النجوم الجدد للدوري الألماني

يمر الدوري الألماني بفترة ازدهار كبير. وها هو فريق بوروسيا دورتموند يحقق رقماً قياسياً في بيع الإشتراكات، فقد باع الفريق الفائز بدوري أبطال أوروبا UEFA لعام 1997 نحو 51200 اشتراك للموسم الجديد.

أما الخصم الأعند لدورتموند فريق شالكه 04 فليس بعيداً عن هذا، بدليل أن 42 ألف مشجّع يريدون أن يشاهدوا في الملعب المباريات التي يستضيفها وصيف بطل ألمانيا. أما بايرن ميونيخ الفريق الأكثر ألقابا في كرة القدم الألمانية، فباع 37600 إشتراك، محتلا المرتبة الثالثة في هذا المجال بين فرق الدرجة الاولى. وفي المجموع، باعت الأندية الثمانية عشر في الدوري الألماني 460 ألف إشتراك لهذا الموسم الأمر الذي يعكس الشعبية الواسعة التي تتمتع بها بطولة الدوري الألماني.

من هنا نفهم وجود لاعبين كبار ألهبوا حماسة الجماهير في الموسم الماضي ولعبوا دوراً في الوصول إلى الأرقام المذكورة. ومن هؤلاء نذكر فرانك ريبيري وآريين روبن ورود فان نيستلروي ولوكاس باريوس وسامي هيبيا ووإدين دزيكو.

أسماء لامعة وحماسة جماهيرية
في الموسم الحالي، إنضمّت أسماء برّاقة أخرى إلى صفوف الدوري الألماني، ما يثبت الجاذبية التي تملكها الدرجة الأولى الألمانية حيال نجوم البلدان الأخرى. وهكذا انضم مهاجم منتخب أسبانيا السابق راؤول إلى شالكه 04، وقد لحق أفضل هدّاف في تاريخ دوري أبطال أوروبا UEFA بزميله السابق في فريق ريال مدريد كريستوف ميتزيلدر مولّدا في مدينة جيلسنكيرشن حماسة وإثارة لا سابق لهما بين المشجّعين.

وقال صانع ألعاب شالكه 04 ومنتخب كرواتيا إيفان راكيتيتش لموقع FIFA.com في هذا الصدد: "سنستفيد كثيراً من وجود لاعب كهذا في عداد فريقنا. سيكون راؤول عوناً ثميناً لنا من نواحٍ عديدة، في الملعب وخارجه على السواء. فهو شخص خارج عن المألوف، وقد عرف كيف يندمج معنا من دون أن يلبس شخصية النجم. وهو يحاول كل يوم أن يرسي علاقات مع اللاعبين الآخرين. ويجدر بي القول إنه لاعب كبير حظينا بفرصة وجوده بيننا."

عودة الكابتن
بدوره، ضرب باير ليفركوزن ضربة موفقة في سوق إنتقالات اللاعبين. فقد حصل فريق حوض الراين الذي حلّ رابعاً في ترتيب بطولة الدوري العام الماضي، على خدمات كابتن منتخب ألمانيا مايكل بالاك الذي قرر العودة إلى الدوري الألماني. يذكر أن اللاعب الدولي الذي ارتدى قميص المنتخب 98 مرة، لعب بألوان ليفركوزن بين 1999 و2002 حين إنتقل إلى بايرن ميونيخ، قبل أن ينضم لاحقاً إلى تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويقول بالاك الذي نال لقب وصيف بطل العالم مع المنتخب الألماني عام 2002: "بعودتي إلى باير ليفركوزن تكتمل حلقة مهمة. فالوقت الذي أمضيته هنا توّجه النجاح وكان فترة رائعة أتذكرها بمتعة. وهذا الأمر شدد عزّيمتي عندما إتّخذت القرار."

اللاعبون الألمان مطلوبون في الخارج
مقابل الفرحة التي ولّدها بين المشجّعين وفود لاعبين كبار من الخارج، يجب ألا ننسى أن الدوري الألماني خسر بدوره لاعبَين يتمتعان بموهبة كبيرة، توجها إلى أسبانيا، وهما لاعبا الوسط مسعود أوزيل (فيردر بريمن) وسامي خضيرة (شتوتجارت) اللذان سقطا هذا الصيف في إغراء اللعب لريال مدريد.

كذلك غادر كيفن كورانيي ألمانيا ليجرّب حظّه في روسيا حيث استقر منذ بضعة اسابيع في مركزه رأسَ حربة لفريق دينامو موسكو وسجل له هدفاً في شباك زينيت سان بطرسبرج المتصدّر الحالي للدوري الروسي (1-1). أما مدافع هامبورج جيروم بواتينج الذي خاض كأس العالم في مركز الظهير الأيسر، فشدّ رحاله نحو إنجلترا حيث وضع إمكاناته في تصرف فريق مانشستر سيتي.

غير أن ثمةَ شيئاً يبقى مؤكداً: يتمتع الدوري الألماني بشعبية لا سابق لها، وتشعّ كل المؤشرات باللون الأخضر. وقد صرّح رئيس رابطة الأندية الألمانية راينهارد راوبول إلى صحيفة "بيلد آم زونتاج" أخيراً: "لدينا الآن بطولة مليئة بالنجوم". ويبقى أن نرى إلى مدى ستذهب الأندية الألمانية في الساحة الأوروبية هذا الموسم.