باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد: بالكسر. اسم الماء الذي لطم عليه داحس فرس قيس بن زهير العبسي وكان قد أجراه مع الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري كان قد أوقف له قوما في الطريق فلما جاء داحس مسابقا لطم وجهه حتى سبق فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين عاما وآخر ذلك قتلوا أولاد بدر الفزاري قتلهم أولاد مالك بن زهير وعشيرتهم. قال بدر بن مالك بن زهير يرثي أباه وكان قد اغتاله أولاد بدر في الليل وقتلوه في جملة هذه الفتنة التي وقعت بينهم. فقال:
ولله عينا من رأى مثل مالك ** عقيرة قوم أن جرى فرسان
فإن الرباط النكد من آل داحس ** أبين فما يفلجن يوم رهان
جلبن بإذن الله مقتل مالك ** وطرحن قيسا من وراء عمان
لطمن على ذات الإصاد وجمعكم ** يرون الأذى من ذلة وهوان
سيمنع عنك السبق إن كنت سابقا ** وتقتل إن زلت بك القدمان
فليتهما لم يشربا قط شربة ** وليتهما لم يرسلا لرهان
أحل به أمس جنيدب نذره ** فأي قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرقمتين حمامه ** أو الرس تبكي فارس الكتفان
- الكتفان - اسم فرسه، وقال قيس بن زهير:
ألم يبلغك والأنباء تنمي ** بما لاقت لبون بني زياد
كما لاقيت من حمل بن بدر ** وإخوته على ذات الإصاد
وقال أبو عبيد. ذات الإصاد ردهة في ديار عبس وسط هضب القليب وهضب القليب علم أحمر فيه شعاب كثيرة في أرض الشربة، وقال الأصمعي: هضب القليب بنجد جبال صغار والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد وهو اسم من أسمائها - والردهة - نقيرة في حجر يجتمع فيها الماء، وذكر ابن الفقيه في أودية العلاة من أرض اليمامة ذو الإصاد ولا أدري أهو المذكور آنفا أم غيره.
الأصاغي: بالغين المعجمة. موضع في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي. قال:
ولو أنه إذ كان ما حم واقعا ** بجانب من يخفى ومن يتودد
لهن بما بين الأصاغي ومنصح ** تعاو كما عج الحجيج الملبد الأصافر: جمع أصفر محمول على أحوص وأحاوص وقد تقدم، وهي ثنايا سلكها النبي
http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في طريقه إلى بدر، وقيل الأصافر: جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم ويجوز أن تكون سميت بذلك لصفرها أي خلوها، وقد ذكرها كثير في شعره. فقال:
عفا رابع من أهله فالظواهر ** فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر
معان يهيجن الحليم إلى الصبا ** وهن قديمات العهود دواثر
لليلى وجارات لليلى كأنها ** نعاج الملا تحدى بهن الأباعر إصبع: بلفظ الإصبع من اليد بكسر الهمزة وسكون الصاد وفتح الباء، وفي إصبع اليد ثلاث لغات جيدة مستعملة وهن إصبع ونظائره قليلة جاء من إبرم نبت وإبين اسم رجل نسبت إليه عدن إبين وإشفى وهو المخصف وإنفحة وإصبع نحو إثمد وأصبع نحو أبلم، وحكى النحويون لغة رابعة ردية وهي أصبع بفتح الهمزة ثم السكون ثم الكسر وليس في كلام العرب على كل الوزن غيره. إصبع خفان بناء عظيم قرب الكوفة من أبنية الفرس وأظنهم بنوه منظرة هناك على عادتهم في مثله، وإصبع أيضا جبل بنجد. وذات الإصبع رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب عن الأصمعي، وقيل هي في ديار غطفان- والرضام - صخور كبار يرضم بعضها على بعض.
أصبغ: بالفتح وآخره غين معجمة. اسم واد من ناحية البحرين.
أصبهانات: جمع أصبهانة. وهي مدينة بأرض فارس.
إصبهانك: بكسر أوله ويفتح وهو تصغير أصبهان بلغة الفرس وهم إذا أرادوا التصغير في شيء زادوا في آخره كافا. وهي بليدة في طريق أصبهان.
أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسره آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولا جيا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع طول ست وثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. طول أصبهان أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف، ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف. قال أصحاب السير: سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث، وقال ابن الكلبي سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليه السلام. قال ابن دريد أصبهان اسم مركب لأن الاصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد الفرسان. قال عبيد الله المستجير بعفوه المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس وهان كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس، وقال حمزة بن الحسن أصبهان اسم مشتق من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية كان أصباهان وهي جمع أسباه وأسباه اسم للجند والكلب وكذلك سك اسم للجند والكلب وإنما لزمهما هذان الإسمان واشتركا فيهما لأن أفعالهما لفقت لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه وتخفف فيقال أسبه فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسموا بهما بلدين كان معدن الجند الأساورة فقالوا لأصبهان أسباهان ولسجستان سكان وسكستان. قال وذكر ابن حمزة: في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوائم الناس وهوامهم قال أصله أسباه آن أي هم جند الله قال وما أشبه قوله هذا إلا باشتقاق عبد الأعلى القاص حين قيل له لم سمي العصفور قال لأنه عصى وفر قيل له فالطفشيل قال لأنه طفا وشال. قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من ال ساسان إلا أهل أصبهان. قلت: ولذلك سبب ربما خفي عن كثير من أهل هذا الشأن وهو أن الضحاك المسمى بالازدهاق ويعرف ببيوراسب وذي الحيتين لما كثر جوره على أهل مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان وتطعم أدمغتهما للحيتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه فيما تزعم الفرس فانتهت النوبة إلى رجل حداد عن أهل أصبهان يقال له كابي فلما علم أنه لا بد من ذبح نفسه أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله ثم إنه رفعها على عصا وجعلها مثل البيرق ودعا الناس إلى قتل الضحاك وإخراج فريدون جد بني ساسان من مكمنه وإظهاره أمره فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من قتل الضحاك حتى قتله وأزال ملكه وملك فريدون وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات فتبركوا بذلك اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى أهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب. قال مسعر بن