شكّل شهر رمضان في السنوات الماضية مادة مثيرة للجدل في الأوساط الكروية خصوصاً في أوروبا حيث تباينت الآراء حول مدى إمكانية تأقلم اللاعبين الصائمين عن الطعام والشراب مع التدريبات القاسية وجدول المباريات المزدحم للأندية الأوروبية.
ولم يختلف هذا العام أيضاً عن الأعوام السابقة حيث شكّل شهر رمضان مادة صحفية دسمة نظراً لكثرة الأخبار المتعلقة بمدى إمكانية اللاعبين صوم شهر رمضان مع انطلاق الموسم الكروي الجديد في أوروبا.
يلقي موقع FIFA.com نظرة على عدد من الأمثلة التي نجح فيها اللاعبون في التأقلم مع صيام شهر رمضان وتحقيق نجاح كبير مع أنديتهم.
صعوبات عديدة
على الرغم من صعوبة التأقلم مع صيام شهر رمضان والإمتناع عن الشرب والأكل لفترات طويلة، إلا أن المهاجم المالي لنادي أشبيلية الأسباني فريدريك كانوتي اعتبر دوماً بأنه يستطيع التعامل مع صوم شهر رمضان بدون التأثير على قدراته.
وقال كانوتي "من الصعب دائماً الحفاظ على الصوم هنا في جنوب أسبانيا لأن الجو حار جداً ولكني أستطيع التأقلم مع ذلك."
وأضاف كانوتي الذي سجل هدفاً لأشبيليه خلال شهر رمضان من العام الماضي أمام أوساسونا "خلال شهر رمضان أعطي كل ما لدي للنادي وأحاول أن لا أخذل زملائي أو الجمهور. الجميع هنا جيد معي ويتفهمون الوضع."
وأكد المالي مامادو ديارا المحترف في ريال مدريد الأسباني أن صيام شهر رمضان هو أمر صعب ولكنه نجح في التأقلم معه حيث قال "كل مدرب احترم قراري. إنها أيام صعبة خلالها يحتاج إلى الأكل ولكن الأمر يستمر شهر واحد فقط."
أما قائد المنتخب الجزائري ولاعب نادي بوخوم الألماني عنتر يحيى، فتحدّث عن الصعوبات التي تواجه اللاعب الصائم خلال شهر رمضان.
وقال "العام الماضي لعبنا مباراة ضد المنتخب الزامبي في شهر رمضان بعد الإفطار، حيث تناولنا وجبة الإفطار في السابعة مساءاً ولعبنا في الساعة العاشرة، أي بعد ثلاث ساعات. كان الأمر صعباً للغاية، لكنّ الإيمان في النهاية هو ما يقوّينا ويساعدنا على تجاوز الصعوبات."
أمثلة مختلفة
هناك الكثير من الأمثلة حول تعاون الأندية مع اللاعبين المحترفين خلال شهر رمضان وأبرز دليل على ذلك نادي إيندهوفن الهولندي الذي يضع نظاماً غذائياً خاصاً للاعبيه إبراهيم أفلاي وعثمان البقال ونورالدين أمرابط من أجل مساعدتهم في التدريبات والتركيز على السوائل والعصائر لتعويض ما يفقده اللاعبون خلال الصوم.
وفي هولندا أيضاً، يبرز جلياً التعاون الجيد خلال شهر رمضان بين نادي أياكس أمستردام والثنائي المغربي إسماعيل العيساتي ومنير الحمداوي والذي نجح يوم السبت الماضي في قيادة فريقه للفوز بنتيجة 3-0 على رودا كيركراده بتسجيله لهدفين.
أما في ألمانيا، لا يشكّل صيام المغربي عادل شيحي واللبناني يوسف محمد أي مشكلة لنادي كولن الذي يعتبر بأن الأمر حرية شخصية ويظهر النادي أيضاً تفهماً كبيراً لما يقوم به الثنائي.
ويقول المتحدث بإسم النادي كريستوفر ليمبيروبولوس "لقد قاما بالأمر لعدة سنوات ولهذا يعلمان ما هي ردة فعل جسميهما للأمر. إنهما يقومان بما قاما به دائماً وهو ممارسة ما يؤمنون به والعمل كمحترفين في نفس الوقت."
وتحدث مدير نادي كولن ماركوس رويرت فاعتبر بأن قائد الفريق يوسف محمد يمكنه الإفطار في أوقات معينة نظراً لسفر الفريق لمسافات طويلة قبل المباريات حيث قال "أيام السبت نقوم بالإنتقال مسافات طويلة وهو ما يجعل يوسف مسافراً وبالتالي يمكنه الأكل والشرب طوال اليوم."
ترخيص الإفطار
كان لافتاً ما قام به المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وهيئات كرة القدم للاعبين المسلمين المحترفين في الدوري الألماني بترخيص تناول الطعام خلال شهر رمضان للاعبين المحترفين وذلك بناءاً على قرار من جامع الأزهر في القاهرة والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
ورحّب رئيس أس في فرانكفورت بيرند ريزيج بالقرار، معتبراً أنه "يسمح للاعب المحترف بأداء عمله الرياضي على أعلى مستوى مع الإحترام الكامل لمعتقداته الدينية".
أما في صربيا، فقد أجاز مفتي بلجراد أجاز للاعب الغاني محمد-أوال عيسى المحترف في نادي ريد ستار بلجراد بتناول وجبات خفيفة في أثناء المباريات التي يشارك فيها خلال شهر رمضان.
وقال المتحدث بإسم النادي ماركو نيوكولوفسكي أن المفتي "أجاز لعيسى تناول بعض الطعام عندما يشعر بالضعف في أيام إقامة المباريات. كان عيسى مرتبكاً بعض الشيء، نظراً لأنه متدين ولكنه في نفس الوقت شعر بالإرتياح."
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)