-
رفاعة بن الحارث
وأخوهم الرابع رفاعة بدري تفرد بذكره ابن إسحاق فقال الواقدي ليس ذلك عندنا بثبت ولعوف عقب قال جرير بن حازم سمعت محمد بن سيرين يقول في قتل أبي جهل أقعصه ابنا عفراء وذفف عليه ابن مسعود وفي رواية صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده أن اللذين سألاه وقتلا أبا جهل معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ ابن عفراء وهو أصح
-
حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان ( ع ) من نجباء أصحاب محمد http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وهو صاحب السر واسم اليمان حسل ويقال حسيل ابن جابر العبسي اليماني أبو عبد الله حليف الأنصار من أعيان المهاجرين حدث عنه أبو وائل وزر بن حبيش وزيد بن وهب وربعي بن حراش وصلة بن زفر وثعلبة بن زهدم وأبو العالية الرياحي وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومسلم بن نذير وأبو إدريس الخولاني وقيس بن عباد وأبو البختري الطائي ونعيم بن أبي هند وهمام بن الحارث وخلق سواهم له في الصحيحين اثنا عشر حديثا وفي البخاري ثمانية وفي مسلم سبعة عشر حديثا
وكان والده حسل قد أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لحلفه لليمانية وهم الأنصار شهد هو وابنه حذيفة أحدا فاستشهد يومئذ قتله بعض الصحابة غلطا ولم يعرفه لأن الجيش يختفون في لأمة الحرب ويسترون وجوههم فإن لم يكن لهم علامة بينة وإلا ربما قتل الأخ أخاه ولا يشعر ولما شدوا على اليمان يومئذ بقي حذيفة يصيح أبي أبي يا قوم فراح خطأ فتصدق حذيفة عليهم بديته قال الواقدي آخى رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بين حذيفة وعمار وكذا قال ابن إسحاق إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل عن حذيفة أنه أقبل هو وأبوه فلقيهم أبو جهل قال إلى أين قالا حاجة لنا قال ما جئتم إلا لتمدوا محمدا فأخذوا عليهما موثقا ألا يكثرا عليهم فأتيا رسول الله فأخبراه ابن جريج أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود قال وعن رجل عن زاذان أن عليا سئل عن حذيفة فقال علم المنافقين وسأل عن المعضلات فإن تسألوه تجدوه بها عالما أبو عوانة عن سليمان عن ثابت أبي المقدام عن أبي يحيى قال سأل رجل حذيفة وأنا عنده فقال ما النفاق قال أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به سلام بن مسكين عن ابن سيرين أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم فخرج من عند عمر على حمار موكف تحته زاده فلما قدم استقبله الدهاقين وبيده رغيف وعرق من لحم
ولي حذيفة إمرة المدائن لعمر فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة قال حذيفة ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريد إلا المدينة فأخذوا العهد علينا لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأخبرنا النبي ص فقال نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم وكان النبي ص قد أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة وقد ناشده عمر أأنا من المنافقين فقال لا ولا أزكي أحدا بعدك وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله ص ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو وعلى يده فتح الدينور عنوة ومناقبه تطول رضي الله عنه أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة قال أخذ النبي ص بعضلة ساقي فقال الائتزار ها هنا فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فلاحق للإزار فيما أسفل من الكعبين وفي لفظ فلاحق للإزار في الكعبين عقيل ويونس عن الزهري أخبرني أبو إدريس سمع حذيفة يقول والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة قال حذيفة كان الناس يسألون رسول الله ص عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قام فينا رسول الله مقاما فحدثنا بما هو كائن إلى قيام الساعة فحفظه من حفظه ونسيه من نسيه
قلت قد كان http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يرتل كلامه ويفسره فلعله قال في مجلسه ذلك ما يكتب في جزء فذكر أكبر الكوائن ولو ذكر أكثر ما هو كائن في الوجود لما تهيأ أن يقوله في سنة بل ولا في أعوام ففكر في هذا مات حذيفة بالمدائن سنة ست وثلاثين وقد شاخ قال ابن سيرين بعث عمر حذيفة على المدائن فقرأ عهده عليهم فقالوا سل ما شئت قال طعاما آكله وعلف حماري هذا ما دمت فيكم من تبن فأقام فيهم ما شاء الله ثم كتب إليه عمر اقدم فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق فلما رآه على الحال التي خرج عليها أتاه فالتزمه وقال أنت أخي وأنا أخوك مالك بن مغول عن طلحة قدم حذيفة المدائن على حمار سادلا رجليه وبيده عرق ورغيف سعيد بن مسروق الثوري عن عكرمة هو ركوب الأنبياء يسدل رجليه من جانب أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول كان حذيفة يجي كل جمعة من المدائن إلى الكوفة قال أبو بكر فقلت له يمكن هذا قال كانت له بغلة فارهة ابن سعد أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا عبد الجبار بن العباس عن أبي عاصم الغطفاني قال كان حذيفة لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه فقيل له يوشك أن تحدثنا أنه يكون فينا مسخ قال نعم ليكونن فيكم مسخ قردة وخنازير أبو وائل عن حذيفة قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمس مئة سفيان عن الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أمه قالت كان في خاتم حذيفة كركيان بينهما الحمد لله
عيسى بن يونس عن الأعمش عن موسى عن أمه قالت كان خاتم حذيفة من ذهب فيه فص ياقوت أسمانجونه فيه كركيان متقابلان بينهما الحمد لله
حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد عن الحسن عن جندب أن حذيفة قال ما كلام أتكلم به يرد عني عشرين سوطا إلا كنت متكلما به
خالد عن أبي قلابة عن حذيفة قال إني لأشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله أبو نعيم حدثنا سعد بن أوس عن بلال بن يحيى قال بلغني أن حذيفة كان يقول ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض قالوا وأنت قال وأنا والله إني لأدخل على أحدهم وليس أحد إلا فيه محاسن ومساوىء فأذكر من محاسنه وأعرض عما سوى ذلك وربما دعاني أحدهم إلى الغداء فأقول إني صائم ولست بصائم جماعة عن الحسن قال لما حضر حذيفة الموت قال حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم أليس بعدي ما أعلم الحمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها
شعبة أخبرنا عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال قلت لأبي مسعود الأنصاري ماذا قال حذيفة عند موته قال لما كان عند السحر قال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثلاثا ثم قال اشتروا لي ثوبين أبيضين فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما أو أسلبهما سلبا قبيحا
شعبة أيضا عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال ابتاعوا لي كفنا فجاؤوا بحلة ثمنها ثلاث مئة فقال لا اشتروا لي ثوبين أبيضين وعن جزي بن بكير قال لما قتل عثمان فزعنا إلى حذيفة فدخلنا عليه قال ابن سعد مات حذيفة بالمدائن بعد عثمان وله عقب وقد شهد أخوه صفوان بن اليمان أحدا
-
محمد بن سلمة
محمد بن مسلمة ( ع ) ابن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن وأبو سعيد الأنصاري الأوسي من نجباء الصحابة شهد بدرا والمشاهد وقيل إن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png استخلفه مرة على المدينة وكان رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة ولا حضر الجمل ولا صفين بل اتخذ سيفا من خشب وتحول إلى الربذة فأقام بها مديدة
روى جماعة أحاديث روى عنه المسور بن مخرمة وسهل بن أبي حثمة وقبيصة بن ذؤيب وعبد الرحمن الأعرج وعروة بن الزبير وأبو بردة بن أبي موسى وابنه محمود بن محمد وهو حارثي من حلفاء بني عبد الأشهل وكان رجلا طوالا أسمر معتدلا أصلع وقورا وقد استعمله عمر على زكاة جهينة وقد كان عمر إذا شكي إليه عامل نفذ محمدا إليهم ليكشف أمره خلف من الولد عشرة بنين وست بنات رضي الله عنه وقيل اسم جده خالد بن عدي بن مجدعة وقدم للجابية فكان على مقدمة جيش عمر
عباد بن موسى السعدي حدثنا يونس عن الحسن عن محمد بن مسلمة قال مررت فإذا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على الصفا واضعا يده على يد رجل فذهبت فقال ما منعك أن تسلم قلت يا رسول الله فعلت هذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد فكرهت أن أقطع عليك حديثك من كان يا رسول الله قال جبريل وقال لي هذا محمد بن مسلمة لم يسلم أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام قلت فما قال لك يا رسول الله قال ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه
قال ابن سعد أسلم محمد بن مسلمة على يد مصعب بن عمير قبل إسلام سعد بن معاذ قال وآخى رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بينه وبين أبي عبيدة واستخلفه على المدينة عام تبوك
حماد بن سلمة عن ابن جدعان عن أبي بردة قال مررنا بالربذة فإذا فسطاط محمد بن مسلمة فقلت لو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت فقال قال لي النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يا محمد ستكون فرقة وفتنة واختلاف فاكسر سيفك واقطع وترك واجلس في بيتك ففعلت ما أمرني
شعبة عن أشعث عن أبي بردة عن ضبيعة قال حذيفة إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة قال فإذا فسطاط لما أتينا المدينة وإذا محمد ابن مسلمة. قال ابن يونس شهد محمد فتح مصر وكان فيمن طلع الحصن مع الزبير قال عباية بن رفاعة كان محمد بن مسلمة أسود طويلا عظيما
وفي الصحاح من حديث جابر مقتل كعب بن الأشرف على يد محمد بن مسلمة
ابن المبارك أخبرنا ابن عيينة عن موسى بن أبي عيسى قال أتى عمر مشربة بني حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال يا محمد كيف تراني قال أراك كما أحب وكما يحب من يحب لك الخير قويا على جمع المال عفيفا عنه عدلا في قسمه ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف قال الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني
ابن عيينة عن عمرو بن سعيد عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال بلغ عمر أن سعدا اتخذ قصرا وقال انقطع الصويت فأرسل عمر محمد ابن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه فأتى الكوفة فقدح وأحرق الباب على سعد فجاء سعدا فقال إنه بلغ عمر أنك قلت انقطع الصويت فحلف أنه لم يقله
هشام عن ابن سيرين عن حذيفة قال ما من أحد إلا وأنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة فإني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول لا تضره الفتنة
الفسوي في تاريخه حدثنا محمد بن مصفى حدثنا يحيى بن سعيد عن موسى بن وردان عن أبيه عن جابر قال قدم معاوية ومعه أهل الشام فبلغ رجلا شقيا من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة جلوسه عن علي ومعاوية فاقتحم عليه المنزل فقتله فأرسل معاوية إلى كعب بن مالك ما تقول في محمد بن مسلمة قال يحيى بن بكير وإبراهيم بن المنذر وابن نمير وشباب وجماعة مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين
يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن الحسن أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أعطى محمد بن مسلمة سيفا فقال قاتل به المشركين فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض فاضرب به أحدا حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية وروي نحوه من مراسيل زيد بن أسلم عاش ابن مسلمة سبعا وسبعين سنة
-
عثمان بن أبي العاص
عثمان بن أبي العاص ( مع ) الأمير الفاضل المؤتمن أبو عبد الله الثقفي الطائفي قدم في وفد ثقيف على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في سنة تسع فأسلموا وأمره عليهم لما رأى من عقله وحرصه على الخير والدين وكان أصغر الوفد سنا ثم أقره أبو بكر على الطائف ثم عمر ثم استعمله عمر على عمان والبحرين ثم قدمه على جيش فافتتح توج ومصرها وسكن البصرة
ذكره الحسن البصري فقال ما رأيت أحدا أفضل منه قلت له أحاديث في صحيح مسلم وفي السنن وكانت أمه قد شهدت ولادة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حدث عنه سعيد بن المسيب ونافع بن جبير بن مطعم ويزيد ومطرف ابنا عبد الله بن الشخير وموسى بن طلحة وآخرون
سالم بن نوح عن الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص أنه بعث غلمانا له تجارا فلما جاؤوا قال ما جئتم به قالوا جئنا بتجارة يربح الدرهم عشرة قال وما هي قالوا خمر قال خمر وقد نهينا عن شربها وبيعها فجعل يفتح أفواه الزقاق ويصبها يونس بن عبيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص فذكره نحوه توفي رضي الله عنه سنة إحدى وخمسين
-
عبد الله بن زيد
عبد الله بن زيد ( ع ) ابن عبد ربه بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي المدني البدري من سادة الصحابة شهد العقبة وبدرا وهو الذي أري الأذان وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة له أحاديث يسيرة وحديثه في السنن الأربعة وقيل إن ذكر ثعلبة في نسبه خطأ حدث عنه سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يلقه ومحمد بن عبد الله ولده توفي سنة اثنتين وثلاثين إسحاق الفروي حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن بشر بن محمد ابن عبد الله بن زيد قال قدمت على عمر بن عبد العزيز فقلت يا أمير المؤمنين أنا ابن صاحب العقبة وبدر وابن الذي أري النداء فقال عمر يا أهل الشام * هذي المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا *
الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب محمد http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أن عبد الله بن زيد جاء إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال يا رسول الله إني رأيت في المنام كأن رجلا قام على جذم حائط فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدة وعليه بردان أخضران
فأما عبد الله بن زيد المازني النجاري ( ع ) صاحب حديث الوضوء فمن فضلاء الصحابة يعرف بابن أم عمارة وهو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب أحد بني مازن بن النجار
ذكر ابن مندة فقط أنه بدري وقال أبو عمر بن عبد البر وغيره بل هو أحدي وهو الذي قتل مسيلمة بالسيف مع رمية وحشي له بحربته وهو عم عباد بن تميم قيل إنه قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين
-
عبد الله بن زيد المازني
فأما عبد الله بن زيد المازني النجاري ( ع ) صاحب حديث الوضوء فمن فضلاء الصحابة يعرف بابن أم عمارة وهو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب أحد بني مازن بن النجار
ذكر ابن مندة فقط أنه بدري وقال أبو عمر بن عبد البر وغيره بل هو أحدي وهو الذي قتل مسيلمة بالسيف مع رمية وحشي له بحربته وهو عم عباد بن تميم قيل إنه قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين
-
حارثة بن النعمان
حارثة بن النعمان ابن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري ويقال ابن رافع بدل ابن نفع وله من الولد علد الله وعبد الرحمن وسودة وعمرة وأم كلثوم يكنى أبا عبد الله شهد بدرا والمشاهد ولا نعلم له رواية وكان دينا خيرا برا بأمه وعنه قال رأيت جبريل من الدهر مرتين يوم الصورين حين خرج رسول الله إلى بني قريظة مر بنا في صورة دحية فأمرنا بلبس السلاح ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين مررت وهو يكلم النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فلم أسلم فقال جبريل من هذا يا محمد قال حارثة بن النعمان فقال أما إنه من المئة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة ولو سلم لرددنا عليه وروي بإسناد منقطع أن حارثة كف فجعل خيطا من مصلاه إلى حجرته ووضع عنده مكتلا فيه تمر وغيره فكان إذا سلم مسكين أعطاه منه ثم أخذ على الخيط حتى يأتي إلى باب الحجرة فيناول المسكين فيقول أهله نحن نكفيك فيقول سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول مناولة المسكين تقي ميتة السوء
قال الواقدي كانت له منازل قرب منازل النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فكان كلما أحدث رسول الله أهلا تحول له حارثة عن منزل حتى قال لقد استحييت من حارثة مما يتحول لنا عن منازله وبقي إلى خلافة معاوية ومن ذريته المحدث أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري ولد عمرة الفقيهة وهو أعني حارثة الذي يقول فيه رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png دخلت الجنة فسمعت قرأءة فقلت من هذا قيل حارثة فقال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كذا كم البر وكان برا بأمه رضي الله عنه
-
أبو موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري ( ع ) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب الإمام الكبير صاحب رسول الله ص
أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ حدث عنه بريدة بن الحصيب وأبو أمامة الباهلي وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وطارق بن شهاب وسعيد بن المسيب والأسود بن يزيد وأبو وائل شقيق بن سلمة وزيد بن وهب وأبو عثمان النهدي وأبو عبد الرحمن النهدي ومرة الطيب وربعي بن حراش وزهدم بن مضرب وخلق سواهم وهو معدود فيمن قرأ على النبي ص، أقرأ أهل البصرة وفقههم في الدين. قرأ عليه حطان بن عبد الله الرقاشي وأبو رجاء العطاردي ففي الصحيحين عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله ص قال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما وقد استعمله النبي ص ومعاذا على زبيد وعدن وولي إمرة الكوفة لعمر وإمرة البصرة وقدم ليالي فتح خيبر وغزا وجاهد مع النبي ص وحمل عنه علما كثيرا قال سعيد بن عبد العزيز حدثني أبو يوسف حاجب معاوية أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية فنزل في بعض الدور بدمشق فخرج معاوية من الليل ليستمع قراءته قال أبو عبيد أم أبي موسى هي ظبية بنت وهب كانت أسلمت وماتت بالمدينة وقال ابن سعد حدثنا الهيثم بن عدي قال أسلم أبو موسى بمكة وهاجر إلى الحبشة وأول مشاهده خيبر ومات سنةاثنتين وأربعين قال أبو أحمد الحاكم أسلم بمكة ثم قدم مع أهل السفينتين بعد فتح خيبر بثلاث فقسم لهم النبي ص ولي البصرة لعمر وعثمان وولي الكوفة وبها مات
وقال ابن مندة افتتح أصبهان زمن عمر وقال العجلي بعثه عمر أميرا على البصرة فأقرأهم وفقههم وهو فتح تستر ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه قال حسين المعلم سمعت ابن بريدة يقول كان الأشعري قصيرا أثط خفيف الجسم وأما الواقدي فقال حدثنا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن أبي جهم قال ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة ولا حلف له في قريش وقد كان أسلم بمكة ورجع إلى أرضه حتى قدم هو وأناس من الأشعريين على رسول الله ص وذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة وروى أبو بردة عن أبي موسى قال خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي ونحن ثلاثة إخوة أنا وأبو رهم وأبو عامر فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي وعنده جعفر وأصحابه فأقبلنا حين افتتحت خيبر فقال رسول الله ص لكم الهجرة مرتين هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي وفي رواية أنا وأخواي أبو رهم وأبو بردة أنا أصغرهم
أحمد حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد عن أنس قال قال رسول الله ص يقدم عليكم غدا قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم فقدم الأشعريون فلما دنوا جعلوا يرتجزون
غدا نلقى الأحبة * محمدا وحزبه
فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا أول من أحدث المصافحة
شعبة عن سماك عن عياض الأشعري قال لما نزلت " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " ( المائدة 57 ) قال رسول الله ص هم قومك يا أبا موسى وأومأ إليه صححه الحاكم والأظهر أن لعياض بن عمرو صحبة ولكن رواه جماعة عن شعبة أيضا ( ح ) وعبد الله بن إدريس عن أبيه كلاهما عن سماك عن عياض عن أبي موسى بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال لما فرغ رسول الله ص من حنين بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم فأثبته فقلت يا عم من رماك فأشار إليه فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى ذاهبا فجعلت أقول له ألا تستحي ألست عربيا ألا تثبت قال فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت قد قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء فقال يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله ص فأقره مني السلام وقل له يستغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات فلما قدمنا وأخبرت النبي ص توضأ ثم رفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك فقلت ولي يا رسول الله فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما وبه عن أبي موسى قال كنت عند رسول الله ص بالجعرانة فأتى أعرابي فقال ألا تنجز لي ما وعدتني قال أبشر قال قد أكثرت من البشرى فأقبل رسول الله علي وعلى بلال فقال إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما فقالا قبلنا يا رسول الله فدعا بقدح فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال اشربا منه وأرفرغا على رؤوسكما ونحوركما ففعلا فنادت أم سلمة من وراء الستر أن فضلا لأمكما فأفضلا لها منه مالك بن مغول وغيره عن ابن بريدة عن أبيه قال خرجت ليلة من المسجد فإذا النبي ص عند باب المسجد قائم وإذا رجل يصلي فقال لي يا بريدة أتراه يرائي قلت الله ورسوله أعلم قال بل هو مؤمن منيب لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود فأتيته فإذا هو أبو موسى فأخبرته
أنبؤونا عن أحمد بن محمد اللبان وغيره أن أبا علي الحداد أخبرهم أخبرنا أبو نعيم أخبرنا ابن فارس حدثنا محمد بن عاصم حدثنا زيد بن الحباب عن مالك بن مغول حدثنا ابن بريدة عن أبيه قال جاء رسول الله ص إلى المسجد وأنا على باب المسجد فأخذ بيدي فأدخلني المسجد فإذا رجل يصلي يدعو يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد قال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب وإذا رجل يقرأ فقال لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود قلت يا رسول الله أخبره قال نعم فأخبرته فقال لي لا تزال لي صديقا وإذا هو أبو موسى
رواه حسين بن واقد عن ابن بريدة مختصرا وروى أبو سلمه عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال لقد أعطي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود خالد بن نافع حدثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى أن النبي ص وعائشة مرا به وهو يقرأ في بيته فاستمعا لقراءته فلما أصبح أخبره النبي ص فقال لو أعلم بمكانك لحبرته لك تحبيرا. خالد ضعف
حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا موسى قرأ ليلة فقمن أزواج النبي ص يستمعن لقراءته فلما أصبح أخبر بذلك فقال لو علمت لحبرت تحبيرا ولشوقت تشويقا
-
الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال أتينا عليا فسألناه عن أصحاب محمد ص قال عن أيهم تسألوني قلنا عن ابن مسعود قال علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى به علما قلنا أبو موسى قال صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه قلنا حذيفة قال أعلم أصحاب محمد بالمنافقين قالوا سلمان قال أدرك العلم الأول والعلم الآخر بحر لا يدرك قعره وهو منا أهل البيت قالوا أبو ذر قال وعى علما عجز عنه فسئل عن نفسه قال كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت أبو إسحاق سمع الأسود بن يزيد قال لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى وقال مسروق كان القضاء في الصحابة إلى ستة عمر وعلي وابن مسعود وأبي وزيد وأبي موسى وقال الشعبي يؤخذ العلم عن ستة عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضه بعضا وكان علي وأبي وأبو موسى يشبه علمهم بعضه بعضا يقتبس بعضهم من بعض وقال داود عن الشعبي قضاة الأمة عمر وعلي وزيد وأبو موسى أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم قال لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله ص غير هؤلاء عمر وعلي ومعاذ وأبي موسى قال أبو بردة قال إني تعلمت المعجم بعد وفاة النبي ص فكانت كتابتي مثل العقارب أيوب عن محمد قال عمر بالشام أربعون رجلا ما منهم رجل كان يلي أمر الأمة إلا أجزأه فأرسل إليهم فجاء رهط فيهم أبو موسى فقال إني أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم قال فلا ترسلني قال إن بها جهادا ورباطا فأرسله إلى البصرة قال الحسن البصري ما قدمها راكب خير لأهلها من أبي موسى قال ابن شوذب كان أبو موسى إذا صلى الصبح استقبل الصفوف رجلا رجلا يقرئهم ودخل البصرة على جمل أورق وعليه خرج لما عزل قتادة عن أنس بعثني الأشعري إلى عمر فقال لي كيف تركت الأشعري قلت تركته يعلم الناس القرآن فقال أما إنه كيس ولا تسمعها إياه قال أبو بردة كتبت عن أبي أحاديث ففطن بي فمحاها وقال خذ كما أخذنا أبو هلال عن قتادة قال بلغ أبا موسى أن ناسا يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب فخرج على الناس في عباءة قال الزهري استخلف عثمان فنزع أبا موسى عن البصرة وأمر عليها عبد الله بن عامر بن كريز قال خليفة ولي أبو موسى البصرة سنة سبع عشرة بعد المغيرة فلما افتتح الأهواز استخلف عمران بن حصين بالبصرة ويقال افتتحها صلحا فوظف عليها عشرة آلاف ألف وأربع مئة ألف
وقيل في سنة ثمان عشرة افتتح أبو موسى الرها وسميساط وما والاها عنوة زهير بن معاوية حدثنا حميد حدثنا أنس أن الهرمزان نزل على حكم عمر من تستر فبعث به أبو موسى معي إلى أمير المؤمنين فقدمت به فقال له عمر تكلم لا بأس عليك فاستحياه ثم أسلم وفرض له قال ابن إسحاق سار أبو موسى من نهاوند ففتح أصبهان سنة ثلاث وعشرين مجالد عن الشعبي قال كتب عمر في وصيته ألا يقر لي عامل أكثر من سنة وأقروا الأشعري أربع سنين حميد بن هلال عن أبي بردة سمعت أبي يقسم ما خرج حين نزع عن البصرة إلا بست مئة درهم الزهري عن أبي سلمة كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى ربما قال له ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ
وفي رواية تفرد بها رشدين بن سعد فيقرأ ويتلاحن وقال ثابت عن أنس قدمنا البصرة مع أبي موسى فقام من الليل يتهجد فلما أصبح قيل له أصلح الله الأمير لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك فقال لو علمت لزينت كتاب الله بصوتي ولحبرته تحبيرا قال أبو عثمان النهدي ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة من حسن صوته هشام بن حسان عن واصل مولى أبي عيينة عن لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى قال غزونا في البحر فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر سمعنا مناديا ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم فقمت فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا حتى نادى سبع مرار فقلت ألا ترى في أي مكان نحن إنا لا نستطيع أن نقف فقال ألا أخبرك بقضاء قضى الله على نفسه إنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة قال وكان أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حار إلا صائما ورواه ابن المبارك في الزهد حدثنا حماد بن سلمة عن واصل
الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال خرجنا مع أبي موسى في غزاة فجتتا الليل في بستان خرب فقام أبو موسى يصلي وقرأ قراءة حسنة وقال اللهم أنت المؤمن تحب المؤمن وأنت المهيمن تحب المهيمن وأنت السلام تحب السلام وروى صالح بن موسى الطلحي عن أبيه قال اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا فقيل له لو أمسكت ورفقت بنفسك قال إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها والذي بقي من أجلي أقل من ذلك حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يتكشف
الأعمش عن شقيق قال كنا مع حذيفة جلوسا فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد فقال أحدهما منافق ثم قال إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله ص عبد الله. قلت ما أدري ما وجه هذا القول سمعه عبد الله بن نمير منه ثم يقول الأعمش حدثناهم بغضب أصحاب محمد ص فاتخذه دينا قال عبد الله بن إدريس كان الأعمش به ديانة من خشيته قلت رمي الأعمش بيسير تشيع فما أدري ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى رضي الله عنه لكونه ما قاتل مع علي ثم لما حكمه علي على نفسه عزله وعزل معاوية وأشار بابن عمر فما انتظم من ذلك حال قال ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عيسى بن علقمة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قلت لعلي يوم الحكمين لا تحكم الأشعري فإن معه رجلا حذرا مرسا قارحا فلزني إلى جنبه فلا يحل عقدة إلا عقدتها ولا يعقد عقدة إلا حللتها. قال يا ابن عباس ما أصنع إنما أوتى من أصحابي قد ضعفت نيتهم وكلوا هذا الأشعث يقول لا يكون فيها مضريان أبدا حتى يكون أحدهما يمان قال ابن عباس فعذرته وعرفت أنه مضطهد وعن عكرمة قال حكم معاوية عمرا فقال الأحنف لعلي حكم ابن عباس فإنه رجل مجرب قال أفعل فأبت اليمانية وقالوا حتى يكون منا رجل فجاء ابن عباس إلى علي فقال علام تحكم أبا موسى لقد عرفت رأيه فينا فوالله ما نصرنا وهو يرجو ما نحن فيه فتدخله الآن في معاقد أمرنا مع أنه ليس بصاحب ذلك فإذا أبيت أن تجعلني مع عمرو فاجعل الأحنف بن قيس فإنه مجرب من العرب وهو قرن لعمرو فقال نعم فأبت اليمانية أيضا فلما غلب جعل أبا موسى قال أبو صالح السمان قال علي يا أبا موسى احكم ولو على حز عنقي
زيد بن الحباب حدثنا سليمان بن المغيرة البكري عن أبي بردة عن أبي موسى أن معاوية كتب إليه أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد وأقسم بالله لئن بايعتني على الذي بايعني لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة والآخر على البصرة ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة وقد كتبت إليك بخطي فاكتب إلي بخط يدك فكتب إليه أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر الأمة فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ليس لي فيما عرضت من حاجة والسلام عليك قال أبو بردة فلما ولي معاوية أتيته فما أغلق دوني بابا ولا كانت لي حاجة إلا قضيت قلت قد كان أبو موسى صواما قواما ربانيا زاهدا عابدا ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر لم تغيره الإمارة ولا اغتر بالدنيا ومن عواليه أخبرنا الفقيهان يحيى بن أبي منصور وعبد الرحمن بن محمد كتابه قالا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري حدثنا الأنصاري حدثنا سليمان ( ح ) وبه إلى الشافعي حدثنا محمد بن مسلمة واللفظ له حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنا مع النبي ص في سفر وكان القوم يصعدون ثنية أو عقبة فإذا صعد الرجل قال لا إله إلا الله والله أكبر أحسبه قال بأعلى صوته ورسول الله ص على بغلته يعترضها في الجبل فقال أيها الناس إنكم لا تنادون أصم ولا غائبا ثم قال يا عبد الله بن قيس أو يا أبا موسى ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله قد مر أن أبا موسى توفي سنة اثنتين وأربعين وقال أبو أحمد الحاكم توفي سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وأربعين وقال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وقعنب بن المحرر توفي سنة أربع وأربعين وأما الواقدي فقال مات سنة اثنتين وخمسين وقال المدائني سنة ثلاث وخمسين بعد المغيرة
وقد ذكرت في طبقات القراء توفي أبو موسى في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح ابن سعد أخبرنا يزيد وعفان قالا حدثنا حماد عن ثابت عن أنس أن أبا موسى كان حلو الصوت فقام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي ص فقمن يستمعن فلما أصبح قيل له إن النساء سمعنك قال لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا قال أبو سلمة بن عبد الرحمن كان عمر إذا رأى أبا موسى قال ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده
شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة قال عمر لأبي موسى شوقنا إلى ربنا فقرأ فقالوا الصلاة فقال أو لسنا في صلاة روى حميد بن هلال عن أبي بردة قال حدثتني أمي قالت خرج أبو موسى حين نزع عن البصرة ما معه إلا ست مئة درهم عطاء لعياله روى الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي ما يخطى المفصل
عن بعضهم أن أبا موسى أتى معاوية وهو بالنخيلة وعليه عمامة سوداء وجبة سوداء ومعه عصا سوداء ثابت عن أنس قال كان أبو موسى إذا نام ليس تبانا مخافة أن تنكشف عورته منصور بن المعتمر عن أبي عمرو الشيباني قال قال أبو موسى لأن يمتلىء منخري من ريح جيفة أحب إلي من أن يمتلىء من ريح امرأة ابن أبي عروبة عن قتادة عن قزعة عن عبد الرحمن ابن مولى أم برثن قال قدم أبو موسى الأشعري وزياد على عمر رضي الله عنه فرأى في يد زياد خاتما من ذهب فقال اتخذتم حلق الذهب فقال أبو موسى أما أنا فخاتمي من حديد فقال عمر ذاك أنتن أو أخبث من كان متختما فليتختم بخاتم من فضة قال ابن بريدة كان أبو موسى أثط قصيرا خفيف اللحم رضي الله عنه وله في مسند بقي ثلاث مئة وستون حديثا وقع له في الصحيحين تسعة وأربعون حديثا وتفرد البخاري بأربعة أحاديث ومسلم بخمسة عشر حديثا وكان إماما ربانيا جود ترجمته ابن سعد وابن عساكر قال الواقدي وغيره قدم أبو موسى مكة وحالف أبا أحيحة الأموي وأسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة وقال أبو إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه أمرنا رسول الله ص أن ننطلق مع جعفر إلى أرض النجاشي فبعث قريش عمرا وعمارة بن الوليد وجمعوا له هدية ولم يذكره ابن عقبة وابن إسحاق وأبو معشر فيمن هاجر إلى الحبشة قتادة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال لي أبي لو رأيتنا ونحن نخرج مع نبينا ص إذا أصابتنا السماء لوجدت مناريح الضأن من لباسنا الصوف قال حميد بن هلال عن أبي بردة قال حدثتني أمي قالت خرج أبوك حين نزع عن البصرة وما معه إلا ست مئة درهم عطاء عياله
سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على معاوية حين أصابته قرحته فقال هلم يا ابن أخي فنظرت فإذا هو قد سبرت يعني قرحته فقلت ليس عليك بأس إذ دخل ابنه يزيد فقال له معاوية إن وليت فاستوص بهذا فإن أباه كان أخا لي أو خليلا غير أني قد رأيت في القتال ما لم ير وقال أبو بردة قال أبي ائتني بكل شيء كتبته فمحاه ثم قال احفظ كما حفظت ابن عون عن الحسن قال كان الحكمان أبا موسى وعمرا وكان أحدهما يبتغي الدنيا والآخر يبتغي الآخرة حماد بن سلمة عن قتادة عن أبي مجلز أن أبا موسى قال إني لأغتسل في البيت المظلم فأحني ظهري حياء من ربي زهير بن معاوية عن عبد الملك بن عمير قال رأيت أبا موسى داخلا من هذا الباب وعليه مقطع ومطرف حيري
عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن أبي موسى أن النبي ص قال اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة فقتل يوم أوطاس فقتل أبو موسى قاتله الجريري عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال أعمقوا لي قبري
-
أبو أيوب الأنصاري
أبو أيوب الأنصاري ( ع ) الخزرجي النجاري البدري السيد الكبير الذي خصه النبي ص بالنزول عليه في بني النجار إلى أن بنيت له حجرة أم المؤمنين سودة وبنى المسجد الشريف اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم ابن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج
حدث عنه جابر بن سمرة والبراء بن عازب والمقدام بن معد يكرب وعبد الله بن يزيد الخطمي وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة وعروة بن الزبير وعطاء بن يزيد الليثي وأفلح مولاه وأبو رهم السماعي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وقرثع الضبي ومحمد بن كعب والقاسم أبو عبد الرحمن وآخرون وله عدة أحاديث ففي مسند بقي له مئة وخمسة وخمسون حديثا فمنها في البخاري ومسلم سبعة وفي البخاري حديث وفي مسلم خمسة أحاديث
حرملة حدثنا ابن وهب أخبرنا حيوة أخبرنا الوليد بن أبي الوليد حدثنا أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده أن رسول الله ص قال له اكتم الخطبة ثم توضأ ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل اللهم تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت لي في فلانة تسميها خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها خيرا لي منها فأمض لي أو قال اقدرها لي
وفي سيرة ابن عباس أنه كان أميرا على البصرة لعلي وأن أبا أيوب الأنصاري وفد عليه فبالغ في إكرامه وقال لأجزينك على إنزالك النبي ص عندك فوصله بكل ما في المنزل فبلغ ذلك أربعين ألفا
الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب أنه قال ادفنوني تحت أقدامكم سمعت رسول الله ص يقول من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ابن علية عن أيوب عن محمد قال شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة إلا عاما استعمل على الجيش شاب فقعد ثم جعل يتلهف ويقول ما علي من استعمل علي فمرضص وعلى الجيش يزيد ابن معاوية فأتاه يعوده فقال حاجتك قال نعم إذا أنا مت فاركب بي ثم تبيغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع فلما مات ركب به ثم سار به ثم دفنه وكان يقول قال الله " انفروا خفافا وثقالا " ( التوبة 41 ) لا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا وروى همام عن عاصم بن بهدلة عن رجل أن أبا أيوب قال ليزيد أقرى الناس مني السلام ولينطلقوا ( بي ) وليعبدوا ما استطاعوا قال ففعلوا قال الواقدي توفي عام غزا يزيد في خلافة أبيه القسطنطينية فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويرمونه ويستسقون به وذكره عروة والجماعة في البدريين وقال ابن إسحاق شهد العقبة الثانية قال محمد بن سيرين النجار سمي بذلك لأنه اختتن بقدوم وعن ابن إسحاق أن النبي ص آخى بين أبي أيوب ومصعب بن عمير شهد أبو أيوب المشاهد كلها
وقال أحمد بن البرقي جاء له نحو من خمسين حديثا قال ابن يونس قدم مصر في البحر سنة ست وأربعين وقال أبو زرعة النصري قدم دمشق زمن معاوية وقال الخطيب شهد حرب الخوارج مع علي جعفر بن جسر بن فرقد أخبرنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال قال أهل المدينة لرسول الله ص ادخل المدينة راشدا مهديا فدخلها وخرج الناس ينظرون إليه كلما مر على قوم قالوا يا رسول الله ها هنا فقال دعوها فإنها مأمورة يعني الناقة حتى بركت على باب أبي أيوب
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم أن أبا أيوب حدثه أن رسول الله ص نزل في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء ونزلت فقلت يا رسول الله لا ينبغي أن نكون فوقك انتقل إلى الغرفة فأمر بمتاعه فنقل ومتاعه قليل قلت يا رسول الله كنت ترسل بالطعام فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي
بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي أيوب قال أقرعت الأنصار أيهم يؤوي رسول الله ص فقرعهم أبو أيوب فكان إذا أهدي لرسول الله ص طعام أهدي لأبي أيوب فدخل أبو أيوب يوما فإذا قصعة فيها بصل فلم يأكل منها وقال إنه يغشاني ما لا يغشاكم الصنعاني حدثنا محمد بن سابق حدثنا حشرج بن نباتة عن إسحاق بن إبراهيم سمع أبا قلابة يقول حدثني أبو عبد الله الصنابحي أن عبادة بن الصامت حدثه قال خلوت برسول الله ص فقلت أي أصحابك أحب إليك قال اكتم علي حياتي قلت نعم قال أبو بكر ثم عمر ثم علي ثم سكت فقلت ثم من قال من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة ومعاذ وأبو طلحة وأبو أيوب وأنت وأبي بن كعب وأبو الدرداء وابن مسعود وابن عفان وابن عوف ثم هؤلاء الرهط من الموالي سلمان وصهيب وبلال وسالم مولى أبي حذيفة هؤلاء خاصتي هذا حديث منكر رواه الهيثم الشاشي في مسنده الواقدي حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال لما دخل رسول الله ص بصفية بات أبو أيوب على باب النبي ص فلما أصبح فرأى رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف فقال يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك فضحك النبي ص وقال له خيرا غريب جدا وله شويهد من حديث عيسى بن المحتار وابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس فذكر قريبا منه وأبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عمر بن أبي بكر عن عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن مقسم عن جابر بنحوه وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة نحوه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم قال أعرست فدعا أبي الناس فيهم أبو أيوب وقد ستروا بيتي بجنادي أخضر فجاء أبو أيوب فطأطأ رأسه فنظر فإذا البيت مسقر فقال يا عبد الله تسترون الجدر فقال أبي واستحيى غلبنا النساء يا أبا أيوب فقال من خشيت أن تغلبه النساء فلم أخش أن يغلبنك لا أدخل لكم بيتا ولا آكل لكم طعاما غريب رواه النفيلي عن ابن علية عنه ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عباس عن محمد بن كعب قال كان أبو أيوب يخالف مروان فقال ما يحملك على هذا قال إني رأيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يصلي الصلوات فإن وافقته وافقناك وإن خالفته خالفناك مروان بن معاوية عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه قال انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر وكان معنا رجل مزاح فكان يقول لصاحب طعامنا جزاك الله خيرا وبرا فيغضب فقلنا لأبي أيوب هنا من إذا قلنا له جزاك الله خيرا يغضب فقال اقلبوه له فكنا نتحدث إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر فقال له المزاح جزاك الله شرا وعرا فضحك وقال ما تدع مزاحك
ذكر خليفة أن عليا استعمل أبا أيوب على المدينة وقال الحاكم لم يشهد أبو أيوب مع علي صفين
الأعمش عن أبي ظبيان أن أبا أيوب غزا زمن معاوية فلما احتضر قال إذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ابن فضيل حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي صادق قال قدم أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا معي فسلمت وقلت يا أبا أيوب قد أكرمك الله بصحبة نبيه وبنزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم بسيفك قال إن رسول الله عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم والقاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية والمارقين فلم أرهم بعد هذا خبر واه إسحاق بن سليمان الرازي حدثنا أبو سنان عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب قدم على ابن عباس البصرة ففرغ له بيته وقال لأصنعن بك كما صنعت برسول الله ص كم عليك قال عشرون ألفا فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا ومتاع البيت
ابن عون حدثنا محمد وحدثنا عمر بن كثير بن أفلح وهذا حديثه قال قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه معه على السرير وحادثه وقال يا أبا أيوب من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا قال أنا إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما لواء الكفر فنكس معاوية وتنمر أهل الشام وتكلموا فقال معاوية مه وقال ما نحن ( عن ) هذا سألناك
أبو إسحاق الفزاري عن إبراهيم بن كثير سمعت عمارة بن غزية قال دخل أبو أيوب على معاوية فقال صدق رسول الله ص سمعته يقول يا معشر الأنصار إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا فبلغت معاوية فصدقه فقال ما أجرأه لا أكلمه أبدا ولا يؤويني وإياه سقف وخرج من فوره إلى الغزو فمرض فعاده يزيد بن معاوية وهو على الجيش فقال هل لك من حاجة قال ما ازددت عنك وعن أبيك إلا غنى إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو الحديث
الأعمش عن أبي ظبيان قال أغزى أبو أيوب فمرض فقال إذا مت فاحملوني فإذا صافقتم العدو فارموني تحت أقدامكم أما إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ص سمعته يقول من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة إسناده قوي جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه قال أتيت مصر فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم فأخبروني أنهم لما كانوا عند انقضاء مغزاهم حيث يراهم العدو حضر أبا أيوب الموت فدعا الصحابة والناس فقال إذا قبضت فلتركب الخيل ثم سيروا حتى تلقوا العدو فيردوكم فاحفروا لي وادفنوني ثم سووه فلتطأ الخيل والرجال عليه حتى لا يعرف فإذا رجعتم فأخبروا الناس أن رسول الله ص أخبرني أنه لا يدخل النار أحد يقول لا إله إلا الله قال الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أغزى معاوية ابنه في سنة خمس وخمسين في البر والبحر حتى أجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها ثم قفل وعن الأصمعي عن أبيه أن أبا أيوب قبر مع سور القسطنطينية وبني عليه فلما أصبحوا قالت الروم يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن قالوا مات رجل من أكابر أصحاب نبينا والله لئن نبش لا ضرب بناقوس في بلاد العرب فكانوا إذا قحطوا كشفوا عن قبره فأمطروا قال الواقدي مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه يزيد ودفن بأصل حصن القسطنطينية فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويستسقون به وقال خليفة مات سنة خمسين وقال يحيى بن بكير سنة اثنتين وخمسين
-
عبد الله بن سلام
عبد الله بن سلام ( ع ) ابن الحارث الإمام الحبر المشهود له بالجنة أبو الحارث الإسرائيلي حليف الأنصار من خواص أصحاب النبي ص حدث عنه أبو هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن معقل وعبد الله بن حنظلة بن الغسيل وابناه يوسف ومحمد وبشر بن شغاف وأبو سعيد المقرى وأبو بردة بن أبي موسى وقيس بن عباد وأبو سلمة ابن عبد الرحمن وعطاء بن يسار وزرارة بن أوفى وآخرون
وكان فيما بلغنا ممن شهد فتح بيت المقدس نقله الواقدي قال محمد بن سعد اسمه الحصين فغيره النبي ص بعبد الله وروى قيس بن الربيع وهو ضعيف عن عاصم عن الشعبي قال أسلم عبد الله بن سلام قبل وفاة رسول الله ص بعامين فهذا قول شاذ مردود بما في الصحيح من أنه أسلم وقت هجرة النبي ص وقدومه قال ابن سعد هو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام وهو حليف القواقلة قال وله إسلام قديم بعد أن قدم النبي ص المدينة وهو من أحبار اليهود قال عوف الأعرابي حدثنا زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال لما قدم النبي ص المدينة انجفل الناس عليه وكنت فيمن انجفل فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته يقول يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام وروى حميد عن أنس أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله ص مقدمه إلى المدينة فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول ما يأكل أهل الجنة ومن أين يشبه الولد أباه وأمه فقال أخبرني بهن جبريل آنفا قال ذاك عدو اليهود من الملائكة قال إما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب وأما أول ما يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه فإذا سبق ماء الرجل نزع إليه الولد وإذا سبق ماء المرأة نزع إليها قال أشهد أنك رسول الله وقال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي بهتوني فأرسل إليهم فسلهم عني فأرسل إليهم فقال أي رجل ابن سلام فيكم قالوا حبرنا وابن حبرنا وعالمنا وابن عالمنا قال أرأيتم إن أسلم تسلمون قالوا أعاذه الله من ذلك قال فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا وجاهلنا وابن جاهلنا فقال يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أقبل نبي الله إلى المدينة فقالوا جاء نبي الله فاستشرفوا ينظرون وسمع ابن سلام وهو في نخل يخترف فعجل قبل أن يضع التي يخترف فيها فسمع من النبي ص ثم رجع إلى أهله فلما خلا نبي الله جاء فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق ولقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فسلهم عني ( قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا إني قد أسلمت قالوا في ما ليس في ) فأرسل إليهم فجاؤوا فقال يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا قالوا ما نعلمه قال فأي رجل فيكم ابن سلام قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم فقال اخرج عليهم فخرج عليهم وقال ويلكم اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا قالوا كذبت فأخرجهم رسول الله ص
ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في ابن سلام وثعلبة بن سعية وأسد بن عبيد " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة " الآيتين ( آل عمران 113 114 )
مالك عن سالم أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه قال ما سمعت رسول الله يقول لأحد إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت " وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله " ( الأحقاف 10 )
حماد حدثنا عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله ص قال يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة فجاء ابن سلام وجاء من غير وجه أنه رأى رؤيا فقصها على النبي ص فقال له تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى إسنادها قوي قال ابن سعد أخبرنا حماد بن عمرو حدثنا زيد بن رفيع عن معبد الجهني عن يزيد بن عميرة أنه لما احتضر معاذ قعد يزيد عند رأسه يبكي فقال ما يبكيك قال أبكي لما فاتني من العلم قال إن العلم كما هو لم يذهب فاطلبه عند أربعة فسماهم وفيهم عبد الله ابن سلام الذي قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فيه هو عاشر عشرة في الجنة البخاري في تاريخه حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة الزبيدي قال لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له أوصنا يا أبا عبد الرحمن قال التمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي أسلم فإني سمعت رسول الله ص يقول إنه عاشر عشرة في الجنة " ومن عنده علم الكتاب " قال مجاهد هو عبد الله بن سلام قال إبراهيم بن أبي يحيى حدثنا معاذ بن عبد الرحمن عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أنه جاء إلى النبي ص فقال إني قد قرأت القرآن والتوراة فقال اقرأ بهذا ليلة وبهذا ليلة. إسناده ضعيف فإن صح ففيه رخصة في التكرار على التوراة التي لم تبدل فأما اليوم فلا رخصة في ذلك لجواز التبديل على جميع نسخ التوراة الموجودة ونحن نعظم التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام ونؤمن بها فأما هذه الصحف التي بأيدي هؤلاء الضلال فما ندري ما هي أصلا ونقف فلا نعاملها بتعظيم ولا بإهانة بل نقول آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله ويكفينا في ذلك الإيمان المجمل ولله الحمد
-
عكرمة بن عمار عن محمد بن القاسم قال زعم عبد الله بن حنظلة أن عبد الله بن سلام مر في السوق عليه حزمة من حطب فقيل له أليس أغناك الله قال بلى ولكن أردت أن أقمع الكبر سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر
اتفقوا على أن ابن سلام توفي سنة ثلاث وأربعين وقد ساق الحافظ ابن عساكر ترجمته في بضع عشرة ورقة الواقدي عن أبي معشر عن المقبري وآخر أن ابن سلام كان اسمه الحصين فغيره النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بعبد الله
يزيد بن هارون وجماعة قالوا حدثنا حميد عن أنس أن عبد الله بن سلام أتى النبي ص لما قدم المدينة الحديث وفيه قالوا شرنا وابن شرنا ونحو ذلك قال يقول عبد الله يا رسول الله هذا الذي كنت أخاف حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس قال قدم النبي ص فأتاه ابن سلام فقال سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي فإن أخبرتني بها آمنت بك الحديث هوذة حدثنا عوف عن الحسن قال عبد الله بن سلام قال أشهد أن اليهود يجدونك عندهم في التوراة ثم أرسل إلى فلان وفلان نفر سماهم فقال ما عبد الله بن سلام فيكم وما أبوه قالوا سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا قال أرأيتم إن أسلم أتسلمون قالوا إنه لا يسلم فدعاء فخرج عليهم وتشهد فقالوا يا عبد الله ما كنا نخشاك على هذا وخرجوا وأنزل الله " قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله آأمن واستكبرتم " ( الأحقاف 10 )
إسحاق الأرزق حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن قيس بن عباد قال كنت في مسجد المدينة فجاء رجل بوجهه أثر من خشوع فقال القوم هذا من أهل الجنة فصلى ركعتين فأوجز فيهما فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله فدخلت معه فحدثته فلما استأنس قلت إنهم قالوا لما دخلت المسجد كذا وكذا قال سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك إني رأيت رؤيا فقصصتها على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png رأيت كأني في روضة خضراء وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي اصعد عليه فصعدت حتى أخذت بالعروة فقيل استمسك بالعروة فاستيقظت وإنها لفي يدي فلما أصبحت أتيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقصصتها عليه فقال أما الروضة فروضة الإسلام وأما العمود فعمود الإسلام وأما العروة فهي العروة الوثقى أنت على الإسلام حتى تموت قال وهو عبد الله بن سلام حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع عن خرشة بن الحر قال قدمت المدينة فجلست إلى شيخة في المسجد فجاء شيخ يتوكأ على عصا له فقال رجل هذا رجل من أهل الجنة فقام خلف سارية فصلى ركعتين فقمت إليه فقلت زعم هؤلاء أنك من أهل الجنة فقال الجنة لله يدخلها من يشاء إني رأيت على عهد رسول الله رؤيا رأيت كان رجلا أتاني فقال انطلق فسلك بي في منهج عظيم فبينا أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي فأردت أن أسلكها فقال إنك لست من أهلها ثم عرضت لي طريق عن يميني فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق فأخذ بيدي فرحل بي فإذا أنا على ذروته فلم أتقار ولم أتماسك وإذا عمود من حديد في أعلاه عروة من ذهب فأخذ بيدي فرحل بي حتى أخذت بالعروة فقل لي استمسك بالعروة فقصصتها على رسول الله ص فقال رأيت خيرا أما المنهج العظيم فالمحشر وأما الطريق التي عرضت عن شمالك فطريق أهل النار ولست من أهلها وأما التي عن يمينك فطريق أهل الجنة وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء وأما العروة فعروة الإسلام فاستمسك بها حتى تموت وهو عبد الله بن سلام جرير عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة قال كنت جالسا في حلقة فيهم ابن سلام يحدثهم فلما قام قالوا من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فتبعته فسألته فذكر الحديث بطوله وهو صحيح وروى بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام أنه شهد فتح نهاوند
قال أيوب عن ابن سيرين قال نبئت أن عبد الله بن سلام قال إن أدركني وليس لي ركوب فاحملوني حتى تضعوني بين الصفين يعني قبال الأعماق محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال كان عبد الله بن سلام إذا دخل المسجد سلم على النبي ص وقال اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وإذا خرج سلم على النبي ص وتعوذ من الشيطان حفص بن غياث عن أشعث عن أبي بردة بن أبي موسى قال أتيت المدينة فإذا عبد الله بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيماء الخير فقال يا أخي جئت ونحن نريد القيام فأذنت له أو قلت إذا شئت فقام فأتبعته فقال من أنت قلت أنا ابن أخيك أنا أبو بردة ابن أبي موسى فرحب بي وسألني وسقاني سويقا ثم قال إنكم بأرض الريف وإنكم تسالفون الدهاقين فيهدون لكم حملان القت والدواخل فلا تقربوها فإنها نار قد مر موت عبد الله في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة وأرخه جماعة أخبرنا عمر بن محمد العمري وجماعة قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أبو محمد بن حموية أخبرنا عيسى بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفر من أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا فأنزل الله " سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون " ( الصف 1 2 ) حتى ختمها قال فقرأها علينا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حتى ختمها قال أبو سلمة فقرأها علينا عبد الله بن سلام قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة فقرأها علينا يحيى فقرأها علينا الأوزاعي فقرأها علينا محمد فقرأها علينا الدارمي فقرأها علينا عيسى فقرأها علينا ابن حموية فقرأها علينا الداوودي فقرأها علينا أبو الوقت فقرأها علينا عبد الله بن عمر قلت فقرأها علينا شيوخنا صفوان بن عمرو الحمصي حدثنا عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك قال انطلق نبي الله وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود فقال أروني يا معشر يهود اثني عشر رجلا يشهدون أن محمدا رسول الله يحط الله عنكم الغضب فأسكتوا ثم أعاد عليهم فلم يجبه أحد قال فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المصطفى آمنتم أو كذبتم فلما كاد يخرج قال رجل كما أنت يا محمد أي رجل تعلمونني فيكم قالوا ما فينا أعلم منك قال فإني أشهد بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة فقالوا كذبت فقال رسول الله ص كذبتم قال فخرجنا ونحن ثلاثة وأنزلت " أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد " ( الأحقاف 10 ) الآية وفي الصحيح نحوه من حديث أنس بن مالك وهو عبد الله يعني ابن سلام
-
زيد بن ثابت
زيد بن ثابت ( ع ) ابن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة
الإمام الكبير شيخ المقرئين والفرضيين مفتي المدينة أبو سعيد وأبو خارجة الخزرجي النجاري الأنصاري كاتب الوحي رضي الله عنه حدث عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وعن صاحبيه وقرأ عليه القرآن بعضه أو كله ومناقبه جمة حدث عنه أبو هريرة وابن عباس وقرأ عليه وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وسهل بن سعد وأبو أمامة بن سهل وعبد الله بن يزيد الخطمي ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وقبيصة بن ذؤيب وابناه الفقيه خارجة وسليمان وأبان بن عثمان وعطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار وعبيد بن السباق والقاسم بن محمد وعروة وحجر المدري وطاووس وبسر بن سعيد وخلق كثير وتلا عليه ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وغير واحد وكان من حملة الحجة وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حج على المدينة وهو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك وقد قتل أبوه قبل الهجرة يوم بعاث فربي زيد يتيما وكان أحد الأذكياء فلما هاجر النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أسلم زيد وهو ابن إحدى عشرة سنة فأمره النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أن يتعلم خط اليهود ليقرأ له كتبهم قال فإني لا آمنهم قال ابن سعد ولد زيد بن ثابت سعيدا وبه كان يكنى وأمه أم جميل وولد لزيد خارجة وسليمان ويحيى وعمارة وإسماعيل وأسعد وعبادة وإسحاق وحسنة وعمرة وأم إسحاق وأم كلثوم وأم هؤلاء أم سعد ابنة سعد بن الربيع أحد البدريين وولد له إبراهيم ومحمد وعبد الرحمن وأم حسن من عمرة بنت معاذ بن أنس وولد له زيد وعبد الرحمن وعبيد الله وأم كلثوم لأم ولد وسليط وعمران والحارث وثابت وصفية وقريبة وأم محمد لأم ولد قال البخاري ومسلم والنسائي زيد يكنى أبا سعيد ويقال أبو خارجة وقال محمد بن أحمد المقدمي له كنيتان روى خارجة عن أبيه قال قدم النبي عليه السلام المدينة وأنا ابن إحدى عشرة سنة وأمره النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أن يتعلم كتابة يهود قال وكنت أكتب فأقرأ إذا كتبوا إليه ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة عن أبيه قال أتي بي النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مقدمة المدينه فقالوا يا رسول الله هذا غلام من بني النجار وقد قرأ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة فقرأت على رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فأعجبه ذلك وقال يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمنهم على كتابي قال فتعلمته فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته وكنت أكتب لرسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إذا كتب إليهم
الأعمش عن ثابت بن عبيد قال زيد قال لي رسول الله أتحسن السريانية قلت لا قال فتعلمها فتعلمتها في سبعة عشر يوما الوليد بن أبي الوليد حدثنا سليمان بن خارجة بن زيد عن أبيه عن جده قال كان رسول الله ص إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته يرويه الليث عنه أبو إسحاق عن البراء قال لي رسول الله ص ادع لي زيدا وقل له يجيء بالكتف والدواة قال فقال اكتب " لا يستوي القاعدون " ( النساء 84 ) وذكر الحديث أخبرنا محمد بن عبد السلام عن زينب بنت عبد الرحمن الشعرية أخبرنا أحمد بن هبة الله عن زينب وعبد المعز الهروي قالا أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أبو أحمد الحاكم أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي هو ابن الجعد أخبرنا ابن أبي ذئب عن شرحبيل يعني ابن سعد قال كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف فأجد طيرا فدخل زيد قال فدفعوا في يدي وفروا فأخذ الطير فأرسله ثم ضرب في قفاي وقال لا أم لك ألم تعلم أن رسول الله ص حرم ما بين لابتيها. شرحبيل فيه لين ما
وقال عبيد بن السباق حدثني زيد أن أبا بكر قال له إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ص فتتبع القرآن فاجمعه فقلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فكنت أتتبع القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال قال أنس جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أفرض أمتي زيد بن ثابت وجاء نحوه من حديث ابن عمر
مندل بن علي عن ابن جريج عن محمد بن كعب قال رسول الله ص أفرض أمتي زيد بن ثابت وقال الترمذي حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس قال رسول الله ص أرحم أمتي بأمتي أبو بكر الحديث وفيه وأفرضهم زيد بن ثابت هذا غريب وحديث الحذاء صححه الترمذي قلت بتقدير صحة أفرضهم زيد وأقرأهم أبي لا يدل على تحتم تقليده في الفرائض كما لا يتعين تقليد أبي في قراءته وما انفرد به روى عاصم عن الشعبي قال غلب زيد الناس على اثنتين الفرائض والقرآن ويروى عن زيد قال أجازني رسول الله ص يوم الخندق وكساني قبطية
وعنه قال أجزت في الخندق وكانت وقعة بعاث وأنا ابن ست سنين داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال لما توفي رسول الله قام خطباء الأنصار فتكلموا وقالوا رجل منا ورجل منكم فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله كان من المهاجرين ونحن أنصاره وإنما يكون الإمام من المهاجرين ونحن أنصاره فقال أبو بكر جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم لو قلتم غير هذا ما صالحناكم هذا إسناد صحيح رواه الطيالسي في مسنده عن وهيب عنه روى الشعبي عن مسروق قال كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عمر وعلي وابن مسعود وزيد وأبي وأبو موسى
مجالد عن الشعبي قال القضاة أربعة عمر وعلي وزيد وابن مسعود وعن القاسم بن محمد كان عمر يستخلف زيدا في كل سفر وعن سالم كنا مع ابن عمر يوم مات زيد بن ثابت فقلت مات عالم الناس اليوم فقال ابن عمر يرحمه الله فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها فرقهم عمر في البلدان ونهاهم أن يفتوا برأيهم وحبس زيد بن ثابت بالمدينة يفتي أهلها وعن سليمان بن يسار قال ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا في الفرائض والفتوى والقراءة والقضاء وعن يعقوب بن عتبة أن عمر استخلف زيدا وكتب إليه من الشام إلى زيد بن ثابت من عمر قال خارجة بن زيد كان عمر يستخلف أبي فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل
الواقدي حدثنا الضحاك بن عثمان عن الزهري قال قال ثعلبة ابن أبي مالك سمعت عثمان يقول من يعذرني من ابن مسعود غضب إذ لم أوله نسخ المصاحف هلا غضب على أبي بكر وعمر إذ عزلاه عن ذلك ووليا زيدا فاتبعت فعلهما مغيرة عن الشعبي قال تنازع أبي وعمر في جداد نخل فبكى أبي ثم قال أفي سلطانك يا عمر قال اجعل بيني وبينك رجلا قال أبي زيد فانطلقا حتى دخلا عليه فتحاكما إليه فقال بينتك يا أبي قال ما لي بينة قال فأعف أمير المؤمنين من اليمين فقال عمر لا تعف أمير المؤمنين من اليمين إن رأيتها عليه وتابعه سيار عن الشعبي عبد الواحد بن زياد حدثنا حجاج عن نافع قال استعمل عمر زيدا على القضاء وفرض له رزقا الواقدي حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه وآخر قالا لما حصر عثمان أتاه زيد بن ثابت فدخل عليه الدار فقال له عثمان أنت خارج ( الدار ) أنفع لي منك ها هنا فذب عني فخرج فكان يذب الناس ويقول لهم فيه حتى رجع أناس من الأنصار وجعل يقول يا للأنصار كونوا أنصار لله مرتين انصروه والله إن دمه لحرام فجاء أبو حية المازني مع ناس من الأنصار فقال ما يصلح معك أمر فكان بينهما كلام وأخذ بتلبيب زيد هو وأناس معه فمر به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه وقال رجل منهم لأبي حية أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك قال الزهري لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان لهلك علم الفرائض لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما أخرجه الدارمي وقال جعفر بن برقان سمعت الزهري يقول لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس وروى سعيد بن عامر عن حميد بن الأسود قال قال مالك كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت وكان إمام الناس عندنا بعد زيد ابن عمر قال أحمد بن عبد الله العجلي الناس على قراءة زيد وعلى فرض زيد
وعن ابن عباس قال لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد ص أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم
الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبدالله أنه كان يقول في أخوات لأب وام وإخوة وأخوات لأب للأخوات للأب والأم الثلثان فما بقي فللذكور دون الإناث فقدم مسروق المدينة فسمع قول زيد فيها فأعجبه فقال له بعض أصحابه أتترك قول عبد الله فقال أتيت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم يعني كان زيد يشرك بين الباقين محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت فأخذ له بركابه فقال تنح يا ابن عم رسول الله ص فقال إنا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا
-
قال علي بن المديني لم يكن من الصحابة أحد له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة زيد وعبد الله وابن عباس
شعيب بن أبي حمزة عن الزهري بلغنا أن زيد بن ثابت كان يقول إذا سئل عن الأمر أكان هذا فإن قالوا نعم حدث فيه بالذي يعلم وإن قالوا لم يكن قال فذروه حتى يكون موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال آلله كان هذا فإن قال نعم تكلم فيه وإلا لم يتكلم الثوري عن ابن أبي خالد عن الشعبي أن مروان دعا زيد بن ثابت وأجلس له قوما خلف ستر فأخذ يسأله وهم يكتبون ففطن زيد فقال يا مروان أغدرا إنما أقول برأيي رواه إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن ابن أبي خالد نحوه وزاد فمحوه
هشام عن ابن سيرين قال حج بنا أبو الوليد ونحن ولد سيرين سبعة فمر بنا على المدينة فأدخلنا على زيد بن ثابت فقال هؤلاء بنو سيرين فقال زيد هؤلاء لأم وهذان لأم وهذان لأم قال فما أخطأ وكان محمد ومعبد ويحيى لأم وروى الأعمش عن ثابت بن عبيد قال كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله وأزمته عند القوم
هشام عن ابن سيرين قال خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة فاستقبل الناس راجعين فدخل دارا فقيل له فقال إنه من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة مات حبر الأمة ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار قال لما مات زيد جلسنا إلى ابن عباس في ظل فقال هكذا ذهاب العلماء دفن اليوم علم كثير
الواقدي حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال لما مات زيد بن ثابت وصلى عليه مروان ونزل نساء العوالي وجاء نساء الأنصار فجعل خارجة يذكرهن الله لا تبكين عليه فقلن لا نسمع منك ولنبكين عليه ثلاثا وغلبنه قال الواقدي وأرسل مروان بجزر فنحرت وأطعموا الناس وفيه يقول حسان بن ثابت
فمن للقوافي بعد حسان وابنه * ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
وقال جرير بن حازم حدثنا قيس به سعد عن مكحول أن عبادة ابن الصامت دعا نبطيا يمسك دابته عند بيت المقدس فأبى فضربه فشجه فاستعدى عليه عمر فقال ما دعاك إلى ما صنعت بهذا قال أمرته فأبى وأنا في حدة فضربته فقال اجلس للقصاص فقال زيد ابن ثابت أتقيد لعبدك من أخيك فترك عمر القود وقضى عليه بالدية
ومن جلالة زيد أن الصديق اعتمد عليه في كتابة القرآن العظيم في صحف وجمعه من أفواه الرجال ومن الأكتاف والرقاع واحتفظوا بتلك الصحف مدة فكانت عند الصديق ثم تسلمها الفاروق ثم كانت بعد عند أم المؤمنين حفصة إلى أن ندب عثمان زيد بن ثابت ونفرا من قريش إلى كتاب هذا المصحف العثماني الذي به الآن في الأرض أزيد من ألفي ألف نسخة ولم يبق بأيدي الأمة قرآن سواه ولله الحمد وقد اختلفوا في وفاة زيد رضي الله عنه على أقوال فقال الواقدي وهو إمام المؤرخين مات سنة خمس وأربعين عن ست وخمسين سنة وتبعه على وفاته يحيى بن بكير وشباب ومحمد بن عبد الله بن نمير وقال أبو عبيد مات سنة خمس وأربعين ثم قال وسنة ست وخمسين أثبت وقال أحمد بن حنبل وعمرو بن علي سنة إحدى وخمسين وقال المدائني والهيثم ويحيى بن معين سنة خمس وخمسين وقال أبو الزناد سنة خمس وأربعين فالله أعلم حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال لم أخالف عليا في شيء من قراءته وكنت أجمع حروف علي فألقى بها زيدا في المواسم بالمدينة فما اختلفا إلا في التابوت كان زيد يقرأ بالهاء وعلي بالتاء
-
تميم الداري
تميم الداري ( مع ) صاحب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة اللخمي الفلسطيني والدار بطن من لخم ولخم فخذ من يعرب بن قحطان وفد تميم الداري سنة تسع فأسلم فحدث عنه النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على المنبر بقصة الجساسة في أمر الدجال ولتميم عدة أحاديث وكان عابدا تلاء لكتاب الله
حدث عنه ابن عباس وابن موهب عبد الله وأنس بن مالك وكثير ابن مرة وعطاء بن يزيد الليثي وزرارة بن أوفى وشهر بن حوشب وآخرون قال ابن سعد لم يزل بالمدينة حتى تحول بعد قتل عثمان إلى الشام قال البخاري هو أخو أبي هند الداري قال ابن سعد كان وفد الداريين عشرة فيهم تميم قال ابن جريج قال عكرمة لما أسلم تميم قال يا رسول الله إن الله مظهرك على الأرض كلها فهب لي قريتي من بيت لحم قال هي لك وكتب له بها قال فجاء تميم بالكتاب إلى عمر فقال أنا شاهد ذلك فأمضاه وذكر الليث أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال له ليس لك أن تبيع قال فهي في أيدي أهله إلى اليوم قال الواقدي ليس للنبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قطيعة سوى حبرى وبيت عينون أقطعهما تميما وأخاه نعيما وفي الصحيح من حديث ابن عباس قال خرج سهمي مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات بأرض كفر فقدما بتركته ففقدوا جاما من فضة فأحلفهما رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثم وجدوا الجام بمكة فقيل اسشتريناه من تميم وعدي فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم وفيهم نزلت آية " شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت " ( المائدة 110 ) قال قتادة " ومن عنده علم الكتاب " ( الرعد 45 ) قال سلمان وابن سلام وتميم الداري
وروى قرة عن ابن سيرين قال جمع القرآن على عهد رسول الله أبي وعثمان وزيد وتميم الداري وروى أبو قلابة عن أبي المهلب كان تميم يختم القرآن في سبع وروى عاصم الأحول عن ابن سيرين أن تميما الداري كان يقرأ القرآن في ركعة وروى أبو الضحى عن مسروق قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري صلى ليلة حتى أصبح أو كاد يقرأ آية يرددها ويبكي " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات " ( الجاثية 20 ) أبو نباتة يونس بن يحيى عن المنكدر بن محمد عن أبيه أن تميما الداري نام ليلة لم يقم يتهجد فقام سنة لم ينم فيها عقوبة ( للذي صنع )
سعيد الجريري عن أبي العلاء عن رجل قال أتيت تميما الداري فحدثنا فقلت كم جزؤك قال لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن ثم يصبح فيقول قد قرأت القرآن في هذه الليلة ( فوالذي نفسي بيده ) لأن أصلي ثلاث ركعات نافلة أحب إلي من أن أقرأ القرآن في ليلة ثم أصبح فأخبر به فلما أغضبني قلت والله إنكم معاشر صحابة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من بقي منكم لجدير أن تسكتوا فلا تعلموا وأن تعنفوا من سألكم فلما رآني قد غضبت لان وقال ألا أحدثك يا ابن أخي أرأيت إن كنت أنا مؤمنا قويا وأنت مؤمن ضعيف فتحمل قوتي على ضعفك فلا تستطيع فتنبت أو رأيت إن كنت أنت مؤمنا قويا وأنا مؤمن ضعيف ( حين أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت ) ولكن خذ من نفسك لدينك ومن دينك لنفسك حتى يستقيم لك الأمر على عبادة تطيقها حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء عن معاوية بن حرمل قال قدمت المدينة فلبثت في المسجد ثلاثا لا أطعم فأتيت عمر فقلت تائب من قبل أن تقدر عليه ( قال من أنت قلت معاوية بن حرمل ) قال اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه قال وكان تميم الداري ( إذا صلى ) ضرب بيديه على يمينه وشماله فذهب برجلين فصليت إلى جنبه فأخذني فأتينا بطعام فبينا نحن ذات ليلة إذ خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم فقال قم إلى هذه النار فقال يا أمير المؤمنين ومن أنا وما أنا فلم يزل به حتى قام معه وتبعتها فانطلقا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب ودخل تميم خلفها فجعل عمر يقول ليس من رأى كمن لم ير قالها ثلاثا سمعها عفان من حماد وابن حرمل لا يعرف قتادة عن ابن سيرين وقتادة أيضا عن أنس أن تميما الداري اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه إلى الصلاة وروى حماد عن ثابت أن تميما أخذ حلة بألف يلبسها في الليلة التى ترجى فيها ليلة القدر وروى الزهري عن السائب بن يزيد قال أول من قص تميم الداري استأذن عمر فأذن له فقص قائما أسامة بن زيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن تميما استأذن عمر في القصص سنين ويأبى عليه فلما أكثر عليه قال ما تقول قال أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير وأنهاهم عن الشر قال عمر ذاك الربح ثم قال عظ قبل أن أخرج للجمعة فكان بفعل ذلك فلما كان عثمان استزاده فزاده يوما آخر خالد بن عبد الله عن بيان عن وبرة قال رأى عمر تميما الداري يصلي بعد العصر فضربه بدرته على رأسه فقال له تميم يا عمر تضربني على صلاة صليتها مع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال يا تميم ليس كل الناس يعلم ما تعلم وأخرج ابن ماجه بإسناد ضعيف عن أبي سعيد قال أول من أسرج في المساجد تميم الداري يقال وجد على بلاطة قبر تميم الداري مات سنة أربعين وحديثه يبلغ ثمانية عشر حديثا منها في صحيح مسلم حديث واحد
-
أبو قتادة الأنصاري
أبو قتادة الأنصاري السلمي ( ع ) فارس رسول الله ص شهد أحدا والحديبية وله عدة أحاديث اسمه الحارث بن ربعي على الصحيح وقيل اسمه النعمان وقيل عمرو حدث عنه أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وعلي بن رباح وعبد الله بن رباح الأنصاري وعبد الله بن معبد الزماني وعمرو بن سليم الزرقي وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومعبد بن كعب بن مالك وابنه عبد الله بن أبي قتادة ومولاه نافع وآخرون روى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن النبي ص قال خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع الواقدي حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه عن أبيه
قال أبو قتادة إني لأغسل رأسي قد غسلت أحد شقيه إذ سمعت فرسي جروة تصهل وتبحث بحافرها فقلت هذه حرب قد حضرت فقمت ولم أغسل شق رأسي الآخر فركبت وعلي بردة فإذا رسول الله ص يصيح الفزع الفزع قال فأدرك المقداد فسايرته ساعة ثم تقدمه فرسي وكان أجود من فرسه وأخبرني المقداد بقتل مسعدة محرزا يعني ابن نضلة فقلت للمقداد إما أن أموت أو أقتل قاتل محرز فضرب فرسه فلحقه أبو قتادة فوقف له مسعدة فنزل أبو قتادة فقتله وجنب فرسه معه قال فلما مر الناس تلاحقوا ونظروا إلى بردي فعرفوها وقالوا أبو قتادة قتل فقال رسول الله ص لا ولكنه قتيل أبي قتادة عليه برده فخلوا بينه وبين سلبه وفرسه قال فلما أدركني قال اللهم بارك له في شعره وبشره أفلح وجهك قتلت مسعدة قلت نعم قال فما هذا الذي بوجهك قلت سهم رميت به قال فادن مني فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا قاح فمات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة قال وأعطاني فرس مسعدة وسلاحه
مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال خرجنا مع رسول الله ص عام حنين فلما التقينا رأيت رجلا قد علا المسلمين فاستدرت له من ورائه فضربته بالسيف على حبل عاتقه ضربة قطعت منها الدرع فأقبل علي وضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أرسلني ومات إلى أن قال فقال رسول الله ص من قتل قتيلا له بينة فله سلبه فقمت فقلت من يشهد لي وقصصت عليه فقال رجل صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندي فأرضه منه فقال أبو بكر لا ها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه فقال النبي ص صدق فأعطانيه فبعث الدرع وابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام قال ابن سعد كانت سرية أبي قتادة إلى حضرة وهي بنجد سنة ثمان وكان في خمسة عشر رجلا فغنموا مئتي بعير وألفي شاة وسبوا سبيا ثم سرية أبي قتادة إلى بطن إضم بعد شهر الدراوردي عن أسيد بن أبي أسيد عن أبيه قلت لأبي قتادة مالك لا تحدث عن رسول الله ص كما يحدث عنه الناس فقال سمعت رسول الله ص يقول من كذب علي فليشهد لجنبه مضجعا من النار وجعل رسول الله ص يقول ذلك ويمسح الأرض بيده سمعه قتيبة منه
شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد أخبرني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول الله ص قال لعمار تقتلك الفئة الباغية ابن سعد حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني عبد الله ابن عبيد بن عمير أن عمر بعث أبا قتادة فقتل ملك فارس بيده وعليه منطقة قيمتها خمسة عشر ألفا فنفلها إياه عمر قال خليفة استعمل علي على مكة أبا قتادة الأنصاري ثم عزله بقثم ابن العباس معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن معاوية قدم المدينة فلقيه أبو قتادة فقال تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار فما منعكم قالوا لم يكن لنا دواب قال فأين النواضح قال أبو قتادة عقرناها في طلب أبيك يوم بدر إن رسول الله ص قال لنا إنكم ستلقون بعدي أثرة قال معاوية فما أمركم قال أمرنا أن نصبر قال فاصبروا وروي أن عليا كبر على أبي قتادة سبعا فقال أبو بكر البيهقي هذا غلط فإن أبا قتادة تأخر عن علي وقال الواقدي لم أر بين ولد أبي قتادة وأهل البلد عندنا اختلاف أنه توفي بالمدينة قال وروى أهل الكوفة أنه توفي بها وأن عليا صلى عليه قال يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة والمدائني وسعيد بن عفير وابن بكير وشباب وابن نمير مات أبو قتادة سنة أربع وخمسين معمر عن قتادة عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال كنا مع رسول الله ص في بعض أسفاره إذ تأخر عن الراحلة فدعمته بيدي حتى استيقظ فقال اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظني منذ الليلة ما أرانا إلا قد شققنا عليك قال ابن سعد أبو قتادة بن ربعي بن بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد ابن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة قال وقد اختلف علينا في اسمه فقال ابن إسحاق الحارث وقال ابن عمارة والواقدي النعمان وقيل عمرو وله أولاد وهم عبد الله وعبد الرحمن وثابت وعبيد وأم البنين وأم أبان شهد أحدا والخندق أيوب عن محمد أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أرسل إلى أبي قتادة فقيل يترجل ثم أرسل إليه فقيل يترجل ثم أرسل إليه فقيل يترجل فقال احلقوا رأسه اء فقال يا رسول الله دعني هذه المرة فوالله لأعتبنك فكان أول ما لقي قتل رأس المشركين مسعدة
معن القزاز حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن سيرين أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png رأى أبا قتادة يصلي ويتقي شعره فأراد أن يجزه فقال يا رسول الله إن تركته لأرضينك فتركه فأغار مسعدة الفزاري على سرح أهل المدينة فركب أبو قتادة فقتله وغشاه ببردته
حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن النبي ص قال من قتل كافرا فله سلبه فقال أبو قتادة يا رسول الله إني ضربت رجلا على حبل عاتقه وعليه درع له فأجهضت عنه فقال رجل أنا أخذتها فأرضه منها وأعطنيها وكان رسول الله ص لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت فسكت فقال عمر لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها فضحك رسول الله ص وقال صدق عمر وروى مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة أن أبا قتادة قال خرجنا مع النبي ص عام حنين الحديث بنحو منه وفيه فقال أبو بكر لا ها الله إذا لايعمد إلى أسد من أسد الله فيعطيك سلبه فأعطاني الدرع فبعته قال فابتعت به مخرفا فإنه لأول مال تأثلته الواقدي حدثنا أسامة بن زيد الليثي عن الأعرج عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال لما كان يوم حنين قتلت رجلا فجاء رجل
فنزع عنه درعه فخاصمته إلى رسول الله ص فقضى لي بها فبعتها بسبع أواقي من حاطب بن أبي بلتعة قال قتادة كان أبو قتادة يلبس الخز قال الواقدي لم أر بين ولد أبي قتادة وأهل بلدنا اختلافا أن أبا قتادة توفي بالمدينة ابن نمير حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي قال صلى علي على أبي قتادة فكبر عليه سبعا
-
عمرو بن عبسة
عمرو بن عبسة ( م ع ) ابن خالد بن حذيفة الإمام الأمير أبو نجيح السلمي البجلي أحد السابقين ومن كان يقال هو ربع الإسلام روى أحاديث. روى عنه أبو أمامة الباهلي وسهل بن سعد وجبير بن نفير وكثير ابن مرة وضمرة بن حبيب والصنابحي وعدي بن أرطاة وحبيب بن عبيد وعدة وقيل إن ابن مسعود روى عنه وكان من أمراء الجيش يوم وقعة اليرموك قال عمرو بن أبي سلمة التنيسي حدثنا صدقة بن عبد الله عن نصر ابن علقمة عن أخيه عن ابن عائذ عن جبير بن نفير قال كان أبو ذر الغفاري وعمرو بن عبسة كلاهما يقول لقد رأيتني ربع الإسلام مع رسول الله لم يسلم قبلي إلا النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وأبو بكر وبلال كلاهما حتى لا يدرى متى أسلم الأخر نزل عمرو حمص باتفاق ويقال شهد بدرا وما تابع أحد عبد الصمد بن سعيد وأحمد بن محمد بن عيسى على ذا وبنو بجيلة رهط من سليم
عكرمة بن عمار حدثنا شداد أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة وقد لقي شداد أبا أمامة قال قال عمرو بن عبسة قدمت مكة فإذا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حراء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه فقلت ما أنت قال نبي قلت وما نبي قال أرسلني الله قلت بما أرسلك قال بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله قلت من معك على هذا قال حر وعبد قال ومعه أبو بكر وبلال فقلت إني متبعك قال إنك لا تستطيع ذاك يومك هذا ألا ترى حالي فإذا سمعت بي قد ظهرت فائتني فذهبت إلى أهلي وجعلت أتخبر الأخبار حتى قدم على أهل يثرب فقدمت المدينة فأتيته وذكر الحديث
أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن سليم بن عامر وضمرة بن حبيب وآخر سمعوا أبا أمامة سمع عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وهو نازل بعكاظ فقلت من معك قال أبو بكر وبلال فأسلمت فلقد رأيتني ربع الإسلام لم يؤرخوا موته حريز حدثنا سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بعكاظ فقلت من تبعك قال حر وعبد انطلق حتى يمكن الله لرسوله معاوية بن صالح عن سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة قال أسلمت فقال لي النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png الحق بقومك ثم أتيته قبل الفتح
الواقدي حدثنا حجاج بن صفوان عن ابن أبي حسين عن شهر عن عمرو بن عبسة قال رغبت عن آلهة قومي فلقيت يهوديا من أهل تيماء فقلت إني ممن يعبد الحجارة فيترك الحي فينزل الرجل فيأتي بأربعة حجارة فينصب ثلاثة لقدره ويجعل أحسنها إلها يعبده فقال يخرج من مكة رجل يرغب عن الأصنام فإذا رأيته فاتبعه فإنه يأتي بأفضل دين إلى أن قال فأتيت مكة فوجدته مستخفيا ووجدت قريشا عليه أشداء وذكر الحديث بطوله لعله مات بعد سنة ستين فالله أعلم
-
شداد بن أوس
شداد بن أوس ( ع ) ابن ثابت بن المنذر بن حرام أبو يعلى وأبو عبد الرحمن الأنصاري النجاري الخزرجي أحد بني مغالة وهم بنو عمرو بن مالك ابن النجار وشداد هو ابن أخي حسان بن ثابت شاعر رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png
من فضلاء الصحابة وعلمائهم نزل بيت المقدس حدث عنه ابنه يعلى وأبو إدريس الخولاني وأبو أسماء الرحبي وأبو الأشعث الصنعاني وعبد الرحمن بن غنم وجبير بن نفير وكثير بن مرة وبشير بن كعب وآخرون قال عبد الحميد بن بهرام عن شهر سمع عبد الرحمن بن غنم يقول لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت فأخذ بشماله يميني وبيمينه شمال أبي الدرداء فقال إن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما فيوشك أن تريا الرجل من ثبج المسلمين قد قرأ القرآن أعاده وأبداه وأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله أو قرأ به على لسان أحد لا يحور فيكم إلا كما يحور رأس الحمار الميت فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إلينا فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول في الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة وأبو الدرداء اللهم غفرا أو لم يكن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها فهي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد قال أرأيتكم لو رأيتم أحدا يصلي لرجل أو يصوم له أو يتصدق له أترون أنه قد أشرك قالوا نعم قال فإني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فقال عوف أولا يعمد الله إلى ما ابتغي فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل منه ما خلص له ويدع ما أشرك به فيه قال شداد فإني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول عن الله قال أنا خير قسيم فمن أشرك بي شيئا فإن جسده وعمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني شداد كناه مسلم وأحمد والنسائي أبا يعلى ابن جوصاء حدثني محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو ابن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري حدثنا أبي حدثنا أبي عن أبيه عن جده قال كنية شداد بن أوس أبو يعلى وكان له خمسة أولاد منهم بنته خزرج وتزوجت في الأزد وكان أكبرهم يعلى ثم محمد ثم عبد الوهاب والمنذر فمات شداد وخلف عبد الوهاب والمنذر صغيرين وأعقبوا سوى يعلى ونسأ لابنته نسل إلى سنة ثلاثين ومئة وكانت الرجفة التي كانت بالشام في هذه السنة وكان أشدها ببيت المقدس فقنى كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم ووقع منزل شداد عليهم وسلم محمد وقد ذهبت رجله تحت الردم وكانت النعل زوجا خلفها شداد عند ولده فصارت إلى محمد بن شداد فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله جاءت فأخذت فرد النعلين وقالت يا أخي ليس لك نسل وقد رزقت ولدا وهذه مكرمة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أحب أن تشرك فيها ولدي فأخذتها منه وكان ذلك في أول أوان الرجفة فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها فلما جاء المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرفوه نسبها من شداد فعرف ذلك وقبله وأجاز كل واحد منهما بألف دينار وأمر لكل واحد منهما بضيعة وبعث إلى محمد بن شداد فأتي به يحمل لزمانته فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الرجلين فقال له المهدي ائتني بالأخرى فبكى وناشده الله فرق له وخلاها عنده معان بن رفاعة عن أبي يزيد الغوثي عمن حدثه عن أبي الدرداء قال إن لكل أمة فقيها وإن فقيه هذه الأمة شداد بن أوس لم يصح
وقال سفيان بن عيينة قال أبو الدرداء إن شداد بن أوس أوتي علما وحلما وقال سعيد بن عبد العزيز فضل شداد بن أوس الأنصار بخصلتين ببيان إذا نطق وبكظم إذا غضب عن شداد أبي عمار عن شداد بن أوس وكان بدريا فذكر حديثا وقال البخاري شداد له صحبة قال وقال بعضهم شهد بدرا ولم يصح وقال ابن سعد نزل فلسطين وله عقب مات سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة وكانت له عبادة واجتهاد وقال أحمد بن البرقي كان أبوه أوس بن ثابت بدريا واستشهد يوم أحد ابن سعد أخبرني من سمع ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال لم يبق بالشام أحد كان أوثق ولا أفقه ولا أرضى من عبادة بن الصامت وشداد بن أوس
قال المفضل الغلابي زهاد الأنصار ثلاثة أبو الدرداء وعمير بن سعد وشداد بن أوس علي بن المديني حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل عن مطرف بن الشخير عن رجل أحسبه من بني مجاشع قال انطلقنا نؤم البيت فإذا نحن بأخبية بينها فسطاط فقلت لصاحبي عليك بصاحب الفسطاط فإنه سيد القوم فلما انتهينا إلى باب الفسطاط سلمنا فرد السلام ثم خرج إلينا شيخ فلما رأيناه هبناه مهابة لم نهبها والدا قط ولا سلطانا فقال ما أنتما قلنا فتية نؤم البيت قال وأنا قد حدثتني نفسي بذلك وسأصحبكم ثم نادى فخرج إليه من تلك الأخبية شباب فجمعهم ثم خطبهم وقال إني ذكرت بيت ربي ولا أراني إلا زائره فجعلوا ينتحبون عليه بكاء فالتفت إلى شاب منهم فقلت من هذا الشيخ قال شداد بن أوس كان أميرا فلما أن قتل عثمان اعتزلهم قال ثم دعا لنا بسويق فجعل يبس لنا ويطعمنا ويسقينا ثم خرجنا معه فلما علونا في الأرض قال لغلام له اصنع لنا طعاما يقطع عنا الجوع يصغره كلمة قالها فضحكنا فقال ما أراني إلا مفارقكما قلنا رحمك الله إنك كنت لا تكاد تتكلم بكلمة فلما تكلمت لم نتمالك أن ضحكنا فقال أزودكما حديثا كان رسول الله يعلمنا في السفر والحضر فأملى علينا وكتبناه اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك يقينا صادقا وقلبا سليما وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب وروي الدعاء بإسناد آخر قتيبة حدثنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة عن شداد بن أوس أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم فيقول اللهم إن النارأذهبت مني النوم فيقوم فيصلي حتى يصبح رواه جماعة عن فرج عن أسد قال سلام بن مسكين حدثنا قتادة أن شداد بن أوس خطب فقال أيها الناس إن الدنيا أجل حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الآخرة أجل مستأخر يحكم فيها ملك قادر ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة وإن الشر كله بحذافيره في النار اتفقوا على موته كما قلنا في سنة ثمان وخمسين إلا ما يروى عن بعض أهل بيته أنه في سنة أربع وستين خرجوا له في الكتب الستة وعدد أحاديثه في مسند بقي خمسون حديثا أعني بالمكرر
-
عقبة بن عامر الجهني
عقبة بن عامر الجهني ( ع ) الإمام المقرئ أبو عبس ويقال أبو حماد ويقال أبو عمرو ويقال أبو عامر ويقال أبو الأسد المصري صاحب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حدث عنه أبو الخير مرثد اليزني وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وأبو إدريس الخولاني وعلي بن رباح وأبو عمران أسلم الجيبي وعبد الرحمن بن شماسة ومشرح بن هاعان وأبو عشانة حي ابن يؤمن وأبو قبيل المعافري وسعيد المقبري وبعجة الجهني وخلق سواهم وكان عالما مقرئا فصيحا فقيها فرضيا شاعرا كبير الشأن وهو كان البريد إلى عمر بفتح دمشق وله دار بخط باب توما علي بن رباح عن عقبة قال خرجت من الشام يوم الجمعة ودخلت المدينة يوم الجمعة فقال لي عمر هل نزعت خفيك قلت لا قال أصبت السنة قال ابن سعد شهد صفين مع معاوية وقال ابن يونس شهد فتح مصر واختط بها وولي الجند بمصر لمعاوية ثم عزله بعد ثلاث سنين وأغزاه البحر وكان يخضب بالسواد وقبره بالمقطم مات سنة ثمان وخمسين وعن عقبة قال بايعت رسول الله على الهجرة وأقمت معه وقال عقبة خرج علينا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ونحن في الصفة وكنت من أصحاب الصفة وكان عقبة من الرماة المذكورين وعن أبي عبد الرحمن الحبلي أن عقبة كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن فقال له عمر اعرض علي فقرأ فبكى عمر ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر وكان من رفعاء أصحاب محمد قلت ولي إمرة مصر وكان يخضب بالسواد مات سنة ثمان وخمسين له في مسند بقي خمسة وخمسون حديثا
-
بريدة بن الحصيب
بريدة بن الحصيب ( ع ) ابن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد أبو عبد الله وقيل أبو سهل وأبو ساسان وأبو الحصيب الأسلمي قيل إنه أسلم عام الهجرة إذ مر به النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مهاجرا وشهد غزوة خيبر والفتح وكان معه اللواء واستعمله النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على صدقة قومه وكان يحمل لواء الأمير أسامة حين غزا أرض البلقاء إثر وفاة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png له جملة أحاديث نزل مرو ونشر العلم لها حدث عنه ابناه سليمان وعبد الله وأبو نضرة العبدي وعبد الله ابن مولة والشعبي وأبو المليح الهذلي وطائفة وسكن البصرة مدة ثم غزا خراسان زمن عثمان فحكى عنه من سمعه يقول وراء نهر جيحون
لا عيش إلا طراد الخيل بالخيل
قال عاصم الأحول قال مورق أوصى بريدة أن يوضع في قبره جريدتان وكان مات بخراسان فلم توجدا إلا في جوالق حمار وروى مقاتل بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه قال شهدت خيبر وكنت فيمن صعد الثلمة فقاتلت حتى رئي مكاني وعلي ثوب أحمر فما أعلم أني ركبت في الإسلام ذنبا أعظم علي منه أي الشهرة قلت بلى جهال زماننا يعدون اليوم مثل هذا الفعل من أعظم الجهاد وبكل حال فالأعمال بالنيات ولعل بريدة رضي الله عنه بإزرائه على نفسه يصير له عمله ذلك طاعة وجهادا وكذلك يقع في العمل الصالح ربما افتخر به الغر ونوه به فيتحول إلى ديوان الرياء قال الله تعالى " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " ( الفرقان 23 ) وكان بريدة من أمراء عمر بن الخطاب في نوبة سرغ وقال ابن سعد وأبو عبيد مات بريدة سنة ثلاث وستين وقال آخر توفي سنة اثنتين وستين وهذا أقوى
روي لبريدة نحو من مئة وخمسين حديثا
-
عبد الرحمن بن أبي بكر
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ( ع ) شقيق أم المؤمنين عائشة حضر بدرا مع المشركين ثم إنه أسلم وهاجر قبيل الفتح وأما جده أبو قحافة فتأخر إسلامه إلى يوم الفتح وكان هذا أسن أولاد الصديق وكان من الرماة المذكورين والشجعان قتل يوم اليمامة سبعة من كبارهم
له أحاديث نحو الثمانية اتفق الشيخان على ثلاثة منها روى عنه ابناه عبد الله وحفصة وابن أخيه القاسم بن محمد وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعمرو بن أوس الثقفي وابن أبي مليكة وآخرون وهو الذي أمره النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في حجة الوداع أن يعمر أخته عائشة من التنعيم له ترجمة في تاريخ دمشق توفي في سنة ثلاث وخمسين هكذا ورخوه ولا يستقيم فإن في صحيح مسلم أنه دخل على عائشة يوم موت سعد فتوضأ فقالت له أسبغ الوضوء سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول ويل للأعقاب من النار وقد هوي ابنة الجودي وتغزل فيها بقوله
تذكرت ليلى والسماوة دونها * فما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطي قلبه حارثية * تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها * إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
فقال عمر لأمير عسكره إن ظفرت بهذه عنوة فادفعها إلى ابن أبي بكر فظفر بها فدفعها إليه فأعجب بها وآثرها على نسائه حتى شكونه إلى عائشة فقالت له لقد أفرطت فقال والله إني لأرشف من ثناياها حب الرمان فأصابها وجع فسقطت أسنانها فجفاها حتى شكته إلى عائشة فكلمته قال فجهزها إلى أهلها وكانت من بنات الملوك
قال ابن أبي مليكة توفي عبد الرحمن بالصفاح وحمل فدفن بمكة وقد صح في مسلم في الوضوء أن عبد الرحمن خرج إلى جنازة سعد ابن أبي وقاص فهذا يدل على أنه عاش بعد سعد
-
بد الرحمن بن أبي بكر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ( ع ) شقيق أم المؤمنين عائشة حضر بدرا مع المشركين ثم إنه أسلم وهاجر قبيل الفتح وأما جده أبو قحافة فتأخر إسلامه إلى يوم الفتح وكان هذا أسن أولاد الصديق وكان من الرماة المذكورين والشجعان قتل يوم اليمامة سبعة من كبارهم
له أحاديث نحو الثمانية اتفق الشيخان على ثلاثة منها روى عنه ابناه عبد الله وحفصة وابن أخيه القاسم بن محمد وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعمرو بن أوس الثقفي وابن أبي مليكة وآخرون وهو الذي أمره النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في حجة الوداع أن يعمر أخته عائشة من التنعيم له ترجمة في تاريخ دمشق توفي في سنة ثلاث وخمسين هكذا ورخوه ولا يستقيم فإن في صحيح مسلم أنه دخل على عائشة يوم موت سعد فتوضأ فقالت له أسبغ الوضوء سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول ويل للأعقاب من النار وقد هوي ابنة الجودي وتغزل فيها بقوله
تذكرت ليلى والسماوة دونها * فما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطي قلبه حارثية * تدمن بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها * إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
فقال عمر لأمير عسكره إن ظفرت بهذه عنوة فادفعها إلى ابن أبي بكر فظفر بها فدفعها إليه فأعجب بها وآثرها على نسائه حتى شكونه إلى عائشة فقالت له لقد أفرطت فقال والله إني لأرشف من ثناياها حب الرمان فأصابها وجع فسقطت أسنانها فجفاها حتى شكته إلى عائشة فكلمته قال فجهزها إلى أهلها وكانت من بنات الملوك
قال ابن أبي مليكة توفي عبد الرحمن بالصفاح وحمل فدفن بمكة وقد صح في مسلم في الوضوء أن عبد الرحمن خرج إلى جنازة سعد ابن أبي وقاص فهذا يدل على أنه عاش بعد سعد
-
الحكم بن عمرو الغفاري
الحكم بن عمرو الغفاري ( خع ) الأمير أخو رافع بن عمرو وهما من بني ثعيلة وثعيلة أخو غفار نزل الحكم البصرة وله صحبة ورواية وفضل وصلاح ورأي وإقدام حدث عنه أبو الشعثاء جابر بن زيد والحسن البصري ومحمد بن سيرين وسوادة بن عاصم وآخرون روايته في الكتب سوى صحيح البخاري روى هشام عن الحسن أن زياد بن أبيه بعث الحكم بن عمرو على خراسان فغنموا فكتب إليه ( أما بعد فإن أمير المؤمنين كتب إلي أن أصطفي له الصفراء والبيضاء ) لا تقسم ( بين الناس ) ذهبا ولا فضة فكتب إليه الحكم أقسم بالله لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد فاتقى الله يجعل له من بينهما مخرجا والسلام ( ثم قال للناس اغدوا على فيئكم فاقسموه ) ويروى أن عمر نظر إلى الحكم بن عمرو وقد خضب بصفرة فقال هذا خضاب الإيمان معتمر بن سليمان حدثنا أبي عن أبي حاجب قال كنت عند الحكم الغفاري إذ جاءه رسول علي رضي الله عنه فقال إن أمير المؤمنين يقول إنك أحق من أعاننا قال إني سمعت خليلي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول إذا كان الأمر هكذا اتخذ سيفا من خشب أبو إسحاق الفزاري عن هشام عن الحسن قال بعث زياد الحكم فأصابوا غنائم كثيرة فكتب زياد إن أمير المؤمنين أمر أن تصطفى له الصفراء والبيضاء فكتب إليه إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين وأمر مناديا فنادى أن اغدوا على فيئكم فقسمه بينهم فوجه معاوية من قيده وحبسه فمات فدفن في قيوده وقال إني مخاصم حماد بن سلمة حدثنا حميد ويونس عن الحسن أن زيادا استعمل الحكم بن عمرو فلقيه عمران بن حصين فقال أما تذكر أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لما بلغه الذي قال له أميره قع في النار فقام ليقع فيها فأدركه فأمسكه فقال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لو وقع فيها لدخل النار لا طاعة لمخلوق في معصية الله قال الحكم بلى قال إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث جميل بن عبيد الطائي حدثنا أبو المعلى عن الحسن قال قال الحكم بن عمرو يا طاعون خذني إليك فقيل له لم تقول هذا وقد قال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا يتمنين أحدكم الموت قال أبادر ستا بيع الحكم وكثرة الشرط وإمارة الصبيان وسفك الدماء وقطيعة الرحم ونشأ يكونون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير
قال أحمد بن سيار كان سبب موت والي خراسان الحكم أنه دعا على نفسه وهو بمرو لكتاب ورد إليه من زياد ومات قبله بريدة الأسلمي فدفنا جميعا قال خليفة مات بخراسان واليا سنة إحدى وخمسين وقال الواقدي سنة خمسين رضي الله عنه أخوه
-
رافع بن عمرو الغفاري
رافع بن عمرو الغفاري ( م د ت ق ) الكناني له صحبة وحديثان نزل البصرة حدث عنه عبد الله بن الصامت وغيره خرج له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه، له حديث في نعت الخوارج وقال معتمر بن سليمان حدثني ابن ( أبي ) الحكم عن عمه رافع قال كنت أرمي نخلا للأنصار وأنا غلام فرآني النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال يا غلام لم ترمي النخل قلت آكل قال كل ما يسقط ثم مسح رأسي وقال اللهم أشبع بطنه ويروى نحوه عن رافع بإسناد آخر ذكره الحاكم في مستدركه
وقال خليفة مات بالبصرة سنة خمسين
أما رافع بن عمرو المزني البصري ( د س ) أخو عائذ فآخر ولهما صحبة. روى لهذا أبو داود والنسائي يروي عنه عمرو بن سليم المزني ذكرته للتمييز
-
الأرقم بن أبي الأرقم
الأرقم بن أبي الأرقم ابن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة المخزومي صاحب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من السابقين الأولين اسم أبيه عبد مناف كان الأرقم أحد من شهد بدرا وقد استخفى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في داره وهي عند الصفا وكان من عقلاء قريش عاش إلى دولة معاوية أبو مصعب الزهري حدثنا يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم عن عمه عبد الله وأهل بيته عن جده عن الأرقم أنه تجهز يريد بيت المقدس فلما فرغ من جهازه جاء إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يودعه فقال ما يخرجك حاجة أو تجارة قال لا والله يا نبي الله ولكن أردت الصلاة في بيت المقدس فقال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png الصلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فجلس الأرقم ولم يخرج وقد أعطى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png الأرقم يوم بدر سيفا واستعمله على الصدقة وقد وهم أحمد بن زهير في قوله إن أباه أبا الأرقم أسلم وغلط أبو حاتم إذ قال إن عبد الله بن الأرقم هو ابن هذا ذاك زهري ولي بيت المال لعثمان وهذا مخزومي قيل الأرقم عاش بضعا وثمانين سنة توفي بالمدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص بوصيته إليه وقال عثمان بن الأرقم توفي أبي سنة ثلاث وخمسين وله ثلاث وثمانون سنة له رواية في مسند أحمد بن حنبل
-
أبو حميد الساعدي
أبو حميد الساعدي ( ع ) الأنصاري المدني قيل اسمه عبد الرحمن وقيل المنذر بن سعد من فقهاء أصحاب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png روى عنه جابر بن عبد الله وعروة بن الزبير وعمرو بن سليم الزرقي وعباس بن سهل بن سعد وخارجة بن زيد ومحمد بن عمرو ابن عطاء وغيرهم توفي سنة ستين وقيل توفي سنة بضع وخمسين وله حديث في وصفه هيئة صلاة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وقع له في مسند بقي سته وعشرون حديثا
-
عبد الله بن الأرقم
عبد الله بن الأرقم ( ع ) ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري الكاتب من مسلمة الفتح وكان ممن حسن إسلامه وكتب للنبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثم كتب لأبي بكر ولعمر وولاه عمر بيت المال وولي بيت المال أيضا لعثمان مدة وكان من جلة الصحابة وصلحائهم قال مالك إنه أجازه عثمان رضي الله عنه وهو على بيت المال بثلاثين ألفا فأبى أن يقبلها وروى عن عمرو بن دينار أنها كانت ثلاث مئة ألف درهم فلم يقبلها وقال إنما عملت لله تعالى وإنما أجري على الله وروي عن عمر أنه قال لعبد الله بن الأرقم لو كانت لك سابقة ما قدمت عليك أحدا وكان يقول ما رأيت أخشى لله من عبد الله بن الأرقم وروى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال والله ما رأيت رجلا قط كان أخشى لله من عبد الله بن الأرقم قلت له حديث في السنن روى عنه عروة وغيره
-
عبد الله بن مغفل
عبد الله بن مغفل ( ع ) ابن عبد نهم بن عفيف المزني صحابي جليل من أهل بيعة الرضوان تأخر وكان يقول إني لممن رفع عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من أغصان الشجرة يومئذ. سكن المدينة ثم البصرة وله عدة أحاديث حدث عنه الحسن البصري ومطرف بن الشخير وابن بريدة وسعيد بن جبير ومعاوية بن قرة وحميد بن هلال وثابت البناني وغيرهم وقال أبو داود لم يسمع منه سعيد بن جبير قال الحسن البصري كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر بن الخطاب يفقهون الناس قلت توفي سنة ستين وكان أبوه من الصحابة فتوفي عام الفتح في الطريق وقيل كان عبد الله من البكائين قال عوف الأعرابي عن خزاعي بن زياد المزني قال أري عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه أن الساعة قد قامت وأن الناس حشروا وثم مكان من جازه فقد نجا وعليه عارض فقال لي قائل أتريد أن تنجو وعندك ما عندك فاستيقظت فزعا قال فأيقظ أهله وعنده عيبة مملوءة دنانير ففرقها كلها كنيته أبو سعيد وقيل أبو زياد
-
خزيمة بن ثابت
خزيمة بن ثابت ( مع ) ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الفقيه أبو عمارة الأنصاري الخطمي المدني ذو الشهادتين قيل إنه بدري والصواب أنه شهد أحدا وما بعدها وله أحاديث وكان من كبار جيش علي فاستشهد معه يوم صفين حدث عنه ابنه عمارة وأبو عبد الله الجدلي وعمرو بن ميمون الأودي وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وجماعة قتل رضي الله عنه سنة سبع وثلاثين وكان حامل راية بني خطمة وشهد مؤتة
فقال الواقدي حدثنا بكير بن مسمار عن عمارة بن خزيمة عن أبيه قال حضرت مؤتة فبارزت رجلا فأصبته وعليه بيضة فيها ياقوتة فلم يكن همي إلا الياقوتة فأخذتها فلما انكشفنا وانهزمنا رجعت بها إلى المدينة فأتيت بها النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فنفلنيها فبعتها زمن عمر بمئة دينار وقال خارجة بن زيد عن أبيه قال لما كتبنا المصاحف فقدت آية كنت سمعتها من رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فوجدتها عند خزيمة بن ثابت " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " قال وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين أجاز رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png شهادته بشهادة رجلين
قال قتادة عن أنس قال افتخر الحيان من الأنصار فقالت الأوس منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ومنا من اهتز له العرش سعد ومنا من حمته الدبر عاصم بن أبي الأقلح ومنا من أجيزت شهادته بشهادتين خزيمة بن ثابت وروى أبو معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة قال ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار فسل سيفه وقاتل حتى قتل
-
عوف بن مالك
عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني ( ع ) ممن شهد فتح مكة وله جماعة أحاديث في كنيته أقوال أبو عبد الرحمن وقيل أبو عبد الله وأبو محمد وأبو عمرو وأبو حماد وكان من نبلاء الصحابة
حدث عنه أبو هريرة وأبو مسلم الخولاني وماتا قبله بمدة وجبير ابن نفير وأبو إدريس الخولاني وراشد بن سعد ويزيد بن الأصم وشريح بن عبيد والشعبي وسالم أبو النضر وسليم بن عامر وشداد أبو عمار وشهد غزوة مؤتة وقال رافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه الحديث بطوله وفيه قوله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png هل أنتم تاركو لي أمرائي وقال ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم قال حدثني الحبيب الأمين أما هو إلي فحبيب وأما هو عندي فأمين عوف بن مالك قال كنا عند رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png سبعة أو ثمانية أو تسعة فقال ألا تبايعون الحديث. قال الواقدي كانت راية أشجع يوم الفتح مع عوف بن مالك بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني حدثني عوف أتيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وهو في خيمة من أدم فتوضأ وضوءا مكيثا قلت يا رسول الله أدخل قال نعم قلت كلي قال كلك ثم قال يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة وذكر الحديث
ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح عن عوف قال عرس بنا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فتوسد كل إنسان منا ذراع راحلته فانتبهت في بعض الليل فإذا أنا لا أرى رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عند راحلته فأفزعني ذلك فانطلقت ألتمسه فإذا معاذ وأبو موسى يلتمسانه فبينا نحن على ذلك إذ سمعنا هزيزا بأعلى الوادي كهزيز الرحى قال فأخبرناه بما كان من أمرنا فقال أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة فقلت أنشدك الله والصحبة يا نبي الله لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال فإنكم من أهل شفاعتي جعفر بن برقان حدثنا ثابت بن الحجاج الكلابي قال شتونا في حصن دون القسطنطينية وعلينا عوف بن مالك فأدركنا رمضان فقال عوف فذكر حديثا قال الواقدي وخليفة وأبو عبيد مات عوف سنة ثلاث وسبعين
-
عيقيب بن أبي فاطمة معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي ( ع ) من المهاجرين ومن حلفاء بني عبد شمس وكان أمينا على خاتم النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وقد استعمله أبو بكر على الفيء وولي بيت المال لعمر روى حديثين وذكر أبو عبد الله بن مندة وحده أنه شهد بدرا ولا يصح هذا روى عنه حفيده إياس بن الحارث بن معيقيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وله هجرة إلى الحبشة وقيل إنه قدم مع جعفر ليالي خيبر وكان مبتلى بالجذام ابن سعد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال أمرني يحيى بن الحكم على جرش فقدمتها فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لصاحب هذا الوجع الجذام اتقوه كما يتقي السبع إذا هبط واديا فاهبطوا غيره فقدمت المدينة فسألت عبد الله بن جعفر فقال كذبوا والله ما حدثتهم هذا ولقد رأيت عمر بن الخطاب يؤتي بالإناء فيه الماء فيعطيه معيقيبا وكان رجلا قد أسرع فيه ذاك الداء فيشرب منه ويناوله عمر فيضع فمه موضع فمه حتى يشرب منه فعرفت أنه يفعله فرارا من العدوى وكان يطلب الطب من كل من سمع له بطب حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن فقال هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح فقالا أما شيء يذهبه فلا نقدر عليه ولكنا سنداويه دواء يوقفه فلا يزيد فقال عمر عافية عظيمة فقالا هل تنبت أرضك الحنظل قال نعم قالا فاجمع لنا منه فأمر فجمع له ملء مكتلين عظيمين فشقا كل واحدة نصفين ثم أضجعا معيقيبا وأخذ كل واحد منهما برجل ثم جعلا يدلكان بطون قدميه بالحنظلة حتى إذا محقت أخذا أخرى حتى إذا رأيا معيقيبا يتنخمه أخضر مرا أرسلاه ثم قالا لعمر لا يزيد وجعه بعد هذا أبدا قال فوالله ما زال معيقيب متماسكا لا يزيد وجعه حتى مات صالح بن كيسان قال أبو زناد حدثني خارجة بن زيد أن عمر دعاهم لغدائه فهابوا وكان فيهم معيقيب وكان به جذام فأكل معيقيب معهم فقال له عمر كل مما يليك ومن شقك فلو كان غيرك ما آكلني في صحفه ولكان بيني وبينه قيد رمح وروى الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة نحوه عاش معيقيب إلى خلافة عثمان وقيل عاش إلى سنة أربعين رضي الله عنه والفرار من المجذوم وترك مؤاكلته جائز لكن ليكن ذلك بحيث لا يكاد يشعر المجذوم فإن ذلك يحزنه ومن واكله ثقة بالله وتوكلا عليه فهو مؤمن
-
أبو مسعود البدري
أبو مسعود البدري ( ع ) ولم يشهد بدرا على الصحيح وإنما نزل ماء ببدر فشهر بذلك وكان ممن شهد بيعة العقبة وكان شابا من أقران جابر في السن روى أحاديث كثيرة وهو معدود في علماء الصحابة نزل الكوفة واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة الأنصاري وقيل يسيرة بن عسيرة بضمهما بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج حدث عنه ولده بشير وأوس بن ضمعج وعلقمة وأبو وائل وقيس ابن أبي حازم وربعي بن حراش وعبد الرحمن بن يزيد وعمرو بن ميمون والشعبي وعدة قال الواقدي شهد العقبة ولم يشهد بدرا وقال الدارقطني جده نسيرة بنون فخولف وقال موسى بن عقبة إنما نزل بموضع يقال له بدر وروى شعبة عن سعد بن إبراهيم قال لم يكن بدريا وقال الحكم كان بدريا
وروى شعيب عن الزهري قال أخبرني سليمان عمن لايتهم أنه سمع أبا مسعود الأنصاري وكان قد شهد بدرا وقال حبيب عن ابن سيرين قال عمر لأبي مسعود نبئت أنك تفتي الناس ولست بأميرا فول حارها من تولى قارها يدل على أن مذهب عمر أن يمنع الإمام من أفتى بلا إذن وقال خليفة استعمل علي لما حارب معاوية على الكوفة أبا مسعود وكذا نقل مجالد عن الشعبي قال فكان يقول ما أود أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى قيل فمه قال يكون بينهم صلح فلما قدم علي أخبر بقوله فقال اعتزل عملنا قال وممه قال إنا وجدناك لا تعقل عقله قال أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال أبو مسعود كنت رجلا عزيز النفس حمي الأنف لا يستقل مني أحد شيئا سلطان ولا غيره فأصبح أمرائي يخيرونني بين أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبح وجهي وبين أن آخذ سيفي فأضرب فأدخل النار وقال بشير بن عمرو قلنا لأبي مسعود أوصنا قال عليكم بالجماعة فإن الله لن يجمع الأمة على ضلالة حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر قال خليفة مات أبو مسعود قبل الأربعين وقال ابن قافع سنة تسع وثلاثين وقال المدائني وغيره سنة أربعين وقيل له وفادة على معاوية وعن خيثمة بن عبد الرحمن قال لما خرج علي استخلف أبا مسعود على الكوفة وتخبأ رجال لم يخرجوا مع علي فقال أبو مسعود على المنبر أيها الناس من كان تخبأ فليظهر فلعمري لئن كان إلى الكثرة إن أصحابنا لكثير وما نعده قبحا أن يلتقي هذان الجبلان غدا من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء حتى إذا لم يبق إلا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين ولكن نعد قبحا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن به دماءهم ويصلح به ذات بينهم قال يحيى القطان مات أبو مسعود أيام قتل علي بالكوفة وقال الواقدي مات بالمدينة في خلافة معاوية
-
أسامة بن زيد
أسامة بن زيد ( ع ) ابن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرىء القيس المولى الأمير الكبير
حب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ومولاه وابن مولاه أبو زيد ويقال أبو محمد ويقال أبو حارثة وقيل أبو يزيد استعمله النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على جيش لغزو الشام وفي الجيش عمر والكبار فلم يسر حتى توفي رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فبادر الصديق ببعثهم فأغاروا على أبنى من ناحية البلقاء وقيل إنه شهد يوم مؤتة مع والده وقد سكن المزة مدة ثم رجع إلى المدينة فمات بها وقيل مات بوادي القرى حدث عنه أبو هريرة وابن عباس وأبو وائل وأبو عثمان النهدي وعروة بن الزبير وأبو سلمة وأبو سعيد المقبري وعامر بن سعد وأبو ظبيان وعطاء بن أبي رباح وعدة وابناه حسن ومحمد ثبت عن أسامة قال كان النبي ص يأخذني والحسن فيقول اللهم إني أحبهما فأحبهما
قلت هو كان أكبر من الحسن بأزيد من عشر سنين وكان شديد السواد خفيف الروح شاطرا شجاعا رباه النبي ص وأحبه كثيرا وهو ابن حاضنة النبي ص أم أيمن وكان أبوه أبيض وقد فرح له رسول الله بقول مجزز المدلجي إن هذه الأقدام بعضها من بعض أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أخبرني أسامة بن زيد أن عليا قال يا رسول الله أي أهلك أحب إليك قال فاطمة قال إنما أسألك عن الرجال قال من أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد قال ثم من قال ثم أنت وروى مغيرة عن الشعبي أن عائشة قالت ما ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعدما سمعت رسول الله ص يقول من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة
وقالت عائشة في شأن المخزومية التي سرقت فقالوا من يجترىء على رسول الله يكلمه فيها إلا أسامة حب رسول الله ص
موسى بن عقبة وغيره عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله ص أحب الناس إلي أسامة ما حاشا فاطمة ولا غيرها قال زيد بن أسلم عن أبيه قال فرض عمر لأسامة ثلاثة ألاف وخمس مئة وفرض لابنه عبد الله ثلاثة آلاف فقال لم فضلته علي فوالله ما سبقني إلى مشهد قال لأن أباه كان أحب إلى رسول الله من أبيك وهو أحب إلى رسول الله ص منك فآثرت حب رسول الله على حبي حسنه الترمذي قال ابن عمر أمر رسول الله ص أسامة فطعنوا في إمارته فقال إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وأن كان لمن أحب الناس إلي وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده قلت لما أمره النبي ص على ذلك الجيش كان عمره ثماني عشرة سنة ابن سعد حدثنا يزيد حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي ص أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة ينتظره فجاء غلام أسود أفطس فقال أهل اليمن إنما جلسنا لهذا فلذلك ارتدوا يعني أيام الردة قال وكيع سلم من الفتنة من المعروفين سعد وابن عمر وأسامة ابن زيد ومحمد بن مسلمة قلت انتفع أسامة من يوم النبي ص إذ يقول له كيف بلا إله إلا الله يا أسامة فكف يده ولزم منزله فأحسن عائشة قالت أراد رسول الله ص أن يمسح مخاط أسامة فقلت دعني حتى أكون أنا التي أفعل فقال يا عائشة أحبيه فإني أحبه قلت كان سنه في سنها مجالد عن الشعبي عن عائشة أمرني رسول الله أن أغسل وجه أسامة وهو صبي قالت وما ولدت ولا أعرف كيف يغسل الصبيان فآخذه فأغسله غسلا ليس بذاك قالت فأخذه فجعل يغسل وجهه ويقول لقد أحسن بنا أسامة إذ لم يكن جارية ولو كنت جارية لحليتك وأعطيتك وفي المسند عن البهي عن عائشة قال رسول الله لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتىأنفقه ومن غير وجه عن عمر أنه لم يلق أسامة قط إلاقال السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله توفي رسول الله ص وأنت علي أمير
جرير بن حازم حدثنا ابن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد مضطجعا عند باب حجرة عائشة رافعا عقيرته يتغنى ورأيته يصلي عند قبر النبي ص فمر به مروان فقال أتصلي عند قبر وقال له قولا قبيحا فقال يا مروان إنك فاحش متفحش وإني سمعت رسول الله ص يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش وقال قيس بن أبي حازم إن رسول الله حين بلغه أن الراية صارت إلى خالد قال فهلا إلى رجل قتل أبوه يعني أسامة إبراهيم بن طهمان عن عتبة بن عبد الله عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال دخلت على فاطمة بنت قيس وقد طلقها زوجها الحديث فلما حلت قال رسول الله ص هل ذكرك أحد قالت نعم معاوية وأبو الجهم فقال أما أبو الجهم فشديد الخلق وأما معاوية فصعلوك لا مال له ولكن أنكحك أسامة فقلت أسامة تهاونا بأمر أسامة ثم قلت سمعا وطاعة لله ولرسوله فزوجينه فكرمني الله بأبي زيد وشرفني الله ورفعني به وروى معناه مالك عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة عنها
قال عروة بن الزبير قال أبو بكر والله لأن تخطفني الطير أحب إلي من أن أبدا بشيء قبل أمر رسول الله ص فبعث أسامة واستأذنه في عمر أن يتركه عنده قال فلما بلغوا الشام أصابتهم ضبابة شديدة فسترتهم حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم فقدم على هرقل موت النبي ص وإغارة أسامة على أرضه في آن واحد فقالت الروم ما بال هؤلاء يموت صاحبهم وأن أغاروا على أرضنا
ابن إسحاق عن سعيد بن عبيد بن السباق عن محمد بن أسامة عن أبيه قال لما ثقل رسول الله ص هبطت وهبط الناس المدينة فدخلت عليه وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يضع يديه علي ثم يرفعهما فأعرف أنه يدعو لي أحمد في مسنده حدثنا حجاج أخبرنا شريك عن العباس ابن ذريح عن البهي عن عائشة أن أسامة عثر بأسكفة الباب فشج في جبهته فجعل النبي ص يمصه ثم يمجه وقال لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه
شريك عن أبي إسحاق عن جبلة قال كان رسول الله ص إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا أو أسامة الزبير بن بكار حدثنا محمد بن سلام عن يزيد بن عياض قال أهدى حكيم بن حزام للنبي ص في الهدنة حلة ذي يزن اشتراها بثلاث مئة دينار فردها وقال لا أقبل هدية مشرك فباعها حكيم فأمر النبي ص من اشتراها له فلبسها رسول الله ص فلما رآه حكيم فيها قال * ما ينظر الحكام بالفضل بعدما * بدا سابق ذو غرة وحجول * فكساها رسول الله ص أسامة بن زيد فرآها عليه حكيم فقال بخ بخ يا أسامة عليك حلة ذي يزن فقال له رسول الله قل له وما يمنعني وأنا خير منه وأبي خير من أبيه معمر عن الزهري قال لقي علي أسامة بن زيد فقال ما كنا نعدك إلا من أنفسنا يا أسامة فلم ( لا ) تدخل معنا قال يا أبا حسن إنك والله لو أخذت بمشفر الأسد لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعا أو نحيا جميعا فأما هذا الأمر الذي أنت فيه فوالله لا أدخل فيه أبدا روى نحوه عمرو بن دينار عن أبي جعفر عن حرملة مولى أسامة قال بعثني أسامة إلى علي فذكر نحوه أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن العدل أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا علي بن الحسين البزار أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا أبو سهل بن زياد حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة عن أبيه عن جده أسامة بن زيد قال أدركت رجلا أنا ورجل من الأنصار فلما شهرنا عليه السيف قال لا إله إلا الله فلم ننزع عنه حتى قتلناه فلما قدمنا على النبي ص أخبرناه خبره فقال يا أسامة من لك بلا إله إلا الله فقلنا يا رسول الله إنما قالها تعوذا من القتل قال من لك يا أسامة بلا إله إلا الله فما زال يرددها حتى لوددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن وأني أسلمت يومئذ ولم أقتله فقلت إني أعطي الله عهدا ألا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال النبي ص بعدي يا أسامة قال بعدك
رواه شيخ آخر عن أحمد بن عبد الجبار فزاد فيه قال أدركته يعني مرداس بن نهيك أنا ورجل فلما شهرنا عليه السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله هشام الدستوائي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني عمر بن الحكم ابن ثوبان أن مولى قدامة بن مظعون حدثه أن مولى أسامة قال كان أسامة يركب إلى مال له بوادي القرى فيصوم الاثنين والخميس في الطريق فقلت له تصوم الاثنين والخميس في السفر وقد كبرت وضعفت أو رققت فقال إن رسول الله ص كان يصوم الاثنين والخميس وقال إن أعمال الناس تعرض يوم الاثنين والخميس يونس بن بكير حدثنا ابن إسحاق عن ( ابن ) ابن أسامة بن زيد عن جده أسامة قال كنت أصوم شهرا من السنة فذكرته للنبي ص فقال أين أنت عن شوال فكان أسامة إذا أفطر أصبح الغد صائما من شوال حتى يتم على
آخره ابن أبي الدنيا أخبرنا عمرو بن بكير عن أبي عبد الرحمن الطائي قال قدم أسامة على معاوية فأجلسه معه وألطفه فمد رجله فقال معاوية يرحم الله أم أيمن كأني أنظر إلى ظنبوب ساقها بمكة كأنه ظنبوب نعامة خرجاء فقال فعل الله بك يا معاوية هي والله خير منك قال يقول معاوية اللهم غفرا الظنبوب هو العظم الظاهر والخرجاء فيها بياض وسواد له في مسند بقي مئة وثمانية عشر حديثا منها في البخاري مسلم خمسة عشر وفي البخاري حديث وفي مسلم حديثان قال الزهري مات أسامة بالجرف وعن المقبري قال شهدت جنازة أسامة فقال ابن عمر عجلوا بحب رسول الله قبل أن تطلع الشمس قال ابن سعد مات في آخر خلافة معاوية
-
عمران بن حصين
عمران بن حصين ( ع ) ابن عبيد بن خلف القدوة الإمام صاحب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أبو نجيد الخزاعي أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت سنة سبع وله عدة أحاديث وولي قضاء البصرة وكان عمر بعثه إلى أهل البصرة ليفقههم فكان الحسن يحلف ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن الحصين حدث عنه مطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء العطاردي وزهدم الجرمي وزرارة بن أوفى والحسن وابن سيرين وعبد الله بن بريدة والشعبي وعطاء مولى عمران بن حصين والحكم بن الأعرج وعدة قال زرارة رأيت عمران بن حصين يلبس الخز وقال مطرف بن عبد الله قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به إن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png جمع بين الحج والعمرة ولم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وأنه كان يسلم علي يعني الملائكة قال فلما اكتويت أمسك ذلك فلما تركته عاد إلي وقد غزا عمران مع النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png غير مرة وكان ينزل ببلاد قومه ويتردد إلى المدينة قال أبو خشينة عن الحكم بن الأعرج عن عمران بن حصين قال ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وروى هشام عن محمد قال ما قدم البصرة أحد يفضل على عمران بن حصين قال قتادة بلغني أن عمران قال ( وددت ) أني رماد ( تذروني الرياح ) قلت وكان ممن اعتزل الفتنة ولم يحارب مع علي أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة قال لي عمران بن حصين الزم مسجدك قلت فإن دخل علي قال الزم بيتك قلت فإن دخل علي قال لو دخل علي رجل يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي أن أقتله ثابت البناني عن مطرف عن عمران قال اكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن يعني المكاوي قتادة عن مطرف قال لي عمران في مرضه إنه قد كان يسلم علي فإن عشت فاكتم علي حميد بن هلال عن مطرف قلت لعمران ما يمنعني من عيادتك إلا ما أرى من حالك قال فلا تفعل فإن أحبه إلي أحبه إلى الله
يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن عطاء مولى عمران عن أبيه أن عمران قضى على رجل بقضية فقال والله قضيت علي بجور وما ألوت قال وكيف قال شهد علي بزور قال فهو في مالي ووالله لا أجلس مجلسي هذا أبدا وكان نقش خاتم عمران تمثال رجل
عن أبي رجاء قال خرج علينا عمران في مطرف خز لم نره قط فقال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن ترى عليه قال ابن سيرين سقى بطن عمران بن حصين ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبى حتى كان قبل موته بسنتين فاكتوى عمران بن حدير عن أبي مجلز قال كان عمران ينهى عن الكي فابتلى فاكتوى فكان يعج قال مطرف قال لي عمران أشعرت أن التسليم عاد إلي قال ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى مات ابن علية عن مسلمة بن علقمة عن الحسن أن عمران بن حصين أوصى لأمهات أولاده بوصايا وقال من صرخت علي فلا وصية لها توفي عمران سنة اثنتين وخمسين رضي الله عنه مسنده مئة وثمانون حديثا
اتفق الشيخان له على تسعة أحاديث وانفرد البخاري بأربعة أحاديث ومسلم بتسعة
-
كعب بن مالك
كعب بن مالك ( ع ) ابن أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري الخزرجي العقبي الأحدي شاعر رسول الله ص وصاحبه وأحد الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم شهد العقبة وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين اتفقا على ثلاثة منها وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديثين روى عنه بنوه عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن ومحمد ( ومعبد ) بنو كعب وجابر وابن عباس وأبو أمامة وعمر بن الحكم وعمر بن كثير بن أفلح وآخرون وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله
وقيل كانت كنيته في الجاهلية أبا بشير وقال ابن أبي حاتم كان كعب من أهل الصفة وذهب بصره في خلافة معاوية وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة وروى صدقة بن سابق عن ابن إسحاق قال آخى رسول الله ص بين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك وقيل بل آخى بين كعب والزبير حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله ص آخى بين الزبير وكعب بن مالك فارتث كعب يوم أحد فجاء به الزبير يقوده ولو مات يومئذ لورثه الزبير فأنزل الله " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ( الأنفال 75 ) وعن كعب لما انكشفنا يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله ص وبشرت به المؤمنين حيا سويا وأنا في الشعب فدعا رسول الله ص كعبا بلأمته وكانت صفراء فلبسها كعب وقاتل يومئذ قتالا شديدا حتى جرح سبعة عشر جرحا
قال ابن سيرين كان شعراء أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك
قال عبد الرحمن بن كعب عن أبيه أنه قال يا رسول الله قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل قال إن المجاهد مجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده ( لكأنما ) ترمونهم به نضح النبل قال ابن سيرين أما كعب فكان يذكر الحرب يقول فعلنا ونفعل ويتهددهم وأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم وأما ابن رواحة فكان يعيرهم بالكفر وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب * نخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهن دوسا أو ثقيفا * عن ابن المنكدر عن جابر أن رسول الله ص قال لكعب بن مالك مانسي ربك لك وما كان ربك نسيا بيتا قلته قال ما هو قال أنشده يا أبا بكر فقال
زعمت سخينة أن ستغلب ربها * وليغلبن مغالب الغلاب
عن الهيثم والمدائني أن كعبا مات سنة أربعين وروى الواقدي أنه مات سنة خمسين وعن الهيثم بن عدي أيضا أنه توفي سنة إحدى وخمسين وقصة توبة الثلاثة في الصحيح وشعره منه في السيرة الواقدي حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال آخى رسول الله ص بين الزبير وبين كعب بن مالك قال الزبير فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد فقلت لو مات فانقلع عن الدنيا لورثته حتى نزلت " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ( الأنفال 75 ) فصارت ( المواريث بعد للأرحام والقرابات وانقطعت ) حين نزلت " وأولو الأرحام " ( تلك المواريث بالمواخاة )
وفي رواية ابن إسحاق آخى النبي ص بين كعب وطلحة وقد أنشد كعب عليا قوله في عثمان رضي الله عنهم
فكف يديه ثم أغلق بابه * وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لمن في داره لا تقاتلوا * عفا الله عن كل امرىء لم يقاتل
فكيف رأيت الله صب عليهم ال * عداوة والبغضاء بعد التواصل
وكيف رأيت الخير أدبر عنهم * وولى كإدبار النعام الجوافل
فقال علي استأثر عثمان فأساء الأثرة وجزعتم أنتم فأسأتم الجزع
الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه سمعت كعبا يقول لم أتخلف عن رسول الله ص في غزوة حتى كانت تبوك إلا بدرا وما أحب أني شهدتها وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله ص غزوة إلا ورى بغيرها فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى خرج فقلت أنطلق غدا فأشتري جهازي ثم ألحق بهم فانطلقت إلى السوق فعسر علي فرجعت فقلت أرجع غدا فلم أزل حتى التبس بي الذنب وتخليت فجعلت أمشي في أسواق المدينة فيحزنني أني لاأرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا ولما بلغ النبي ص تبوك ذكرني وقال ما فعل كعب فقال رجل من قومي خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بئس ما قلت والله ما نعلم إلا خيرا إلى أن قال فلما رآني ص تبسم تبسم المغضب وقال ألم تكن ابتعت ظهرك قلت بلى قال فما خلفك قلت والله لو بين يدي أحد غيرك جلست لخرجت من سخطه علي بعذر لقد أوتيت جدلا ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو فيه عقبى الله إلى أن قال والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك فقال أما هذا فقد صدقكم قم حتى يقضي الله فيك فقمت إلى أن قال ونهى رسول الله ص الناس عن كلامنا أيها الثلاثة فجعلت أخرج إلى السوق فلا يكلمني أحد وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذين نعرف وتنكرت لنا الحيطان والأرض وكنت أطوف وآتي المسجد فأدخل وآتي النبي ص فأسلم عليه فأقول هل حرك شفتيه بالسلام واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رؤوسهما فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام يقول من يدل على كعب فدلوه علي فأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا فيها أما بعد فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ولست بدار مضيعة ولا هوان فالحق بنا نواسك فسجرت لها التنور وأحرقتها إلى أن قال إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدا ثم جاء رجل على فرس يبشرني فكان الصوت أسرع من فرسه فأعطيته ثوبي بشارة ولبست غيرهما ونزلت توبتنا على النبي ص ثلث الليل فقالت أم سلمة يا نبي الله ألا نبشر كعبا قال إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم قال فانطلقت إلى النبي ص فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر فقال أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك ثم تلا عليهم " لقد تاب الله على النبي " ( التوبة 118 ) الآيات وفينا نزلت أيضا " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " ( التوبة 120 ) فقلت يا نبي الله إن من توبتي ألا أحدث إلا صادقا وأن أنخلع من مالي كله صدقة فقال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك الحديث وفي لفظ فقام إلي طلحة يهرول حتى صافحني وهنأني فكان لا ينساها لطلحة
-
جرير بن عبد الله
جرير بن عبد الله ابن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن حشم بن عوف الأمير النبيل الجميل أبو عمرو وقيل أبو عبد الله البجلي القسري وقسر من قحطان من أعيان الصحابة
حدث عنه أنس وقيس بن أبي حازم وأبو وائل والشعبي وهمام ابن حارث وأولاده الأربعة المنذر وعبيد الله وإبراهيم لم يدركه وأيوب وشهر بن حوشب وزياد بن علاقة وحفيده أبو زرعة بن عمرو بن جرير وأبو إسحاق السبيعي وجماعة وبايع النبي ص على النصح لكل مسلم أحمد حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا يونس عن المغيرة بن شبل قال قال جرير لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي وحللت عيبتي ولبست حلتي ثم دخلت المسجد فإذا برسول الله ص يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي يا عبد الله هل ذكر رسول الله من أمري شيئا قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وإن على وجهه مسحة ملك قال فحمدت الله قلت كان بديع الحسن كامل الجمال
ابن عيينة حدثنا إسماعيل عن قيس سمعت جرير بن عبد الله يقول ما رآني رسول الله ص إلا تبسم في وجهي وقال يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك
سوار بن مصعب عن مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال لما دخل يعني جريرا على النبي ص ألقى له وسادة فجلس على الأرض فقال النبي ص أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا فأسلم ثم قال النبي ص إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال قدم جرير البجلي المدينة في رمضان سنة عشر ومعه من قومه خمسون ومئة فقال رسول الله يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن فطلع جرير على راحلته ومعه قومه فأسلموا أبو العباس السراج حدثنا أبو بكر بن خلف حدثنا يزيد بن نصر بصري ثقة حدثنا حفص بن غياث عن معبد بن خالد بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده كنا عند النبي ص فأقبل جرير بن عبد الله فضن الناس بمجالسهم فلم يوسع له أحد فرمى إليه رسول الله ص ببردة كانت معه حباه بها وقال دونكها يا أبا عمرو فاجلس عليها فتلقاها بصدره ونحره وقال أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني فقال النبي ص إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ورواه جعفر بن أحمد بن بسام عن أبي صفوان المدني عن حفص بهذا وروى نحوه مسلم بن إبراهيم عن عون بن عمرو عن الجريري عن ابن بريدة عن يحيى بن معمر عن جرير وروى إبراهيم النخعي عن همام أنه رأى جريرا بال ثم توضأ ومسح على خفيه فسألته فقال رأيت النبي ص يفعله ثم قال إبراهيم فكان يعجبهم هذا لأن جريرا من آخر من أسلم ابن أبي خالد عن قيس عن جرير أن النبي ص قال له ألا تريحني من ذي الخلصة بيت خثعم وكان يسمى الكعبة اليمانية قال فخربناه أو حرقناه حتى تركناه كالجمل الأجرب وبعث إلى النبي ص يبشره فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال وقلت يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل فوضع يده على وجهي وفي لفظ يحيى القطان فوضع يده في صدري وقال اللهم اجعله هاديا مهديا وفيه فانطلقت في خمسين ومئة فارس من أحمس أبو غسان النهدي حدثنا سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبي بكر بن حفص عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله ص جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن قالها ثلاثا هذا منكر وصوابه من قول علي الزيادي وغيره قالا حدثنا خالد بن عمرو الأموي حدثنا مالك بن مغول عن أبي زرعة عن جرير قال كان رسول الله ص تأتيه وفود العرب فيبعث إلي فألبس حلتي ثم أجيء فيباهي بي وروي عن جرير قال لي رسول الله ص إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك وعن عيسى بن يزيد كان النبي ص يعجب من عقل جرير وجماله خالد بن عبد الله عن بيان عن قيس عن جرير قال رآني عمر بن الخطاب متجردا فناداني خذ رداءك خذ رداءك فأخذت ردائي ثم أقبلت إلى القوم فقلت ماله قالوا لما رآك متجردا قال ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا إلا ما ذكر من يوسف عليه السلام عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن بيان عن قيس عن جرير أنه مشى في إزار بين يدي عمر فقال خذ رداءك وقال للقوم ما رأيت رجلا أحسن من هذا إلا ما بلغنا من صورة يوسف أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير حدثني إبراهيم بن جرير أن عمر قال جرير يوسف هذه الأمة مغيرة عن الشعبي عن جرير قال كنت عند عمر فتنفس رجل يعني أحدث فقال عمر عزمت على صاحب هذه لما قام فتوضأ فقال جرير اعزم علينا جميعا فقال عزمت علي وعليكم لما قمنا فتوضأنا ثم صلينا ورواه يحيى القطان عن مجالد عن الشعبي وله طرق وزاد بعضهم فقال عمر يرحمك الله نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد كنت في الإسلام مجالد عن الشعبي كان على ميمنة سعد بن أبي وقاص يوم القادسية جرير بن عبد الله قال ابن عساكر سكن جرير الكوفة ثم سكن قرقيسياء وقدم رسولا من علي إلى معاوية الزبير بن بكار حدثني محمد بن يحيى حدثني عمران بن عبد العزيز الزهري قال بلغني أن جريرا قال بعثني علي إلى معاوية يأمره بالمبايعة فخرجت لا أرى أحدا سبقني إليه فإذا هو يخطب والناس يبكون حول قميص عثمان وهو معلق في رمح قال ابن سعد قال محمد بن عمر لم يزل جرير معتزلا لعلي ومعاوية بالجزيرة ونواحيها حتى توفي بالشراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة أبو نعيم والفريابي حدثنا أبان بن عبد الله البجلي حدثني إبراهيم ابن جرير عن أبيه قال بعث علي إلي ابن عباس والأشعث وأنا بقرقيسياء فقالا أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول نعم ما رأيت من مفارقتك معاوية وإني أنزلك بمنزلة رسول الله ص التي أنزلكها فقال جرير إن رسول الله ص بعثني إلى اليمن أقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا حرمت دماؤهم وأموالهم فلا أقاتل من يقول لا إله إلا الله قال الهيثم بن عدي ذهبت عين جرير بهمدان إذ وليها لعثمان قال الهيثم وخليفة ومحمد بن مثنى توفي جرير سنة إحدى وخمسين قال ابن الكلبي مات سنة أربع وخمسين
ومسند جرير نحو من مئة حديث بالمكرر اتفق له الشيخان على ثمانية أحاديث وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بستة
-
أبو اليسر كعب بن عمرو
أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري ( مع ) السلمي المدني البدري العقبي الذي أسر العباس رضي الله عنهما يوم بدر شهد العقبة وله عشرون سنة وهو الذي انتزع راية المشركين يوم بدر ومناقبه كثيرة حدث عنه صيفي مولى أبي أيوب وعبادة بن الوليد الصامتي وموسى بن طلحة وحنظلة بن قيس وغيرهم له أحاديث قليلة وقيل كان دحداحا قصيرا مدملكا ذا بطن وقد شهد صفين مع علي وكان من باقا البدريين مات بالمدينة في سنة خمس وخمسين وبعضهم يقول هو آخر من مات ممن شهد بدرا فالله أعلم خرج له مسلم دون البخاري
-
أبو أسيد الساعدي
أبو أسيد الساعدي ( ع ) من كبراء الأنصار شهد بدرا والمشاهد واسمه مالك بن ربيعة بن البدن له أحاديث وقد ذهب بصره في أواخر عمره حدث عنه بنوه المنذر وحمزة والزبير وعباس بن سهل بن سعد وعبد الملك بن سعيد وأنس بن مالك وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومولاه علي بن عبيد الساعدي وطائفة مات سنة أربعين وهو قول ابن سعد وخليفة وقال المدائني توفي سنة ستين وهذا بعيد وأشذ منه قول أبي القاسم ابن مندة سنة خمس وستين وقال أبو حفص الفلاس مات سنة ثلاثين
قال ابن سعد وكانت مع أبي أسيد راية بني ساعدة يوم الفتح وعن عباس بن سهل بن سعد قال رأيت أبا أسيد بعد أن ذهب بصره قصيرا دحداحا أبيض الرأس واللحية كثير الشعر مات سنة ستين وروى ابن عجلان عن عبيد الله بن أبي رافع قال رأيت أبا أسيد يحفي شاربه كأخي الحلق وقال ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله قال رأيت أبا هريرة وأبا أسيد وأبا قتادة وابن عمر يمرون بنا ونحن في الكتاب فنجد منهم ريح العبير وهو الخلوق يصفرون به لحاهم وقد كان أبو أسيد له خاتم من ذهب فكأنه لم يبلغه التحريم وقيل إنه عاش ثمانيا وسبعين سنة رحمه الله وله عقب بالمدينة وبغداد وقع له في مسند بقي ثمانية وعشرون حديثا وشهد بدرا ابن عمه مالك بن مسعود بن البدن
حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أصيب أبو أسيد ببصره قبل قتل عثمان فقال الحمد لله الذي لما أراد الفتنة في عباده كف بصري عنها
-
حويطب بن عبد العزى
حويطب بن عبد العزى القرشي ( خ م س ) العامري المعمر من الصحابة الذين أسلموا يوم الفتح يروي عن عبد الله بن السعدي عن عمر حديث العمالة رواه عنه السائب بن يزيد الصحابي ولا نعلم حويطبا يروي سواه
وهو أحد الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب حدود حرم الله وأحد من دفن عثمان ليلا وقد باع من معاوية دارا له بالمدينة بأربعين ألف دينار فيما بلغنا وكان حميد الإسلام عاش مئة وعشرين سنة مات سنة أربع وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين وله ترجمة في تاريخ ابن عساكر وسار إلى الشام مجاهدا وقد حضر بدرا فقال رأيت الملائكة تقتل وتأسر فقلت هذا رجل ممنوع واستقرض مني النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يوم حنين أربعين ألفا وأعطاني من غنائم حنين مئة من الإبل رواه الواقدي
-
سعيد بن يربوع
سعيد بن يربوع القرشي ( د ) شيخ بني مخزوم من مسلمة الفتح عاش أيضا مئة وعشرين سنة وكذلك حكيم بن حزام وحسان بن ثابت عند سعيد حديث أخرجه أبو داود رواه عنه ابنه عبد الرحمن وقد تألفه النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بخمسين بعيرا من غنائم حنين وكان ممن يجدد أنصاب الحرم أضر بأخرة وتوفي سنة أربع وخمسين