الآن في درعا من أصل فلسطيني، عائلات استقرت منذ عقود لأسباب عديدة، وعن مخيم درعا حيث يقيم اللاجئون الفلسطينيون.
تعرفت على حورانيين كثيرين في السعودية وقطر والأردن وعلى الشبكة، وتزاورت مع بعضهم. لم أجد فرقا في العادات والتقاليد أو تقاسيم الوجوه أو ملامح الفقر!
تعجبني كلمة "آني" (أنا) التي يستخدمونها وعبارات كثيرة أخرى مثل "شلون"، وعندما استمع لشعاراتهم "الموت ولا المذلة" في المظاهرات تبكيني وتحرك بعنف كل مشاعري وكياني!
"حوران هي المنطقة الجنوبية من سوريا والتي تمتد جغرافيا إلى شمال الأردن، وهي عبارة عن سهل لذلك تسمى سهل حوران وقد قامت عليه الكثير من الحضارات منذ القدم فقد كانت أرضاً خصبة وكان الرومان يعتمدون على حوران من أجل المحاصيل الزراعية والتي كانت تسمى في زمنهم مملكة إهراء روما وذلك لخصبة أرضها ووفرة محاصيلها الزراعية وخاصة بالقساوة كبر القمح منها، وحوران من السهول المهمة في سوريا فهو السهل الذي يغطي حاجة سوريا تقريبا بالقمح والخضروات، وهي تحتل المركز الأول في إنتاج البندورة والخضراوات بشكل عام.
ومن أهم محافظات هذا السهل الكبير:محافظة درعا والتي تحتوي على الكثير من المدن الرئيسية منها مدينة نوى وهي ثاني أكبر تجمع سكاني في حوران. ومدينة جاسم ومدينة الصنمين ومدينة ازرع ومدينة داعل( دائيل ) وهي تسمية أرامية تعني بيت الإله و طفس وخربة غزالة ودير البخت و دير العدس.
محافظة أربد في الأردن تقع في أقصى شمال الأردن, وتمتد حدودها لتصل إلى الحدود الأردنية السورية, حيث نهر اليرموك, وتعد المناطق الشرقية من المحافظة جزءًا من سهل حوران الممتد بين سوريا والأردن ، بينما تطل الأجزاء الشمالية على هضبة الجولان, أما من الغرب فتتكون المنطقة جغرافيا من هضاب متوسطة الارتفاع, تنخفض تدريجيًا لتصل إلى ما دون مستوى سطح البحر في غور الأردن. بينما تمتد المناطق الجنوبية منها في منطقة المزار الشمالي ذات الجبال العالية والطبيعة الساحرة المتاخمة ل جبال عجلون."
نشأت وترعرعت وأنا أسمع ، ولا أزال، الناس في قريتي يشيرون أو ينادون شخصا ليس باسمه بل " ابن الحورانية" ، وكثيرا يردفون "الحورانية" باسمه، فيقولون "سامي الحورانية"!
علمت، عندما كبرت، أن أمه حورانية مسيحية تزوجت رجلا من قريتي كان يعمل مزارعا في حوران كمئات الآخرين من قريتي والقرى الفلسطينية الأخرى في القرن الماضي، وبعضهم كان يمكث لشهور وسنوات والآخر استقر وبات سوريا.
الحورانية الثانية، التي توفيت في نهاية السبعينات، فقد تزوجت رجلا فلسطينيا من قريتي أيضا بعد طلاقها من زوجها الأول. تركت ولدين في درعا أو إحدى قراها، ويزور ابنها وابنتها من زوجها الفلسطيني كلما سنحت الفرصة إخوتهم، من أمهم، في درعا بعد حصولهم على موافقة السفارة السورية في الأردن.
أما الحورانية الثالثة فهي التي تزوجها ابن الحورانية الثانية حيث هاجر إلى الكويت في السبعينات وتزوج حورانية – ليعيد التاريخ!- وهي تعيش الآن في القرية بعد عودتهما من الكويت في عام 1990.
كنت استمع إلى كبار السن في قريتي وإلى دواوينهم الصغيرة، فنادرا ما لا يتحدثون عن حوران وذكرياتهم فيها وكأنها جزء لا يتجزأ منهم ومن تاريخهم الشخصي ومن تاريخ القرية! عرفنا حوران صغارا قبل أن نزورها!
لا شك أنك ستجد كثيرا من الحورانيات والحورانيين في مختلف القرى والمدن الفلسطينية، فأنت تسمع كثيرا عن أشخاص وشخصيات في فلسطين وغيرها يحملون لقب "الحوراني" أو أسماء عائلات فلسطينية لها امتداد في حوران. وقد حدثتني زوجتي التي زارت درعا مرارا حيث تقيم خالتها عن عائلات سورية كثيرة الآن في درعا من أصل فلسطيني، عائلات استقرت منذ عقود لأسباب عديدة، وعن مخيم درعا حيث يقيم اللاجئون الفلسطينيون.
تعرفت على حورانيين كثيرين في السعودية وقطر والأردن وعلى الشبكة، وتزاورت مع بعضهم. لم أجد فرقا في العادات والتقاليد أو تقاسيم الوجوه أو ملامح الفقر!
تعجبني كلمة "آني" (أنا) التي يستخدمونها وعبارات كثيرة أخرى مثل "شلون"، وعندما استمع لشعاراتهم "الموت ولا المذلة" في المظاهرات تبكيني وتحرك بعنف كل مشاعري وكياني!
"حوران هي المنطقة الجنوبية من سوريا والتي تمتد جغرافيا إلى شمال الأردن، وهي عبارة عن سهل لذلك تسمى سهل حوران وقد قامت عليه الكثير من الحضارات منذ القدم فقد كانت أرضاً خصبة وكان الرومان يعتمدون على حوران من أجل المحاصيل الزراعية والتي كانت تسمى في زمنهم مملكة إهراء روما وذلك لخصبة أرضها ووفرة محاصيلها الزراعية وخاصة بالقساوة كبر القمح منها، وحوران من السهول المهمة في سوريا فهو السهل الذي يغطي حاجة سوريا تقريبا بالقمح والخضروات، وهي تحتل المركز الأول في إنتاج البندورة والخضراوات بشكل عام.
ومن أهم محافظات هذا السهل الكبير:محافظة درعا والتي تحتوي على الكثير من المدن الرئيسية منها مدينة نوى وهي ثاني أكبر تجمع سكاني في حوران. ومدينة جاسم ومدينة الصنمين ومدينة ازرع ومدينة داعل( دائيل ) وهي تسمية أرامية تعني بيت الإله و طفس وخربة غزالة ودير البخت و دير العدس.
محافظة أربد في الأردن تقع في أقصى شمال الأردن, وتمتد حدودها لتصل إلى الحدود الأردنية السورية, حيث نهر اليرموك, وتعد المناطق الشرقية من المحافظة جزءًا من سهل حوران الممتد بين سوريا والأردن ، بينما تطل الأجزاء الشمالية على هضبة الجولان, أما من الغرب فتتكون المنطقة جغرافيا من هضاب متوسطة الارتفاع, تنخفض تدريجيًا لتصل إلى ما دون مستوى سطح البحر في غور الأردن. بينما تمتد المناطق الجنوبية منها في منطقة المزار الشمالي ذات الجبال العالية والطبيعة الساحرة المتاخمة ل جبال عجلون."