مجلس الشعب يبحث عن " كازينو دمشق " ويسعى لإغلاقه .. و نائب في البرلمان لـ عكس السير : سألت عطري وتهر
أثار خبر افتتاح " نادي محيط " الذي عرف باسم " كازينو دمشق " ردود فعل معارضة من مختلف الأوساط في سوريا ، الشعبية والقانونية والدينية ، وحتى البرلمانية .
وعلم أن موضوع " كازينو دمشق " طرح في مجلس الشعب في جلسته الأخيرة التي حضرها رئيس الحكومة المهندس محمد ناجي عطري ، يوم الخميس الماضي ، حيث تحدث عضو مجلس الشعب النائب محمد أنس الشامي عن قضية " كازينو دمشق " ووجه عدة اسئلة لرئيس الحكومة حول هذا الكازينو .
وكانت شهدت العاصمة دمشق افتتاح أول كازينو للقمار في سوريا حمل اسم " نادي محيط " قرب مطار دمشق الدولي ، بإدارة شركة "أوشن كلوب"وهو أول نادي يرخص للعب "القمار" في سورية حيث استعاد رجل الأعمال المعروف "خالد حبوباتي" الترخيص الذي كان لعائلته وهو شريك رئيسي في شركة نادي المحيط التي تدير "كازينو دمشق" المسحوب ترخيصه من سبعينات القرن الماضي .
وأوضحت مصادر مطلعة من الشركة المشغلة أن النادي يرغب باستقطاب الزبائن الكبار من سوريا والأردن والعراق باعتبارهم ينفقون مئات الألوف من الدولارات ، إن لم تكن مئات الملايين في "كازينو لبنان" الشهير ولا يعني هذا منافسة كازينو لبنان العريق الواسع الشهرة .
وفي متابعة للموضوع التقى عددا من أعضاء البرلمان ، الذين اتفقت آراؤهم على " رفض هذا الكازينو " ، على اعتباره " مخالف للقانون والدين والأخلاق ".
وقال عضو مجلس الشعب الدكتور محمد حبش : " سمعنا عن افتتاح هذا النادي ، إلا أننا لم نتأكد بعد " ، مؤكداً أنه في حال صحة هذه الأنباء " سنفعل كل ما نستطيع لمنعه ".
وقال " حبش " في اتصال هاتفي " لايوجد في سوريا قانون يسمح بممارسة القمار ، كما انه محرم شرعاً وممقوت أخلاقياً ، وفي حال صحة هذه الأنباء فنحن مسؤولون عن النضال ضد مثل هذا النشاط ".
وتابع " ان الذين يفكرون بإدخال القمار إلى سوريا يعملون بشكل يغضب الله ، ويخالف القانون والأخلاق ويدمر المجتمع " ، واستطرد : " حتى في أمريكا الغير محكومة بالأخلاق والدين لم تسمح بالقمار إلى في ولايتين فقط ".
ومن جهته ، قال نائب رئيس مجلس الشعب الدكتور رضوان حبيب : " لقد طرح الموضوع بشكل سريع في البرلمان ، وعندما سألنا عن عنوان الكازينو لم يجبنا أحد ".
وأكد نائب رئيس مجلس الشعب أنه يقف موقف " الرافض " تجاه هذا الكازينو ، مستغرباً في الوقت نفسه من الآلية التي حصل خلالها على الترخيص ، علماً ان القانون يمنع وبفقرات قانونية صريحة لعب الميسر والقمار .
وبدوره ، قال عضو مجلس الشعب محمد أنس الشامي في تصريح " إن لعب القمار أمر مرفوض قطعاً ، ولكن ما يدعو للسؤال هو الآلية التي حصل من خلالها الكازينو على الترخيص ، لذلك توجهت لرئيس الحكومة بسؤال تحت قبة البرلمان قلت فيه : تلقيت رسالة عبر الهاتف النقال تزف لنا البشرى بفتتاح نادي للقمار في سوريا فهل هذا في خدمة الأقتصاد الوطني ؟ أم في خدمة الشعب ؟ ".
وعن الجواب الذي تلقاه " الشامي " من رئيس الحكومة محمد ناجي عطري قال " لقد تهرب من الاجابة ، كالعادة ، الحكومة تهرب إلى الأمام وتختبئ خلف أصابعها ".
ونفى النائب " الشامي " عدم معرفة مجلس الشعب بعنوان الكازينو ، وقال " العنوان واضح وصريح الكازينو موجود في فندق مطار دمشق الدولي ".
وطالب " الشامي " البرلمانيين أن يطرحوا قضية الكازينو تحت قبة البرلمان ، على حد تعبيره .
وشغلت قضية افتتاح " كازينو دمشق " الرأي العام السوري والعربي وحتى العالمي ، حيث نشرت صحيفة الغارديان البريطانية موضوعاً تناولت فيه قصة الكازينو .
وقالت الصحيفة إن الإجراءات الأمنية مشددة داخل الكازينو حيث التصوير ممنوع وتُستخدم أجهزة الكترونية لفحص المتعلقات مثل الحقائب اليدوية وتُسجل بيانات جواز سفر الزائر بدقة بعد مراجعتها بعناية فائقة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عاملين في الكازينو تلقوا تدريبا لمدة ثلاث أشهر على إدارة العاب القمار وإعداد المشروبات، ان غالبية رواد الكازينو هم من الأثرياء السوريين الذين غص بهم الكازينو من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساء طيلة الأسبوع الأول من الافتتاح.
وذكرت الصحيفة ان خالد نجل حبوباتي، وهو صاحب مطعم معروف ومالك نادي الوحدة لكرة القدم، تسلم الراية من والده في عالم القمار بفتح الكازينو الجديد تحت اسم بريء في الظاهر هو "نادي المحيط" في موقع كازينو والده السابق في محيط مطار دمشق على بعد 15 دقيقة من وسط العاصمة.
و اقامت إدارة "كازينو دمشق" حفلة عشية رأس السنة الجديدة، وبلغ رسم الدخول فيها 300 جنيه استرليني ( أكثر من 21 ألف ل.س ) . وهو أول كازينو للقمار يُفتح في المنطقة خارج لبنان.
يذكر أن القمار مُنع في سورية منذ سبعينات القرن السابق بغلق ثلاثة كازينوهات فتحها رجل الأعمال المعروف توفيق حبوباتي هي كازينو بلودان وكازينو فندق المطار وكازينو الشرق.
صورة لمدخل الكازينو نشرتها صحيفة " ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالانكليزية
