دفتر مذكرات جندي أسرائيلي
-1-
قتلتهم، وانا بذاك فخور
من وطأ الدنيا كمثلنا؛ نسورُ
نحن ابطال الحروب عندما
لا نجد أمامنا من يثورُ
دباباتنا مرت من كل مكانٍ
ألا زلت مستغرباً
أن رحلت من أرضنا الطيورُ
كرهنا الناس حتى أصبح الكرهُ
من شدة حنقنا
باحثاً عن معونة يدورُ
ان كنت تجهلنا ذكرتكَ
دير ياسين
صبرا
شاتيلا
أنسيت أولئك البواسل الذينَ
هزموا مدناً من النساء
والاطفال
والشيوخ والعيونْ
احقاً نسيتنا
أم أنك من اهل السياسة العربية تكون؟؟
-2-
نحن مذ حططنا رحالنا هنا
شد رحاله إلى المنفى؛
الحقد
الكره
التعصبُ
والجنونْ
وما للعالم من عيونْ
أكلنا كل شيء
حتى بعضناْ
فنحن أشره ما يكون.
وصايانا العشرة طبقناها
وتفننا فيها بشجون
فقتلنا
ونهبنا
اغتصبنا
تمردنا
ودمرنا
وزنينا بحليلة جارنا
وكذبنا
وللكذب لو تدري لدينا
فنون
نضرب الناس لشهية الضربِ
وأول من يبكي نكونْ
فنحن في عرف العالمِ
الأحمقِ
ضحيةٌ تغتالُ
لص أمينٌ
ورجالٌ يحمونْ
ما يسمى في عرفِ العالمِ
الأحمقِ
حريةً
ديمقراطيةٍ
ونسيت ان أذكر لك
كم نحن طيبونْ
-3-
يبدأ أمن حدودنا الشرقيةِ
من حدودنا الغربيةْ
ويبدأ أمن حدودنا الغربيةِ
من حدودنا الشرقية
وكما تعلمْ
فالأرض كرويةْ
ناهيك عن الشمال والجنوبْ
هذه ارضنا
لا تسلني كيفَ
فقد ورثناها من ربنا
فنحن شعبه المحبوبْ
وقد وصانا ربنا بقتلكمْ
ونهبكمْ
لنمسح ما بجعبتنا من ذنوبْ
وما أصعب رغم ذلكَ
ان نتوبْ
-4-
مرت سنين العمر كالعاده
والقتل في زياده
ولكن الفارق كبيرْ
فقد كنا نقتل للسياده
ثم صرنا نقتل للسعاده
ثم لِمَ نقتل؟ لم أعد أدريْ
حتى أخبرونا أن نقتلَ
لأن القتل ركن جديدٌ
ورد مع تحديث العباده
-5-
تغيرت أساليبنا في القتلِ
فأمريكا لديها دوماً
من فوائدِ الحديدِ
جديدْ
فصرنا نقتل بالجمله
وليس لفرد وحيدْ
وهذا بلغة الأرقام مفيدْ
ولكنني لا أشعر الآن كما قبلُ
أنني سعيدْ
لانني لم أعد أرى ضحيتيْ
تنزف الدّمَ
لاني أقتل من بعيدْ
-6-
عندما كنت سابقاً
في موطني الأصليِّ
كنت أزرعْ
حتى رأيت مدفعْ
فعرفت انني ما للزرع خلقتُ
وانما لشيء جديدْ
فقررت أن أكون مستنقعْ
وأولدَ من جديدْ
وجئت هذه الأرضَ
قادماً من بعيدْ
وانا من يومها
أكسر وأقطع
أُبعدُ وأمنعْ
وما أدركت إلا آخراً
أني لازلت أزرعْ
بذور الحقدِ أزرعْ
-7-
لا تخف مني يا سيديْ
ولا يرعبنَّك كلامي الصريحْ
فلن أقوم بقتل جميع الناسِ
فأنا رغم جنوني، فصيحْ
فان قتلتكمُ جميعاً استرحتمْ
وانا كيف بعدها استريحْ
فأنا أدمنتُ القتلَ
لأحصل من قومي على المديحْ
وأسفاه أخواني
عاشق الوطنية
