ذكر الخبر عمن غسله والكفن الذي كفن فيه أبو بكر ومن صلى عليه والوقت الذي صلي عليه فيه والوقت الذي توفي فيه
حدثني الحارث، عن ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني مالك بن أبي الرحال، عن أبيه، عن عائشة، قالت: توفي أبو بكر رحمه الله بين المغرب والعشاء.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، عن محمد بن عبد الله، عن غطاء وابن أبي نليكة، أن أسماء بنت عميس، قالت: قال لي أبو بكر: غسليني، قلت: لا أطيق ذلك، قال: يعينك عبد الرحمن ابن أبي بكر، يصب الماء.
حدثني الحارث، عن محمد بن سعد، قال: أخبرنا معاذ بن معاذ ومحمد بن عبد الله الأنصاري، قالا: حدثنا الأشعث، عن عبد الواحد بن صبرة، عن القاسم بن محمد. قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: وهذا الحديث وَهِل؛ وإنما كان لمحمد يوم توفي أبو بكر ثلاث سنين.
حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، سألها أبو بكر؛ كم كفن النبي
ص؟ قالت: في ثلاثة أثواب، قال: اغسلوا ثوبي هذين - وكانا ممشقين - وابتاعوا لي ثوبًا آخر. قلت: يا أبه، إنا موسرون، قال: أي بنية، الحي أحق بالجديد من الميت، وإنما هما للمهلة والصديد.
حدثني العباس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا الأوزاعي؛ قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم؛ أن أبا بكر توفي عشاء بعد ما غابت الشمس ليلة الثلاثاء، ودفن ليلًا ليلة الثلاثاء.
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا غنام عن هشام، عن أبيه أن أبا بكر مات ليلة الثلاثاء ودفن ليلًا.
حدثني أبو زيد، عن علي بن محمد بإسناده الذي قد مضى ذكريه، أن أبا بكر حمل على السرير الذي حمل عليه رسول الله
ص، وصلى عليه عمر في مسجد رسول الله
ص، ودخل قبره عمر، وعثمان؛ وطلحة؛ وعبد الرحمن بن أبي بكر؛ وأراد عبد الله أن يدخل قبره، فقال له عمر: كفيت.
قال أبو جعفر: وكان أوصى - فيما حدثني الحارث، عن ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله - يعني ابن عروة - أنه سمع عروة والقاسم بن محمد يقولان: أوصى أبو بكر عائشة أن يدفن إلى جنب النبي
ص، فلما توفي حفر له، وجعل رأسه عند كتفى رسول الله
http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png، وألصقوا اللحد يلحد النبي
http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقير هنالك.
قال الحارث: حدثني ابن سعد، قال: وأخبرنا محمد بن عمر، يقال: حدثني ابن عثمان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، جعل رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله
ص، ورأس عمر عند حقوى أبي بكر.
حدثني علي بن مسلم الكوسي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ، عن القاسم بن محمد، قال: دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها، فقلت: يا أمه، اكشفى لي عن قبر النبي
ص وصاحبيه؛ فكشفت لي عن ثلاثة قبور، لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء؛ قال: فرأيت قبر النبي
ص مقدمًا وقبر أبي بكر عند رأسه، وعمر رأسه عند رجل النبي
ص.
حدثني الحارث، عن ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: جعل قبر أبي بكر مثل قبر النبي
http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مسطحًا؛ ورش عليه الماء، وأقامت عليه عائشة النوح.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب؛ قال: حدثني سعيد بن المسيب، قال: لما توفي أبو بكر رحمه الله أقامت عليه عائشة النوح، فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها، فنهاهن عن البكاء على أبي بكر، فأبين أن ينتهين، فقال عمر لهشام بن الوليد: ادخل فأخرج إلى ابنة أبي قحافة؛ أخت أبي بكر، فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر: إني أحرج عليك بيتي. فقال عمر لهشام: ادخل فقد أذنت لك، فدخل هشام فأخرج أم فروة أخت أبي بكر إلى عمر، فعلاها بالدرة، فضربها ضربات، فتفرق النوح حين سمعوا ذلك.
وتمثل في مرضه - فيما حدثني أبو زيد، عن علي ابن محمد بإسناده - الذي توفي فيه:
وكل ذي إبل موروث ** وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يئوب ** وغائب الموت لا يئوب
وكان آخر ما تكلم به، رب (توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين).
ذكر الخبر عن صفة جسم أبي بكر رحمه الله
حدثني الحارث، عن ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثنا شعيب بن طلحة بن عبد الله بم عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه، عن عائشة، رضى الله تعالى عنها، أنها نظرت إلى رجل من العرب مر وهي في هودجها، فقالت: ما رأيت رجلًا أشبه بأبي بكر من هذا، فقلنا لها: صفي أبا بكر، فقالت: رجل أبيض نفيف العارضين، أجنأ لا يستمسك إزاره، يسترخي عن حقويه، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع.
وأما علي بن محمد؛ فإنه قال في حديثه الذي ذكرت إسناده قبل: إنه كان أبيض يخالطه صفرة، حسن القامة، نحيفًا أجنأ، رقيقًا عتيقًا، أقنى، معروق الوجه، غائر العينين، حمش الساقين، ممحوص الفخذين، يخضب بالحناء والكتم.
وكان أبو قحافة حين توفي حيًا بمكة، فلما نعي إليه قال: رزء جليل!
ذكر نسب أبي بكر واسمه وما كان يعرف به
حدثني أبو زيد، قال: حديثنا علي بن محمد بإسناده الذي قد مضى ذكره، أنهم أجمعوا على أن اسم أبي بكر عبد الله، وأنه إنما قيل له عتيق عن عتقه قال: قال بعضهم: قيل له ذلك؛ لأن النبي
http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png، قال له: أنت عتيق من النار.
حدثني الحارث، عن ابن سعد، عن محمد بن عمر، قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن معاوية بن إسحاق، عن أبيه، عن عائشة، أنها سئلت: لم سمى أبو بكر عتيقًا؟ فقالت: نظر إليه النبي
ص يومًا، فقال: هذا عتيق الله من النار.
واسم أبيه عثمان، وكنيته أبو قحافة، قال: فأبو بكر عبد الله بن عثمان ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى ابن غالب بن فهر بن مالك، وأمه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وقال الواقدي: اسمه عبد الله بن أبي قحافة - وإسمه عثمان - بن عامر. وأمه أم الخير، واسمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وأما هشام، فإنه قال - فيما حدثت عنه - إن اسم أبي بكر عتيق ابن عثمان بن عامر.