"انفلونزا البعير"!
استوقفت عالم الكيمياء "فرج" حالتا الوفاة اللتان سقطتا بمرض "انفلونزا الخنازير" بهذه السرعة، منذ بدء "الجولة الثانية" لهذا المرض اللعين، قبل أيام، وبدأ يشك، فعليا، بوجود "مؤامرة" مقصودة، للإطاحة بالعرب، من خلال فيروسات مهجنة، في المختبرات الغربية!
وكان فرج قد تساءل كثيرا، منذ اندلاع هذا المرض، عن تلك التسمية الغريبة، التي أطلقت، عليه (انفلونزا الخنازير)، تحديدا، ولماذا لم يطلق عليه، مثلا، "انفلونزا الشحارير"، أو "انفلونزا البلابل"، أو حتى "انفلونزا الزهور"، على اعتبار أن الغرب مغرم بسائر صنوف العذوبة والرومانسية والشفافية، فتأكد له أن الاسم مقصود، نظرا لمعرفة الغرب بمدى كره العرب لهذا الحيوان، فاختاروه اسما للمرض الموجه إلى البلاد العربية، ليكون الفتك النفسي أشد وأبلى في ضحاياه العرب.
وخطر ببال فرج أن يفحص "النسخة المعدلة" من إنفلونزا الخنازير، التي وصلت حديثا، للوقوف على "الفيروسات" المكونة لها، ولمعرفة أسباب إطاحتها بالمرضى العرب على هذا النحو السريع!
هيأ فرج دوارقه وأجهزته، وبدأ يحلل مكونات المرض من الفيروسات، ووصل إلى النتائج الآتية:
-"فيروس" سايكس وبيكو
-"فايروس" وعد بلفور
-"فايروس" الثنائي بوش
-"فايروس" كامب ديفيد
-"فايروس" الهيمنة على مقدرات الشعوب
-"فايروس" هنتنغتون في صراع الحضارات
-"فايروس" القطب الأوحد
توقف فرج عند هذا الكم الهائل من الفيروسات، الداخلة في تركيبة هذا المرض اللعين، فقد كانت جميعها فيروسات مألوفة، من النسخة الأولى، التي كانت قد وصلتنا قبل سنوات، وراح يبحث عن التعديلات الشيطانية المضافة، ذلك أن فرج يعلم، جيدا أن العرب قد تحصنوا، تماما، ضد تلك الفيروسات "القديمة" ولم يعد يطيح بهم، أي فيروس مماثل لـ"سايكس" و"بيكو" أو "بلفور"، أو الثنائي "بوش"، بل إنهم قد أعادوا، فعلا، اختراع تلك الشخصيات، بنسخ عربية، يمكنها أن تطلق لليهود، أكثر من وعد بإقامة وطن قومي إضافي لهم إذا شاؤوا، وعلى أي بقعة عربية يختارونها!
مثلما خرجت من بينهم شخصيات قابلة، لتفتيت المقسوم من الدول العربية، إلى دويلات أكثر مما تخيل "سايكس" و"بيكو"، بل أصبح لديهم استعداد لمنح كل قبيلة عربية دولة من رقعة الدولة الأصلية، على قاعدة "ومن يهن يسهل الهوان عليه..."!
أعيت الحيلة "فرج" في اكتشاف المكونات الإضافية لإنفلونزا الخنازير، لكنه راح يرقص طربا، حين خطرت بباله فكرة "جهنمية" للرد على الغرب بمرض مماثل يصنع في المختبرات العربية، هذه المرة!
كانت أول تسمية بديهية خطرت بذهن فرج لمرضه المقترح هي "انفلونزا البعير"، على قاعدة أن الغرب يمقتون هذا الحيوان، ويعتبرونه "رمزا عربيا خالصا"!
هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فقد اختار فرج البعير، لأنه يمثل فعليا، حالة "الصبر العربي" الطويلة، التي لم تعد قابلة للانفجار، مطلقا، ولا حتى بصاعق نووي!
أما توليفة "الصبر" التي راح يعمل عليها، فرج، فتعمد أن يضع فيها كل ما لم يعد يرغب "الغرب" بوجوده، في بلاده، مطلقا، بعد أن أباده عن بكرة أجداده، حتى يكون حجم التأثير مضاعفا، والمؤلفة من الآتي:
-"فيروس" الصبر على القمع والاستبداد والطغيان
-"فيروس" الصبر على الجوع والفقر والبطالة
-"فيروس" الصبر على الهراوات
-"فيروس" الصبر على الزنازين والمعتقلات
-"فيروس" الصبر على الساسة المخلدين
-"فيروس" الصبر على التمادي الصهيوني واحتلال المقدسات
-"فيروس" الصبر على معاهدات السلام
-"فيروس" الصبر على الفساد والرشاوى ونهب الأموال
-"فيروس" الصبر على القطرية وتمزيق الأوطان
-"فيروس" الصبر على التدخلات الأجنبية، بشقيها العسكري والسياسي
اكتفى فرج بهذا المزيج من مركبات "الصبر العربي"، التي كان واثقا بأن "فيروسا" واحدا منها كفيل بالإطاحة بالغرب كله، وهيأ عبوات كثيرة من "انفلونزا البعير"، وأرسلها إلى الغرب.. وجلس ينتظر النتائج!
مشكورررررررررررررررررررررررررر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)