طاسه ضايعه ... بقلم د. عمر محمد بلط
http://www.whatsup-sy.com/thumbnail....article_medium
تستهوينا على ما يبدو كلمة الضياع والضيعة لان الضياع هو ما يعبر عن واقعنا الذي نعيشه شئنا أم أبينا فنحن امة فقدت سكة القطار وتفرقت عرباتها وضاعت في حفر التاريخ
أما الضيعة فهي التي تذكرنا بالمناخ الجميل وخبز التنور وبيوت الطين التي هجرها أهلها ثم غار تجار الاسمنت على بيئتنا الجميلة فجعلوا منها خرابا وحولوا بساتيننا إلى علب صغيرة من الحجر حتى صار الحصول على بيت صغير يحتاج إلى مصباح علاء الدين
في مسلسل ضيعه ضايعة أمتعنا الممثلون على قلة عددهم في الجزء الأول على الرغم من أن المواضيع التي ناقشها المسلسل قد تم طرحها في أكثر من مكان ومع ذلك فان المسلسل شدنا إليه لما فيه من جمال الطبيعة وبراءة الريف الساحلي وبكورته
وعلى عادتنا في كل شيء فان النجاح في أمر لا يجعلنا نفكر في غيره بل تسيطر علينا فكرة الإعادة والتكرير وهكذا ظهر الجزء الثاني من ضيعه ضايعة
عندما تابعت بعض حلقات الجزء الثاني من ضيعه ضايعة شعرت أنني أمام بائع عجوز يريد أن يروج لسلعته أمام جماعة يحسبهم يأكلون الأخضر واليابس وكله عند العرب صابون
أنا لست ناقدا ولا استطيع أن أمس الفن السوري بشيء من النقد لكني في النهاية مشاهد اعرف ماذا أرى فالممثلون ذاتهم والمكان نفسه لكن فقدان السيناريو الجديد المفيد جعل المخرج يتخبط في الحلقة من بدايتها حتى نهايتها في جمل معدودة لا يتجاوز عرضها أكثر من خمس دقائق
حتى الآن ماشي الحال!!!! أما أن يمطرنا الكاتب والمخرج بهذه الشتائم والألفاظ التي لا تليق بالمسلسل السوري المعروف بالتزامه فهذا أمر لا نقبله لأنني بدأت اسمع الأطفال في الشارع ينعتون بعضهم بهذه الألفاظ التي حفظوها من المسلسل وخاصة تلك التي يكررها رئيس المخفر
أنا متأكد أن البيئة التي يتم فيها التصوير بريئة من هذه الألفاظ لأنني زرتهم أكثر من مره ولمست فيهم البراءة والطيب فإذا كان المخرج لم يعد بإمكانه أن يحصل على مفردات تكفي للجزء الثاني فالأحرى به والأجدر أن يتركنا نتغنى بجمال الجزء الأول والذي فعلا جعل من المنطقة التي تم فيها التمثيل منطقة سياحية
عفوا....أسرة المسلسل إن الشاشة الصغيرة هي عبارة عن صوره وصوت أما الصورة فتنتهي عند إغلاق التلفاز لكن المشاهد وخاصة الأطفال ومن هم بسن المراهقة فان حوار المسلسلات يبقى محفورا في أذهانهم فهل نكون لهم عونا في اغنائهم بثقافة يعتز بها الجميع