متى يوقظها القدر ويدعوها للتداعي؟!
متى يوقظها القدر ويدعوها للتداعي؟!
أضع أوراقي على قارعة الطريق الطويل وأترك الأحداث تخط صداها ؟ أم أخشى أن تزوٌر الحقيقية ؟ فقلد زُوٌرت في أكثر مأ خطته لنا الأيام ....!
وهنا احتار وأندم ندامة الكسعٌي على اكثر ما خطته الأيام التي لم تستطيع إلا أن تأتي إلينا مخلخة البناء, مرتعشة الفؤاد , حالمة أحلام اليقظة , مخالفاً للتجسيد الصحيح للبناء الذاتي عندي , فهندسة البناء في الاحجار او في مركبة الفضاء تعبير وتمثيل لهندسة الذات عند الإنسان
, ومن الصور القلقة في خاطري الآن يتراءى لي ان كل بناء في هذا الكون ترقد في أعماقه منيٌته, ولكن متى يوقظها القدر ويدعوها للتداعي ؟! لا أدري فهذه آجال في ذمة الغيب مواقيتها.
فـ روح التشاؤم تلازم كل التصرفات , قليلاً ما أجد شجرة خضراء مورقة ألبسها الربيعٌ أجمل الملابس , فاسند على جذعها فكرة التداعي عندي لتحميها من الانهيار وتمنحها شيئاً من النضارة وتصونها من غراب البين! , فهو الرمز المشؤوم الذي لا يختار من الأشجار إلا اليابسة أعوادها والجافة أوراقها من الحياة .....!
وفي المقارنة بين حمامة الدوح وغراب البين وبومة الخراب تجري بنا المقادير وتحملنا فوق الأعواد اليابسة التي اختارها غراب البين نذيراً بالنهاية ! فما راينا شجرة خضراء ظلت ملاذ للإنسان الخائف , أبداً , فهي خائفة وملاحقة بالفناء مثله ...!
قد تكون هذه الحالة التي تتأرجح بي في هذه الومضات الفلسفية بين ماضٍ صار ذكرى وحاضر صار إلى شكوى , سببه عسر الهضم النفسي الذي شاخ وعجز عندي عن ان يهضم واقعه اليوم !
فالحياة تجدد شبابها فينا وفي كل الكائنات!
فنحنُ هدف لها وهي وسيلة لنا, والغاية بين الوسيلة والهدف جريحة في اقصى الطريق لا يرها إلا الذكي الذي استزاد بالعلم المفيد وصقل مواهبه وحرص على تحريك مكامن إبداعاته .
