جغانيان: بالفتح وبعد الألفين نونان الأولى مكسورة بعدها ياء وهي صغانيان. بلاد بما وراء النهر من بلاد الهياطلة وقد ذكرنا ما انتهى إلينا من أمرها في صغانيان.
[عدل] باب الجيم والفاء وما يليهما
الجفار: بالكسر وهو جمع جفر نحو فرخ وفراخ والجفر البئر القريبة القعر الواسعة لم تطو، وقال أبو نصر بن حماد: الجفرة سعة في الأرض مستديرة والجمع جفار مثل برمة وبرام والجفار، ماء لبني تميم وتدعيه ضبة، وقيل الجفار موضع بين الكوفة والبصرة. قال بشر بن أبي خازم:
ويوم النسار ويوم الجفا ** ركانا وعذابا وكانا غراما وقيل الجفار موضع بنجد وله ذكر كبير في أخبارهم وأشعارهم، ويوم الجفار من أيام العرب معلوم بين بكر بن وائل وتميم بن مرأسر فيه عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع أسره قتادة بن مسلمة. قال شاعرهم:
أسر المجشر وابنه وحويرثا ** والنهشلي ومالكا وعقالا وقال الأعشى:
وإن أخاك الذي تعلمين ** ليالتنا إذ نحل الجفارا
تبدل بعد الصبا حلمه ** وقنعه الشيب منه خمارا والجفار أيضا، من مياه الضباب قبلي ضرية على ثلاث ليال وهو من أرض الحجاز وماء هذا الجفار أشبه بماءسماء يخرج من عيون تحت هضبة وكأنه وشل وليس بوشل، وفيه يقول بعض بني الضباب:
كفى حزنا إني نظرت وأهلنا ** بهضبي شماريخ الطوال حلول
إلى ضوء نار بالحديق يشبها ** مع الليل سمح الساعدين طويل
على لحم ناب عضه السيف عضة ** فخز على اللحيين وهوكليل
أقول وقد أيقنت أن لست فاعلا ** ألا هل إلى ماء الجفار سبيل
وقد صدر الوراد عنه وقد طما ** بأشهب يشفى لو كرهت غليل والجفار أيضا أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر أولها رفح من جهة الشام وآخرها الخشبي متصلة برمال تيه بني إسرانيل وهي كلها رمال سائلة بيض في غربيها منعطف نحو الشمال بحر الشام وفي شرقيها منعطف نحو الجنوب بحر القلزم وسميت الجفار لكثرة الجفار بأرضها ولا شرب لسكانها إلا منها رأيتها مرارا ويزعمون أنها كانت كورة جليلة في أيام الفراعنة إلى المائة الرابعة من الهجرة فيها قرى ومزارع فأما الآن ففيها نخل كثير ورطب طيب جيد وهو ملك لقوم متفرقين في قرى مصر يأتونه أيام لقاحه فيلقحونه وأيام إدراكه فيجتنونه وينزلون بينه بأهاليهم في بيوت من سعف النخل والحلفاء وفي الجادة السابلة إلى مصر عدة مواضع عامرة يسكنها قوم من السوقة للمعيشة على القوافل وهي رفح والقس والزعقا والعريش والورادة وقطية في كل موضع من هذه المواضع عدة دكاكين يشترى منها كل مايحتاج المسافر إليه. قال أبو الحسن المهلبي في كتابه الذي ألفه للعزيز وكان موته في سنة 386 وأعيان مدن الجفار العريش صرفح والورادة والنخل في جميع الجفار كثير وكذلك الكروم وشجر الرمان وأهلها بادية محتضرون ولجميعهم في ظواهر مدنهم أجنة وأملاك وأخصاص فيها كثير منهم ويزرعون في الرمل زرعا ضعيفا يؤدون فيه العشر وكذلك يؤخذ من ثمارهم ويقطع في وقت من السنة إلى بلدهم من بحر الروم طير من السلوى يسمونه المرغ يصيدون منه ما شاء الله يأكلونه طريا ويقتنونه مملوحا ويقطع أيضا إليهم من بلد الروم على البحر في وقت من السنة جارح كثير فيصيدونه منه الشواهين والصقصر والبواشق وقل ما يقدرون على البازي وليس لصقصرهم وشواهينهم من الفراهة ما لبوشيه، وليس يحتاجون لكثرة أجنتهم إلى الحراس لأنه لايقدر أحد منهم أن يعدو على أحد لأن الرجل منهم إذا أنكر شيئا من حال جنانه نظر إلى الوطء في الرمل ثم قفا ذلك إلى مسيرة يوم ويومين حتى يلحق من سرقه وذكر بعضهم أنهم يعرفون أثر وطء الشاب من الشيخ والأبيض من الأسود والمرأة من الرجل والعاتق من الثيب فإن كان هذا حقا فهو من أعجب العجائب.
جفاف الطير: بالضم والتخفيف. صقع في بلاد بني أسد منه الثعلبية التي قرب الكوفة. قال ابن مقبل:
منها بنعف جراد فالقبائض من ** وادي جفاف مرا دنيا ومستمع أراد مرأ دنيا فخفف، وقال نصر، وجفاف أيضا ماء لبني جعفر بن كلاب في ديارهم، وقال جرير:
تعيرني الإخلاف ليلى وأفضلت ** على وصل ليلى قوة من حباليا
فما أبصر النار التي وضحت له ** وراء جفاف الطير إلا تماديا قال السكري جفاف أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون الطير فيها فنسبها إلى الطير. قال وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول وراء حفاف الطير بالحاء المهملة وقال هذه أماكن تسمى الأحفة فاختار منه مكانا فسماه حفافا.
جفجف: بفتح الجيمين وهو في اللغة القاع المستدير الواسع. قال عرام بن الأصبغ إذا خرجت من مر الظهران تؤم مكة منحدرا من ثنية يقال لها: الجفجف، وتنحدر في حد مكة في واد يقال له: تربة.
الجفران: تثنية الجفر. موضع باليمامة عن الحفصي. قال ذو الرمة:
أخذنا على الجفرين آل محرق ** ولاقى أبو قابوس منا ومنذر الجفرتان: تثنية الجفرة بالضم وهي سعة في الأرض مستديرة والجمع جفار. موضع بالبصرة معروف.
الجفر: بالفتح ثم السكون وهي البئر الواسعة القعر لم تطو. موضع بناحية ضرية من نواحي المدينة كان به ضيعة لأبي عبد الجبار سعيد بن سليمان بن نوفل بن مسحاق بن الله بن محرمه المدائني كان يكثرالخروج إليها فسمي الجفري ولي القضاء أيام المهدي وكان محمود الأمر مشكور الطريقة، والجفر أيضا ماء لبني نصر بن قعين، وجفر الأملاك في أرض الحيرة قصة في تسميته بهذا الاسم ذكرت في دير بني مرينا من هذا الكتاب، وجفر البعر. قال الأصمعي جفر البعر ماء يأخذ عليه طريق الحاج من حجر اليمامة بقرب راهص وقال أبو زياد الكلابي جفر البعر من مياه أبي بكر بن كلاب بين الحمى وبين مهب الجنوب على مسيرة يوم، وقال غيره جفر البعر بين مكة واليمامة على الجادة وهو ماء لبني ربيعة بن عبد الله بن كلاب ولا أدري أي جفر أراد نصيب بقوله:
أما والذي حج الملبون بيته ** وعظم أيام الذبائح والنحر
لقد زادني للجفر حبا وأهله ** ليال أقامتهن ليلى على الجفر
فهل يأثمنني الله أني ذكرتها ** وعللت أصحابي بها ليلة النفر وجفر الشحم ماء لبني عبس ببطن الرمة بحذاء أكمة الخيمة، وجفر ضمضم موضع في شعر كثيربن عبد الرحمن الخزاعي.
إليك تباري بعدما قلت قد بدت ** جبال الشبا أو نكبت هضب تريم
بنا العيس تجتاب الفلاة كأنها ** قطا النجد أمسى قاربا جفر ضمضم وجفر الفرس ماءة وقع فيها فرش في الجاهلية فغير فيها يشرب من مائها ثم آخرج صحيحا، وجفر مرة قال الزبير وهو يذكر مكة حاكيا عن أبي عبيدة. قال واحتفرت كل قبيلة من قريش في رباعهم بئرا فاحتفر بنو تيم بن مرة الجفر وهي بئر مرة بن كعب وقال أيضا: وقيل حفرها أمية بن عبد شمس وسماها جفر مرة بن كعب، وقال أمية:
أنا حفرت للحجيج الجفرا وجفر الهباءة اسم بئر بأرض الشربة قتل بها حذيفة وحمل ابنا بدر الفزاريان. قال قيس بن زهير وهو قتلهما:
تعلم أن خير الناس ميت ** على جفر الهباءة لا يريم وسيذكر في الهباءة بأبسط من هذا إن شاء الله تعالى.
الجفرة: بالضم آخره هاء، وقد ذكرنا أن الجفرة سعة في الأرض مستديرة جفرة خالد. موضع بالبصرة. قال أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي أنا جفري أي ولدت عام الجفرة سنة 70 أو 71 وقيل سنة 69 في أيام عبد الملك بن مروان وأبو الأشهب ثقة روى عن الحسن البصري، ويوم الجفرة وقعة كانت بين خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وكان من قبل عبد الملك بن مروان وبين أهل البصرة من أصحاب مصعب بن الزبير وكان لعبد الملك شيعة بالبصرة منهم مالك بن مسمع الربعي فأرسل إليهم عبد الملك خالد بن عبد الله في ألف فارس فاجتمع بالجفرة مع شيعته بالبصرة ودامت الحرب بينهم وبين أهل البصرة أربعين يوما وكان خليفة مصعب على البصرة عبدالله بن عبيدالله بن معمر التميمي ثم أمدهم مصعب بألف فارس فانهزم أهل الشام وهرب مالك بن مسمع إلى ثاج ولحق بنجدة الحروري بعد أن فقئت عينه فأقام عنده إلى أن قتل مصعب وبخالد بن عبد الله سميت جفرة خالد.
جفلوذ: بالضم ثم السكون وضم اللام وسكون الواو والذال معجمة. قال الحسن بن يحيى الفقيه مولف تاريخ صقليه قلعة جفلوذ الكبيرة وهي مدينة حصينة بصقلية فوق جبل عال على شاطىء البحر وفي هذه المواضع جبال شوامخ وأودية عظيمة وفيها عنصر أجناس العود الذي تنشأ منه المراكب.. قلت وقد ذكرها ابن قلاقس الإسكندراني، فقال:
أجفلت من جفلوذ إجفال امرىء ** بالدين يطلب ثم أو بالدين