العقد الفريد/الجزء الثاني/16
===المراثي من رثي نفسه ووصف قبره وما يكتب على القبر === قال قال ابن قتَيْبة: بلغني أن أوّل مَنْ بكى على نفسه وذكرَ الموت في شِعْره يزيدُ بن خَذّاق فقال: هَل للفتى من بنات الدهر مِن وَاقِي أم هل له من حِمام المَوْتِ من رَاقِي قد رَجَّلوني وما بالشَّعر من شَعَثٍ وألبَسوني ثِيَاباً غيرَ أخْلاق وطَيَّبوني وقالوِا أيما رَجُلٍ وأدرَجوني كأنّي طيّ مخْرَاق وأرسَلوا فِتْيَةً من خيْرِهِمْ حَسَباً لِيُسْنِدُوا في ضرَيح القَبْر أطباقي وقَسمُوا المال وارفضّت عوائدُهم وقال قائلُهُم مات ابن خَذّاق هَوِّن عليك ولا تُولَع بإشفاق فإنّما مالُنا للوارث الباقي وقال أبو ذُؤيب الهُذليّ يَصِفُ حُفرته: مُطأْطَأةً لم ينبطوها وإنها لَيَرْضى بها فُرَّاطها أُمَّ واحدِ فكنتُ ذَنُوبَ البِئر لما تَبَسَّلت وأدرجتُ أكفاني ووُسَدْت ساعدي وقال عُروة بن حِزام لما نَزل به الموتُ: مَن كان مِن أخَوَاتي باكياً أبداً فاليومَ إني أُراني اليوْمَ مَقْبُوضَا يُسْمِعْنَنِيه فإنّي غيرُ سامِعِه إذا علوتُ رِقابَ القول مَعْروضا وقال الطرمِّاح بن حَكِيم: فيا رَبّ لا تَجعل وَفاتِيَ إن أتَتْ على شَرْجَعٍ يُعْلَى بخُضْر المَطَارفِ ولكنْ شهيداً ثاوياً في عِصابة يُصابون في فَجٍّ من الأرْض خائف إذا فارَقُوا دًنْياهُم فارَقُوا الأذىَ وصارُوا إلى مَوْعُود ما في الصَّحَائف فأقْتَلَ قَعْصاً ثم يُرْمى بأعْظُمِي مُفَرقةً أوصالُها في التَنَائف ويُصْبِحَ لَحْمِي بَطْنَ نَسْر مقيلُه بجَوَ السماءِ في نُسورعواكف وقال مالك بن الرّيْب يَرْثى نَفْسه ويصِف قَبْرَه وكان خرَج مع سَعيد بن عثمان بن عفّان لما وَليَ خُراسان فلما كان ببعض الطَّريق أراد أن يَلْبَس خُفَّه فإذا بأفعى في داخلها فلسعَتْه فلما أحسّ الموت استلقى على قَفاه ثم أنشأ يقول: دَعاني الهَوَى من أهل أودَ وصُحْبَتي بذِي الطَّبَسينْ فآلتفتُّ ورَائِياً ألم تَرَني بِعْتُ الضلالةَ بالهدَى وأصبحتُ في جَيْش ابن عَفّان غازيا فللّه درِّى حين أَتْرُك طائعاً بَنيَّ بأعْلَى الرقْمَتين وماليا ودَرّ كبيرَىَّ اللذين كِلاهما علَيَّ شفيقٌ ناصح لو نهانيا ودرُّ الظِّبَاء السانحات عَشيةً يُخَبَرْن أني هالكٌ من أماميا تقول ابنتي لما رأت وَشْك رِحْلتي سِفَارُك هذا تارِكي لا أباليا ألا ليتَ شِعْري هل بَكتْ أمالك كما كنتُ لو عالَوْا نَعِيك باكيا على جَدَث قد جرَّت الرِّيح فوقَه تُرَابا كسَحْق المَرْنبانيّ هابيا فيا صاحَبيْ رَحْلِي دَنا الموت فاحفِرَا برابية إنّي مُقيم لياليا وخُطّا بأطراف الأسِنَّة مَضْجعِي ورُدَّا عَلَى عَيْني فَضْلَ رِدَائيا ولا تَحْسداني بارَك الله فيكما من الأرض ذاتِ العَرْض أن توسِعاليا خُذَاني فَجُراني بِبُرْدِي إليكما وقد كنت قبلَ اليوم صَعْباً قيَاديا تفَقَّدْت مَنْ يَبكى عليّ فلم أجد سوى السَّيف والرُّمح الردَيّنيِّ باكيا لعمري لَئِن غالت خُراسانُ هامتي لقد كنتُ عن بابَيْ خرَاسان نائيا تَحَمَّل أصحابي عِشَاءَ وغادَرُوا أخا ثِقَةٍ في عَرْصَة الدَار ثاوِيا يَقُولون لا تَبْعَد وهم يَدْفِنُونني وأينَ مَكان البُعْدِ إلا مَكانيا وقال رجُل من بني تَغْلب يقال له أفْنُون وهو لَقبه واسمه صُرَيم بن مَعْشر بن ذُهْل بن تَيْم بن عمرو بن مالك بن حَبيب بن عمرو بن عُثمان بن تَغْلِب ولَقِيَ كاهناً في الجاهلية فقال له: إنك تموت بمكان يقال له إلاهَة. فمكث ما شاء الله ثم سافر في رَكْب من قومه إلى الشام فأتَوْها ثم انصرفوا فضلّوا الطَّريق فمالوا لرجل: كيف نَأخذ فقال: سِيرُوا حتى إذا كنتم بمكان كذا وكذا ظَهَر لكم الطريق ورَأيتم إلاهة - وإلاهة قارة بالسّماوة - فلما أتَوْها نزل أصحابُه وأبى أن يَنْزل فبينما ناقتُه تَرْتعى وهو راكبها إذ أخَذتْ بمشْفر ناقته حَيَّة فاحتكت الناقةُ بمشْفرِها فلدغتْ ساقه فقال لأخيه وكان معه واسمَه مُعاوية: احفر لي فإني ميّت ثَم تغنِّى قبل أن يموت يبكى نفسه: فلستُ على شيء فُروحَنْ مُعاويا ولا المُشْفِقاتُ إذ تَبِعْنَ الحوَازيا ولا خَيْرَ فيما يَكْذِب المرْءُ نفسَه وتَقْوَالِه للشيء يا ليت ذا ليا وإن أعْجَبَتك الدهرَ حال من آمرىء فَدَعْه ووَاكلْ حاله واللّياليا فطأ مُعْرضاً إنِّ الحُتُوف كثيرةٌ وأنَّك لا تبْقى بنَفْسِك باقيا لعَمْرك ما يَدْري آمرؤ كيف يَتَّقىِ إذا هو لم يَجْعل له الله وَاقيا كفي حَزناً أن يَرحل الرَّكب غُدْوَةَ وأنزِلَ في أعلَى إلاهة ثاويا قال: فمات فَدَفَنوه بها. وقال هُدْبة العذُرِي لما أيْقن بالموت: ألا عَلَلاني قبل نَوْح النوائح وقبلَ آطّلاع النَّفس بين الجَوَانح وقَبل غدٍ يالَهْفَ نفْسي على غَدٍ إذا راح أصحَابي ولستُ برائح إذا راح أصحابي بِفَيض دُموعهم وغُودِرتُ في لَحْدٍ عليّ صَفَائحي يَقولون هل أصلحتمُ لأخِيكُم وما الرمْس في الأرض القِوَاء بصالح وقال محمد بن بَشير: ويلٌ لمن لم يَرْحَم الله ومَن تكون النار مثْوَاهُ والوَيل لي من كل يوم أتى يُذَكِّرُني الموتَ وأنسَاه كأنّه قد قيل في مَجْلًس قد
العقد الفريد/الجزء الثاني/17
فقلتُ: هل رأيتَ أعجَب من هذه قال: لا والله ولا أحسَبني أراه. ثم قلتُ لها: يا هذه إني أراك حَزِينة وما عليك زِيّ الحُزْن: فانشأت تقول: فإن تَسْألاني فِيم حُزْني فإننّي رَهِينةُ هَذا القَبْر يا فَتَيانِ وإني لأسْتَحْييه والترْب بيننا كما كنْتُ أستَحْييه حين يَرَاني أهابُك إجلالاً وان كُنتَ في الثرى مَخافَة يومٍ أن يَسُوك لِسَاني ثم اندفعت في البُكاء وجعلت تقول: يا صاحبَ القَبْر يا مَنْ كان يَنْعَم بي بالاً ويُكثر في الدًنْيا مُوَاساتِي أردْتُ آتِيكَ فيما كنت أعرفُه انْ قد تُسَرُ به من بَعض هَيْئَاتي فمَن رَآني رأى عَبْرى مُوَلَهَةً عَجيبةَ الزِّيِّ تَبْكي بَينَ أمْوات وقال: رأيتُ بصحراء جاريةً قد ألْصقت خدَّهَا بقَبْر وهي تَبْكي وتقول: خدَي تَقيك خشُونةَ اللَّحْدِ وقَلِيلةٌ لك سَيِّدي خَدِّي يا ساكنَ القَبر الذي بوَفاته عَمِيتْ عَليَّ مسالِكُ الرُّشد اسْمَع أبثك علَتي فلعلَّني أطْفِي بذلك حُرْقَة الوَجْد من رثى جاريته كان لمُعلّى الطائِي جارية يُقال لها وَصْف وكانت أديبةً شاعرة فأخبرني محمد بن وَضّاح قال: أدركتُ معلَّى الطائي بمصر وأعْطِي بجاريته وَصْف أربعةَ الآف دينار فباعها. فلما دَخل عليها قالت له: بِعْتني يا مُعلى! قال نعم قالت: والله لو مَلَكْتً منك مثلَ ما تَمْلك مني ما بِعْتك بالدُّنيا وما فيها. فَردَ الدَّنانير واستقال صاحبَه فأصيب بها إلى ثمانية أيام فقال يَرْثيها: يا موتُ كيفَ سَلَبْتَنيِ وَصْفَا قَدَّمْتها وتَرَكْتَني خَلْفَا هَلا ذَهَبْتَ بنا معاً فَلَقد ظَفِرَتْ يَدَاك فسُمْتَني خَسْفا فَعَلَيك بالباقي بلا أجَل فالموتُ بعد وفاتها أعفي يا موتُ ما بَقّيت لي أحداً لما زَفَفْت إلى البِلَى وَصْفا هَلاّ رَحِمْت شَبَابَ غَانِيةٍ رَيَّا العِظام وشَعْرَها الوَحْفا ورَحِمْت عَيْني ظَبْية جَعَلت بين الرّياض تُناظِر الخِشْفا تُغْفي إذا انتصبت فرائصه ولَظَلُّ تَرْعاه إذا أغفى فإذا مَشىِ اختلفت قوائمهُ وَقْت الرَّضاع فَيَنْطَوِي ضعْفا متحيراً في المَشيْ مُرْتَعِشاً يَخْطو فَيَضْرِب ظِلْفُه الظّلْفا فكأَنها وَصْفٌ إذا جَعَلت نحوي تُدِير مَحَاجِراً وُطْفا يا مَوْتُ أنت كذا لكلِّ أخِي إلفٍ يَصُون ببرِّه الإلْفا خَلَّيتني فَرْداً وبِنْت بها ما كنتُ قَبْلَك حافلا وكفا فَتَرَكْتُها بالرَّغْم في جَدَث للرّيح يَنْسِف تُرْبَه نَسْفا دون المُقَطَّم لا ألبسها من زينةٍ قُرْطاً ولا شَنْفا فكأَنّها والنفسُ زاهِقةٌ غُصْن من الرَّيْحانِ قد جَفّا يا قبرُ أبْقِ على محاسنها فلقد حويت النور والظرْفا لما هُزِم مَرْوان بن محمد وخَرج نحو مِصرْ كتب إلى جارية له خَلَّفها بالرَّمْلة: وما زَال يَدْعُوِني إلى الصَّبر ما أَرى فآبى ويَثْنِيني الذي لكِ في صَدْري وكانَ عزيزاَ أنّ بَيْني وبينها حِجاباً فقد أَمسيتُ منك على عَشر وأنْكاهما لِلْقَلْب والله فاعلمي إذا ازددتُ مِثلَيها فَصِرْتُ على شَهْر وأعظمُ من هَذَينِ والله أنني أخاف بأن لا نَلْتَقي آخرَ الدَّهر سأَبْكِيك لا مُستَبْقِياَ فَيْض عَبْرة ولا طالباً بالصبر عاقبةَ الصَّبر وَجدوا على قبر جارية إلى جَنب قَبر أبي نُواس أبياتاً ذكروا أنَ أبا نُواس قالها وهى: أَقُولُ لقبْرٍ زُرْتُه مُتَلَثِّما سَقَي اللهّ بَرْدَ العَفْو صاحبَة القَبْر لقد غيَّبوا تَحت الثّرَى قَمر الدُّجَى وشَمْس الضًّحَى بين الصَّفائح والعَفر عَجِبتُ لِعَينْ بَعدها مَلَت البُكا وقلْب عَلْيها يَرْتَجي راحَة الصَّبر وقال حَبِيب الطائي يَرثِي جارِية أصِيب بها: وألبسنى ثوباً من الحُزْن والأسيَ هِلاَلٌ عليه نَسْجُ ثَوْب من التُّرب وكنتُ أرَجِّي القُرْبَ وهي بعيدة فقد ثقُلَت بَعْدي عن الًبُعدِ والقُرْب أقول وقد قالوا استراح بموتها من الكرب رَوْح المَوْت شَرٌّ من الكَرْب لها مَنزل تحت الثَّرَى وعَهدتُها لها منزلٌ بين الجَوانِح والقَلْب وقال يرْثيها: ألم تَرَني خَلَيتُ نَفْسي وشانَها ولم أحفِل الدُّنيا ولا حَدَثانَها لقد خوَفَتْني النائباتُ صُرُوفَها ولو أَمَّنَتْني ما قِبِلتُ أمانَها وكيف على نارِ اللًيالي مُعرَّسي إذا كان شَيْبُ العارِضَين دُخانَها أُصِبْتُ بِخَوْد سوف أَعْبُر بعدها حليفَ أسى أبكى زماناً زمانَها عِنَانٌ من اللَذَّات قد كان في يَدِي فلما قَضىَ الإلْفُ استردت عِنَانَهَا مَنَحْتُ المَهَاهَجْرِي فَلاَ مُحْسِناتها أَوَدُّ ولا يَهْوىَ فُؤَادِي حِسانَها يقولون هَلْ يبكي الفَتَىِ لِخَريدةٍ إذا ما أراد اعتاض عَشْراً مَكانَها أمُنْفَصِلٌ عن ثَدْي أم كريمةٍ أم العاشقُ النَّابي به كلُّ مَضْجَع وقال محمود الورّاق يَرْثي جاريتَه نَشْو: ومنتصح يُرَدِّد ذِكْر نَشْوٍ على عَمْدٍ لِيَبْعَثَ لي اْكتئاباً أقول - وَعَدَّ - ما كانت تُسَاوي سَيَحْسُبُ ذاك مَن خَلَقَ الْحِسابا عَطِيَّته إذا أعطَى سُرور وإن أخذ الذي أعطَى أَثَابَا فأيُ النِّعمتينْ أعمُّ نَفْعاً وأحسَنُ في عَواقِبها إيابا أنعِمْته التي أهْدت سروراً أم الأًخْرى التي أهدت ثَوَابا بل الأخرى وَإِنْ نَزَلَت بحُزْن أحَقُ بِشُكْرِ مَن صَبَرَ احتسابا أبو جَعفر البغداديّ قال: كان لنا جارٌ وكانت له جاريةٌ جَميلة وكان شَديد المحبَّة لها
العقد الفريد/الجزء الثاني/18
كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب قال أحمدُ بنُ محمّد بن عبد ربّه: قد مَضى قولُنا في النّوادب والمَراثي ونحنُ قائلون بعَوْن الله وتوفيقه في النَّسب الذي هو سبب التعارُف وسُلّم إلى التَّواصل به تتعاطف الأرحام الواشجة وعليه تحافظ الأوَاصر القَريبة. قال اللهّ تبارك وتعالى: " يا أيُّهَا النَّاسُ إنّا خَلقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأنْثَى وَجَعلْنَاكُم شُعُوبَاً وقَبَائِلَ لِتعَارَفُوا ". فمن لم يَعْرف النسب لم يعرف الناسَ ومَنِ لم يَعْرف الناسَ لم يُعَدّ من الناس. وفي الحديث: تَعلَّموا من النَّسَب ما تَعْرِفون به أحسابَكم وتَصِلون به أرحامَكم. وقال عمرُ بن الخطّاب: تَعلّموا النَّسَب ولا تَكونوا كَنبِيط السَّواد إذا سُئِل أحدُهم عن أَصْله قال: من قَرْية كذا وكذا. أصل النسب معاوية بن صالِح عن يحيى عن سَعيد بن المُسيِّب قال: وَلَد نُوحٍ ثلاثة أولاد: سام وحام ويافِث. فوَلد سام العَرَب وفارس الرُّوم وَوَلَد حامٌ السّودان والبربر والنبط وَوَلد يافثُ التركَ والصًقَالبة ويَأجوِج ومَأجوج. أصل قريش - كانت قُرَيش تُدْعى النضرَ بن كِنَانة وكانوا مُتَفرِّقين في بَنِي كِنانة فَجَمَعهم قُصيَّ بن كِلاب بن مُرّة بنِ كعْب بن لؤىّ بن غالب بن فِهْر بن مالك من كلِّ أَوْب إلى البيت فَسُمُّوا قُرَيشاً. والتّقَرش: التّجَمُّع وسُمِّي قُصىَّ بن كِلاب مُجَمِّعاً فقال فيه الشاعر: قُصيَّ أبوكم كان يُدْعى مُجَمِّعاً به جَمَّع الله القبائلَ من فِهْرِ وقال حبيب: غَدَوْا في نواحي نَعْشِه وكأنما قُرَيشٌ يوم مات مُجَمِّعُ يُريد بمُجَمِّع قُصيًّ بن كِلاب وهو الذي بَنى المَشْعَر الحَرَام وكان يقوم عليه أيام الحج فسمَّاه اللهّ مَشْعَراً وأمر بالوقوف عنده. وإنما جمع قًصيَّ إلى مكة بني فِهْر بن مالك فجِذْم قُرَيش كلّها فِهْر بن مالك فما دُونه قُريش وما فوقه عَرب مثل كِنانة وأسد وغيرهما من قبائل مُضر وأما قبائل قُرَيش فإنما تَنْتهي إلى فِهر بن مالك لا تُجاوزه. وكان قُريش تُسَمَّى آلَ اللهّ وجِيران الله وسكّان حرم اللهّ وفي ذلك يقول عبدُ المطلب ابن هاشم: نحن آل الله في ذِمَّتِه لم نَزَلْ فيها على عَهْدٍ قَدُمْ إنَّ للبيتِ لَرَبًّا مانِعاً مَن يُرِد فيه بإثْمٍ يُخْترَم لم تَزَلْ لله فينا حُرْمةٌ يَدْفَعُ الله بها عَنَا النِّقَم إذا اشْتَعَبَ الناسُ البيوتَ فأنتُمُ أولو الله والبيتِ العَتِيق المُحَرَّم نسب قريش - أبو المنذر هِشام بن محمد بن السائب الكَلْبي: تَسمِيةُ من انتهى إليه الشرَّف من قُرَيشِ في الجاهلية فَوَصله بالإسلام عَشرة رَهْط من عشرة أبْطُنٍ وهم: هاشم وأمَيَّةُ ونوْفل وعبد الدار وأسد وتَيْم ومَحْزوم وعَدِيّ وجُمَح وسَهْم. فكان من هاشم: العبَّاس بن عبد المُطلب يَسْقِي الحَجِيج في الجاهليَّة وبقى له ذلك في الإسلام ومن بني أمية: أبو سُفيان بن حَرْب كانت عنده العُقاب رايةُ قُرَيش وإذا كانت عند رَجُل أخرجها إذا حَمِيَت الحرب فإذا اجتمعت قُريشِ على أحد أعْطَوْه العُقَاب وإن لم يَجْتمعوا على أحد راَسوا صاحبَها فقَدَّموه ومن بني نوْفَل: الحارثُ بن عامر وكانت إليه الرِّفادة وهي ما كانت تُخْرجه من أموالها وتَرْفُد به مُنْقَطِع الحاج ومن بني عبد الدار: عثمان ابن طَلْحة كان إليه اللِّواء والسِّدانة مع الحِجابة ويقال: والنَّدْوة أيضاً في بَني عبد الدَّار ومن بَني أَسَد: يزيدُ بن زَمْعة بن الأسود وكان إليه المَشُورة وذلك أن رُؤَساء قُريش كانوا لا يجتمعون على أمر حتى يَعْرِضُوه عليه فإن وافَقه والاهم عليه وإلا تَخَيَّر وكانوا له أعواناً واستُشهد مع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بالطَّائف ومن بني تَيْم: أبو بكر الصِّديق وكانت إليه في الجاهليّة الأشْناق وهي الدِّيات والمَغْرَم فكان إذا احتمل شيئاً فسأل فيه قُريشاً صدَقوه وأمْضوا حمالة مَنْ نَهض معه وإن احتملها غيرُه خَذَلوه ومن بني مَخْزوم: خالدُ ابن الوليد كانت إليه القُبَّة والأعِنَّة فأما القُبة فإنهم كانوا يضرْبونها ثم يجمعون إليها ما يُجَهِّزون به الجَيش وأما الأعِنَّة فإنه كان على خَيْل قُرَيش في الحَرْب ومن بَني عَدِيّ: عمر بن الخطاب وكانت إليه السِّفارة في الجاهليَّة وذلك أنهم كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم حَرْب بعَثوه سفيراً وإن نافرهم حي لمُفاخرة جَعَلوه مُنَافِراً ورَضُوا به ومن بني جمح: صَفْوان بن أمية وكانت إليه الأيسار وهي الأزْلام فكان لا يُسْبَق بأمْر عام حتى يكون هو الذي تَسْييره على يَدَيْه ومن بني سَهْم: الحارث بن قَيس وكانت إليه الحكومة والأموال المُحَجَّرة التي سمَوها لآلهتهم. فهذه مكارم قُريش التي كانت في الجاهليَّة وهي السِّقاية والعِمارة والعُقاب والرِّفادة والسِّدانة والحِجابة والنَّدوة واللِّواء والمَشُورة والأشناق والقُبَّة والأعِنَة والسِّفارة والأيسار والحكومة والأموال المحجَّرة إلى هؤلاء العَشَرة من هذه البُطون العَشرة على حال ما كانت في أولِيتهم يتوارثوِن ذلك كابراً عن كابر وجاء الإسلامُ فوَصَل ذلك لهم وكذلك كلُّ شرف من شرف الجاهليَّة أدْركَه الإسلام وَصله فكانت سِقاية الحاجّ وعِمارة المَسْجِد الحَرَام وحلْوان النَّفْر في بَني هاشم. فأما السِّقاية فمَعْروفة وأما العِمارة فهو أن لا يتكلم أحد في المَسْجد الحَرَام بهُجْر ولا رَفَث ولا يرفعٍ فيه صوتَه كان العبَّاس ينْهاهم عن ذلك. وأما حُلْوان النَّفْر فإن العَرب لم تَكُن تملك عليها في الجاهليَّة أحداً فإن كان حَرب أَقْرعوا بين أهل الرِّياسة فمَنْ خَرَجت عليه القُرْعة أَحْضروه صَغيراً كان أو كبيراً فلما كان يوم الفِجار أقرَعوا بين بني هاشم فخَرَج سَهْم العبّاس وهو صَغير فأجلسوه على المِجَن. أبو الطاهر أحمدُ بن كَثير بن عبد الوهّاب قال: حدَّثني أبو ذَكْوان عن أحمد بن يَزِيد الأنطاكيّ أنّه سَمع المأمون يقول لأبي الطّاهر الذي كان على البَحْرين: من أيّ قُرَيش أنت قال: من بَني سامَة بن لُؤَيّ فقال المأمون: ما سَمِعنا بسامةَ بن لُؤَي نَسَباً في بُطوننا العَشرة لو عَلِمنا به على بعْدِه لكُنَّا به بَررَة. ===فضل بني هاشم وبني أمية === قيل لعليّ بن أبي طالب: أَخبرْنا عنكم وعن بني أمية فقال: بنو أمية أَنْكَر وأمْكَر وأَفْجَر ونحنُ أصْبَح وأنصح وأَسْمح. وسأل رجلٌ الشَّعْبي عن بني هاشم وبني أمية فقال: إن شِئْت أخبَرْتُك ما قال عليّ بن أبى طالب فيهم قال: أما بنو هاشم فأطْعَمها للطَّعام وأضْرَبُها للهَام وأما بنو أمية فأسدّها حِجْراً وأَطْلبها للأمر الذي لا يُنال فَيَنالونه. قيل لمُعاوية: أخْبرْنا عنكم وعن بني هاشم قال: بنو هاشم أشْرَف واحداً ونحن أشرف عدداً فما كان إلا كَلا وَبَلى حتى جاءوا بواحدةٍ بَذَّت الأوَّلين والآخرين يريد النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png. وبقوله " أشْرَف واحداً ": عبدَ المطلب بن هاشم. الرِّياشي عن الأصمعي قال: تَصَدّى رجلٌ من بني أمية لهارون الرّشيد فأنشده: يا أمينَ الله إني قائلٌ قَول ذِي فَهْم وعِلْمٍ وأَدَبْ عَبْدُ شَمْس كان يَتْلُو هاشماً وهُما بعدُ لأُمٍّ ولأبْ فاحْفظِ الأرحام فينا إنما عبدُ شَمْسٍ جَدُّ عَبْد المُطَّلِب لكُم الفَضْلِ علينا ولنا بكُمُ الفَضْلُ علَى كلِّ العَرَبْ فأَحسن جائزنه وَوَصلَه. سُفْيان الثَّوْريّ يرفَعه إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال: إنّ الله خَلق الخَلْقَ فجَعَلنِي في خَيْر خَلْقه وجَعلهم أفْراقاً فَجَعلني في خيْر فِرْقة وجَعلهم قبائل فَجَعلني في خيْر قَبِيلة وجَعَلهمِ بيُوتاً فَجَعلني في خَيْر بَيْت فأَنَا خَيْرُكم بَيتاً وخَيْرُكم نَسَباً. وقال http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png: كلُّ سَبب ونسَب مُنْقَطع يومَ القيامة
العقد الفريد/الجزء الثاني/19
===البيوتات === قال أبو عُبيدة في كتاب التاج: آجتمع عند عبد الملك بن مَرْوان في سَمَره عُلماء كثيرون من العرب فَذَكروا بُيوتات العرب فاتفقوا على خَمسة أبْيات بيت بني مُعاوية الأكْرمين في كِنْدة وبَيْت بني جُشَم بن بكر في تَغْلب وبيتِ ابن ذي الجَدَّين في بَكْر وبيت زُرارة بن عُدَس في تميم وبيت بني بَدْر في قَيْس. وفيهم الأحْرز بن مُجاهد التِّغلَبي وكان أعلمَ القَوْم فَجعل لا يَخُوض معهم فيما يَخُوضون فيه فقال له عبدُ الملك: مالك يا أحَيرز ساكتاً منذُ الليلة فوالله ما أنت بدون القوم عِلماً قال: وما أقولُ سَبق أهلَ الفَضْل " في فضلهم أهلُ النقص " في نقُصانهم والله لو أن للناس كلَهم فَرساً سابقاً لكانت غُرتَه بنو شَيبان ففيم الإكْثار. وقد قالت المُسيب بن عَلَس: تَبِيت المُلوكُ على عتْبها وشَيْبانُ إنْ عَتبت تُعتِبِ فكا لشُهْد بالرَّاح أخْلاقُهم وأحلامُهم مِنْها أعْذَب وكالمِسك تُرْب مَقَاماتهم وتُرْب قبورِهُم أطيَب بيوتات مضر وفضائلها جُمْجُمتها وفيها العَيْنان وأسَد لسانُها وتميم كاهلُها. وقالوا: بيتُ تميم بنو عبد الله بن دارم ومركزه بنو زُرارة وبيتُ قيس فَزَارة ومَركزه بنو بَدْر " بن عمرو " وبيتُ بَكْر بن وائل شَيْبان ومركزه بيتُ بني ذي الجَدّين. وقال مُعاوية للكَلْبي حين سأله عن أخْبار العَرب قال: أخبرْني عن أعزِّ العَرب فقال: رجلٌ رأيته بباب قُبته فَقَسَّم الفيء بين الحَلِيفين أسد وغَطفان معاً قال: ومَن هو قال: حِصْن بن حُذَيفة بن بَدْر. قال: فأخْبرني عن أشرف بيت في العرب قال: والله إني لأعْرفه وإني لأبْغضه قال: ومَن هو قال: بيتُ زُرارة بن عُدَس. قال: فأخْبرْني عن أفْصح العرب قال: بنو أسد. والمُجْتمع عليه عند أهل النُسب وفيما ذكره أبو عُبيدة في التاج أن أشرف بيت في مُضر غَير مُدافَع في الجاهليِّة بيتُ بَهْدَلة بن عَوْف بن كعب ابن سَعد بن زَيْد مَنَاة بن تَمِيم. وقال النعمان بن المُنذر ذاتَ يومٍ وعنده وُجوه العرب ووفُود القبائل ودَعا بُبْرديْ مُحرِّق فقال: لِيَلْبس هذين البردين أكرمُ العَرب وأشرفُهم حَسَباً وأَعزُهم قَبيلة فأَحْجم الناس فقال الأحَيْمِر بن خَلَق بن بَهدلة بن عَوف بن كَعْب بن سَعْد بن زَيد مَناة فقال: أنا لهما فائْتزَر بأحدهما وآرتدى بالاخر. فقال له النعمان: وما حُجُّتك فيما آدّعيتَ قال: الشرفُ من نِزار كلَها في مَضرَ ثم في تَميم ثم في سَعْد ثمّ في كَعْب ثمّ في بَهْدَلة قال: هذا أنتَ فِي أَهلك فكيف أنت في عَشِيرتك قال: أنا أبو عَشرَة وعَئُم عَشرَة وأخو عَشَرة وخالُ عَشرة فهذا أنت في عَشِيرتك فكيف أنت في نَفْسك فقال: شاهدُ العيَنْ شاهدي ثم قام فَوَضع قَدَمه في الأرض وقال: مَن أزالها فله من الإبل مائة. فلم يَقُم إليه أَحدٌ ولا تَعاطَى ذلك. ففيه يقول الفَرزدق: فما ثَمّ في سَعْدٍ ولا آل مالك غلامٌ إذا سِيلَ لم يَتَبَهْدل لهم وَهَب النعمانُ بُردىَ مُحرِّق بمَجد مَعدّ والعَديدِ المُحَصَّل ومن بيت بَهْدلة بن عوف كان الزِّبْرقان بن بَدْر وكان يُسمَّى سعد " بن زيد مناة بن تميم: سعدَ " الأَكْرِمين وفيهم كانت الإفاضة في الجاهليَّة في عُطارد بن عَوْف بن كَعْب بن سعد ثم في آل كَرِب بن صَفْوان بن عُطار وكان إذا آجتمِع الناسُ أيامَ الحج بمنى لم يَبْرح أحدٌ حتى يَجوز آلُ صَفْوان ومَن وَرِث ذلك عنهم ثم يمرّ الناسُ أرسالاً. وفي ذلك يقولُ: أوسُ بنُ مَغْراء السّعديّ: ولا يَريمون في التَّعْريف مَوْقِفهم حتى يُقال أجيزُوا آلَ صَفْوَانَا ما تَطْلُع الشمسُ إلا عند أوّلنا ولا تَغِيبنَّ إلاّ عند أُخْرَانا وقال الفَرَزْدق: ترى الناسَ ما سرنا يَسيرون خَلْفَنَا وإنْ نحن أَوْمَأْنا إلى الناس وَقَّفُوا قال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png: إني لأجدُ نفس رَبكم من قِبل اليمن. معناه والله أعلمِ: أن الله يُنفِّس عن المُسلمين بأهل اليمنِ يريدُ الأنْصار ولذلك تقول العرب: نفسني فلانٌ في حاجتي إذا رَوَّح عنه بعض ما كان يَغُمًّه من أمر حاجته. وقال عبد الله بن عباس لبعض اليمانيّة: لكم مِن السماء نَجْمُها ومِن الكَعْبَة رُكبُها ومن الشَّرف صَمِيمه. وقال عمرُ بن الخطاب: مَنْ أجودُ العَرَب قالوا: حاتم طيء قال: فَمَن فارسُها قالوا: عَمْرو بن مَعْدِ يكرب قال: فَمَن شاعرُها قالوا: آمرؤ القَيْس بن حُجْر قال: فأيّ سُيوفها أَقْطَع قالوا: الصَّمْصامة قال: كَفي بهذا فَخْراً لليمن. وقال أبو عُبيدة: مُلوك العَرب
العقد الفريد/الجزء الثاني/20
نسب ربيعة بن نزار وَلَدُ رَبِيعة بن نِزَار: أسَد وضُبَيعة وعائشة وهم " باليمن " في مُرَاد وعَمْرو وعامر وأَكْلُب وهم رَهْط أنس بن مُدْرِك. فمن قبائل ربيعة بن نزار: ضبَيْعة بن رَبيعة بن نزار - وفيهم كان بيت ربيعة وشَرفها ومنهم: الحارث الأضجم حَكَم ربيعة في زُهْرة وفيه يقول الشاعر: قَلوص الظلامةِ مِن وَائلٍ تُرَدُّ إلى الحارثِ الأَضجَم فَمَهْمَا يَشَأْ يأتِ منه السدَادُ ومَهما يَشَأ مِنْهُم يَهْضِم ومنهم المُتلمّس وهو جَرِير بنُ عبد المَسِيح الشاعر صاحب طَرَفة بن العَبْد الذي يقول فيه: أودىَ الذي عَلِقَ الصَّحيفةَ منهما ونَجَاحِذَارَ حَمَامه المُتلمِّسُ ومنهم: المُسيِّب بن عَلَس الشاعر ومنهم: المُرَقِّش الأكبر والمُرَقِّش الأصغر وكان المُرَقِّش الأكبر عَمَّ المَرَقِّش الأصغر والمرَقِّش الأصغر عمّ طَرَفة ابن العَبد بن سُفيان بنِ سَعد بن مالك بن ضُبَيعة. عَنزة بن أسد بن رَبيعة بن نِزَار - له وَلَدان: يَقْدُم ويَذْكُر فمنهما تَفَرَّقت عنَزَة. فمِن يَذْكُر: بنو جِلّان بن عَتِيك بن أَسْلم بن يَذْكر وبنو هِزّان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يَذْكر وبنو الدُّول بن صُبَاح بن عتيك ابن أسلم بن يَذْكر وهم الذين أسرُوا حاتم طَيِّء وكَعب بن مامة والحارث ابن ظالم وفي ذلك يقول الحارثُ بن ظالم: أبْلِغ سَراة بني غَيْظٍ مُغَلْغَلَةً أنيِّ أُقَسِّم في هِزَّان أَرْباعاَ ومنهم: كِدَام بن حَيّان ومن بني هُمَيم كان من خِيَار التابعين وكان من خِيار أصحاب عليّ عبد الرحمن بن حسان من بني هميم وكان من أصحاب عليّ عليه السلام: ولهما يقول عبد اللهّ بن خَليفة: فيا أخَوَيَّ مِن هُمَيمِ هُدِيتُما ويسِّرْتُما للصالحات فأبِشرَا ومن بني يَقْدُم بن عَنزَة: رشيد بن رميض الشاعر وعِمْران بن عِصام الذي قَتله الحجّاج " بدَيْر الجمَاجم ". عَبْد القَيْس بن دُعمِيّ بن جَدِيلة بن أسد بن رَبيعة - وُلد لعبد القيس أفْصى والّلبُؤ. ووُلد لأفْصيى عبدُ القَيْس وشَنّ ولُكَيْز. الّلبُوء بن عبد القَيْس: منهم رِئَاب بن زَيد بن عَمرو بن جابر بن ضُبَيْب كان ممن وَحّد الله في الجاهليّة وسأل عنه النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وَفْدَ عَبْد القَيس وكان يسْقى قَبْر كلّ مَن مات ومنَّا الذي المَبْعوث يَعْرف نَسْلَه إذا ماتَ منهم مَيّتٌ جيد بالقَطْرِ رِئاب وأنّي للبرّية كلّها بمثل رئاب حين يُخْطَر بالسُّمْر لُكيْز بن عَبد القَيس - منهم: بنو نُكْرة بن لُكيز بن عَبْد القَيس ومنهم: الممزّق الشاعر. وهو شَأس بن نَهار بن أسْرج الذي يقول: فإنْ كنْتُ مَأكولاً فكُن خَيْرَ آكلٍ وإلا فأدْرِكْني ولمّا أُمَزِّقِ وصُبَاح بن لُكَيز - منهم: كَعْب بن عامر بن مالك كان ممن وَفَد على النبي عليه الصلاة والسلام. وبنو غَنْم بن وَدِيعة بن لُكيز - منهم: حَكِيم بن جَبَلة صاحب علي بن أبي طالب كَرّم اللهّ وَجْهَه. وفيه يقول: دَعا حَكِيمٌ دَعْوَةً سَمِيعَه نالَ بها المَنْزِلة الرفيعَه وبنو جَذِيمة بن عَوْف بن بكر بن أنمار بن وَدِيعة بن لُكيز - منهم: الجارود العَبْدِيّ وهو بِشر بن عَمْرو. وعَصَر بن عَوْف بن بَكْر بن عَوْف بن أنْمار بن وَدِيعة بن لُكيز. منهم: عمرو بن مَرْجُوم الذي يمدحه المُتلمِّس. وعامر بن الحارث بن عمرو بن أنمار بن وديعة بن لُكيز: منهم مِهْزم بن الفِزْر الذي يقول فيه الحِرْ مازِيّ: يَحْمِلن بالمَوْماة بَحراً يَجْري العامرَ بن المِهْزم بن الفِزْر العُمُور من عَبْد قيس: الدِّيل وعِجْل ومُحارب بنو عمرو بن وَديعة بن لُكيز. فمن بني الدِّيل: سُحْيم بن عبد الله بن الحارث كان أحدَ السبعة الذين عَبروا الدّجلة مع سَعْد بن أبي وقاص. ومن بني مُحارب: عبد الله بن هَمام بن امرىء القيس بن رَبيعة وَفد على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png. ومن بني عِجْل: صَعْصَعة ابن صُوحان وزَيد بن صُوحان من
العقد الفريد/الجزء الثاني/21
===جمرات العرب === وهم بنو نُمَير بن عامر بن صعصعة وبنو الحارث بن كَعْب بن عُلة بن جَلْد وبنو ضَبّة بن أُدّ بن طابخة وبنو عَبْس بن بَغِيض وإنما قيل لهذه القبائل جَمَرات لأنها تجمّعت في أَنْفُسها ولم يُدْخِلوا معهم غيرَهم. والتَّجْمير: التَجْمِيِعِ ومنه قيل: جَمْرة العَقبة لاجتماع الحَصىَ فيها ومنه قيل: لا تُجمّروا المُسلمين فتفتِنوهم وتَفْتِنوا نساءهم يعني لا تَجْمعوهم في المَغازي. وأبو عُبيدة قال في كِتاب التاج: أُطْفِئت جَمْرتان من جَمَرات العرب: بنو ضَبَّة لأنها صارت إلى الرِّباب فخالَفتها وبنو الحارث لأنها صارت إلى مَذْحج فحالَفتها وبَقيت بنو نُمير إلى الساعة لم تُحالف ولم يَدْخلِ بينها أحد. وقال شاعرُهم يَردّ على جَرِير: نُميرٌ جَمرَةُ العرب التي لمٍ تَزَلْ في الْحَرب تَلْتَهِبُ آلْتِهابَا وإنّي إذْ أَسُبّ بها كليباً فتحتُ عليهمُ للخَسْفِ بابا رَغِبْنا عن هِجاء بَني كُلَيب وكيف يُشاتم الناسُ الكِلابا أنساب اليمن قَحْطان بن عابَر وعابَر هو هُود النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ابن شالخ بن أَرْفَخْشَذ بن سام بن نٌوح عليه السلامُ ابن لَمْك بن مَتوشَلَخِ بن أَخْنُوخ وهو إدريس النبي عليه السلامُ ابن يَرْد بن مَهْلاَبيل بن قَيْنان بن أنُوش ابن شِيث وهو هِبَة الله ابن آدم أبي البَشر http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فولد قَحْطان: يَعرُب وهو المُرعف. وسَبَأ والمسلف والمِرْداد ودِقْلى وتَكْلا وأبيمال وعُوبال وأُزَال وهَدُورام وهو جُرهم. وأُوفير وهُوَيلا ورَوْح وإرَم ونُوبت فهؤلاء ولد قَحْطان فيما ذَكر عبدُ الله بن مَلاذ. وقال الكَلْبي محمد بن السَّائب: وَلَد قَحْطان المُرعف وهو يَعْرُب ولأي وجابر والمُتَلَمِّس والعاصي والمُتَغَشّم وعاصِب ومُعوِّذ وشِيم والقُطامي وظالم والحارث ونُباته فَهَلك هؤلاء إلا ظالماً فإنه كان يَغزو بالجُيوش. وقال الكلبي: وَلَد قَحْطان أيضاً جُرْهُماً وحَضرموت فمن أشراف حَضرموت بن قَحْطان: الأسود ابن كَبِير وله يقول الأعشى قصيدته التي أولها: ما بُكاء الكَبير بالأطْلالَ ومنهم: مَسروق بن وائل وفيه يقول الأعشى: فولد يَعْرب بن قَحْطان: يَشْجُب ووَلَد سَبَأ: حِمْيراً وكَهْلان وصَيْفِيا وبِشْراً ونَصْرِاً وأَفْلَح وزَيْدَان والعَوْد ورُهما وعَبد الله ونُعمان ويَشْجُب وشدّاداً ورَبيعة وِمالكاً وزَيْداَ فيُقال لبني سَبَأ كلهم: السبِئيّون إلا حِمْيراً وكَهْلان فإنّ القبائل قد تفَرّقت منهما فإذا سألتَ الرجلَ: ممن أنت فقال: سَبَئيّ فليس بِحِمْيريّ ولا كَهْلانيّ. حمير حِمْير بن سَبَأ بنِ يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان. فَوْلد حِمْير بن سَبأ مَسرُوحاً ومالكاً والهَمَيْسَع وزَيْداَ وأَوْساً وعَرِيباً ووائلاً ودِرْميّاً وكَهْلان وعَميكرب ومَسْروحاً ومُرة رَهْط مَعْدِيكري بن النُّعمان القَيْل الذي كان بحضَرموت. فمن بطون حِمْير: مَعْدان بن جُشَم بن عبد شَمْس بنِ وائل بن الغَوْث بن قَطن بن عَرِيب ومِلْحان بن عَمْرو بن قَيْس بن مُعاوية بن جُشم بن عَبد شَمس بن وائل رَهْطُ عامر الشعْبي الفقِيه وعِدَاد بن ملحان وشَيبان في هَمْدان فمَن كان مِنْهم باليَمن فهو حِمْيري ويُقال له شَيْباني. ومن بطون حِمْير: شَرْعَب بن قَيسْ بن مُعاوية بن جُشَم بن عَبْد شَمْس وإليه تًنْسب الرِّماح الشَرْعَبية. ومن بطون حِمْير: الدُّرون وقد يُقال لهم الأذواء. وأيضاً: رَمْدد فمنهم: بنو فَهْد وعبدُ كُلال وذو كَلاَع - وهو يَزِيد بن النُّعمان وهو ذو كَلاَع الأكبر. يقال: تكَلَّع الشيء: إذا تَجَمَّع - وذو رُعَين وهو شرَاحيل بن عَمْرو القائل: فإن تَكُ حِمْيرغَدَرَت وخانَتْ فمعذرةُ الإله لِذِي رُعَيْنِ ذو أَصبح: واسمه الحارث بن مالك بن زَيْد بن الغَوْث وهو أوَّل من عُمَلت له السِّياط الأصبْحَية. ومن وَلده: أبْرهة بن الصبّاح كان مَلِك تِهامة وأُمه رَيْحانه بنت أَبْرهة الأشرم