-
سير أعلام النبلاء الرابع
قيس بن الملوح
المجنون قيس بن الملوح وقيل ابن معاذ وقيل اسمه بحتري بن الجعد وقيل غير ذلك من بني عامر بن صعصعة وقيل من بني كعب بن سعد الذي قتله الحب في ليلى بنت مهدي العامرية سمعنا أخباره تأليف ابن المرزبان وقد أنكر بعضهم ليلى والمجنون وهذا دفع بالصدر فما من لم يعلم حجة على من عنده علم ولا المثبت كالنافي لكن إذا كان المثبت لشيء شبه خرافة والنافي ليس غرضه دفع الحق فهنا النافي مقدم وهنا تقع المكابرة وتسكب العبرة فقيل إن المجنون علق ليلى علاقة الصبا وكانا يرعيان البهم ألا تسمع قوله وما أفحل شعره
تعلقت ليلى وهي ذات ذوابة * ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا * إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
وعلقته هي أيضا ووقع بقلبها وهو القائل
أظن هواها تاركي بمضلة * من الأرض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أقضي إليه وصيتي * ولا وارث إلا المطية والرحل
محا حبها حب الألى كن قبلها * وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
فاشتد شغفه بها حتى وسوس وتخبل في عقله فقال
إني لأجلس في النادي أحدثهم * فأستفيق وقد غالتني الغول
يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم * حتى يقول جليسي أنت مخبول
قال أبو عبيدة تزايد به الأمر حتى فقد عقله فكان لا يؤويه رحل ولا يعلوه ثوب إلا مزقه ويقال إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان فأهدر دمه وترحل قومها بها فجاء وبقي يتمرغ في المحلة ويقول
أيا حرجات الحي حيث تحملوا * بذي سلم لا جادكن ربيع
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى * بلين بلى لم تبلهن ربوع
وقيل إن قومه حجوا به ليزور النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ويدعو حتى إذا كان بمنى سمع نداء يا ليلى فغشي عليه وبكى أبوه فأفاق يقول
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى * فهيج أطراب الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما * أطار بليلى طائرا كان في صدري
وجزعت هي لفراقه وضنيت وقيل إن أباه قيده فبقي يأكل لحم ذراعيه ويضرب بنفسه فأطلقه فهام في الفلاة فوجد ميتا فاحتملوه إلى الحي وغسلوه ودفنوه وكثر بكاء النساء والشباب عليه وقيل إنه كان يأكل من بقول الأرض وألفته الوحش وكان يكون بنجد فساح حتى حدود الشام وشعره كثير من أرق شيء وأعذبه وكان في دولة يزيد وابن الزبير
-
أبو مسلم الخولاني
أبو مسلم الخولاني الداراني سيد التابعين وزاهد العصر
اسمه على الأصح عبد الله بن ثوب وقيل اسمه عبد الله بن عبد الله وقيل عبد الله بن ثواب وقيل ابن عبيد ويقال اسمه يعقوب بن عوف قدم من اليمن وقد أسلم في أيام النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فدخل المدينة في خلافة الصديق وحدث عن عمر ومعاذ بن جبل وأبي عبيدة وأبي ذر الغفاري وعبادة بن الصامت روى عنه أبو إدريس الخولاني وأبو العالية الرياحي وجبير بن نفير وعطاء بن أبي رباح وشرحبيل بن مسلم وما أدركاه عطية بن قيس وأبو قلابة الجرمي ومحمد بن زياد الألهاني وعمير بن هانىء ويونس بن ميسرة ولم يلحقوه لكن أرسلوا عنه قال إسماعيل بن عياش حدثنا شرحبيل بن مسلم قال أتى أبو مسلم الخولاني المدينة وقد قبض النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png واستخلف أبو بكر فحدثنا شرحبيل أن الأسود تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فأتاه بنار عظيمة ثم إنه ألقى أبا مسلم فيها فلم تضره فقيل للأسود إن لم تنف هذا عنك افسد عليك من اتبعك فأمره بالرحيل فقدم المدينة فاناخ راحلته ودخل المسجد يصلي فبصر به عمر رضي الله عنه فقام إليه فقال ممن الرجل قال من اليمن قال ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار قال ذاك عبد الله بن ثوب قال نشدتك بالله أنت هو قال اللهم نعم فاعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في امة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل رواه عبد الوهاب بن نجد وهو ثقة عن أسماعيل لكن شرحبيل أرسل الحكاية ويروى عن مالك بن دينار أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني فقال من هذا قالوا أبو مسلم فقال هذا حكيم هذه الأمة وروى معمر عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فكان يتناول عائشة رضي الله عنها فقلت يا أمير المؤمنين ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة قال من هو قلت أبو مسلم الخولاني سمع أهل الشام ينالون من عائشة فقال ألا أخبركم بمثلي ومثل امكم هذه كمثل عينين في رأس تؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما فسكت فقال الزهري أخبرنيه أبو إدريس الخولاني عن أبي مسلم قال عثمان بن أبي العاتكة علق أبو مسلم سوطا في المسجد فكان يقول أنا أولى بالسوط من البهائم فإذا فتر مشق ساقيه سوطا أو سوطين قال وكان يقول لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد
إسماعيل بن عياش عن شرحبيل أن رجلين أتيا أبا مسلم فلم يجداه في منزله فأتيا المسجد فوجداه يركع فانتظراه فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاث مئة ركعة الوليد بن مسلم أنبأنا عثمان بن أبي العاتكة أن أبا مسلم الخولاني سمع رجلا يقول سبق اليوم ( فلان ) فقال أنا السابق قالوا وكيف يا أبا مسلم قال أدلجت من داريا فكنت أول من دخل مسجدكم قال أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم وقد احتفر جورة في فسطاطه وجعل فيها نطعا وافرغ فيه الماء وهو يتصلق فيه فقالوا ما حملك على الصيام وأنت مسافر قال لو حضر قتال لأفطرت ولتهيأت له وتقويت إن الخيل لا تجري الغايات وهن بدن إنما تجري وهن ضمر ألا وان أيامنا باقية جائية لها نعمل وقيل كان يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان ويقول أذكر الله حتى يرى الجاهل أنه مجنون
وروى محمد بن زياد الألهاني عن أبي مسلم الخولاني أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر فقال أجيزوا بسم الله ويمر بين أيديهم فيمرون بالنهر الغمر فربما لم يبلغ من الدواب إلا الركب فإذا جازوا قال هل ذهب لكم شيء ( فمن ذهب له شيء فأنا ضامن له ) فألقى بعضهم مخلاته ( عمدا ) فلما جاوزا قال ( الرجل ) مخلاتي وقعت قال اتبعني فاتبعه فإذا بها معلقة بعود في النهر قال خذها
سليمان بن المغيرة عن حميد الطويل أن أبا مسلم أتى على دجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فذهب عليها ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر مسير بني إسرائيل في البحر ثم لهز دابته فخاضت الماء وتبعه الناس حتى قطعوها ثم قال هل فقدتم شيئا ( من متاعكم ) فأدعو الله أن يرده ( علي )
عنبسة بن عبد الواحد عن عبد الملك بن عمير قال كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سقي وروى بقية عن محمد بن زياد عن أبي مسلم أن امرأة خببت عليه امرأته فدعا عليها فعميت فأتته فاعترفت وتابت فقال اللهم أن كانت صادقة فاردد بصرها فأبصرت ضمرة بن ربيعة عن بلال بن كعب أن الصبيان قالوا لأبي مسلم الخولاني ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه فدعا الله فحبسه فأخذوه وعن عطاء الخراساني أن امرأة أبي مسلم قالت ليس لنا دقيق فقال هل عندك شيء قالت درهم بعنا به غزلا قال ابغينيه وهاتي الجراب فدخل السوق فاتاه سائل وألح فأعطاه الدرهم وملأ الجراب نشارة من تراب واتى وقلبه مرعوب منها وذهب ففتحه فلما جاء ليلا وضعته فقال من أين هذا قالت من الدقيق فاكل وبكى أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا مسلم استبطأ خبر جيش كان بارض الروم فدخل طائر فوقع فقال أنا رتبابيل مسلي الحزن من صدور المؤمنين فأخبره خبر الجيش فقال ما جئت حتى استبطأتك قال سعيد بن عبد العزيز كان أبو مسلم يرتجز يوم صفين ويقول
ماعلتي ما علتي * وقد لبست درعتي
أموت عند طاعتي
وقيل أن أبا مسلم قام إلى معاوية فوعظه وقال إياك أن تميل على قبيلة فيذهب حيفك بعدلك وروى أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال دخل أبو مسلم على معاوية فقام بين السماطين فقال السلام عليك أيها الأجير فقالوا مه قال دعوه فهو أعرف بما يقول وعليك السلام يا أبا مسلم ثم وعظه وحثه على العدل وقال شرحبيل بن مسلم كان الولاة يتيمنون بأبي مسلم ويؤمرونه على المقدمات قال سعيد بن عبد العزيز مات أبو مسلم بأرض الروم وكان شتا مع بسر بن أبي أرطاه فأدركه أجله فعاده بسر فقال ( له أبو مسلم ) يا بسر اعقد لي على من مات في هذه الغزاة فإني أرجو أن آتي بهم يوم القيامة على لوائهم قال أحمد بن حنبل حدثنا عن محمد بن شعيب عن بعض المشيخة قال اقبلنا من أرض الروم فمررنا بالعمير على أربعة اميال من حمص في آخر الليل فاطلع راهب من صومعة فقال هل تعرفون أبا مسلم الخولاني قلنا نعم قال إذا اتيتموه فأقرؤوه السلام فإنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم أما إنكم لاتجدونه حيا قال فلما أشرفنا على الغوطة بلغنا موته
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر يعني سمعوا ذلك وكانت وفاته بأرض الروم وروى إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن سعيد بن هاني قال قال معاوية إنما المصيبة كل مصيبة بموت أبي مسلم الخولاني وكريب بن سيف الأنصاري إسناده صالح فعلى هذا يكون أبو مسلم مات قبل معاوية إلاأن يكون هذا هو معاوية بن يزيد وقد قال المفضل بن غسان الغلابي أن علقمة وأبا مسلم ماتا في سنة اثنتين وستين فالله أعلم وبداريا قبر يزار يقال إنه قبر أبي مسلم الخولاني وذلك محتمل
-
القاري
القاري ( ع ) عبد الرحمن بن عبد القاري المدني يقال له صحبة وإنما ولد في أيام النبوة قال أبو داود أتى به النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وهو صغير قال الزبير بن بكار عضل والقارة ابنا يثيع بن الهون بن خزيمة بن مدركة
قلت روى عن عمر وأبي طلحة وأبي أيوب وغيرهم وعنه السائب بن يزيد مع تقدمه وعروة والأعرج والزهري وطائفة وابنه محمد وثقه ابن معين وقال ابن سعد توفي سنة ثمانين بالمدينة وله ثمان وسبعون سنة
-
عامر بن عبد قيس
عامر بن عبد قيس القدوة الولي الزاهد أبو عبد الله ويقال أبو عمرو التميمي العنبري البصري روى عن عمر وسلمان وعنه الحسن ومحمد بي سيرين وأبو عبد الرحمن الحبلي وغيرهم وقلما روى قال العجلي كان ثقة من عباد التابعين رآه كعب الأحبار فقال هذا راهب هذه الأمة وقال أبو عبيد في القراءات كان عامر بن عبد الله الذي يعرف بابن عبد قيس يقرئ الناس حدثنا عباد عن يونس عن الحسن أن عامرا كان يقول من أقرئ فيأتيه ناس فيقرئهم القرآن ثم يقوم فيصلي إلى الظهر ثم يصلي إلى العصر ثم يقرئ الناس إلى المغرب ثم يصلي ما بين العشاءين ثم ينصرف إلى منزله فيأكل رغيفا وينام نومة خفيفة ثم يقوم لصلاته ثم يتسحر رغيفا ويخرج قال بلال بن سعد وشي بعامر بن عبد قيس إلى زياد فقالوا هاهنا رجل قيل له ما إبراهيم عليه السلام خيرا منك فسكت وقد ترك النساء فكتب فيه إلى عثمان فكتب إليه انفه إلى الشام على قتب فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال أنت قيل لك ما إبراهيم خيرا منك فسكت قال أما والله ما سكوتي إلا تعجب ولوددت أني غبار قدميه قال وتركت النساء قال والله ما تركتهن إلا أني قد علمت أنه يجيء الولد وتشعب في الدنيا فأحببت التخلي فأجلابه على قتب إلى الشام فأنزله معاوية معه في الخضراء وبعث اليه بجارية وأمرها أن تعلمه ما حاله فكان يخرج من السحر فلا تراه إلا بعد العتمة فيبعث معاوية اليه بطعام فلا يعرض له ويجيء معه بكسر فيبلها ويأكل ثم يقوم إلى أن يسمع النداء فيخرج فكتب معاوية إلى عثمان يذكر حاله فكتب اجعله أول داخل وآخر خارج ومر له بعشرة من الرقيق وعشرة من الظهر فأحضره وأخبره فقال إن علي شيطانا قد غلبني فكيف أجمع علي عشرة وكانت له بغلة
فروى بلال بن سعد عمن رآه بأرض الروم عليها يركبها عقبة ويحمل المهاجرين عقبة قال بلال كان أذا فصل غازيا يتوسم من يرافقه فإذا راى رفقة تعجبه اشترط عليهم أن يخدمهم وأن يؤذن وأن ينفق عليهم طاقته رواه ابن المبارك بطوله في الزهد له همام عن قتادة قال كان عامر بن عبد قيس يسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه فكان لايبالي أذكرا لقي أم أنثى وسأل ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة فلم يقدر عليه وقيل إن ذلك ذهب عنه وعن أبي الحسين المجاشعي قال قيل لعامر بن عبد قيس أتحدث نفسك في الصلاة قال أحدثها بالوقوف بين يدي الله ومنصرفي وعن كعب أنه رأى بالشام عامر بن عبد قيس فقال هذا راهب هذه الأمة قال أبو عمران الجوني قيل لعامر بن عبد قيس إنك تبيت خارجا أما تخاف الأسد قال إني لأستحيي من ربي أن أخاف شيئا دونه وروى همام عن قتادة مثله حماد عن أيوب عن أبي قلابه لقي رجل عامر بن عبد قيس فقال ما هذا الم يقل الله " وجعلنا لهم أزواجا وذرية " قال أفلم يقل الله تعالى " وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون "
وقيل كان عامر لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر فينصرف وقد انفتحت ساقاه فيقول يا أمارة بالسوء إنما خلقت للعبادة وهبط واديا به عابد حبشي فانفرد يصلي في ناحية والحبشي في ناحية أربعين يوما لا يجتمعان إلا في فريضة محمد بن واسع عن يزيد بن الشخير أن عامرا كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ثوبه فلا يلقى مسكينا إلا أعطاه فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها كما أعطيها
جعفر بن برقان حدثنا ميمون بن مهران أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة مالك لا تزوج النساء قال ما تركتهن وإني لدائب في الخطبة قال مالك لا تأكل الجبن قال إنا بأرض فيها مجوس فما شهد مسلمان أن ليس فيه ميته أكلته قال وما يمنعك أن تأتي الأمراء قال إن لدى أبوابكم طلاب الحاجات فادعوهم واقضوا حاجاتهم ودعوا من لاحاجة له إليكم قال مالك بن دينار حدثني فلان أن عامرا مر في الرحبة وإذا رجل يظلم فألقى رداءه وقال لا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي فاستنقذه ويروى أن سبب إبعاده إلى الشام كونه أنكر وخلص هذا الذمي
قال جعفر بن سليمان حدثنا الجريري قال لما سير عامر بن عبد الله الذي يقال له ابن عبد قيس شيعه إخوانه وكان بظهر المربد فقال إني داع فأمنوا اللهم من وشي بي وكذب علي واخرجني من مصري وفرق بيني وبين إخواني فأكثر ماله وأصح جسمه وأطل عمره قال الحسن البصري بعث في بعامر بن عبد قيس إلى الشام فقال الحمد الله الذي حشرني راكبا قال قتادة لما احتضر عامر بكى فقيل ما يبكيك قال ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن أبكي على ضمأ الهواجر وقيام الليل وروى عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه أن قبر عامر بن عبد قيس ببيت المقدس وقيل توفي في زمن معاوية
-
أويس القرني
أويس القرني هو القدوة الزاهد سيد التابعين في زمانه أبو عمرو أويس بن عامر ابن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني، وقرن بطن من مراد
وفد على عمر وروى قليلا عنه وعن علي
روى عنه يسير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو عبد رب الدمشقي وغيرهم حكايات يسيرةما روى شيئا مسندا ولاتهيأ أن يحكم عليه بلين وقد كان من أولياء الله المتقين ومن عباده المخلصين
عفان ( م ) حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال لما أقبل أهل اليمن جعل عمر رضي الله عنه يستقرئ الرفاق فيقول هل فيكم أحد من قرن فوقع زمام عمر أو زمام أويس فناوله أو ناول أحدهما الآخر فعرفه فقال عمر ما اسمك قال أنا أويس قال هل لك والدة قال نعم قال فهل كان بك من البياض شيء قال نعم فدعوت الله فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به ربي قال له عمر استغفر لي قال أنت أحق أن تستغفر لي أنت صاحب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال عمر إني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته، فاستغفر له ثم دخل في غمار الناس فلم ندر أين وقع قال فقدم الكوفة قال فكنا نجتمع في حلقة فنذكرالله فيجلس معنا فكان إذا ذكر هو وقع في قلوبنا لا يقع حديث غيره، فذكر الحديث هكذا اختصره م حدثنا ابن مثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتاده عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى اتى على أويس فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال من مراد ثم من قرن قال نعم ( قال فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم قال نعم ) قال الك والدة قال نعم قال سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو اقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي قال فاستغفر له فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها قال أكون في غبرات الناس أحب إلي قال فلما كان من العام المقبل حج رجل من اشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال تركته رث الهيئة قليل المتاع قال سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسا فقال استغفر لي قال أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال استغفر لي قال لقيت عمر قال نعم قال فاستغفر له قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة وكان كل من رآه قال من أين لأويس هذه البردة ( م ) حدثنا محمد بن مثنى حدثنا عفان حدثنا حماد عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير عن عمر سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم. قال ابن المديني هذا حديث بصري.
قلت تفرد به أسير بن جابر ويقال يسير بن عمرو أبو الخباز بصري روى عنه ابنه قيس وأبو إسحاق الشيباني وابن سيرين وأبو عمران الجوني قال ابن المديني أسير بن جابر من أصحاب ابن مسعود سمعت سفيان يقول قدم أسير البصرة فجعل يحدثهم فقالوا هذا هكذا فكيف النهر الذي شرب منه يعنون ابن مسعود قال علي وأهل البصرة يقولون أسير بن جابر واهل الكوفة يقولون ابن عمرو ويقال يسير وقال العوام بن حوشب ولد في مهاجر النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ومات سنة خمس وثمانين
أبو النضر م حدثنا سليمان بن المغيرة ( عن ) أبي نضرة عن أسير ابن جابر عن عمر سمع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول خير التابعين رجل يقال له أويس وكان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته لا يدع باليمن غير أم له فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال عمر فقدم علينا رجل فقلت له من أين أنت قال من اليمن قلت ما اسمك قال أويس قلت فمن تركت باليمن قال أما لي قلت أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك قالت نعم قلت فاستغفر لي قال أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين قال فاستغفر لي وقلت له أنت اخي لا تفارقني قال فانملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال فجعل رجل كان يسخر بأويس بالكوفة ويحقره يقول ما هذا منا ولا نعرفه قال عمر بلى إنه رجل كذا وكذا فقال كأنه يضع شأنه فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس فقال عمر أدرك فلا أراك تدركه قال فأقبل ذلك الرجل حتى دخل على أويس قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه عادتك فما بدا لك قال سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي قال لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر ما سمعته من عمر لأحد قال نعم فاستغفر له قال أسير فما لبثنا أن فشا أمره في الكوفة قال فدخلت عليه فقلت يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال وانملس مني فذهب
وبالإسناد إلى أسير بن جابر قال كان بالكوفة رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحد يتكلم به ففقدته فسألت عنه فقالوا ذاك أويس فاستدللت عليه وأتيته فقلت ما حبسك عنا قال العري قال وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قلت هذا برد فخذه قال لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع عن هذا البرد قال فجاء فوضعه فأتيت فقلت ما تريدون من هذا الرجل فقد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسي أخرى وآخذتهم بلساني فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر فوفد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر ما ها هنا رجل من القرنين فقام ذلك الرجل فقال عمر إن رسول الله ص قال إن رجل يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غيرأم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع لدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال عمر فقدم علينا ها هنا فقلت ما أنت قال أنا أويس قلت من تركت باليمن قال أما لي قلت هل كان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك قال نعم قلت استغفر لي قال يا أمير المؤمنين يستغفر مثلي لمثلك قلت أنت أخي لا تفارقني فانملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال وجعل الرجل يحقره عما يقول فيه عمر فجعل يقول ماذا فينا ولا نعرف هذا قال عمر بلى إنه رجل كذا فجعل يضع من أمره فقال ذاك رجل عندنا نسخر به فقال له أويس قال هو هو أدرك ولا أراك تدرك فأقبل الرجل حتى دخل عليه من قبل أن يأتي أهله فقال أويس ما كانت هذه عادتك فما بدا لك أنشدك الله قال لقيت عمر فقال كذا وقال كذا فاستغفر لي قال لا أستغفر لك حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي ولا تذكر ما سمعت من عمر إلى أحد قال لك ذاك قال فاستغفر له قال أسير فما لبث أن فشا حديثه بالكوفه فأتيته فقلت يا أخي ألا أراك أنت العجب وكنا لانشعر قال ما كان في هذا ما أتبلغ به إلى الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله فلما فشا الحديث هرب فذهب
ورواه أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة وفي لفظ أو يستغفر لمثلك وروى نحوا من ذلك عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه وزاد فيها ثم أنه غزا أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا أبو سعد الكنجروذي أنبأنا أبو عمرو الحيري حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا مبارك بن فضالة حدثني أبو الأصفر عن صعصعة بن معاوية قال كان أويس بن عامر رجلا من قرن وكان من أهل الكوفة وكان من التابعين فخرج به وضح فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه الله قال دع في جسدي منه ما أذكر به نعمك علي فترك له ما يذكر به نعمه عليه وكان رجل يلزم المسجد في ناس من أصحابه وكان ابن عم له يلزم السلطان يولع به فإن رآه مع قوم أغنياء قال ما هو إلا يستأكلهم وإن رآه مع قوم فقراء قال ما هو إلا يخدعهم وأويس لايقول في ابن عمه إلا خيرا غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سببه وكان عمر يسأل الوفود إذا هم قدموا عليه من الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك فقال هل تعرفون أويسا قال ابن عمه يا أمير المؤمنين هو ابن عمي وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ ما أن تعرفه أنت قال ويلك هلكت ويلك هلكت إذا قدمت فأقره مني السلام ومره فليفد إلي فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد فرأى أويسا فلم به فقال استغفر لي يا ابن عمي قال غفر الله لك يا ابن عم قال وأنت فغفر الله لك يا أويس أمير المؤمنين يقرئك السلام قال ومن ذكرني لأمير المؤمنين قال هو ذكرك وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه قال سمعا وطاعة لأمير المؤمنين فوفد عليه فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله أن يذهبه عنك فأذهبه فقلت اللهم دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك علي فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك قال وما أدراك يا أمير المؤمنين فوالله ما اطلع على هذا بشر قال أخبرنا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه عنه فيذهبه فيقول اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي فيدع له ما يذكر به نعمه عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له فاستغفر لي يا أويس قال غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال وأنت غفر الله لك يا أويس بن عامر قال فلما سمعوا عمر قال عن النبي ص قال رجل استغفر لي يا أويس وقال آخر استغفر لي يا أويس فلما كثروا عليه انساب فذهب فما رؤي حتى الساعة. هذا حديث غريب تفرد به مبارك بن فضالة عن أبي الأصفر وأبو الأصفر ليس بمعروف
معلل بن نفيل حدثنا محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن سالم عن أبيه عن جده قال رسول الله ص يا عمر إذا رأيت أويسا القرني فقل له فليستغفر لك فإنه يشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر بين كتفيه علامة وضح مثل الدرهم. أخرجه الإسماعيلي في مسند عمر ومحمد بن محصن هو العكاشي تالف
أنبئت عن أبي المكارم التيمي أنبأنا أبو علي المقرىء أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني بشر النبي صص به وأوصى به. إلى أن قال في الترجمة: ورواه الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابع عليها وما رواه أحد سوى مخلد بن
-
زيد عن نوفل بن عبد الله عنه ومن ألفاظه فقالوا يا رسول الله وما أويس قال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه على صدره رام ببصره إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له يتزر بإزار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في السماء لو أقسم على الله لأبره ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا رأيتماه فاطلبا إليه يستغفر لكما يغفر الله لكما ( فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها ( عمر ) قام على أبي قبيس فنادى بأعلى صوته يأهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد فقام شيخ كبير فقال إنا لا ندري من أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك و إنه ليرعى إبلنا بأراك عرفات فذكر اجتماع عمر به وهو يرعى فسأله الاستغفار وعرض عليه مالا فأبى وهذا سياق منكر لعله موضوع أخبرنا إسحاق بن أبي بكر أنبأنا يوسف بن خليل أنبأنا أبو المكارم المعدل أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا خالد بن يزيد العمري حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية عامر بن عبد الله بن عبد قيس وأويس القرني وهرم بن حيان والربيع بن خيثم ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وأبي مسلم الخولاني والحسن بن أبي الحسن وروي عن هرم بن حيان قال قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا أويس أسأل عنه فدفعت إليه بشاطىء الفرات يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فإذا رجل آدم محلوق الرأس كث اللحية مهيب المنظر فسلمت عليه ومددت إليه يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله فقلت السلام عليك يا أويس كيف أنت يا أخي قال وأنت فحياك الله يا هرم من دلك علي قلت الله عز وجل قال " سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا " قلت يرحمك الله من أين عرفت اسمي واسم أبي فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتني قال عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك لأن الأرواح لها أنس كأنس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله وإن نأت بهم الدار وتفرقت بهم المنازل قلت حدثني عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بحديث أحفظه عنك فبكى وصلى على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثم قال إني لم أدرك رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ولعله قد رأيت من رآه عمر وغيره ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي لا أحب أن أكون قاصا أو مفتيا ثم سأله هرم أن يتلو عليه شيئا من القرآن فتلا عليه قوله تعالى " إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ويوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم " ثم قال يا هرم بن حيان مات أبوك ويوشك أن تموت فإما إلى جنة وإما إلى نار ومات آدم وماتت حواء ومات إبراهيم وموسى ومحمد عليهم السلام ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات أخي وصديقي صفي عمر واعمراه واعمراه قال وذلك في آخر خلافة عمر. قلت: يرحمك الله إن عمر لم يمت قال بلى إن ربي قد نعاه لي وقد علمت ما قلت وأنا وأنت غدا في الموتى ثم دعا بدعوات خفيفة. وذكر القصة أوردها أبو نعيم في الحلية ولم تصح وفيها ما ينكر عن أصبغ بن زيد قال إنما منع أويسا أن يقدم على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بره بأمه
عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الله بن الأشعث بن سوار عن محارب بن دثار قال قال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العري يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرني وفرات بن حيان
عبد الله بن أحمد حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال إن كان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتى يجلس عريانا لا يجد ما يروح فيه إلى الجمعة
أبو زرعة الرازي حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن أصبغ بن زيد قال كان أويس إذا أمسى يقول هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان إذا أمسى يقول هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى ثصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ثم قال اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريا فلا تؤاخذني به
أبو نعيم حدثنا مخلد بن جعفر حدثنا ابن جرير حدثنا محمد بن حميد حدثنا زافر بن سليمان عن شريك عن جابر عن الشعبي قال مر رجل من مراد على أويس القرني فقال كيف أصبحت قال أصبحت أحمد الله عز وجل قال كيف الزمان عليك قال كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أنه لا يمسي وإن أمسى ظن أنه لايصبح فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يترك لمؤمن فرحا وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا وإن قيامة لله بالحق لم يترك له صديقا
شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني قلنا نعم وما تريد منه قال إني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول أويس القرني خير التابعين بإحسان وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي رضي الله عنه
رواه عبد الله بن أحمد عن علي بن حكيم الأودي أنبأنا شريك وزاد بعض الثقات فيه عن يزيد عن ابن أبي ليلى قال فوجد في قتلى صفين
أنبأنا وخبرنا عن أبي المكارم التيمي أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن يحيى حدثني أحمد بن معاوية بن الهذيل حدثنا محمد بن أبان العنبري حدثنا عمرو شيخ كوفي عن أبي سنان سمعت حميد بن صالح سمعت أويسا القرني يقول قال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png احفظوني في أصحابي فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه ثم ليلق ربه تعالى شهيدا فمن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه. هذا حديث منكر جدا وإسناده مظلم وأحمد بن معاوية تالف ويروى عن علقمة بن مرثد عن عمر قال قال رسول الله ص يدخل الحنة بشفاعة أويس مثل ربيعة ومضر
فضيل بن عياض حدثنا أبو قرة السدوسي عن سعيد بن المسيب قال نادى عمر بمنى على المنبر ياأهل قرن فقام مشايخ فقال أفيكم من اسمه أويس فقال شيخ يا أمير المؤمينين ذاك مجنون يسكن القفار لا يألف ولا يؤلف قال ذاك الذي أعنيه فإذا عدتم فأطلبوه وبلغوه سلامي وسلام رسول الله ص قال فقال عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي اللهم صل على محمد وعلى آله السلام على رسول الله ثم هام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ثم عاد في أيام علي رضي الله عنه فاستشهد معه بصفين فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة
وروى هشام بن حسان عن الحسن قال يخرج من النار بشفاعة أويس أكثر من ربيعة ومضر وروى خالد الحذاء عن عبد الله بن سقيق عن ابن أبي الجدعاء سمع رسول الله ص يقول يدخل ( الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم
قال أبو أحمد بن عدي في الكامل أويس ثقة صدوق ومالك ينكر أويسا ثم قال ولا يجوز أن يشك فيه
أخبار أويس مستوعبة في تاريخ الحافظ أبي القاسم ابن عساكر
الحاكم في مستدركه من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي عن حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أصبغ بن نباته شهدت عليا يوم صفين يقول من يبايعني على الموت فبايعه تسعة وتسعون فقال أين التمام فجاء رجل على أطمار صوف محلوق الرأس فبايع فقيل هذا أويس القرني فما زال يحارب بين يديه حتى قتل سنده ضعيف
أبو الأحوص سلام بن سليم حدثني فلان قال جاء رجل من مراد فقال له أويس يا أخا مراد إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا وإن عرفان المؤمن بحق الله لم يبق له فضة ولا ذهبا ولم يبق له صديقا
وعن عطاء الخراساني قال قيل لأويس أما حججت فسكت فأعطوه نفقة وراحلة فحج
أبو بكر الأعين حدثنا أبو صالح حدثنا الليث عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وتميم قيل من هو يا رسول الله قال أويس القرني هذا حدث منكر تفرد به الأعين وهو ثقة
-
لأشتر الأشتر ملك العرب مالك بن الحارث النخعي أحد الأشراف والأبطال المذكورين حدث عن عمر وخالد بن الوليد وفقئت عينه يوم اليرموك وكان شهما مطاعا زعرا ألب على عثمان وقاتله وكان ذا فصاحة وبلاغة شهد صفين مع علي وتميز يومئذ وكاد أن يهزم معاوية فحمل عليه أصحاب علي لما رأوا مصحف جند الشام على الأسنة يدعون إلى كتاب الله وما أمكنه مخالفة علي فكف قال عبد الله بن سلمة المرادي نظر عمر إلى الأشتر فصعد فيه النظر وصوبه ثم قال إن للمسلمين من هذا يوما عصيبا ولما رجع علي من موقعة صفين جهز الأشتر واليا على ديار مصر فمات في الطريق مسموما فقيل إن عبدا لعثمان عارضه فسم له عسلا وقد كان علي يتبرم به لأنه صعب المراس فلما بلغه نعيه قال إنا لله مالك وما مالك وهل موجود مثل ذلك لو كان حديدا لكان قيدا ولو كان حجرا لكان صلدا على مثله فلتبك البواكي
وقال بعضهم قال علي للمنخرين والفم وسر بهلاكه عمرو بن العاص وقال إن لله جنودا من عسل وقيل إن ابن الزبير بارز الأشتر وطالت المحاولة بينهما حتى إن ابن الزبير قال
اقتلوني ومالكا * واقتلوا مالكا معي
ابنه إبراهيم بن الأشتر النخعي أحد الأبطال والأشراف كأبيه وكان شيعيا فاضلا وهو الذي قتل عبيد الله بن زياد بن أبيه يوم وقعة الخازر ثم إنه كان من أمراء مصعب بن الزبير وما علمت له رواية قتل مع مصعب في سنة اثنتين وسبعين
-
يزيد بن معاوية
يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية الخليفة أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي
قد ترجمه ابن عساكر وهو في تاريخي الكبير له على هناته حسنة وهي غزو القسطنطينية وكان أمير ذلك الجيش وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري عقد له أبوه بولاية العهد من بعده فتسلم الملك عند موت أبيه في رجب سنة ستين وله ثلاث وثلاثون سنة فكانت دولته أقل من أربع سنين ولم يمهله الله على فعله بأهل المدينة لما خلعوه فقام بعده ولده نحوا من أربعين يوما ومات هو. أبو ليلى معاوية عاش عشرين سنة وكان خيرا من أبيه وبويع ابن الزبير بالحجاز والعراق والمشرق
ويزيد ممن لا نسبه ولا نحبه وله نظراء من خلفاء الدولتين وكذلك في ملوك النواحي بل فيهم من هو شر منه وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده
قيل إن معاوية تزوج ميسون بنت بحدل الكلبية فطلقها وهي حامل بيزيد فرأت كأن قمرا خرج منها فقيل تلدين خليفة وكان يزيد لما هلك أبوه بناحية حمص فتلقوه إلى الثنية وهو بين أخواله على بختي ليس عليه عمامة ولا سيف وكان ضخما كثير الشعر شديد الأدمة بوجهه أثر جدري فقاتل الناس هذا الأعرابي الذي ولي أمر الأمة فدخل على باب توما وسار إلى باب الصغير فنزل إلى قبر معاوية فوقف عليه وصفنا خلفه وكبر أربعا ثم أتى ببغله فأتى الخضراء وأتى الناس لصلاة الظهر فخرج وقد تغسل ولبس ثيابا نقية فصلى وجلس على المنبر وخطب وقال إن أبي كان يغزيكم البحر ولست حاملكم في البحر وإنه كان يشتيكم بأرض الروم فلست أشتي المسلمين في أرض العدو وكان يخرج العطاء أثلاثا وإني أجمعه لكم فافترقوا يثنون عليه وعن عمرو بن قيس سمع يزيد يقول على المنبر إن الله لا يؤاخذ عامة بخاصة إلا أن يظهر منكر فلا يغير فيؤاخذ الكل وقيل قام إليه ابن همام فقال أجرك الله يا أمير المؤمنين على الرزية وبارك لك في العطية وأعانك على الرعية فقد رزئت عظيما واعطيت جزيلا فاصبر واشكر فقد أصبحت ترعى الأمة والله يرعاك وعن زياد الحارثي قال سقاني يزيد شرابا ما ذقت مثله فقلت ياأمير المؤمنين لم أسلسل مثل هذا قال هذا رمان حلوان بعسل أصبهان بسكر الأهواز بزبيب الطائف بماء بردى وعن محمد بن أحمد بن مسمع قال سكر يزيد فقام يرقص فسقط على رأسه فانشق وبدا دماغه
قلت كان قويا شجاعا ذا رأي وحزم وفطنة وفصاحة وله شعر جيد وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر ويفعل المنكر افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره وخرج عليه غير واحد بعد الحسين كأهل المدينة قاموا لله وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ونافع بن الأزرق وطواف بن معلى السدوسي وابن الزبير بمكة
ابن عون عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو أنه ذكر أبا بكر الصديق فقال أصبتم اسمه ثم قال عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه ابن عفان ذو النورين قتل مظلوما معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة والسفاح وسلام ومنصور وجابر والمهدي والأمين وأمير العصب كلهم من بني كعب بن لؤي كلهم صالح لا يوجد مثله تابعه هشام بن حسان وروى يعلى بن عطاء عن عمه قال كنت مع عبد الله بن عمرو حين بعثه يزيد إلى ابن الزبير فسمعته يقول له إني أجد في الكتب إنك ستعنى ونعنى وتدعي الخلافة ولست بخليفة وإني أجد الخليفة يزيد وعن الحسن أن المغيرة بن شعبة أشار على معاوية ببيعة ابنه ففعل فقيل له ما وراءك قال وضعت رجل معاوية في غرز غي لا يزال فيه إلى يوم القيامة قال الحسن فمن أجل ذلك بايع هؤلاء أولادهم ولولا ذلك لكانت شورى وروي أن معاوية كان يعطي عبد الله بن جعفر في العام ألف ألف فما وفد على يزيد أعطاه ألفي ألف وقال والله لا أجمعهما لغيرك روى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن مكحول عن أبي عبيدة مرفوعا لايزال أمر أمتي قائما حتى ويثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد أخرجه أبو يعلي في مسنده ويرويه صدقة السمين وليس بحجة عن هشام عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة مرفوعا
وعن صخر بن جويرية عن نافع قال مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى فقال ابن مطيع إنه يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب قال ما رأيت منه ما تذكر وقد أقمت عنده فرأيته مواظبا للصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه قال ذاك تصنع ورياء وروى محمد بن أبي السري العسقلاني حدثنا يحيى بن عبد الملك ابن أبي غنية عن نوفل بن أبي الفرات قال كنت عند عمر بن عبد العزيز فقال رجل قال أمير المؤمنين يزيد فأمر به فضرب عشرين سوطا توفي يزيد في نصف ربيع الأول سنة أربع وستين
-
عبيدة بن عمرو السلماني
عبيدة بن عمرو السلماني الفقيه المرادي الكوفي أحد الأعلام وسلمان جدهم هو ابن ناجية بن مراد أسلم عبيدة في عام فتح مكة بأرض اليمن ولا صحبة له وأخذ عن علي وابن مسعود وغيرهما وبرع في الفقه وكان ثبتا في الحديث روى عنه إبراهيم النخعي والشعبي ومحمد بن سيرين وعبد الله بن
سلمة المرادي وأبو إسحاق ومسلم أبو حسان الأعرج وآخرون وقال الشعبي وكان عبيدة يوازي شريحا في القضاء قال ابن سيرين ما رأيت رجلا كان أشد توقيا من عبيدة وكان محمد ( ابن سيرين ) مكثرا عنه قال أحمد العجلي كان عبيدة أحد أصحاب عبد الله بن مسعود الذين يقرئون ويفتون وكان أعور قرأت على أحمد بن إبراهيم الخطيب عام سبع مئة أنبأنا أبو الحسن السخاوي أنبأنا أبو طاهر السلفي أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا محمد ابن محمد السواق أنبأنا عيسى بن حامد الرخجي حدثنا الهيثم بن خلف حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا معاذ عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة قال صليت قبل وفاة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بسنتين ولم أراه قال أبو عمر بن الصلاح روينا عن عمر بن علي الفلاس أنه قال أصح الأسانيد ابن سيرين عن عبيدة عن علي قلت لا تفوق لهذا الإسناد مع قوته على إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ولا على الزهري عن سالم عن أبيه ثم إن هذين الإسنادين روي بهما أحاديث جمة في الصحاح وليس كذلك الأول فما في الصحيحين لعبيدة عن علي سوى حديث واحد
وعند البخاري حديث آخر موقوف بهذا الإسناد وانفراد مسلم بحديث آخر سأرويه بعد قال أبو أحمد الحاكم كنية عبيدة أبو مسلم وأبو عمرو وروى هشام بن حسان عن محمد عن عبيدة قال أختلف الناس في الأشربة فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل واللبن والماء قال محمد وقلت لعبيدة إن عندنا من شعر رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png شيئا من قبل أنس بن مالك فقال لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض قلت هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بخمسين سنة فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت أو شسع نعل كان له أو قلامة ظفر أو شقفة من إناء شرب فيه فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده أكنت تعده مبذرا أو سفيها كلا فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده والتذ بالنظر إلى أحده وأحبه فقد كان نبيك http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يحبه وتملأ بالحلول في روضته ومقعده فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين فهنأك الله بما أعطاك فما فوق ذلك مفخر ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إلى الحجر ثم قبل محجنه لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله
وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبلها ويقول يد مست يد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فنقول نحن إذ فاتنا ذلك حجر معظم بمنزله يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لاثما له فإذا فاتك الحج وتلقيت الوفد فالتزم الحاج وقبل فمه وقل فم مس بالتقبيل حجرا قلبه خليلي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال ابن سيرين قال علي يا أهل الكوفة أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني يعني الحارث بن وليس الأزمع بالأعور إنما هما شطرا رجل قال حماد بن زيد وكان عبيدة أعور قال ابن سيرين كان أصحاب عبد الله منهم من يقدم عبيدة ومنهم من يقدم علقمة ولا يختلفون أن شريحا آخرهم قال الثوري عن النعمان بن قيس قال دعا عبيدة عند موته فمحاها وقال أخشى أن تضعوها على غيرموضعها قال الثورى عن النعمان بن قيس قال دعا عبيدة بكتبه ليصلح بينهم فقال لا أقول حتى تؤمروني عبد الواحد بن زياد حدثنا النعمان بن قيس حدثني أبي قلت لعبيدة بلغني أنك تموت ثم ترجع قبل يوم القيامة تحمل راية فيفتح لك فتح قال لئن أحياني الله اثنتين وأماتني اثنتين قبل يوم القيامة ما أراد بي خيرا
قال أبو حصين أوصى عبيدة أن يصلي عليه الأسود بن يزيد فقال الأسود عجلوا به قبل أن يجيء الكذاب يعني المختار أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا محمد ابن أحمد أنبأنا أبو يعلي حدثنا القواريري حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن عبيدة قال ذكر علي رضي الله عنه أهل النهروان فقال فيهم رجل مودن اليد أو مثدن اليد أو مخدج اليد لولا أن تبطروا لأنباتكم ما وعد الله الذين يقتلونه على لسان محمد http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قلت أنت سمعته منه قال إي ورب الكعبة هذا حديث صحيح رواه ابن علية أيضا عن أيوب السختياني ورواه ابن أبي عدي عن ابن عون عن ابن سيرين أخرجه مسلم وأبو داود وفي وفاة عبيدة أقول أصحها في سنة اثنتين وسبعين
-
عبد الرحمن بن غنم
عبد الرحمن بن غنم الأشعري الفقيه الإمام شيخ أهل فلسطين حدث عن معاذ بن جبل وتفقه به وعمر بن الخطاب وأبي ذر الغفاري وأبي مالك الأشعري وأبي الدرداء وغيرهم حدث عنه ولده محمد وأبو سلام ممطور ورجاء بن حيوة وأبو إدريس الخولاني مع تقدمه وشهر بن حوشب ومكحول وعبادة بن نسي وصفوان بن سليم وإسماعيل بن عبيد الله قال ابن سعد ثقة أن شاء الله بعثه عمر إلى الشام يقفه الناس وكان أبوه صحابيا هاجر مع أبي موسى قال أبو القاسم البغوي ولد عبد الرحمن على عهد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مختلف في صحبته قلت روى له أحمد بن حنبل في مسنده أحاديث لكنها مرسلة ويحتمل أن يكون له صحبة فقد ذكر يحيى بن بكير عن الليث وابن لهيعة أن عبد الرحمن صحابي وقال الترمذي له رؤية
وأما أبو مسهر فقال عبد الرحمن بن غنم هو رأس التابعين كان بفلسطين وقيل تفقه به عامة التابعين بالشام وكان صادقا فاضلا كبير القدر مات هو وجابر بن عبد الله في وقت قال الهيثم بن عدي وشباب توفي سنة ثمان وسبعين 11
-
كثير بن مرة
كثير بن مرة الإمام الحجة أبو شجرة الحضرمي الرهاوي الشامي الحمصي الأعرج ويكنى أبا القاسم أرسل عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وحدث عن معاذ بن جبل وعمر بن الخطاب وتميم الداري وعبادة بن الصامت وعوف بن مالك وأبي الدرداء ونعيم ابن همار وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأبي فاطمة الأزدي وشرحبيل بن السمط وعبد الله بن عمرو وابن عمر وعدة وعنه أبو الزاهرية حدير بن كريب وخالد بن معدان وصالح بن أبي عريب ومكحول وشريح بن عبيد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ولقمان ابن عامر ونصر بن علقمة وعبد الرحمن بن عائذ وآخرون وروى عنه زيد بن واقد مرسلا وثقه ابن سعد وأحمد العجلي وغيرهما وقال ابن خراش صدوق وقال النسائي لا بأس به أبو صالح عن الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى كثير بن مرة وكان قد أدرك بحمص سبعين بدريا قال الليث وكان يسمى الجند المقدم قال فكتب إليه أن يكتب إليه بما سمع من أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من أحاديثهم إلاحديث أبي هريرة فإنه عندنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة قال دخلت المسجد يوم الجمعة فمررت بعوف بن مالك الأشجعي وهو باسط رجليه فضمهما ثم قال يا كثير اتدري لم بسطت رجلي بسطتهما رجاء أن يجيء رجل صالح فأجلسه وإني لأرجو أن تكون رجلا صالحا هذه مسألة حسنة عن صحابي جليل قال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم فمن يكون مع جبير بن نفير وأبي إدريس الخولاني في طبقتهما قال كثير بن مرة فذاكرته سنة ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام وقول عوف فيه إني لأرجو أن تكون صالحا فرآه معهما في طبقة قال أبو مسهر بقي كثير إلى خلافة عبد الملك قلت عداده في المخضرمين ومات مع أبي أمامة الباهلي أو قبله رحمه الله أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا أكمل بن أبي الأزهر أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء أنبأنا أبو نصر الزينبي أنبأنا محمد بن عمر الوراق حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا الحسن بن عرفه حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد الكلاعي عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لاتؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لاتؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا أخرجه الترمذي عن الحسن فوافقناه بعلو وإسناده صحيح متصل
-
هرم بن حيان
هرم بن حيان العبدي ويقال الأزدي البصري أحد العابدين حدث عن عمر روى عنه الحسن البصري وغيره ولي بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ببلاد فارس قال ابن سعد كان عاملا لعمر وكان ثقة له فضل وعبادة وقيل سمي هرما لأنه بقي حملا سنتين حتى طلعت أسنانه قال أبو القاسم ابن عساكر قدم هرم دمشق في طلب أويس القرني سعدويه عن يوسف بن عطية حدثنا المعلى بن زياد قال كان هرم يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته عجبت من الجنة كيف نام طالبها وعجبت من الناركيف نام هاربها ثم يقول " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا " سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قيل لهرم بن حيان العبدي أوص قال قد صدقتني نفسي ومالي ما أوصى ( به ) ولكن أوصيكم بخواتيم سورة النحل هشام عن الحسن عن هرم أنه قيل له أوصينا فقال أوصيكم بخواتيم سورة البقرة حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني أن هرم بن حيان أشرف في ليلة قمراء وإذا صاحب حرسه يلعب وكان عاملا لعمر
جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال أوقد هرم نارا فجاء قومه فسلموا من بعيد قال ادنوا قالوا ما نقدر من النار قال فتريدون أن تلقوني في نار أعظم منها أبو عمران الجوني عن هرم بن حيان قال إياكم والعالم الفاسق فبلغ عمر فكتب إليه وأشفق منها ما العالم الفاسق فكتب ما أردت إلا الخير ويكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق ويشبه على الناس فيضلوا الوليد بن هشام القحذمي عن أبيه عن جده أن عثمان بن أبي العاص وجه هرم بن حيان إلى قلعة فافتتحها عنوة وقال الحسن البصري خرج هرم وعبد الله بن عامر بن كريز فبينما رواحلهما ترعى إذ قال هرم أيسرك أنك كنت هذه الشجرة قال لا والله لقد رزقني الله الإسلام وإني لأرجو قال والله لوددت أني كنت هذه الشجرة فأكلتني هذه الناقة ثم بعرتني فاتخذت جلة ولم أكابد الحساب يا ابن أبي عامر ويحك إني أخاف الداهية الكبرى قال قتادة كان هرم بن حيان يقول ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم وعن هشام عن الحسن قال مات هرم بن حيان في يوم حار فلما نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابه حتى قامت على القبر فلم تكن أطول منه ولا أقصر منه ورشته حتى روته ثم انصرفت رواها اثنان عن هشام
ضمرة عن السري بن يحيى عن قتادة قال أمطر قبر هرم من يومه وأنبت العشب
-
الأسود بن يزيد
الأسود بن يزيد ابن قيس الإمام القدوة أبو عمرو النخعي الكوفي وقيل يكنى أبا عبد الرحمن وهو أخو عبد الرحمن بن يزيد ووالد عبد الرحمن بن الأسود وابن أخي علقمة بن قيس وخال إبراهيم النخعي فهؤلاء أهل بيت من رؤوس العلم والعمل وكان الأسود مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام وحدث عن معاذ بن جبل وبلال وابن مسعود وعائشة وحذيفة بن اليمان وطائفة سواهم حدث عنه ابنه عبد الرحمن وأخوه وإبراهيم النخعي وعمارة بن عمير وأبو إسحق السبيعي والشعبي وآخرون وهو نظير مسروق في الجلالة والعلم والثقة والسن ويضرب بعبادتهما المثل قال ابن سعد كان يذكر أنه ذهب بمهر أم علقمة إليها من قيس
جده وروى عن الصديق أنه جرد معه الحج وروى عن عمر وعلي وسمع باليمن من معاذ قال عبد الرحمن بن الأسود كان أبي يسجد في برنس طيالسة ويداه فيه أو في ثيابه وقال ابن أبي خالد رأيت الأسود وعليه عمامة سوداء وقد أرسلها من خلفه ورأيته أصفر الرأس واللحية قرأت على إسحاق بن طارق أخبركم ابن خليل أنبأنا أبو المكارم التيمي أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال حج الأسود ثمانين من بين حجة وعمره وبه إلى عبد الله بن أحمد حدثنا عبد الله بن صندل حدثنا فضيل بن عياض عن ميمون عن منصور عن إبراهيم قال كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان ينام بين المغرب والعشاء وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال قال ابن عون سئل الشعبي عن الأسود بن يزيد فقال كان صواما قواما حجاجا قال إبراهيم ربما أحرم الأسود من جنابة عرزم وقال جابر الجعفي عن عبد الرحمن بن الأسود قال ما سمعت الأسود إذا أهل يسمى حجا ولا عمرة قط يقول إن الله يعلم نيتي قال أبو إسحاق كان الأسود يقول في تلبية لبيك غفار الذنوب ومن مناكير موسى بن عمير تفرد به عن الحكم عن إبراهيم النخعي
عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء قرأ الأسود على عبد الله بن مسعود تلا عليه يحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي وروى يحيى بن سعيد العطار في زهد الثمانية عن يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال كان الأسود يجتهد في العبادة ويصوم حتى يخضر يصفر فلما احتضر بكى فقيل له ما هذا الجزع فقال مالي لا أجزع والله لو رأيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه وروى شعبة عن الحكم أن الأسود كان يصوم الدهر هذا صحيح عنه وكأنه لم يبلغه النهي عن ذلك أو تأول
وروى حماد عن إبراهيم كان الأسود يصوم حتى يسود لسانه من الحر وروى منصور عن إبراهيم أن الأسود كان يحرم من بيته وقال أشعث بن أبي الشعثاء رأيت الأسود عمرو بن ميمون أهلا من الكوفة قال ابن أبي خالد رأيت الأسود وعليه عمامة سوداء وقال الحسن بن عبيد الله رأيت الأسود يسجد في برنس طيالسة قد نقل العلماء في وفاة الأسود أقوالا أرجحها سنة خمس وسبعين والله يرحمه قال إبراهيم النخعي كان الأسود إذا حضرت الصلاة أناخ بعيره ولو على حجر
-
علقمة بن قيس
علقمة فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها الإمام الحافظ الموجود المجتهد الكبير أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان ابن كهل وقيل ابن كهيل بن بكر بن عوف ويقال ابن المنتشر بن النخع النخعي الكوفي الفقيه عم الأسود بن يزيد وأخيه عبد الرحمن وخال فقيه العراق إبراهيم النخعي.
ولد في أيام الرسالة المحمدية وعداده في المخضرمين وهاجر في طلب العلم والجهاد ونزل الكوفة ولازم ابن مسعود حتى رأس في العلم والعمل وتفقه به العلماء وبعد صيته
حدث عن عمر وعثمان وعلي وسليمان وأبي الدرداء وخالد بن الوليد وحذيفة وخباب وعائشة وسعد وعمار وأبي مسعود البدري وأبي موسى ومعقل بن سنان وسلمة بن يزيد الجعفي وشريح بن أرطاة وقيس بن مروان وطائفة سواهم وجوّد القرآن على ابن مسعود. تلا عليه يحيى بن وثاب وعبيد بن نضيلة وأبو إسحاق السبيعي وتفقه به أئمة كإبراهيم والشعبي وتصدى للإمامة والفتيا بعد علي وابن مسعود وكان يشبه بابن مسعود في هدية ودله وسمته وكان طلبته يسألونه ويتفقهون به والصحابة متوافرون
حدث عنه أبو وائل والشعبي وعبيد بن نضيلة وإبراهيم النخعي ومحمد بن سيرين وأبو الضحى مسلم بن صبيح وإبراهيم بن سويد النخعي وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي وأبو معمر عبد الله بن سخبرة وسلمة بن كهيل وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد وأبو إسحاق السبيعي وعمارة بن عمير وأبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأودي وعبد الرحمن بن عوسجه والقاسم بن مخيمرة وقيس بن رومي ومرة الطيب وهني بن نويرة ويحيى بن وثاب ويزيد بن أويس ويزيد بن معاوية النخعي لاالأموي وأبو الرقاد النخعي والمسيب بن رافع وأرسل عنه أبو الزناد وغيره
وروى مغيرة عن إبراهيم قال كنى عبد الله بن مسعود علقمة أبا شبل وكان علقمة عقيما لا يولد له
الأعمش عن إبراهيم قال علقمة ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو رقعة.
قال أحمد بن حنبل علقمة ثقة من أهل الخير وكذا وثقه يحيى بن معين وسئل عنه وعن عبيدة في عبد الله فلم يخير وقال عثمان بن سعيد علقمة أعلم بعبد الله
قال ابن المديني لم يكن أحد من الصحابة له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأعلم الناس بابن مسعود علقمة والأسود وعبيدة والحارث
وروى زائدة عن أبي حمزة قال قلت لرباح أبي المثنى أليس قد رأيت عبد الله قال بلى وحججت مع عمر ثلاث حجات وأنا رجل قال وكان عبد الله وعلقمة يصفان الناس صفين عند أبواب كندة فيقرىء عبد الله رجلا ويقرىء علقمة رجلا فإذا فرغا تذاكرا أبواب المناسك وأبواب الحلال والحرام فإذا رأيت علقمة فلا يضرك أن لا ترى عبد الله أشبه الناس به سمتا وهديا وإذا رأيت إبراهيم النخعي فلا يضرك أن لا ترى علقمة أشبه الناس به سمتا وهديا
الأعمش عن عمارة بن عمير قال قال لنا أبو معمر قوموا بنا إلى أشبه الناس بعبد الله هديا ودلا وسمتا فقمنا معه حتى جلسنا إلى علقمة
وروى سفيان بن عيينة عن داود بن أبي هند قال قلت للشعبي أخبرني عن أصحاب عبد الله حتى كأني أنظر إليهم قال كان علقمة أبطن القوم به وكان مسروق قد خلط منه ومن غيره وكان الربيع بن خثيم أشد القوم اجتهادا وكان عبيدة يوازي شريحا في العلم والقضاء
روى إبراهيم عن علقمة أنه قدم الشام فدخل مسجد دمشق فقال اللهم ارزقني جليسا صالحا فجاء فجلس إلى أبي الدرداء فقال له ممن أنت قال من أهل الكوفة قال كيف سمعت ابن أم عبد يقرأ " والليل إذا يغشى " الحديث
وقال الأسود إني لأذكر ليلة عرس أم علقمة وقال شباب شهد علقمة صفين مع علي
وروى الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي قال كان الفقهاء بعد أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بالكوفة في أصحاب عبد الله علقمة وعبيدة وشريح ومسروق
وروى حفص بن غياث عن أشعث عن ابن سيرين قال أدركت القوم وهم يقدمون خمسة من بدأ بالحارث الأعور ثنى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ثم علقمة الثالث لا شك فيه ثم مسروق ثم شريح وإن قوما أخسهم شريح لقوم لهم شأن
وروى ابن عون عن محمد قال كان أصحاب عبد الله خمسة كلهم فيه عيب وعبيدة أعور ومسروق أحدب وعلقمة أعرج وشريح كوسج والحارث أعور
وروى منصور عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس القرآن ويعلمونهم السنة ويصدر الناس عن رأيهم ستة علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وأبو ميسرة وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس
وروى إسرائيل عن غالب أبي الهذيل قلت لإبراهيم أعلقمة كان أفضل أو الأسود قال علقمة وقد شهد صفين
وقال ابن عون سألت الشعبي عن علقمة والأسود فقال كان الأسود صواما قواما كثير الحج وكان علقمة مع البطيء ويدرك السريع
مرة الهمداني كان علقمة من الربانيين وكان علقمة عقيما لا يولد له وروى عنه إبراهيم قال صليت خلف عمر سنتين
وروى مغيرة عن إبراهيم أن علقمة والأسود كانا يسافران مع أبي بكر وعمر
قال الشعبي كان علقمة أبطن القوم بابن مسعود
الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال أتي عبد الله بشراب فقال أعط علقمة أعط مسروقا فكلهم قال إني صائم فقال " يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار " وقال إبراهيم كان علقمة يقرأ القرآن في خمس وقال علقمة أطيلوا كر الحديث لا يدرس
الأعمش عن شقيق قال ( كان ) ابن زياد يراني مع مسروق فقال إذا قدمت فالقني فأتيت علقمة فقال إنك لم تصب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك ما هو أفضل منه ما أحب أن لي مع ألفي ألفين واني أكرم الجند عليه وقال إبراهيم كتب أبو بردة علقمة في الوفد إلى معاوية فقال له علقمة امحني امحني وقال علقمة ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس
قال إبراهيم عن علقمة إنه كان له برذون يراهن عليه
-
الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد قلنا لعلقمة لو صليت في المسجد وجلسنا معك فتسأل قال أكره أن يقال هذا علقمة قالوا لو دخلت على الأمراء قال أخاف أن ينتقصوا مني أكثر مما أنتقص منهم
وروى إبراهيم عن علقمة قال كنت رجلا قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن وكان ابن مسعود يرسل إلي فأقرأ عليه فاذا فرغت من قراءتي قال زدنا فداك أبي وأمي فإني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول إن حسن الصوت زينة القرآن
أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال عبد الله ما أقرأ شيئا ولا أعلمه إلا علقمة يقرؤه أو يعلمه
قال زياد بن حدير يا أبا عبد الرحمن والله ما علقمة بأقرئنا قال بلى والله وإن شئت لأخبرنك بما قيل في قومك وقومه
وروى الأعمش عن إبراهيم قال كان علقمة يقرأ القرآن في خمس والأسود في ست وعبد الرحمن بن يزيد في سبع
جرير بن عبد الحميد عن قابوس بن أبي ظبيان قال قلت لأبي لأي شيء كنت تأتي علقمة وتدع أصحاب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال أدركت ناسا من أصحاب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يسألون علقمة ويستفتونه
شريك عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال قيل لابن مسعود ما علقمة بأقرئنا قال بلى والله إنه لأقرأكم
أخبرنا إسحاق بن طارق أنبأنا أبو المكارم التيمي أنبأنا الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن عثمان حدثنا ابن نمير حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن المسيب بن رافع قال قيل لعلقمة لو جلست فأقرأت الناس وحدثتهم قال أكره أن يوطأ عقبي وأن يقال هذا علقمة فكان يكون في بيته يعلف غنمه ويقت لهم وكان معه شيء يفرع بينهن إذا تناطحن
ابن عيينة عن عمر بن سعد قال كان الربيع بن خثيم يأتي علقمة فيقول ما أزور أحدا غيرك أو ما أزور أحدا ما أزورك
قال إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي إن كان أهل بيت خلقوا للجنة فهم أهل هذا البيت علقمة والأسود وقال أبو قيس الأودي رأيت إبراهيم آخذا بالركاب لعلقمة
الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد قال قيل لعلقمة ألا تغشى الأمراء فيعرفون من نسبك قال ما يسرني أن لي مع ألفي ألفين واني أكرم الجند عليه فقيل له ألا تغشى المسجد فتجلس وتفتي الناس قال تريدون أن يطأ الناس عقبي ويقولون هذا علقمة
حصين عن إبراهيم عن علقمة أنه أوصى قال إذا أنا حضرت فأجلسوا عندي من يلقنني لا إله إلا الله وأسرعوا بي إلى حفرتي ولا تنعوني إلى الناس فإني أخاف أن يكون ذلك نعيا كنعي الجاهلية
قال بعض الحفاظ وأحسن: أصح الأسانيد منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود فعلى هذا أصح ذلك شعبة وسفيان وعن منصور وعنهما يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وعنهما علي بن المديني وعنه أبو عبد الله البخاري رحمهم الله
قال الهيثم بن عدي مات علقمة في خلافة يزيد وقال أبو نعيم وقعنب بن محرر سنة إحدى وستين وقال المدائني ويحيى بن بكير وأبو عبيد وابن معين وابن سعد وعدة: مات سنة اثنتين وستين ويقال توفي سنة خمس وستين ويقال سنة ثلاث ولم يصح وشذ أبو نعيم عبد الرحمن ابن هانىء النخعي فقال مات سنة اثنتين وسبعين سنة وكذا نقل عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وقيل غير ذلك وقال أبو نعيم النخعي عاش تسعين سنة
ومن طبقته علقمة بن وقاص
-
علقمة بن وقاص
علقمة بن وقاص ابن محصن بن كلدة الليثي العتراوي المدني
أحد العلماء حدث عن عمر وعائشة وبلال بن الحارث المزني وعمرو بن العاص وابن عمر وطائفة له أحاديث ليست بالكثيرة وثقه ابن سعد والنسائي حدث عنه ولداه عمرو وعبد الله والزهري وابن أبي ملكية ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو بن يحيى المازني وله دار بالمدينة وعقب. مات في دولة عبد الملك بن مروان. حديثه في الكتب الستة.
قرأت على إسحاق بن طارق أخبركم ابن خليل أنبأنا أبو المكارم التيمي أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا فاروق الخطابي حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا معمر بن عبد الله حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه. قال أبو نعيم تفرد برفعه معمر هذا.
-
جنادة بن أبي أمية
جنادة ابن أبي أمية الأزدي الدوسي من كبراء التابعين حدث عن معاذ بن جبل وعمر وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وبسر بن أبي أرطاه روى عنه ولده سليمان وبسر بن سعيد ومجاهد بن جبر ورجاء بن حيوة وعبد الرحمن الصنابحي مع تقدمه وأبو الخير مرثد اليزني وعلي بن رباح وعمير بن هانىء وعبادة بن نسي وآخرون
ولأبيه أبي أمية صحبة ما واسمه كبير بموحدة ولي جنادة غزو البحر لمعاوية وشهد فتح مصر وقد أدرك الجاهلية والإسلام وقد قال إبراهيم بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وسئل أجنادة بن أبي أمية الذي روى عنه مجاهد له صحبة قال نعم قلت أهو الذي يروي عن عبادة بن الصامت قال هو هو وأما ابن سعد والعجلي وطائفة فقالوا تابعي شامي وهو الصواب وصح له حديث فيكون مرسلا قال ابن يونس توفي سنة ثمانين وقال المدائني توفي سنة خمس وسبعين وكذا قال ابن معين وقال الهيثم بن عدي وتوفي سنة سبع وسبعين وقيل غير ذلك والله أعلم
-
مسروق
مسروق ابن الأجدع الإمام القدوة العلم أبو عائشة الوادعي الهمداني الكوفي وهو مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلمان بن معمر ويقال سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله ابن وادعة بن عمر بن عامر بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان
قال أبو بكر الخطيب يقال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا وأسلم أبوه الأجدع
حدث هو عن أبي بن كعب وعمر وعن أبي بكر الصديق إن صح وعن أم رومان ومعاذ ابن جبل وخباب وعائشة وابن مسعود وعثمان وعلي وعبد الله بن عمرو وابن عمر وسبيعة ومعقل بن سنان والمغيرة بن شعبة وزيد حتى أنه روى عن عبيد بن عمير بن عمير قاص مكة، وعنه الشعبي وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب وعبد الله بن مرة وأبو وائل ويحيى بن الجزار وأبو الضحى وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبيد بن نضيلة ومكحول الشامي وما أراه لقيه وأبو إسحاق ومحمد بن المنتشر ومحمد بن نشر الهمداني وأبو الأحوص الجشمي وأيوب بن هانىء وعمارة بن عمير وحبال بن رفيدة وأنس بن سيرين وأبو الشعثاء المحاربي وآخرون. وعداده في كبار التابعين وفي المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png
قال أبو داود كان الأجدع أفرس فارس باليمن قال أبو داود أيضا ومسروق هو ابن أخت عمرو بن معد يكرب
مجالد عن الشعبي عن مسروق قال لقيت عمر فقال ما اسمك فقلت مسروق بن الأجدع قال سمعت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول ( الأجدع شيطان ( أنت مسروق بن عبد الرحمن قال الشعبي فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرحمن وقال مالك بن مغول سمعت أبا السفر عن مرة قال ما ولدت همدانية مثل مسروق وقال أيوب الطائي عن الشعبي قال ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق وقال منصور عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس ويعلمونهم السنة علقمة والأسود وعبيدة ومسروقا والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل
وروى عبد الملك بن أبجر عن الشعبي كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق وكان شريح يستشير مسروقا وكان مسروق لا يستشير شريحا
وروى شعبة عن أبي إسحاق حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع وروى أنس بن سيرين عن امرأة مسروق قالت كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه
المثنى القصير عن محمد بن المنتشر عن مسروق قال كنت مع أبي موسى أيام الحكمين فسطاطي إلى جانبه فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية فرفع أبو موسى رفرف فسطاطه وقال يا مسروق قلت لبيك قال إن الإمارة ما أتمر فيها وإن الملك ما غلب عليه بالسيف
مجالد عن الشعبي عن مسروق قالت عائشة يا مسروق إنك من ولدي وإنك لمن أحبهم إلي فهل لك علم بالمخدج
قال أبو السفر ما ولدت همدانية مثل مسروق وقال الشعبي لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة قال من أفضل الناس قالوا له مسروق وقال ابن المديني أنا ما أقدم على مسروق أحدا صلى خلف أبي بكر
مجالد عن الشعبي قال مسروق لأن أفتي يوما بعدل وحق أحب إلي من أن أغزو سنة
قال إبراهيم بن محمد بن المنتشر أهدى خالد بن عبد الله بن أسيد عامل البصرة إلى عمي مسروق ثلاثين ألفا وهو يومئذ محتاج فلم يقبلها وقال أبو إسحاق السبيعي زوج مسروق بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنفسه يجعلها في المجاهدين والمساكين
الأعمش عن أبي الضحى قال غاب مسروق عاملا على السلسلة سنتين ثم قدم فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا فقالوا غبت ثم جئتنا بفأس بلا عود قال إنا لله استعرناها نسينا نردها
قال سعيد بن جبير قال لي مسروق ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب وما آسى على شيء إلا السجود لله تعالى
وقال الكلبي شلت يد مسروق يوم القادسية وأصابته آمة
قال وكيع تخلف عن على مسروق والأسود والربيع بن خيثم وأبو عبد الرحمن السلمي ويقال شهد صفين فوعظ وخوف ولم يقاتل وقيل شهد قتال الحرورية مع علي واستغفر الله من تأخره عن علي وقيل إن قبره بالسلسلة بواسط
قال أحمد بن حنبل قال ابن عيينة بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد وقال يحيى بن معين مسروق ثقة لا يسأل عن مثله وسأل عثمان بن سعيد يحيى عن مسروق وعروة في عائشة فلم يخير وقال علي بن المديني ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله صلى خلف أبي بكر ولقي عمرا وعليا ولم يرو عن عثمان شيئا وقال العجلي تابعي ثقة كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون وكان يصلي حتى ترم قدماه وقال ابن سعد كان ثقة له أحاديث صالحة
روى سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي حدثنا علي بن الحسن السامي حدثنا الثوري عن فطر بن خليفة عن الشعبي قال غشي على مسروق في يوم صائف وكانت عائشة قد تبنته فسمى بنته عائشة وكان لا يعصي ابنته شيئا قال فنزلت إليه فقالت يا أبتاه أفطر واشرب قال ما أردت بي يا بنية قالت الرفق قال يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة
قال أبو نعيم مات سنة اثنتين وستين وقال يحيى بن بكير وابن سعد وابن نمير مات سنة ثلاث وستين
قال علي بن الجعد حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أن مسروقا كان لا يأخذ على القضاء أجرا ويتأول هذه الآية " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم "
الأعمش عن مسلم عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله
منصور عن هلال بن يساف قال قال مسروق من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرا سورة الواقعة قلت هذا قاله مسروق على المبالغة لعظم ما في السورة من جمل أمورالدارين ومعنى قوله فليقرا سورة الواقعة أي يقرأها بتدبير وتفكير وحضور ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفارا
عمرو بن مرة عن الشعبي قال كان مسروق إذا قيل له أبطأت عن علي وعن مشاهده فيقول أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " أكان ذلك حاجزا لكم قالوا نعم قال فوالله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم وإنها لمحكمة ما نسخها شيء
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق بمصر أخبركم الفتح بن عبد الله الكاتب أنبأنا محمد بن عمر القاضي وأبو غالب محمد بن علي ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا أبأنا محمد بن أحمد بن مسلمة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا الأعمش ( ح ) قال الفريابي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ( أربع من كن فيه كان منافقا ( زاد عثمان ( خالصا ( ثم اتفقا ( ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ( أخرجه مسلم عن أبي بكر به
قال مجالد عن الشعبي إن مسروقا قال لأن أقضي بقضية وفق الحق أحب إلي من رباط سنة في سبيل الله أو قال من غزو سنة
قال أبو الضحى سئل مسروق عن بيت شعر فقال أكره أن أجد في صحيفتي شعرا
حماد بن أبي سليمان عن أبي الضحى عن مسروق قال صليت خلف أبي بكر
-
سويد بن غفلة
سويد بن غفلة ابن عوسجة بن عامر الإمام القدوة أبو أمية الجعفي الكوفي
قيل له صحبة ولم يصح بل أسلم في حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وسمع كتابه إليهم وشهد اليرموك وحدث عن أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب وبلال وأبي ذر وابن مسعود وطائفة روى عنه أبو ليلى الكندي والشعبي وإبراهيم النخعي وسلمة بن كهيل وعبدة بن أبي لبابة وعبد العزيز بن رفيع وميسرة أبو صالح وجماعة سواهم وقيل إنه من أقران رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في السن فقال نعيم بن ميسرة حدثني بعضهم عن سويد بن غفلة أنا لدة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ولدت عام الفيل زياد بن خيثمة عن عامر الشعبي قال قال سويد بن غفلة أنا أصغر من النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بسنتين أحمد حدثنا هشيم أنبأنا هلال بن خباب حدثنا ميسرة أبو صالح عن سويد بن غفلة قال أتانا مصدق النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فجلست إليه وسمعت عهده سفيان بن وكيع عن يونس بن بكير عن عمرو بن شمر عن إبراهيم ابن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال رأيت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أهدب الشعر مقرون الحاجبين واضح الثنايا أحسن شعر وضعه الله على رأس إنسان أخرجه ابن مندة في ( معرفة الصحابة (
مبشر بن إسماعيل عن سليمان بن عبد الله بن الزربقان عن أسامة كنت عند النعمان بن بشير فدخل عليه سويد بن غفلة فقال له النعمان بن بشير ألم يبلغني أنك صليت مع النبي ص مرة قال لا بل مرارا كان رسول الله ص إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحدا من الناس هذا حديث ضعيف الإسناد كالذي قبله وقد قال زهير بن معاوية حدثنا الحارث بن مسلم بن الرحيل الجعفي قال قدم الرحيل وسويد بن غفلة حين فرغوا من دفن رسول الله ص محمد بن طلحة بن مصرف عن عمران بن مسلم قال مر رجل من صحابة الحجاج على مؤذن قبيلة جعفى وهو يؤذن فأتى الحجاج فقال ألا تعجب من أني سمعت مؤذن الجعفيين يؤذن بالهجير قال فأرسل فجيء به فقال ما هذا قال ليس لي أمر إنما سويد بن غفلة الذي أمرني بهذا قال فأرسل إلى سويد فجيء به فقال ما هذه الصلاة قال صليتها مع أبي بكر وعمر وعثمان فلما ذكر عثمان جلس وكان مضجعا فقال أصليتها مع عثمان قال نعم قال لا تؤمن قومك وإذا رجعت إليهم فسب فلانا قال نعم سمع وطاعة فلما أدبر قال الحجاج لقد عهد الشيخ الناس وهم يصلون الصلاة هكذا الخريبي حدثنا علي بن صالح قال بلغ سويد بن غفلة عشرين ومئة سنة لم ير محتبيا قط ولا متساندا وأصاب بكرا يعني في العام الذي توفي فيه وقال عاصم بن كليب تزوج سويد بن غفلة بكرا وهو ابن مئة وست وعشرة سنة وعن عمران بن مسلم قال كان سويد بن غفلة إذا قيل له أعطي فلان وولي فلان قال حسبي كسرتي وملحي عن علي بن المديني قال دخلت منزل أحمد بن حنبل فما شبهته إلا بما وصف من بيت سويد بن غفلة من زهده وتواضعه رحمه الله عن ميسره عن سويد بن غفلة قال صليت مع مصدق النبي ص أتانا وروى الوليد بن علي عن أبيه قال كان سويد بن غفلة يؤمنا في شهر رمضان في القيام وقد أتى عليه عشرون ومئة سنة قال أبو عبيد ومحمد بن عبد الله بن نمير وهارون بن حاتم مات سويد سنة إحدى وثمانين وقال أبو حفص الفلاس مات سنة اثنتين وثمانين وقد ذكره صاحب الحلية مختصرا أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة خمس عشرة وست مئة أنبأنا أبو شجاع محمد بن الحسين المادرائي بقرائتي أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد النرسي حدثنا محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن سويد بن غفلة عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله ص ( من مات لايشرك بالله شيئا دخل الجنة ( قلت يا رسول الله وإن زنى وإن سرق قال ( وإن زنى وإن سرق ( ثلاث مرات هذا حديث عال متصل الإسناد وهو في ( الصحيحين ( من طريق زيد بن وهب وأبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر وإنما المحفوظ رواية شعبة وجرير الضبي عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب والله أعلم
-
بو تميم الجيشاني أبو تميم الجيشاني من أئمة التابعين بمصر واسمه عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم وهو أخو سيف ولدا في حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وقدما المدينة زمن عمر حدث عن عمر وعلي وأبي ذر ومعاذ بن جبل وقرأ القرآن على معاذ روى عنه عبد الله بن هبيرة وكعب بن علقمة ومرثد بن عبد الله اليزني وبكر بن سوادة وغيرهم قال يزيد بن أبي حبيب كان من أعبد أهل مصر
المقرئ حدثنا ابن لهيعة حدثني ابن هبيرة سمعت أبا تميم الجيشاني يقول أقرأني معاذ القرآن حين بعثه النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إلى اليمن وروى الأعمش عن إبراهيم قال قال ابن مسعود جاء معاذ فقال لي النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ( أقرئه ( فأقرأته ما كان معي ثم كنت أنا وهو إلى رسول الله يقرئنا قال سعيد بن عفير توفي أبو تميم سنة سبع وسبعين
-
أبو سالم الجيشاني
أبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ المصري ( روى ) عن أبي ذر وعلي وزيد بن خالد وعنه ابنه سالم وبكر بن سوادة ويزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر وحفيده سعيد بن سالم شهد فتح مصر
-
مرة الطيب
مرة الطيب ويقال له أيضا مرة الخير لعبادته وخيره وعلمه وهو مرة بن شراحيل الهمداني الكوفي مخضرم كبير الشأن
حدث عن أبي بكر الصديق وعمر وأبي ذر وابن مسعود وأبي موسى الأشعري وجماعة حدث عنه أسلم الكوفي وزبيد اليامي وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وآخرون وثقه يحيى بن معين وبلغنا عنه أنه سجد لله حتى أكل التراب جبهته سفيان بن عيينة سمعت عطاء بن السائب يقول رأيت مصلى مرة الهمداني مثل مبرك البعير ونقل عطاء أو غيره أن مرة كان يصلي في اليوم والليلة ست مئة قلت ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم ولهذا لم تكثر روايته وهل يراد من العلم إلا ثمرته مات سنة نيف وثمانين رحمه الله بالكوفة
-
الحارث بن قيس الجعفي
الحارث بن قيس الجعفي الكوفي العابد الفقيه قديم الوفاة صحب عليا وابن مسعود وقلما روى روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن قوله إذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان إنك ترائي فزدها طولا
وحكى عنه يحيى بن هانئ وأبو داود الأعمى وكان كبير القدر ذا عبادة وتأله يذكر مع علقمة والأسود توفي زمن معاوية وصلى عليه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
-
جبير بن نفير
جبير بن نفير ابن مالك بن عامر الإمام الكبير أبو عبد الرحمن الخضرمي الحمصي أدرك حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وحدث عن أبي بكر فيحتمل أنه لقيه وعن عمر والمقداد وأبي ذر وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وعائشة وأبي هريرة وعدة روى عنه ولده عبد الرحمن ومكحول وخالد بن معدان وأبو الزاهرية حدير بن كريب وربيعة بن يزيد وشرحبيل بن مسلم وسليم بن عامر وآخرون روى سليم بن عامر عنه قال استقبلت الإسلام من أوله فلم أزل أرى في الناس صالحا وطالحا وكان جبير من علماء أهل الشام سعيد بن منصور حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني بشير بن كريب الأملوكي عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير قال دخلت على أبي الدرداء وبين يديه جفنة من لحم فقال أجلس فكل فإن كنيسة في ناحيتنا أهدى لنا أهلها مما ذبحوا لها فأكلت معه فيه أن ما ذبح لمعبد مباح وإنما يحرم علينا ما ذبح على نصب بقية حدثنا علي بن زبيد الخولاني عن مرثد بن سمي عن جبير بن نفير أن يزيد بن معاوية كتب إلى أبيه أن جبير بن نفير قد نشر في مصري حديثا فقد تركوا القرآن قال فبعث إلى جبير فجاء فقرأ عليه كتاب يزيد فعرف بعضه وأنكر بعضه فقال معاوية لأضربنك ضربا أدعك لمن بعدك نكالا قال يا معاوية لاتطغ في إن الدنيا قد انكسرت عمادها وانخسفت أوتادها وأحبها أصاحبها قال فجاء أبو الدرداء فأخذ بيد جبير وقال لئن كان تكلم به جبير لقد تكلم به أبو الدرداء ولو شاء جبير أن يخبر أنما سمعه مني لفعل ولو ضربتموه لضربكم الله بقارعة تترك دياركم بلاقع هذا خبر منكر لم يكن لجبير ذكر بعد في زمن أبي الدرداء بل كان شابا يتطلب العلم وأيضا فكان يزيد في آخر مدة أبي الدرداء طفلا عمره خمس سنين ولعل قد جرى شيء من ذلك وممن روى جبير عنهم مالك بن يخامر السكسكي وأبو مسلم الخولاني وأم الدرداء وكان هو كثير بن مرة من أئمة التابعين بحمص وبدمشق قال بتوثيقهما غير واحد قال أبو عبيد وأبو حسان الزيادي مات جبير بن نفير في سنة خمس وسبعين وأما ابن سعد وشباب وعلي بن عبد الله التميمي فقالوا توفي سنة ثمانين
-
عبد الرحمن بن يزيد بن قيس
عبد الرحمن بن يزيد ابن قيس الإمام الفقيه أبو بكر النخعي أخو الأسود بن يزيد حدث عن عثمان وابن مسعود وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وجماعة روى عنه إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي وعمارة بن عمير وجامع بن شداد ومنصور بن المعتمر وابنه محمد بن عبد الرحمن وآخرون وثقه يحيى بن معين وغيره مات بعد ثمانين وقد شاخ وقال ابن سعد روى عن عمر وعبد الله قال إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه رأيت عمر مسح على خفيه وقال أبو صخرة رأيت على عبد الرحمن بن يزيد عمامة سوداء
-
محمد بن عبد الرحمن النخعي
ابنه محمد بن عبد الرحمن النخعي يروي عن أبيه وعن عمه الأسود وعن عم أبيه علقمة وعنه زبيد والحكم ومنصور والأعمش والحسن بن عمرو الفقيمي وثقه ابن معين وغيره وقال أبو زرعة رفيع القدر من الجلة وقال حسين الجعفي كان يقول له الكيس لتلطفه في العبادة
-
عمرو بن الأسود العنسي
عمرو بن الأسود العنسي ويقال له عمير بن الأسود أبو عياض وقال أبو عبد الرحمن الحمصي نزيل داريا أدرك الجاهلية والإسلام وكان من سادة التابعين دينا وورعا حدث عن عمر وابن مسعود وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وأم حرام بنت ملحان الشهيدة والعرباض بن سارية وغيرهم حدث عنه مجاهد وخالد بن معدان وأبو راشد الحبراني ويونس ابن سيف قال أبو زرعة الدمشقي وأبو الحسن بن سميع عمرو بن الأسود هو عمير يكنى أبا عياض قلت حديثه في الجهاد من صحيح البخاري عمير بن الأسود وجعلهما ابن سعد اثنين بقية عن صفوان بن عمرو عن عبد الحمن بن جبير قال حج عمرو بن الأسود فلما انتهى إلى المدينة نظر إليه ابن عمر وهو يصلي فسأل عنه فقيل شامي يقال له عمرو بن الأسود فقال ما رأيت أحدا أشبه صلاة ولا هديا ولا خشوعا ولا لبسة برسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من هذا الرجل
عبد الوهاب بن نجدة حديثنا بقية عن أرطاة بن المنذر حدثني رزيق أبو عبد الله الألهاني أن عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه ابن عمر يصلي فقال من سره أن ينظر إلى أشبه الناس صلاة برسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فلينظر إلى هذا ثم بعث إليه بقرى وعلف ونفقة فقبل ذلك ورد النفقة أحمد في مسنده حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير قالا قال عمر بن الخطاب من سرة أن ينظر إلى هدي رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود إسماعيل بن عياش ومحمد بن حرب عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة وحده عن عمرو بن الأسود أنه مر على عمر إسماعيل بن عياش حدثني شرحبيل بن مسلم عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الأشر قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق أنبأنا الفتح بن عبد السلام أنبأنا أبو غالب محمد بن علي وأبو الفضل الأرموي ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأنا عبيد الله ابن عبد الرحمن الزهري حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان إذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شماله فسئل عن ذلك فقال مخافة أن تنافق يدي. قلت يمسكها خوفا من أن يخطر بيده في مشيته فإن ذلك من الخيلاء توفي في خلافة عبد الملك بن مروان
-
عمير بن هانئ العنسي
أما عمير بن هانئ العنسي الداراني فتابعي صغير جليل ولي الخراج بدمشق لعمر بن عبد العزيز وقد سار رسولا إلى الحجاج وهو يحاصر ابن الزبير وروى عن ابن عمر وله ترجمة مطولة في تاريخ دمشق قتل وأتي برأسه إلى مروان الحمار في سنة سبع وعشرين ومئة رحمه الله
-
أبو الأسود الدؤلي ويقال الديلي العلامة الفاضل قاضي البصرة واسمه ظالم بن عمرو على الأشهر
ولد في أيام النبوة وحدث عن عمر وعلي وأبي بن كعب وأبي ذر وعبد الله بن مسعود والزبير بن العوام وطائفة وقال أبو عمرو الداني قرأ القرآن على عثمان وعلى قرأ عليه ولده أبو حرب ونصر بن عاصم الليثي وحمران بن أعين ويحيى بن يعمر قلت الصحيح أن حمران هذا إنما قرأ على أبي حرب بن أبي الأسود نعم وحدث عنه ابنه ويحيى بن يعمر وابن بريدة وعمر مولى غفرة وآخرون قال أحمد العجلي ثقة كان أول من تكلم في النحو وقال الواقدي أسلم في حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وقال غيره قاتل أبو الأسود يوم الجمل مع علي بن أبي طالب وكان من وجوه الشيعة ومن أكملهم عقلا ورأيا وقد أمره علي رضي الله عنه بوضع شيء في النحو لما سمع اللحن قال فأراه أبو الأسود وما وضع فقال علي ما أحسن هذا النحو الذي نحوت فمن ثم سمي النحو نحوا وقيل إن أبا الأسود أدب عبيد الله ابن الأمير زياد ابن أبيه ونقل ابن داب أن أبا الأسود وفد على معاوية بعد مقتل علي فأدنى مجلسه وأعظم جائزته قال محمد بن سلام الجمحي أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف وحرف الرفع والنصب والجر والجزم فأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر قال أبو عبيدة أخذ أبو الأسود عن علي العربية فسمع قارئا يقرأ " إن الله بريء من المشركين ورسولَه " فقال ما ظننت أن أمر الناس قد صار إلى هذا فقال لزياد الأمير ابغني كاتبا لقنا فأتى به فقال له أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطه أعلاه وإذا رأيتني قد ضممت فمي فانقط نقطه بين يدي الحرف وإن كسرت فانقط نقطة تحت الحرف فإذا أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين فهذا نقط أبي الأسود وقال المبرد حدثنا المازني قال السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له ما أشد الحر فقال الحصباء بالرمضاء قالت إنما تعجبت من شدته فقال أو قد لحن الناس فأخبر بذلك عليا رضي الله عنه فأعطاه أصولا بنى منها وعمل بعده عليها وهو أول من نقط المصاحف وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل وأخذ عن عنبسة ميمون الأقرن ثم أخذه عن ميمون عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وأخذه عنه عيسى بن عمر وأخذه عنه الخليل بن أحمد وأخذه عنه سيبويه وأخذه عنه سعيد الأخفش ويعقوب الحضرمي حدثنا سعيد بن سلم الباهلي حدثنا أبي عن جدي عن أبي الأسود قال دخلت على علي فرأيته مطوقا فقلت فيم تتفكر يا أمير المؤمنين قال سمعت ببلدكم لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية فقلت إن فعلت هذا أحييتنا فأتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف وما أبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ثم قال لي زده وتتبعه فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه عمر بن شبة حدثنا حيان بن بشر حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم قال جاء أبو الأسود إلى زياد فقال أرى العرب قد خالطت العجم فتغيرت السنتهم أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يقيمون به كلامهم قال لا قال فجاء رجل إلى زياد فقال أصلح الله الأمير توفي أبانا وترك بنون فقال ادع لي أبا الأسود فدعي فقال ضع للناس الذي نهيتك عنه قال الجاحظ أبو الأسود مقدم في طبقات الناس كان معدودا في الفقهاء والشعراء والمحدثين والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضري الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف ومن تاريخ دمشق أبو الأسود ظالم بن عمرو بن ظالم وقيل جده سفيان ويقال هو عثمان بن عمرو ويقال عمرو بن ظالم وأنه ولي قضاء البصرة زمن علي
قال الحازمي أبو الأسود الدولي منسوب إلى دول بني حنيفة بن لجيم وقال أبو اليقظان الدول بضم الدال وسكون الواو من بكر بن وائل عددهم كثير منهم فروة بن نفاثة صاحب بعض الشام في الجاهلية وزعم يونس أن الدول امرأة من كنانة وهم رهط أبي الأسود وأما بنو عدي بن الدول فلهم عدد كثير بالحجاز منهم عمرو بن جندل والد أبي الأسود ظالم وأمه من بني عبد الدار بن قصي وقال ابن حبيب في عنزة الدول بن سعد مناة وفي ضبة الدول بن جل قال أبو محمد بن قتيبة الدول في بني حنيفة والديل في بني عبد القيس والدئل بالهمز في كنانة منهم أبو الأسود الدئلي وقال أبو علي الغساني أبو الأسود الدؤلي على زنة العمري هكذا يقول البصريون منسوب إلى دول حى بن كنانة وقال عيسى بن عمر بالكسر على الأصل وكان جماعة يقولون الديلي وقال ابن فارس الدؤلي بضم الدال وفتح الهمزة قبيلة من كنانة قال والدئل يعني بكسر الهمزة في عبد القيس وقال أبو عبد الله البخاري الديل من بني حنيفة والدول من كنانة وقال محمد بن سلام الجمحي أبو الأسود الدئلي بضم الدال وكسر الهمزة وقال المبرد بضم الدال و فتح الهمزة من الدئل بالكسر هي دابة امتنعوا من الكسر لئلا يوالوا بين الكسرات كما قالوا في النمر النمري
قال ابن حبيب في تغلب الديل وفي عبد القيس وفي إياد وفي الأزد انتهى ما نقله الحازمي فيجيء في أبي الأسود الدولي والديلي والدؤلي والدئلي وقال ابن السيد الدئل بكسر الهمزة لا أعلم فيه خلافا وقد قال غير واحد إن ابن ماكولا والحازمي وهما في أن فروة بن نفاثة من الدول بل هو جذامي وجذام والدول لا يجتمعان إلا في سبأ بن يشجب قال يحيى بن معين مات أبو الأسود في طاعون الجارف سنة تسع وستين وهذا هو الصحيح وقيل مات قبيل ذلك وعاش خمسا وثمانين سنة وأخطأ من قال توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز
-
أحنف بن قيس الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين الأمير الكبير العالم النبيل أبو بحر التميمي
أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل. اسمه ضحاك وقيل صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل
كان سيد تميم أسلم في حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ووفد على عمر حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق ابن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية كان من قواد جيش علي يوم صفين قال ابن سعد كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان صديقا لمصعب ابن الزبير فوفد عليه إلى الكوفة فمات عنده بالكوفة قال سليمان بن أبي شيخ كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا بيضة واحدة واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه باهلية فكانت ترقصه وتقول
والله لولا حنف برجله * وقلة أخافها من نسله
ما كان في فتيانكم من مثله
قال أبو أحمد الحاكم هو افتتح مرو الروذ وكان الحسن وابن سيرين في جيشه ذاك قلت هذا فيه نظر هما يصغران عن ذلك
حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك رواه أحمد في مسنده العلاء بن الفضل المنقري حدثنا العلاء بن جرير حدثني عمر بن مصعب بن الزبير عن عمه عروة حدثني الأحنف أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فأحمد الله يا أحنف حماد عن ابن جدعان عن الحسن عن الأحنف قال احتبسني عمر عنده حولا وقال قد بلوتك وخبرتك فرأيت علانتيك حسنة وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك وإنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم قال العجلي الأحنف بصري ثقة كان سيد قومه وكان أعور أحنف دميما قصيرا كوسجا له بيضة واحدة حبسه عمر سنة يختبره فقال هذا والله السيد
معمر عن قتادة قال قدم الأحنف فخطب فأعجب عمر منطقه قال كنت أخشى أن تكون منافقا عالما فانحدر إلى مصرك فإني أرجو أن تكون مؤمنا وعن الأحنف قال كذبت مرة واحدة سألني عمر عن ثوب بكم أخذته فأسقطت ثلثي الثمن
يونس بن بكير حدثنا السري بن إسماعيل عن الشعبي قال وفد أبو موسى وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس فتكلم كل رجل في خاصة نفسه وكان الأحنف في آخر القوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة نشاشة لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها وطرفها في بحر أجاج وطرف في فلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا وأنعش وكيستنا وزد في عيالنا عيالا وفي رجالنا رجالا وصغر درهمنا وكبر قفيزنا ومر لنا بنهر نستعذب منه فقال عمر عجزتم أن تكونوا مثل هذا هذا والله السيد قال فما زلت أسمعها بعد وفي رواية في مثل حلقوم النعامة قال خليفة توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن عامر ابرشهر صلحا ويقال عنوة وبعث الأحنف في أربعة آلاف فتجمعوا له مع طوقان شاه فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله المشركين قال ابن سيرين كان الأحنف يحمل ويقول
إن على كل رئيس حقا * أن يخضب القناة أو تندقا
وقيل سار الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربع مئة ألف ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع وعن ابن إسحاق أن ابن عامر خرج من خرسان معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان الأحنف وجمعاهل خراسان جمعا كبيرا وتجمعوا بمرو فالتقاهم الأحنف فهزمهم وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله ابن علية عن أيوب عن محمد قال نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي قال تكلم قال إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح فقال صدقت فقام الحتات وكان يناوئه فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قال أجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف روى ابن جدعان عن الحسن أن عمر كتب إلى أبي موسى ائذن للأحنف بن قيس وشاوره واسمع منه قتادة عن الحسن قال ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه وقيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة وفيه قال الشاعر
-
إذا الأبصار أبصرت ابن قيس * ظللن مهابة منه خشوعا
وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال إني أعده لسفر طويل وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو كعب صاحب الحرير حدثنا أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد ابن عون عن الحسن قال ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال يا أبا بحر مالك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت وعن الأحنف عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر قال سليمان التيمي قال الأحنف ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني ( بينهما ) وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير وعنه ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور إن كان فوقي عرفت له وإن كان دوني رفعت قدري عنه وإن كان مثلي تفضلت عليه وعنه قال لست بحليم ولكني أتحالم وقيل إن رجلا خاصم الأحنف وقال لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا فقال لكنك إن قلت عشرا لم تسمع واحدة وقيل إن رجلا قال للأحنف بم سدت وأراد أن يعيبه قال الأحنف بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك الأصمعي عن معتمر بن حيان عن هشام بن عقبة أخي ذي الرمة قال شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم فتكلم فيه وقال احتكموا قالوا نحتكم ديتين قال ذاك لكم فلما سكتوا قال أنا أعطيكم ما سألتم فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة وإن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قضى بدية واحدة وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة وأنتم اليوم تطالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا ردها إلى دية عن الأحنف ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة شريف من دنيء وبر من فاجر وحليم من أحمق وقال من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون وعنه سئل ما المروءة قال كتمان السر والبعد من الشر وعنه الكامل من عدت سقطاته وعنه قال رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر ولا في مال بلا جود ولا في صديق بلا وفاء ولا في فقه بلا ورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بصحة وأمن وعنه العتاب مفتاح الثقالى والعتاب خير من الحقد هشام عن الحسن قال رأى الأحنف في يد رجل درهما فقال لمن هذا قال لي قال ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل
أنت للمال إذا أمسكته * وإذا أنفقته فالمال لك
وقيل كان الأحنف إذا أتاه رجل واسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له وعنه قال جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه وقيل إنه كلم مصعبا في محبوسين قال أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم وعنه قال لاينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة لقاح السيف والندامة الأصمعي قال عبد الملك بن عمير قال قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب فما رأيت صفة تذم إلا رأيتها فيه كان ضئيلا صعل الرأس متراكب الأسنان مائل الذقن ناتئ الوجنة باخق العين خفيف العارضين أحنف الرجلين فكان إذا تكلم جلا عن نفسه الصعل صغر الرأس والبخق وانخساف العين والحنف أن تفتل كل رجل على صاحبتها وقيل كان ملتصق الألية فشق له وقال ابن الأعرابي الأحنف الذي يمشي على ظهر قدمه
علي بن عاصم عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن الأحنف قال سمعت خطبة أبي بكر وعمر والخلفاء فما سمعت الكلام من مخلوق أفخم ولا أحسن من أم المؤمنين عائشة
وعنه لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة
قيل كان زياد معظما للأحنف فلما ولي بعده ابنه عبيد الله تغير أمر الأحنف وقدم عليه من هو دونه ثم وفد على معاوية في الأشراف فقال لعبيد الله أدخلهم علي على قدر مراتبهم فأخر الأحنف فلما رآه معاوية أكرمه لمكان سيادته وقال إلي يا أبا بحر وأجلسه معه وأعرض عنهم فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد وسكت الأحنف فقال له لم لا تتكلم قال إن تكلمت خالفتهم قال اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله فلما خرجوا كان فيهم من يروم الإمارة ثم أتوا معاوية بعد ثلاث وذكر كل واحد شخصا وتنازعوا فقال معاوية ما تقول يا أبا بحر قال إن وليت أحدا من أهل بيتك لم تجد مثل عبيد الله فقال قد اعدته قال فخلا معاوية بعبيد الله وقال كيف ضيعت مثل هذا الرجل الذي عزلك وأعادك وهو ساكت فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره عبد الرحمن بن القاسم المصري الفقيه عن أبي شريح المعافري عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت قال أبو عمرو بن العلاء توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها الأحنف بن قيس قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لاتسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته ثم قالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل من ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ومت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاضل السلم رفيع العماد واري الزناد منير الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الناد قال قرة بن خالد حدثنا أبو الضحاك أنه أبصر مصعبا يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء قال الفسوي مات الأحنف سنة سبع وستين وقال غيره توفي سنة إحدى وسبعين وقال جماعة مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق رحمه الله
قلت قد استقصى الحافظ بن عساكر ترجمة الأحنف في كراريس وطولتها أنا في تاريخ الإسلام رحمه الله تعالى
-
عاصم بن عمر بن الخطاب
عاصم بن عمر بن الخطاب الفقيه الشريف أبو عمرو القرشي العدوي ولد في أيام النبوة وحدث عن أبيه وأمه هي جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية وكان طويلا جسيما حتى قيل كان ذراعا ونحو من شبر وكان من نبلاء الرجال دينا وخيرا صالحا وكان بليغا فصيحا شاعرا وهو جد الخليفة عمر بن عبد العزيز لأمه حدث عنه ولداه حفص وعبيد الله وعروة بن الزبير قال أبو حاتم لا يروى عنه سوى حديث واحد مات سنة سبعين فرثاه ابن عمر أخوه حيث يقول
فليت المنايا كن خلفن عاصما * فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا
-
أسلم مولى عمر
أسلم الفقيه الإمام أبو زيد ويقال أبو خالد القرشي العدوي العمري مولى عمر بن الخطاب قيل هو من سبي عين التمر وقيل هو يماني وقيل حبشي اشتراه عمر بمكة إذ حج بالناس في العام الذي يلي حجة الوداع زمن الصديق قال الواقدي سمعت أسامة بن زيد بن أسلم يقول نحن قوم من الأشعريين ولكنا لا ننكر منة عمر رضي الله عنه حدث عن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأبي عبيدة بن الجراح وكعب الأحبار وابن عمر وطائفة حدث عنه ابنه زيد والقاسم بن محمد ونافع مولى ابن عمر ومسلم بن جندب وآخرون قال القاسم بن محمد عن أسلم قال قدمنا الجابية مع عمر فأتينا بالطلاء وهو مثل عقيد الرب قلت هو الدبس المرمل حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال اشتراني عمر سنة اثنتي عشرة وهي السنة التي قدم فيها بالأشعث بن قيس أسيرا وأنا أنظر إليه في الحديد يكلم أبا بكر وهو يقول له فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك أسمع الأشعث يقول يا خليفة رسول الله استبقني لحربك وزوجني أختك فمن عليه الصديق وزوجه أخته أم فروة فولدت له محمد بن الأشعث قال جويرية بن أسماء عن نافع قال حدثني أسلم مولى عمر الحبشي الأسود والله ما أريد عيبه بلغني أن بنيه يقولون إنهم عرب وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال ابن عمر يا أبا خالد إني أرى أمير المؤمنين يلزمك لزوما لا يلزمه أحدا من أصحابك لا يخرج سفرا إلا وانت معه فأخبرني عنه قال لم يكن أولى القوم بالظل وكان يرحل رواحلنا ويرحل رحله وحده ولقد فرغنا ذات ليلة وقد رحل رحالنا وهو يرحل رحله ويرتجز
لا يأخذ الليل عليك بالهم * والبسن له القميص واعتم
وكن شريك نافع وأسلم * واخدم الأقوام حتى تخدم
رواه القعنبي عن يعقوب بن حماد عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه زيد بن أسلم عن أبيه كان عمر إذا بعثني إلى بعض ولده قال لا تعلمه لما أبعث إليه مخافة أن يلقنه الشيطان كذبة فجاءت امرأة لعبيد الله بن عمر ذات يوم فقالت إن أبا عيسى لا ينفق علي ولا يكسوني فقال ويحك ومن أبا عيسى قالت ابنك قال وهل لعيسى من أب فبعثني إليه وقال لا تخبره فأتيته وعنده ديك ودجاجة هنديان قلت أجب أباك
قال وما يريد قلت نهاني أن أخبرك قال فإني أعطيك الديك والدجاجة قال فاشترطت عليه أن لايخبر عمر وأخبرته فأعطانيهما فلما جئت إلى عمر قال أخبرته فوالله ما استطعت أن أقول لا فقلت نعم فقال أرشاك قلت نعم وأخبرته فقبض على يدي بيساره وجعل يمصعني بالدرة وأنا أنزو فقال إنك لجليد ثم قال أتكتني بأبي عيسى وهل لعيسى من أب قال أبو عبيد توفي أسلم سنة ثمانين وقال ابن سعد مات في خلافة عبد الملك وقال أبو زرعة مدني ثقة ويقال عاش مئة وأربع عشرة سنة ولم يصح ذلك
-
شريح القاضي
شريح القاضي هو الفقيه أبو أمية شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي قاضي الكوفة ويقال شريح بن شراحيل أو ابن شرحبيل ويقال وهو من أولاده الفرس الذين كانوا باليمن يقال له صحبه ولم يصح بل هو ممن أسلم في حياة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وانتقل من اليمن زمن الصديق
حدث عن عمر وعلي وعبد الرحمن بن أبي بكر وهو نزر الحديث حدث عنه قيس بن أبي حازم ومرة الطيب وتميم بن سلمة والشعبي وإبراهيم النخعي وابن سيرين وغيرهم وثقه يحيى بن معين قال أبو إسحاق الشيباني عن الشعبي قال كتب عمر إلى شريح إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقض به فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله فاقض به فإن لم يكن فيهما فاقض بما قضى به أئمة الهدى فإن لم يكن فأنت بالخيار إن شئت تجتهد رأيك وإن شئت تؤامرني ولا أرى مؤامرتك إياي إلا أسلم لك صح أن عمر ولاه قضاء الكوفة فقيل أقام على قضائها ستين سنة وقد قضى بالبصرة سنة وفد زمن معاوية إلى دمشق وكان يقال له قاضي المصرين قال أحمد بن علي الأبار حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة ابن شريح القاضي حدثنا أبي عن أبيه معاوية عن شريح أنه جاء إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فأسلم وقال يا رسول الله أن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن قال جئ بهم ( فجاء بهم والنبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قد قبض روى عباس عن يحيى قال شريح القاضي هو ابن شرحبيل ثقة أبو معشر البراء عن هشام عن محمد قلت لشريح ممن أنت قال ممن أنعم الله عليه بالإسلام وعدادي في كندة وقيل إنه إنما خرج من من اليمن لأن أمه تزوجت بعد أبيه فاستحيا من ذلك فخرج وكان شاعرا قائفا
قال أبو نعيم حدثتنا أم داود الوابشية قالت خاصمت إلى شريح وكان ليس له لحية روى أشعث عن ابن سيرين قال أدركت الكوفة وبها أربعة ممن يعد بالفقه فمن بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ثم علقمة ثم شريح وإن أربعة أخسهم شريح لخيار وقال الشعبي كان شريح أعلمهم بالقضاء وكان عبيدة يوازيه في علم القضاء قال أبو وائل كان شريح يقل غشيان ابن مسعود للاستغناء عنه وقال الشعبي بعث عمر ابن سور على قضاء البصرة وبعث شريحا على قضاء الكوفة مجالد عن الشعبي أن عمر رزق شريحا مائة درهم على القضاء الثوري عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم أن عليا جمع الناس في الرحبة وقال إني مفارقكم فاجتمعوا في الرحبة فجعلوا يسألونه حتى نفد ما عندهم ولم يبق إلا شريح فجثا على ركبتيه وجعل يسأله فقال له علي اذهب فأنت أقضى العرب
قال إبراهيم النخعي كان شريح يقضي بقضاء عبد الله أخبرنا عمر بن محمد وجماعة سمعوا ابن اللتي أنبأنا أبو الوقت أنبأنا الداودي أنبأنا ابن حموية أنبأنا عيسى بن عمر حدثنا أبو محمد الدارمي حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا إسماعيل عن عامر قال جاءت امرأة إلى علي رضي الله عنه تخاصم زوجها طلقها فقالت قد حضت في شهرين ثلاث حيض فقال علي لشريح اقض بينهما قال يا أمير المؤمنين وأنت ها هنا قال اقض بينهما قال إن جاءت من بطانة أهلها من يرضى دينه وأمانته يزعم أنها حاضت ثلاث حيض تطهر عند كل قرء وتصلي جاز لها وإلا فلا قال علي قالون وقالون بلسان الروم أحسنت جرير عن مغيرة قال عزل ابن الزبير شريحا عن القضاء فلما ولي الحجاج رده الثوري عن أبي هاشم أن فقيها جاء إلى شريح فقال ما الذي أحدثت في القضاء قال إن الناس أحدثوا فأحدثت قال سفيان عن أبي حصين قال قال خصم لشريح قد علمت من أين أتيت فقال شريح لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب وقال ابن سيرين كان شريح يقول للشاهدين إنما يقضي على هذا الرجل أنتما وإني لمتق بكما فاتقيا واختصم إليه غزالون فقال بعضهم إنه سنة بيننا قال بلى سنتكم بينكم
زهير بن معاوية حدثنا عطاء بن السائب قال مر علينا شريح فقلت رجل جعل داره حبسا على قرابته قال فأمر حبيبا فقال أسمع الرجل لا حبس عن فرائض الله قال الحسن بن حي عن ابن أبي ليلى بلغنا أن عليا رزق شريحا خمس مئة قال واصل مولى أبي عيينة كان نقش خاتم شريح الخاتم خير من الظن قال ابن أبي خالد رأيت شريحا يقضي وعليه مطرف خز وبرنس ورأيته معتما قد أرسلها من خلفه وروى الأعمش عن شريح قال زعموا كنية الكذب وقال منصور كان شريح إذا أحرم كأنه حية صماء تميم بن عطية سمعت مكحولا يقول اختلفت إلى شريح أشهرا لم أسأله عن شيء اكتفي بما أسمعه يقضي به
حجاج بن أبي عثمان عن ابن سيرين أن إذا قيل لشريح كيف اصبحت قال أصبحت وشطر الناس علي غضاب حماد بن سلمة حدثنا شعيب بن الحبحاب عن إبراهيم قال شريح ما شددت لهواتي على خصم ولا لقنت خصما حجة قط ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال اختصم إلى شريح في ولد هرة فقالت امرأة هو ولد هرتي وقالت الأخرى بل هو ولد هرتي فقال شريح ألقها مع هذه فإن هي قرت ودرت واسبطرت فهي لها وإن هي هرت وفرت واقشعرت فليس لها وفي رواية وازبأرت أي انتفشت وقوله اسبطرت أي امتدت للرضاع ابن عون عن إبراهيم قال أقر رجل عن شريح ثم ذهب ينكر فقال قد شهد عليك ابن أخت خالتك قال أبو إسحاق السبيعي خرجت قرحة بإبهام شريح فقيل ألا أريتها طبيبا قال هو الذي أخرجها وعن الشعبي قال شريح إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات أحمد إذ لم يكن أعظم منها وأحمد إذ رزقني الصبر عليها وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب وأحمد إذ لم يجعلها في ديني قال مغيرة كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة لا يدري الناس ما يصنع فيه
وقال ميمون بن مهران لبث شريح في الفتنة يعني فتنة ابن الزبير تسع سنين لا يخبر فقيل له قد سلمت قال كيف بالهوى وقيل كان شريح فائقا عائفا أي يزجر الطير ويصيب الحدس وروي لشريح
رأيت رجالا يضربون نساءهم * فشلت يميني حين أضرب زينبا
وزينب شمس والنساء كواكب * إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
وعن أشعث أن شريحا عاش مئة وعشر سنين وقال أبو نعيم عاش مئة وثماني سنين وقال هو والمدائني والهيثم توفي سنة ثمان وسبعين وقال خليفة وابن نمير مات سنة ثمانين وقيل إنه استغنى من القضاء قبل موته بسنة رحمه الله تعالى
-
شريح بن هانئ
شريح بن هانئ أبو المقدام الحارثي المذحجي الكوفي الفقيه الرجل الصالح صاحب علي رضي الله عنه حدث عن أبيه وعلي وعمر وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وعنه ابناه محمد والمقدام والشعبي والقاسم بن مخيمرة وحبيب بن أبي ثابت ويونس بن أبي إسحاق قال أبو المقدام م سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت ائت عليا فإنه أعلم بذلك وذكر الحديث وقد شهد تحكيم الحكمين ووفد على معاوية شافعا في كثير بن شهاب فأطلقه له فعن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر أن عليا بعث أبا موسى في أربع مئة عليهم شريح بن هانئ ومعهم ابن عباس يصلي بهم إلى دومة الجندل
قال سليمان بن أبي شيخ كان شريح بن هانئ جاهليا إسلاميا وهو القائل في إمرة الحجاج
أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا * قد عشت بين المشركين أعصرا
ثمت أدركت النبي المنذرا * وبعده صديقه وعمرا
والجمع في صفينهم والنهرا * ويوم مهران ويوم تسترا
ويا جميراوات والمشقرا * هيهات ما أطول هذا عمرا
قال القاسم بن مخيمرة ما رأيت حارثيا أفضل من شريح بن هانئ وقال يحيى بن معين وغيره ثقة قال أبو حاتم السجستاني عاش شريح بن هانئ مئة وعشرين سنة قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ أنه وفد إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فسمعه رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يكنى أباالحكم فقال لم يكنيك هؤلاء أبا الحكم قال يا رسول الله إني أحكم بين قومي في الشيء فيرضى هؤلاء وهؤلاء قال هل لك من ولد قال نعم قال فما اسم أكبرهم قال شريح قال فأنت أبا شريح تابعه بشار بن موسى الخفاف عن يزيد بن المقدام عن أبيه عن جده نحوه
قال الأثرم قيل لأبي عبد الله بن حنبل شريح بن هانئ صحيح الحديث قال نعم هذا متقدم جدا قال خليفة بن خياط وفي سنة ثمان وتسعين ولى الحجاج عبيد الله بن أبي بكرة سجستان فوجه عبيد الله ( ابنه ) أبا برذعه فأخذ عليه بالمضيق وقتل شريح بن هانئ وأصاب المسلمين ضيق وجوع شديد فهلك عامة ذلك الجيش
-
خرشة بن الحر
خرشة بن الحر نزل الكوفة ولأخيه سلامة صحبة وكان يتيما في حجرعمر حدث عن عمر وأبي ذر الغفاري وعبد الله بن سلام روى عنه ربعي بن حراش وأبو زرعه البجلي والمسيب بن رافع وسليمان بن مسهر وآخرون ثقة باتفاق توفي سنة أربع وسبعين
-
مالك بن عبد الله الخثعمي
مالك السرايا الأمير أبو حكيم مالك بن عبد الله الخثعمي الفلسطيني يقال له صحبة ولم يصح كان من أبطال الإسلام قاد جيوش الصوائف أربعين سنة ولما توفي كسر على قبره فيما قيل أربعون لواء وكان ذا حظ من صيام وقيام وجهاد توفي في حدود سنة ستين أو بعدها
[عدل] بقية الطبقة الأولى من كبراء التابعين
ابن الحنفية
-
ابن الحنفية
ابن الحنفية السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله محمد بن الإمام علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب شيبة بن هاشم عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي المدني أخو الحسن والحسين وأمه من سبي اليمامة زمن أبي بكر الصديق وهي خولة بنت جعفر الحنفية فروى الواقدي حدثني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت رأيت الحنفية وهي سوداء مشرطة حسنة الشعر اشتراها علي بذي المجاز مقدمة من اليمن فوهبها لفاطمة فباعتها فاشتراها مكمل الغفاري فولدت له عونة وقيل بل تزوج بها مكمل فولدت له عونة وقيل إن أبا بكر وهبها عليا ولد في العام الذي مات فيه أبو بكر ورأى عمر وروى عنه وعن أبيه وأبي هريرة وعثمان وعمار بن ياسر ومعاوية وغيرهم حدث عنه بنوه عبد الله والحسن وإبراهيم وعون وسالم بن أبي الجعد ومنذر الثوري وأبو جعفر الباقر وعبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو بن دينار ومحمد بن قيس ين مخرمة وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وآخرون ووفد على معاويةوعبد الملك بن مروان وكانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه وتدعي إمامته ولقبوه بالمهدي ويزعمون أنه لم يمت قال أبو عاصم النبيل صرع محمد بن علي مروان يوم الجمل وجلس على صدره قال فلما وفد على عبد الملك قال له أتذكر يوم جلست على صدر مروان قال عفوا يا أمير المؤمنين قال أم والله ما ذكرته لك وأنا أريد أن أكافئك لكن أردت أن تعلم أني قد علمت الواقدي حدثنا معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال لما صار محمد بن علي إلى المدينة وبنى داره بالبقيع كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه فأذن له فوفد عليه في سنة ثمان وسبعين إلى دمشق فأنزله بقربه وكان يدخل على عبد الملك في إذن العامة فيسلم مرة ويجلس ومرة ينصرف فلما مضى شهر كلم عبد الملك خاليا فذكر قرابته ورحمه وذكر دينا فوعده بقضائه ثم قضاه وقضى جميع حوائجه قلت كان مائلا لعبد الملك لإحسانه ولإساءة ابن الزبير إليه قال الزبير بن كبار سمته الشيعة المهدي فأخبرني عمي مصعب قال قال كثير عزة
هو المهدي أخبرناه كعب * أخو الأحبار في الحقب الخوالي
فقيل له ألقيت كعبا قال قلته بالتوهم وقال أيضا
ألا إن الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه * هما الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى * يقود الخيل يقدمها لواء
تغيب لا يرى عنهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء
وقد رواها عمر بن عبيدة لكثير بن كثير السهمي
قال الزبير كانت شيعة ابن الحنفية يزعمون أنه لم يمت وفيه يقول السيد الحميري
ألا قل للوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا * وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الأرض طرا * مقامك عنهم ستين عاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له ارض عظاما
لقد أمسى بمورق شعب رضوي * تراجعه الملائكة الكلاما
وإن له بهلمقيل صدق * وأندية تحدثه كراما
هدانا الله إذ خزتم لأمر * به وعليه نلتمس التماما
تمام مودة المهدي حتى * تروا راياتنا تترى نظاما
وللسيد الحميري
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى * وبنا إليه من الصبابة أولق
حتى متى وإلى متى وكم المدى * يا بن الوصي وأنت حي ترزق
قال محمد بن سعد مولده في خلافة أبي بكر الواقدي حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت رأيت محمد بن الحنفية سندية سوداء كانت أمة لبني حنيفة لم تكن منهم وإنما صالحهم خالد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم وكناه عمر الضرير والبخاري أبا القاسم قال فطر بن خليفة عن منذر سمع ابن الحنفية يقول كانت رخصة لعلي قال يا رسول الله إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأنيه بكنيتك قال نعم وقال يزيد بن هارون أنبأنا أبو مالك الأشجعي حدثنا سالم بن أبي الجعد أنه كان مع محمد بن الحنفية في الشعب فقلت له ذات يوم يا أبا عبد الله وكناه بها النسائي وأبو أحمد وروى ابن حميد حدثنا سلمة الأبرش حدثنا زهير عن يحيى بن سعيد قلت لابن المسيب ابن كم كنت في خلافة عمر قال ولدت لسنتين بقيتا من خلافته فذكرت ذلك لمحمد بن حنفية فقال ذاك مولدي
روى الربيع بن منذر الثوري عن أبيه قال وقع بين علي وطلحة كلام فقال طلحة لجرأتك على رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png سميت بأسمه وكنيت بكنيته وقد نهى أن يجمعهما أحد قال إن الجريء من اجترأ على الله ورسوله اذهب يا فلان فادع لي فلانا وفلانا لنفر من قريش فجاؤوا فقال بم تشهدون قالوا نشهد أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال سيولد لك بعدي بغلام فقد نحلته اسمي وكنيتي ولا تحل لأحد من أمتي بعده رواه ثقتان عن الربيع وهو مرسل زيد بن الحباب حدثنا الربيع بن منذر حدثنا أبي سمعت ابن الحنفية يقول دخل عمر وأنا عند أختي أم كلثوم فضمني وقال ألطفيه بالحلواء سالم بن أبي حفصة عن منذر عن أبي الحنفية قال حسن وحسين خير مني ولقد علما أنه كان يستخليني دونهما وإني صاحب البغلة الشهباء قال إبراهيم بن الجنيد لا نعلم أحد أسند عن علي أكثر ولا أصح مما أسند ابن الحنيفة اسرائيل عن عبد الأعلى أن محمد علي كان يكني أبا القاسم وكان ورعا كثير العلم
وقال خليفة قال أبو اليقظان كانت راية علي رضي الله عنه لما سار من ذي قار مع ابنه محمد
ابن سعد حدثنا أبو نعيم حدثنا فطر عن منذر الثوري قال كنت عند محمد بن الحنفية فقال ما أشهد على أحد بالنجاة ولا أنه من أهل الجنة بعد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ولا على أبي فنظر إليه القوم فقال من كان في الناس مثل علي سبق له كذا سبق له كذا أبو شهاب الحناط عن ليث عن محمد الأزدي عن ابن الحنفية قال أهل بيتين من العرب يتخذهما الناس أندادا من دون الله نحن وبنو عمنا هؤلاء يريد بني أمية أبو نعيم حدثنا عبثر أبو زبيد عن سالم بن أبي حفصة عن منذر أبي يعلى عن محمد قال نحن أهل بيتين من قريش نتخذ من دون الله أندادا نحن وبنو أمية أبو نعيم حدثنا إسماعيل بن مسلم الطائي عن أبيه قال كتب عبد الملك من عبد الملك أمير المؤمنين إلى محمد بن علي فلما نظر محمد إلى عنوان الكتاب قال إنا لله الطلقاء ولعناء رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على المنابر والذي نفسي بيده إنها لأمور لم يقر قرارها قلت كتب إليه يستميله فلما قتل ابن الزبير واتسق الأمر لعبد الملك بايع محمد
الواقدي حدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال ابن الحنفية وفدت على عبد الملك فقضى حوائجي وودعته فلما كدت أن أتوارى ناداني يا أبا القاسم يا أبا القاسم فرجعت فقال أما إن الله يعلم أنك يوم تصنع بالشيخ ما تصنع ظالم له يعني لما أخذ يوم الدار مروان فدغته بردائه قال عبد الملك وأنا أنظر يومئذ ولي ذؤابة إبراهيم بن بشار حدثنا ابن عيينة سمع الزهري يقول قال رجل لابن الحنفية ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمى فيها الحسن والحسين قال لأنهما كانا خديه وكنت يده فكان يتوقى بيديه عن خديه أنبأنا أحمد بن سلامة عن ابن كليب أبأنا ابن بيان أنبأنا ابن مخلد أنبأنا إسماعيل الصفار حدثنا ابن عرفة حدثنا ابن مبارك عن الحسن بن عمرو عن منذر الثوري عن ابن الحنفية قال ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لايجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله من أمره فرجا أو قال مخرجا وعن ابن الحنفية قال من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر
-
وعنه أن الله جعل الجنة ثمنا لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها وروى الواقدي بإسناده قال لما جاء نعي معاوية إلى المدينة كان بها الحسين وابن الحنفية وابن الزبير وكان ابن عباس بمكة فخرج الحسين وابن الزبير إلى مكة وأقام ابن الحنفية فلما سمع بدنو جيش مسرف زمن الحرة رحل إلى مكة وأقام مع ابن عباس فلما مات يزيد بويع ابن الزبير فدعاهما إلى بيعته فقالا لاحتى تجتمع لك بلاد فكان مرة يكاشرهما ومرة يلين لهما ثم غلظ عليهما ووقع بينهم حتى خافاه ومعهما النساء والذرية فأساء جوارهم وحصرهم وقصد محمدا فأظهر شتمه وعيبه وأمرهم وبني هاشم أن يلزموا شعبهم وجعل عليهم الرقباء وقال فيما يقول والله لتابعين أو لأحرقنكم فخافوا قال سليم أبو عامر فرأيت ابن الحنفية محبوسا في زمزم والناس يمنعون من الدخول عليه فقلت والله لأدخلن عليه فقلت ما بالك وهذا الرجل قال دعاني إلى البيعة فقلت إنما أنا من المسلمين فإذا اجتمعوا عليك فأنا كأحدهم فلم يرض بهذا مني فاذهب إلى ابن عباس فسلم عليه وقل ما ترى قال فدخلت على ابن عباس وهو ذاهب البصر فقال من أنت قلت أنصاري قال رب أنصاري هو أشد علينا من عدونا قلت لا تخف أنا ممن لك كله قال هات فأخبرته فقال قل له لا تطعه ولا نعمة عين إلا ما قلت ولا تزده عليه فأبلغته فهم ابن الحنفية أن يسير إلى الكوفة وبلغ ذلك المختار فثقل عليه قدومه فقال إن في المهدي علامة يقدم بلدكم هذا فيضربه رجل في السوق بالسيف لا يضره ولا يحيك فيه فبلغ ذلك ابن الحنفية فأقام فقيل له لو بعثت إلى شيعتك بالكوفة فأعلمتهم ما أنت فيه فبعث أبا الطفيل إلى شيعتهم فقال لهم إنا لا نأمن ابن الزبير على هؤلاءوأخبرهم بما هم فيه من الخوف فقطع المختار بعثا إلى مكة فانتدب معه أربعة آلاف فعقد لأبي عبد الله الجدلي عليهم وقال له سر فإن وجدت بني هاشم في حياة فكن لهم عضدا وانفذ لما أمروك به وإن وجدت ابن الزبير قد قتلهم فاعترض أهل مكة حتى تصل إلى ابن الزبير ثم لاتدع لآل الزبير شعرا ولا ظفرا وقال يا شرطة الله لقد أكرمكم الله بهذا المسير ولكم بهذا الوجه عشر حجج وعشر عمر وساروا حتى أشرفوا على مكة فجاء المستغيث عجلوا فما أراكم تدركونهم فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية بن سعد العوفي حتى دخلوا مكة فكبروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فهرب إلى دار الندوة ويقال تعلق بأستار الكعبة وقال أنا عائذ الله قال عطية ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنيفة وأصحابهما في دور قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى ساوى الجدر لوأن نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد فأخرناه عن الأبواب وعجل علي ابن عبد الله بن عباس وهو يومئذ رجل فأسرع في الحطب ليخرج فأدماه وأقبل أصحاب ابن الزبير فكنا صفين نحن وهم في المسجد نهارنا لا ننصرف إلى صلاة حتى أصبحنا وقدم الجدلي في الجيش فقلنا لابن عباس وابن الحنفية ذرونا نرح الناس من ابن الزبير فقالا هذا بلد حرمه الله ما أحله لأحد إلا لنبيه ساعة فامنعونا وأجيرونا قال فتحملوا وإن مناديا لينادي في الجبل ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية إن السرية تغنم الذهب والفضة وإنتما غنمتم دماءنا فخرجوا بهم فأنزلوهم منى فأقاموا مدة ثم خرجوا إلى الطائف وبها توفي ابن عباس وصلى عليه محمد فبقينا معه فلما كان الحج وافى محمد بأصحابه فوقف ووقف نجدة بن عامر الحنفي في الخوارج ناحية وحجت بنو أمية على لواء فوقفوا بعرفة وعن محمد بن الجبير أن الذي أقام الحج ابن الزبير وحج ابن الحنفية في الخشبية أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من منى فخفت الفتنة فجئت ابن الحنفية فقلت يا أبا القاسم اتق الله فإنا في مشعر حرام في بلد حرام والناس وفد الله فلا تفسد عليهم حجهم فقال والله ما أريد ذلك ولكني أدفع عن نفسي وما أطلب هذا الأمر إلا أن لا يختلف علي فيه اثنان فائت ابن الزبير وكلمه عليك بنجدة فكلمه فجئت ابن الزبير فقال أنا أرجع قد اجتمع علي وبايعني الناس وهؤلاء أهل خلاف قلت إن خيرا لك الكف قال أفعل ثم جئت نجده الحروري فأجده في أصحابه وعكرمه عنده فقلت استأذن لي عليه قال فدخل فلم ينشب أن أذن لي فدخلت فعظمت عليه وكلمته فقال أما أن أبتدئ أحدا بقتال فلا قلت إني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم فقالوا لا نقاتل فلم أر في تلك الألوية أسكن من أصحاب ابن الحنفية ووقفت تلك العشية إلى جنبه فلما غابت الشمس التفت إلي فقال يا أبا سعيد ادفع فدفعت معه فكان أول من دفع قال خليفة في سنة خمس وستين دعا ابن الزبير ابن الحنفية إلى بيعته فأبى فحصره في شعب بني هاشم وتوعدهم حتى بعث المختار أبا عبد الله الجدلي إلى ابن الحنفية في أربعة آلاف سنة ست فأقاموا معه حتى قتل المختار في رمضان سنة سبع وستين
الواقدي حدثني جعفر بن محمد الزبيري عن عثمان بن عروة عن أبيه وحدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة وغيره قالوا كان المختار أشد شيء على ابن الزبير وجعل يلقي إلى الناس أن ابن الزبير كان يطلب هذا الأمر لابن الحنفية ثم ظلمه وجعل يعظم ابن الحنفية ويدعوا إليه فيبايعونه سرا فشك قوم وقالوا أعطينا هذا عهودنا أن زعم أنه رسول ابن الحنفية وهو بمكة ليس منا ببعيد فشخص إليه قوم فأعلموه أمر المختار فقال نحن قوم حيث ترون محبوسون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن ولوددت أن الله انتصر لنا بمن يشاء فاحذروا الكذابين قال وكتب المختار كتابا على لسان ابن الحنفية إلى إبراهيم بن الأشتر وجاءه يستأذن وقيل المختار أمين آل محمد ورسولهم فأذن له ورحب به فتكلم المختار وكان مفوها ثم قال إنكم أهل بيت قد أكرمكم الله بنصرة آل محمد وقد ركب منهم ما قد علمت وقد كتب إليك المهدي كتابا وهؤلاء الشهود عليه فقالوا نشهد أن هذا كتابه ورأيناه حين دفعه إليه فقرأه إبراهيم ثم قال أنا أول من يجيب قد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك فقل ما بدا لك ثم كان يركب إليه ( في كل يوم ) فزرع ذلك في الصدور وبلغ ذلك ابن الزبير فتنكر لابن الحنفية وجعل أمر المختار يغلظ وتتبع قتله الحسين فقتلهم وجهز ابن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد الله بن زياد فظفر به ابن الأشتر وبعث برأسه إلى المختار فبعث به إلى ابن الحنفية وعلي بن الحسين فدعت بنو هاشم للمختار وكان ابن الحنفية لا يحب كثيرا مما يأتي به وكتب المختار إليه لمحمد المهدي من المختار الطالب بثأر آل محمد أبو غسان النهدي حدثنا عمر بن زياد عن الأسود بن قيس قال لقيت رجلا من عنزة فقال انتهيت إلى ابن الحنفية فقلت السلام عليك يا مهدي قال وعليك السلام قلت إن لي حاجة فلما قام دخلت معه فقلت ما زال بنا الشين في حبكم حتى ضربت عليه الأعناق وشردنا في البلاد وأوذينا ولقد كانت تبلغنا عند أحاديث من وراء وراء فأحببت أن أشافهك فقال إياكم وهذه الأحاديث وعليكم بكتاب الله فإنه به هدي أولكم وبه يهدى آخركم ولئن أوذيتم لقد أوذي من كان خيرا منكم ولأمر آل محمد أبين من طلوع الشمس ابن عيينة حدثنا أبو الجحاف شيعي عن رجل ( من أهل البصرة ) قال أتيت ابن الحنفية حين خرج المختار فقلت إن هذا خرج عندنا يدعو إليكم فإن كان أمركم اتبعناه قال سآمرك بما أمرت به ابني هذا إنا أهل بيت لا نبتز هذه الأمة أمرها ولا نأتيها من غير وجهها وإن عليا كان يرى أنه له ولكن لم يقاتل حتى جرت له بيعة ابن عيينة عن ليث عن منذر الثوري عن محمد بن علي سمعت أبا هريرة يقول لا حرج إلا في دم امرئ مسلم فقلت يطعن على أبيك قال لا بايعه أولو الأمر فنكث ناكث فقاتله وإن ابن الزبير يحسدني على مكاني ود أني ألحد في الحرم كما ألحد
-
الثوري عن الحارث الأزدي قال قال ابن الحنفية رحم الله امرأ أغنى نفسه وكف يده وأمسك لسانه وجلس في بيته له ما احتسب وهو مع من أحب ألا إن أعمال بني أمية أسرع فيهم من سيوف المسلمين ألا إن لأهل الحق دولة يأتي بها الله إذا شاء فمن أدرك ذلك كان عندنا في السهم الأعلى ومن يمت فما عند الله خير وأبقى أبو عوانة حدثنا أبو حمزة قال كانوا يقولون لابن الحنفية سلام عليك يا مهدي فقال أجل أنا مهدي أهدي إلى الرشد والخير اسمي محمد فقالوا سلام عليك يا محمد أو يا أبا القاسم روى الربيع بن منذر الثوري عن أبيه قال قال محمد بن الحنفية لوددت أني فديت شيعتنا هؤلاء ببعض دمي ثم قال بحديثهم الكذب وإذا عتهم السر حتى لو كانت أم أحدهم لأغرى بها حتى تقتل قال ابن سعد قتل المختار في سنة ثمان وستين وفي سنة تسع بعث ابن الزبير أخاه عروة إلى محمد بن الحنفية يقول إني غير تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في الحبس وقد قتل الله الكذاب الذي كنت تدعي نصرته وأجمع أهل العراق علي فبايع فقال يا عروة ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والاستخفاف بالحق وما أغفله عن تعجيل عقوبة الله ما يشك أخوك في الخلود ووالله ما بعث المختار داعيا ولا ناصرا ولهو كان أشد إليه انقطاعا منه إلينا فإن كان كذابا فطالما قربه على كذبه وإن كان غير ذلك فهو أعلم به وما عندي خلاف ما أقمت في جواره ولو كان لخرجت إلى من يدعوني ولكن ها هنا لأخيك قرن وكلاهما يقاتلان على الدنيا عبد الملك فلكأنك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك وإني لأحسب ( أن ) جواره خير من جواركم ولقد كتب إلي يعرض علي ما قبله ويدعوني إليه قال عروة فما يمنعك قال أستخير الله وذلك أحب إلي من صاحبك فقال بعض أصحاب ابن الحنفية والله لو أطعتنا لضربنا عنقه فقال وعلى ماذا رجل جاء برسالة من أخيه وأنتم تعلمون أن رأيي لو اجتمع الناس علي سوى إنسان لما قاتلته فانصرف عروة وأخبر أخاه وقال ما أرى لك أن تعرض له دعه فليخرج عنك فعبد الملك أمامه لا يتركه يحل بالشام حتى يبايعه وهو فلا يبايعه أبدا حتى يجمع عليه الناس أبو عوانة عن أبي جمرة قال سرنا مع ابن الحنفية من الطائف إلى أيلة بعد موت ابن عباس وكان عبد الملك قد كتب له على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يتفق الناس على رجل واحد فإذا اصطلحوا على رجل بعهد الله وميثاقه في كلام طويل فلما قدم محمد الشام كتب إليه عبد الملك إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي ونحن يومئذ سبعة آلاف فبعث إليه على أن تؤمن أصحابي ففعل فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الله ولي الأمور كلها وحاكمها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والذي نفس محمد بيده ليعودن فيه الأمر كما بدأ الحمد الله الذي حقن دماءكم وأحرز دينكم من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل كل ما هو آت قريب عجلتم بالأمر قبل نزوله والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد أمر آل محمد مستأخر قال فبقي في تسع مئة فأحرم بعمرة وقلد هديا فلما أردنا أن ندخل الحرم تلقتنا خيل ابن الزبير فمنعتنا أن ندخل فأرسل إليه محمد لقد خرجت وما أريد قتالا ورجعت كذلك دعنا ندخل فلنقض نسكنا ثم لنخرج عنك فأبى قال ومعنا البدن مقلدة فرجعنا إلى المدينة فكنا بها حتى قدم الحجاج وقتل ابن الزبير ثم سار إلى العراق فلما سار مضينا فقضينا نسكنا وقد رأيت القمل يتناثر من ابن الحنفية قال ثم رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي اسنادها ثابت الواقدي حدثنا موسى بن عبيدة عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال وفدت مع أبان على عبد الملك وعنده ابن الحنيفة فدعا عبد الملك بسيف رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ودعا بصقيل فنظر فقال ما رأيت حديدة قط أجود منها قال عبد الملك ولا والله ما أرى الناس مثل صاحبها يا محمد هب لي هذا السيف قال ( محمد ) أينا أحق به فليأخذه قال ( عبد الملك ) إن كان لك قرابة فلكل قرابة فأعطاه محمد إياه ثم قال يا أمير المؤمنين ( إن ) هذا وأشار إلى الحجاج قد استخف بي وآذاني ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها قال لا إمرة له عليك فلما ولى محمد قال عبد الملك للحجاج أدركه فسل سخيمته فأدركه فقال إن أمير المؤمنين قد أرسلني اليك لأسل سخيمتك ولا مرحبا بشيء ساءك قال ويحك يا حجاج اتق الله واحذر ما من صباح إلا والله في كل عبد من عبادة ثلاث مئة وستون لحظة إن أخذ أخذ بمقدرة وأن عفا عفا بحلم فاحذر الله فقال لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه قال وتفعل قال نعم قال صرم الدهر الثوري عن مغيرة عن أبيه أن الحجاج أراد يضع رجله على المقام فزجره ابن الحنفية ونهاه إسرائيل حدثنا ثوير قال رأيت ابن الحنفية يخضب بالحناء والكتم وعن أبي مالك أنه رأى ابن الحنفية يرمي الجمار على برذون أشهب وروي الثوري عن الشيباني رأيت على ابن الحنفية مطرف خزأ أصفر بعرفة وعن رشدين بن كريب رأيت ابن الحنفية يعتم بعمامة سوداء ويريخها شبرا أو دونه وقال عبد الواحد بن أيمن رأيت على ابن الحنيفة عمامة سوداء وقيل لابن الحنفية لم تخضب قال أتشبب به للنساء أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال أرسلني أبي إلى محمد بن الحنفية فإذا هو مكحل مصبوغ اللحية بحمرة فرجعت فقلت لأبي بعثتني إلى شيخ مخنث قال يا ابن اللخناء ذاك محمد بن علي قال ابن سعد أنبأنا محمد بن الصلت حدثنا ربيع بن منذر عن أبيه قال كنا مع ابن الحنفية فأراد أن يتوضأ فنزع خفيه ومسح على قدميه قلت هذا قد يتعلق به الإمامية وبظاهر الآية لكن غسل الرجلين شرع لازم بينه لنا الرسول اللهم صل عليه وقال ويل للأعقاب من النار وعليه عمل الأمة ولا اعتبار بمن شذ قال رافضي فأنتم ترون مسح موضع ثلاث شعرات بل شعرة من الرأس يجزئ والنص فلا يحتمل هذا ولا يسمى من اقتصر عليه ماسحا لرأسه عرفا ولا رأينا النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ولا أحد من أصحابه اجتزأ بذلك ولا جوزه فالجواب أن الباء للتبعيض في قوله برؤوسكم وليس الموضع يحتمل تقريره هذه المسألة قال الواقدي حدثنا عبد الله بن جعفر عن صالح بن كيسان عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال لم يبايع أبي الحجاج ( لما قتل ابن الزبير ) بعث ( الحجاج ) إليه أن قد قتل عدو الله فقال إذا بايع الناس بايعت قال والله لأقتلنك قال إن الله في كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة ( في كل لحظة ثلاث مئة وستون قضية ) فلعله أن يكفيناك ( في قضية من قضاياه ) وكتب الحجاج فيه إلى عبد الملك بذلك فأعجب عبد الملك قوله وكتب بمثلها إلى طاغية ( الروم ) وذلك أن صاحب الروم كتب إلى عبد الملك يتهدده بأنه قد جمع له جموعا كثيرة وكتب إلى الحجاج قد عرفنا أن محمد ليس عنده خلاف فارفق به فسيبايعك فلما اجتمع الناس على عبد الملك وبايع له ابن عمر قال ابن عمر لمحمد ما بقي شيء فبايع فكتب بالبيعة إلى عبد الملك وهي أما بعد فإني لما رأيت ( الأمة ) قد اختلفت اعتزلتهم فلما أفضى الأمر إليك وبايعك الناس كنت كرجل منهم فقد بايعتك وبايعت الحجاج لك ونحن نحب أن تؤمننا وتعطينا ميثاقا على الوفاء فإن الغدر لا خير فيه فكتب إليه عبد الملك إنك عندنا محمود أنت أحب إلينا وأقرب بنا رحما من ابن الزبير فلك ذمة الله ورسوله أن لا تهاج ولا أحد من أصحابك بشيء قال أبو نعيم الملائي مات ابن الحنفية سنة ثمانين وقال الواقدي أنبأنا زيد بن السائب قال سألت عبد الله بن الحنيفة أين دفن أبوك قال بالبقيع سنة إحدى وثمانين في المحرم وله خمس وستون سنة فجاء أبان بن عثمان والى المدينة ليصلي عليه فقال أخي ما ترىفقال أبان أنتم أولى بجنازتكم فقلنا تقدم فصل فتقدم الواقدي حدثنا علي بن عمر بن علي بن الحسين عن عبد الله بن محمد بن عقيل سمعت ابن الحنفية سنة إحدى وثمانين يقول لي خمس وستون سنة جاوزت سن أبي فمات تلك السنة وفيها أرخه أبو عبيد وأبو حفص الفلاس وانفرد المدائني فقال مات سنة ثلاث وثمانين